تصميم ذكي: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 91: سطر 91:
=== التعقيدات المتخصصة ===
=== التعقيدات المتخصصة ===
{{رئيسي|التعقيدات المتخصصة}}
{{رئيسي|التعقيدات المتخصصة}}
في عام 1986 استعمل عالم [[الكيمياء الفيزيائية]] [[جارلس تاكستون]] مصطلح "التعقيدات المتخصصة" اثناء ادعاءه بان المعلومات الموجودة في ال DNA مخصصة من قبل مصمم ومن الاكيد انها انشئت من قبل مصمم الذكي، إن مفهوم التعقيدات المتخصصة كان قد طُوّر من قبل الرياضي، الفيلسوف واللاهوتي ويليام ديمبسكي. يقول ديمبسكي أنه عندما يبدي شيء ما تعقيداً متخصصاً (أي عندما يكون معقداً ومتخصصاً بنفس الوقت) فإننا نستطيع أن نقول أنه قد أُنتج من قبل مسبب ذكي (أي أنه قد صُمم) عوضاً عن القول بأنه كان نتيجة للعمليات الطبيعية.
في عام 1986 استعمل عالم [[الكيمياء الفيزيائية]] [[جارلس تاكستون]] مصطلح "التعقيدات المتخصصة" اثناء ادعاءه بان المعلومات الموجودة في ال DNA مخصصة من قبل مصمم ومن الاكيد انها انشئت من قبل مصمم الذكي<ref> Meyer, Stephen C. (March 1986). [http://www.arn.org/docs/meyer/sm_notalone.htm We Are Not Alone]</ref>، إن مفهوم التعقيدات المتخصصة كان قد طُوّر من قبل الرياضي، الفيلسوف واللاهوتي ويليام ديمبسكي. يقول ديمبسكي أنه عندما يبدي شيء ما تعقيداً متخصصاً (أي عندما يكون معقداً ومتخصصاً بنفس الوقت) فإننا نستطيع أن نقول أنه قد أُنتج من قبل مسبب ذكي (أي أنه قد صُمم) عوضاً عن القول بأنه كان نتيجة للعمليات الطبيعية.
يستخدم ديمبسكي المثال التالي: "أن أحد أحرف الأبجدية هو متخصص دون كونه تعقيداً. جملة طويلة من الأحرف العشوائية هي تعقيد دون كونه متخصصاً. قصيدة لشكسبير هي تعقيد متخصص" <ref>Dembski. Intelligent Design, p. 47</ref>
يستخدم ديمبسكي المثال التالي: "أن أحد أحرف الأبجدية هو متخصص دون كونه تعقيداً. جملة طويلة من الأحرف العشوائية هي تعقيد دون كونه متخصصاً. قصيدة لشكسبير هي تعقيد متخصص" <ref>Dembski. Intelligent Design, p. 47</ref>



نسخة 11:16، 7 مارس 2014

التصميم الذكي أو الرشيد (بالإنجليزية: Intelligent design)‏ هو المفهوم الذي يشير إلى أن "بعض الميزات في الكون والكائنات الحية لا يمكن تفسيرها إلا بمسبب ذكي، وليس بمسبب غير موجه كالاصطفاء الطبيعي ". [1][2][3]. هذا المفهوم عبارة عن شكل معاصر الدليل الغائي لوجود الله بصورته التقليدية، يقدم على انه قائم على "ادلة علمية" بدلا من الافكار الدينية. وتم تعديله لتجنب الحديث حول ماهية المصمم أو طبيعته[3] [4] يقول مؤيدو التصميم الذكي والذين يتبعون معهد دسكفري [5][6][7][8][9][10]: إن التصميم الذكي هو نظرية علمية تقف على قدم المساواة أو تتفوق على النظريات الحالية التي تتعلق بالتطور وأصل الحياة[11]

اثار التصميم الذكي جدلا في الاونة الأخيرة بسبب ازدياد ادلتها من وقت إلى اخر وخصوصا بعدما ابدى الملحد الشهير انتوني فلو رجوعه عن موقفه من الداروينية الالحادية واعرب ان هناك مصمم ذكي يقف خلف التطور.[12]

جزء كبير من المجتمع العلمي لا يعتبر التصميم الذكي "نظرية علمية". [13][14] [15][16] . الأكاديمية الأمريكية القومية للعلوم صرّحت بأن التصميم الذكي والادعاءات التي تخص الإنشاء الخارق للطبيعة في أصل الحياة ليست علماً بسبب عدم إمكانية اختبارها بالتجربة؛ ولأنها لا تعطي أية توقعات، ولا تقترح أية فرضيات خاصة بها. [17] وفي أواخر عام 2005، حكم قاض فيدرالي أمريكي في قضية كيتسميلر ضد مدارس منطقة دوفر برفض قرار إدارة مدرسة في ولاية بنسلفانيا القاضي بتدريس نظرية التصميم الذكي كبديل عن نظرية التطور مؤكداً أن قرار المدرسة يعد خرقاً للتعديل الأول في الدستور الأمريكي وهو التعديل الذي يحظر على المسئولين الأمريكيين استغلال مناصبهم لتمرير أو فرض عقيدة محددة. وحكمت بأن التصميم الذكي ليس علماً، وبأنه يحمل طبيعة دينية في جوهره. [18]

مقدمة

قدّم التصميم الذكي نفسه على أنه البديل للتفسير الطبيعي للتطور، فيما يقف بذلك معارضاً لعلم الأحياء التقليدي الذي يعتمد على التجربة لشرح العالم الطبيعي عن طريق العمليات الفيزيائية القابلة للملاحظة والدراسة كالطفرات والاصطفاء الطبيعي.

إن الهدف المصرّح هو التحقيق بوجود أو عدم وجود دليل تجريبي يؤكد أن الحياة على الأرض يجب أن تكون قد صُمّمت من قبل مسبب ذكي واحد أو أكثر. وليم ديمبسكي، أحد أكثر المؤيدين للتصميم الذكي، صرّح بأن أحد الادعاءات الأساسية للتصميم الذكي أنه "هناك العديد من الأنظمة التي لا يمكن تفسيرها بشكلٍ مقنع بالاستعانة بقوى التطور غير الموجه؛ هذه الأنظمة التي تبدي ميزات كنا سنعزوها للذكاء في أية حالةٍ أخرى".

يبحث مؤيدو التصميم الذكي عن دليل ما يسمونه "علامات الذكاء": وهي الخصائص الفيزيائية في الشيء التي تدل على مصممه. على سبيل المثال، إذا وجد أحد علماء الآثار تمثالاً مصنوعاً من الحجر في حقل، سيستنتج أن التمثال قد صُنع، بعد ذلك سيبحث بشكل منطقي لتحديد صانع التمثال. لكنه أيضاً لن يبرر بنفس الادعاء إذا وجد قطعة صخرية عشوائية الشكل ومن نفس الحجم.

يستشهد مؤيدو النظرية بما يسمى "علامات الذكاء" وهي تتضمن التعقيد غير القابل للاختزال (irreducible complexity)، آليات الإعلام (information mechanisms)، والتعقيد المخصص (specified complexity). ويقول هؤلاء بأن الأنظمة الحية تُظهر واحداً أو أكثر من هذه العلامات؛ ومنها يستنتجون أن بعض جوانب الحياة قد صُمّمت.

ويقول مؤيدو النظرية إنه بالرغم من عدم وجود أدلة محسوسة بشكل مباشر تدل على طبيعة "المصمم الذكي" أو الخالق، فإنه يمكن اكتشاف آثاره على الطبيعة.

يقول ديمبسكي عن علامات الذكاء: "مؤيدو التصميم الذكي يعتبرونه كبرنامج للبحث العلمي يحقق في آثار المسبب الذكي. لاحظ أن التصميم الذكي يدرس آثار المسبب الذكي وليس المسبب الذكي نفسه". على ضوء ذلك، وبما أنه لا يمكن اختبار هوية المؤثرات خارج نظام مغلق من داخله، تقع الأسئلة التي تتعلق بهوية المصمم خارج حدود المفهوم.

أصل المفهوم

ناقش الفلاسفة مطولاً قضية أن التعقيد الموجود في الطبيعة يدل على وجود مصمم/خالق طبيعي أو فوق-طبيعي. مثل هذه النقاشات نجدها في الفلسفة الإغريقية حول وجود خالق طبيعي. برز هنا مصطلح فلسفي هو اللوغوس Logos, الذي يشير إلى ترتيب ضمني في بنية الكون. يُعزى هذا المصطلح أساساً لهيراكليتوس Heraclitus في القرن الخامس قبل الميلاد، حيث قام بشرحه في محاضراته. [19] في القرن الرابع قبل الميلاد, وضع أفلاطون ما يدعوه "demiurge" طبيعي للحكمة العليا والذكاء العلوي كخالق للكون في عمله الشهير Timaeus, وتحدث أرسطو أيضاً ومطولاً عن فكرة الخالق للكون وغالباً ما كان يشير إليه بالمحرك البدئي وذلك في كتابه الميتافيزيقا. أما شيشرون فهو يذكر في أعماله De natura deorum, أي "في طبيعة الآلهة (عام 45 ق.م), أن "القوة الإلهية موجودة في مبدأ العقل الذي يسيطر على كامل الطبيعة" [20] هذا الأسلوب في الاحتجاج والاستنتاج وتطبيقه للوصول لإثبات وجود خالق فوق-طبيعي عرف لاحقاً باسم الدليل الغائي لوجود الله. الشكل الأكثر أهمية لهذه الحجة نجدها عند توما الأكويني في عملهSumma Theologiae,[21].

نستطيع ان نرى هذه الطريقة بالاستدلال في الفلسفة الاسلامية، فنجد ابن سينا يشرح مايسميه "العناية" في كتبه المتعددة[22][23]. حيث يقول عن تلك العناية: "ولا لك سبيل إلى أن تنكر الآثار العجيبة في تكون العالم، وأجزاء السماويات ، وأجزاء النبات والحيوان، مما يصدر اتفاقا، بل يقتضي تدبيرا ما."[24]

موضوع التصميم أصبح خامس براهين الأكويني الخمسة لإثبات وجود الله الخالق، ولاحقاً من قبل ويليام بالي William Paley في كتابه Natural Theology (1802), [25] حيث استمر باستخدام مماثلة صانع الساعات watchmaker analogy, التي ما تزال تُستخدم حتى اليوم في حجج التصميم الذكي. في أوائل القرن التاسع عشر قادت مثل هذه الحجج إلى تطوير ما يُدعى اليوم بالإلهيات الطبيعية Natural theology، أي دراسة علم الأحياء ضمن البحث عن "عقل الإله" "mind of God" (طريقته في خلق وترتيب الكون).

هذه الحركة أنعشت من جديد حركة جمع المستحاثات والعينات البيولوجية التي أدت إلى نظرية التطور التي صاغها داروين في كتابه أصل الأنواع. نفس النهج لكن بافتراض أن مصمم إلهي قد وضع عملية التطور في مسارها قاد لتشكل ما يُدعى اليوم بنظرية التطور الإلهي theistic evolution, وهو اعتقاد بأن نظرية التطور والعلوم الحديثة متوافقة تماماً مع فكرة وجود خالق فوق-طبيعي.

في أواخر القرن العشرين بدأت حركة التصميم الذكي كتطور ضمن الإلهيات الطبيعية التي تبحث عن تغيير في أسس العلوم والتنقيب في نظرية التطور وصياغتها. يمكن اعتبار التصميم الذكي كنوع من نظرية ثورية تحاول توسيع النظريات القديمة لتفسير النتائج الجديدة (من مكتشفات حديثة وتطور علم الإحاثة) لكن الحجج الأساسية تبقى نفسها: النظم المعقدة تقتضي وجود مصمم ولا يمكن وجودها اعتباطاً. من الأمثلة التي اُستخدمت سابقاً في هذا السياق: العين (أو النظام الإبصاري), الجناح المرّيش لطيران الطيور, أما حالياً فهناك أمثلة بيوكيميائية مثل: وظائف البروتين, تخثر الدم، وسياط الجراثيم (انظر تعقيد غير مختزل irreducible complexity)

أصل المصطلح

كتاب من الباندا والناس صدر عام 1989 اول كتاب يتبنى مصطلح التصميم الذكي بشكل منهجي

بدا استعمال مصطلح "التصميم الذكي" بشكل كبير بعدما حكمت المحكمة الامريكية عام 1987 بان تدريس الخلقية غير متوافق مع الدستور الامريكي لذا فهو ممنوع من التدريس في مناهج العلوم في المدارس الحكومية.

والكتاب الاول الذي استعمل المصطلح بشكل منهجي هو كتاب "من الباندا والناس" للكاتبين ديفس و كينون. يقول جارس تاكستون بانه اخذ المصطلح من علماء ناسا وقال في قرارة نفسه "هذا بالضبط مااحتاجه انه مصطلح هندسي جيد". بدا الاستعمال الاول للمصطلح في المؤتمر الذي عقده تاكستون في يونيو 1988 وكان المؤتمر يتكلم عن تعقيد المعلومات الموجودة في ال DNA.

كتاب عن الباندا والناس نشر في 1989 وكان الكتاب الاول الذي يستعمل وبشكل متكرر عبارات "التصميم الذكي"، "نظرية التصميم" و"انصار التصميم" ليمثل بداية حركة "التصميم الذكي" المعاصرة. اشتمل الكتاب على 15 مصطلحا جديد ليكون الكتاب عبارة عن معجم جديد للمصطلحات الخلقية ليواجه نظرية التطور بلا استعمال لغة دينية.

تعرض الكتاب لانتقادات من المعارضين للتصميم الذكي حيث صرح المركز الوطني لتعليم العلوم بان الكتاب يقدم العديد من الحجج الغير مستندة الى اثباتات. بينما اعتبر ميشيل روس الكتاب "لاقيمة له وغير نزيه". بينما صرح الاتحاد الامريكي للحريات المدنية بان الكتاب هو اداة سياسية تستهدف الطلاب الذين "لايعرفون الجدل بين نظرية التطور والخلقية".

المفاهيم المتعلقة بالتصميم الذكي

إن المفاهيم التالية هي خلاصة المفاهيم الأساسية للتصميم الذكي، متبوعة بموجز النقد الموجه إليها. النقاشات المضادة لهذا النقد غالباً ما تكون موجهة من قبل مؤيدي التصميم الذكي، كما تكون النقاشات المضادة لهذه النقاشات من قبل الناقدين.. إلخ.

الأنظمة المعقدة غير القابلة للاختزال

اقترح مايكل بيه الأنظمة المعقدة غير القابلة للاختزال في سياق التصميم الذكي وهو يعرفها كالتالي:

... نظام فريد مكون من العديد من الأجزاء المتفاعلة المترابطة مع بعضها بشكلٍ جيد والتي تساهم في الوظيفة الأساسية للنظام، بحيث إن إزالة أي جزء من هذه الأجزاء سيؤدي إلى توقف النظام عن العمل. (بيه، الآلات الجزيئية: دعم تجريبي لاستنتاج التصميم)

استخدم بيه مصيدة الفئران كمثال توضيحي لهذا المفهوم. مصيدة الفئران مكونة من العديد من القطع المتفاعلة مع بعضها البعض – القاعدة، الطعم، النابض، الماسك – ويجب أن تكون جميع هذه القطع في مكانها حتى تعمل المصيدة. إن إزالة إي من هذه الأجزاء يعطل عمل مصيدة الفئران. يؤكد مؤيدو التصميم الذكي أن الاصطفاء الطبيعي لا يمكن أن يخلق أنظمة معقدة غير قابلة للاسترجاع، لأن الوظيفة الناتجة بفعل الاصطفاء الطبيعي تتواجد فقط عندما تكون كل الأجزاء مجمعة. أمثلة بيه [26] حول الآليات البيولوجية المعقدة غير القابلة للاختزال تتضمن السوط الموجود في بكتريا E. coli، اندفاعات تخثر الدم، الأهداب، نظام المناعة التكيفي.

يشير النقاد [27][28] إلى أن حجة الأنظمة المعقدة غير القابلة للاختزال تفترض بأن الأجزاء الضرورية لنظام ما كانت دائماً ضرورية له، لذلك من غير الممكن أنها أضيفت بشكلٍ متعاقب. وهم يناقشون بأن شيئاً ما يكون في البداية مفيداً فحسب سيصبح لاحقاً شيئاً ضرورياً، خلال تغير المكونات الأخرى.

إضافة إلى ذلك، يناقش النقاد أن التطور يستمر عبر تبديل الأجزاء الموجودة سابقاً، أو عبر إزالتها من النظام، بدلاً من إضافتها، وهذا ما يشار إليه أحياناً ب "اعتراض التسقيل" تشبيهاً بعملية التسقيل (الإسناد أو الدعم بسقالات) والتي يمكن أن تدعم بناءً "معقداً غير قابل للاسترجاع" حتى يكتمل ويصبح قادراً على الانتصاب بمفرده.

التعقيدات المتخصصة

في عام 1986 استعمل عالم الكيمياء الفيزيائية جارلس تاكستون مصطلح "التعقيدات المتخصصة" اثناء ادعاءه بان المعلومات الموجودة في ال DNA مخصصة من قبل مصمم ومن الاكيد انها انشئت من قبل مصمم الذكي[29]، إن مفهوم التعقيدات المتخصصة كان قد طُوّر من قبل الرياضي، الفيلسوف واللاهوتي ويليام ديمبسكي. يقول ديمبسكي أنه عندما يبدي شيء ما تعقيداً متخصصاً (أي عندما يكون معقداً ومتخصصاً بنفس الوقت) فإننا نستطيع أن نقول أنه قد أُنتج من قبل مسبب ذكي (أي أنه قد صُمم) عوضاً عن القول بأنه كان نتيجة للعمليات الطبيعية. يستخدم ديمبسكي المثال التالي: "أن أحد أحرف الأبجدية هو متخصص دون كونه تعقيداً. جملة طويلة من الأحرف العشوائية هي تعقيد دون كونه متخصصاً. قصيدة لشكسبير هي تعقيد متخصص" [30]

يقول ديمبسكي أن تفاصيل الكائنات الحية يمكن أن توصف بشكل مشابه. خصوصاً نماذج التتابع الجزيئي في الجزيئات البيولوجية الوظيفية مثل ال DNA. إن الثبات من ناحية المفاهيم في نقاش ديمبسكي للتعقيدات المتخصصة كان موضع جدل بين داخل المجتمع العلمي.[31]

يعرّف ديمبسكي المعلومات المعقدة المتخصصة بأنها أي شيء احتمال حدوثه في الطبيعة أقل من 1 من 10150. يقول النقاد[بحاجة لمصدر] أن هذا التعريف يجعل النقاش عديم المعنى: المعلومات المعقدة المتخصصة لا يمكن حدوثها طبيعياً لأن ديمبسكي قد عرفها كذلك، لذا السؤال الحقيقي يصبح إمكانية وجود المعلومات المعقدة المتخصصة في الطبيعة أم لا[وفقًا لِمَن؟].

التوافق الدقيق للكون

من اهم الحجج التي يستعين بها المدافعون عن التصميم الذكي خارج علم الاحياء هو مايسموه "التوافق الدقيق للكون" حيث يقولون ان الحظ والاحتمال لا يجد سبيلا لتفسير هذا التوافق. عناصر هذا التوافق الكوني هو الثوابت الفيزيائية المعروفة مثل الجاذبية والقوة النووية وغيرها.

يعتقد عالم الفيزياء الفلكية غييرمو غونزاليس بان اي من الثوابت الفيزيائية لو تغيرت حتى لو بشكل طفيف فان هذا سيؤدي الي احداث تغييرات عظيمة في الكون تؤدي الى إستحالة تكوين الكثير من العناصر الكيميائية والكثير من الخصائص الكونية مثل المجرة[32]. لذا يرى المدافعون عن التصميم الذكي ان هذه الثوابت والميزات تحتاج الى مصمم ذكي لضمان تكوين الكون والحياة.

في الجهة المقابلة يرى العلماء المنتقدون للنظرية بان هذه الحجة غير قائمة على اي ادلة[33][34]. حيث يعتقد عالم الفيزياء التطبيقية فيكتور جون ستينجر بان التصميم الذكي ونظرية المبدأ الانساني ليست الا ضربا من الطوطولوجيا، فمن من وجهة نظره ان هذه النظرية تحاول الاثبات ان الحياة قابلة للوجود لان الكون قابل لدعم هذه الحياة[35][36]. الا ان اعتبار عدم وجود للحياة في حال كان الكون متغيرا غير قائم على ادلة وليس سوى توسلا بالمجهول، فالحياة كما نعرفها قد تكون غير موجودة لو تغيرت القوانين الفيزيائية للكون لكن من الممكن ان تكون هناك حياة اخرى مختلفة بدلا متوافقة مع هذه القوانين المختلفة للكون بدلا من الحياة الموجودة حاليا. كما ان العديد من النقاد يعتقدون ان مسالة التغييرات الطفيفة في الثوابت الفيزيائية لن تؤدي الى انشاء كون متغير بشكل كبير عن الكون الذي نعرفه وانما سيكون الكون هذا الكون المتغير مشابه الى درجة كبيرة للكون الذي نعرفه[37].

المصمم

المدافعون المعاصرون عن فكرة التصميم الذكي يحاولون طرح نظريتهم بطريقة علمانية ويحاولون قدر الامكان الابتعاد عن تعريف المصمم الذكي (او المصممين) المفترضين. ان النظرية تنص على تدخل مصمم كبير لتصميم كل الحياة والكون الذي نعرفه وبالتي فان الله المعرف بالديانات قد يكون الوحيد القادر على قيام بتدخل بهذا الحجم لكن مع هذا لا ينص المدافعون عن النظرية ان الله هو المصمم بشكل صريح.

يقول دمبسكي ان الكائنات الفضائية قد تكون قادرة على تكون هي المصمم الذكي. في عام 2000 اشار الفيلسوف روبرت بينوك الا ان المعتقدات الرائيليين تعتبر مثال حي عن اعتبار الكائنات الفضائية هي المصمم الذكي للحياة.

يطرح نقاد نظرية التطور العديد من التساؤلات التي يعتقدون بان نظرية التصميم الذكي لا تستطيع تفسيرها. مثلا يتسائل جيري كوين قائلا لماذا يعطينا المصمم طريق لصناعة الفيتامين سي لكنه يدمر ذلك الطريق بتعطيل احد انزيماته ( مورثة كاذبة )، ويتسائل ايضا فيقول لم لا تحوي الجزر في المحيط على الزواحف والثدييات والبرمائيات، وأسماك المياه العذبة مع ان الاجواء في تلك الجزر ملائمة لعيش تلك الانواع وتكاد لاتختلف مقومات الحياة في تلك الجزر عن باقي الاراضي في القارات، ولماذا لم يقم المصمم الذكي بوضع تلك الكائنات هناك؟.

يجيب العالم بيهي في كتابه "صندوق داروين الاسود" بان من غير الممكن معرفة نوايا واهداف وحكمة المصمم لذا فان هكذا تسؤلات لايمكن الاجابة عليها بطريقة محكمة. حيث من الممكن القول بان المصمم اراد ان يتباهى بقدرته التصميمة من خلال انشاء طواهر غريبة او ان يكون ذلك لهدف علمي لم نكتشفه بعد او لسبب ما لايمكننا توقعه. وهنا يصر كوين على تساؤله ويستطرد قائلا:"اما ان تكون الحياة قد انشئت من التطور وليس من التصميم الذكي او ان المصمم هو مخادع صمم الحياة بحيث تبدو وكانها انشئت من التطور".

المدافعون عن التصميم الذكي مثل باول نيلسون يتجنب حجة ضعف التصميم التي يثيرها المنتقدون ويصر على اننا لم نفهم مثالية التصميم. اما بيهي فيقول انه ليس من الضرورة ان يقوم المصمم بانتاج افضل تصميم قادر على انشاءه. بيهي يعطي مثال فيقول ان ذلك يشبه كون الوالد لايريد ان يدلل طفله بالعاب باهضة الثمن، وقد يكون كمال التصميم ليس من اولويات المصمم. لذا لايمكن القيام على كل جوانب موضوع ضعف التصميم بدون معرفة شخصية المصمم وبالتالي دوافعه. موضوع عزو الامور الى عدم معرفة دوافع المصمم تجعل نظرية التصميم الذكي غير رصينة علميا. يعتقد فيليب جونسون بان للمصم هدف لكل شيء، فمثلا هو قد صمم مرض الايدز لمعاقبة الممارسين للاعمال الااخلاقية. لكننا بالطبع لايمكننا التاكد بطريقة علمية من صحة هذه الدوافع.

إعتبار وجوب وجود مصمم للحياة المعقدة والكون يثير تساؤل مهم وهو "من صمم المصمم؟"، هنا يقول المدافعون عن التصميم الذكي بان الاجابة عن هذا التساؤل ليس من تخصص النظرية. وهنا يشن ريتشارد واين هجوما لاذعا فيقول: "إستدعاء كائن غير مبرر لتفسير اصل وجود الكائنات الاخرى (نحن) ليس الا مصادرة على مطلوب، حيث انهم اثاروا سؤالا بنفس المقدار من الاشكالية في محاولتهم للاجابة عن السؤال الاول". يرى ريتشارد دكوينز بان لاحاجة لوجود مصمم لانشاء الكون وان اي محاولة لعزو انشاء الكون الى مصمم وفي ظل انعدام الادلة وغياب القدرة على الرصد يثار السؤال "من صمم المصمم؟" وهذا سيقودنا الى الدوران في حلقة مفرغة لايستطيع المدافعون عن التصميم الذكي فيها الا الهروب الى الدين او الوقوع في التناقض المنطقي.

حركة التصميم الذكي

انبثقت حركة التصميم الذكي من المعتقدات الخلقية في عام 1980. العلماء والمختصين تساندهم المحكمة الامريكية الفدرالية يرون ان نظرية التصميم الذكي هي معتقد خلقي او على الاقل قريب جدا من المعتقدات الخلقية التقليدية. وبعض العلماء يسمون النظرية بـ"نظرية التصميم الذكي الخلقية".

المقر الرئيسي لحركة التصميم الذكي موجود في المركز للعلوم والحضارة (CSC)، المنشئ في عام 1996 كجزء من معهد دسكفري للترويج الى العقيد الدينية الخلقية داخل الاوساط داخل الاوساط الاكاديمية والاجتماعية والسياسية على نطاق واسع. حملة معهد دسكفري ترويج نظرية التصميم الذكي موجودة بشكل رئيسي في الولايات المتحدة الامريكية على الرغم من الجهود الحثيثة لنشر النظرية في دول اخرى. قادة الحركة يقولون ان التصميم الذكي يظهر الامكانية المحدودة للعلوم التقليدية والنظرية المادية والفلسفة الطبعانية. المدافعون عن التصميم الذكي يقولون بانه يجب على العلم ان يتحرر من حدود الطبعانية وان يبدا بتقبل امكانية وجود قوى خارقة للطبيعة. حيث ان الهدف الاساسي من الحركة هي اسقاط الرؤية الكونية المادية المتمثلة بنظرية التطور لصالح علوم تنسجم مع القناعات المسيحية العقائدية.

يقول فيليب جونسون ان الهدف من حركة التصميم الذكي هو تقديم الخلقية على انها مصطلح علمي. كل قادة التصميم الذكي هم اعضاء او مرتبطين بشكل او باخر بمعهد دسكفري والمركز للعلوم والحضارة. ويمكن القول بان كل مفاهيم التصميم الذكي والحركات القريبة من النظرية مرتبطة بمعهد دسكفري، معهد دسكفري يشرف على العديد من البرامج المرتبطة بالتصميم الذكي مثل سيتراتيجية إسفين وتدريس الجدل.

يدلي قادة التصميم الذكي بالعديد من التصريحات التي يمكن وصفها بالمتناقضة، ففي الخطابات الموجهة للعامة يقولون ان التصميم الذكي ليس دينا، في المقابل عند الخطابات الموجهة الي جمهور مسيحي فانهم يقولون بان التصميم الذكي تنبع جذوره من الكتاب المقدس. حيث ان حركة التصميم الذكي تؤكد مسيحيتها ففي سياستها تقول: "الى جانب التركيز على صناع الراي نحن نسعى ايضا لبناء قاعدة شعبية في الجمهور المؤيد لنا وهو المسيحين".

علاقة الدين برجال التصميم الذكي

على الرغم من حرص الحركة على تقديم نظرية التصميم الذكي بطريقة علمانية وتتجنب وضع اي تعريف لهوية المصمم. الا اننا نجد اغلب قادة الحركة منتمين الى اديان. فيليب جونسون، وليام ديمبسكي و ستيفن ماير هم مسيحيين انجليين. ميشيل بيهي ينتمي لالكنيسة الرومانية الكاثوليكية. جونثان ويلز ينتمي لكنيسة التوحيد. نجد ايضا ديفيد كلينجوفر يهودي، ميشيل دينتون هو لا أدري، ومظفر إقبال. مسلم. يقول فيليب جونسون بان زراعة الغموض من خلال توظيف اللغة العلمانية في النظرية مهم حاليا لاعادة تقديم الله كمصمم، بل انه يطلب بصراحة من مؤيدي التصميم الذكي بان يتركوا جانبا دوافعهم الدينية حتى لا يتم وصف التصميم الذكي على انه "طريق اخر لنشر المسيحية"، ويؤكد: "ان الامر الاول الذي يجب ان يتم فعله هو ترك الانجيل جانبا في الحوارات الخاصة بالتصميم الذكي" حتى النجاح باسقاط الطبيعية الوجودية وفصلها عن الحقائق العلمية.

هذا السيتراتيجية القائمة على فصل التكلم عن الدوافع الدينية عن التصميم الذكي يشرحها ديمبسكي في كتابه "The Design Inference". ففي هذا الكتاب نجده قد وضع الله والكائنات الفضائية كمصممين محتملين لكن في كتابه " Intelligent Design: The Bridge Between Science and Theology" يظهر دوافعه الدينية ويصرح بميله للمسيحية فيقول:"لاغنى لاي نظرية علمية عن المسيحية، حتى لو كان ممارسين هذه العلوم لايمتلكون اي فكرة عنها، وان سلامة المقافيهم لكل العلوم لا تحقق الا في المسيحية" ويقول ايضا:"بان التصميم الذكي لا يقوم بتخلصينا من هذا الفكر (المادية) الذي يخنق روح الانسان فحسب ولكن ومن خلال تجربتي الخاصة وجدت انه يفتح طريقا للناس للدخول في المسيحية". ويتفق كل من جونسون وديمبسكي على ان اسس التصميم الذكي موجودة في انجيل يوحنا.

ردود فعل الجماعات الدينية حول التصميم الذكي

لم ترحب جميع المنظمات الخلقية بنظرية التصميم الذكي، فحسب كلام توماس دكسون "الزعماء الدينين انتقدوا التصميم الذكي ايضا". ففي 2006 انتقد مدير مرصد الفاتيكان جورج كوين التصميم الذكي ووصفه بالنظرية الخلقية "الفجة" التي قللت من دور الله لتجعله مجرد مهندس. يقول هيو روس ان جهود المدافعين عن التصميم الذكي لفصله عن الكتاب المقدس تجعل التصميم الذكي يغرق بالغموض. في 2012 كتب "ان انتصار التصميم الذكي من دون تحديد هوية المصمم تجعل النظرية ناقصة، وهذا لن يقدم الكثير للمجتمع العلمي".

بطريقة ممائلة لما سبقن فان اثنين من اشهر المنظمات المدافعة عن خلقية الأرض الفتية في العالم اتخذتا موقفا غير داعم للتصميم الذكي. هنري روميس مؤسس معهد الدراسات الخلقية كتب يقول عن التصميم الذكي: "على الرغم من حسن النوايا، فانها (نظرية التصميم الذكي) غير مفيدة، فقد حاولت سابقا وفشلت وتحاول اليوم وستفشل. والسبب في ذلك هي كونها ليست طريقة انجيلية" ويستطرد قائلا: "بان ادلة التصميم الذكي يجب ان تكون ماخوذة او متوافقة مع الخلقية في الكتاب المقدس اذا اريد لها ان تدوم وان تكون ذات معنى". ينتقد كارل فيلاند من منظمة الاجوبة في سفر التكوين المدافعون عن التصميم الذكي فيقول انه على الرغم من نواياهم الجيدة فانهم "اخرجوا الكتاب المقدس من النظرية" وبالتي فانهم ومن دون قصد قد ساعدوا ودفعوا باتجاه هجر الكتاب المقدس. لذا فانه يعتبر فهو يعتبر منظمته ليست مع او ضد حركة التصميم الذكي.

ردود فعل المجتمع العلمي حول التصميم الذكي

يكاد المجتمع العلمي يجمع على ان التصميم الذكي ليس علما وليس له مكان في المناهج العلمية الدراسية. الأكاديمية الوطنية للعلوم تقول:"الخلقية، والتصميم الذكي وغيرها من الادعات القائلة بتدخل قوة خارقة في تكوين الحياة و الكون لا تعتبر علما، لانها غير قابلة للتجريب حسب المنهج العلمي." بينما الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم تصنف التصميم الذكي ضمن علوم كاذبة. وقد استنكرت منظمات علمية اخرى تكتيكات حركة التصميم متهميها بشن هجوم كاذب على نظرية التطوير من خلال الانخرطا بالتضليل والتحريف، وتهميش اولئك الذين يدرسون التطوير. وحديثا حذر بيل نآي من ان وجهات النظر الخلقية باتت تهدد تدريس العلوم والابتكارات في الولايات المتحدة.

في 2001 نشر معد دسكفري مقالا تحت اسم "المعارضة العلمية في الدارونية" مع توقيع العديد من العلماء على المقال معبرين عن شكوكهم "حول امكانية الطفرات العشوائية والانتخاب الطبيعي لتفسير تعقيد الحياة". هذا الدعم المقدم من العلماء الموقعين على هذه الوثيقة اثارا المجتمع العلمي المعارض. فقام مجموعة من العلماء بانشاء حملة سميت "مشروع ستيف" والذي حصل على عدد موقعين من العلماء المسمين ستيف (او مشتاقاتها اللفظية) فاق عدد الموقعين على وثيقة معهد دسكفري.

استطلاعات الراي

اجريت العديد من الاحصاءات التي تبحث عن مدى الدعم الشعبي في الولايات المتحدة للتصميم الذكي والدارونية. ففي عام 2005 اجرت منظمة هاريس استطلاعا فوجدت ان 10% من البالغين في الولايات المتحدة يعتقدون ان الانسان "معقد للغاية الى درجة تستدعي تدخل فوة خارقة وذكية لانشاءه". وقد اظهر استطلاع زغبي المدعوم دعما عبيا كبيرا للتصميم الذكي الا انه من جهة اخرى تعرض لانتقاد لاذع واتهام بالانحياز.

ومن الاستطلاعات المهمة في هذا المجال هي استطلاعات منظمة غالوب التي استمرت من عام 1982 الى 2012. حيث ان نسبة القائلين "بان الانسان تطور خلال ملايين السنين من اشكال اقل تقدما. لكن الله هو من قاد وتحكم بهذه العملية" في 1982 كانت 44% ارتفعت لتصبح 46% في عام 2012. ونسبة القائلين "بان الانسان تطور خلال ملايين السنين من اشكال اقل تقدما وليس لله دخلا في هذه العملية" كانت عام 1982 38% وهبطت لتصبح 32% عام 2012.

افلام

اثار فلم "مطرودون:غير مسموح بالذكاء" الذي انتج في 2008 الكثير من الجدل حول الموضوع. قدم هذا الفلم الوثائقي مزاعم باضطهاد يمارس ضد العلماء المؤمنين بنظرية التصميم الذكي، وان التيار المعارض للتصميم الذكي يعمل بكل الاساليب لابقاء الله خارج المناهج الدراسية والمختبرات العلمية، بل ان التيار المعارض التصميم يقوم بقمع الاكادميين واسكاتهم واقالتهم من مناصبهم لمجرد ابدائهم تاييد للتصميم الذكي او حتى انتقادهم لادلة التطور.

تعريف التصميم الذكي كعلم

يعمل دعاة التصميم الذكي على ابقاء الله والكتاب المقدس خارج نظرية التصميم الذكي وبعيدا عن النقاش، ويحاولون تقديم التصميم الذكي بلغة فرضية علمية، ولكي توصف اي نظرية بانها علمية فان من المتوقع ان تكون تلك النظرية:

  • متناسقة.
  • مختصرة (ان تكون مختصرة في اقرتاحاتها راجع موس أوكام)
  • مفيدة (تصف وتشرح ظاهرة تم رصدها، ويمكن استعمالها بطريقة تبؤية)
  • قابلة للتجربة وقابلة للخطا (يمكن اثباتها او نقضها بالتجارب والرصد)
  • قائمة على ارصاد عدة (في اغلب الاحوال على تجارب مسيطر عليها ومتكررة)
  • قابلة للتصحيح وديناميكية (قابلى للتعديل في ضوء التجارب التي لاتدعمها)
  • تقدمية (تهذب النظريات السابقة)
  • مؤقتة (مفتوح للفحص التجريبي، وليست مؤكدا بشكل جازم)

فلكي تعتبر اي نظرية علمية فانها يجب ان تتصف باغلب هذه الصفات (وبشكل مثالي كلها). فاذا وصفت بعدد قليل من هذه الصفات صارت علميتها اقل فاذا لما تتصف باي من تلك الصفات (او بعدد قليل جدا منها) فلا يمكن ان يطلق عليها اسم نظرية علمية. عند تسقيط صفات النظرية العلمية على التصميم الذكي نجد ان التصميم الذكي يفتقد الى الاتساق، ويخرق قواعد التبسيط، وليس مفيدا علميا، وغير قابل للتجربة او التخطيئ، كما انها ليست تصحيحة او تقدمية او مؤقتة.

المدافعون عن التصميم الذكي يحاولون تغيير الركائز الاساسية للعلوم من خلال اقصاء الفلسفة الطبعانية من العلم وتبديله بما يسميه قائد حركة التنظيم الذكي فيليب جونسون "الواقعية الايمانية". المدافعون عن التصميم الذكي يدعون ان التفسير الطبيعي قد فشل بتفسير ظواهر معينة وان القوة الخارقة للطبيعة يمكن ان تقدم تفسير بسيط وبديهي لاصل الحياة والكون.

فشل التصميم الذكي باتباع اجراءات الخطاب العلمي وبتقديم اعمال للمجتمع العلمي الناقد له يعد من اهم المعوقات امام اعتباره علما. لم تنشر حركة التصميم الذكي اي مراجعة أقران في مجلة علمية على الارجح، ولم تنشر ايضا دعم لاستعراض اقران. المقال الوحيد الذي نشر من حركة التصميم الذكي في مجلة علمية تم سحبه من قبل المجلة نفسها وعللت الاسباب بان المقالة لم يراجع بالطريقة الروتينية التي تراجع بها كل المقالات المنشورة. تقول حركة التصميم بانها نشرت بالفعل مراجعات اقران في مجلات علمية. لكن المنتقدون يرفضون هذا الادعاء ويقولون ان هذه المجلات هي تابعة اصلا للتصميم الذكي وتلك الاقران تفتقر للنزاهة والاسلوب العلمي الرصين ولاتراجع الا من قبل المؤيدين للتصميم الذكي.

الذكاء كصفة قابلة للملاحظة

واحد اهم الطعون التي يبيديها المنتقدون للتصميم هو ان مصطلح "الذكاء" ليس له تعريف متفق عليه علميا. يقول المدافع عن التصميم ويليم ديبمسكي بان: "الذكاء يترك خلفه توقيع مميز". يدعي المدافعون عن التصميم الذكي ان الذكاء المميز من الممكن ان يتم رصده لكنهم لا يضعون اي خواص او طرق حسابات لتحديد هذا الذكاء. يدعي المنتقدون ان طرق الاستدلال التي يستعملها علماء التصميم الذكي تختلف جذريا عن الطرق التقليدية للكشف عن التصميم وبالتالي فان عدم وجود طرق معينة للكشف على هذا الذكاء يجعل من مسالة اعتبار التصميم الذكي علما مسالة اصعب. كما يرفض دعاة التصميم الذكي اي مقارنة بين التصميم الطبيعي (الحياة والكون) والتصميم المصنع (المنشا من قبل الانسان) وهذا يشكل حاجزا امام العلماء يحول دون تسقيط عوامل الذكاء المصنع على التعقيد الموجود في الطبيعة.

وجهة نظر معارضة

يقول بعض المنتقدين للتصميم بان العديد من النقاط التي يثيرها المدافعون عن التصميم هي لاتعدو كونها جدل منبعه الجهل، ففي هذه المغالطة يُنقل عبء إثبات الدعوى إلى جهة خاطئة حيث يكون ضعف الإثبات في جهة معينة من الدعوى دليلاً على صحة الجهة الأخرى بدون وجود إثبات لصحتها. حيث يرى المعارضون بان التصميم الذكي يركز على الامور التي فشلت نظرية التطور في تفسيرها ويعتبره دليلا على صحة التصميم. بينما ييجب العلماء بان تلك الامور الغير مفسرة بانها ليست غير مفسرة علميا بالفعل وانما "لن يصل العلم لتفسيرها بعد" وان هذاالاعتقاد هو افضل من استدعاء قوة خارج العلم لتفسير ذلك. يرى المنتقدون بان دعاة التصميم الذكي يضعون مأزق مفتعل بحيث ان اي فشل لنظرية التطور يحسبوه على انه انتصار لنظريتهم.

يدعي المنتقدون ايضا ان التصميم الذكي يستخدم حجة اله الفراغات والتي تتبع هذا الشكل:

  • هناك فراغ في المعرفة العلمية.
  • هذا الفجوة تملئ باستدعاء الله (المصمم الذكي) وبالتي فان هذا يثبت ان الله الموجود.

حجة اله الفراغات هو الشكل الديني لحجة التوسل بالمجهول. يرى المنتقدون ان استدعاء قوى خارقة للطبيعة لتفسير الامور التي فشل العلم بشرحها يشل البحث العلمي. حيث ان القارئ لتاريخ العلوم يعلم ان الكثير من الظواهر التي كان يرى الانسان انها تحصل بطريقة عجائبية وغير مفهومة اكتشف في وقت لاحق بانها تحدث لاسباب علمية بحتة وبدون تدخل الهي خارق.

محاكمة كيتسميلر

دعوى كيتسميلر ضد مدارس منطقة دوفر هي اول مواجهة قانونية بين دعاة التصميم الذكي ومعارضيه. حيث عرضت المدارس في منطقة دوفر التصميم الذكي في مناهجها الدراسية كبديل لنظرية التطور. جادل المدعون بكون ان التصميم الذكي هو شكل من اشكال الخلقية، وبالتالي فان سياسة ادارة المدرسة قد خرقت التعديل الاول للدستور الامريكي الذي نص على فصل الدين عن الدولة.

احدى عشر ولي امر لطلاب في مدينة دوفر التابعة لولاية بنسيلفانيا اقاموا دعوى قضائية ضد مدارس منطقتهم بسبب ادخال ادارة المدرسة لوثيقة يتم قرائتها بصوت عالي في الصف التاسع خلال درس تعليم التطور. مثل الادعاء الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية، الاتحاد الامريكي لفصل الكنيسة عن الدولة وبيبر هيملتون. المركز الوطني لتعليم العلوم مثل جهة استشارية للمدعين. ومثل محامي الدفاع مركز ثوماس مور القانوني. بدات المحكمة في 26 ايلول وانتهت في 4 كانون الاول 2005 برئاسة القاضي جون جونز. . كين ميلر، كيفن باديان، بريان يغير، روبرت بينوك، باربرا فورست وجون هاوت كانوا شهود خبراء استداعهم الادعاء. مايكل بيهي، ستيف فولر وسكوت منج كانوا شهود خبراء تم استداعهم من قبل الدفاع.

في ال 20 من كانون الثاني قدم القاضي قراره ووثيقة مكونه من 139 ورقة تشرح كيفية توصله للحكم. كان الحكم بان تصرف ادارة المدرسة بادراج التصميم الذكي في المنهج التعليمي هو تصرف غير دستوري.

في اوربا

في نيسان 2007 اصدرت لجنة لجنة الثقافة والعلوم والتعليم في مجلس أوروبا تقريرا بعنون "خطر الخلقية في التعليم" جاء فيه:"ان اي شكل من اشكال الخلقية، مثل التصميم الذكي، غير مستند الى حقائق ولايستعمل اي اسباب علمية ومحتوياته غير ملائم بشكل مثير للشفقة للدروس العلمية". وفي اماكن اخرى من انتقد التصميم الذكي بشكل لاذع حيث وصف انه "عدو العلم" ويستعمل "الاحتيال العلمي الصارخ" و"الخداع العلمي" الذي "يطمس طبيعة وأهداف وحدود العلم".

في المملكة المتحدة يعد التعليم الديني موضوع اجباري في المدارس الحكومية، بالاضافة لوجود العديد من المدارس الدينية التي تدرس مختلف المذاهب الدينية في العالم. اثير جدل كبير المملكة المتحدة لما نشرت منظمة اسمها الحقيقة في العلم اقراص مدمجة منتجة من قبل معهد دسكفري تشجع على اعتماد التصميم الذكي وتدعي بانه يدرس في 59 مدرسة. وعلى خلفية هذه الضجة صرح قسم التعليم والمهارات الحكومي البريطاني بان:"الخلقية والتصميم الذكي لا يدرسان كموضوع في المدارس، وهي غير مدرجة في مناهج الدراسة العلمية". وصرح ايضا بان "التصميم الذكي ليست نظرية علمية معترف بها، وبالتالي فانها لاتضع ضمن مناهج العلوم"، لكن المجال مفتوح ليتم دارسته في التعليم الديني كجزء من المنهج الذي حدده المجلس الاستشاري الدائم للتربية الدينية. في 2006 اصدرت وكالة تاهيل وتطوير المناهج العلمية نموذجا موحدا من التعليم الديني من خلاله يستطيع الطلاب ان يدرس حول وجهات النظر الدينية واللادينية الخاصة بالخلقية، التصميم الذكي، ونظرية التطور.

في ال 18 من ايلول عام 2007 نشرت البريطانية وثيقة موجهة للمدارس البريطانية عنونها "ارشادات تدريس الخلقية" نصت على ان "التصميم الذكي يقع بشكل كامل خارج العلم"، حيث انه غير قائم على اسس علمية او تفسيرات وهو غير مقبول من المجتمع العلمي، لذلك فهي يجب ان لاتدرس كعلم. من جهة اخرى فان الاسئلة التي تثار داخل الصف حول الخلقية والتصميم الذكي تعطي مجالا للمدرسين ليشرحوا لطلابهم لماذا لايتم اعتبار التصميم الذكي علما بينما يتم اعتبار نظرية التطور علم.

قام المركز البريطاني لتعليم العلوم بانشاء مجموعة ضغط هدفها "مجابة الخلقية في المملكة المتحدة". صرح قسم التعليم في ايرلندا الشمالية بان المنهج الدراسي يعطي الفرصة بتدريس النظريات البديلة. اما الحزب الاتحادي الديمقراطي قاد حملة لتعليم التصميم الذكي في المدارس الايلندية الشمالية. بينما صوت مجلس مدينة ليسبورن لصالح توصية الحزب الاتحادي الديمقراطي للكتابة الي المدارس الما بعد الابتدائية لتحضهم على تطوير موادهم العلمية فيما يتعلق ب"الخلقية والتصميم الذكي".

العلاقة مع الاسلام

احد كبار مؤيدي التصميم الذكي هو المسلم مظفر اقبال الموقع على قائمة المعارضة العلمية لمعهد دسكفري. الافكار مثل التصميم الذكي تلاقي احتراما من المسلمين، ففي تركيا تمت ترجمة العديد من الكتب الخاصة بالتصميم الذكي. في 2007 عقد في اسطنبول تم عقد العديد من الاجتماعات لدعم التصميم الذكي برعاية الحكومة المحلية هناك. بينما يصرح الموقع اسلام ويب ب"ولا ريب عندنا ـ نحن المسلمين ـ في صحة أصل هذه النظرية"[38].

في استراليا

وضع التصميم الذكي في استراليا يشبه الى حدا كبير وضعه في المملكة المتحدة. حيث اثار تصريح وزير التعليم الاسترالي بريندان نيلسون حول تدريس التصميم الذكي جدلا شعبيا كبيرا ادى لتدارك الوزير لتصريحه والقول بانه يؤيد تدريس التصميم الذكي في الحصص الدينية والفلسفية.

مصادر

  1. ^ Discovery Institute, Center for Science and Culture. Questions about Intelligent Design: What is the theory of intelligent design? "The theory of intelligent design holds that certain features of the universe and of living things are best explained by an intelligent cause, not an undirected process such as natural selection."Questions About Intelligent Design
  2. ^ Primer: Intelligent Design Theory in a Nutshell Intelligent Design and Evolution Awareness (IDEA)
  3. ^ أ ب Intelligent Design Intelligent Design network.
  4. ^ Numbers, Ronald L. (2006). The Creationists, Expanded Edition. Harvard University Press. ص. pp 373, 379–380. ISBN:0674023390. {{استشهاد بكتاب}}: |pages= يحتوي على نص زائد (مساعدة)
  5. ^ "Q. Has the Discovery Institute been a leader in the intelligent design movement? A. Yes, the Discovery Institute's Center for Science and Culture. Q. And are almost all of the individuals who are involved with the intelligent design movement associated with the Discovery Institute? A. All of the leaders are, yes." Barbara Forrest, 2005, testifying in the Kitzmiller v. Dover Area School District trial. Kitzmiller Dove Testimony, Barbara Forrest
  6. ^ Politicized Scholars Put Evolution on the Defensive Jodi Wilgoren. The New York Times, August 21 2005.
  7. ^ Who is behind the ID movement? Frequently Asked Questions About "Intelligent Design", American Civil Liberties Union.
  8. ^ "Discovery Institute, a Seattle-based think tank established in 1991. The institute, which promotes a conservative public-policy agenda, has occupied a lead role in the ID movement recently, most notably through its Center for Science and Culture, which boasts a number of leading ID proponents among its fellows and advisers." The Evolution of George Gilder Joseph P. Kahn. The Boston Globe, July 27 2005.
  9. ^ "Who's Who of Intelligent Design Proponents," Science & Religion Guide Science and Theology News. November 2005. (PDF file)
  10. ^ Intelligent Design and Peer Review American Association for the Advancement of Science.
  11. ^ Stephen C. Meyer, 2005. Ignatius Press. The Scientific Status of Intelligent Design: The Methodological Equivalence of Naturalistic and Non-Naturalistic Origins Theories. See also Darwin's Black Box.
  12. ^ Richard Carrier: Antony Flew Considers God...Sort Of SecWeb, 10 October 2004.
  13. ^ National Science Teachers Association, a professional association of 55,000 science teachers and administrators in a 2005 press release: "We stand with the nation's leading scientific organizations and scientists, including Dr. John Marburger, the president's top science advisor, in stating that intelligent design is not science.…It is simply not fair to present pseudoscience to students in the science classroom." National Science Teachers Association Disappointed About Intelligent Design Comments Made by President Bush National Science Teachers Association Press Release August 3 2005
  14. ^ Defending science education against intelligent design: a call to action Journal of Clinical Investigation 116:1134-1138 American Society for Clinical Investigation, 2006.
  15. ^ "Biologists aren’t alarmed by intelligent design’s arrival in Dover and elsewhere because they have all sworn allegiance to atheistic materialism; they’re alarmed because intelligent design is junk science." H. Allen Orr. Annals of Science. New Yorker May 2005.Devolution—Why intelligent design isn't. Also, Robert T. Pennock Tower of Babel: The Evidence Against the New Creationism.
  16. ^ Junk science Mark Bergin. World Magazine, Vol. 21, No. 8 February 25 2006.
  17. ^ National Academy of Sciences, 1999 Science and Creationism: A View from the National Academy of Sciences, Second Edition
  18. ^ Ruling, Kitzmiller v. Dover Area School District, Case No. 04cv2688. December 20 2005
  19. ^ Heraclitus of Ephesus The G.W.T. Patrick translation.
  20. ^ Cicero, de Natura Deorum, Latin Library.
  21. ^ Thomas Aquinas, Summa theologiae. "Thomas Aquinas' 'Five Ways'" in faithnet.org.uk. He framed the argument as a syllogism: Wherever complex design exists, there must have been a designer; nature is complex; therefore nature must have had an intelligent designer.
  22. ^ النجاة في المنطق والالهيات ابن سينا: نقحه وقدم له د. ماجد فخرى، دار الآفاق الحديثة، بيروت 1985 ص 230
  23. ^ http://shiaonlinelibrary.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/4500_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%AC-%D9%A2/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%81%D8%AD%D8%A9_194
  24. ^ http://rafed.net/booklib/view.php?type=c_fbook&b_id=1128&page=414
  25. ^ William Paley, Natural Theology: or, Evidences of the Existence and Attributes of the Deity, 1809, London, Twelfth Edition.
  26. ^ Irreducible complexity of these examples is disputed, see Kitzmiller p 76-78, and Ken Miller Webcast
  27. ^ John H. McDonald's "reducibly complex mousetrap"
  28. ^ David Ussery, "A Biochemist's Response to 'The Biochemical Challenge to Evolution'"
  29. ^ Meyer, Stephen C. (March 1986). We Are Not Alone
  30. ^ Dembski. Intelligent Design, p. 47
  31. ^ Nowak quoted. Claudia Wallis. Time Magazine, 15 August 2005 edition, page 32 Evolution Wars
  32. ^ Guillermo Gonzalez. The Privileged Planet: How Our Place in the Cosmos is Designed for Discovery. Washington, DC: Regnery Publishing; 2004
  33. ^ The Fallacy of Fine-Tuning: Why the Universe Is Not Designed For Us. Prometheus Books; 2011 p243
  34. ^ The Cosmic Landscape: String Theory and the Illusion of Intelligent Design. Little, Brown and Company; 2005
  35. ^ Is The Universe Fine-Tuned For Us? Victor J. Stenger. University of Colorado
  36. ^ The Anthropic Principle\ Victor J. Stenger. University of Colorado
  37. ^ انظر مثلا Gerald Feinberg and Robert Shapiro. A Puddlian Fable. In: Huchingson. Religion and the Natural Sciences. 1993. p. 220–221.
  38. ^ http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=222421

ارتباطات خارجية

وجهات نظر مؤيدة

وجهات نظر معارضة

مقلات وسائل الإعلام

باللغة العربية

باللغة الإنجليزية

قالب:وصلة مقالة جيدة قالب:وصلة مقالة مختارة