عياد الطنطاوي

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من محمد عياد الطنطاوي)
عياد الطنطاوي

معلومات شخصية
الميلاد 1810
محافظة الغربية، مصر
الوفاة 29 أكتوبر 1861
سانت بطرسبرغ، روسيا
مواطنة الدولة العثمانية
الإمبراطورية الروسية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة الأزهر  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة كاتب،  وفقيه لغوي  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
موظف في جامعة الأزهر  تعديل قيمة خاصية (P108) في ويكي بيانات
الجوائز

عياد الطنطاوي (1810 - 1861) مؤلف ومؤرخ ومفكر مصري. وفي 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1861 وافته المنية ودفن بمقابر المسلمين في ضاحية فولكوفو بالقرب من سانت بطرسبرغ، ويدخل قبر الشيخ الطنطاوي في عداد الآثار التاريخية والثقافية في روسيا والتي تعتبر مصانة من قبل الدولة.[1]

نشأته[عدل]

ولد الشيخ محمد بن عياد بن سعد بن سليمان الشافعي سنه 1810 م. في قرية نجريد من أعمال مركز طنطا بمصر. أبوه من قرية محله مرحوم (محافظة الغربية) وكان يعمل ببيع القماش والصابون والبن

عندما أتم السادسة من العمر تردد على الكتّاب في طنطا، وبعد أن أتم حفظ القرآن، أرسله والده الي طنطا حيث حفظ متونًا كثيرة كمتن المنهج في علم الفقه، وألفية ابن مالك، ثم بدأ في دراسة الشروح والتعاليق على المتون التي حفظها على يدي الشيخ «محمد الكومي» والشيخ «محمد أبو النجا» ولكن أكثرهم تأثيرا في الطالب الوافد الي طنطا كان الشيخ مصطفى القناوي، شيخ الجامع الأحمدي (الذي أعطاه إجازة تدريس الحديث من الكتب الستة، إضافة إلى موطأ مالك).

في سن الثالثة عشر انتقل الي القاهرة حيث قام بالدراسة في الازهر وقرأ في الأزهر على علماء كبار «متنورين» من أمثال الشيخ حسن العطار (توفي: 1835م) والذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد؛ والشيخ محمد بن أحمد البيجوري (توفي: 1869م) وقد ولى المشيخة أيضاَ؛ والشيخ برهان الدين إبراهيم السقا (توفي:1880م) وقد تولى المشيخة بعد ذلك.

عياد الطنطاوي معلما في مصر[عدل]

بعد أن انتهي من دراسته في الازهر بدأ في تدريس تفسير القرآن والمنطق بالجامع الأزهر، ولكنه كان مولعًا بعلوم اللغة وآدابها، فبدأ يعطي دروسًا في الشرح والتعليق على كتب الشعر والأدب وبسبب هذا العشق صار لا يضاهيه أحد في هذا المضمار، ينقل الدكتور محمد عيسى صالحية أن الطنطاوي «اتهم بترويج البدع إذ انصرف إلى الشرع والأدب بدلاً من الانصراف إلى مباحث الفقه والحديث، حتى تمنى البعض موته حين أصيب بطاعون سنة 1836م، المرض الذي عاناه مدة عشرة أيام بلا نوم، وغاب عنه الإحساس والإدراك حتى سلمه الله وانفتحت البثور ثم تعافى بعد أسبوعين»

بسبب ضيق ذات اليد بدأ في تدريس اللغة العربية وآدابها للأجانب، فعمل في المدرسة الإنجليزية في القاهرة. نتيجه للحركه العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا واتجاه محمد علي لجذب العقول الاوروبيه للعمل بمختلف الوظائف بمصر بدات تفد الي مصر مجموعات من المستتشرقين في مختلف المجالات ولحاجتهم لتعلم العربية بدأت علاقه الشيخ عياد بمجموعه من المستشرقين بغرض تعليمهم اللغة العربية، أشهرهم:

1.الفرنسي فرنيل صاحب «الرسائل في تاريخ العرب قبل الإسلام» الذي قدم إلى مصر عام 1831،

2.الفرنسي بيرون (طبيب بالقصر العيني) وله كتاب حول علم الخيل وأنسابها

3.الألماني فايل مؤرخ الخلافة ثم مدرس الآداب الشرقية في جامعة هايدلبرغ

4.الألماني برونر

5. الإنجليزي ادوار لين [Egyptian Arabic] مترجم كتاب الف ليله وليله

عياد الطنطاوي معلما في روسيا القيصرية[عدل]

كان من تلاميذ الشيخ عياد الطنطاوي المستشرقان الروسيان «نيكولاي موخين» و«رودلف فرين»، وكانا تِربين تخرجا في مدرسة واحدة، وخلف أحدهما الآخر في القاهرة، وحيث أن معلم اللغة العربية البروفيسور يوليان سينكوفسكي بالقسم التعليمي التابع لوزارة الخارجية الروسية قد ترك عمله، فكلف وزير الخارجية الروسي قنصله العام في الإسكندرية بالبحث عن معلم مناسب من علماء العرب، وقد وقع اختيار القنصل عليه نتيجه الترشيح من منهما، وقد حث محمد علي باشا والي مصر الطنطاوي على تعلم اللغة الروسية وإتقانها.

ويروي الشيخ الطنطاوي القصة كاملة، وبمنتهى البساطة، في كتابه تحفة الأذكياء يقول: «ومن حيث أن سعادة الوزير الروسي مفتن بإحياء مدرسته» مدرسة الألسن الشرقية«فلهذا لما توجه جناب الكونت ميدن إلى الديار المصرية كلفه بالتفتيش على معلم عربي للمدرسة. ومن حيث أني تعرفت بجنابه بواسطة المسيو فرنيل الذي طالع معي كتباً عربية أدبية وتاريخية، واكتسب في هذا اللسان مهارة المعية، بسبب كثرة صحبة العرب، طلب مني الذهاب. وبعدما رضيت استأذن لي جناب الكونت من حضرة الباشا عزيز مصر وممدنها، وحامي ذمارها ومؤمنها فأذن لي وطلب حضوري. فمثلت بين يديه، فأمرني بالجلوس، فامتثلت أمره المأنوس، ثم حضني على تعلم لسان الروسيا، ووعدني بالإكراء إذا تعلمته، لأنه مشغوف بجلب الألسن الغريبة إلى بلاده. ولذلك ترى في مدارسها نجابة التلاميذ خصوصاً في اللسان الفرنساوي، وكتب لي مرسوماً..» (تحفة الأذكياء، ص 57-58)

وقد غادر الطنطاوي القاهرة عام 1840، وكان السفر عن طريق النيل إلى الإسكندرية، ومن هناك ركب الباخرة، وقد وصل إلى أوديسا على ساحل البحر الأسود يرافقه تلميذه السابق موخين، ومن هناك غادر إلى كييف، ثم واصل رحلته بعد ذلك ليصل إلى سانت بطرس بورغ مايو سنة 1840م من ذلك العام كان قد غادر مصر في آذار/ مارس من السنة نفسها. فيكون قد قضى في طريقه نحو سبعين يوماً.

ابتدأ الطنطاوي عمله بإلقاء محاضراته في كلية اللغات الشرقية ب سانت بطرس بورغ في أوائل أغسطس من ذلك العام، وظل يعمل في التدريس خمسة عشر عامًا لم يغادر فيها روسيا منذ قدومه إليها إلا مرة واحدة عام 1844، زار خلالها القاهرة وطنطا واهتم بجمع المخطوطات الشرقية واصطحب معه زوجته علوية وابنه أحمد

لم يقتصر دور الشيخ الطنطاوي علي التدريس فقط بل انه عين مستشاراً في الدولة الروسية، وقلده القيصر وسام ستانيسلان ووسام القديسة حنة، بسبب امتياز التلاميذ في البحث.. كما قلده القيصر خاتماً مرصعاً بالألماس الغالي. جمع الطنطاوي في تدريسه بين الطرق العملية والنظرية، فمن جهة كان يدرّس قواعد اللغة، ويشرح أمثال لقمان، ويقرأ قطعًا من مؤلفات تاريخية، ومن مقامات الحريري، كما كان يدرّس الترجمة من الروسية إلى العربية، والخطوط الشرقية، وقراءة المخطوطات، والمحادثة باللغة العربية، وزاد على ذلك عام 1855 تدريس تاريخ العرب.

عانى الشيخ الطنطاوي في سبتمبر 1855 شللاً أصاب أطرافه السفلى، ثم امتد هذا إلى يديه. ومع ذلك فقد ظل يعمل، بقطع النظر عن الصعوبات المرضية متسلحاً بإرادة حديدية، لكنه خضع للضعف العام الذي ألم بجسمه إلى أن استعفي من الخدمة في 31 يناير عام 1861 م. ووري الثرى في مقبرة فولكوفو الإسلامية. وكتب على شاهد قبره: «هذا مرقد الشيخ العالم محمد عياد الطنطاوي. كان مدرس العربية في المدرسة الكبيرة الإمبراطورية بسانت بطرس بورغ المحروسة. وتوفي في 29 أكتوبر 1861 م.».

مؤلفاته[عدل]

مؤلفات عن الشيخ عياد الطنطاوي[عدل]

  1. كتاب حياة الشيخ محمد عيّاد الطنطاوي الذي كتبه إغناطيوس كراتشكوفسكي المنشور عام 1929، والذي ترجمته السيدة كلثوم عودة، ونشره المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بمصر عام 1964.
  2. بحث للدكتور جمال الدين الشيال بعنوان «دكتور بِرُون والشيخان محمد عياد الطنطاوي ومحمد عمر التونسي» نشر بمجلة كلية الآداب جامعة فاروق الأول في المجلد الثاني سنة 1944
  3. بحث لمحمد عبد الغني حسن نشر بمجلة الكاتب عام 1946.
  4. مقال لأحمد تيمور باشا في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق .
  5. مقال للشيخ محب الدين الخطيب نشره في مجلة الزهراء

المصادر[عدل]

المراجع[عدل]

انظر أيضا[عدل]