انتقل إلى المحتوى

صدام الحضارات: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas (نقاش | مساهمات)
ط استرجاع تعديلات Jobas (نقاش) حتى آخر نسخة بواسطة 41.140.46.141
سطر 45: سطر 45:
ثم جاء الباحثان [[صامويل هنتنجتون]] والثاني وهو [[فرانسيس فوكوياما]] ياباني الأصل وأمريكي الجنسية، ليصقلوا النظرية ويخرجوها حيز الإهتمام الأكاديمي والشهرة.
ثم جاء الباحثان [[صامويل هنتنجتون]] والثاني وهو [[فرانسيس فوكوياما]] ياباني الأصل وأمريكي الجنسية، ليصقلوا النظرية ويخرجوها حيز الإهتمام الأكاديمي والشهرة.


== نقد الفكرة==
=== النقد ===
هناك العديد من المشاكل في هذه الأطروحة وعقب [[هجمات 11 سبتمبر]]، بدا هنتغتون كما لو كان نبيا.<ref name="Donald A. Kruse 1993">{{cite web|url=http://www.cpjustice.org/stories/storyReader$955|author=Donald A. Kruse|title=The Clash of Civilizations: Samuel Huntington a Prophet?|date=1993|website=The Center For Public Justice|accessdate=Mar 17 2015}}</ref> يوجد ما يستحق التقدير في أطروحة هنتغتون ولكن فيها الكثير من المشاكل في الوقت ذاته.<ref name="Donald A. Kruse 1993"/> تمحورت الانتقادات حول تعامل هنتجتون مع الظواهر السياسية كمسلمات جوهرية في ثقافات الشعوب، تجاهل الحركات البشرية المؤثرة على عملية تبلور الهويات، واتهمت الأطروحة بالبساطة والسطحية.<ref>{{cite web|url=http://ar.qantara.de/content/rd-lktb-lbhth-lfrnsy-wlyfr-rwy-lhrb-lkhty-rfd-llqrt-ltbsyty-wtfnyd-lfrdy-sr-lhdrt|author=لؤي المدهون|title=عرض لكتاب الباحث الفرنسي أوليفر روي "الحرب الخاطئة"|date=2010|website=Qantara|accessdate=November 25 2015}}</ref> نظريته هذه تلقى رواجاً في أوساط حركات [[الإسلام السياسي]]،<ref>{{cite web|url=http://www.newyorker.com/news/news-desk/clash-civilizations-isnt|author= Robert Wright|title=The Clash of Civilizations That Isn’t|date=2015|website=The New Yorker|accessdate=Mar 18 2015}}</ref> فهولاء بدورهم لا يعترفون بال[[دولة قومية|دولة القومية]] ويؤمنون بأن جميع المسلمين حول العالم يشكلون [[مجتمع]]اً سياسياً تحكمه [[الشريعة الإسلامية]].<ref>{{cite book|author=Olivier Roy|title=Globalized Islam: The Search for a New Ummah|date=2006|page=1|publisher=Columbia University Press|isbn=9780231134996}}</ref> يقول [[إدوارد سعيد]] بأن هنتغتون إعتمد بشكل كبير على [[برنارد لويس]]، وقام بتجسيد كيانات ضخمة وواسعة تسمى "الغرب" و"الإسلام " بتهور.<ref name="Edward W. Said 2001">{{cite web|url=http://www.thenation.com/article/clash-ignorance|author=Edward W. Said|title=The Clash of Ignorance|date=2001|website=The Nation|accessdate=Mar 22 2015}}</ref> تجاهل هنتغتون التاريخ الطويل التي مرت به [[أوروبا]]، ويريد أن يجعل من الحضارات والهويات كيانات مغلقة تم تطهيرها من التيارات الكثيرة التي حركت وتحرك التاريخ البشري.<ref name="Edward W. Said 2001"/> أن يكون المرء مسلماً قد يعني أشياء كثيرة، قد يكون تمثيلاً لمجموعة من القيم والممارسات، قد يكون إرتباطا ثقافياً، تصنيف لدولة أو غير ذلك. فهناك مسلمون يرون ضرورة [[علمانية|فصل الدين عن الدولة]]، وأولئك الذين يعتقدون بوجوب أن تكون الشريعة مصدر التشريع، وأولئك الذين ينظرون إليها على أنها أحد مصادر التشريع، وهناك من يراها غير مرتبطة ولا ينبغي أن تكون ذي صلة في القانون المعاصر.<ref>{{cite web|url=http://conconflicts.ssrc.org/archives/mideast/wedeen/|author=Lisa Wedeen|title=Beyond the Crusades: Why Samuel Huntington (and Bin Ladin) are Wrong|date=2004|website=Contemporary Conflict|accessdate=Mar 19 2015|quote='''Despite the success of Islamicists in providing the adversarial idioms and resonant political critiques, the struggle among nominally Muslim citizens and Islamicist adherents is as pronounced as the solidarities an Islamicist adversarial politics has fostered. Being "Muslim" might signify a set of religious beliefs, an ascriptive attachment, a "cultural" identification, a state classification, a set of recognizable activities, or none of the above. There are those who see a separation of mosque and state as fundamental, and those who advocate their conjuncture. There are those who think the shari`a should be the source of legislation, those who view it as a source, and those who wish it were irrelevant to contemporary law'''}}</ref>
[[ملف:Civilizations map.png|thumb|250px|تقسيم الحضارة وفقًا لصمويل هنتنغتون
{{legend|#2f3699|[[الحضارة الغربية]] ذات خلفية [[كاثوليكية]] - [[بروتستانتية]]}}
{{legend|#6f3198|[[أمريكا اللاتينية|الحضارةالأمريكية اللاتينية]]}}
{{legend|#ed1c24|[[اليابان|الحضارة اليابانية]]}}
{{legend|#990030|[[الصين|الحضارة الصينية]]}}
{{legend|#ff7e00|[[الهند|الحضارة الهندية]]}}
{{legend|#008000|[[الحضارة الإسلامية]]}}
{{legend|#00b7ef|[[حضارة مسيحية|الحضارة الأرثوذكسية]]}}
{{legend|#804040|[[أفريقيا|الحضارة الأفريقية]]}}
{{legend|#ffc20e|[[بوذية|الحضارة البوذية]]}}
]]


قدم هنتغتون [[الإسلام]] باعتباره كياناً جيوسياسياً موحداً، ولكن مفاهيم "حاكمية الله" و"سيادة الإسلام" ترجع إلى جماعة [[الإخوان المسلمين]] وروادها الأوائل [[حسن البنا]] و[[سيد قطب]] الذي أعاد تعريف ال[[جهاد]] بأنه "ثورة إسلامية عالمية". تعود جذور [[الإخوان المسلمين]] إلى حركة حديثة نسبياً في تاريخ الإسلام تُعرف بال[[سلفية]]، وكانت حركة مختلفة عن طبيعتها الحالية، وصفت بال[[تقدمية]] الداعية لمراجعة التراث وانتقاد ما اعتبره [[محمد عبده (عالم دين)|محمد عبده]] و[[جمال الدين الأفغاني]] جموداً فكرياً في [[الأزهر]].<ref>{{cite book|author=Reza Aslan|date=2009|title=How to Win a Cosmic War|page=27|publisher=Random House|isbn=9781400066728}}</ref> بعد سقوط [[الإمبراطورية العثمانية]]، رأى الإخوان أن المجتمع المصري وعموم المسلمين حول العالم خسروا الإحساس بالـ"[[أمة]]" وفقد [[الإسلام]] مكانته على الصعيد السياسي والإجتماعي. فكان لزاماً عليهم إعادة تشكيل المجتمع من جديد الذي وبرغم أغلبيته المسلمة لم يُعرف عن نفسه وفق سرديات الجماعات الإسلامية تلقائياً. بدلالة كثرة التيارات الفكرية التي قدمت فرضياتها المختلفة عن هوية وثقافة [[مصر]] في النصف الأول من [[القرن العشرين]]، مثل [[ليبرالية|الليبراليين]] الدستوريين ك[[طه حسين]] الذي يعد أبرز [[قومية مصرية|القوميين المصريين]] و[[علي عبد الرازق]] الذي انتقد منصب ال[[خليفة]] في كتابه [[الإسلام وأصول الحكم]]،<ref>{{cite book|author= Mariz Tadros|title=The Muslim Brotherhood in Contemporary Egypt: Democracy Redefined or Confined?|date=2012|page=48|publisher=Routledge|isbn=9781136296222}}</ref> و[[حزب الوفد]] الذي لعب دور رئيسياَ في كتابة [[دستور مصر 1923|دستور 1923]] وحول [[مملكة مصر]] إلى [[ملكية دستورية]]. بالإضافة إلى [[قومية عربية|القوميين العرب]] الذين اقتبسوا الكثير من حركات [[فاشية|أقصى اليمين]] [[أوروبا|الأوروبية]].<ref>{{cite book|author=Safdar Ahmed|title=Reform and Modernity in Islam: The Philosophical, Cultural and Political Discourses Among Muslim Reformers|date=2013|page=2015|publisher=I.B.Tauris|isbn=9780857722287}}</ref> قمع [[جمال عبد الناصر]] للإخوان المسلمين حولهم من حركة إجتماعية إلى ثورية، ووجدوا في [[السعودية]] ملجئاً لهم حيث اكتشفوا نسخة أكثر "محافظة" من الإسلام تسمى بال[[وهابية]].<ref>{{cite book|author=Reza Aslan|date=2009|title=How to Win a Cosmic War|page=26|publisher=Random House|isbn=9781400066728}}</ref> تبنى الملك فيصل [[منظمة التعاون الإسلامي|العالمية الإسلامية]] لمقاومة [[قومية عربية|القومية العربية]].<ref>{{cite book|author= Thomas Hegghammer|title=Jihad in Saudi Arabia: Violence and Pan-Islamism since 1979|date=2010|page=17|publisher=Cambridge University Press|isbn=9781139486392}}</ref> وبعد [[الثورة الإيرانية]] عام [[1979]]، بدأت السعودية بنشر [[الوهابية]] كجزء من سياستها الخارجية لممارسة النفوذ ومواجهة أي خطر سياسي محتمل.<ref>{{cite book|author=Tahir Abbas|date=2011|title=Islamic Radicalism and Multicultural Politics: The British Experience|page=24|publisher=Taylor & Francis|isbn=9781136959608}}</ref><ref>{{cite book|author=David Commins|date=2009|title=The Wahhabi Mission and Saudi Arabia|page=109|publisher=I.B.Tauris|isbn=9780857731357}}</ref>
إن فكرة صراع الحضارات فكرة تخدمها التصورات المتطرفة في العلاقات الإنسانية، متناسين في الأصل أن الحضارة الإنسانية واحده شيدت كالبناء، واعتمدت في تكوينها علي ما توصلت إليه الأمم والشعوب في مختلف مجالات الحياة والعلوم والتي اعتمدت في أساسها علي ثلاث محاور "الإنتاج والتراكم ثم الثروة" في الفكر والزراعة والتجارة والصناعة وغيرها، وعلي هذه المعطيات بنيت الحضارة الإنسانية. فصراع الحضارات هو صورة من التحاور بين الثقافات نتيجة لتعددها بمعني أن الحضارة الإنسانية تمر بمراحل، وأن التطور هو بتناقح الحضارات وليس بصدامها الهدام.

[[أوليفييه روي]]، [[علوم سياسية|عالم سياسة]] [[فرنسا|فرنسي]]، وصف أطروحة هنتغتون بالتبسيطية رافضاً وجود تكتل جيوإستراتيجي إسلامي، مستدلاً بحقيقة أن معظم نزاعات [[الشرق الأوسط]] بين [[مسلم]]ين.<ref name="لؤي المدهون 2010">{{cite web|url=http://ar.qantara.de/content/rd-lktb-lbhth-lfrnsy-wlyfr-rwy-lhrb-lkhty-rfd-llqrt-ltbsyty-wtfnyd-lfrdy-sr-lhdrt|author=لؤي المدهون|title=رفض للقراءات التبسيطية وتفنيد لفرضية صراع الحضارات|date=2010|website=Qantara|accessdate=November 25 2015}}</ref> يشير روي إلى الفروقات بين الجماعات الإسلامية التي لا تحمل مشروعاً ويبشرون ب[[يوتوبيا]] إسلامية موعودة مثل [[تنظيم القاعدة]]، وبين الحركات التي يصفها بالـ"إسلاموية" ك[[حزب الله اللبناني]] و[[حركة حماس]] التي تحمل مشاريعاً محدودة إقليمياً وقومياً.<ref name="لؤي المدهون 2010"/> ويقول لا توجد "جيو-إستراتيجية في الإسلام" مشيراً إلى
أن أغلب الدول ذات الأغلبية المسلمة تعتبر نفسها حليفاً للغرب.<ref name="لؤي المدهون 2010"/> [[نعوم تشومسكي]] قدم جدالاً مشابهاً قائلاً أن هنتغتون تجاهل مصدر هذه الآيديولوجيا، لا يوجد "صراع حضارات" عندما يكون المتسبب في تحويل مروجي "العالمية الإسلامية" من جماعات هامشية إلى حركات مؤثرة في الدول ذات الأغلبية المسلمة،<ref>{{cite book|author=David Commins|date=2009|title=The Wahhabi Mission and Saudi Arabia|page=174|publisher=I.B.Tauris|isbn=9780857731357}}</ref> هو أحد أكبر حلفاء [[الولايات المتحدة]] في المنطقة.<ref name="Noam Chomsky, Jean Drèze 2014 91">{{cite book|author=Noam Chomsky, Jean Drèze|title=Democracy and Power: The Delhi Lectures |date=2014|page=91|publisher=Open Book Publishers|isbn=9781783740925}}</ref> يضيف أنه وطالما أنهم يضمنون تدفق النفط لـ"مستحقيه"، بامكان السعودية أن تكون ما تريد، ف[[واشنطن]] لا توجد لديها مشكلة مع التطرف والأصولية وفقا لتشومسكي.<ref name="Noam Chomsky, Jean Drèze 2014 91"/> افتقار المملكة السعودية لأي سلاح آيديولوجي يتجاوز تسخير عائدات النفط لنشر ال[[وهابية]]، أحدث إشكالاً في [[واشنطن]] منذ النصف الثاني من التسعينات.<ref>{{cite book|author=William J. Crotty|title=Democratic Development & Political Terrorism: The Global Perspective|date=2005|page=149|publisher=UPNE|isbn=9781555536251}}</ref> ولكنه يشير إلى دور السعودية، حليف للولايات المتحدة، في تمويل صعود الوهابية في الدول ذات الأغلبية المسلمة.<ref>{{cite web|url=http://content.time.com/time/magazine/article/0,9171,2156259,00.html|author=Fareed Zakaria|title=The Saudis Are Mad? Tough!|date=2013|website=Time|accessdate=Mar 22 2015}}</ref><ref>{{cite web|url=http://www.politico.eu/article/the-saudi-wahhabis-are-the-real-foe-islamic-terrorists-salafi-violence/|author=Nassim Nicholas Taleb|date=2015|title=The Saudi Wahhabis are the real foe|website=Politico|accessdate=November 26 2015}}</ref>

في [[يوليو]] [[2013]]، أعلن برلمان [[الإتحاد الأوروبي]] أن الوهابية هي المصدر الرئيسي لما أسموه بالـ"إرهاب العالمي".<ref>{{cite web|url=http://www.newstatesman.com/world-affairs/2014/11/wahhabism-isis-how-saudi-arabia-exported-main-source-global-terrorism|author=Karen Armstrong|title=Wahhabism to ISIS: how Saudi Arabia exported the main source of global terrorism|date=2014|website=Newstatesman|accessdate=Nov 22 2015}}</ref> إحدى وثائق [[ويكيليكس]] تظهر [[هيلاري كلينتون]] وهي تقول أن [[السعودية]] تشكل مصدراً حيوياً لتمويل الإرهابيين.<ref>{{cite web|url=http://www.theguardian.com/world/us-embassy-cables-documents/242073|title=US embassy cables: Hillary Clinton says Saudi Arabia 'a critical source of terrorist funding'|date=2009|website=The Guardian|accessdate=No 21 2015}}</ref> جوناثن شاو، مساعد رئيس أركان الدفاع البريطاني السابق، قال بأن [[السعودية]] و[[قطر]] أشعلا قنبلة موقوتة بتمويلهما [[إسلام سياسي|للإسلام الراديكالي]] الملهم للجماعات الإسلامية ال[[إرهاب]]ية.<ref>{{cite web|url=http://nationalinterest.org/feature/the-islamic-state-problem-syria-problem-14393|author=TNI Staff|date=2015|title=The Islamic State Problem is a Syria Problem|website=The National Interest|accessdate=25 November 2015}}</ref> وفقاً لدراسة نفذتها الإدارة العامة للسياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي، السعودية وقطر مصدر رئيسي لتمويل المنظمات المتمردة والإرهابية منذ [[1979]]، وشملت الدراسة دور ال[[وهابية]] في تمويل وتسليح الجماعات المتمردة في [[جنوب آسيا|جنوب]] و[[جنوب شرق آسيا]]، [[سورية]]، [[شمال أفريقيا]]، ومنطقة [[الساحل (أفريقيا)|الساحل]] بأفريقيا.<ref>{{cite web|url=http://www.europarl.europa.eu/RegData/etudes/etudes/join/2013/457137/EXPO-AFET_ET(2013)457137_EN.pdf|title=The Involvement Of Salafism/wahhabism In The Support And Supply Of Arms To Rebel Groups Around The World|date=2013|website=Directorate-general For External Policies Of The Union |accessdate=Nov 21 2015}}</ref> وثائق [[ويكيليكس]] تظهر إنزعاجاً في [[إثيوبيا]] من ال[[وهابية]]، حيث تقول احدى الوثائق بأن هدف الدعاة الوهابية الممولين سعودياً ليس اعتناق الأغلبية المسيحية للإسلام، بل تغيير ثقافة وقيم المجتمع المسلم في ذلك البلد.<ref>{{cite web|url=https://wikileaks.org/plusd/cables/09ADDISABABA1674_a.html|title=Wahabism In Ethiopia Aa "Cultural Imperialism"|date=2009|website=Wikileaks|accessdate=December 6 2015}}</ref> [[زيغمار غابرييل]]، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، قال في [[ديسمبر]] [[2015]] بأن العديد من المتطرفين الإسلاميين في [[ألمانيا]] خرجوا من المساجد والمدارس الممولة من السعودية، مضيفاً بأن [[الوهابية]] هي "الأيديولوجيا الكاملة" [[داعش|لتنظيم الدولة الإسلامية]] وهو "أمر لا نحتاجه ولا نريده هنا في [[ألمانيا]]".<ref>{{cite web|url=http://tribune.com.pk/story/1004949/saudi-must-stop-financing-fundamentalist-mosques-abroad-merkels-deputy/|title=Saudi must stop financing fundamentalist mosques abroad: Merkel's deputy|date=2015|website=The Express Tribune|accessdate=December 6 2015}}</ref>

علماء سياسة يجادلون بأن هذه الآيديولوجيا وبرغم إنتشارها، لا تشكل بديلاً حقيقياً وموضوعياً للديمقراطية الليبرالية أمام الشعوب ولا يمكن وصف تناميها بصراع بين حضارات. يرفض [[فرانسيس فوكوياما]] الجدل القائل بأن رفض ال[[حداثة]] متأصل في المعتقد الإسلامي نفسه ويقول بأن [[الإسلام]] مثل [[المسيحية]] وال[[هندوسية]] وال[[كونفوشيوسية]] وكل التقاليد الدينية أو الثقافية في العالم، هو نظام إستثنائي معقد تطور بطرق متعددة عبر الزمن. ويشير إلى الميول الليبرالية خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في كل من [[تركيا]] و[[مصر]] و[[إيران]].<ref>{{cite web|url=https://www.cis.org.au/app/uploads/2015/04/images/stories/policy-magazine/2002-winter/2002-18-2-francis-fukuyama.pdf|author=Francis Fukuyama|title=Has History Started Again?|date=2002|website=Center for Independant Studies|accessdate=November 25 2015}}</ref> يقول بأن الراديكاليين الإسلاميين يختلفون عن بقية العالم بأن معظم دول [[أمريكا اللاتينية|أميركا اللاتينية]] و[[العالم الثالث]] يودون محاكاة ما عُرف سابقا ب[[العالم الحر]]، بينما يعتقد الإسلاميون أن المجتمعات الغربية فاسدة.<ref>{{cite web|url=https://www.cis.org.au/app/uploads/2015/04/images/stories/policy-magazine/2002-winter/2002-18-2-francis-fukuyama.pdf|author=Francis Fukuyama|title=Has History Started Again?|date=2002|website=Center for Independant Studies|accessdate=November 25 2015}}</ref> وهي نظرة نابعة من تصوراتهم حول ال[[علمانية]] ويعتبرون مظاهر التحرر دلائل على إنحلال وتدهور الغرب.<ref>{{cite web|url=https://www.cis.org.au/app/uploads/2015/04/images/stories/policy-magazine/2002-winter/2002-18-2-francis-fukuyama.pdf|author=Francis Fukuyama|title=Has History Started Again?|date=2002|website=Center for Independant Studies|accessdate=November 25 2015}}</ref> قارن فرانسيس أسباب صعود ما وصفه ب[[إسلام سياسي|الراديكالية الإسلامية]] بال[[فاشية]] الأوروبية، ويقول بأن كثير من المجتمعات المسلمة كانت قروية أو قبلية إلى فترة قريبة وتحضرهم كشفهم أمام نسخة من الإسلام تدعوهم إلى دين أكثر نقاءً. هذه النسخة التي يصفها فوكوياما بال[[راديكالية]] قدمت شرحاً خاصاً بها لأسباب فقدان القيم المتوارثة والارتباك الثقافي الذي يتولد عادة مع عملية التحديث في كل المجتمعات.<ref>{{cite web|url=https://www.cis.org.au/app/uploads/2015/04/images/stories/policy-magazine/2002-winter/2002-18-2-francis-fukuyama.pdf|author=Francis Fukuyama|title=Has History Started Again?|date=2002|website=Center for Independant Studies|accessdate=November 25 2015}}</ref> وصف فوكوياما ال[[وهابية]] بـ"إسلامو فاشية"، وقال بأن السعودية أنفقت مئات الملايين لنشر هذه العقيدة ليس في [[الشرق الأوسط]] فحسب، بل حتى داخل [[الولايات المتحدة]].<ref>{{cite web|url=https://www.cis.org.au/app/uploads/2015/04/images/stories/policy-magazine/2002-winter/2002-18-2-francis-fukuyama.pdf|author=Francis Fukuyama|title=Has History Started Again?|date=2002|website=Center for Independant Studies|accessdate=November 25 2015}}</ref> ولكن هذا لا يقترح وجود "صراع بين حضارات" ويقول بأن العالم في [[نهاية التاريخ والإنسان الأخير|نهاية التاريخ]] بسبب وجود نظام واحد سيستمر بالهيمنة على السياسة الدولية وهو [[الديمقراطية الليبرالية]]. الصراع ليس بين ثقافات متساوية بين بعضها البعض بل سلسلة اجرائات آخر نفس لمجتمعات تعتبر وجودها التقليدي مهدد بسبب التحديث، وفقاً لفوكوياما.<ref name="Francis Fukuyama 2011">{{cite web|url=http://www.theguardian.com/world/2001/oct/11/afghanistan.terrorism30|author=Francis Fukuyama|title=The West Has Won|date=2011|website=The Guardian|accessdate=May 16 2015}}</ref> عدد المسلمين الذين يهاجرون إلى الغرب، ويصوتون في إنتخابات أعلى من المتطرفين.<ref name="Francis Fukuyama 2011"/> والولايات المتحدة لا تخسر حرب الأفكار أمام هذه الجماعات بدلالة ملايين الفارين من [[داعش|تنظيم الدولة الإسلامية]] مقارنة ببضعة آلاف منضمين إليها.<ref>{{cite web|url=http://www.theatlantic.com/international/archive/2015/11/isis-war-of-ideas-propaganda/415335/|author=J.M. BERGER |title=ISIS Is Not Winning the War of Ideas|date=2015|website=The Atlantic|accessdate=December 6 2015}}</ref> يقول [[روبرت رايت (صحفي)|روبرت رايت]]، صحفي أميركي، بأن هنتغتون يزعم الدفاع عن سلامة جميع الثقافات، ولكنها مجرد طريقة أخرى للقول أن [[ديمقراطية ليبرالية|الديمقراطية الليبرالية]] لا تناسب بعض الشعوب بالشكل الطبيعي الذي ناسب الغرب.<ref name="Robert Wright 1996"/> [[ديمقراطية ليبرالية|الديمقراطية الليبرالية]] حتى إن لم تغلب على جميع دول العالم، فقد وصلت مرحلة إعتبارها نظام الحكم الأمثل في الرأي العام العالمي. ولهذا السبب تتلاعب الأنظمة ال[[سلطوية]] بالإعلام والإنتخابات بتبنيها مظاهر ديمقراطية مزيفة وفقا ل[[فرانسيس فوكوياما]].<ref>{{cite book|author=Francis Fukuyama|date=2011|title=The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution|page=26|publisher=Farrar, Straus and Giroux|isbn=0374533229}}</ref>

[[ليزا ويدين]]، بروفسور [[العلوم السياسية]] ب[[جامعة شيكاغو]]، تقول بأن معاملة الثقافة في العلوم السياسية تقلل من شأن الطرق الغير متجانسة للناس خلال تجربة نظام إجتماعي ما من داخل وبين المجموعات المختلفة، وتتم المبالغة في القواسم المشتركة، والثبات، وديمومة المعتقدات والقيم. ونتيجة لذلك، مروجوا الجوهرية الثقافية يميلون للمجادلة بطبيعية ظهور المجموعات المتصارعة خلال تحليل النتائج السياسية للعنف العرقي أو الديني، بدلا عن استكشاف الظروف والتجارب التي جعلتهم يظهرون بمظهرهم ذلك.<ref name="Lisa Wedeen 2004">{{cite web|url=http://conconflicts.ssrc.org/archives/mideast/wedeen/|author=Lisa Wedeen|title=Beyond the Crusades: Why Samuel Huntington (and Bin Ladin) are Wrong|date=2004|website=Contemporary Conflict|accessdate=Mar 19 2015}}</ref> ظواهر إقتصادية وفشل [[قومية عربية|القوميين العرب]] في تنفيذ وعودهم، كانت بدورها عوامل ساهمت في صعود تيارات [[الإسلام السياسي]] وفقاً لويدين.<ref name="Lisa Wedeen 2004"/> في السبعينيات، بدأت [[مصر]] ودول أخرى بالانسحاب إقتصادياً ونفذت إجراءات مثل خصخصة الممتلكات، خفض أو إلغاء الدعم عن السلع، وتحرير الأسعار، والتوقف عن تقديم الخدمات التي إعتاد عليها جيل من الشعب. اتجهت الحركات الإسلامية لسد هذا الفراغ وتوفير السلع والخدمات التي لا تقدمها الدولة. تدابير التحرير الإقتصادي كشفت الشعوب لعدد من السلع المستوردة والسلع الفاخرة في الوقت الذي ولدت فيه عائدات النفط وسياسات الخصخصة، نخبة [[نوفوريتش|حديثة النعمة]] تتمتع بنمط حياة أثار إستياء الطبقات الفقيرة والمتوسطة. فالتحرر خلق الأسواق ولكنه عزز إدراك الفساد والهوة الكبيرة في تفاوت المداخيل، وأزال شبكات الأمن الاقتصادية التي اعتمدت عليها الطبقات الفقيرة، فزادت البطالة وشهدت البلدان انفجارات سكانية وتزايدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بصورة مقلقة.<ref name="Lisa Wedeen 2004"/> مع كل هذه المشاكل، أظهرت الجماعات الإسلامية مهارة تنظيمية إستثنائية لتقديم الضروريات التي لم تعد تقدمها الدولة قبل التحرر الاقتصادي. خطابهم لم يحمل الأنظمة الحاكمة مسؤولية هذا الفشل، وألقى باللائمة على [[الولايات المتحدة]] والإستعمار وتبنوا سرديات [[شعبوية]] لتفسير الظواهر الإجتماعية، وهو ما تساهلت معه الأنظمة الحاكمة طالما أن سرديات الجماعات الاسلامية ستصرف إنتباه الشعوب عنها. ففي حالات، كانت الجماعات الإسلامية مفيدة للسلطة وفقاً لويدين.<ref name="Lisa Wedeen 2004"/>
صعود جماعات [[الإسلام السياسي]] تم برعاية سلطات غير موجهة دينياً. بعد وفاة [[جمال عبد الناصر]]، وللخروج من عباءة سلفه وتعبيراً عن عدم رضاه الشخصي عن سياساته الاقتصادية، اتخذ [[أنور السادات]] خطاً مختلفاً لـ"تصحيح الثورة"، فأزال الناصريين والاشتراكيين وتبنى مظاهر إسلامية مقدما نفسه كـ"رئيس مؤمن"، وأعلن عفواً عن معتقلي [[الإخوان المسلمين]] وطلب من المتواجد منهم في [[السعودية]] العودة إلى [[مصر]]، وتم تعديل الدستور لتصبح [[الشريعة الإسلامية]] المصدر الرئيسي للتشريع. هدف الرئيس السادات كان تشكيل ثقل موازن للناصريين.<ref>{{cite book|author=Carrie Rosefsky Wickham|date=2013|title=The Muslim Brotherhood: Evolution of an Islamist Movement |page=31|publisher=Princeton University Press|isbn=9781400846665}}</ref> في [[اليمن]]، أحد جبهات حرب [[الولايات المتحدة]] على [[الإرهاب]]، صعود هذه [[التجمع اليمني للإصلاح|الحركات]] كان برعاية رسمية من قبل سلطة غير متدينة وغير آيديولوجية، وعملية "أسلمة" المجتمع و"إعاده تشكيله" تمت بوتيرة أسرع وأكثر وضوحاً وتغلغل [[التجمع اليمني للإصلاح]] في كافة مؤسسات الدولة والتعليمية منها تحديداً،<ref>{{cite book|author=Janine A. Clark|title=slam, Charity, and Activism: Middle-Class Networks and Social Welfare in Egypt, Jordan, and Yemen|date=2004|page=192|publisher=Indiana University Press|isbn= 9780253110756}}</ref> بصورة تجاوزت إجراءات السادات المظهرية،<ref>{{cite book|author=Annette Ranko|date=2015|title=The Muslim Brotherhood and its Quest for Hegemony in Egypt: State-Discourse and Islamist Counter-Discourse|page=68|publisher=Springer|isbn=9783658084998}}</ref> لنفس الأسباب وهو أن السلطات الحاكمة في [[اليمن]] رأت في تنامي هذه الجماعات مصلحة سياسية. تقول ليزا ويدين، بقمع السلطات للأصوات المعارضة وفشلها في إنتاج مشاريع تنموية فعالة، تغيب الرؤى البديلة للمجتمع والسلطة أمام الناس.<ref name="Lisa Wedeen 2004"/>

إنقسام العالم وفقا لهنتغتون إلى كتل حضارية، لقي إنتقادات من نقاد. يقول [[روبرت رايت (صحفي)|روبرت رايت]] بأن [[كوريا الجنوبية]] و[[كوريا الشمالية]] و[[تايوان]] و[[الصين]] و[[سنغافورة]] و[[فيتنام]] و[[اليابان]] كلها دول متقاربة ثقافياً ولكنها متنافرة جداً، والديمقراطيات الرأسمالية المزدهرة من [[كوريا الجنوبية]] إلى [[تايوان]] تشكل إنتهاكاً صارخاً لمنطق هنتنغتون على حد تعبيره.<ref name="Robert Wright 1996">{{cite web|url=http://www.slate.com/articles/news_and_politics/the_earthling/1996/11/highbrow_tribalism.html|author=Robert Wright|title=Highbrow Tribalism|date=1996|website=Slate|accessdate=Mar 22 2015}}</ref> لا يوجد أي سبب للاعتقاد أو ترجيح تحول [[كوريا الجنوبية]] من دولة [[رأسمالية]] [[ديمقراطية ليبرالية|ديمقراطية]] مزدهرة إلى [[كوريا الشمالية]] لمجرد أنهم في الحقيقة شعب واحد، الاختلافات والتحولات الثقافية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها [[كوريا الجنوبية]]، تجعل التقائها القريب مع [[كوريا الشمالية]] صعباً طالما بقي ذلك النظام في الشمال. مشكلة أخرى تكمن في تعريف [[الولايات المتحدة]] كأمة مسيحية. إحصائياً، الأميركيون يميلون لأن يكونوا أكثر تديناً مقارنة بالأوروبيين مثلاً، ولكن الممارسات الشخصية لا تقترح بأن الدولة قامت على أساس مسيحي. [[إصلاح بروتستانتي|الإصلاح البروتستانتي]] لعب دوراً كبيراً في تأسيس [[الولايات المتحدة]] وكان جزءاً محورياً من القومية الأميركية خلال سنين البلاد الأولى، وكانت هناك نقاشات مجتمعية ونخبوية متعلقة بذكر [[الرب]] في الدستور، كثير من الأميركيين اعتبر عدم ذكر [[الرب]] في الدستور "خطيئة وطنية".<ref name="John Fea 2011 23">{{cite book|author=John Fea|title=Was America Founded as a Christian Nation?: A Historical Introduction|date=2011|page=23|publisher=Westminster John Knox Press|isbn=9781611640885}}</ref> خلال [[الحرب الأهلية الأمريكية]] كان دستور [[كونفدرالية|الكونفدراليين]] أكثر وضوحاً في مسيحيته بينما كان [[فيدرالية|الفيدراليون]]، الذين انتصروا في الحرب، أكثر ليبرالية بمعايير ذلك الزمان.<ref name="John Fea 2011 23"/> ولكن هذا يختلف عن القول بأن الحكومة وجدت على أساس مسيحي، فبنود [[دستور الولايات المتحدة]] وتعديلاته تشدد على فصل الكنيسة عن الدولة، أو كما قال [[توماس جيفرسون]] :"بناء جدار فاصل بين الكنيسة والدولة".<ref>{{cite web|url=http://www.constitution.org/tj/sep_church_state.htm|title=Jefferson's Wall of Separation Letter|website=Constitution.org|accessdate=Mar 23 2015}}</ref> بما أن الدستور وتعديلاته شددا على [[حرية الدين]] وابتعاد الحكومة عن دعمه أو فرضه أو محاربته، ساعد ذلك في نمو الحركة الدينية تطوعياً ودفع الكنائس إلى تعديل رسائلها لجلب الناس.<ref>{{cite book|author=John Fea|title=Was America Founded as a Christian Nation?: A Historical Introduction|date=2011|page=9|publisher=Westminster John Knox Press|isbn=9781611640885}}</ref> [[الثورة الأمريكية]] ولدت عداءً للاهوت السياسي لكل من الكنيسة الكاثوليكية وملوك بريطانيا البروتستانت، فاحتفل مؤسسوا [[الولايات المتحدة]] برؤية لأميركا تمجد إلهاً ديمقراطياً.<ref>{{cite web|url=http://www.cnn.com/2015/07/02/living/america-christian-nation/|author= Mark Edwards|date=2015|title=Was America founded as a Christian nation?|website=CNN|accessdate=Nov 25 2015}}</ref> وغير رسائل [[الآباء المؤسسون للولايات المتحدة]]، هناك الوارد في [[معاهدة طرابلس]] بين [[الولايات المتحدة]] و[[إيالة طرابلس الغرب]] [[الإمبراطورية العثمانية|العثمانية]] والتي وقع عليها الرئيس [[جون آدامز]] ووافق عليها [[مجلس الشيوخ الأمريكي|مجلس الشيوخ]]، حيث جاء في المادة 11 من المعاهدة أن حكومة الولايات المتحدة لم تنشأ على أساس مسيحي.<ref>Lambert, Frank (2003). The Founding Fathers and the Place of Religion in America. Princeton: Princeton University Press. p. 240.</ref>

أُنتقدت الأطروحة كذلك لتدعيمها نظرة الجماعات الجهادية للعالم. [[رضا أصلان]]، كاتب وباحث في الأديان وأستاذ الكتابة الإبداعية في [[جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد]]، يقول في كتابه "كيف تنتصر في حرب كونية"، بأن تعريف الجماعات الإرهابية لل[[جهاد]] يخالف التعريف التقليدي له بمعنى النضال ضد المستبد أو مجاهدة النفس لفعل الخير، فتعريفهم له يهدف إلى تحويل قتال غير المسلمين إلى واجب أخلاقي وجزء من هوية في صراع [[ما وراء الطبيعة|ميتافيزيقي]] متحرر من كل الاعتبارات السياسية.<ref>{{cite book|author=Reza Aslan|date=2009|title=How to Win a Cosmic War|page=xix|publisher=Random House|isbn=9781400066728}}</ref> أطروحة [[صراع الحضارات]] وإنقسام العالم إلى "حضارة غربية مسيحية" و"حضارة إسلامية" هي بالضبط ذات النثريات التي تستخدمها جماعات [[الإسلام السياسي]] وأستخدمها [[أسامة بن لادن]] في معظم خطبه وتصريحاته، فأحد أهدافه كان "توحيد المسلمين ضد الغرب الصليبي".<ref>{{cite book|author=Reza Aslan|date=2009|title=How to Win a Cosmic War|page=8|publisher=Random House|isbn=9781400066728}}</ref>
يعزز هذا التوجه إدلاء قوى من [[الولايات المتحدة]] بتصريحات بأن [[الحرب على الإرهاب]] ليست حربا عادية، وأن وجود [[الولايات المتحدة]] في خطر، وأن هذا العدو المتمثل ب[[تنظيم القاعدة]] ليس مجرد منظمة إجرامية، وفقاً لتعبير أصلان، بل هو النقيض العكسي للولايات المتحدة. صحيح أن القيم والمبادئ التي تحملها الجماعات الإسلامية المتطرفة تناقض القيم التي قامت عليها [[الولايات المتحدة]]، ولكن تصوير الحرب بصراع بين حضارات حيث الهوية على المحك هو ما تريده تلك الجماعات.<ref name="Reza Aslan 2009 9">{{cite book|author=Reza Aslan|date=2009|title=How to Win a Cosmic War|page=9|publisher=Random House|isbn=9781400066728}}</ref> يقول أصلان أن تلك القوى تدرك أن فرص إنتصارها معدومة تماماً ما خضعت لشروط الإنتصارات العسكرية والسياسية المعروفة في هذا العالم، ومن هنا أتى مصطلح "الحرب الكونية"، فهم يقاتلون لأمر مقدر ومحسوم و[[الله]] يقف كطرف فاعل في توجيه هذه المعركة. ولذلك كل الشروط الواقعية للانتصار والهزيمة ليست سارية فيها.<ref name="Reza Aslan 2009 9"/> إنغلاق [[الولايات المتحدة]] على نفسها وتعاملها مع الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين وفق الأسس التي حددها هنتغتون، قد يكون [[نبوءة ذاتية التحقق]].<ref>{{cite web|url=http://www.haaretz.com/opinion/don-t-let-extremists-determine-we-are-in-a-8216-clash-of-civilizations-1.466357|author=Khaled Diab|date=2012|title=Don’t Let Extremists Determine We Are in a ‘clash of Civilizations’|website=Haartez|accessdate=November 26 2015}}</ref> [[حزب التحرير]] الإسلامي قدم ورقة كاملة يجادل فيها بحتمية "صراع الحضارات" بين المسلمين من جهة، والمسيحيين والرأسماليين و"حضارتهم" من جهة أخرى.<ref>{{cite web|url=http://www.khilafah.com/images//images/PDF/Books/clashcivi.pdf|date=2002|title=The Inevitability of the Clash of Civilisations|website=Khilafah Publications|accessdate=November 26 2015}}</ref>


== انظر أيضاً ==
== انظر أيضاً ==

نسخة 23:39، 17 ديسمبر 2015

صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي
The Clash of Civilizations and the Remaking of World Order

معلومات الكتاب
المؤلف صموئيل ب. هنتنغتون
اللغة الإنجليزية  تعديل قيمة خاصية (P407) في ويكي بيانات
الناشر سايمون وشوستر
تاريخ النشر 1996
النوع الأدبي رسم،  وسياسات دولية  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P136) في ويكي بيانات
الموضوع علوم اجتماعية  تعديل قيمة خاصية (P921) في ويكي بيانات
عدد الصفحات 554 ،  و318 ،  و286   تعديل قيمة خاصية (P1104) في ويكي بيانات
المواقع
ردمك 0-684-84441-9

صدام الحضارات أو صراع الحضارات (بالإنكليزية The Clash of Civilizations) أو بعنوان "صدام الحضارات وإعادة تشكيل النظام العالمي"، هو مؤلف لكاتبه صامويل هنتنجتون بنظرية صراع الحضارات، التي تقول بصراعات مابعد الحرب الباردة لن تكون بين الدول القومية وإختلافاتها السياسية والإقتصادية، بل ستكون الاختلافات الثقافية المحرك الرئيسي للنزاعات بين البشر في السنين القادمة.[1]

بدايات الفكرة

الصراع بين الدول والجماعات دائماً ما تولد نتيجة للرغبة في السيطرة على شيء ما كالناس، الأرض، الثروة، القوة، النسبية، أو هي القدرة على فرض الرأي والثقافة الخاصة بدولة أو شخص ما على جماعة أو دولة أخرى باللين أو القوة.

فكرة الصراع الإنساني قديمة في حد ذاتها لكن أشهر من تحدثوا عن صدام الحضارات (أو ما يعرف أحيانا باسم صراع الحضارات) هو الدكتور وعالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة في أوائل التسعينيات. وهو أول المنظرين لهذه النظرية.

وقد ذكر صامويل هنتنجتون بِأمانة علمية، ضمن مؤلفه صدام الحضارات، بمرجعية وأسبقية المهدي المنجرة في طرح مفهوم صراع الحضارات. وأن اللبنات الأساسية لبناء الأطروحة تعود للمفكر المهدي المنجرة.

لكن المنجرة، على خلاف صامويل هنتنجتون، يرى أن الغرض من طرحه لهذه النظرية هو موقف وقائي، بنائي لا أصولي، وذلك من أجل ترسيخ قيم العدالة الإنسانية، وتفادي الكوارث اللاإنسانية التي قد تنتج عن هذا الصدام في حق البشرية، ونبذ الكراهية والتحريض، وضمان سيرورة تاريخية للقيم المثلى، وتركيز المفكر على مبدأ التعايش والإحترام المتبادل، والإستقلال الفكري ألف لها كتابا خاصا عنونه بقيمة القيم،[2] لعلاقة إنسانية تتحكم في ثنائية "الشمال جنوب"، معتبرا أن التخلف الذي يعانيه العالم الثالث ثقافي قبل أن يكون اقتصاديا واجتماعيا، وأن التنمية الحقيقية مفتاحها ثقافي بالأساس، وأنه لا توجد ثقافة بدون منظومة قيم وقيمة القيم

نظر المهدي الى نظرية الصدام على أن الضعفاء من الشيوخ والأطفال والنساء من سيؤدي الثمن باهضا. فلا بد للإنسيين من البناء الى حوار حضاري حقيقي بين شمال العالم وجنوبه.[3][4]

ثم جاء الباحثان صامويل هنتنجتون والثاني وهو فرانسيس فوكوياما ياباني الأصل وأمريكي الجنسية، ليصقلوا النظرية ويخرجوها حيز الإهتمام الأكاديمي والشهرة.

النقد

هناك العديد من المشاكل في هذه الأطروحة وعقب هجمات 11 سبتمبر، بدا هنتغتون كما لو كان نبيا.[5] يوجد ما يستحق التقدير في أطروحة هنتغتون ولكن فيها الكثير من المشاكل في الوقت ذاته.[5] تمحورت الانتقادات حول تعامل هنتجتون مع الظواهر السياسية كمسلمات جوهرية في ثقافات الشعوب، تجاهل الحركات البشرية المؤثرة على عملية تبلور الهويات، واتهمت الأطروحة بالبساطة والسطحية.[6] نظريته هذه تلقى رواجاً في أوساط حركات الإسلام السياسي،[7] فهولاء بدورهم لا يعترفون بالدولة القومية ويؤمنون بأن جميع المسلمين حول العالم يشكلون مجتمعاً سياسياً تحكمه الشريعة الإسلامية.[8] يقول إدوارد سعيد بأن هنتغتون إعتمد بشكل كبير على برنارد لويس، وقام بتجسيد كيانات ضخمة وواسعة تسمى "الغرب" و"الإسلام " بتهور.[9] تجاهل هنتغتون التاريخ الطويل التي مرت به أوروبا، ويريد أن يجعل من الحضارات والهويات كيانات مغلقة تم تطهيرها من التيارات الكثيرة التي حركت وتحرك التاريخ البشري.[9] أن يكون المرء مسلماً قد يعني أشياء كثيرة، قد يكون تمثيلاً لمجموعة من القيم والممارسات، قد يكون إرتباطا ثقافياً، تصنيف لدولة أو غير ذلك. فهناك مسلمون يرون ضرورة فصل الدين عن الدولة، وأولئك الذين يعتقدون بوجوب أن تكون الشريعة مصدر التشريع، وأولئك الذين ينظرون إليها على أنها أحد مصادر التشريع، وهناك من يراها غير مرتبطة ولا ينبغي أن تكون ذي صلة في القانون المعاصر.[10]

قدم هنتغتون الإسلام باعتباره كياناً جيوسياسياً موحداً، ولكن مفاهيم "حاكمية الله" و"سيادة الإسلام" ترجع إلى جماعة الإخوان المسلمين وروادها الأوائل حسن البنا وسيد قطب الذي أعاد تعريف الجهاد بأنه "ثورة إسلامية عالمية". تعود جذور الإخوان المسلمين إلى حركة حديثة نسبياً في تاريخ الإسلام تُعرف بالسلفية، وكانت حركة مختلفة عن طبيعتها الحالية، وصفت بالتقدمية الداعية لمراجعة التراث وانتقاد ما اعتبره محمد عبده وجمال الدين الأفغاني جموداً فكرياً في الأزهر.[11] بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، رأى الإخوان أن المجتمع المصري وعموم المسلمين حول العالم خسروا الإحساس بالـ"أمة" وفقد الإسلام مكانته على الصعيد السياسي والإجتماعي. فكان لزاماً عليهم إعادة تشكيل المجتمع من جديد الذي وبرغم أغلبيته المسلمة لم يُعرف عن نفسه وفق سرديات الجماعات الإسلامية تلقائياً. بدلالة كثرة التيارات الفكرية التي قدمت فرضياتها المختلفة عن هوية وثقافة مصر في النصف الأول من القرن العشرين، مثل الليبراليين الدستوريين كطه حسين الذي يعد أبرز القوميين المصريين وعلي عبد الرازق الذي انتقد منصب الخليفة في كتابه الإسلام وأصول الحكم،[12] وحزب الوفد الذي لعب دور رئيسياَ في كتابة دستور 1923 وحول مملكة مصر إلى ملكية دستورية. بالإضافة إلى القوميين العرب الذين اقتبسوا الكثير من حركات أقصى اليمين الأوروبية.[13] قمع جمال عبد الناصر للإخوان المسلمين حولهم من حركة إجتماعية إلى ثورية، ووجدوا في السعودية ملجئاً لهم حيث اكتشفوا نسخة أكثر "محافظة" من الإسلام تسمى بالوهابية.[14] تبنى الملك فيصل العالمية الإسلامية لمقاومة القومية العربية.[15] وبعد الثورة الإيرانية عام 1979، بدأت السعودية بنشر الوهابية كجزء من سياستها الخارجية لممارسة النفوذ ومواجهة أي خطر سياسي محتمل.[16][17]

أوليفييه روي، عالم سياسة فرنسي، وصف أطروحة هنتغتون بالتبسيطية رافضاً وجود تكتل جيوإستراتيجي إسلامي، مستدلاً بحقيقة أن معظم نزاعات الشرق الأوسط بين مسلمين.[18] يشير روي إلى الفروقات بين الجماعات الإسلامية التي لا تحمل مشروعاً ويبشرون بيوتوبيا إسلامية موعودة مثل تنظيم القاعدة، وبين الحركات التي يصفها بالـ"إسلاموية" كحزب الله اللبناني وحركة حماس التي تحمل مشاريعاً محدودة إقليمياً وقومياً.[18] ويقول لا توجد "جيو-إستراتيجية في الإسلام" مشيراً إلى أن أغلب الدول ذات الأغلبية المسلمة تعتبر نفسها حليفاً للغرب.[18] نعوم تشومسكي قدم جدالاً مشابهاً قائلاً أن هنتغتون تجاهل مصدر هذه الآيديولوجيا، لا يوجد "صراع حضارات" عندما يكون المتسبب في تحويل مروجي "العالمية الإسلامية" من جماعات هامشية إلى حركات مؤثرة في الدول ذات الأغلبية المسلمة،[19] هو أحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.[20] يضيف أنه وطالما أنهم يضمنون تدفق النفط لـ"مستحقيه"، بامكان السعودية أن تكون ما تريد، فواشنطن لا توجد لديها مشكلة مع التطرف والأصولية وفقا لتشومسكي.[20] افتقار المملكة السعودية لأي سلاح آيديولوجي يتجاوز تسخير عائدات النفط لنشر الوهابية، أحدث إشكالاً في واشنطن منذ النصف الثاني من التسعينات.[21] ولكنه يشير إلى دور السعودية، حليف للولايات المتحدة، في تمويل صعود الوهابية في الدول ذات الأغلبية المسلمة.[22][23]

في يوليو 2013، أعلن برلمان الإتحاد الأوروبي أن الوهابية هي المصدر الرئيسي لما أسموه بالـ"إرهاب العالمي".[24] إحدى وثائق ويكيليكس تظهر هيلاري كلينتون وهي تقول أن السعودية تشكل مصدراً حيوياً لتمويل الإرهابيين.[25] جوناثن شاو، مساعد رئيس أركان الدفاع البريطاني السابق، قال بأن السعودية وقطر أشعلا قنبلة موقوتة بتمويلهما للإسلام الراديكالي الملهم للجماعات الإسلامية الإرهابية.[26] وفقاً لدراسة نفذتها الإدارة العامة للسياسات الخارجية في الإتحاد الأوروبي، السعودية وقطر مصدر رئيسي لتمويل المنظمات المتمردة والإرهابية منذ 1979، وشملت الدراسة دور الوهابية في تمويل وتسليح الجماعات المتمردة في جنوب وجنوب شرق آسيا، سورية، شمال أفريقيا، ومنطقة الساحل بأفريقيا.[27] وثائق ويكيليكس تظهر إنزعاجاً في إثيوبيا من الوهابية، حيث تقول احدى الوثائق بأن هدف الدعاة الوهابية الممولين سعودياً ليس اعتناق الأغلبية المسيحية للإسلام، بل تغيير ثقافة وقيم المجتمع المسلم في ذلك البلد.[28] زيغمار غابرييل، وزير الاقتصاد والطاقة الألماني، قال في ديسمبر 2015 بأن العديد من المتطرفين الإسلاميين في ألمانيا خرجوا من المساجد والمدارس الممولة من السعودية، مضيفاً بأن الوهابية هي "الأيديولوجيا الكاملة" لتنظيم الدولة الإسلامية وهو "أمر لا نحتاجه ولا نريده هنا في ألمانيا".[29]

علماء سياسة يجادلون بأن هذه الآيديولوجيا وبرغم إنتشارها، لا تشكل بديلاً حقيقياً وموضوعياً للديمقراطية الليبرالية أمام الشعوب ولا يمكن وصف تناميها بصراع بين حضارات. يرفض فرانسيس فوكوياما الجدل القائل بأن رفض الحداثة متأصل في المعتقد الإسلامي نفسه ويقول بأن الإسلام مثل المسيحية والهندوسية والكونفوشيوسية وكل التقاليد الدينية أو الثقافية في العالم، هو نظام إستثنائي معقد تطور بطرق متعددة عبر الزمن. ويشير إلى الميول الليبرالية خلال القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في كل من تركيا ومصر وإيران.[30] يقول بأن الراديكاليين الإسلاميين يختلفون عن بقية العالم بأن معظم دول أميركا اللاتينية والعالم الثالث يودون محاكاة ما عُرف سابقا بالعالم الحر، بينما يعتقد الإسلاميون أن المجتمعات الغربية فاسدة.[31] وهي نظرة نابعة من تصوراتهم حول العلمانية ويعتبرون مظاهر التحرر دلائل على إنحلال وتدهور الغرب.[32] قارن فرانسيس أسباب صعود ما وصفه بالراديكالية الإسلامية بالفاشية الأوروبية، ويقول بأن كثير من المجتمعات المسلمة كانت قروية أو قبلية إلى فترة قريبة وتحضرهم كشفهم أمام نسخة من الإسلام تدعوهم إلى دين أكثر نقاءً. هذه النسخة التي يصفها فوكوياما بالراديكالية قدمت شرحاً خاصاً بها لأسباب فقدان القيم المتوارثة والارتباك الثقافي الذي يتولد عادة مع عملية التحديث في كل المجتمعات.[33] وصف فوكوياما الوهابية بـ"إسلامو فاشية"، وقال بأن السعودية أنفقت مئات الملايين لنشر هذه العقيدة ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل حتى داخل الولايات المتحدة.[34] ولكن هذا لا يقترح وجود "صراع بين حضارات" ويقول بأن العالم في نهاية التاريخ بسبب وجود نظام واحد سيستمر بالهيمنة على السياسة الدولية وهو الديمقراطية الليبرالية. الصراع ليس بين ثقافات متساوية بين بعضها البعض بل سلسلة اجرائات آخر نفس لمجتمعات تعتبر وجودها التقليدي مهدد بسبب التحديث، وفقاً لفوكوياما.[35] عدد المسلمين الذين يهاجرون إلى الغرب، ويصوتون في إنتخابات أعلى من المتطرفين.[35] والولايات المتحدة لا تخسر حرب الأفكار أمام هذه الجماعات بدلالة ملايين الفارين من تنظيم الدولة الإسلامية مقارنة ببضعة آلاف منضمين إليها.[36] يقول روبرت رايت، صحفي أميركي، بأن هنتغتون يزعم الدفاع عن سلامة جميع الثقافات، ولكنها مجرد طريقة أخرى للقول أن الديمقراطية الليبرالية لا تناسب بعض الشعوب بالشكل الطبيعي الذي ناسب الغرب.[37] الديمقراطية الليبرالية حتى إن لم تغلب على جميع دول العالم، فقد وصلت مرحلة إعتبارها نظام الحكم الأمثل في الرأي العام العالمي. ولهذا السبب تتلاعب الأنظمة السلطوية بالإعلام والإنتخابات بتبنيها مظاهر ديمقراطية مزيفة وفقا لفرانسيس فوكوياما.[38]

ليزا ويدين، بروفسور العلوم السياسية بجامعة شيكاغو، تقول بأن معاملة الثقافة في العلوم السياسية تقلل من شأن الطرق الغير متجانسة للناس خلال تجربة نظام إجتماعي ما من داخل وبين المجموعات المختلفة، وتتم المبالغة في القواسم المشتركة، والثبات، وديمومة المعتقدات والقيم. ونتيجة لذلك، مروجوا الجوهرية الثقافية يميلون للمجادلة بطبيعية ظهور المجموعات المتصارعة خلال تحليل النتائج السياسية للعنف العرقي أو الديني، بدلا عن استكشاف الظروف والتجارب التي جعلتهم يظهرون بمظهرهم ذلك.[39] ظواهر إقتصادية وفشل القوميين العرب في تنفيذ وعودهم، كانت بدورها عوامل ساهمت في صعود تيارات الإسلام السياسي وفقاً لويدين.[39] في السبعينيات، بدأت مصر ودول أخرى بالانسحاب إقتصادياً ونفذت إجراءات مثل خصخصة الممتلكات، خفض أو إلغاء الدعم عن السلع، وتحرير الأسعار، والتوقف عن تقديم الخدمات التي إعتاد عليها جيل من الشعب. اتجهت الحركات الإسلامية لسد هذا الفراغ وتوفير السلع والخدمات التي لا تقدمها الدولة. تدابير التحرير الإقتصادي كشفت الشعوب لعدد من السلع المستوردة والسلع الفاخرة في الوقت الذي ولدت فيه عائدات النفط وسياسات الخصخصة، نخبة حديثة النعمة تتمتع بنمط حياة أثار إستياء الطبقات الفقيرة والمتوسطة. فالتحرر خلق الأسواق ولكنه عزز إدراك الفساد والهوة الكبيرة في تفاوت المداخيل، وأزال شبكات الأمن الاقتصادية التي اعتمدت عليها الطبقات الفقيرة، فزادت البطالة وشهدت البلدان انفجارات سكانية وتزايدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء بصورة مقلقة.[39] مع كل هذه المشاكل، أظهرت الجماعات الإسلامية مهارة تنظيمية إستثنائية لتقديم الضروريات التي لم تعد تقدمها الدولة قبل التحرر الاقتصادي. خطابهم لم يحمل الأنظمة الحاكمة مسؤولية هذا الفشل، وألقى باللائمة على الولايات المتحدة والإستعمار وتبنوا سرديات شعبوية لتفسير الظواهر الإجتماعية، وهو ما تساهلت معه الأنظمة الحاكمة طالما أن سرديات الجماعات الاسلامية ستصرف إنتباه الشعوب عنها. ففي حالات، كانت الجماعات الإسلامية مفيدة للسلطة وفقاً لويدين.[39] صعود جماعات الإسلام السياسي تم برعاية سلطات غير موجهة دينياً. بعد وفاة جمال عبد الناصر، وللخروج من عباءة سلفه وتعبيراً عن عدم رضاه الشخصي عن سياساته الاقتصادية، اتخذ أنور السادات خطاً مختلفاً لـ"تصحيح الثورة"، فأزال الناصريين والاشتراكيين وتبنى مظاهر إسلامية مقدما نفسه كـ"رئيس مؤمن"، وأعلن عفواً عن معتقلي الإخوان المسلمين وطلب من المتواجد منهم في السعودية العودة إلى مصر، وتم تعديل الدستور لتصبح الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع. هدف الرئيس السادات كان تشكيل ثقل موازن للناصريين.[40] في اليمن، أحد جبهات حرب الولايات المتحدة على الإرهاب، صعود هذه الحركات كان برعاية رسمية من قبل سلطة غير متدينة وغير آيديولوجية، وعملية "أسلمة" المجتمع و"إعاده تشكيله" تمت بوتيرة أسرع وأكثر وضوحاً وتغلغل التجمع اليمني للإصلاح في كافة مؤسسات الدولة والتعليمية منها تحديداً،[41] بصورة تجاوزت إجراءات السادات المظهرية،[42] لنفس الأسباب وهو أن السلطات الحاكمة في اليمن رأت في تنامي هذه الجماعات مصلحة سياسية. تقول ليزا ويدين، بقمع السلطات للأصوات المعارضة وفشلها في إنتاج مشاريع تنموية فعالة، تغيب الرؤى البديلة للمجتمع والسلطة أمام الناس.[39]

إنقسام العالم وفقا لهنتغتون إلى كتل حضارية، لقي إنتقادات من نقاد. يقول روبرت رايت بأن كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية وتايوان والصين وسنغافورة وفيتنام واليابان كلها دول متقاربة ثقافياً ولكنها متنافرة جداً، والديمقراطيات الرأسمالية المزدهرة من كوريا الجنوبية إلى تايوان تشكل إنتهاكاً صارخاً لمنطق هنتنغتون على حد تعبيره.[37] لا يوجد أي سبب للاعتقاد أو ترجيح تحول كوريا الجنوبية من دولة رأسمالية ديمقراطية مزدهرة إلى كوريا الشمالية لمجرد أنهم في الحقيقة شعب واحد، الاختلافات والتحولات الثقافية والسياسية والاقتصادية التي مرت بها كوريا الجنوبية، تجعل التقائها القريب مع كوريا الشمالية صعباً طالما بقي ذلك النظام في الشمال. مشكلة أخرى تكمن في تعريف الولايات المتحدة كأمة مسيحية. إحصائياً، الأميركيون يميلون لأن يكونوا أكثر تديناً مقارنة بالأوروبيين مثلاً، ولكن الممارسات الشخصية لا تقترح بأن الدولة قامت على أساس مسيحي. الإصلاح البروتستانتي لعب دوراً كبيراً في تأسيس الولايات المتحدة وكان جزءاً محورياً من القومية الأميركية خلال سنين البلاد الأولى، وكانت هناك نقاشات مجتمعية ونخبوية متعلقة بذكر الرب في الدستور، كثير من الأميركيين اعتبر عدم ذكر الرب في الدستور "خطيئة وطنية".[43] خلال الحرب الأهلية الأمريكية كان دستور الكونفدراليين أكثر وضوحاً في مسيحيته بينما كان الفيدراليون، الذين انتصروا في الحرب، أكثر ليبرالية بمعايير ذلك الزمان.[43] ولكن هذا يختلف عن القول بأن الحكومة وجدت على أساس مسيحي، فبنود دستور الولايات المتحدة وتعديلاته تشدد على فصل الكنيسة عن الدولة، أو كما قال توماس جيفرسون :"بناء جدار فاصل بين الكنيسة والدولة".[44] بما أن الدستور وتعديلاته شددا على حرية الدين وابتعاد الحكومة عن دعمه أو فرضه أو محاربته، ساعد ذلك في نمو الحركة الدينية تطوعياً ودفع الكنائس إلى تعديل رسائلها لجلب الناس.[45] الثورة الأمريكية ولدت عداءً للاهوت السياسي لكل من الكنيسة الكاثوليكية وملوك بريطانيا البروتستانت، فاحتفل مؤسسوا الولايات المتحدة برؤية لأميركا تمجد إلهاً ديمقراطياً.[46] وغير رسائل الآباء المؤسسون للولايات المتحدة، هناك الوارد في معاهدة طرابلس بين الولايات المتحدة وإيالة طرابلس الغرب العثمانية والتي وقع عليها الرئيس جون آدامز ووافق عليها مجلس الشيوخ، حيث جاء في المادة 11 من المعاهدة أن حكومة الولايات المتحدة لم تنشأ على أساس مسيحي.[47]

أُنتقدت الأطروحة كذلك لتدعيمها نظرة الجماعات الجهادية للعالم. رضا أصلان، كاتب وباحث في الأديان وأستاذ الكتابة الإبداعية في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد، يقول في كتابه "كيف تنتصر في حرب كونية"، بأن تعريف الجماعات الإرهابية للجهاد يخالف التعريف التقليدي له بمعنى النضال ضد المستبد أو مجاهدة النفس لفعل الخير، فتعريفهم له يهدف إلى تحويل قتال غير المسلمين إلى واجب أخلاقي وجزء من هوية في صراع ميتافيزيقي متحرر من كل الاعتبارات السياسية.[48] أطروحة صراع الحضارات وإنقسام العالم إلى "حضارة غربية مسيحية" و"حضارة إسلامية" هي بالضبط ذات النثريات التي تستخدمها جماعات الإسلام السياسي وأستخدمها أسامة بن لادن في معظم خطبه وتصريحاته، فأحد أهدافه كان "توحيد المسلمين ضد الغرب الصليبي".[49] يعزز هذا التوجه إدلاء قوى من الولايات المتحدة بتصريحات بأن الحرب على الإرهاب ليست حربا عادية، وأن وجود الولايات المتحدة في خطر، وأن هذا العدو المتمثل بتنظيم القاعدة ليس مجرد منظمة إجرامية، وفقاً لتعبير أصلان، بل هو النقيض العكسي للولايات المتحدة. صحيح أن القيم والمبادئ التي تحملها الجماعات الإسلامية المتطرفة تناقض القيم التي قامت عليها الولايات المتحدة، ولكن تصوير الحرب بصراع بين حضارات حيث الهوية على المحك هو ما تريده تلك الجماعات.[50] يقول أصلان أن تلك القوى تدرك أن فرص إنتصارها معدومة تماماً ما خضعت لشروط الإنتصارات العسكرية والسياسية المعروفة في هذا العالم، ومن هنا أتى مصطلح "الحرب الكونية"، فهم يقاتلون لأمر مقدر ومحسوم والله يقف كطرف فاعل في توجيه هذه المعركة. ولذلك كل الشروط الواقعية للانتصار والهزيمة ليست سارية فيها.[50] إنغلاق الولايات المتحدة على نفسها وتعاملها مع الأوروبيين والآسيويين والشرق أوسطيين وفق الأسس التي حددها هنتغتون، قد يكون نبوءة ذاتية التحقق.[51] حزب التحرير الإسلامي قدم ورقة كاملة يجادل فيها بحتمية "صراع الحضارات" بين المسلمين من جهة، والمسيحيين والرأسماليين و"حضارتهم" من جهة أخرى.[52]

انظر أيضاً

مصادر ومراجع

  1. ^ Samuel P. Huntington (1993). "Clash of Civilization" (PDF). Foreign Affairs. اطلع عليه بتاريخ Mar 17 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  2. ^ قسم: كتاب قرأته كتاب ألفته:(موقع الجزيرة نت) مقالة محمد ظريف:"قيمة القيم للمهدي المنجرة"
  3. ^ المهدي المنجرة في سيرة مفكر استثنائي
  4. ^ المهدي المنجرة: رحيل عالم المستقبليات
  5. ^ ا ب Donald A. Kruse (1993). "The Clash of Civilizations: Samuel Huntington a Prophet?". The Center For Public Justice. اطلع عليه بتاريخ Mar 17 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  6. ^ لؤي المدهون (2010). "عرض لكتاب الباحث الفرنسي أوليفر روي "الحرب الخاطئة"". Qantara. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  7. ^ Robert Wright (2015). "The Clash of Civilizations That Isn't". The New Yorker. اطلع عليه بتاريخ Mar 18 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  8. ^ Olivier Roy (2006). Globalized Islam: The Search for a New Ummah. Columbia University Press. ص. 1. ISBN:9780231134996.
  9. ^ ا ب Edward W. Said (2001). "The Clash of Ignorance". The Nation. اطلع عليه بتاريخ Mar 22 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  10. ^ Lisa Wedeen (2004). "Beyond the Crusades: Why Samuel Huntington (and Bin Ladin) are Wrong". Contemporary Conflict. اطلع عليه بتاريخ Mar 19 2015. Despite the success of Islamicists in providing the adversarial idioms and resonant political critiques, the struggle among nominally Muslim citizens and Islamicist adherents is as pronounced as the solidarities an Islamicist adversarial politics has fostered. Being "Muslim" might signify a set of religious beliefs, an ascriptive attachment, a "cultural" identification, a state classification, a set of recognizable activities, or none of the above. There are those who see a separation of mosque and state as fundamental, and those who advocate their conjuncture. There are those who think the shari`a should be the source of legislation, those who view it as a source, and those who wish it were irrelevant to contemporary law {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  11. ^ Reza Aslan (2009). How to Win a Cosmic War. Random House. ص. 27. ISBN:9781400066728.
  12. ^ Mariz Tadros (2012). The Muslim Brotherhood in Contemporary Egypt: Democracy Redefined or Confined?. Routledge. ص. 48. ISBN:9781136296222.
  13. ^ Safdar Ahmed (2013). Reform and Modernity in Islam: The Philosophical, Cultural and Political Discourses Among Muslim Reformers. I.B.Tauris. ص. 2015. ISBN:9780857722287.
  14. ^ Reza Aslan (2009). How to Win a Cosmic War. Random House. ص. 26. ISBN:9781400066728.
  15. ^ Thomas Hegghammer (2010). Jihad in Saudi Arabia: Violence and Pan-Islamism since 1979. Cambridge University Press. ص. 17. ISBN:9781139486392.
  16. ^ Tahir Abbas (2011). Islamic Radicalism and Multicultural Politics: The British Experience. Taylor & Francis. ص. 24. ISBN:9781136959608.
  17. ^ David Commins (2009). The Wahhabi Mission and Saudi Arabia. I.B.Tauris. ص. 109. ISBN:9780857731357.
  18. ^ ا ب ج لؤي المدهون (2010). "رفض للقراءات التبسيطية وتفنيد لفرضية صراع الحضارات". Qantara. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  19. ^ David Commins (2009). The Wahhabi Mission and Saudi Arabia. I.B.Tauris. ص. 174. ISBN:9780857731357.
  20. ^ ا ب Noam Chomsky, Jean Drèze (2014). Democracy and Power: The Delhi Lectures. Open Book Publishers. ص. 91. ISBN:9781783740925.
  21. ^ William J. Crotty (2005). Democratic Development & Political Terrorism: The Global Perspective. UPNE. ص. 149. ISBN:9781555536251.
  22. ^ Fareed Zakaria (2013). "The Saudis Are Mad? Tough!". Time. اطلع عليه بتاريخ Mar 22 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  23. ^ Nassim Nicholas Taleb (2015). "The Saudi Wahhabis are the real foe". Politico. اطلع عليه بتاريخ November 26 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  24. ^ Karen Armstrong (2014). "Wahhabism to ISIS: how Saudi Arabia exported the main source of global terrorism". Newstatesman. اطلع عليه بتاريخ Nov 22 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  25. ^ "US embassy cables: Hillary Clinton says Saudi Arabia 'a critical source of terrorist funding'". The Guardian. 2009. اطلع عليه بتاريخ No 21 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  26. ^ TNI Staff (2015). "The Islamic State Problem is a Syria Problem". The National Interest. اطلع عليه بتاريخ 2015-11-25.
  27. ^ "The Involvement Of Salafism/wahhabism In The Support And Supply Of Arms To Rebel Groups Around The World" (PDF). Directorate-general For External Policies Of The Union. 2013. اطلع عليه بتاريخ Nov 21 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  28. ^ "Wahabism In Ethiopia Aa "Cultural Imperialism"". Wikileaks. 2009. اطلع عليه بتاريخ December 6 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  29. ^ "Saudi must stop financing fundamentalist mosques abroad: Merkel's deputy". The Express Tribune. 2015. اطلع عليه بتاريخ December 6 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  30. ^ Francis Fukuyama (2002). "Has History Started Again?" (PDF). Center for Independant Studies. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  31. ^ Francis Fukuyama (2002). "Has History Started Again?" (PDF). Center for Independant Studies. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  32. ^ Francis Fukuyama (2002). "Has History Started Again?" (PDF). Center for Independant Studies. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  33. ^ Francis Fukuyama (2002). "Has History Started Again?" (PDF). Center for Independant Studies. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  34. ^ Francis Fukuyama (2002). "Has History Started Again?" (PDF). Center for Independant Studies. اطلع عليه بتاريخ November 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  35. ^ ا ب Francis Fukuyama (2011). "The West Has Won". The Guardian. اطلع عليه بتاريخ May 16 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  36. ^ J.M. BERGER (2015). "ISIS Is Not Winning the War of Ideas". The Atlantic. اطلع عليه بتاريخ December 6 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  37. ^ ا ب Robert Wright (1996). "Highbrow Tribalism". Slate. اطلع عليه بتاريخ Mar 22 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  38. ^ Francis Fukuyama (2011). The Origins of political order : from prehuman times to the French revolution. Farrar, Straus and Giroux. ص. 26. ISBN:0374533229.
  39. ^ ا ب ج د ه Lisa Wedeen (2004). "Beyond the Crusades: Why Samuel Huntington (and Bin Ladin) are Wrong". Contemporary Conflict. اطلع عليه بتاريخ Mar 19 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  40. ^ Carrie Rosefsky Wickham (2013). The Muslim Brotherhood: Evolution of an Islamist Movement. Princeton University Press. ص. 31. ISBN:9781400846665.
  41. ^ Janine A. Clark (2004). slam, Charity, and Activism: Middle-Class Networks and Social Welfare in Egypt, Jordan, and Yemen. Indiana University Press. ص. 192. ISBN:9780253110756.
  42. ^ Annette Ranko (2015). The Muslim Brotherhood and its Quest for Hegemony in Egypt: State-Discourse and Islamist Counter-Discourse. Springer. ص. 68. ISBN:9783658084998.
  43. ^ ا ب John Fea (2011). Was America Founded as a Christian Nation?: A Historical Introduction. Westminster John Knox Press. ص. 23. ISBN:9781611640885.
  44. ^ "Jefferson's Wall of Separation Letter". Constitution.org. اطلع عليه بتاريخ Mar 23 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  45. ^ John Fea (2011). Was America Founded as a Christian Nation?: A Historical Introduction. Westminster John Knox Press. ص. 9. ISBN:9781611640885.
  46. ^ Mark Edwards (2015). "Was America founded as a Christian nation?". CNN. اطلع عليه بتاريخ Nov 25 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  47. ^ Lambert, Frank (2003). The Founding Fathers and the Place of Religion in America. Princeton: Princeton University Press. p. 240.
  48. ^ Reza Aslan (2009). How to Win a Cosmic War. Random House. ص. xix. ISBN:9781400066728.
  49. ^ Reza Aslan (2009). How to Win a Cosmic War. Random House. ص. 8. ISBN:9781400066728.
  50. ^ ا ب Reza Aslan (2009). How to Win a Cosmic War. Random House. ص. 9. ISBN:9781400066728.
  51. ^ Khaled Diab (2012). "Don't Let Extremists Determine We Are in a 'clash of Civilizations'". Haartez. اطلع عليه بتاريخ November 26 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)
  52. ^ "The Inevitability of the Clash of Civilisations" (PDF). Khilafah Publications. 2002. اطلع عليه بتاريخ November 26 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |accessdate= (مساعدة)

وصلات خارجية