الكتابة تُمثّل لُغة نصية عبر استخدام رسومات رمزية (حروف)، ويمكن بها توثيق النطق ونقل الفكَر والأحداث إلى رموز يمكن قراءتها حسب نموذج مخصص لكل لغة. بدأ الإنسان الكتابة عن طريق الرسم ثم تطورت هذه الرموز إلى أحرف لكي تختصر وقت الكتابة.
لقد بدأ الإنسان الكتابة مستخدما الوسائل المتاحة لديه حيث بدأ باستخدام النقش على الحجر لتدوين ما يريده ثم انتقل إلى الكتابة على أوعية أخرى كالرقوالبرديوالورق الذي اخترع في بداية القرن الثاني الميلادي. ثم ما لبث الإنسان الأكثر تقدما أن اخترع الآلات التي تساعده على الكتابة مثل الآلات الكاتبة والمطابع وأخيرا أصبح الإنسان يسخدم الكتابة من خلال أجهزة متقدمة جدا مثل الحواسيب وأصبح يتعامل اليوم بما يسمى الكتب الإلكترونية.
في الاستعمال الشائع تدل الهيروغليفية المصرية على نظام الكتابة الذي استعمل في مصر القديمة لتسجيل اللغة المصرية والقيام بعمليات الجمعوالطرحوالحساب. أقدم ما وصلنا مكتوبا بالهيروغليفية مخطوط رسمي ما بين عامي 3300 قبل الميلاد و 3200 ق.م. في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز إلى أصوات أولية للكلمات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت، من نباتوحيوان وأعضاءها ومن الإنسان وأعضائه ومن مصنوعاته وغيرها. مثل الفم وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) أو الثعبان (فاي) ويؤخذ منها الحرف الأول (ف)، والبومة (م) والحدأة (أ)، كما استعملوا رموزا دخلت فيما بعد إلى الكتابة العربية مثل (هـ) و(و) و(ش).
أخذوا أيضا أسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين : مثل البيت (بر) ، و العرش (ست) ، و الأرنب (ون) . كما استعملوا من بعض الكلمات ثلاثة حروف ، مثل : عنخ (ومعناها حياة) ، و حتب (ومعناها راضي أو قربان) ، و نفر ( ومعناها جميل) .
استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية علي جدران المعابدوالمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك مثل الخط العربي. ومن أهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه ، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم ، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلا ، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالآتي : "أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو " أي رئيس الكتاب أمنمحعت ،الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.