خلية دم حمراء: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 43: سطر 43:
يعمل [[الطحال]] كمخزن لكريات الدم الحمراء، ولكن هذا التأثير محدود نوعاً ما في البشر. في بعض الثدييات الأخرى، مثل [[الكلاب]] و[[الخيول]]، يحتجز الطحال أعداداً كبيرة من كريات الدم الحمراء، التي يتم إلقاؤها في الدم عند الجهد، مما يزيد القدرة على نقل الأكسجين.
يعمل [[الطحال]] كمخزن لكريات الدم الحمراء، ولكن هذا التأثير محدود نوعاً ما في البشر. في بعض الثدييات الأخرى، مثل [[الكلاب]] و[[الخيول]]، يحتجز الطحال أعداداً كبيرة من كريات الدم الحمراء، التي يتم إلقاؤها في الدم عند الجهد، مما يزيد القدرة على نقل الأكسجين.


=== الإنسان ===
[[Image:NIK 3232-Drops of blood medium.JPG|thumb|200px|قطرتان من الدم، اليسرى ذات لون أحمر قاني "دم مؤكسج" أما اليمنى ذات لون أحمر قاتم "دم مرجع".]]
يبلغ قطر كرية الدم الحمراء البشرية المعتاد حوالي 6.2-8.2 [[ميكرومتر]]،<ref>{{cite book|title=Clinical Hematology: Theory and Procedures|author=Mary Louise Turgeon|publisher=Lippincott Williams & Wilkins|year=2004|page=100|url=https://books.google.com/?id=cHAjsUgegpQC&lpg=PA100&dq=erythrocyte%20size&pg=PA100#v=onepage&q=erythrocyte%20size&f=false|isbn=9780781750073}}</ref> ويبلغ سمكها في أثخن نقطة 2-2.5 [[ميكرون]] وسمكها في المركز 0.8-1 ميكرون، جاعلاً إياها أصغر بكثير من معظم الخلايا البشرية الأخرى. يبلغ متوسط حجم هذه الخلايا حوالي 90 [[فيمتو لتر|فيمتوليتر]]<ref>{{cite journal | pmid = 3565597 | volume=252 | issue=4 Pt 2 | title=Statistical and graphical evaluation of erythrocyte volume distributions |date=April 1987 | journal=Am. J. Physiol. | pages=H857–66 | authors=McLaren CE, Brittenham GM, Hasselblad V| doi=10.1152/ajpheart.1987.252.4.H857 | citeseerx=10.1.1.1000.348 }}</ref> وتبلغ مساحتها حوالي 136 ميكرومتر مربع، ويمكن أن تتضخم إلى شكل كروي يحتوي على 150 فيمتوليتر، دون تَمَدُد الغشاء.

يوجد لدى البشر البالغين في أي وقت من الأوقات ما يقرب من 20 إلى 30 [[تريليون]] كرية دم حمراء، وتشكل حوالي 70٪ من تعداد جميع خلايا الجسم.<ref>{{Cite journal|last=Bianconi|first=Eva|last2=Piovesan|first2=Allison|last3=Facchin|first3=Federica|last4=Beraudi|first4=Alina|last5=Casadei|first5=Raffaella|last6=Frabetti|first6=Flavia|last7=Vitale|first7=Lorenza|last8=Pelleri|first8=Maria Chiara|last9=Tassani|first9=Simone|date=2013-11-01|title=An estimation of the number of cells in the human body|journal=Annals of Human Biology|volume=40|issue=6|pages=463–471|doi=10.3109/03014460.2013.807878|pmid=23829164|issn=0301-4460}}</ref> تملك النساء حوالي 4-5 ملايين كرية دم حمراء لكل ميكروليتر (ملليمتر مكعب) من الدم أما الرجال حوالي 5-6 مليون كرية. يكون لدى [[آثار الارتفاعات الشاهقة على البشر|الأشخاص القاطنين في المرتفعات]] -حيث يكون ضغط الأكسجين منخفض- تعداد كريات حمر أكبر. إن كريات الدم الحمراء أكثر تعداداً من خلايا الدم الأخرى: فهناك حوالي 4000-11000 [[خلية دم بيضاء]] وحوالي 150000-400000 [[صفيحة دموية|صفيحة]] لكل [[لتر#تفاصيل_أكثر|ميكروليتر]].

تستغرق كريات الدم الحمراء البشرية في المتوسط 60 ثانية لإكمال دورة دموية واحدة.<ref name="Blom20032" /><ref name=pierige/><ref>{{Cite book | last = Hillman | first = Robert S. | last2 = Ault | first2 = Kenneth A. | last3 = Rinder | first3 = Henry M. | year = 2005 | title = Hematology in Clinical Practice: A Guide to Diagnosis and Management | edition = 4 | publisher = McGraw-Hill Professional | page = 1 | isbn = 978-0-07-144035-6 }}</ref> يعود اللون الأحمر للدم إلى الخواص الطيفية [[أيونات|لأيونات]] [[الحديد]] [[هيم|الهيمية]] في الخضاب. تحتوي كل كرية دم حمراء بشرية على حوالي 270 مليون<ref>{{cite journal |last1=D’Alessandro |first1=Angelo |title=Red blood cell proteomics update: is there more to discover? |journal=Blood Transfusion |volume=15 |issue=2 |pages=182–187 |pmc=5336341 |year=2017 |pmid=28263177 |doi=10.2450/2017.0293-16 }}</ref> جزيئة هيموغلوبين. يحمل كل جزيء هيموغلوبين أربع مجموعات من الهيم، يشكل الهيموغلوبين حوالي ثلث إجمالي حجم الخلية. يعتبر الهيموغلوبين هو المسؤول عن نقل أكثر من 98٪ من الأكسجين في الجسم (يتم حمل الأكسجين المتبقي على شكل منحل في بلازما الدم). تخزن كريات الدم الحمراء عند ذكر بالغ حوالي 2.5 [[غرام (وحدة قياس)|غرام]] من الحديد، وهو ما يمثل حوالي 65٪ من إجمالي الحديد الموجود في الجسم.<ref>[http://www.med-ed.virginia.edu/courses/path/innes/nh/iron.cfm Iron Metabolism], University of Virginia Pathology. Accessed 22 September 2007.</ref><ref>[http://sickle.bwh.harvard.edu/iron_transport.html Iron Transport and Cellular Uptake] by Kenneth R. Bridges, Information Center for Sickle Cell and Thalassemic Disorders. Accessed 22 September 2007.</ref>


== مكان تكوين كريات الدم الحمراء ==
== مكان تكوين كريات الدم الحمراء ==

نسخة 20:28، 2 مارس 2020

خلية دم حمراء
كريات الدم الحمراء (مقعرة الوجهين)

صورة بالمجهر الإلكتروني تظهر كرية دم حمراء (في اليسار)، صفيحة دموية (في الوسط)، كرية دم بيضاء (في اليمين).
صورة بالمجهر الإلكتروني تظهر كرية دم حمراء (في اليسار)، صفيحة دموية (في الوسط)، كرية دم بيضاء (في اليمين).
صورة بالمجهر الإلكتروني تظهر كرية دم حمراء (في اليسار)، صفيحة دموية (في الوسط)، كرية دم بيضاء (في اليمين).
تفاصيل
وظيفة نقل الأوكسجين
اختصار RBC
نظام أحيائي الجهاز الدموي الوعائي
المكتشف يان زفامردام  تعديل قيمة خاصية (P61) في ويكي بيانات
نوع من خلية دم  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
جزء من دم  تعديل قيمة خاصية (P361) في ويكي بيانات
معرفات
ترمينولوجيا هستولوجيكا H2.00.04.1.01001  تعديل قيمة خاصية (P1694) في ويكي بيانات
FMA 62845  تعديل قيمة خاصية (P1402) في ويكي بيانات
ن.ف.م.ط. A11.118.290،  وA11.443.240،  وA15.145.229.334  تعديل قيمة خاصية (P672) في ويكي بيانات
ن.ف.م.ط. D004912  تعديل قيمة خاصية (P486) في ويكي بيانات

كريات الدم الحمراء أو خلايا الدم الحمراء أو الكريات الحمر، ويشار إليها أيضاً بالخلايا الحمراء،[1] (بالإنجليزية: Red Blood Cells)‏ لذلك يرمز لها اختصاراً RBC ولها تسميات أخرى بالإنجليزية (بالإنجليزية: Red blood corpuscles)‏ أو (بالإنجليزية: Haematids)‏ أو (بالإنجليزية: Erythroid cells)‏ أو (بالإنجليزية: erythrocytes )‏ وهي كلمة مشتقة من اليونانية (erythros تعني "حمراء" و kytos تعني "وعاء مجوف"، مع اللاحقة cyte- التي تعني "خلية")، وهي أكثر أنواع خلايا الدم تعداداً والوسيلة الرئيسية للفقاريات لتوصيل الأكسجين (O2) إلى أنسجة الجسم بواسطة الجريان الدموي في الدوران الجهازي.[2] تأخذ كريات الدم الحمراء الأكسجين في الرئتين، أو خياشيم الأسماك، وتحرره في الأنسجة أثناء مرورها في الشعيرات الدموية.

تكون بلازما الكريات الحمراء غنية بالهيموغلوبين، وهو جزيء حيوي يحتوي على الحديد الذي يربط الأكسجين وهو المسؤول عن اللون الأحمر للخلايا والدم. يتكون غشاء الخلية من بروتينات وليبيدات، ويوفر هذا الهيكل خصائص أساسية لوظيفة الخلية الفيزيولوجية مثل قابلية تغيير الشكل والهشاشة أثناء عبور الجهاز الدوراني وخاصة شبكة الشعيرات الدموية.

في البشر، تكون خلايا الدم الحمراء الناضجة أقراص إهليلجية مقعرة الوجهين ومرنة. تفتقر الكريات الحمر لنواة الخلية ومعظم العضيات، لكي تترك أقصى مساحة للهيموغلوبين "الخضاب"، يمكن أن ينظر إليها باعتبارها أكياس من الغشاء البلازمي بداخلها الهيموغلوبين. يتم إنتاج ما يقرب من 2.4 مليون كريات دموية جديدة في الثانية في البشر البالغين.[3] تتطور الخلايا في نقي العظم وتدور لمدة حوالي 100-120 يوم في الجسم قبل أن يتم إعادة تدوير مكوناتها عن طريق البلاعم. تستغرق كل دورة حوالي 60 ثانية (دقيقة واحدة).[4] تشكل كريات الدم الحمراء حوالي 84٪ من الخلايا الموجودة في جسم الإنسان.[5][6][7] كما تشكل الكريات الحمر ما يقرب نصف حجم الدم (40٪-45٪).

كريات الدم الحمراء المركزة (pRBC) هي خلايا دم حمراء تم التبرع بها ومعالجتها وتخزينها في بنك الدم لنقلها.

بنية كريات الدم الحمراء

الفقاريات

هناك تباين كبير في حجم كريات الدم الحمراء في الفقاريات، وكذلك يوجد ارتباط بين حجم الخلية وحجم النواة. كريات الدم الحمراء في الثدييات، والتي لا تحوي على نوى، أصغر بكثير من كريات معظم الفقاريات الأخرى.[8]
تحوي كريات الدم الحمراء الناضجة للطيور على نواة، ولكن في دم إناث بطريق جنتو البالغات، تم ملاحظة وجود كريات دم حمراء (B) غير منواة، ولكن بتواتر قليل للغاية.

تقريباً جميع الفقاريات، بما في ذلك جميع الثدييات والبشر، تملك كريات دم حمراء. الفقاريات الوحيدة المعروفة بفقدانها لكريات الدم الحمراء هي أسماك التمساح الثلجية (عائلة Channichthyidae)، وهي تعيش في ماء بارد غني بالأكسجين حيث ينتقل الأكسجين المنحل بحرية في دمائهم.[9] على الرغم من أنها لا تستخدم الخضاب، إلا أنه يمكن العثور على بقايا مورثات الخضاب في مَجينها (مادتها الوراثية، وهي مجموع المورثات الموجودة في الكائن الحي).[10]

تتكون كريات الدم الحمراء عند الفقاريات بشكل رئيسي من الهيموغلوبين، وهو بروتين متمعدن يحتوي على مجموعات الهيم التي ترتبط ذراتها الحديدية مؤقتاً بجزيئات الأكسجين (O2) في الرئتين أو الخياشيم وتطلقها في جميع أنحاء الجسم. يمكن للأكسجين أن ينتشر بسهولة من خلال غشاء كريات الدم الحمراء. يحمل الهيموغلوبين الموجود في كريات الدم الحمراء أيضاً بعضاً من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مُستقلَبَات الأنسجة، ومع ذلك، يتم نقل معظم ثاني أكسيد الكربون إلى الشعيرات الدموية الرئوية على شكل بيكربونات (-HCO3) ذوابة في بلازما الدم. يعمل الميوغلوبين، وهو مركب مرتبط بالهيموغلوبين، على تخزين الأكسجين في الخلايا العضلية.[11]

يعود لون كريات الدم الحمراء إلى مجموعة الهيم الموجودة في الهيموغلوبين. أما بلازما الدم فتكون ذات لون شبيه بالقش، ولكن تغير كريات الدم الحمراء لونها تبعاً لحالة الهيموغلوبين: عند ارتباطها بالأكسجين فإن أوكسي هيموغلوبين الناتج يكون قرمزي اللون، أما عندما يتم إطلاق الأكسجين يكون لون ديوكسي هيموغلوبين الناتج بلون أحمر داكن (خمري). ومع ذلك، يمكن أن يبدو الدم مزرقاً عند رؤيته من خلال جدار الوعاء والجلد.[12] يستفيد مقياس الأكسجة والنبض من تغيير لون الهيموغلوبين لقياس إشباع الأكسجين في الدم الشرياني مباشرة باستخدام تقنيات القياس اللوني. يملك الهيموغلوبين ألفة عالية جداً لأول أكسيد الكربون، مُشكلاً كربوكسي هيموغلوبين ذو لون أحمر قاني جداً. في بعض الأحيان، يُقرأ إشباع الأكسجين 100٪ خطأً على مقياس الأكسجة والنبض عند المتسممين بأول أكسيد الكربون.

وجود البروتينات الحاملة للأكسجين داخل الخلايا المتخصصة (الكريات الحمراء) خطوة مهمة في تطور الفقاريات لأنها تجعل الدم أقل لزوجة، وتوفر تراكيز أعلى من الأكسجين، وانتشار أفضل للأكسجين من الدم إلى الأنسجة. يختلف حجم خلايا الدم الحمراء على نطاق واسع بين أنواع الفقاريات، يكون عَرض كريات الدم الحمراء أكبر من قطر الشعيرات الدموية بحوالي 25٪، وقد تم افتراض أن هذا يحسن نقل الأكسجين من كريات الدم الحمراء إلى الأنسجة.[13]

الثدييات

كريات الدم الحمراء النموذجية للثدييات: (a) ينظر إليها من الأعلى، (b) ينظر إليها من الجانب مع تشكيل ظاهرة التنضد (c) كروية الشكل بسبب الماء، (d) كرية محززة (تقلصت وأصبحت شائكة) بسبب الملح. (c) و(d) لا تحدث عادة في الجسم الطبيعي. يرجع الشكلان الأخيران إلى الماء الذي يتم نقله من وإلى الخلايا بواسطة التناضح.

تأخذ كريات الدم الحمراء للثدييات شكل أقراص مقعرة الوجهين: مسطحة ومقعرة في المركز، مع مقطع عرضي يشبه الطارة، وحافة مستديرة للقرص. يسمح هذا الشكل بزيادة نسبة مساحة السطح إلى الحجم (SA/V) مما يسهل انتشار الغازات.[14] ومع ذلك، يوجد بعض الاستثناءات المتعلقة بالشكل في رتبة مزدوجات الأصابع (ذوات الحوافر بما في ذلك الماشية والغزلان)، والتي تملك مجموعة واسعة من أشكال كريات الدم الحمراء: الخلايا الصغيرة والبيضاوية للغاية في اللاما والإبل (عائلة جمليات)، خلايا كروية صغيرة في غزلان الفأر (عائلة طرغولية)، وخلايا ذات أشكال مغزلية، سِنانية الشكل، هلالية، ومتعددة الأضلاع بشكل غير منتظم وغيرها من الأشكال الزاويّة في الغزلان الحمراء والوَبِّيت (عائلة الأيل). من الواضح أن أعضاء من هذه الرتبة قد طوروا نمطاً شكلياً مختلفاً عن الثدييات.[8][15]

بشكل عام، تتميز كريات الدم الحمراء للثدييات بالمرونة وتغيير الشكل بشكل ملحوظ بسبب الضغط المطبق عليها أثناء مرورها في الشعيرات الدموية الصغيرة، وكذلك لزيادة سطحها من خلال افتراض شكل سيجارة، حيث تطلق حمولة الأوكسجين بكفاءة.[16]

إن كريات الدم الحمراء في الثدييات فريدة من نوعها بين الفقاريات لأنها لا تحتوي على نوى عندما تنضج. تملك الكريات الحمراء نوى خلال المراحل المبكرة من تَكَوُّن الكريات الحمر، لكنها تتخلص منها أثناء تطورها عند الوصول إلى مرحلة النضج، مما يوفر مساحة أكبر للهيموغلوبين. تفقد كريات الدم الحمراء غير المنواة، والتي تدعى بالخلايا الشبكية، جميع العضيات الخلوية الأخرى مثل المتقدرات، جهاز كولجي، والشبكة الهيولية الباطنة.

يعمل الطحال كمخزن لكريات الدم الحمراء، ولكن هذا التأثير محدود نوعاً ما في البشر. في بعض الثدييات الأخرى، مثل الكلاب والخيول، يحتجز الطحال أعداداً كبيرة من كريات الدم الحمراء، التي يتم إلقاؤها في الدم عند الجهد، مما يزيد القدرة على نقل الأكسجين.

الإنسان

قطرتان من الدم، اليسرى ذات لون أحمر قاني "دم مؤكسج" أما اليمنى ذات لون أحمر قاتم "دم مرجع".

يبلغ قطر كرية الدم الحمراء البشرية المعتاد حوالي 6.2-8.2 ميكرومتر،[17] ويبلغ سمكها في أثخن نقطة 2-2.5 ميكرون وسمكها في المركز 0.8-1 ميكرون، جاعلاً إياها أصغر بكثير من معظم الخلايا البشرية الأخرى. يبلغ متوسط حجم هذه الخلايا حوالي 90 فيمتوليتر[18] وتبلغ مساحتها حوالي 136 ميكرومتر مربع، ويمكن أن تتضخم إلى شكل كروي يحتوي على 150 فيمتوليتر، دون تَمَدُد الغشاء.

يوجد لدى البشر البالغين في أي وقت من الأوقات ما يقرب من 20 إلى 30 تريليون كرية دم حمراء، وتشكل حوالي 70٪ من تعداد جميع خلايا الجسم.[19] تملك النساء حوالي 4-5 ملايين كرية دم حمراء لكل ميكروليتر (ملليمتر مكعب) من الدم أما الرجال حوالي 5-6 مليون كرية. يكون لدى الأشخاص القاطنين في المرتفعات -حيث يكون ضغط الأكسجين منخفض- تعداد كريات حمر أكبر. إن كريات الدم الحمراء أكثر تعداداً من خلايا الدم الأخرى: فهناك حوالي 4000-11000 خلية دم بيضاء وحوالي 150000-400000 صفيحة لكل ميكروليتر.

تستغرق كريات الدم الحمراء البشرية في المتوسط 60 ثانية لإكمال دورة دموية واحدة.[4][7][20] يعود اللون الأحمر للدم إلى الخواص الطيفية لأيونات الحديد الهيمية في الخضاب. تحتوي كل كرية دم حمراء بشرية على حوالي 270 مليون[21] جزيئة هيموغلوبين. يحمل كل جزيء هيموغلوبين أربع مجموعات من الهيم، يشكل الهيموغلوبين حوالي ثلث إجمالي حجم الخلية. يعتبر الهيموغلوبين هو المسؤول عن نقل أكثر من 98٪ من الأكسجين في الجسم (يتم حمل الأكسجين المتبقي على شكل منحل في بلازما الدم). تخزن كريات الدم الحمراء عند ذكر بالغ حوالي 2.5 غرام من الحديد، وهو ما يمثل حوالي 65٪ من إجمالي الحديد الموجود في الجسم.[22][23]

مكان تكوين كريات الدم الحمراء

يبدأ تكوين خلايا الدم الحمراء من الأسبوع الرابع من الحمل وحتى الشهر السادس منه في الطحال والكبد و في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل تتكون هذه الكريات في نخاع العظام وقليلاً منها في الطحال والكبد. وفي الأطفال والبالغين تتكون كريات الدم الحمراء في نخاع العظام الأحمر الموجود في العظام المفلطحة كعظام الوجه والكتف والجمجمة والضلوع والعمود الفقري ونهايات العظام الطويلة في الجسم كعظمة الفخذ و عظم العضد.

عمر ومصير كريات الدم الحمراء

تؤدي هذه الكريات وظيفتها لمدة زمنية محدودة وهي حوالي 120 يوم وبعد ذلك يلتقط الطحال الكرات التي هرمت والمتكسرة ليحللها فيخرج منها مادة الهيموجلوبين. ويتم أيضاً تحليل الهيموجلوبين لتكوين الصبغات الصفراوية التي يتخلص منها الدم بطردها مع عصارة الصفراء. وكرات الدم التي تنكسر يحل محلها في الحال كرات جديدة في نخاع العظام.

العوامل التي يجب توافرها حتى يتم تكوين كريات الدم الحمراء

  • يجب أن يكون نخاع العظام سليمًا ولذلك فإذا أصابه أي مرض أو تلف كما يحدث في حالة التعرض للأشعة السينية (×) أو الإشعاعات الذرية أو بعض السموم فإن ذلك يؤدي إلى نقص في عدد كرات الدم الحمراء.
  • يجب أن يحتوي الغذاء على عنصر الحديد لأنه يدخل في تركيب مادة الهيموجلوبين ويوجد الحديد في السبانخ والبقول والتفاح واللحوم وصفار البيض وإذا لم يتوفر الحديد في الغذاء أو لم يتمكن الجسم من الاستفادة من الحديد في الغذاء يصبح لون الدم باهتاً وهذا ما يحدث في أحد أنواع الأنيميا، ويسهل علاجها بإعطاء المريض أدوية تحتوي على مركبات الحديد.
  • يجب أن يحتوي الغذاء على فيتامين ب12 الذي يطلق عليه العامل المانع للأنيميا الخبيثة وقد وجد أن هذا الفيتامين يتحد مع عامل آخر وهو العامل الداخلي والذي تفرزه المعدة ثم يمتص من الأمعاء ويختزن في الكبد إلى أن يستخدمه نخاع العظام وهذا الفيتامين هام جداً لاستكمال نمو خلايا الدم الحمراء.

وظائف خلايا الدم الحمراء

حجم كرة الدم وحجم الفيروس

رسم متحرك لدورة نموذجية لخلية دم حمراء في الانسان خلال الدورة الدموية. يحدث هذا الرسم المتحرك في الوقت الحقيقي (20 ثانية للدورة). يظهر الرسم تغير شكل خلية الدم الحمراء عند المرور داخل الشعيرات الدموية، وكذلك يبيّن تغيير لون الخلية بالتناوب حسب الأوكسجين طول الدورة الدموية. أعلى الرسم مؤشر يبين تغير ثاني أكسيد الكربون، و أسفله مؤشر لبيان كمية الأكسجين

يصل قطر الكرية الدموية الحمراء إلى ما بين 7 - 8 ميكرومتر، أما الفيروسات فتصل أحجامها ما بين 0.02 - 0.3 ميكرومتر (أي 20 إلى 300 نانومتر).

بعض الأمراض التي تصيب خلية الدم الحمراء

هناك أمراض كثيرة تصيب الدم و خلايا الدم الحمراء خصوصا و منها :

1- فقر الدم.

2- مرض فقر الدم المنجلي.

3- فقر الدم اللاتنسجي.

4- فقر الدم الانحلالي.

5- فقر الدم بعوز الحديد.

6- الأنيميا الفسيولوجية.

7- فقر الدم لنقص فيتامين.

8- أنيميا دياموند-بلاكفان.

لماذا عمر خلايا الدم الحمراء قصير؟

الاسم العلمي الأجنبي لكريّات الدم الحمراء هو: (بالإنجليزية: erythrocytes)‏. تلك الخلايا ليس لها نواة ولذلك فهي لا تستطيع الانقسام أو التكاثر، وكذلك ليس لها بعض التجهيزات الخلوية الأخرى التي تمكّنها من إصلاح نفسها في حال تلف جزء منها أو هَرِم، وبالتالي يكون عمرها قصير جداً قياساً بعمر الإنسان مثلاً، فليس لديها عوامل ذاتية للبقاء طويلا والاستمرار. يُعتبر عمر خلايا الدم الحمراء قصير بالنسبة لعمر الكائن الذي تدور في أوعيته الدموية لعدم قدرتها على البقاء طويلاً. خلال فترة 120 يوماً تظل تلك الخلايا تعمل على نقل الأكسجين خلال أجسام "الفقاريات" حتى تضعف وتهترئ. في كل ثانية يموت حوالي 2-3 مليون خلية دم حمراء، ويقوم الطحال بإخراج الخلايا البالية والهرمة والميتة[24].

تُنتَج خلايا الدم الحمراء عن طريق عملية اسمها: تكون الكريات الحمر (بالإنجليزية: erythropoesis)‏ يتم فيها تقدير تركيز كمية خلايا الدم الصالحة في الدم لكي يتم إنتاج خلايا جديدة بمعدل يفي باحتياج الجسم. تقوم الكُلى بمراقبة مستوى الأكسجين في الدم، وإذا وُجد قليلا، تقوم الكُلى بافراز هرمون اسمه إريثروبويتين (بالإنجليزية: erythropoetin)‏. خلايا النخاع الأحمر في العظم هي الوحيدة التي تملك مستقبلات ذلك الهرمون فتستجيب له، أما باقي خلايا الجسم فلا تستجيب بحال لهذا الهرمون. يستحث ذلك الهرمون إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظم، والتي تترك النخاع وتنطلق في مسار الدم لتبدأ دورتها، وعندها يتزايد مستوى الأكسجين، وتستشعره الكُلى، فتُبطئ من افراز الهرمون. وبذلك يظل تعداد خلايا الدم الحمراء في الجسم ثابت تقريباً، وتظل سعة نقل الأكسجين في الدم دائما تكفي احتياج الجسم.

اقرأ أيضا

وصلات خارجية

مراجع

  1. ^ Vinay Kumar؛ Abul K. Abbas؛ Nelson Fausto؛ Richard N. Mitchell (2007). Robbins Basic Pathology (ط. 8th). Saunders.
  2. ^ "Blood Cells". مؤرشف من الأصل في 2016-07-23.
  3. ^ Erich Sackmann, Biological Membranes Architecture and Function., Handbook of Biological Physics, (ed. R.Lipowsky and E.Sackmann, vol.1, Elsevier, 1995
  4. ^ أ ب J. A. Blom (15 ديسمبر 2003). Monitoring of Respiration and Circulation. CRC Press. ص. 27. ISBN:978-0-203-50328-7. مؤرشف من الأصل في 2020-01-12.
  5. ^ Sender، Ron؛ Fuchs، Shai؛ Milo، Ron (19 أغسطس 2016). "Revised Estimates for the Number of Human and Bacteria Cells in the Body". PLoS Biology. DOI:10.1371/journal.pbio.1002533.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  6. ^ Laura Dean. Blood Groups and Red Cell Antigens نسخة محفوظة 9 يونيو 2007 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب Pierigè F, Serafini S, Rossi L, Magnani M (يناير 2008). "Cell-based drug delivery". Advanced Drug Delivery Reviews. ج. 60 ع. 2: 286–95. DOI:10.1016/j.addr.2007.08.029. PMID:17997501.
  8. ^ أ ب Gulliver، G. (1875). "On the size and shape of red corpuscles of the blood of vertebrates, with drawings of them to a uniform scale, and extended and revised tables of measurements". Proceedings of the Zoological Society of London. ج. 1875: 474–495.
  9. ^ Ruud JT (مايو 1954). "Vertebrates without erythrocytes and blood pigment". Nature. ج. 173 ع. 4410: 848–50. Bibcode:1954Natur.173..848R. DOI:10.1038/173848a0. PMID:13165664.
  10. ^ Carroll, Sean (2006). The Making of the Fittest. W.W. Norton. ISBN:978-0-393-06163-5.
  11. ^ Maton، Anthea؛ Jean Hopkins؛ Charles William McLaughlin؛ Susan Johnson؛ Maryanna Quon Warner؛ David LaHart؛ Jill D. Wright (1993). Human Biology and Health. Englewood Cliffs, New Jersey, USA: Prentice Hall. ISBN:978-0-13-981176-0. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  12. ^ Anthis، Nick (17 أبريل 2008). "Why Are Veins Blue?". Scienceblogs. مؤرشف من الأصل في 2018-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-23.
  13. ^ Snyder، Gregory K.؛ Sheafor، Brandon A. (1999). "Red Blood Cells: Centerpiece in the Evolution of the Vertebrate Circulatory System". Integrative and Comparative Biology. ج. 39 ع. 2: 189. DOI:10.1093/icb/39.2.189.
  14. ^ "BBC Bitesize – GCSE Biology – Blood – Revision 2". www.bbc.co.uk (بالإنجليزية البريطانية). Archived from the original on 2017-12-20. Retrieved 2017-11-26.
  15. ^ Gregory TR (2001). "The bigger the C-value, the larger the cell: genome size and red blood cell size in vertebrates". Blood Cells, Molecules & Diseases. ج. 27 ع. 5: 830–43. CiteSeerX:10.1.1.22.9555. DOI:10.1006/bcmd.2001.0457. PMID:11783946.
  16. ^ Goodman SR, Kurdia A, Ammann L, Kakhniashvili D, Daescu O (ديسمبر 2007). "The human red blood cell proteome and interactome". Experimental Biology and Medicine. ج. 232 ع. 11: 1391–408. DOI:10.3181/0706-MR-156. PMID:18040063.
  17. ^ Mary Louise Turgeon (2004). Clinical Hematology: Theory and Procedures. Lippincott Williams & Wilkins. ص. 100. ISBN:9780781750073.
  18. ^ McLaren CE, Brittenham GM, Hasselblad V (أبريل 1987). "Statistical and graphical evaluation of erythrocyte volume distributions". Am. J. Physiol. ج. 252 ع. 4 Pt 2: H857–66. CiteSeerX:10.1.1.1000.348. DOI:10.1152/ajpheart.1987.252.4.H857. PMID:3565597.
  19. ^ Bianconi، Eva؛ Piovesan، Allison؛ Facchin، Federica؛ Beraudi، Alina؛ Casadei، Raffaella؛ Frabetti، Flavia؛ Vitale، Lorenza؛ Pelleri، Maria Chiara؛ Tassani، Simone (1 نوفمبر 2013). "An estimation of the number of cells in the human body". Annals of Human Biology. ج. 40 ع. 6: 463–471. DOI:10.3109/03014460.2013.807878. ISSN:0301-4460. PMID:23829164.
  20. ^ Hillman، Robert S.؛ Ault، Kenneth A.؛ Rinder، Henry M. (2005). Hematology in Clinical Practice: A Guide to Diagnosis and Management (ط. 4). McGraw-Hill Professional. ص. 1. ISBN:978-0-07-144035-6.
  21. ^ D’Alessandro، Angelo (2017). "Red blood cell proteomics update: is there more to discover?". Blood Transfusion. ج. 15 ع. 2: 182–187. DOI:10.2450/2017.0293-16. PMC:5336341. PMID:28263177.
  22. ^ Iron Metabolism, University of Virginia Pathology. Accessed 22 September 2007.
  23. ^ Iron Transport and Cellular Uptake by Kenneth R. Bridges, Information Center for Sickle Cell and Thalassemic Disorders. Accessed 22 September 2007.
  24. ^ Biological sciences, Blood Cells [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.