جيلاك: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
(4 مراجعات متوسطة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة)
سطر 138: سطر 138:


=== علم الوراثة ===
=== علم الوراثة ===
{{أيضا| التاريخ الجيني للشرق الأوسط}}
{{أيضا|علم الوراثة الأثري للشرق الأدنى}}
يحتل شعبا الجيلكي [[مازندران (محافظة)|ومازاندراني]] المرتبط به بشدةٍ منطقةَ جنوب [[بحر قزوين]] في [[إيران]]، ويتحدثان لغتين تنتميان إلى الفرع الشمالي الغربي من اللغات الإيرانية. اقتُرحَ أن أسلافهم جاؤوا من منطقة [[القوقاز]]، وربما حلوا محل مجموعةٍ سكانيةٍ سابقةٍ جنوبي بحر قزوين.<ref name="مولد تلقائيا3" /> تدعم الأدلة اللغوية هذا الاحتمال حيث تشترك لغتا الجيلكي و[[اللغة المازندرانية|المازندراني]] (على عكس اللغات الإيرانية الأخر) بسماتٍ نمطيةٍ معينةٍ مع اللغات القوقازية.<ref name="مولد تلقائيا3" /> للتثبت من هذا السيناريو جرى تحليل أنماط تباين [[دنا متقدرة|دنا الميتوكوندريا]] (اختصارًا mtDNA) و[[كروموسوم واي]] {{إنج|Y chromosome}} لدى الشعبين الجيلكي والمازاندراني.


استنادًا إلى تسلسلات منطقة فرط التغير الأولى على دنا الميتوكوندريا (اختصارًا {{اختصار مخفي|mtDNA HV1|mitochondrial DNA Hypervariable Region 1}})، فإنَّ الشعبين الجيلكي والمازاندراني يشبهان جيرانهما الجغرافيين واللغويين؛ أي المجموعات الإيرانية الأخرى. ومع ذلك فإن أنواع كروموسوم واي الخاصة بهما تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ تلك الموجودة في مجموعاتٍ من جنوب [[القوقاز]].<ref name="مولد تلقائيا3" /> والاحتمال الذي يفسر هذه الاختلافات هو الأصل جنوب القوقازي لأسلاف الجيلكي والمازاندراني متبوعًا [[انجبال داخلي|بالانجبال الداخلي]] للنساء (وليس الرجال) من الجماعات الإيرانية المحلية؛ وذلك ربما بسبب السكن مع عائلة الزوج.<ref name="مولد تلقائيا3" /> بالنظر إلى أن كلًا من دنا الميتوكوندريا واللغة ينتقلان من الأم، فإن دمج النساء الإيرانيات المحليات كان سيؤدي إلى إبدالٍ متلازمٍ للغة الإيرانية الحالية مع أنواعٍ دنا الميتوكوندريا من الجيلكي والمازاندراني باللغة القوقازية القديمة وأنواع دنا الميتوكوندريا. قد يكون الاستبدال المتلازم للغة ودنا الميتوكوندريا ظاهرةً عامةً أكثر مما تم التعرف عليه سابقًا.
يحتل شعبا الجيلكي [[مازندران (محافظة)|ومازاندراني]] المرتبط به بشدةٍ منطقةَ جنوب [[بحر قزوين]] في [[إيران]]، ويتحدثان لغتين تنتميان إلى الفرع الشمالي الغربي من اللغات الإيرانية. قيل إن أسلافهم جاؤوا من منطقة [[القوقاز]]، وربما حلوا محل مجموعةٍ سكانيةٍ سابقةٍ جنوبي بحر قزوين.<ref name="مولد تلقائيا3" /> تدعم الأدلة اللغوية هذا السيناريو حيث تشترك لغتا الجيلكي و[[اللغة المازندرانية|المازندراني]] (على عكس اللغات الإيرانية الأخر) بسماتٍ نمطيةٍ معينةٍ مع اللغات القوقازية.<ref name="مولد تلقائيا3" /> وللتثبت من هذا السيناريو جرى كذلك تحليل أنماط تباين الكروموسومين ''mtDNA'' و''Y'' لدى شعبي الجيلكي والمازاندراني.


تقع مجموعات الجيلكي والمازاندراني داخل مجموعةٍ رئيسيةٍ تتكون من سكانٍ من [[القوقاز]] وغرب آسيا، وهي قريبة بشكلٍ خاصٍّ من مجموعات جنوب القوقاز؛ الجورجيين والأرمن والأذريين، في حين أن الإيرانيين من [[طهران]] و[[أصفهان]] يقعون على مسافةٍ أبعدَ من هذه الجماعات.<ref name="مولد تلقائيا3" />
واستناداً إلى سلاسل ''mtDNA HV1'' يشبه الجيلكي والمازاندراني جيرانهما الجغرافيين واللغويين أي المجموعات الإيرانية الأخرى. ومع ذلك فإن أنواع كروموسوم ''Y'' الخاصة بهما تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ تلك الموجودة في مجموعاتٍ من جنوب [[القوقاز]].<ref name="مولد تلقائيا3" /> والسيناريو الذي يفسر هذه الاختلافات هو الأصل جنوب القوقازي لأسلاف الجيلكي والمازاندراني متبوعاً بإدخال النساء (وليس الرجال) من الجماعات الإيرانية المحلية، ربما بسبب الأبوية.<ref name="مولد تلقائيا3" /> بالنظر إلى أن كلاً من ''mtDNA'' واللغة ينتقلان من الأم، فإن دمج النساء الإيرانيات المحليات كان سيؤدي إلى إبدالٍ متلازمٍ للغة الإيرانية الحالية مع أنواعٍ ''mtDNA'' من الجيلكي والمازاندراني باللغة القوقازية القديمة وأنواع ''mtDNA''. قد يكون الاستبدال المتلازم للغة و''mtDNA'' ظاهرةً عامةً أكثر مما تم التعرف عليه سابقاً.


=== المجموعات الفردانية ===
تقع مجموعات الجيلكي والمازاندراني داخل مجموعةٍ رئيسيةٍ تتكون من سكانٍ من [[القوقاز]]، وغرب آسيا، وهي قريبة بشكلٍ خاصٍّ من مجموعات جنوب القوقاز؛ الجورجيين والأرمن والأذريين، في حين إن الإيرانيين من [[طهران]] و[[أصفهان]] يقعون على مسافةٍ أبعدَ من هذه الجماعات.<ref name="مولد تلقائيا3" />
{{مفصلة|مجموعة فردانية}}

تُظهر مجموعات شعب الجيلكي تكرارًا عاليًا [[مجموعة فردانية|للمجموعات الفردانية]] على [[هابلوغروب (صبغي Y)|دنا الواي]] وهي {{وإو|Haplogroup R1a|هابلوغروب R1a|نص=R1a}} و{{وإو|هابلوغروب J-M172|Haplogroup J-M172|نص=J2a}} و[[هابلوغروب جي1 - J1 (واي-دي إن إيه)|J1]] و{{وإو|هابلوغروب G-P303|Haplogroup G-P303|نص=G2a3b}}.<ref>Grugni, Viola; Battaglia, Vincenza; Hooshiar Kashani, Baharak; Parolo, Silvia; Al-Zahery, Nadia; et al. (2012). "Ancient Migratory Events in the Middle East: New Clues from the Y-Chromosome Variation of Modern Iranians". PLOS ONE. 7 (7): e41252. Bibcode:2012PLoSO...741252G. doi:10.1371/journal.pone.0041252. PMC 3399854. PMID 22815981.</ref>
=== مجموعات هابلو (هابلوغروبس) ===

تظهر مجموعات شعب الجيلكي تردداً عالياً لمجموعات الفرد ''Y-DNA R1a1a''، و''J2a''، و''​​J1''، و''G2a3b''.
<ref>Grugni, Viola; Battaglia, Vincenza; Hooshiar Kashani, Baharak; Parolo, Silvia; Al-Zahery, Nadia; et al. (2012). "Ancient Migratory Events in the Middle East: New Clues from the Y-Chromosome Variation of Modern Iranians". PLOS ONE. 7 (7): e41252. Bibcode:2012PLoSO...741252G. doi:10.1371/journal.pone.0041252. PMC 3399854. PMID 22815981.</ref>


== مجموعات مندمجة في شعب الجيلكي ==
== مجموعات مندمجة في شعب الجيلكي ==

نسخة 21:14، 31 ديسمبر 2021

شعار مراجعة الزملاء
شعار مراجعة الزملاء
هذه المقالة تخضع حاليًّا لمرحلة مراجعة الزملاء لفحصها وتقييمها، تحضيرًا لترشيحها لتكون ضمن المحتوى المتميز في ويكيبيديا العربية.
تاريخ بداية المراجعة 29 ديسمبر 2021
شعب جيلكي
محافظة جيلان.
واحدة من إحدى وثلاثين محافظةً إيرانيةً.
التعداد الكلي
التعداد
ما بين ثلاثة[1]وأربعة ملايين[2] (2006)
مناطق الوجود المميزة
محافظة جيلان في إيران
اللغات
الدين
الإسلام، غالبية شيعيَّة وأقليَّة سُنيَّة
المجموعات العرقية المرتبطة
مجموعات ذات علاقة

شعب جيلكي أو غيلكي (بالفارسية: گیلک) أو الجيليين أو الجيلانيين (نسبةً إلى إقليم "جيلان") هو الاسم الذي يُطلق على مجموعةٍ عرقيةٍ إيرانيةٍ[3][4] تشكل إحدى المجموعات العرقية الرئيسية التي تقطن شمال غربي إيران، وموطنها الأصلي في منطقة جيلان (أو الديلم قديماً) على ساحل بحر قزوين. ويوجد بعض منهم في المحافظة المتاخمة لها من الشرق مازندَران (أو طيرستان قديماً). يشكل الجيلكي جنباً إلى جنبٍ مع الشعب المازندَراني وثيق الصلة به[5] جزءاً من شعب بحر قزوين الذي يسكن المناطق الساحلية الجنوبية والجنوبية الغربية لهذا البحر.[6]

يتكلم شعب الجيلكي اللغة الجيلية (اللغة الديلمية) القريبة من اللغة المازندرانية،[5] ولا تعتبر الجيلية ولا المازندَرانية لهجةً فارسيةً، لكنهما تتشاركان كلماتٍ مع الكردية والفارسية وباقي اللغات الإيرانية.

يتراوح تعداد شعب جيلكي -بحسب إحصاء العام 2006- ما بين ثلاثةٍ إلى أربعةِ ملايين نسمةٍ.[7][8] وهم يدينون بالإسلام، وينتسب معظمهم للمذهب الشيعي، وبعضهم ينتمي للمذهب السني.

التاريخ

في العصور القديمة كانت هذه المنطقة إحدى مقاطعات بلاد فارس المعروفة باسم "الديلم" (أحياناً "الديلمان" أو "الديلام"). تتوافق منطقة الديلم مع منطقة جيلان الحديثة.[9]

الأصول والتاريخ المبكر

الخريطة الإثنية للقوقاز في القرن الثاني قبل الميلاد تُظهر "الجيليين" في الجزء الجنوبي الشرقي من أتروباتين (في أذربيجان حالياً).

الجيلي في اليونانية القديمة: Γῆλαι،[10] أو Γέλαι،[11] أو Γέλοι،[12] وتعني "جيلاي" Gélai، أو "جيلوي" Géloi، أو "جيليان" Gelians.

الجيليون قبيلة من "السكيثيين" أو "الإصقوت" أو "السكيثيان" Scythian ذكرها الرحالة اليوناني "استرابو" Strabo، وعدد من الكتاب القدامى على أنها تستوطن السواحل الجنوبية الغربية لبحر قزوين فيما يعرف اليوم بمقاطعة "جيلان" الإيرانية، وربما كان اسم المقاطعة "جيلان" مشتقاً من اسم القبيلة "جيلي".[13]

ينحدر الجيليون من الديلم أحد أكثر الشعوب الإيرانية شهرةً في تاريخ إيران. وكانت جيلان قديماً تسمى «الديلم»، ويسمى أهلوها «الديالمة».[14]

ويبدو أن [قوم] "جيلا"، أو "جيليتس" دخلوا المنطقة الواقعة جنوب ساحل بحر قزوين وغرب نهر أماردوس (فيما بعد سافيدرود) في القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، ويعرّفهم ابليني مع الكادوسيين الذين كانوا يستوطنون هناك مسبقاً، ولكن الأرجح أنهم كانوا شعباً منفصلاً قدم من منطقة داغستان، وحلوا مكان الكادوسي. إن المقولة بأن سكان جيلان لديهم بعض الجذور الأصلية في القوقاز مدعوم من قبل كلا علم الوراثة واللغة، إذ إن كروموسوم Y-DNA للجيلكي يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ نظيرَه الموجودَ في الجورجيين وعددٍ من شعوب جنوب القوقاز، في حين إن mtDNA الخاص بهم يشبه إلى حدٍّ كبيرٍ المجموعات الإيرانية الأخرى.[15] كما تشترك لغتهم بسماتٍ نمطيةٍ مع اللغات القوقازية.[16]

المصادر الكلاسيكية

وفقاً للجغرافي اليوناني استرابو (64 ق.م-24 م) شملت قبائل جنوب بحر قزوين Caspian Sea "جيلا"، و"كادوسي"، و"أماردي"، و"ويتي"، و"أناراكاي".[17] وإذا كان هذا الوصف محتملاً -كما يبدو- ويمثل بدقةٍ توزع هذه القبائل من الغرب إلى الشرق، فإن مرابع قبيلة جيلاي ستكون مباشرةً شرق "نهر أراكسيس" على طول الحدود الحالية.[13] ومن المفترض أن أراضيهم غير منتجةٍ نسبياً، وذات قيمةٍ زراعيةٍ أو تعدينيةٍ متدنيةٍ. يَعتبر "ابليني"[هامش 1] أن "جيلاي" Gelae، و"كادوسي" Cadusii مترادفان حيث كادوسي Cadusii هو اسم القبيلة في اليونانية، وجيلاي Gelae هو ما يقابلها في المشرق،[18] وإذا كان على حقٍّ فمن المحتمل أن اسم "جيلان" الحديث مشتق من Gelae "جيلاي".[13]

إقليم "جيلان" في الدولة الساسانية.

وبحسب المؤلف الكلاسيكي السرياني Bardaisan "ابن دَيْصان" (154222) فقد كان لدى الجيليين نساء مسترجلات، مثل مواطني Cumae في ظل الطاغية "أريستودِموس" Aristodemus:

«من بين نساء الجيليين من يزرعن ويحصدن ويبنين ويقمن بجميع الأعمال التي تقوم بها العاملات. يرتدين ملابسَ عاديةً، ولا ينتعلن الصنادل، ولا يتعطرن من العطور المقبولة. وهنَّ لا يُوبَّخن إذا ماارتكبنَ الفاحشة مع الأجانب، أو مع خدمٍ في منازلهن. من ناحيةٍ أخرى يرتدي رجال الجيليين الملابس الملونة، والحليَّ المزخرفة من الذهب والأحجار الكريمة، ويتعطرون بالعطور المقبولة. إنهم يفعلون ذلك ليس لأنهم أكفاء ولكن بسبب قانون. الرجال يحبون الصيد والقتال.[19]»

العصور الوسطى؛ الديلم والديالمة

الدولة البويهية نحو العام 970م.
جندي ديلمي.

كان الاسم الشائع في الحضارة الإسلامية لمنطقة جيلان هو "الديلم" وقصبته (عاصمته) "روزبار" (لعلها رودبار الحالية)، وهو الإقليم الواقع جنوب غربي بحر الخزر (بحر قزوين) ويتاخمه من جهة الجنوب الشرقي إقليم طبرستان (مازندران حالياً) الواقع جنوب بحر الخزر، والراجح أن "الديلم" هو الاسم الفارسيَ لمرابع شعب جيلي (أو قبيلة جيلي كما أطلق عليها استرابو)،[20][21] واللغة الديلمية تنتمي لعائلة اللغات الهندوأوروبية مثل الفارسية والكردية. كان لشعب الديالمة مكانة بارزة أثناء عهد الساسانيين خلال القرن السابع الميلادي بحيث امتدت سلطتهم السياسية إلى بلاد ما بين النهرين.

وأول مواجهةٍ مسجلةٍ بين الديالمة أو الجيلانيس وجيوش العرب المسلمين كانت في معركة جَلَوْلاء في العام 637 م عندما قاد القائد الديلمي "موتا" جيشاً من الديالمة والفرس وأهل الري (طهران). قُتل موتا في المعركة، لكن جيشه المهزوم تمكن من التراجع بشكلٍ منظمٍ. وبعد دخول المنطقة بأسرها في الإسلام بقيت موئلاً لكثيرٍ من حركات التمرد (من الخوارج وغيرهم) خلال العهدين الأموي والعباسي بسبب وعورة تضاريسها وصعوبة غزوها.

في القرن العاشر الميلادي برز الزياريون الذين يُنسَبون إما للديلم وإما لطبرستان، وقد أسسوا دولتهم (927-1090 م) في طبرستان وجرجان جنوب قزوين إلى أن طغى عليهم ظهور البويهيين.[22] أوائل القرن العاشر الميلادي برزت عشيرة من الديلم بزعامة "أبي شجاع البويهي" الذي لمع اسمه قائداً عسكرياً في الدولة السامانية، وبغض الطرف عن النفوذ الديني للخلافة فإن الخلفاء العباسيين تردّت بهمُ الحال حتى لم يبقَ لهم من النفوذ السياسي إلا العراق، وتغلب قادة الجيش على الخليفة، ومع اتساع سلطة الأبناء الثلاثة لأبي شجاعٍ سار أصغرهم أحمد بن بويه (حكم 932-967 م) إلى بغداد ودخلها دونما قتال، وخلع عليه الخليفة المطيع لله (حكم 334-363 هـ/945-975 م) ولقّبه "مُعِزّ الدولة"، ولقب أخاه الأكبر علياً صاحب فارس والأهواز (ذا السلطان الأقوى بين إخوته) "عماد الدولة"، والحسن صاحب الري (طهران) والجبل (شمال إيران) "ركن الدولة"، وأذِنَ أن تُضرب النقود بأسمائهم. خاض معز الدولة حروباً لسنتين حتى استتب له الأمن. كان عضد الدولة (949-983 م) ابن ركن الدولة أعزَّ سلاطين الدولة البويهية التي كانت على المذهب الزيدي، ودامت في بغداد ما بين (932-1055م) حتى دخول السلاجقة.[23] [24]

في ثمانينات القرن السابع الميلادي تأسست في جيلان أسقفية حضرية تابعة للكنيسة النسطورية (أو كنيسة الشرق) تحت حكم شوباليشو،[25] وفي القرنين التاسع والعاشر بعد الميلاد تحول الديالمة تدريجياً إلى المذهب الزيدي، وقد عُرفوا -على ما يبدو- بشدة المراس في الحروب.

بين القرنين التاسع والحادي عشر الميلاديين كانت هناك غارات عسكرية متكررة شنها الروس[هامش 2] بين العامين 864، و1041 على شواطئ بحر قزوين في إيران، وأذربيجان، وداغستان كجزءٍ من حملات بحر قزوين في روسيا.[26] في البدء ظهر الروس في "سيركلاند" في القرن التاسع كتجارٍ مسافرين على طول طريق نهر الفولغا التجاري يبيعون الفراء، والعسل، والرقيق. وقعت أولى الغارات الصغيرة في أواخر القرن التاسع وأوائل القرن العاشر. قام الروس بأول رحلةٍ استكشافيةٍ واسعة النطاق في العام 913 م بعدما وصلوا على متن خمسمئة سفينةٍ، وقاموا بنهب المناطق الغربية من جرجان، وكذلك جيلان، وطبرستان، وأخذوا العبيد ونهبوا البضائع.

وضعتِ الغزوات التركمانية في القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين -والتي شهدت صعود السلالتين الغزنوية والسلجوقية- حداً للدول الديلمية في إيران. ومنذ القرن الحادي عشر الميلادي وحتى صعودِ الصفويين شهدت جيلان حكاماً محليين دفعوا الإتاوات للقوى المهيمنة جنوب سلسلة جبال البُرز Alborz، لكنهم حكموا بشكلٍ مستقلٍ.

في العام 1307 غزا "الإلخان أولجايتو" Ilkhan Öljeitü المنطقة.[27] كانت تلك المرة الأولى التي تخضع فيها المنطقة لحكم المغول بعد فشل الإلخاناتِ المغول وحلفائهم الجورجيين في القيام بذلك في أواخر سبعينات القرن الثالث عشر.[28] بعد العام 1336 بدتِ المنطقة وكأنها مستقلةً مرةً أخرى.

قبل إدخال إنتاج الحرير (في تاريخٍ غير معروفٍ، ولكنه غدا ركيزة الاقتصاد الجيلاني مع حلول القرن الخامس عشر الميلادي) كانت جيلان مقاطعةً فقيرةً. لم تكُ ثمة طرق تجارية دائمة تربط جيلان ببلاد فارس. كانت هناك تجارة صغيرة في الأسماك المدخنة، ومنتجات الأخشاب. ويبدو أن مدينة قزوين كانت في البداية مدينة حصنٍ ضد عصابات الغزاة من الديالمة، وهو دليل ثانٍ على أن اقتصاد المقاطعة لم يكُ ينتج ما يكفي بمفرده لدعم أهليها، وقد آذن هذا بالتغير مع ظهور دودة القز في أواخر العصور الوسطى.

التاريخ الحديث المبكر والحديث

اعترفت جيلان مرتين -لفتراتٍ وجيزةٍ في العامين 1534 و1591- بسيادة الإمبراطورية العثمانية دونما تقديم الجزية إلى الباب العالي.[29]

أنهى الشاه عباس الأول الصفوي حكم "خان أحمد خان" آخر حاكمٍ شبهِ مستقلٍّ لجيلان، وضم المقاطعة مباشرةً إلى دولته، ومن هذا التاريخ فصاعداً سيُعيّن حكام جيلان من قبل الشاه الفارسي. وفي العصر الصفوي استقرت في جيلان أعداد كبيرة من الجورجيين والشركس والأرمن وشعوب القوقاز الأخرى ممن لا يزال أحفادها يقيمون فيها إلى الآن، جرى استيعاب معظم هؤلاء الجورجيين والشركس في الأغلبية الرئيسية للجيلكي، وقد وُصف تاريخ الاستيطان الجورجي من قبل "إسكندر بيغ مونشي" من القرن السابع عشر في كتابه "تاريخ عالم آرا العباسي" Tarikh-e Alam-Ara-ye Abbasi، والمستوطنات الشركسية من قبل "بيترو ديلا فالي" من بين مؤلفين آخرين.[30]

وعاء ذهبي مزخرف من الفترة (1000-1100) قبل الميلاد من موقع مارليك (الذي يرجع إلى العام 3000 ق.م) قرب مدينة "روزبار" غير بعيدٍ عن نهر سافيدرود.
متحف كليفلاند للفن.

أصبحتِ الدولة الصفوية ضعيفةً في نهاية القرن السابع عشر الميلادي، وبحلول أوائل القرن الثامن عشر وقعتِ الإمبراطورية التي كانت قويةً في يومٍ من الأيام في قبضة الحرب الأهلية والانتفاضات. أرسل "بطرس الأول" (حكم 1682-1725) القيصر الروسي الطموح (بطرس الأكبر) حملةً استولت على جيلان، والعديد من المناطق الإيرانية شمالي القوقاز وجنوب القوقاز فضلاً عن مناطقَ أخرى شمال البر الرئيسي لإيران بنتيجة "الحرب الروسية-الفارسية (22-1723"، و"معاهدة سانت بطرسبرغ" اللاحقة في العام 1723.[31] بقيت جيلان وعاصمتها رشت التي احتُلت ما بين أواخر العام 1722، وأواخر مارس/آذار من العام 1723 في حوزة روسيا لنحو عشر سنواتٍ.[32]

أسس القاجاريون حكومةً مركزيةً في بلاد فارس (إيران) في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، إلا أنهم خسروا سلسلةً من الحروب مع روسيا على النفوذ في القوقاز (الحرب الروسية الفارسية (1651-1653)، والحرب الروسية الفارسية (1796)، والحرب الروسية الفارسية (04-1813والحرب الروسية الفارسية (26-1828) مما أدى إلى مكاسبَ هائلةٍ للنفوذ الروسي في منطقة بحر قزوين،[33] والتي دامت إلى العام 1946. احتل الروسُ والقواتُ الروسية المدنَ الجيلانيةَ مثل "رشت" و"أنزالي" واستوطنوها. توجد في معظم المدن الرئيسية في المنطقة مدارس روسية، ويمكن العثور على آثارٍ مهمةٍ للثقافة الروسية -اليومَ- في "رشت" عاصمة المقاطعة. كان المنهاج الروسي إلزامياً في المدارس، واستمرتِ الزيادة الكبيرة في النفوذ الروسي في المنطقة حتى العام 1946، وكان لهذا الوضع تأثير كبير على التاريخ الإيراني إذ إنه أفضى مباشرةً إلى الثورة الدستورية الفارسية. [34] [35] [36]

كانت جيلان منتجاً رئيسياً للحرير في مطلع القرن الخامس عشر الميلادي، ونتيجةً لذلك كانت واحدةً من أغنى المحافظات في إيران، وكان الضم الصفوي في القرن السادس عشر مدفوعاً -جزئياً على الأقل- بتدفق الإيرادات هذا حتى إن تجارة الحرير -مع أنها ليستِ الإنتاجَ- كانت حكراً على التاج، وأهم مصدرٍ منفردٍ للإيرادات التجارية للخزينة الإمبراطورية. في وقتٍ مبكرٍ من القرن السادس عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر كانت جيلان المُصدّر الرئيسي للحرير في آسيا. قام الشاه بتنمية هذه التجارة للتجار اليونان والأرمن، وفي المقابل حصل على جزءٍ محترمٍ من العوائد. بحلول منتصف القرن التاسع عشر أدى وباء قاتل في دود القز إلى شل اقتصاد جيلان متسبباً بضائقةٍ اقتصاديةٍ واسعة النطاق. كان الصناعيون والتجار الناشئون في جيلان غيرَ راضين بشكلٍ متزايدٍ عن حكم القاجاريين الضعيف وغير الفعال، وكانت إعادة توجيه الزراعة والصناعة في جيلان من إنتاج الحرير إلى زراعة الأرز، وإدخال مزارع الشاي ردَّ فعلٍ جزئيٍّ على تراجع صناعة الحرير في المقاطعة.[37]

مقبرة ميرزا كوجك خان في محلة سليمانداراب في مدينة رشت.

بعد الحرب العالمية الأولى أضحت جيلان تُحكم بشكلٍ مستقلٍّ عن الحكومة المركزية في طهران، وتصاعد قلق من أن المقاطعة قد تنفصل بشكلٍ دائمٍ. لعب الجيلكي قبل الحرب دوراً مهماً في الثورة الدستورية لإيران. كان "سباهدار تونكابوني" (راشتي) شخصيةً بارزةً في السنوات الأولى للثورة، وكان ذا دورٍ فعالٍّ في هزيمة "محمد علي شاه قاجار" (حكم 07–1909).[37]

أواخرَ العقد الأول من القرن العشرين تجمع العديد من أبناء جيلان تحت قيادة ميرزا كوجك خان الذي غدا أبرز زعيمٍ ثوريٍّ في شمال إيران في هذه الفترة. أرسلت حركة خان المعروفة باسم حركة جانجال في جيلان (14-1921) لواءً مسلحاً إلى طهران ساعد في خلع الحاكم القاجاري محمد علي شاه. ومع ذلك لم تتقدمِ الثورة بالطريقة التي سعى إليها الدستوريون، وواجهت إيرانُ الكثيرَ من الاضطرابات الداخلية والتدخل الأجنبي، ولا سيما من قبل الإمبراطوريتين البريطانية والروسية.[38] [39]

أثناء الثورة البلشفية وفي غضون بضع سنواتٍ بعدَها شهدتِ المنطقة تدفقاً هائلاً آخر للمستوطنين الروس (فيما يسمى بالمهاجرين البيض)، والعديد من أحفاد هؤلاء اللاجئين موجودون اليوم في المنطقة، وأثناء الفترة نفسها عمل مرفأ "أنزلي" كميناءٍ تجاريٍّ رئيسيٍّ بين إيران وأوروبا. خُلّد "الجانغاليون" Jangalis في التاريخ الإيراني، لقد أمّنوا جيلان ومازاندران بشكلٍ فعالٍ ضد الغزو الأجنبي. ومع ذلك ففي العام 1920 غزتِ القوات البريطانية ميناء بندر أنزلي بينما كان البلاشفة يطاردونها. في خضم هذا الصراع دخل الجنغاليون في تحالفٍ مع البلاشفة ضد البريطانيين، وبلغ هذا التحالف ذروته في إنشاء "الجمهورية السوفييتية الاشتراكية الفارسية" (المعروفة باسم "جمهورية جيلان الاشتراكية")، والتي دامت من يونيو/حزيران من العام 1920 إلى سبتمبر/أيلول من العام 1921.[40] [39]

في فبراير/شباط من العام 1921 سحب السوفيييت دعمهم لحكومة الجانغاليين في جيلان ووقعوا معاهدة الصداقة الروسية الفارسية (1921) مع الحكومة المركزية في طهران. استمر الجنغاليون في النضال ضد الحكومة المركزية حتى هزيمتهم النهائية في سبتمبر/أيلول من العام 1921 عندما عادت السيطرة على جيلان إلى طهران.[40]

الحضارة

الاقتصاد

خريطة توزع الجيليين في إيران بحسب استطلاعٍ في العام 2011. أصلهم من محافظة جيلان ثم انتشروا في أنحاء البلاد.

يعيش شعب الجيلكي بجانب جبال "البرز" Alborz وفي السهول المحيطة المحاذية لبحر الخزر من جهة الجنوب الغربي. ونتيجةً لذلك فإن أولئك الذين يعيشون على طول الجانب الشمالي من هذه الجبال يميلون إلى تربية الماشية، بينما يعتاش أولئك الذين يستوطنون السهول على الزراعة. يلعب الجيليون دوراً مهماً في الاقتصادين الإقليمي والوطني حيث يوفرون جزءاً كبيراً من المواد الزراعية الأساسية في المنطقة مثل الأرز والحبوب،[41] والتبغ،[42] والشاي.[43] تشمل الصناعات الرئيسية الأخرى صيد الأسماك، وصادرات الكافيار، وإنتاج الحرير. [6][44] وفضلاً عن الأنشطة الزراعية يسيطر الجيليون أيضاً على قطاعات التجارة الرئيسية الأخرى في مقاطعة جيلان مثل السياحة، ويتقاسمون المناصب الإدارية والحكومية مع موظفي الخدمة المدنية من مناطقَ أخرى من إيران.

الشعب

يقدر تعداد شعب الجيلكي ما بين ثلاثةٍ[1] وأربعة ملايين[45] (تقدير العام 2006)، وهو يستوطن بشكلٍ أساسيٍّ على طول السواحل الجنوبية الغربية لبحر الخزر، ويشكل إحدى المجموعات العرقية الرئيسية الموجودة في الأجزاء الشمالية الغربية من إيران. يرتبط الجيليون ارتباطاً وثيقاً بالشعب المازندراني المجاور، ومجموعاتٍ أخرى ذوات أصلٍ قوقازيٍّ مثل الجورجيين، والأرمن، والأذريين.[7][5]

السنة 1996 2006 2011 2016[46]
التعداد التقريبي للجيلكي 2,241,896 2,404,861 2,480,874 2,530,696

اللغة

مخطط عائلة اللغات الإيرانية لنيقولاس كونتوفاس. الرموز: W غربية، E شرقية، N شمالية، S جنوبية.

اللغة الجيلية أو الجيلانية عضو في الفرع الشمالي الغربي للغات الإيرانية، وهي اللغة الرئيسية التي يتحدث بها الجيليون، مع لهجاتها الإقليمية والمحلية المختلفة المنتشرة.[47] يجيد الجيليون كلاً من اللغة الجيلية والفارسية القياسية،[48] وبما أن اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية للتعليم في إيران، ونظراً لعدم تشجيع المعلمين استخدامَ اللكنات واللهجات الإقليمية في الصف الدراسي[49] يجري تعلم اللغة الجيلية من قبل الأطفال في المنزل.

طوّر البحاثة المتأخرون فرضياتٍ مختلفةً حول الموقع الأصلي للجيليين وعرقهم ولغتهم. كتب "بيتر فون أولسار"[هامش 3]: «يمكن العثور على آثارٍ لاسم "جيلاي" Gelae في شمالي داغستان».[50] نوقشتِ العلاقة بين اسمي "جيلان" Gilan، و"جيلي" Gelae من قبل "ڤاسيلي بارتولد" Vasily Bartold، و"جرانتوفسكي" الذي قبل تحديد ابليني للجيلاي والكادوسي كشعبٍ واحدٍ يتحدث شكلاً موروثاً من لغة "الطاليش" إحدى اللغات الإيرانية الشمالية.[هامش 4]

تتداخل الإثنيات في هذه المنطقة ومعها اللغات واللهجات وعبر الزمن يصبح من الصعب إيجاد حدودٍ فاصلةٍ، وربما كانت لغتا الطاليش والجيلية الحاليتين لغتين متقاربتين تطورتا -بحكم الجوار والأصول المشتركة- من لهجتين للغةٍ واحدةٍ أصلٍ، لكنَّ المؤكد أن هاتين اللغتين -اليوم- تضمحلّان لصالح انتشار الفارسية (الآرية) والأذرية (الطورانية).

يشيع التكلم بخمس لغاتٍ إيرانيةٍ في إقليم جيلان هي الجيلانية والطاليش (أو الطالية) والفارسية، وإلى حدٍّ أقلّ التاتي والكردية، وجميعها (باستثناء الفارسية) تنتمي إلى الفرع الشمالي الغربي للغات الإيرانية. أما اللغات غير الإيرانية فهي بشكلٍ أساسيٍّ الأذرية، والجورجية، والأرمنية، والشركسية، وبعض الغجر. ثمة ثلاثة ملايين فردٍ يتكلمون الجيلانية كلغةٍ أولى أو ثانيةٍ.

تشترك لغتا شعبي الجيلكي والمازندَراني (بعكس اللغات الإيرانية الأخرى)[5] في سماتٍ نمطيةٍ معينةٍ مع اللغات القوقازية.[5] ومع ذلك فمع شيوع التعليم والصحافة من المرجح أن يختفيَ التمايز بين اللغة الجيلية واللغات الإيرانية الأخر.[48] ترتبط اللغة الجيلية ارتباطاً وثيقاً بالمازاندَرانية، ولهما مفردات متشابهة كثيرة.[48] تحتفظ هاتان اللغتان أكثر من اللغة الفارسية بنظام الانحراف الاسمي الذي كان من سمات اللغات الإيرانية القديمة.[48] والجيلية مقسمة إلى ثلاث لهجاتٍ؛ الجيلية الغربية، والجيلية الشرقية، والجاليشي (في جبال جيلان)، ويفصل نهر "سافيدرود" Sefid Roud بين اللهجتين الغربية والشرقية. [51]

علم الوراثة

يحتل شعبا الجيلكي ومازاندراني المرتبط به بشدةٍ منطقةَ جنوب بحر قزوين في إيران، ويتحدثان لغتين تنتميان إلى الفرع الشمالي الغربي من اللغات الإيرانية. اقتُرحَ أن أسلافهم جاؤوا من منطقة القوقاز، وربما حلوا محل مجموعةٍ سكانيةٍ سابقةٍ جنوبي بحر قزوين.[5] تدعم الأدلة اللغوية هذا الاحتمال حيث تشترك لغتا الجيلكي والمازندراني (على عكس اللغات الإيرانية الأخر) بسماتٍ نمطيةٍ معينةٍ مع اللغات القوقازية.[5] للتثبت من هذا السيناريو جرى تحليل أنماط تباين دنا الميتوكوندريا (اختصارًا mtDNA) وكروموسوم واي (بالإنجليزية: Y chromosome)‏ لدى الشعبين الجيلكي والمازاندراني.

استنادًا إلى تسلسلات منطقة فرط التغير الأولى على دنا الميتوكوندريا (اختصارًا mtDNA HV1)، فإنَّ الشعبين الجيلكي والمازاندراني يشبهان جيرانهما الجغرافيين واللغويين؛ أي المجموعات الإيرانية الأخرى. ومع ذلك فإن أنواع كروموسوم واي الخاصة بهما تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ تلك الموجودة في مجموعاتٍ من جنوب القوقاز.[5] والاحتمال الذي يفسر هذه الاختلافات هو الأصل جنوب القوقازي لأسلاف الجيلكي والمازاندراني متبوعًا بالانجبال الداخلي للنساء (وليس الرجال) من الجماعات الإيرانية المحلية؛ وذلك ربما بسبب السكن مع عائلة الزوج.[5] بالنظر إلى أن كلًا من دنا الميتوكوندريا واللغة ينتقلان من الأم، فإن دمج النساء الإيرانيات المحليات كان سيؤدي إلى إبدالٍ متلازمٍ للغة الإيرانية الحالية مع أنواعٍ دنا الميتوكوندريا من الجيلكي والمازاندراني باللغة القوقازية القديمة وأنواع دنا الميتوكوندريا. قد يكون الاستبدال المتلازم للغة ودنا الميتوكوندريا ظاهرةً عامةً أكثر مما تم التعرف عليه سابقًا.

تقع مجموعات الجيلكي والمازاندراني داخل مجموعةٍ رئيسيةٍ تتكون من سكانٍ من القوقاز وغرب آسيا، وهي قريبة بشكلٍ خاصٍّ من مجموعات جنوب القوقاز؛ الجورجيين والأرمن والأذريين، في حين أن الإيرانيين من طهران وأصفهان يقعون على مسافةٍ أبعدَ من هذه الجماعات.[5]

المجموعات الفردانية

تُظهر مجموعات شعب الجيلكي تكرارًا عاليًا للمجموعات الفردانية على دنا الواي وهي R1a وJ2a وJ1 وG2a3b [الإنجليزية].[52]

مجموعات مندمجة في شعب الجيلكي

خلال العصور الصفوية (15011736والأفشارية (1736-1796والقاجارية (1796-1925) استوطنت جيلانَ أعداد كبيرة من الجورجيين، والشركس، والأرمن، وشعوب قوقازية أخرى، والذين لا يزال أحفادهم يعيشون في أنحاء الإقليم.[53][54]

أعلام جيلانيون

  • لا بد من الإشارة إلى أن "عبد القادر الجيلاني" (470-561 هـ) شيخ الطريقة القادرية يُنسب لقرية جيلان (أو جيل) على نهر دجلة جنوب بغداد في العراق وليس لإقليم جيلان كما يتبادر للكثير، وعلى هذا عائلة الجيلاني (الكيلاني) في العراق وسوريا.[63][64] وكذا الأمر بالنسبة إلى سبطه "عبد الكريم الجيلي" (767-826 هـ) الفقيه العالم.[65]

الهوامش

  1. ^ ابليني Pliny: اسم لمؤلفيْن رومانييْن؛ "ابليني الأكبر" (23–79 م) نبيل روماني مؤرخ وعالم، وابن أخيه وربيبه "ابليني الأصغر" (توفي 113 م) محامٍ وقاضٍ وخطيب ومؤلف، والأول هو المقصود في النص على الأرجح.
  2. ^ الواقع إن الفايكنغ الذين أسسوا حكم أقليةٍ مسيطرةٍ في إمارتي نوفغورود وكييف جنوب روسيا هم الذين كانوا يشنون الغارات عبر الأنهار مثل الفولغا والدنيبر، وقد غزوا القسطنطينية، والخزر، والقوقاز.
  3. ^ البارون بيتر فون أوسلار Peter von Uslar (أو بيوتر كارلوفيتش أوسلار) (16-1875): جنرال ومهندس ولغوي روسي من أصل ألماني معروف لبحوثه في اللغات والإثنوغرافيا لشعوب القوقاز. في العام 1850 عين عضواً في دائرة القوقاز في "الجمعية الجغرافية الروسية" وكُلّف بتجميع تاريخ القوقاز، ما أدى إلى اهتمامه بالبحث في الشعوب القوقازية، ومساهمته الهائلة في تسجيل العديد من اللغات القوقازية من مجموعاتٍ لغويةٍ مختلفةٍ مثل "الأبخازية"، و"الأوبيخ"، و"اسفان"، و"الشيشان"، و"الأفار"، و"لاك"، و"تاباساران"، و"ليزجيان"، و"دارجين" إلخ.
  4. ^ لغة التاليش أو الطاليش Talysh لغة إيرانية شمالية غربية يَتحدث بها ما يقرب من خمسمئة إلى ثمانمئة ألف شخصٍ في المناطق الشمالية من مقاطعات "جيلان" و"أردبيل" الإيرانية، والمناطق الجنوبية الشرقية من جمهورية أذربيجان. ترتبط لغة الطاليش ارتباطاً وثيقاً بلغة "تاتي"، وتشمل العديد من اللهجات التي تُقسم عادةً إلى ثلاث مجموعاتٍ رئيسيةٍ: الشمالية (في أذربيجان وإيران)، والوسطى (إيران)، والجنوبية (إيران). "الطاليش" مفهومة جزئياً بالفارسية، ولكن ليس بالكامل. وقد صنّفها أطلس اليونسكو للغات العالم المهددة بالخطر على أنها "ضعيفة".

معرض الصور

مراجع

  1. ^ أ ب Colbert C. Held؛ John Cummings؛ Mildred McDonald Held (2005). Middle East Patterns: Places, Peoples, and Politics. ص. 119.
  2. ^ "Iran Provinces". statoids.com. مؤرشف من الأصل في 2021-12-26.
  3. ^ "Iran: Land of various ethnicities (12)". Pars Today (بالإنجليزية). 18 Mar 2017. Archived from the original on 2021-11-13. Retrieved 2021-11-13.
  4. ^ "Iran – Ethnically diverse with Persians, Azeri, Gilaki, Mazandarani and Kurdish cultures". www.aitotours.com. مؤرشف من الأصل في 2021-11-13. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-13.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Nasidze, Ivan; Quinque, Dominique; Rahmani, Manijeh; Alemohamad, Seyed Ali; Stoneking, Mark (April 2006). "Concomitant Replacement of Language and mtDNA in South Caspian Populations of Iran". Curr. Biol. 16 (7): 668–673. doi:10.1016/j.cub.2006.02.021. PMID 16581511. S2CID 7883334.
  6. ^ أ ب Bazin, Marcel (2001). "GĪLĀN". Encyclopædia Iranica. X. pp. 617–25. Retrieved 19 August 2014.
  7. ^ أ ب Colbert C. Held؛ John Cummings؛ Mildred McDonald Held (2005). Middle East Patterns: Places, Peoples, and Politics. ص. 119. مؤرشف من الأصل في 2021-09-23.
  8. ^ Iran Provinces نسخة محفوظة 25 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ The Places Where Men Pray Together, Paul Wheatley, P. 166.
  10. ^ Strabo, Geographica, xi. pp. 508, 510.
  11. ^ Plutarch, "The Life of Pompeius", c. 35.
  12. ^ Ptolemy, Geographia.
  13. ^ أ ب ت Dictionary of Greek and Roman Geography, vol. I, p. 986 ("Gelae").
  14. ^ [1] [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 2007-06-04 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Nasidze، Ivan؛ Quinque، Dominique؛ Rahmani، Manijeh؛ Alemohamad، Seyed Ali؛ Stoneking، Mark (2006). "Concomitant Replacement of Language and mtDNA in South Caspian Populations of Iran". Current Biology. ج. 16 ع. 7: 668–673. DOI:10.1016/j.cub.2006.02.021. PMID:16581511. S2CID:7883334.
  16. ^ The Tati language group in the sociolinguistic context of Northwestern Iran and Transcaucasia, D. Stilo, pages 137–185
  17. ^ Strabo, Geographica, xi. p. 508.
  18. ^ Pliny, Historia Naturalis, vi. 16. s. 18.
  19. ^ Bardaisan, "Book of the Laws of Countries" Paragraph 40. نسخة محفوظة 2021-01-20 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ Fishbein، Michael (1990). The History of al-Tabari Vol. 21: The Victory of the Marwanids A.D. 685-693/A.H. 66-73. SUNY Press. ISBN:978-0-7914-0222-1. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  21. ^ Extra، Guus؛ Gorter، Durk (2001). The Other Languages of Europe: Demographic, Sociolinguistic, and Educational Perspectives. Multilingual Matters. ISBN:978-1-85359-509-7. مؤرشف من الأصل في 2017-10-13. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  22. ^ "معلومات عن زياريون على موقع britannica.com". britannica.com. مؤرشف من الأصل في 2015-09-12.
  23. ^ "معلومات عن الدولة البويهية على موقع iranicaonline.org". iranicaonline.org. مؤرشف من الأصل في 2019-05-29.
  24. ^ "معلومات عن الدولة البويهية على موقع universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل في 2017-08-13.
  25. ^ David Wilmshurst (2011). The Martyred Church: A History of the Church of the East. East and West Publishing.، p. 166.
  26. ^ Logan (1992), p. 201.
  27. ^ Charles Melville – “The Ilkhan Öljeitü's conquest of Gilan (1307): rumour and reality”, in R. Amitai Preiss & D.O. Morgan (eds), The Mongol empire and its legacy, Leiden 1999, pp. 73–125.
  28. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2012-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-11-23.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  29. ^ Donald Edgar Pitcher (1968). An Historical Geography of the Ottoman Empire: From Earliest Times to the End of the Sixteenth Century. Brill Archive. ص. 132. مؤرشف من الأصل في 28 أبريل 2018.
  30. ^ Pietro Della Valle, Viaggi, 3 vols. in 4 parts, Rome, 1658–63; tr. J. Pinkerton as Travels in Persia, London, 1811.
  31. ^ William Bayne Fisher, P. Avery, G. R. G. Hambly, C. Melville. The Cambridge History of Iran, Volume 7 Cambridge University Press, 10 okt. 1991 (ردمك 0521200954) p. 321. نسخة محفوظة 2016-05-29 على موقع واي باك مشين.
  32. ^ The Caucasus in the System of International Relations: The Turkmanchay Treaty Was Signed 180 Years Ago Научная библиотека КиберЛенинка نسخة محفوظة 29 June 2015 على موقع واي باك مشين. p. 142.
  33. ^ "معلومات عن الحرب الروسية الفارسية (1826-1828) على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  34. ^ W. Morgan Shuster, The Strangling of Persia, 3rd printing (T. Fisher Unwin, London, 1913), pp. 48,
  35. ^ Mohammad-Reza Nazari, The retreat by the Parliament in overseeing the financial matters is a retreat of democracy, in Persian, Mardom-Salari, No. 1734, 20 Bahman 1386 AH (9 February 2008)، مسار= https://web.archive.org/web/20160916031247/http://mardomsalari.com/template1/News.aspx?NID=20301 .
  36. ^ "عقب نشيني مجلس در نظارت مالي عقب نشيني دموکراسي است". britannica.com. 9 فبراير 2008. مؤرشف من الأصل في 2016-09-16. {{استشهاد ويب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة) والوسيط غير المعروف |عنوان إنجليزي= تم تجاهله (مساعدة)
  37. ^ أ ب "CONSTITUTIONAL REVOLUTION". Welcome to Encyclopaedia Iranica. Encyclopaedia Iranica, Vol. VI, Fasc. 2 (بالإنجليزية الأمريكية). 1992. pp. 163–216. Archived from the original on 2021-12-23. Retrieved 2021-12-29.
  38. ^ "معلومات عن حركة جانجل في جيلان على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
  39. ^ أ ب دارالولاية للثقافة والاعلام، الشهيد ميرزا كوچك خان الجنگلي نسخة محفوظة 08 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  40. ^ أ ب "معلومات عن حركة جانجل في جيلان على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
  41. ^ M. ʿAṭāʾī, “Gozāreš-e eqteṣādī dar bāra-ye berenj-e Gīlān wa sāyer-e ḡallāt-e ān/Economic Report on Rice and Other Cereals in Gilan,” Taḥqīqāt-e eqteṣādī 2/5-6, 1342 Š., pp. 64-148 (Pers. ed.), 1963, pp. 32-53 (Eng. ed.).
  42. ^ Idem, “La culture du tabac dans le Gilân,” Stud. Ir. 9/1, 1980, pp. 121-30.
  43. ^ Ehlers, “Die Teelandschaft von Lahidjan/Nordiran,” in Beiträge zur Geographie der Tropen and Subtropen. Festschrift für Herbert Wilhelmy, Tübingen, 1970, pp. 229-42.
  44. ^ Carré; Rostami; Bazin, 1980, II, pp. 129-37;
  45. ^ "Iran Provinces". statoids.com. مؤرشف من الأصل في 2021-06-29.
  46. ^ "IRAN: Gilan". مؤرشف من الأصل في 29 يوليو 2020. اطلع عليه بتاريخ 21 مايو 2014.
  47. ^ Bazin، Marcel. "GĪLĀN". Encyclopædia Iranica, X/VI, pp. 617-25. مؤرشف من الأصل في 2021-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2014-08-19.
  48. ^ أ ب ت ث Borjan, "Dictionary of Languages"
  49. ^ "Education in Iran". WENR. 7 فبراير 2017. مؤرشف من الأصل في 2018-12-03.
  50. ^ Peter von Uslar, "The Lak Language".
  51. ^ Leipzig، Max Planck Institute for Evolutionary Anthropology. "Former Dept. of Linguistics - Northwest Iranian Project". www.eva.mpg.de. مؤرشف من الأصل في 9 ديسمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 28 أبريل 2018.
  52. ^ Grugni, Viola; Battaglia, Vincenza; Hooshiar Kashani, Baharak; Parolo, Silvia; Al-Zahery, Nadia; et al. (2012). "Ancient Migratory Events in the Middle East: New Clues from the Y-Chromosome Variation of Modern Iranians". PLOS ONE. 7 (7): e41252. Bibcode:2012PLoSO...741252G. doi:10.1371/journal.pone.0041252. PMC 3399854. PMID 22815981.
  53. ^ "Georgian communities in Persia". مؤرشف من الأصل في 2021-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2014-04-17.
  54. ^ ^ Muliani, S. (2001) Jaygah-e Gorjiha dar Tarikh va Farhang va Tammadon-e Iran. Esfahan: Yekta [The Georgians’ position in the Iranian history and civilization]
  55. ^ الزركلي، خير الدين (1980). "كُوشِيَار". موسوعة الأعلام. موسوعة شبكة المعرفة الريفية. مؤرشف من الأصل في 19 فبراير 2020. اطلع عليه بتاريخ 21 تشرين الأول 2011. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |مؤلفين مشاركين= (مساعدة)
  56. ^ طرابيشي، جورج (2006 م). معجم الفلاسفة (ط. الثالثة). بيروت: دار الطليعة. ص. 266. مؤرشف من الأصل في 9 أكتوبر 2016. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  57. ^ Kasheff، Manouchehr (2001). "GĪLĀN v. History under the Safavids". GILAN v. History under the Safavids – Encyclopaedia Iranica [en]. Encyclopaedia Iranica, Vol. X, Fasc. 6. ص. 635–642. مؤرشف من الأصل في 2019-05-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-25. {{استشهاد بموسوعة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  58. ^ https://www.alsarh.info/showthread.php?t=19615
  59. ^ "Lionel Dunsterville Diary". Gwpda.org. 2 مارس 2005. مؤرشف من الأصل في 2018-01-22. اطلع عليه بتاريخ 2013-05-20.
  60. ^ Abrahamian، Ervand (1993). Khomeinism: Essays on the Islamic Republic. Berkeley, CA: دار نشر جامعة كاليفورنيا. ص. 98. ISBN:0-520-08503-5. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
  61. ^ نسخة محفوظة 14 فبراير 2008 على موقع واي باك مشين. نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
  62. ^ Rubin، Barry (1980). Paved With Good Intentions. Oxford University Press. ص. 33–35.
  63. ^ (جِيل، جِيلان) قرية على شاطئ دِجلة تحت المَدائن، على بُعد (حوالي 40 كم) جنوبي بغداد. انظر: كتاب "جغرافية الباز الأشهب" للدكتور جمال الدين فالح الكيلاني الذي حقق فيه مكان ولادة الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقرر أنه في قرية (جِيل) هذه، وهو تحقيق علمي قدمه الباحث في إطار أطروحةٍ أكاديميةٍ، ص 14.
  64. ^ كتاب من بعض أنساب العرب، د.خاشع المعاضيدي، دار الرشيد، بغداد، 1997، الجزء 2، صفحة 77.
  65. ^ زيدان، يوسف. 2008. عبد الكريم الجيلي: فيلسوف الصوفية. القاهرة: دار الشروق

بيانات المراجع

الكتب

مواقع الشابكة

دوريات