انتقل إلى المحتوى

التواب (أسماء الله الحسنى)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

من أسمائه سبحانه: التّواب، وهو من صيغ المبالغة، وصيغ المبالغة إذا اتصلت بأسماء الله الحسنى، فتعني الكم والنوع، يعني يغفر جميع الذنوب كماً، ويغفر أكبر الذنوب نوعاً.[1]

التواب لغويًا واصطلاحًا

[عدل]

‌والتَّوَّابُ: (فعال) من تاب يتوب أي يقبل توبة عباده كما قال عز وجل: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده}، وقال: {غافر الذنب وقابل التوب}. فالله تعالى يقبل توبة عباده. [2]

و«فعال» من أبنية المبالغة مثل ضراب للكثير الضرب، وقتال للكثير القتل كما قال الشاعر:

أخا الحرب لباسًا إليها جلالها … وليس بولاج الخوالف أعقلا

فجاء تواب على أبنية المبالغة لقبوله توبة عباده وتكرير الفعل منهم دفعة بعد دفعة، وواحدًا بعد واحد على طول الزمان وقبوله عز وجل ممن يشاء أن يقبل منه، فلذلك جاء على أبنية المبالغة، فالعبد يتوب إلى الله عز وجل ويقلع عن ذنوبه والله يتوب عليه أي يقبل توبته، فالعبد تائب والله تواب.[2]

والتَّوَّابُ: هو الذي يتوب على عبده، ويقبل توبته كلما تكررت التوبة تكرر القبول وهو حرف يكون لازما ويكون متعديا. يقال: تاب الله على العبد: بمعنى وفقه للتوبة. فتاب العبد كقوله تعالى: (ثم تاب عليهم ليتوبوا)[3] ومعنى التوبة: عود العبد إلى الطاعة بعد المعصية.[4]

والتَّوَّابُ: هو الذي يتوب على من يشاء من عبيده ويقبل توبته.[5]

التَّوَّابُ: هُوَ الَّذِي يرجع إِلَى تيسير أَسبَاب التَّوْبَة لِعِبَادِهِ مرّة بعد أُخْرَى بِمَا يظْهر لَهُم من آيَاته ويسوق إِلَيْهِم من تنبيهاته ويطلعهم عَلَيْهِ من تخويفاته وتحذيراته حَتَّى إِذا اطلعوا بتعريفه على غوائل الذُّنُوب استشعروا الْخَوْف بتخويفه فَرَجَعُوا إِلَى التَّوْبَة فَرجع إِلَيْهِم فصل الله تَعَالَى بِالْقبُولِ.[6]

وقال إسماعيل التيمي الأصبهاني: وَمن أَسْمَائِهِ تَعَالَى: ‌ التَّوَّابُ، وَمَعْنَاهُ: يقبل تَوْبَة عباده إِذَا أذنبوا، ويقبلهم إِذَا استقالوا والمخلوق تواب، لِأَنَّهُ يَتُوب إِلَى اللَّه، وَالله تواب يقبل تَوْبَة العَبْد.[7]

وروده في القرآن الكريم

[عدل]

قد ورد في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، ستة مواضع معرفاً بأل، كما في قوله تعالى:﴿فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ،وقد ورد أيضاً في ستة مواضع، منوناً، كما في قوله تعالى:﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ، وكان من دعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ۝١٢٨[8]

التّواب له عدة معان

[عدل]
  • الأول: أن التّواب هو الذي شرع التوبة لعبادة وجعلها محض تفضيل منه وكرم وجودٍ، ولم يكن بدلالة العقل أن الإنسان حينما يخطئ ثم يقلع عن ذنوبه، أن يسامح ويعفى من الذنب إلا أن هذا كان فضلاً من الله، الذي شرع لعباده التوبة من الذنوب.
  • الثاني: الله التواب الذي يوفق عباده إلى التوبة، ويبعث في قلوبهم الرغبة فيها، فإن العبد لم يكن ليتوب لولا توفيق الله عز وجل لذلك هو سبحانه يوفق من يشاء من عباده، ويعينهم على التوجه إلى التوبة
  • الثالث: أن الله يثبت العباد على التوبة، فإن العبد ربما تاب اليوم ونكث غدًا، وهكذا حتى يصبح مضطربًا، لا يستقر على حال من القلق.
  • الرابع: أنه يقبل التوبة عن عباده، كما قال سبحانه: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ۝٢٥[9] ،إن الله يغفر الذنب مهما عظم، إذا تاب العبد منه وأناب، فالله سبحانه وتعالى هو الغفور الرحيم.

المصادر

[عدل]
  1. ^ اسم الله التواب - النابلسي نسخة محفوظة 14 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ ا ب أبو القاسم الزجاجي، عبد الرحمن بن إسحاق البغدادي النهاوندي الزجاجي (1986م). اشتقاق أسماء الله (ط. الثانية). مؤسسة الرسالة. ج. 62/1.
  3. ^ سورة التوبة: الآية 118.
  4. ^ أبو سليمان الخطابي، حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي (1984م). شأن الدعاء (ط. الأولى). دار الثقافة العربية. ج. 90/1.
  5. ^ أبو بكر البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني (1401هـ). الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث (ط. الأولى). بيروت: دار الآفاق الجديدة. ج. 59/1.
  6. ^ أبو حامد الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الطوسي (1987م). المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى (ط. الأولى). قبرص: الجفان والجابي. ج. 139/1.
  7. ^ إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة، أبو القاسم الأصبهاني (1999م). الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (ط. الثانية). الرياض. ج. 156/1. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= و|سنة= لا يطابق |تاريخ= (مساعدة)صيانة الاستشهاد: مكان بدون ناشر (link)
  8. ^ سورة البقرة 128
  9. ^ سورة الشورى 25

كتب

[عدل]
  • كتاب مع الله - الدكتور: سلمان العودة
الرقمأسماء الله الحسنىالوليد الصنعانيابن الحصينابن مندهابن حزم ابن العربيابن الوزيرابن حجر البيهقيابن عثيمينالرضوانيالغصن بن ناصربن وهفالعباد
80 التواب