مستخدم:حسن/أبو طالب

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أَبُو طَالِبٍ
تخطيط لاسم أَبُو طَالِبٍ
مؤمن قريش (عند الشيعة)
الولادة 88 قبل الهجرة النبوية
مكة
الوفاة مكة
مبجل(ة) في الإسلام (الشيعة)
المقام الرئيسي مقبرة المعلاة
النسب أبوه: عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ
أمه: فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو
إخوته: عبد الله بن عبد المطلب، الزبير بن عبد المطلب، العباس بن عبد المطلب، حمزة بن عبد المطلب، الحارث بن عبد المطلب، ضرار بن عبد المطلب، قثم بن عبد المطلب، أبو لهب بن عبد المطلب، صفية بنت عبد المطلب، عاتكة بنت عبد المطلب، أروى بنت عبد المطلب، أميمة بنت عبد المطلب، البيضاء بنت عبد المطلب، برة بنت عبد المطلب
زوجته: فاطمة بنت أسد
أبنائه: علي بن أبي طالب، جعفر بن أبي طالب، عقيل بن أبي طالب، طالب بن أبي طالب، أم هانئ بنت أبي طالب، جمانة بنت أبي طالب، ريطة بنت أبي طالب، أسماء بنت أبي طالب


نسبه واسمه[عدل]

نسبه[عدل]

اسمه[عدل]

أمّا عن اسمه، فقد اختلف المؤرخون فيه، على عده أقوال منها:

  • أن اسمه عبد مناف: وهو القول الأشهر بين المؤرخين، ويُؤيد ذلك ما نُقل من وصية عبد المطلب في النبي لابنه أبي طالب:[3]
أُوصِيكَ يَا عَبْدَ مَنَافٍ بَعْدِيبِمُوحَدٍ بَعْدَ أَبِيهِ فَرْدِ


ونُقل عن عبد المطلب أيضًا أَّنه قال:

أَوْصَيْتُ مَنْ كَنَّيْتُهُ بِطَالِبِعَبْدَ مَنَافٍ وَهْوَ ذُو تَجَارِبِ


  • أن اسمه عمران: نقل ذلك ابنُ شهر آشوب في «المناقب»[4] وابنُ عنبة في «عمدة الطالب» إلا أنه ضعَّفه،[5] وذكر هذا القول آخرون،[6] وقال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري»: «وَاسْمُهُ عِنْدَ الْجَمِيعِ عَبْدُ مَنَافٍ وَشَذَّ مَنْ قَالَ عِمْرَانَ بل هُوَ قَول بَاطِل نَقله بن تَيْمِيَّةَ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الرَّافِضِيِّ أَنَّ بَعْضَ الرَّوَافِضِ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عمرَان أَنَّ آلَ عِمْرَانَ هُمْ آلُ أَبِي طَالِبٍ وَأَنَّ اسْمَ أَبِي طَالِبٍ عِمْرَانُ وَاشْتُهِرَ بِكُنْيَتِهِ».[7]
  • أن اسمه كنيته: ذكر هذا القول البعض، وقال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في «المستدرك على الصحيحين»: «وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ أَبَا طَالِبٍ كُنْيَتُهُ اسْمُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ».[8]
  • أن اسمه شيبة: حيث ذكر ابن عساكر: «أبو طالب بن عبد مناف وقيل شيبة بن عبد المطلب...»، وذكر أيضًا: «أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الفضل بن البقال أنا أبو الحسين بن بشران أنا عثمان بن أحمد نا حنبل بن إسحاق قال قال أبو نعيم قلت لمالك بن أنس ما كان اسم أبي طالب قال شيبة...».[9]

حياته قبل البعثة[عدل]

ولادته ونشأته[عدل]

منظر كاشف لمكة من على متن جبل النور.

وُلد أبو طالب بن عبد المطلب في مكة المكرمة، قبل ولادة النبي بخمس وثلاثين سنة، أي حوالي عام 88 قبل الهجرة النبوية، وذلك حسب بعض المصادر.[10][11] وتربى في حجر والده عبد المطلب بن هاشم.[12]

زواجه وأولاده[عدل]

تزوج أبو طالب من ابنة عمه، فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ الهَاشِمِيَّةُ، وذلك بعد أن خطبها من أبيها أَسَدِ بنِ هَاشِمِ، وخطب أبو طالب في نكاح فاطمة بنت أسد فقال: «الحمد لله ربّ البيت العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلامًا، وسدنة، وعربًا خلّصًا، وحجبة، وبهاليل أطهارًا من الخناء والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضّلنا على العشائر، نجيّة آل إبراهيم، وصفوة زرع إسماعيل.»، ثمّ قال: «معاشر قريش إنّني ممّن طاب محتده، وطهر مقعده، وعرف مولده، وعزّت جرثومته، وطابت أرومته، ذؤابة الذوائب، وسيّد الأعارب، وقد تزوّجت فاطمة بنت أسد، وسقت إليها المهر، وثبت الأمر، فيلوه واشهدوا» فقال أسد: «أنت أبا طالب بحيث المنصب الذي ذكرت، والفضل الذي وصفت، وقد زوّجناك ورضيناك»، ثمّ زفّت إليه.[13]

وفي ذلك يقول أمية بن الصلت:[14][15][16]

أغمرنا عرس أبي طالبوكان عرسًا لين الجانبِ
إقراؤه الضيف بأقطارهامن رجل خف ومن راكبِ
فنازلوه سبعة أحصيتأيامها للرجل الحاسبِ


وقد أنجبت له: طَالِبُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وعَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وجَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وأُمُّ هَانِئِ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وجُمَانَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ وَرَيْطَةُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: وَأَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ.[17][18]

كِفَالَتهُ لِرَسُولِ اللَّهِ[عدل]

كان النبي محمد في كفالة جده عبد المطلب، ولما بلغ النبي ثمان سنوات، تُوفي عبد المطلب، وكان لمَّا حَضَرته الوفاةُ أوصى بمحمد إلى أبي طالب، فكفله وأحسن تربيته،[19][20] وروي عن ابن عباس أنهُ قال: «لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ قَبَضَ أَبُو طَالِبٍ رَسُولَ اللَّهِ - - إِلَيْهِ فَكَانَ يَكُونُ مَعَهُ. وَكَانَ أَبُو طَالِبٍ لا مَالَ لَهُ. وَكَانَ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا لا يُحِبُّهُ وَلَدَهُ. وَكَانَ لا يَنَامُ إِلا إِلَى جَنْبِهِ. وَيَخْرُجُ فيخرج معه. وصب بِهِ أَبُو طَالِبٍ صَبَابَةً لَمْ يَصْبُ مِثْلَهَا بِشَيْءٍ قَطُّ. وَكَانَ يَخُصُّهُ بِالطَّعَامِ. وَكَانَ إِذَا أَكَلَ عِيَالُ أَبِي طَالِبٍ جَمِيعًا أَوْ فُرَادَى لَمْ يَشْبَعُوا. وَإِذَا أَكَلَ مَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ - - شَبِعُوا. فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُغَذِّيَهُمْ قَالَ: كَمَا أَنْتُمْ حَتَّى يَحْضُرَ ابْنِي. فَيَأْتِي رَسُولُ اللَّهِ - - فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ فَكَانُوا يُفْضِلُونَ مِنْ طَعَامِهِمْ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ لَمْ يَشْبَعُوا. فَيَقُولُ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّكَ لَمُبَارَكٌ! وَكَانَ الصِّبْيَانُ يُصْبِحُونَ رُمْصًا شُعْثًا. وَيُصْبِحُ رَسُولُ اللَّهِ - - دَهِينًا كَحِيلا».[21][22]

سفره إلى الشَّامِ مع مُحمد ولقاء بَحيرَا الراهب[عدل]

يُروى أن أبا طالب سافر في رَكبٍ للتِّجارةِ إلى الشَّامِ، فأخَذ النبيِّ مُحمد معه، وكان النبي في التاسعة أو العاشرة أو الثانية عشرة من عمره، وحين نزل الركب في بصرى، وكان بها راهب يُقال لهُ «بحيرا»، وكان خبيرًا وعالمًا بالإنجيل وبشؤون النصرانية، وأبصر بحيرا النبي مُحمد، فجعل الراهب يتأمله ويكلمه، ومن ثم التفت إلى أبي طالب فقال له: «ما هذا الغلام منك؟»، فقال: «ابني - وكان أبو طالب يدعوه بابنه لشدة محبته له وشفقته عليه -»، فقال له بحيرا: «ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام حيًا»، فقال: «هو ابن أخي». قال: «فما فعل أبوه؟»، قال: «مات وأمه حبلى به»، قال بحيرا: «صدقت فارجع به إلى بلده واحذر عليه يهود فو الله لئن رأوه هنا ليبلغنّه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم»،. فأسرع به أبو طالب عائدًا إلى مكة.[23][24]

[25][26][27]


فقد أخرج الترمذي، وابن أبي شيبة في «مصنفه»، والحاكم في «المستدرك» وغيرهم، وصححه الألباني وكثير من أهل الحديث، ولفظه هو عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: «خرجَ أَبُو طالبٍ إِلى الشَّامِ وخرجَ معهُ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم في أشياخٍ من قُريشٍ، فَلمَّا أشرفُوا على الرَّاهِبِ هَبَطَ فحلُّوا رِحَالَهُمْ فَخرجَ إليهم الرَّاهبُ وكانوا قبل ذلكَ يمرُّون بهِ فلا يخرجُ إليهمْ ولا يَلتفِتْ، قَالَ: فَهُمْ يَحُلّونَ رحالَهُم فَجَعَلَ يتخلَّلهُمُ الرَّاهبُ حتَّى جاءَ فأخذَ بيدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقَالَ: هَذَا سيِّدُ العالمينَ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ العالمينَ. يبعثُهُ اللَّهُ رحمةً للعالمينَ. فقَالَ لهُ أشياخٌ مِنْ قُريشٍ: ما عِلمُكَ؟ فقَالَ: إنَّكُمْ حينَ أشرفتُمْ من العقَبَةِ لم يبقْ حجرٌ ولا شَجرٌ إلاّ خرَّ ساجداً. ولا يَسجُدانِ إلاّ لنبيٍّ، وإنِّي أعرفُهُ بخاتَمِ النُّبوَّةِ أسفَلَ من غُضروفِ كَتِفِهِ مثلَ التُّفاحَةِ، ثُمَّ رجَعَ فصنَعَ لهمْ طعاماً فَلمَّا أتاهمْ بِهِ فكَانَ هو في رِعْيَةِ الإبلِ فقَالَ: أرسلوا إليهِ فأقْبَلَ وعليهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ، فَلمَّا دنا من القومِ وجَدَهمْ قدْ سبقوهُ إِلى فيءِ الشَّجرةِ فَلمَّا جلسَ مالَ فَيءُ الشَّجرةِ عليهِ فقَالَ: انظروا إِلى فيءِ الشَّجرةِ مالَ عليهِ. قَالَ: فبينما هو قائمٌ عليها وهو يُنَاشِدُهُمْ أنْ لا يذهَبُوا بهِ إِلى الرُّومِ فإنَّ الرُّومَ إِنْ رأوهُ عرفوهُ بالصِّفةِ فيقتُلونَهُ، فالتَفَتَ فإذا بسبعةٍ قدْ أقبلوا منَ الرُّومِ فاستقبَلَهُمْ فقَالَ: ما جَاءَ بكم؟ قَالُوا: جِئنَا إِلى هَذَا النَّبيَّ خارجٌ في هَذَا الشَهْرِ، فلمْ يبقَ طريقٌ إلا بُعثَ إليهِ بأُناسٍ، وإنَّا قدْ أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بعثنا إِلى طَرِيقِكَ هَذَا، فقَالَ: هلْ خلفكُمْ أحدٌ هو خيرٌ منكُمْ؟ قَالُوا: إنَّما أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ بطريقكَ هَذَا. قَالَ: أفرأيتمْ أمراً أرادَ اللَّهُ أنْ يَقْضِيَهُ هل يستطيعُ أحدٌ من النَّاسِ ردَّهُ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: فبايَعُوهُ وأقاموا معَهُ، قَالَ: أنشدكمْ باللَّهِ أَيُّكمْ وَلِيُّهُ؟ قَالُوا: أَبُو طالبٍ، فلم يزلْ يُناشِدُهُ حتَّى ردَّهُ أَبُو طالبٍ وبعثَ معهُ أَبُو بكرٍ بلالاً وزوَّدهُ الرَّاهبُ من الكعكِ والزَّيتِ»

النبيِّ مُحمد يلتقي ببَحيرَا الراهب.

.[28][29]

قال الترمذي: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ»،[29] وقال الألباني: «صحيح لكن ذكر بلال فيه منكر».[28] كما روى ابن سعد في «الطبقات الكبرى»: «أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ. أَخْبَرَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ: أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَوْ أَبَا طَالِبٍ. شَكَّ خَالِدٌ. قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ عَطَفَ عَلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: فَكَانَ لا يُسَافِرُ سَفَرًا إِلا كَانَ مَعَهُ فِيهِ. وَإِنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ الشَّامِ فَنَزَلَ مَنْزِلَهُ فَأَتَاهُ فِيهِ رَاهِبٌ فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلا صَالِحًا. فَقَالَ: إِنَّ فِينَا مَنْ يَقْرِي الضَّيْفَ وَيَفُكُّ الأَسِيرَ وَيَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ. أَوْ نَحْوًا مِنْ هَذَا. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلا صَالِحًا. ثُمَّ قَالَ: أَيْنَ أَبُو هَذَا الْغُلامِ؟ قال: فقال ها أنا ذا وَلِيُّهُ. أَوْ قِيلَ هَذَا وَلِيُّهُ. قَالَ: احْتَفِظْ بِهَذَا الْغُلامِ وَلا تَذْهَبِ بِهِ إِلَى الشَّامِ. إِنَّ الْيَهُودَ حَسَدٌ. وَإِنِّي أَخْشَاهُمْ عَلَيْهِ. قَالَ: مَا أَنْتَ تَقُولُ ذَاكَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَقُولُهُ. فَرَدَّهُ. قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ مُحَمَّدًا! ثُمَّ إِنَّهُ مَاتَ».[30]

في المقابل، هُناك من يُشكك ويُنكر هذه القصة، منهم عبد الرؤوف المصري حيث يقول في كتابه «المنتقى في تاريخ القرآن» تحت عنوان «خرافة الراهب بحيرا» جاء فيه: «لم يثبت بالسند الصحيح عن الصحابة ولا عن التابعين حادثة بحيرا الراهب (نسطورس)، ولم يثبت بالصحيحين (كذا) بأن بحيرا قابل رسول الله حتى في صغره مع عمه أبي طالب في سفره إلى الشام، ولم يشر - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى تلك الحادثة لا تصريحاً ولا تلميحاً في جميع أحاديثه وأدوار حياته، بل كانت حادثة بحيرا غفلة من بعض كتاب السيرة دسها داس لتعظيم شأن النبي في صغره ونقلها أصحاب السير من غير تمحيص»، ثم قال: «. . . واعتمدوا على أمشاج من الروايات لا سند لها . . .».[31]

في حرب الفجار[عدل]

زواج رسول الله من خديجة[عدل]

كان لأبي طالب دور بازر في زوج النبي مُحمد من خديجة بنت خويلد، حيث يُذكر أن أبا طالب خرج مع أهل بيته ومعه نفر من قريش، حتى خطبها من عمرو بن أسد، عمّ خديجة، وقيل بل خطبها من ورقة بن نوفل، ويُقال إن الذي زوج رسول الله من خديجة أبوها خويلد بن أسد،[32][33] وقيل إن الذي ذهب للخطبة هو حمزة بن عبد المطلب.[34]

وخطب أبو طالب فقال: «الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، وزرع إسماعيل وضِئْضِىءِ معدّ، وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسُوّاس حرمه، وجعله لنا بيتاً محجوجاً وحرماً آمناً، وجعلنا حكّام الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يُوزن به رجل شرفاً ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قُلٌّ، فإن المال ظل زائل، وأمر حائل، وعارية مستردّة، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل، وقد خطب إليكم رغبة في كريمتكم خديجة، وقد بذل لها من الصَّدَاقِ كذا».[35]

ثم رد عليه ورقة بن نوفل قائلًا: «الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها وأنتم أهل ذلك كله لا تنكر العشيرة فضلكم ولا يرد أحد من الناس فخركم وشرفكم؛ وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم فاشهدوا عليّ معاشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله على كذا». ثم سكت، فقال أبو طالب: «قد أحببت أن يشركك عمها»، فقال عمها عمرو بن أسد: «اشهدوا عليّ يا معشر قريش أني قد أنكحت محمد بن عبد الله خديجة بنت خويلد»، وعلى إثر ذلك تم الزواج، وأولم عليها محمد فنحر جزورا وقيل جزورين وأطعم الناس، حضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وأصدقها عشرين بَكْرة.[36]

مراجع[عدل]

  1. ^ الكرباسي، محمّد صادق (2008م-1429هـ). معجم أنصار الحسين - الهاشميّون - دائرة المعارف الحسينية (ط. الأولى). لندن-المملكة المتحدة: المركز الحسيني للدراسات. ج. الجُزء الأول. ص. 29. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  2. ^ ابن كثير؛ تحقيقُ: مصطفى عبد الواحد (1395 هـ - 1976 م). السيرة النبوية. بيروت - لبنان: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع. ج. الجُزء الأول. ص. 103. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  3. ^ البيهقي، أبو بكر (1405 هـ). دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثاني. ص. 22. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  4. ^ ابن شهر آشوب؛ تحقيقُ وفهرسة: د. يوسف البقاعي (1991م - 1412 هـ). مناقب آل أبي طالب (ط. الثانية). بيروت: دار الأضواء. ج. الجُزء الثالث. ص. 288. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  5. ^ ابن عنبة؛ عنى بتصحيحه: محمد حسن آل الطالقاني (1380 ه‍ - 1961 م). عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب (ط. الثانية). منشورات المطبعة الحيدرية في النجف. ص. 20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدةzero width joiner character في |تاريخ النشر= في مكان 7 (مساعدة)، ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  6. ^ "اسم أبي طالب". حوزة الهدى للدِّراسات الإسلاميَّة.
  7. ^ العسقلاني، ابن حجر؛ رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه: محمد فؤاد عبد الباقي؛ قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب؛ عليه تعليقات: عبد العزيز بن عبد الله بن باز (1379). فتح الباري شرح صحيح البخاري. بيروت: دار المعرفة. ج. الجُزء السابع. ص. 194. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  8. ^ الحاكم، أبو عبد الله؛ تحقيقُ: مصطفى عبد القادر عطا (1411 - 1990). المستدرك على الصحيحين (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الثالث. ص. 116. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  9. ^ ابن عساكر، أبو القاسم؛ تحقيقُ: عمرو بن غرامة العمروي (1415 هـ - 1995 م). تاريخ دمشق. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. ج. الجُزء السادس والستون. ص. 307 و309. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  10. ^ "من هو أبو طالب؟". مركز الإشعاع الإسلامي.
  11. ^ العسقلاني (1995)، ص. 167.
  12. ^ "أبو طالب - مؤسسة السبطين العالمية".
  13. ^ الشيخ يوسف بن حاتم العاملي (1420 هـ.ق). الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم (ط. الأولى). مؤسسة النشر الإسلامي. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  14. ^ محمد علي شرف الدين (1407 ق). شيخ الابطح - أو - أبو طالب (ط. الثانية). بيروت: دار الارقم. ص. 23-24. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  15. ^ عبد العزيز كاظم البهادلي (1425 هـ.ق). أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ (ط. الأولى). مركز الرسالة. ص. 42. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  16. ^ النقدي، جعفر (1962 م - 1381 هـ). الأنوار العلوية. النجف: المطبعة الحيدرية. ص. 28-29. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  17. ^ الذهبي، شمس الدين؛ المحقق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط (1405هـ / 1985م). سير أعلام النبلاء (ط. الأولى). مؤسسة الرسالة. ج. الجُزء الثاني. ص. 118. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  18. ^ البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 97-98. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  19. ^ "وفاة عبد المطلب ووصيته لأبي طالب برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ". الدرر السنية.
  20. ^ العسقلاني، ابن حجر؛ تحقيقُ: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض (1415 هـ). الإصابة في تمييز الصحابة (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء السابع. ص. 196. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  21. ^ البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 96. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  22. ^ ابن عساكر، أبو القاسم؛ تحقيقُ: عمرو بن غرامة العمروي (1415 هـ - 1995 م). تاريخ دمشق. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع. ج. الجُزء الثالث. ص. 86. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  23. ^ محّمد سَعيد رَمضان البوطي (1426 هـ). فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة (ط. الخامسة والعشرون). دمشق: دار الفكر. ص. 48. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  24. ^ "سفر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مع عمه أبي طالب إلى الشام". موقع الدرر السنية.
  25. ^ https://al-maktaba.org/book/33280/111
  26. ^ https://al-maktaba.org/book/23653/50
  27. ^ https://al-maktaba.org/book/9914/171
  28. ^ أ ب "رتبة رواية مقابلة بحيرا للنبي". إسلام ويب. الثلاثاء 23 ربيع الأول 1428 هـ - 10-4-2007 م. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |date= (مساعدة)
  29. ^ أ ب الترمذي، محمد بن عيسى؛ تحقيقُ: بشار عواد معروف (1998 م). سنن الترمذي. بيروت: دار الغرب الإسلامي. ج. الجُزء السادس. ص. 19-20. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  30. ^ البغدادي، محمد بن سعد؛ تحقيقُ: محمد عبد القادر عطا (1410 هـ - 1990 م). الطبقات الكبرى (ط. الأولى). بيروت: دار الكتب العلمية. ج. الجُزء الأول. ص. 96-97. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  31. ^ محمد ناصر الدين الألباني؛ صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان (1431 هـ - 2010 م). موسوعة الألباني في العقيدة (ط. الأولى). صنعاء - اليمن: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة. ج. الجُزء الثامن. ص. 243. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  32. ^ الطبرسي، فضل بن حسن؛ تحقيقُ: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث (سنة الطبع: ربيع الأول 1417). إعلام الورى بأعلام الهدى (ط. الأولى). ج. الجُزء الأول. ص. 274. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  33. ^ الكُلِينِي، مُحَمَّدُ بنُ يَعْقُوْبَ؛ تصحيحُ وتعليقُ: علي أكبر الغفاري (سنة الطبع: 1367 ش). الفروع من الكافي (ط. الثالثة). طهران: المطبعة: حيدري، الناشر: دار الكتب الإسلامية. ج. الجُزء الخامس. ص. 374. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  34. ^ عبد الملك بن هشام؛ تحقيقُ: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي (1375هـ - 1955 م). سيرة ابن هشام (ط. الثانية). شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر. ج. الجُزء الأول. ص. 189. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ النشر= (مساعدة) ويحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  35. ^ https://www.alsirah.com/%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%AE%D8%AF%D9%8A%D8%AC%D8%A9/
  36. ^ كتاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم/تزويج رسول الله خديجة رضي الله عنها على ويكي مصدر.

ثبت المراجع[عدل]