قبيسيات

القبيسيات هي منظمة وجماعة دعوية نسائية إسلامية تأسست في أوائل الستينيات من القرن العشرين ومقرها دمشق - سوريا، أسستها وقادتها الشيخة منيرة القبيسي في سوريا وهي سورية الأصل، يقال أنها كانت من مدرسة مفتي سوريا الشيخ أحمد كفتارو شيخ الطريقة الصوفية النقشبندية في سوريا، الذي أشار عليها بالدخول إلى هذه الطريقة الصوفية.

القبيسيات هي مجموعة للنساء فقط وهي جزء نشط من حركة الصحوة الإسلامية في سوريا، تدعو الجماعة إلى إسلام غير سياسي، وتهدف إلى تعليم الشابات والفتيات السوريات القرآن والحديث النبوي والتفسير والقيم والتقاليد الإسلامية، تنظم الجماعة دروساً دينية في المنازل وكان لها دور فعال في نشر المشاعر الدينية بين الشابات، عملت الحركة منذ أيامها الأولى بشكل شبه علني حتى تم الاعتراف بها من قبل الدولة السورية في ظل حكم بشار الأسد في عام 2003 وسُمح لها بممارسة أنشطتها بشكل علني من المساجد الرسمية.

انتشرت الجماعة إلى دول أخرى مثل الخليج العربي واليمن وأوروبا وأميركا وأستراليا، وفي لبنان برزت سحر حلبي فصرن يعرفن فيما بعد باسم السحريات، وبالطباعيات في الأردن وذلك نسبة إلى فتاة تدعى فادية الطباع، وهذه التسميات تصدر من خارج الجماعة وإلا فعضواتها لا يسمينها بأية تسمية.

تاريخ

بدأت أنشطة نساء القبيسيات في أوائل عام 1960، كانت منيرة القبيسي مؤسسة المجموعة مدرسة معتمدة خريجة قسم في العلوم الطبيعية، بعد التخرج عينت معلمة في مدارس مختلفة بدمشق. مكنها منصبها كمعلمة في المدرسة من الجمع بين عملها التربوي والدعوة الإسلامية، كانت أنشطة الدعوة هذه سبب سجنها بضع مرات خلال أوائل الستينيات. بعد مجزرة حماة عام 1982 اضطرت الجماعة إلى القيام بأنشطتها الدعوية سراً حتى عام 2003، وقد استفادت الجماعة بشكل كبير من التغيير في سياسات الحكومة السورية تجاه النهضة الإسلامية في المجتمع السوري؛ فألغى الرئيس بشار الأسد القانون الذي يمنع الفتيات من ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، ثم اعترف بالجماعة ودعاها إلى ممارسة أنشطتها علانية في المساجد العامة.

الإيدلوجية

هناك جدل حول أيديولوجية الجماعة. يدّعي البعض أن الجماعة متأثرة بالفكر الصوفي للطريقة الكفتارية النقشبندية. أساس هذا الافتراض هو أن منيرة القبيسي كانت من تلاميذ الشيخ أحمد كفتارو. كما أن طبيعة عمل المجموعة لها صفة صوفية. فهي تدعو إلى رفع مستوى الوعي الديني والأخلاقي للمجتمع من خلال تحفيز السلوك والعادات الأخلاقية للفرد. الافتراض الآخر هو أن فكر القبيسيات متأثر بالفكر البعثي إذ أن بعض أعضاء مجموعاتهم هن شقيقات وبنات لأعضاء من حزب البعث. هذا الافتراض قوي إلى حد ما ويدعمه أن الجماعة تولت مناصب في البعث بعد الحرب الأهلية السورية.

الهيكل التنظيمي

مثل جميع الطرق الصوفية، فإن المجموعة لديها تنظيم هرمي. يتم توزيع النساء على مختلف الرتب داخل المنظمة. تُعرف رتبة عضوة في الجماعة بلون حجابها. غالبًا ما يتم التعرف على أعضاء المجموعة من خلال أسلوبهم المميز في اللباس، وهو حجاب مربوط بعقدة كبيرة تحت الذقن ومعاطف بأزرار تنزل على مستوى منتصف الساق. يرتدي الحجاب الأبيض أعضاء مجندون حديثًا أو أعضاء بدرجة منخفضة من الالتزام بأنشطة المجموعة. الحجاب الأزرق الفاتح يرتديه الأعضاء الذين تمت ترقيتهم وهم من الرتبة الوسطى. إلى جانب العمل على تجنيد فتيات جدد في المجموعة، يحق لأعضاء هذه الرتبة القيام بمهام تنظيمية وتعليمية. تتراوح المهام التنظيمية بين تنظيم الأحداث وترتيب أماكن الاجتماعات. تتمثل المهام التعليمية بشكل أساسي في تلاوة القرآن والأحاديث مع أعضاء المجموعة الشباب. يتم إعطاء الحجاب الأزرق الداكن للأعضاء النشطين وكبار الأعضاء؛ هؤلاء الأعضاء مكلفون بمهمة التدريس والوعظ بنصوص أكثر تعقيدًا مثل الفقه والشريعة.