انتقل إلى المحتوى

المؤخر (أسماء الله الحسنى)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

المؤخر هو من أسماء الله الحسنى في الإسلام، وهو ضد المقدم، ومعناه: الّذي يؤخِّر الأشياء فيضعها مواضعها،[1] يقدم ما شاء منها، ويؤخر ما شاء، فلا مقدم لما أخر ولا مؤخر لما قدم،[2] وممن أثبته من الأسماء الحسنى كلًا من التّرمذيّ، وابن حبّان، وابن خزيمة، والطبراني، والبيهقي، والخطابي، والحليمي، وابن حزم، وابن العربي، والقرطبي، وابن القيم، وابن عثيمين.[3]

في السنة النبوية

[عدل]

لم يرد اسم الله المؤخر في القرآن الكريم، ولكن ورد في الأحاديث النبوية،[4] منها:

  • عن عبد الله بن عباس:[5] «كان النبيُّ إذا قام منَ الليلِ يتهَجَّدُ قال: اللهمَّ لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ، لك مُلكُ السمواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، ولك الحمدُ أنت مَلِكُ السمواتِ والأرضِ، ولك الحمدُ، أنت الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولِقاؤك حقٌّ، وقولُك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والنبيُّونَ حقٌّ، ومحمدٌ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهمَّ لك أسلَمتُ، وبك آمَنتُ، وعليك توكَّلتُ، وإليك أنَبتُ، وبك خاصَمتُ، وإليك حاكَمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، أنت المُقَدِّمُ، وأنت المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إلا أنت.»
  • عن أبي موسى الأشعري:[6] «عن النبيِّ : أنه كان يدعو بهذا الدعاءِ: ربِّ اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كلِّه، وما أنت أعلَمُ به مني، اللهم اغفِرْ لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهَزلي، وكلُّ ذلك عِندي. اللهم اغفِرْ لي ما قدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسرَرْتُ وما أعلَنْتُ، أنت المُقَدِّمُ وأنت المُؤَخِّرُ، وأنت على كلِّ شيءٍ قديرٌ»
  • عن علي بن أبي طالب قال:[7] «ثمَّ يَكونُ آخرَ ما يقولُ بينَ التَّشَهُّدِ والسَّلامِ، اللَّهمَّ اغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسرَرتُ وما أعلَنتُ، وما أنتَ أعلمُ بِهِ منِّي، أنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ»

الأقوال في معناه

[عدل]
  • قال الحليمي:[8] «المُقَدِّمُ هو المُعطِي لعوالي الرُّتب، و(المؤخّر): هو الدّافع عن عوالي الرّتب.»
  • قال ابن الأثير:[1] «و(المؤخّر) هو الّذي يؤخِّر الأشياء فيضعها مواضعها، وهو ضدّ (المقدّم) »
  • قال الخطابي:[9] «المُقَدِّمُ هو المنزِّل للأشياء منازلها، يقدّم ما شاء منها، ويؤخّر ما شاء: قدّم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدّم من أحبّ من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق فوق بعض درجات، وقدّم من شاء بالتّوفيق إلى مقامات السّابقين، وأخّر من شاء عن مراتبهم وثبّطهم عنها، لا مقدّم لما أخّر، ولا مؤخّر لما قدّم.»
  • قال عبد الرحمن السعدي:[10] «واعلم أنّ التّقديم والتّأخير كلّ منهما نوعان:
  • النّوع الأوّل: تقديم وتأخير كونيّان، كتقديم بعض المخلوقات على بعض في الخلق، وتأخير بعضها على بعض، وتقديم الأسباب على مسبّبتها، وهذا لا يمكن حصره.
  • النّوع الثّاني: تقديم وتأخير شرعيّان: كتفضيل الله تعالى جنسا على جنس، ومكان على مكان، وزمان على غيره، وقد بيّن ذلك الشّيخ السّعدي رحمه الله في " الحقّ الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين »
  • قال محمد خليل هراس:[3] «والتّقديم والتّأخير صفتان من صفات الأفعال التّابعة لمشيئته تعالى وحكمته، وهما أيضا صفتان للذّات، إذ قيامهما بالذّات لا بغيرها، وهكذا كلّ صفات الأفعال هي من هذا الوجه صفات ذات، حيث إنّ الذّات متّصفة بها، ومن حيث تعلّقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمّى صفات أفعال .»
  • قال ابن القيم:[11]
وهو المُقَدِّمُ والمُؤَخِّرُ، ذانِك الـ
الصّـفتـان للأفعـال تابعتـان
وهما صفات الذّات أيضا إذ هما
بالذّات لا بالغـيـر قائـمتـان

لغويًا

[عدل]

جاء في صحاح الجوهري ولسان العرب:[3][12] «وأمّا (المؤخّر)، فهو من أخّر يؤخِّر، وهو ضدّ قدّم،

  • وتأخّر واستأخر بمعنى واحد وهو أنّه جاء آخرا وأخيرا.
  • ويقال آخرة الشّيء ومؤْخِرتُه ومؤخَّرَة.

وإنّه يجرِي خلْطٌ كبير على ألسنة النّاس بين هذه الألفاظ، فتراهم يضعون هذا موضع ذاك.»

انظر أيضًا

[عدل]

وصلات خارجية

[عدل]

مراجع

[عدل]
  1. ^ ا ب النّهاية (1/29)
  2. ^ معنى اسم الله عز وجل المقدم والمؤخر، موقع الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 02 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ا ب ج شرح الأسماء الحُسنى (14) المقدّم، والمؤخّر ج1، موقع عبد الحليم توميات نسخة محفوظة 05 مارس 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ اسم الله المقدم، محمد راتب النابلسي "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2016-06-04. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-09.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  5. ^ صحيح البخاري (1120)، صحيح مسلم (769)
  6. ^ صحيح البخاري (6398)، صحيح مسلم (2719)
  7. ^ سنن الترمذي (3421)
  8. ^ المنهاج (207-208)
  9. ^ الأسماء والصّفات (86)، الاعتقاد (63) للبيهقيّ
  10. ^ الحق الواضح المبين، صـ100
  11. ^ نونية ابن القيم (2/109)
  12. ^ المفردات (397)
الرقمأسماء الله الحسنىالوليد الصنعانيابن الحصينابن مندهابن حزم ابن العربيابن الوزيرابن حجر البيهقيابن عثيمينالرضوانيالغصن بن ناصربن وهفالعباد
72 المؤخر