جاهلية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
إزالة فقرة لا علاقة لها بمضمون الموسوعة
وسم: لا أحرف عربية مضافة
إعادة كتابة لتتناسب مع دليل الأسلوب في ويكيبيديا
وسم: تعديلات طويلة
سطر 2: سطر 2:
{{عن|مفهوم إسلامي عن المجتمع والفرد قبل الإسلام|أحوال العرب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية والمناطق التي سكنها العربُ قديماً قبل انتشار الإسلام|العرب قبل الإسلام}}
{{عن|مفهوم إسلامي عن المجتمع والفرد قبل الإسلام|أحوال العرب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في شبه الجزيرة العربية والمناطق التي سكنها العربُ قديماً قبل انتشار الإسلام|العرب قبل الإسلام}}
{{إسلام}}
{{إسلام}}
'''الجاهلية''' مصطلح إسلامي ورد في السور المدينة في [[القرآن]]، عن حياة الأمم قبل [[إسلام|الإسلام]]، حيث يشير إلى الفترة التي سبقت الإسلام ويربطها بجهل الأمم من الناحية الدينية، وهو مفهوم ليس خاصاً بالعرب بل يشمل جميع الشعوب، قبل بعثة النبي محمد.<ref>الحنفاء قبل الإسلام - البروفيسور خليف</ref>
'''الجاهلية''' مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في [[القرآن]]، عن حياة الأمم قبل [[إسلام|الإسلام]]، حيث يشير إلى الفترة التي سبقت الإسلام ويربطها بجهل الأمم من الناحية الدينية، وهو مفهوم ليس خاصاً بالعرب بل يشمل جميع الشعوب، قبل بعثة النبي محمد.<ref>الحنفاء قبل الإسلام - البروفيسور خليف</ref>


== الدلالة الدينية ==
== الدلالة الدينية ==
{{تأكيد رأي|يشير المصطلح إلى الحالة التي لا يلتزم بها الناس بدين ، أي أن هذا المصطلح ليس خاصاً بالعرب بل يشمل جميع الشعوب التي لا تتبع أي دين في حياتها}}، فورد مصطلح الجاهلية في النص القرآني {{قرآن|س=آل عمران|آ=154|ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}} و {{قرآن|س=5|آ=50|أَفَحُكْمَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}} و "{{قرآن|س=33|آ=33|وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} و{{قرآن|س=48|آ=26|إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}}.
ورد مصطلح الجاهلية في النص القرآني {{قرآن|س=آل عمران|آ=154|ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}} و {{قرآن|س=5|آ=50|أَفَحُكْمَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ}} و "{{قرآن|س=33|آ=33|وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}} و{{قرآن|س=48|آ=26|إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ {{font color|green|الْجَاهِلِيَّةِ}} فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}}.


== الدلالة التاريخية ==
== الدلالة التاريخية ==
يطلق اصطلاح العهد الجاهلي على حال [[عرب|العرب]] قبل [[إسلام|الإسلام]] تمييزاً وتفريقاً مع العهد بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. فقد كانوا في الجاهلية يعبدون الأصنام، ويقدمون لها القرابين، فجاء الإسلام وحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، حيث لم يكن هناك دين يوحد [[عرب|العرب]] في الجاهلية فكان منهم من يدين ب[[مسيحية|المسيحية]] وهم قلة ومنهم من يدين ب[[يهودية|اليهودية]] وغيرها من الأديان والملل المتفرقة هنا وهناك، وكان يسود النظام القبلي فقد كانت القبائل تقاتل بعضها بعضا من أجل العيش في حالة فوضوية يرثى لها، حتى جاء الرسول محمد برسالة [[إسلام|الإسلام]] وانتشل [[عرب|العرب]] من هذه الحالة.
يطلق اصطلاح العهد الجاهلي على حال الأمم قبل [[إسلام|الإسلام]] تمييزاً وتفريقاً مع العهد بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. فقد كان في الجاهلية يعبدون النار في بلاد فارس ويعبدون الأصنام في اليمن ويقدمون لها القرابين، وانحرفت اليهودية والنصرانية في شمال الحجاز والشام والحبشة، وغيرها من الأديان والملل المتفرقة هنا وهناك، وكان يسود الحكم الجبري المطلق، حتى جاء الرسول محمد برسالة [[إسلام|الإسلام]] لينتشل الأمم من هذه الحالة، فراسل ملوك الحبشة وفارس والروم ودعاهم إلى دين الله، ليحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

== حال العرب في الجاهلية ==
كان العرب على الوثنية وحياتهم تعتمد على الطابع القبلي الأقل استقرارا من الحياة الملكية حيث يمكن للحروب أن تشب بين القبائل بشكل مستمر لمختلف الأسباب سواء الاقتصادية مثل [[داحس والغبراء]] و[[حرب حليمة]] أو للحماية من اللصوص ك[[يوم السلان]] أو للشرف أو لدفع الظلم مما يولد حروبا مستمرة توقدها نار الثأر. وعلى الرغم من ذلك، فقد كان في المجتمع الجاهلي صفات النبل كالكرم والإجارة وغض البصر والغزل العفيف.


== حال الأمم في الجاهلية ==
=== اجتماعيا ===
=== اجتماعيا ===
كانت الحياة الاجتماعية تختلف من بلد إلى آخر، فقد ترسخت العبودية في بلاد فارس من خلال تأليه الحاكم، وكان المجتمع الفارسي مقسماً إلى سبع طبقات، أدناها كانت طبقة عامة الشعب ولم تكن لهم أية حقوق على الاطلاق، حتى إن الجنود كانوا يُربطون بالسلاسل في المعارك.
وكانت المرأة مهضومة حقها في الجاهلية إذ كانوا يحرمونها من الميراث الذي هو حق شرعي لها، وكانوا يرغمونها على الزواج من فلان بعينه دون أن يعطوها حق الاختيار، وهذه عادة قضى عليها [[إسلام|الإسلام]]، إذ كرم المرأة ورفع مكانتها وشرفها فأصبحت ترث وتختار زوجها بمحض إرادتها، وأمرها بالاحتشام ونهاها عن التبرج والسفور صوناً لعفافها، وحفاظاً لشرفها، فذكر [[القرآن الكريم|القرآن]]: "'''وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى'''".


كان بعض أهل الحبشة واليمن يقتلون أبنائهم ويقدمونهم قرابين للأصنام، خوفاً من الفقر، وكان على الرجل في الحبشة يجمع كبار قومه أدباً ونسباً لزوجته حتى تلد له ولد يكون وارثاً لكل صفات الجمال والكمال التي يحملها أولئك الرجال.
== العصبية القبلية ==
{{أيضا|عصبية قبلية}}


وكانت بلاد الروم من أشد المجتمعات انحطاط وقذارة، فكانوا يشربون الدم وابوال البهائم ويأكلون الروث ولحوم البشر، وينتشر فيهم نكاح المحارم ومضاجعة البهائم ولا يتطهرون من جنابة ولايعرفون الحمامات، وكانت كنائس اوروبا تنظر الى الأستحمام كأداة كفر وخطيئة، وكانوا يأكلون خراء قساوستهم ويخلطونه في طعامهم، ولا يغيرون ثيابهم الا بعد أن تتسخ وتفوح منها روائح كريهة، وكانوا ملوكهم يتبولون واقفين على الحيطان، ولم يكن لديهم حمامات، وكانت بلادهم ينتشر فيها الطاعون لشدة قذارتهم.
كانت العصبية القبلية والدموية شديدة جامحة، وكان أساسها جاهلياً تمثله الجملة المأثورة عن العرب: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"<ref>ذكر الحافظ [[ابن حجر]] في كتابه المشهور " فتح الباري" نقلا عن المفضل الضبي أن أول من قالها جندب بن عنبر في الجاهلية</ref> فكانوا يتناصرون ظالمين أو مظلومين.


كان الروم يتميزون بوحشية مفرطة، سواء في حربهم أو حتى في لهوهم، فقد كان الملوك والوزراء يستمتعون بمشاهدة افتراس الحيوانات للعبيد، وكان المجتمع مقسوماً إلى طبقة الأحرار والسادة، وطبقة العبيد التي كانت تشكل ثلاثة أضعاف الاحرار من حيث العدد ولم تكن لهذه الفئة العريضة أية حقوق وإنما كان مصيرهم بيد أسيادهم.
وكانت في المجتمع العربي طبقات وبيوت ترى لنفسها فضلا على غيرها، وامتيازاً، فتترفع على الناس ولا تشاركهم في عادات كثيرة حتى في بعض مناسك الحج، فلا تقف بعرفات وتتقدم على الناس في الإفاضةو الإجازة<ref>سورة البقرة آيه 199</ref>، وتنسأ الأشهر الحرم، وكان النفوذ والمناصب العليا والنسيء متوارثاً، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وكانت طبقات مسخرة وطبقات سوقة وعوام، فكان التفاوت الطبقي من مسلمات المجتمع العربي.

أما وضع المرأة في مجتمع الروم فكانت محرومة من التعليم، وكان الرجل منهم يرث حتى زوجات أبيه، فقد شاعت في بلاد الروم في تلك الفترة عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة. حتى أنها شغلت بعض اللاهوتيين إلى القرن الخامس الميلادي، فبحثوا بحثا جديا في جبلة المرأة، وتساءلوا في مجمع ماكون هل هي جثمان بحت، أم هي جسد ذو روح، يُناط بها الخلاص والهلاك، وغلبت على آرائهم أنها خلو من الروح الناجية.

وكانت المرأة مهضومة حقها في العراق إذ كانوا يحرمونها من الميراث الذي هو حق شرعي لها، وكانوا يرغمونها على الزواج من فلان بعينه دون أن يعطوها حق الاختيار. وكان هذا سبب قيام معركة ذي قار.<ref>ماذا خسر العالم بالجاهلية (1992). أبو الحسن الندوي. دار القلم: الصفاة، الكويت</ref>

أما في شبه الجزيرة العربية، فكان في المجتمع العربي طبقات وبيوت ترى لنفسها فضلا على غيرها، وامتيازاً، فتترفع على الناس ولا تشاركهم في عادات كثيرة حتى في بعض مناسك الحج، فلا تقف بعرفات وتتقدم على الناس في الإفاضةو الإجازة<ref>سورة البقرة آيه 199</ref>، وتنسأ الأشهر الحرم، وكان النفوذ والمناصب العليا والنسيء متوارثاً، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وكانت طبقات مسخرة وطبقات سوقة وعوام، فكان التفاوت الطبقي من مسلمات المجتمع العربي.

في الحجاز كان اغلبهم على الحنيفية دين إبراهيم، فكانوا يحرمون اكل الميتة والزنا والخمر، ويوجبون ختان الذكر والأنثى، وكانت تتم تخصية الزاني والعبد والمجنون. وكان لا يحق للرجل الجمع بين أكثر من زوجتين (أسوة بإبراهيم)، وكانت المرأة معززة مكرمة ترث الأموال، ويحق لها خلع زوجها الذي عافته ونفرت منه. وأحد الأمثلة على مكانة المرأة العالية قبل الإسلام خديجة بنت خويلد التي كانت تاجرة مرموقة في مكة، وكانت نتيلة النمر من النساء الوجيهات اللواتي تولين كسوة الكعبة. وقد كان المجتمع الحجازي والنجدي على السواء تتفشى فيه صفات النبل كالكرم والإجارة وغض البصر والغزل العفيف. <ref>عامر بن الظرب/ الحنفاء قبل الإسلام ص 33</ref>

من أمثلة ذلك قول الفارس المشهور عنترة بن شداد:
{{اقتباس خاص|وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي .. حتى يُواري جارتي مأْواها
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ .. لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها}}

وقول الصعلوك عروة بن الورد العبسي :
{{اقتباس خاص|وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها .. تغافلت حتى يستر البيت جانبه}}


=== دينيا ===
=== دينيا ===
كان بعض أهل اليمن على الوثنية وبعضهم على اليهودية، وكان أهل فارس على المجوسية وأهل الشام على النصرانية وأهل العراق يدينون بالنسطورية وبعضهم صابئة، في حين كان أهل الحجاز على الحنيفية وقلة منهم على اليهودية مثل قبائل قينقاع وقريضة والنضير. وقبيلة[[خزاعة (قبيلة)|خزاعة]] التي مزجت اليهودية والوثنية، من أشهر أصنامهم [[اللات]] و[[مناة]] و[[العزى]] وهي أسماء لنساء صالحات، كان الوثنيون يعبدونها لاعتقادهم أنها تقربهم إلى [[الله]] لأن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه. فإذا كان الأولون يعترفون لله بالألوهية والربوبية الكبرى، ويكتفون بالشفعاء والأولياء، كان الآخرون يشركون آلهتهم مع الله ويعتقدون فيهم قدرة ذاتية على الخير والشر والنفع والضر والإيجاد والإفناء مع معنى غير واضح عن الله كإله أعظم ورب الأرباب.<ref>راجع كتاب "بيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن، للأستاذ محمد عزت دروزة</ref>.
كانت الوثنية هي السائدة في [[شبه الجزيرة العربية|الجزيرة العربية]]، والوثنية هي عبادة الأصنام والأوثان، وقد كان عدد من القبائل يعبدون بعض الظواهر الطبيعية ك[[شمس|الشمس]] و[[قمر|القمر]] والنجوم والكواكب و النار، ومنهم من كان يعبد (الشعرى).


وكان أهل الحبشة على النصرانية، إلا أن الوثنية كانت متواجدة في بعض أنحاء الحبشة واليمن، والوثنية هي عبادة الأصنام والأوثان، وقد كان عدد من قبائل اليمن يعبدون بعض الظواهر الطبيعية ك[[شمس|الشمس]] و[[قمر|القمر]] والنجوم والكواكب و النار، ومنهم من كان يعبد (الشعرى).
من أشهر أصنامهم [[اللات]] و[[مناة]] و[[العزى]]، وكانوا يعبدون الأصنام لتقربهم إلى [[الله]] لاعتقادهم أن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه. فإذا كان الأولون يعترفون لله بالألوهية والربوبية الكبرى، ويكتفون بالشفعاء والأولياء، كان الآخرون يشركون آلهتهم مع الله ويعتقدون فيهم قدرة ذاتية على الخير والشر والنفع والضر والإيجاد والإفناء مع معنى غير واضح عن الله كإله أعظم ورب الأرباب.<ref>راجع كتاب "بيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن، للأستاذ محمد عزت دروزة</ref>.


== العصبية القبلية ==
{{أيضا|عصبية قبلية}}


كانت العصبية القبلية هي مشكلة بعض القبائل، وكان أساسها جاهلياً تمثله الجملة المأثورة عن العرب: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"<ref>ذكر الحافظ [[ابن حجر]] في كتابه المشهور " فتح الباري" نقلا عن المفضل الضبي أن أول من قالها جندب بن عنبر في الجاهلية</ref> فكانوا يتناصرون ظالمين أو مظلومين، وكان الثأر يستعر ليطيل مدة الحرب من شهور إلى سنوات، وكانت المعارك تشب بين بعض القبائل لمختلف الأسباب سواء الاقتصادية مثل [[داحس والغبراء]] و[[حرب حليمة]] أو للحماية من اللصوص ك[[يوم السلان]] أو للشرف أو لدفع الظلم مما يولد حروبا مستمرة توقدها نار الثأر.
ومن [[عرب|العرب]] من رفض عبادة الأصنام، ومنهم من صنع أصناما من [[تمر|التمر]] فاذا جاع أكلها، وكان بعض [[عرب|العرب]] على دين [[إبراهيم]]، ومنهم من اتبع [[مسيحية|النصرانية]]، وكذلك انتشرت [[يهودية|اليهودية]] كما في خيبر ويثرب، وعبد بعض العرب [[جن|الجن]] وبعضهم عبد [[ملاك|الملائكة]]




== المصادر ==
== المصادر ==
* ماذا خسر العالم بالجاهلية (1992). [[أبو الحسن الندوي]]. دار القلم: الصفاة، الكويت
== الهوامش ==
{{مراجع}}
{{مراجع}}



نسخة 14:04، 10 يونيو 2018

الجاهلية مصطلح إسلامي ورد في السور المدنية في القرآن، عن حياة الأمم قبل الإسلام، حيث يشير إلى الفترة التي سبقت الإسلام ويربطها بجهل الأمم من الناحية الدينية، وهو مفهوم ليس خاصاً بالعرب بل يشمل جميع الشعوب، قبل بعثة النبي محمد.[1]

الدلالة الدينية

ورد مصطلح الجاهلية في النص القرآني ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاسًا يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران:154] و ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:50] و "﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب:33] و﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [الفتح:26].

الدلالة التاريخية

يطلق اصطلاح العهد الجاهلي على حال الأمم قبل الإسلام تمييزاً وتفريقاً مع العهد بعد البعثة النبوية وظهور الإسلام. فقد كان في الجاهلية يعبدون النار في بلاد فارس ويعبدون الأصنام في اليمن ويقدمون لها القرابين، وانحرفت اليهودية والنصرانية في شمال الحجاز والشام والحبشة، وغيرها من الأديان والملل المتفرقة هنا وهناك، وكان يسود الحكم الجبري المطلق، حتى جاء الرسول محمد برسالة الإسلام لينتشل الأمم من هذه الحالة، فراسل ملوك الحبشة وفارس والروم ودعاهم إلى دين الله، ليحررهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

حال الأمم في الجاهلية

اجتماعيا

كانت الحياة الاجتماعية تختلف من بلد إلى آخر، فقد ترسخت العبودية في بلاد فارس من خلال تأليه الحاكم، وكان المجتمع الفارسي مقسماً إلى سبع طبقات، أدناها كانت طبقة عامة الشعب ولم تكن لهم أية حقوق على الاطلاق، حتى إن الجنود كانوا يُربطون بالسلاسل في المعارك.

كان بعض أهل الحبشة واليمن يقتلون أبنائهم ويقدمونهم قرابين للأصنام، خوفاً من الفقر، وكان على الرجل في الحبشة يجمع كبار قومه أدباً ونسباً لزوجته حتى تلد له ولد يكون وارثاً لكل صفات الجمال والكمال التي يحملها أولئك الرجال.

وكانت بلاد الروم من أشد المجتمعات انحطاط وقذارة، فكانوا يشربون الدم وابوال البهائم ويأكلون الروث ولحوم البشر، وينتشر فيهم نكاح المحارم ومضاجعة البهائم ولا يتطهرون من جنابة ولايعرفون الحمامات، وكانت كنائس اوروبا تنظر الى الأستحمام كأداة كفر وخطيئة، وكانوا يأكلون خراء قساوستهم ويخلطونه في طعامهم، ولا يغيرون ثيابهم الا بعد أن تتسخ وتفوح منها روائح كريهة، وكانوا ملوكهم يتبولون واقفين على الحيطان، ولم يكن لديهم حمامات، وكانت بلادهم ينتشر فيها الطاعون لشدة قذارتهم.

كان الروم يتميزون بوحشية مفرطة، سواء في حربهم أو حتى في لهوهم، فقد كان الملوك والوزراء يستمتعون بمشاهدة افتراس الحيوانات للعبيد، وكان المجتمع مقسوماً إلى طبقة الأحرار والسادة، وطبقة العبيد التي كانت تشكل ثلاثة أضعاف الاحرار من حيث العدد ولم تكن لهذه الفئة العريضة أية حقوق وإنما كان مصيرهم بيد أسيادهم.

أما وضع المرأة في مجتمع الروم فكانت محرومة من التعليم، وكان الرجل منهم يرث حتى زوجات أبيه، فقد شاعت في بلاد الروم في تلك الفترة عقيدة الزهد والإيمان بنجاسة الجسد، ونجاسة المرأة. حتى أنها شغلت بعض اللاهوتيين إلى القرن الخامس الميلادي، فبحثوا بحثا جديا في جبلة المرأة، وتساءلوا في مجمع ماكون هل هي جثمان بحت، أم هي جسد ذو روح، يُناط بها الخلاص والهلاك، وغلبت على آرائهم أنها خلو من الروح الناجية.

وكانت المرأة مهضومة حقها في العراق إذ كانوا يحرمونها من الميراث الذي هو حق شرعي لها، وكانوا يرغمونها على الزواج من فلان بعينه دون أن يعطوها حق الاختيار. وكان هذا سبب قيام معركة ذي قار.[2]

أما في شبه الجزيرة العربية، فكان في المجتمع العربي طبقات وبيوت ترى لنفسها فضلا على غيرها، وامتيازاً، فتترفع على الناس ولا تشاركهم في عادات كثيرة حتى في بعض مناسك الحج، فلا تقف بعرفات وتتقدم على الناس في الإفاضةو الإجازة[3]، وتنسأ الأشهر الحرم، وكان النفوذ والمناصب العليا والنسيء متوارثاً، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وكانت طبقات مسخرة وطبقات سوقة وعوام، فكان التفاوت الطبقي من مسلمات المجتمع العربي.

في الحجاز كان اغلبهم على الحنيفية دين إبراهيم، فكانوا يحرمون اكل الميتة والزنا والخمر، ويوجبون ختان الذكر والأنثى، وكانت تتم تخصية الزاني والعبد والمجنون. وكان لا يحق للرجل الجمع بين أكثر من زوجتين (أسوة بإبراهيم)، وكانت المرأة معززة مكرمة ترث الأموال، ويحق لها خلع زوجها الذي عافته ونفرت منه. وأحد الأمثلة على مكانة المرأة العالية قبل الإسلام خديجة بنت خويلد التي كانت تاجرة مرموقة في مكة، وكانت نتيلة النمر من النساء الوجيهات اللواتي تولين كسوة الكعبة. وقد كان المجتمع الحجازي والنجدي على السواء تتفشى فيه صفات النبل كالكرم والإجارة وغض البصر والغزل العفيف. [4]

من أمثلة ذلك قول الفارس المشهور عنترة بن شداد:

جاهلية وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتي .. حتى يُواري جارتي مأْواها

إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجدٌ .. لا أتبعُ النفسَ اللَّجوجَ هواها

جاهلية

وقول الصعلوك عروة بن الورد العبسي :

جاهلية وإنْ جارتي ألوَتْ رياحٌ ببيتها .. تغافلت حتى يستر البيت جانبه جاهلية

دينيا

كان بعض أهل اليمن على الوثنية وبعضهم على اليهودية، وكان أهل فارس على المجوسية وأهل الشام على النصرانية وأهل العراق يدينون بالنسطورية وبعضهم صابئة، في حين كان أهل الحجاز على الحنيفية وقلة منهم على اليهودية مثل قبائل قينقاع وقريضة والنضير. وقبيلةخزاعة التي مزجت اليهودية والوثنية، من أشهر أصنامهم اللات ومناة والعزى وهي أسماء لنساء صالحات، كان الوثنيون يعبدونها لاعتقادهم أنها تقربهم إلى الله لأن الله عظيم ويجب أن يكون هناك واسطة بين العبد وربه. فإذا كان الأولون يعترفون لله بالألوهية والربوبية الكبرى، ويكتفون بالشفعاء والأولياء، كان الآخرون يشركون آلهتهم مع الله ويعتقدون فيهم قدرة ذاتية على الخير والشر والنفع والضر والإيجاد والإفناء مع معنى غير واضح عن الله كإله أعظم ورب الأرباب.[5].

وكان أهل الحبشة على النصرانية، إلا أن الوثنية كانت متواجدة في بعض أنحاء الحبشة واليمن، والوثنية هي عبادة الأصنام والأوثان، وقد كان عدد من قبائل اليمن يعبدون بعض الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والنجوم والكواكب و النار، ومنهم من كان يعبد (الشعرى).


العصبية القبلية

كانت العصبية القبلية هي مشكلة بعض القبائل، وكان أساسها جاهلياً تمثله الجملة المأثورة عن العرب: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"[6] فكانوا يتناصرون ظالمين أو مظلومين، وكان الثأر يستعر ليطيل مدة الحرب من شهور إلى سنوات، وكانت المعارك تشب بين بعض القبائل لمختلف الأسباب سواء الاقتصادية مثل داحس والغبراء وحرب حليمة أو للحماية من اللصوص كيوم السلان أو للشرف أو لدفع الظلم مما يولد حروبا مستمرة توقدها نار الثأر.


المصادر

  1. ^ الحنفاء قبل الإسلام - البروفيسور خليف
  2. ^ ماذا خسر العالم بالجاهلية (1992). أبو الحسن الندوي. دار القلم: الصفاة، الكويت
  3. ^ سورة البقرة آيه 199
  4. ^ عامر بن الظرب/ الحنفاء قبل الإسلام ص 33
  5. ^ راجع كتاب "بيئة النبي -صلى الله عليه وسلم- من القرآن، للأستاذ محمد عزت دروزة
  6. ^ ذكر الحافظ ابن حجر في كتابه المشهور " فتح الباري" نقلا عن المفضل الضبي أن أول من قالها جندب بن عنبر في الجاهلية

انظر أيضاً

وصلات خارجية