انتقل إلى المحتوى

التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 81: سطر 81:
===النزح الصفراوي عبر الجلد===
===النزح الصفراوي عبر الجلد===
===استئصال المرارة===
===استئصال المرارة===
لا تنشأ جميع الحصوات الصفراوية المؤثرة في التهاب الأقنية الصفراوية من المرارة، ولكن يوصى [[استئصال المرارة|باستئصال المرارة]] في الأشخاص الذين عولجوا سابقًا من التهاب الأقنية الصفراوية بسبب الحصوات الصفراوية. يتأخر استئصال المرارة عادةً حتى تُشفى جميع الأعراض مع تأكيد خلو قناة الصفراء من الحصوات عبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP) أو تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP).{{فاصل}}<ref name=Kinney/><ref name=schwartz/><ref name=Williams/> أولئك الذين لا يخضعون لاستئصال المرارة يكون لديهم خطرٌ متزايدٌ لحدوث ألمٍ صفراوي متكرر ويرقان ونوباتٍ أخرى من التهاب الأقنية الصفراوية، بالإضافة إلى الحاجة لإجراء تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) أو [[فغر المرارة]]، كما يزداد خطر الوفاة بشكلٍ ملحوظ.<ref>{{cite journal |vauthors=McAlister VC, Davenport E, Renouf E |title=Cholecystectomy deferral in patients with endoscopic sphincterotomy |journal=Cochrane Database Syst Rev |issue=4 |pages=CD006233 |year=2007 |pmid=17943900 |doi=10.1002/14651858.CD006233.pub2 |url=http://onlinelibrary.wiley.com/o/cochrane/clsysrev/articles/CD006233/frame.html |archive-url=https://archive.today/20120716160957/http://onlinelibrary.wiley.com/o/cochrane/clsysrev/articles/CD006233/frame.html |url-status=dead |archive-date=2012-07-16 |editor1-last=McAlister |editor1-first=Vivian }}</ref>

==المآل==
==المآل==
==الوبائية==
==الوبائية==

نسخة 03:47، 1 أبريل 2020

التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد
Ascending cholangitis
صورةٌ لتنظيرٌ الإثناعشر، وتظهرُ قيحًا يخرجُ من أمبولة فاتر، مما يُدلل على التهاب الأقنية الصفراوية
صورةٌ لتنظيرٌ الإثناعشر، وتظهرُ قيحًا يخرجُ من أمبولة فاتر، مما يُدلل على التهاب الأقنية الصفراوية
صورةٌ لتنظيرٌ الإثناعشر، وتظهرُ قيحًا يخرجُ من أمبولة فاتر، مما يُدلل على التهاب الأقنية الصفراوية
معلومات عامة
الاختصاص طب الجهاز الهضمي
من أنواع اضطرابات غير ورمية في قناة الصفراء  [لغات أخرى]‏،  ومرض التهابي  [لغات أخرى]‏،  ومرض قناة الصفراء  [لغات أخرى]‏،  ومرض  تعديل قيمة خاصية (P279) في ويكي بيانات
المظهر السريري
الأعراض يرقان، حمى، ألم بطني
الإدارة
أدوية

التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد ويُسمى اختصارًا التهاب الأقنية الصفراوية،(1) هو التهابٌ في الأقنية الصفراوية، يحدث عادةً بسبب بكتيريا صاعدة من منطقة اتصال قناة الصفراء مع الاثناعشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة)، كما يحدث أيضًا إذا كانت القناة الصفراء مسدودةٌ جزئيًا بحصواتٍ صفراوية.[1][2]

يُعتبر التهاب الأقنية الصفراوية من الحالات الطبية الطارئة؛ وذلك لأنهٌ قد يُهدد حياة الفرد.[1] تحدثٌ عدة أعراضٍ لالتهاب الأقنية الصفراوية، وتتضمن تصبغًا صفراويًا للجلد أو لبياض العينين وحمًى وألمًا بطنيًا، وقد يحدثُ في الحالات الشديدة انخفاضٌ في ضغط الدم وارتباكٌ ذهني. يتضمن العلاج الأولي استعمال سوائل وريدية ومضاداتٍ حيوية، ولكن عادةً ما يكون هناك مشكلةٌ كامنةٌ (مثل حصواتٍ صفراوية أو تضيقٍ في قناة الصفراء)، لذلك فإنَّ الفحوصات والعلاجات الإضافية قد تكون ضروريةً، وغالبًا ما يُستعمل التنظير الداخلي لتقليل الانسداد الحاصل في قناة الصفراء.[1][3]

الأعراض والعلامات

ثالوث شاركوت

قد يُعاني مريضُ التهاب الأقنية الصفراوية من ألمٍ بطني (خاصةً في الربع العلوي الأيمن من البطنوحمى، وقشعريرة، بالإضافة إلى شعورٍ بعدم الارتياح. قد يُشير البعض إلى حدوث يرقان (تصبغٌ صفراوي للجلد وبياض العينين).[1]

تتضمن نتائج الفحص الجسمي عادةً يرقانًا وألمًا عند لمس الربع العلوي الأيمن للبطن.[1] يتضمن ثالوث شاركوت ثلاث نتائج شائعة في التهاب الأقنية الصفراوية، وهي: ألمٌ بطني ويرقان وحمى.[4] افترضُ سابقًا أنَّ ثالوث شاركوت كان موجودًا في 50-70% من الحالات، ولكن وُثق مؤخرًا عن حدوثه بنسبة 15-20%.[1] تتضمن خماسية رينولد جميع نتائج ثالوث شاركوت مع وجود صدمة إنتانية وارتباكٍ عقلي.[5] تُشير مجموعة الأعراض هذه إلى تفاقم الحالة وتطور الإنتان، ويحدث هذا الأمر بشكلٍ أقل شيوعًا.[1][2]

قد تكون الأعراض في كبار السن شاذةً عن المُعتاد، حيثُ قد تنهار أجسامهم مباشرةً بسبب الإنتان دون ظهور الأعراض النموذجية الأولية.[2] الأفراد الذين لديهم دعامة مُستقرة في قناة الصفراء قد لا يحدث لهم يرقان.[2]

الأسباب

يكون انسدادُ قناة الصفراء عادةً موجودًا في التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد، حيثُ يحدث عمومًا بسبب حصواتٍ صفراوية. تحدث 10-30% من الحالات نتيجةً لأسبابٍ أُخرى، مثل تضيقٍ حميد (تضيق قناة الصفراء دون وجودٍ ورمٍ كامن)، أو تضرر بعد الجراحة أو بنيةٌ بديلةٌ للأقنية الصفراوية مثل تضيق موقع المفاغرة (توصيلٌ جراحي)، أو مجموعةٍ مختلفة من الأورام (سرطانة الأقنية الصفراوية، سرطان الحويصلة الصفراوية، سرطان أمبولة فاتر، سرطان البنكرياس، سرطان الأمعاء)، أو كائناتٍ دقيقة لاهوائية مثل المطثية والعصوانية (خاصةً في كبار السن والأشخاص الذين خضعوا لعمليةٍ جراحية سابقةٍ في الجهاز الصفراوي).[1]

قد تؤدي الطفيليات التي تؤثر على الكبد والأقنية الصفراوية إلى حدوث التهابٍ في الأقنية الصفراوية، وتتضمن الدودة الأسطوانية صفر الخراطيني ومثقبيات الكبد متفرع الخصية الصيني ومتأخر الخصية الزبادي ومتأخر الخصية الهري.[6] في الأشخاص المُصابين بالإيدز، قد تؤدي العديد من الكائنات الدقيقة الانتهازية إلى حدوث اعتلال الأقنية الصفراوية بسبب الإيدز، ولكنَّ خطر الحدوث انخفض سريعًا بعد بدء استعمال علاجٍ فعالٍ للإيدز.[1][7] قد يكون التهاب الأقنية الصفراوية من مُضاعفات الإجراءات الطبية الخاصة بقناة الصفراء، خصوصًا تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP)، ولمنع ذلك، يُوصى بإعطاء مضاداتٍ حيويةٍ وقائية لأي شخصٍ سيُجري هذا التصوير لأي سببٍ كان.[3][8]

يؤدي وجود دعامةٍ دائمةٍ في الجهاز الصفراوي (مثل الدعامات في سرطان البنكرياس) إلى زيادةٍ طفيفةٍ في خطر حدوث التهاب الأقنية الصفراوية، ولكن هذه الدعامات تكون عادةً ضروريةً للحفاظ على قناة الصفراء سليمةً تحت الضغط الخارجي.[1]

علم الأمراض

مُخططٌ يظهر الكبد والأجزاء المرتبطة به في الجهاز الهضمي

ينتجُ الكبد العصارة الصفراء، حيثُ تعمل على إزالة الكولسترول والبيليروبين من الجسم، بالإضافة إلى استحلاب الدهون لجعلها أكثر ذوبانًا في الماء مما يُساعد على هضمها. تتكون العصارة الصفراء بواسطة خلايا الكبد، وتُفرز في القناة الكبدية المشتركة. يخزنُ جزءٌ من هذه العصارة في المرارة؛ وذلك بسبب الضغط الرجوعي الذي تبذله عاصرة أودي، والذي قد يزول عند وقت الهضم، وتعمل المرارة على تركيز العصارة عبر امتصاص الماء والأملاح المذابة منها. تصلُ العصارة الصفراء جميعها إلى الاثناعشر (الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة) عبر القناة الصفراوية المشتركة وأمبولة فاتر. تقعُ عاصرة أودي في المنطقة الواصلة بين أمبولة فاتر والاثناعشر، وهي عبارةٌ عن عضلةٍ دائرية تتحكمُ في إطلاق العصارة الصفراء والعصارة البنكرياسية نحو المجرى الهضمي.[1]

يمتلك الجهاز الصفراوي آليات حمايةٍ مخصصة، لذلك يكون طبيعيًا خاليًا من البكتيريا. تُشكل عاصرة أودي حاجزًا ميكانيكيًا. يكون ضغط الجهاز الصفراوي منخفضًا (8-12 سنتيمتر ماء[9] مما يسمحُ للعصارة الصفراء بالتدفق بحريةٍ عبره، ويؤدي هذا التدفق المُستمر للعصارة في القناة إلى طرد البكتيريا (إذا كانت موجودة) باتجاه الاثناعشر، مما يمنعُ استقرار البكتيريا. يلعبُ تكوين العصارة الصفراء دورًا في الحماية، حيثُ تتكون من أملاحٍ صفراوية[1] وغلوبولينات مناعية تُفرز من النسيج الطلائي لقناة الصفراء.

لا يؤدي التلوث البكتيري وحده في حال عدم وجود انسدادٍ إلى حدوث التهاب الأقنية الصفراوية،[2] ولكن زيادة ضغط الجهاز الصفراوي (أكثر من 20 سنتيمتر ماء)[10] بسبب انسداد قناة الصفراء، يؤدي إلى تَوسُع المسافات بين الخلايا المبطنة للقناة، مما يجعل العصارة الصفراء المُلوثة بكتيريًا مُلامِسةً لمجرى الدم. كما تؤثر سلبيًا على وظيفة خلايا كوبفر، وهي خلايًا بلعمية مُتخصصة تُساعد في منع دخول البكتيريا إلى الجهاز الصفراوي. ويؤدي ارتفاع ضغط الجهاز الصفراوي أيضًا إلى انخفاض إنتاج الغلوبيولين المناعي A في العصارة الصفراء.[11] تُؤدي كل هذه الأمور إلى تجرثم الدم (وجود البكتيريا في مجرى الدم)، مما يُسبب متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية (SIRS) وتشمل حُمًى (غالبًا مع رعشان) وتسرع القلب وزيادة معدل التنفس وزيادة عدد خلايا الدم البيضاء، ويُعرف حدوث متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية مع وجود عدوًى مؤكدة أو مشكوكٌ بها بالإنتان.[1] يُعيق الانسداد الصفراوي نفسه جهاز المناعة ويُضعف قدرته على مكافحة العدوى، وذلك عبر إضعاف وظيفة بعض خلايا جهاز المناعة (الخلايا المتعادلة الحُبيبية) وتغيير مستويات الهرمونات المناعية (السيتوكينات).[1]

يُفترض في التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد أنَّ الكائنات الحية الدقيقة تُهاجر نحو الخلف إلى أعلى قناة الصفراء؛ بسبب الانسداد الجزئي وضعف وظيفة عاصرة أودي.[1] تُوجد نظرياتٌ أُخرى حول أصل البكتيريا في التهاب الأقنية الصفراوية، مثل عبر الوريد البابي أو الانتقال من القولون، ولكنَّ حدوثها أقل احتمالًا.[1]

التشخيص

فحوصات الدم

تُظهر فحوصات الدم الروتينية وجود التهابٍ حاد (ارتفاعٌ في عدد خلايا الدم البيضاء وارتفاع مستوى البروتين المتفاعل-C)، وعادةً ما تكون اختبارات وظائف الكبد غير طبيعيةٍ. تكون اختبارات وظائف الكبد متناسقة مع الانسداد في معظم الحالات، وتتضمن ارتفاع البيليروبين والفوسفاتاز القلوي وناقلة الببتيد غاما غلوتاميل. ولكن على الرغم من هذا، إلا أنه في مراحل مبكرةٍ، قد يكون الضغط داخل خلايا الكبد هو السمة الرئيسية، وتكون الاختبارات مشابهةً لتلك الظاهرة في التهاب الكبد، مع ارتفاعاتٍ في ناقلة أمين الألانين وناقلة أمين الأسبارتات.[1]

تُجرى مزارع الدم عادةً في الأشخاص الذي يعانون من حمى مع ملامح لعدوًى حادة. تظهرُ البكتيريا المسببة للعدوى في 36% من الحالات،[12] وعادةً بعد 24-48 ساعة من حضانة العدوى. يمكن أيضًا إرسال العصارة الصفراء لزرعها أثناء إجراء تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP). تُعتبر العصيات سلبية الغرام أكثر البكتيريا ارتباطًا مع التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد، وتشمل الإشريكية القولونية (25–50%)، والكليبسيلا (15–20%)، والأمعائية (5–10%). أما المكورات إيجابية الغرام وتشمل المكورة المعوية فتُسبب 10–20% من الحالات.[13]

التصوير الطبي

صورةٌ لقناة الصفراء عبر تصريفٍ أنفي صفراوي، وتظهر القناة الصفراوية المُشتركة بالأسود (قطريًا من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين في المنتصف) مع انقطاعٍ في مُحيط القناة بسبب حصوة صفراويةٍ كبيرةٍ.

يُمكن استخدام أشكالٍ متنوعةٍ من التصوير الطبي في التهاب الأقنية الصفراوية الصاعد؛ وذلك لأنَّ انسداد قناة الصفراء يترافق عادةً مع الالتهاب، وبالتالي تُساعد تقنيات التصوير الطبي في تحديد موقع وطبيعة الانسداد الحاصل. يُعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية عادةً أولَ الطرق المستعملة لسهولة توافره.[1] قد يُظهر التصوير بالموجات فوق الصوتية توسعًا في قناة صفراء، كما يُحدد 38% من الحصوات الصفراوية، ولكنه ضعيفٌ نسبيًا في تحديد الحصوات أسفل قناة الصفراء. قد يساعد التصوير بالموجات فوق الصوتية في التمييز بين التهاب الأقنية الصفراوية والتهاب المرارة، حيث تظهرُ أعراضٌ متشابهةٌ في الحالتين، ولكن هُناك اختلافٌ ظاهرٌ في التصوير بالموجات فوق الصوتية.[14] يُعد تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP) أفضل من التصوير بالموجات فوق الصوتية؛ وذلك لأنه يستعمل تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، حيثُ يمتلك حساسيةً مماثلة لتصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP).‏[14] قد لا تظهر بعض الحصوات الصغيرة عبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي، ولكن هذا الأمر يعتمدُ على جودة مرافق المستشفى.[1]

يُعتبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) الاختبار المعياري الذهبي للانسداد الصفراوي، حيثُ يتضمن استخدام التنظير الداخلي (تمرير أنبوبٍ عبر الفم نحو المريء، ثم المعدة حتى يصل إلى الاثناعشر) لتمرير قنية صغيرة نحو قناة الصفراء، وبعد ذلك تُحقن مادةٌ مظللةٌ لتعتيم القناة، ثُم تؤخذ صورة بالأشعة السينية لمطالعة مشهدٍ مرئيٍ للنظام الصفراوي. يُمكن أحيانًا في صورة التنظير الدخلي للأمبولة مُشاهدة بروزٍ من لأمبولة لحصوةٍ صفراوية في القناة الصفراوية المشتركة أو ظهورٌ واضحٌ للقيح من فتحة القناة الصفراوية المشتركة. تظهرُ الحصوات الصفراوية في الصور بالأشعة السينية (المعروفة باسم صور الأقنية الصفراوية) على شكل مناطق غير مُعتمة في مُحيط قناة الصفراء. استبُدل تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) عمومًا بتصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP) لأغراضٍ تشخيصية. يُستخدم (ERCP) خطًا أولًا فقط في المرضى المُصابين بأمراضٍ خطيرة والذين لا يُمكن تأجيلهم لإجراء اختباراتٍ تشخيصية، ولكن على الرغم من هذا، فإذا كان مؤشر الشك مرتفعًا حول وجود التهابٍ في الأقنية الصفراوية، فإنه يُستخدم (ERCP) عادةً لتصريف انسداد القناة الصفراوية المشتركة.[1]

إذا كان هُناك شكٌ في أسبابٍ أُخرى غير الحصوات الصفراوية (مثل وجود ورمٍ)، فإنه يُجرى تصوير مقطعي محوسب وتنظير بالموجات فوق الصوتية (EUS) لتحديد طبيعة الانسداد. قد يُستعمل التنظير بالموجات فوق الصوتية لأخذ خزعةٍ (عينةٍ نسيجية) من الكتل المشكوك فيها.[1] قد يحل التنظير بالموجات فوق الصوتية (EUS) مكان تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) لتشخيص الحصوات، ولكن هذا يعتمدُ على توفر التقنيات.[3]

العلاج

السوائل والمضادات الحيوية

يجبُ إدخال مريض التهاب الأقنية الصفراوية إلى المستشفى، حيثُ يُعطى سوائلًا وريدية، خاصةً إذا كان ضغط الدم منخفضًا، كما يبدأ إعطاؤه مضاداتٍ حيوية. عادةً ما يكون العلاج التجريبي باستعمال مضاداتٍ حيوية واسعة المفعول ضروريًا حتى التأكد الدقيق من العدوى المُسببة للمرض، ومن ثم تحديد أي المضادات الحيوية حساسةٌ لها. تُستخدم تركيبات البنسلينات والأمينوغليكوزيدات على نطاقٍ واسع، وذلك على الرغم من أنَّ السيبروفلوكساسين قد أثبت فعاليته في معظم الحالات، وقد يُفضل على الأمينوغليكوزيدات بسبب قلة آثاره الجانبية. يُضاف المترونيدازول عادةً لعلاج الممراضات (مسببات الأمراض) اللاهوائية، خاصةً في المرضى أو المُعرضين لخطر العدوى اللاهوائية. يستمر إعطاء المضادات الحيوية لمدة 7-10 أيام.[1] قد تكون الأدوية التي ترفع ضغط الدم (رافعات الضغط) مطلوبةً أيضًا لتخفيض ضغط الدم.[2]

التنظير الداخلي

يُعتبر تخفيف الانسداد الصفراوي الكامن العلاجَ النهائي لالتهاب الأقنية الصفراوية،[1] وعادةً ما يؤجل ذلك حتى 24-48 ساعة بعد الدخول إلى المستشفى، وذلك ليكون المريض مستقرًا وقد أظهر بعض التحسن مع المضادات الحيوية، ولكن أحيانًا قد يلزم إجراؤه بشكلٍ طارئ إذا كان تدهور الحالة مستمرًا على الرغم من استعمال علاجٍ ملائم،[1] أو إذا لم تكن المضادات الحيوية فعالةً في تقليل علامات العدوى (التي تحدث في 15% من الحالات).[2][3]

النزح الصفراوي عبر الجلد

استئصال المرارة

لا تنشأ جميع الحصوات الصفراوية المؤثرة في التهاب الأقنية الصفراوية من المرارة، ولكن يوصى باستئصال المرارة في الأشخاص الذين عولجوا سابقًا من التهاب الأقنية الصفراوية بسبب الحصوات الصفراوية. يتأخر استئصال المرارة عادةً حتى تُشفى جميع الأعراض مع تأكيد خلو قناة الصفراء من الحصوات عبر تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالرنين المغناطيسي (MRCP) أو تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP).‏[1][2][3] أولئك الذين لا يخضعون لاستئصال المرارة يكون لديهم خطرٌ متزايدٌ لحدوث ألمٍ صفراوي متكرر ويرقان ونوباتٍ أخرى من التهاب الأقنية الصفراوية، بالإضافة إلى الحاجة لإجراء تصوير البنكرياس والأقنية الصفراوية بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP) أو فغر المرارة، كما يزداد خطر الوفاة بشكلٍ ملحوظ.[15]

المآل

الوبائية

التاريخ

هوامش

1.

انظر أيضًا

المراجع

باللغة الإنجليزية

  1. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب يج يد يه يو يز يح يط ك كا كب كج كد كه Kinney TP (أبريل 2007). "Management of ascending cholangitis". Gastrointest Endosc Clin N Am. ج. 17 ع. 2: 289–306. DOI:10.1016/j.giec.2007.03.006. PMID:17556149.
  2. ^ ا ب ج د ه و ز ح Oddsdóttir M، Hunter JG (2005). "Gallbladder and the extrahepatic biliary system (chapter 31)". في Brunicardi FC، Anderson DK، Billiar TR، Dunn DL، Hunter JG، Pollock RE (المحررون). Schwartz's Principles of Surgery (ط. Eighth). McGraw-Hill. ص. 1203. ISBN:978-0-07-141090-8.
  3. ^ ا ب ج د ه Williams EJ، Green J، Beckingham I، Parks R، Martin D، Lombard M (2008). "Guidelines on the management of common bile duct stones". Gut. ج. 57 ع. 7: 1004–1021. DOI:10.1136/gut.2007.121657. PMID:18321943.
  4. ^ Charcot JM (2004) [1877]. Leçons sur les maladies du foie, des voies biliaires et des reins faites à la Faculté de médecine de Paris: Recueillies et publiées par Bourneville et Sevestre. Paris: Bureaux du Progrés Médical & Adrien Delahaye. ISBN:978-1-4212-1387-3.
  5. ^ Reynolds BM، Dargan EL (أغسطس 1959). "Acute obstructive cholangitis; a distinct clinical syndrome". Ann Surg. ج. 150 ع. 2: 299–303. DOI:10.1097/00000658-195908000-00013. PMC:1613362. PMID:13670595.
  6. ^ Lim JH (2011). "Liver flukes: the malady neglected". Korean J Radiol. ج. 12 ع. 3: 269–79. DOI:10.3348/kjr.2011.12.3.269. PMC:3088844. PMID:21603286.
  7. ^ Kimura Y، Takada T، Kawarada Y، وآخرون (2007). "Definitions, pathophysiology, and epidemiology of acute cholangitis and cholecystitis: Tokyo Guidelines". J Hepatobiliary Pancreat Surg. ج. 14 ع. 1: 15–26. DOI:10.1007/s00534-006-1152-y. PMC:2784509. PMID:17252293.
  8. ^ Brand، M؛ Bizos، D؛ O'Farrell P، Jr (6 أكتوبر 2010). "Antibiotic prophylaxis for patients undergoing elective endoscopic retrograde cholangiopancreatography". The Cochrane Database of Systematic Reviews ع. 10: CD007345. DOI:10.1002/14651858.CD007345.pub2. PMID:20927758.
  9. ^ Dooley JS (1999). Oxford textbook of clinical hepatology. Oxford University Press. ص. 1650. ISBN:978-0-19-262515-1.
  10. ^ Huang T، Bass JA، Williams RD (مايو 1969). "The significance of biliary pressure in cholangitis". Arch Surg. ج. 98 ع. 5: 629–632. DOI:10.1001/archsurg.1969.01340110121014. PMID:4888283.
  11. ^ Sung JY، Costerton JW، Shaffer EA (مايو 1992). "Defense system in the biliary tract against bacterial infection". Dig Dis Sci. ج. 37 ع. 5: 689–96. DOI:10.1007/BF01296423. PMID:1563308.
  12. ^ Sung JJ، Lyon DJ، Suen R، Chung SC، Co AL، Cheng AF، Leung JW، Li AK (يونيو 1995). "Intravenous ciprofloxacin as treatment for patients with acute suppurative cholangitis: a randomized, controlled clinical trial". J Antimicrob Chemother. ج. 35 ع. 6: 855–864. DOI:10.1093/jac/35.6.855. PMID:7559196.
  13. ^ Chetana Vaishnavi (2013). Infections of the Gastrointestinal System. JP Medical Ltd. ص. 511. ISBN:9789350903520.
  14. ^ ا ب Varghese JC، Liddell RP، Farrell MA، Murray FE، Osborne DH، Lee MJ (يناير 2000). "Diagnostic accuracy of magnetic resonance cholangiopancreatography and ultrasound compared with direct cholangiography in the detection of choledocholithiasis". Clin Radiol. ج. 55 ع. 1: 25–35. DOI:10.1053/crad.1999.0319. PMID:10650107.
  15. ^ McAlister VC، Davenport E، Renouf E (2007). McAlister V (المحرر). "Cholecystectomy deferral in patients with endoscopic sphincterotomy". Cochrane Database Syst Rev ع. 4: CD006233. DOI:10.1002/14651858.CD006233.pub2. PMID:17943900. مؤرشف من الأصل في 2012-07-16.

باللغة العربيَّة

إخلاء مسؤولية طبية