غسل (إسلام)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من الجنابة)

الغُسل في الإسلام يعني تعميم البدن بالماء الطاهر، وهو مشروع واجب أو مُستحب أو مباح. قال الله تعالى في القرآن في سورة المائدة: ﴿وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وسورة البقرة: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ۝٢٢٢ [البقرة:222].

الغسل في القرآن والسنة النبوية[عدل]

في القرآن الكريم[عدل]

  • {وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ}المائدة6
  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ}النساء43

في السنة[عدل]

روي عن عائشة  في الجامع الصحيح:

غسل (إسلام) أن النبي: كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فغسل يديه، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء، فيخلل بها أصول شعره، ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه، ثم يفيض الماء على جلده كله.[1] غسل (إسلام)

روي عن أبي هريرة  في سنن أبي داود:

غسل (إسلام) أقيمت الصلاة وصف الناس صفوفهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قام في مقامه ذكر أنه لم يغتسل فقال للناس مكانكم ثم رجع إلى بيته فخرج علينا ينطف رأسه وقد اغتسل ونحن صفوف.[2] غسل (إسلام)

موجبات الغسل[عدل]

يجب الاغتسال للأسباب التالية:

  1. خروج المني في النوم أو اليقظة من ذكر أو أنثى.
  2. التقاء الختانين، أي تغيب حشفة القضيب في الفرج وإن لم يحدث إنزال للمني.
  3. انقطاع الحيض والنفاس لقول الله تعالى في القرآن: ﴿وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّه.
  4. الموت وهو مفارقة الروح الجسد، أي غسل الميت.
  5. الدخول في الإسلام.
  6. غُسل من يغسل أو يمس الميت (عند الشيعة)[3]

الأغسال المسنونة[عدل]

الغُسل المُستحب لا يُغني عن الوضوء.[4]

وهذه الأغسال المسنونة هي 17 غسلًا. أوردها أبو شجاع في متنه في الفقه الشافعي:[5]

  • الاغتسال يوم الجمعة وهو سنة مؤكدة لقول الرسول: «الغسل يوم الجمعة واجب على كل مُحتلم».[6]
  • الاغتسال يوم العيد، ووقته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس على الأظهر، والأفضل أن يؤتى به قبل صلاة العيد.

وقال ابن قدامة في «المغني»: «وَوَقْتُ الْغُسْلِ (يعني للعيد) بَعْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فِي ظَاهِرِ كَلامِ الْخِرَقِيِّ، قَالَ الْقَاضِي، وَالآمِدِيُّ: إنْ اغْتَسَلَ قَبْلَ الْفَجْرِ لَمْ يُصِبْ سُنَّةَ الاغْتِسَالِ»[7]

  • غسل الاستسقاء: حيث يسن قبل صلاة الاستسقاء.
  • غسل الخسوف، وكذلك غسل الكسوف. ويكون قبل صلاة الكسوف.
  • الاغتسال عند الإحرام للحج أو العمرة. ذلك «أن النبي صلى الله عليه وسلم تَجَرَّدَ لإِهلالِهِ وَاغتَسَلَ».[8]
  • الاغتسال بعد تغسيل الميت: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: «من غسل ميتًا فليغتسل».[9]
  • غسل الكافر إن أسلم: حيث يسن له ذلك بعد إسلامه. ومن أدلة ذلك حديث «عن قَيس بن عاصم رَضِيَ اللهُ عنه قال: أنَّه أَسلَمَ فأمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَغتسلَ بماءٍ وسِدْرٍ».[10]
  • غسل الإفاقة من الجنون، وكذلك المغمى عليه: فيكون عليهما الغسل سنة إن لم يحصل إنزال في تلك الفترة، فإن حصل فيكون حينها واجبًا.[11]
  • غسل الوقوف في عرفة: حيث يغتسل الحاج في التاسع من ذي الحجة.
  • غسل المبيت بمزدلفة: لمن أراد المبيت فيها.
  • غسل رمي الجمرات: وذلك في أيام التشريق.
  • غسل الطواف: وذلك قبل الطاف.
  • غسل السعي: ويكون قبله.
  • غسل دخول المدينة: وهو قبل دخولها.

وقد نظم العمريطي فيها قصيدة شملتها كلها فقال:[12]

وَهَاكَ أَيْضًا عَدَّ أَغْسَالٍ تُسَنْ
بِسَبْعَةٍ وَعَشْرَةٍ عَدًّا حَسَنْ
جُمْعَةٍ وَالْعِيدِ وَالْكُسُوفِ
وَغُسْلِ الاِسْتِسْقَاءِ وَالْخُسُوفِ
وَمَنْ يُغَسِّلْ مَيِّتًا وَمَنْ دَخَلْ
فِي دِينِنَا مِنْ بَعْدِ كُفْرٍ اغْتَسَلْ
وَمَنْ بِهِ إِغْمَاءٌ اوْ جُنُونُ
إِذَا أَفَاقَ غُسْلُهُ مَسْنُونُ
وَقَاصِدُ الدُّخُولِ فِي الْإِحْرَامِ
كَذَا دُخُولُ الْبَلْدَةِ الْحَرَامِ
وَلِلْوُقُوفِ بَعْدَهَا فِي عَرَفَةْ
وَلِلْمَبِيتِ بَعْدُ بِالْمُزْدَلِفَةْ
وَفِي مِنًى ثَلَاثَةً لِلرَّامِي
وَلِلطَّوَافِ سَائِرَ الْأَيَّامِ

الغسل المباح[عدل]

من أمثلته: الاغتسال للنّظافة، الاغتسال للتبرّد، والاغتسال في برك السباحة لمجرد الأنس والمرح.

كيفية الغسل[عدل]

شروط الماء المُستخدم[13][عدل]

يشترط في الماء الذي يُغتسل به أمور هي:

  • طهارة الماء؛ حيث لا يصح الاغتسال بالماء المتنجس بشيء من النجاسات.
  • إطلاق الماء؛ أي كونه ماءً خالصاً، فلا يجوز الاغتسال بالماء الذي أُضيف اليه شيء آخر بحيث أخرجه من إطلاقه، كما لو أضيف اليه كمية من السكر أو الملح أو شيء آخر بحيث عُدَّ ماءً مضافاً.
  • إباحة الماء؛ أي يجب أن يكون الماء الذي يغتسل به مباحاً غير مغصوب.

الغًسل له طريقتان صحيحتان هما:

عند أهل السنة[عدل]

الغسل الكامل[عدل]

هو الغسل الموافق للسنة وهو أفضل الصفتين، وكيفيته على النحو التالي:

  1. ينوي في قلبه.
  2. يغسل كفيه ثلاث مرات.
  3. يغسل فرجه بيده اليسرى ثم ينظف يده.
  4. يتوضأ وضوء الصلاة ولا يغسل قدميه.
  5. يخلل أصول شعر رأسه بالماء ثم يغسله ثلاث مرات.
  6. يغسل جميع البدن مبتدئا بالجانب الأيمن ثم الأيسر مع ذلك ما استطاعه من بدنه ثم يغسل قدميه.

الغسل المجزئ[عدل]

وكيفيته: بأن ينوي ويسمي ويغسل جميع بدنه بالماء مع المضمضة والاستنشاق.

عند الشيعة[عدل]

في كلا الغُسلين يجب وصول الماء إلى سائر أجزاء الجسد.

الغُسل الترتيبي[عدل]

وطريقته:

  1. النية في القلب.
  2. غسل تمام الرأس والرقبة.
  3. غسل البدن، وعند بعض الفقهاء يجب غسل الجانب الأيمن ثم الأيسر وعند بعضهم يُستحب.

الغسل الارتماسي[عدل]

وهو غمس الجسد بكامله بالماء دفعة واحدة بنية الغسل.


مكروهات الغسل[14][عدل]

  • الإسراف في الماء
  • الغسل في مكان نجس خشية التلوث بالنجاسة
  • الاغتسال في مكان مكشوف بلا ساتر
  • الاغتسال في الماء الراكد الذي لا يجري

الأشياء المحرمة على من عليه حدث أكبر[عدل]

من وجب عليه الاغتسال لأحد الأسباب السابقة فإنه أحدث حدثا أكبر، يحرم عليه بسببه عدة أشياء هي:

  1. الصلاة
  2. الطواف بالبيت
  3. حمل المصحف
  4. دخول المسجد والبقاء فيه، لكن له أن يدخل المسجد ولا يبقى فيه كأن يمر من داخله، أو يأخذ شيئا، وإن توضأ الرجل الجنب جاز له أن يبقى في المسجد، أما المرأة الحائض والنفساء فلا يصح منهما ذلك.

مصادر[عدل]

مراجع[عدل]

  1. ^ الجامع الصحيح/245 - البخاري
  2. ^ سنن أبي داود/235 - أبو داود
  3. ^
    وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح11.
    وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح12.
    الكافي: ج3 ص161 ح8.
    تهذيب الأحكام: ج1 ص447 ب23 ح91.
    فقه الرضا (عليه السلام): ص174، باب غسل الميت.
    فقه الرضا (عليه السلام): ص171، باب غسل الميت.
    فقه الرضا (عليه السلام): ص81، باب الغسل.
    تحف العقول: ص108.
    وسائل الشيعة: ج2 ص929 ب1 ح13.
    وسائل الشيعة: ج2 ص927 ب1 ح1.
    الكافي: ج3 ص160 ح2.
    تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب11 ح11، ومثله في وسائل الشيعة: ج2 ص927 ب1 ح2.
    وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح3.
    وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح4.
    تهذيب الأحكام: ج1 ص429 ب23 ح13.
    وسائل الشيعة: ج2 ص928 ب1 ح7.
    وسائل الشيعة: ج1 ص462 ب1 ح3.
    مستدرك الوسائل: ج2 ص491 ب1 ح2538.
  4. ^ الغسل المستحب - الاستفتاءات - موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني نسخة محفوظة 19 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع - الجزء الأول، ص. 190
  6. ^ (رواه البخاري في كتاب الجمعة)
  7. ^ المغني، ابن قدامة
  8. ^ الترمذي، 830
  9. ^ رواه أحمد، 2/454
  10. ^ رواه الترمذي، 605
  11. ^ نيل الأوطار، الشوكاني، 2/243.
  12. ^ نظم العمريطي على متن أبي شجاع، باب الغسل
  13. ^ ما كيفية الغسل لدى الشيعة الامامية بالتفصيل ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي نسخة محفوظة 20 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ student-uae (15 أكتوبر 2022). "حل درس الغسل إسلامية صف سابع". مؤرشف من الأصل في 2023-10-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-25.