انتقل إلى المحتوى

عزازيل (رواية)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
عزازيل
اسم الرسام أو الأديب
معلومات الكتاب
المؤلف يوسف زيدان
البلد  مصر
اللغة العربية
الناشر دار الشروق
تاريخ النشر 2008
النوع الأدبي رواية
التقديم
عدد الصفحات 380
القياس 13.5 * 19.5

عزازيل هي رواية من تأليف يوسف زيدان، صدرت عن دار الشروق سنة 2008. تدور أحداثها في القرن الخامس الميلادي ما بين صعيد مصر والإسكندرية وشمال سوريا، عقب تبني الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، وما تلا ذلك من صراع مذهبي داخلي بين آباء الكنيسة من ناحية، والمؤمنين الجدد والوثنية المتراجعة من جهة ثانية. فازت الرواية بجائزة بوكر العربية سنة 2009،[1] كما حصلت على جائزة «أنوبى» البريطانية لأفضل رواية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية سنة 2012.[2][3]

الحبكة

[عدل]

الرواية هي ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة، وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية.

الرقوق الثلاثون عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا، والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الخامس الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وذلك على خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.

كتب الراهب هيبا رقوقه مدفوعا بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له:" اكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…." وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا:" نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك".

وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت. وهناك تعرض لإغواء امرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي. ثم خروجة هاربا من الإسكندرية بعد ثلاث سنوات بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحيي الإسكندرية بتحريض من بابا الإسكندرية. ثم خروجه إلى فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس نسطور الذي أحبه كثيرا وأرسله إلى دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعه في الحب مع امرأة تدعي (مرتا)، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلى أين.

الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها، وتمتاز في كثير من مواضعها بلغة شعرية ذات طابع صوفي كما في مناجاة هيبا لربه.

الجدل حول الرواية

[عدل]

أثارت جدلا واسعا؛ نظرا لأنها تناولت الخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح ووضع السيدة العذراء، والاضطهاد الذي قام به المسيحيون ضد الوثنيين المصريين في الفترات التي أضحت فيها المسيحية ديانة الأغلبية المصرية. وقد أصدر الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بيانًا اتهم فيه مؤلف الرواية بالإساءة إلى المسيحية، مشيرا إلى أنه أخذ فيها منحى المؤلف دان براون في روايته شفرة دافنشي [4] وقد كانت الرواية تكشف التناقضات التي كانت تجول في رأس الراهب هيبا بين المنطق والفلسفة وبين الدين وهذا هو سبب الذي أدى إلى مقتل هيباتيا التي كانت تتعاطى الفلسفة من قبل أسقف الكنيسة ورجالها الذين أمعنوا في التمثيل في جثتها باسم الرب كما وضحت الرواية. وهذا ما دفع الراهب لترك الإسكندرية متجها نحو القدس للبحث عن أصول الدين وحقيقته. كما وضحت التناقضات الكثيرة حول ماهية السيد المسيح والتي عظمت هذه التناقضات بعدها بفترة وتحولت إلى طوائف وانقسامات كبيرة في الدين المسيحي. كما بينت طبيعة الغرائز البشرية بحبه للفتاة الوثنية أوكتافيا التي قتلت وهي تدافع عن هيباتيا وبينت كيفية استغلال الدين للوصول إلى السلطة.

كان للرواية جدل من نوع آخر، وهو اتهام الكثير من النقاد والمثقفين العرب، الكاتب يوسف زيدان، بأنه قام بتقليد رواية (اسم الوردة) للكاتب الإيطالي أومبيرتو إيكو، حيث حبكت القصة بنفس الطريقة، وتشابهت الموضوعات وطريقة العرض، وهنالك الكثير من المقالات والتحقيقات دارت حول هذا الموضوع، ومهما اختلفت الآراء حول الرواية فلن تنقص أبداً من القيمة التاريخية والأدبية لها.

من آراء النقاد

[عدل]

«هذه الرواية عمل مبدع وخطير؛ مبدع لما يحتويه من مناطق حوارية إنسانية، مكتوبة بحسايسة مرهفة تمتزج فيها العاطفة بالمتعة، وخطير لأنه يتضمن دراسة في نشأة وتطور الصراع المذهبي بين الطوائف المسيحية في المشرق.. إن يوسف زيدان يتميز بالموهبتين، موهبة المبدع وموهبة الباحث؛ وكثيرًا ما تتداخل الموهبتان في هذا العمل» - سامي خشبة

«لو قرأنا هذه الرواية قراءة حقيقية، لأدركنا سمو أهدافها ونبل غاياتها الأخلاقية والروحية التي هي تأكيد لقيم التسامح وتقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف. ولغة الرواية لغة شعرية، تترجع في أصداء المناجاة الصوفية، خصوصًا حين نقرأ مناجاة هيبا لربه» - د.جابر عصفور

«يوسف زيدان هو أول روائي مسلم، يكتب عن اللاهوت المسيحي بشكل روائي عميق. وهو أول مسلم، يُحاول أن يعطي حلولا لمشكلات كنسية كُبرى.. إن يوسف زيدان اقتحم حياة الأديرة، ورسم بريشة راهب أحداثًا كنسية حدثت بالفعل، وكان لها أثر عظيم في تاريخ الكنيسة القبطية» - المطران يوحنا جريجوريوس

جوائز

[عدل]

فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009م. كما نالت الرواية استحسانا كبيرا من قبل النقاد والقراء العرب وشهدت أسواق الكتب بمصر إقبالا شديدا علي نسخ الرواية.

اقتباسات من الرواية

[عدل]
  • أبهجني مسُّ البحر لكعبيَّ، ورقَّة ارتماءةِ موجاته المنهكة تحت قدمى [5]
  • البحر... إنه الماء الأعظم الذي بدا منه الوجود. من وراء هذا البحر بلادٌ، من ورائها بحرٌ أعظم يحيط بالعالم[5]
  • للصلاة فعل كالسحر.. فهي مراحٌ للأرواح ومستراحٌ للقلب المحزون وكذلك القداسات التي تغسلنا من همومنا كلها.. بان تلقيها عن كاهلنا إلى بساط الرحمة الربانية فنرتاح إلى حين ثم يعاودنا اليها الحنين مادمنا مؤمنين بالرب.. فان خرجنا عن حظيرة الايمان انفردنا وصرنا فريسة تمزقها مخالب القلق وانياب الفكر[5]
  • لا ينبغي ان نخجل من امر فرض علينا مهما كان مادمنا لم نقترفه[5]

مصادر

[عدل]
  1. ^ «جائزة بوكر العربية» لـ«عزازيل» الروائي المصري يوسف زيدان[وصلة مكسورة] جريدة الشرق الأوسط، تاريخ الولوج 5 أبريل 2013 [وصلة مكسورة] "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-04-10. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-14.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  2. ^ عزازيل تفوز بجائزة أنوبي البريطانية الشروق المصرية، تاريخ الولوج 5 أبريل 2013 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ عزازيل تفوز بجائزة أنوبي البريطانية مصراوي، تاريخ الولوج 5 أبريل 2013 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ الكنيسة المصرية تتهم مؤلف "عزازيل" بتدمير المسيحية وتستعد لمناظرته العربية، ولوج في 19-2-2010 نسخة محفوظة 14 مايو 2014 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ ا ب ج د صفحة اقتباسات رواية عزازيل على موقع أبجد نسخة محفوظة 29 مايو 2014 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]

وصلات خارجية

[عدل]