صدر (تصوف)

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الصَّدْرُ عند الصوفية هو لطيفة ربانية لها بالصدر الجسماني تعلق، ويضم القلب مع النفس واللطائف الستة.[1]

الصدر في القرآن[عدل]

ذكر القرآن كلمة الصدر ضمن العديد من الآيات في قول الله جل جلاله:

  • سورة الأنعام: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝١٢٥ [الأنعام:125].(1)
  • سورة الأعراف: ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝٢ [الأعراف:2].(2)
  • سورة يونس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۝٥٧ [يونس:57].(3)
  • سورة هود: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝١٢ [هود:12].(4)
  • سورة الحجر: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ۝٩٧ [الحجر:97].(5)
  • سورة الزمر: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ۝٢٢ [الزمر:22].(6)
  • سورة فاطر: ﴿إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ۝٣٨ [فاطر:38].(7)
  • سورة الشرح: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ۝١ [الشرح:1].(8)

تعريف الصدر[عدل]

الصدر لغة[عدل]

أوردت القواميس العربية تعريفات لمصطلح الصدر نصها:[2]

«الصَّدْرُ في اللسان العربي من معانيه:
  1. الفعل الماضي: صَدَرَ، الفعل المضارع: يَصْدُرُ، المصدر: صَدْرٌ.
  2. صَدْرٌ: جمعه صُدُورٌ.
  3. وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ: مَا دُونَ العُنُقِ إِلَى البَطْنِ.
  4. جَلَسَ فِي صَدْرِ البَيْتِ: فِي وَسَطِهِ.
  5. فِي صَدْرِ الإِسْلاَمِ: فِي أَوَائِلِهِ، في بِدَايَتِهِ.
  6. صَدْرُ البَيْتِ الشِّعْرِيِّ: نِصْفُهُ الأَوَّلُ عَكْسُ العَجُزِ.
  7. مَعْرُوفٌ بِرَحَابَةِ الصَّدْرِ: بِسَعَةِ النَّفْسِ وَطُولِ الأَنَاةِ.
  8. مُنْشَرِحُ الصَّدْرِ: مُنْشَرِحُ النَّفْسِ عَكْس مُنْقَبِضِ الصَّدْرِ.
  9. اللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي ذَاتِ الصُّدُورِ: مَا فِي ذَاتِ الأَنْفُسِ، أَيْ مَا يَخْتَبِئُ فِيهَا مِنْ أَسْرَارٍ.
  10. أَصَابَتْهُ ذَاتُ الصَّدْرِ: عِلَّةٌ تَحْدُثُ فِي الصَّدْرِ.
  11. ضَيِّقُ الصَّدْرِ: لاَ يَتَحَمَّلُ شَيْئاً، سَرِيعُ الغَضَبِ.»

الصدر عند الصوفية[عدل]

جعل الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله الصدر المؤمن أساسا لطريق المريدين عند الصوفية:[3][4]

صدر (تصوف) إنَّ طريقتنا هذه مبنية على: سلامة الصدر، وسماحة النفس، وبشاشة الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى، والصفح عن عثرات الإخوان صدر (تصوف)

عبد القادر الجيلاني رحمه الله

وأضاف إلى ذلك الإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله دعاء عرفانيا يجعل يقين الصدر المؤمن أساسا لتطهير المريدين من الريب والشك:[5][6]

صدر (تصوف) إِلَهِي، أَخْرِجْنِي مِنْ ذُلِّ نَفْسِي، وَطَهِّرْنِي مِنْ شَكِّي وَشِرْكِي، قَبْلَ حُلُولِ رَمْسِي صدر (تصوف)

ابن عطاء الله السكندري رحمه الله، الحكم العطائية

وشرح ذلك الشيخ عبد المجيد الشرنوبي رحمه الله بأن الشك هو ضيق الصدر عند إحساس النفس بأمر مكروه يصيبها، فإذا ضاق الصدر أظلم القلب وكثر الحزن والهم عليه، والطهارة منه تكون بحصول ضده وهو العلم النافع واليقين، وبقدر ما يصيب القلب من نور اليقين يكون انشراح الصدر به وفرحه بالله سبحانه وتعالى.[7][8]

صدر (تصوف) الْعِلْمُ النَّافِعُ هُوَ الَّذِى يَنْبَسِطُ فِى الصَّدْرِ شُعَاعُهُ، وَيَنْكَشِفُ بِهِ عَنِ الْقَلْبِ قِنَاعُهُ صدر (تصوف)

ابن عطاء الله السكندري رحمه الله، الحكم العطائية

محتويات الصدر[عدل]

جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بجرد مستفيض لمحتويات الصدر من اللطائف الربانية، وهي: القلب والنفس والهداية والأعمال.

القلب[عدل]

وقد بينت الآية السادسة والأربعون من سورة الحج بأن لطيفة القلب موجودة حقا وصدقا داخل الصدر.[9]

  • سورة الحج: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ۝٤٦ [الحج:46].

النفس[عدل]

وَبَيَّنَ الحديث الذي رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بأن لطيفة النفس موجودة حقا وصدقا داخل الصدر بين الجنبين.[10]

روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في سنن البيهقي:

صدر (تصوف) أَعْدَى أَعْدَائِكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ صدر (تصوف)

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في وصيته لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين استخلفه:[11]

صدر (تصوف) إِنَّ أَوَّلَ مَا أُحَذِّرُكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ صدر (تصوف)

أبو بكر الصديق رضي الله عنه، جامع العلوم والحكم

الهداية[عدل]

وبينت الآية الخامسة والثلاثون من سورة النور بأن الصدر هو محل استقرار الهداية الإلهية في ذات المسلم.[12]

  • سورة النور: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ۝٣٥ [النور:35].

فنور الله عز وجل الذي يشرح به صدر المسلم للهداية، يتم استقباله داخل وعاء صدري كالمشكاة التي تجتمع فيها أشعة الإضاءة الإيمانية لتزداد توهجا.[13]

وحينما يستقر النور في مشكاة الصدر، فإنه يتغلغل إلى مصباح القلب الذي يصير فيه الإيمان طبعا شفافا رقراقا كالزجاجة.[14]

وهذه الزجاجة الإيمانية، داخل مصباح القلب، تستمد وقود إضاءتها من العلم الشرعي الصافي في القرآن الكريم والسنة النبوية.[15]

الأعمال[عدل]

فكل الأقوال والأفعال التي يقترفها ويجترحها الإنسان أثناء حياته الدنيا تبقى مخزونة في صدره إلى أن يخرج من قبره يوم القيامة، كما أوردته الآية العاشرة من سورة العاديات:[16]

  • سورة العاديات: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۝٩ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ۝١٠ [العاديات:9–10].

فالجعبة والوعاء المتمثل في الصدر هو مخزن للأعمال كما أكدت على ذلك الآية الثالثة عشرة من سورة الإسراء:[17]

  • سورة الإسراء: ﴿وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ۝١٣ [الإسراء:13].

فآثار ما كان سرا في صدور الناس يبرز ويصبح علانية، ويظهر يوم القيامة ما كان يصنع المخلوقون، ليجازوا عليه أوفر الجزاء، دون أن يُظلموا مثقال ذرة.

حالات الصدر[عدل]

يعتري اللطيفة الربانية المسماة بالصدر العديد من الحالات، منها الشرح والسلامة والضيق والحرج.[18]

الصدر المشروح[عدل]

تُعتبر حالة الشرح التي تعتري الصدر من علامات العافية الإيمانية والمنة الربانية والهداية المتنزلة على المسلم المطيع، وقد وردت في ثلاث آيات من القرآن هما:

  • سورة الأنعام: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝١٢٥ [الأنعام:125].
  • سورة طه: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ۝٢٥ [طه:25].
  • سورة الشرح: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ۝١ [الشرح:1].

فانشراح صدر المسلم للحق والنور يجعله متبعا في ذلك للنبي الذي كان صدره منشرحا أتم الشرح، وعليه فإن للمسلمين من أتباعه حظ ونصيب من ذلك في الخير على حسب اتباعهم له.[18]

فأتبع الناس لرسول الله أشرحهم صدرا، وكلما قويت متابعتهم له علما وعملا وحالا، قوي انشراح صدورهم للإسلام، فيصيرون أشرح الناس صدرا.

كما وردت آية واحدة في سورة النحل ارتبط فيها شرح الصدر مع الضلال والكفر:

  • سورة النحل: ﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۝١٠٦ [النحل:106].

الصدر السليم[عدل]

تُعتبر حالة السلامة التي تعتري الصدر من علامات كمال الصحة الإيمانية والطمأنينة الربانية والاستقامة عند المسلم المطيع، وقد بين ذلك رسول الله في الحديث النبوي الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، والذي نصه:[19][20][21]

روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في سنن أبي داود:

صدر (تصوف) لاَ يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِي عَنْ أَحَدٍ شَيْئًا، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ، حديث صحيح صدر (تصوف)

فسلامة الصدور من النقائص والضغائن والحسد من أسباب دخول الجنة كما أورد ذلك الإمام أحمد رحمه الله وغيره، عن أنس بن مالك رضي الله عنه في الحديث النبوي الذي نصه:[22]

روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه في مسند أحمد:

صدر (تصوف) كنا جلوسًا مع الرسول ، فقال: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلّق نعليه في يديه الشمال، فلما كان الغد قال النبي مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي مثل مقالته أيضًا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي تبعه -أي: تبع الرجل الممدوح- عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال للرجل: إِنِّي لاَحَيْتُ أَبِي، فَأَقْسَمْتُ أَلاَّ أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ -أي هذه الأيام الثلاث- فَعَلْتَ؟ قال: نَعَمْ، قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليال الثلاث، فلم يره يقوم من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارّ وتقلب على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبّر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلاَّ خَيْرًا، فلما مرت الثلاث ليال، وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يَا عَبْدَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ، وَلاَ هَجْرٌ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لَكَ: ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلاَثَ مَرَّاتٍ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَهْوِيَ إِلَيْكَ؛ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ؟ فقال الرجل: مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ، قال: فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي، فقال: مَا هُوَ إِلاَّ مَا رَأَيْتَ، غَيْرَ أَنِّي لاَ أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا، وَلاَ أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ، فقال عبد الله بن عمرو: هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ، وَهِيَ الَّتِي لاَ نُطِيقُ، حديث صحيح صدر (تصوف)

فليس سهلا أن يكون الإنسان دائمًا سليم الصدر، ليس في قلبه غش، ولا حقد، ولا حسد على أحد من إخوانه، إنه أمر بالغ الصعوبة، ولكن يحصل بالمجاهدة، من وفقه الله له حصل له.[23]

وأُثِر عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّه كان يدعو لسبعين من أصحابه، يسمِّيهم بأسمائهم، وهذا العمل علامة على سَلَامة الصَّدر.[24]

وقد كان أبو موسى الأشعري رضي الله عنه صوَّامًا قوَّامًا، ربَّانيًّا، زاهدًا، عابدًا، ممَّن جمع العلم والعمل والجهاد وسَلَامة الصَّدر، لم تغيره الإمارة، ولا اغترَّ بالدُّنيا.[25]

الصدر الضيق[عدل]

تُعتبر حالة الضيق التي يكابدها الصدر من علامات الضعف الإيماني والعقاب الرباني والضلال المتلبس بالمسلم العاصي، وقد وردت في أربع آيات من القرآن هي:

  • سورة الأنعام: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝١٢٥ [الأنعام:125].
  • سورة هود: ﴿فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ۝١٢ [هود:12].
  • سورة الحجر: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ۝٩٧ [الحجر:97].
  • سورة الشعراء: ﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ ۝١٣ [الشعراء:13].

ومن أهم أسباب ضيق الصدر نجد الخوف والرهبة والتوجس والشك وقلة العلم والفقه.[26]

  • سورة الحشر: ﴿لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ۝١٣ [الحشر:13].

الصدر الحرج[عدل]

تُعتبر حالة الحرج التي يقاسيها الصدر من علامات شدة الضعف الإيماني المتعلق بالمسلم العاصي، وقد وردت في آيتين اثنتين من القرآن هما:[27][28]

  • سورة الأنعام: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ۝١٢٥ [الأنعام:125].
  • سورة الأعراف: ﴿كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝٢ [الأعراف:2].

فالحرج بالتالي هو أشد ضيق الصدر الذي لا تصل إليه الموعظة، ولا يدخله نور الإيمان، لقساوة وكثافة ران الشرك عليه.[29][30]

وسوسة الصدر[عدل]

يُعتبر الصدر محل وسوسة تستهدف صفاءه ونوره وعافيته، ومصدر هذه الوسوسة هما: الشيطان والنفس.[31]

وهذه الوسوسة ما هي إلا حديث وصوت خفي مفاجئ أو مسترسل يخطر بالبال ليحاول إحداث غفلة أو اضطراب وانحراف في صدر المسلم ليصده عن سبيل الله عز وجل.[32]

وقد استعاذ النبي من شر وسوسة النفس والشيطان في الدعاء الثابت في أذكار الصباح والمساء والنوم، الذي نصه:[33]

روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سنن الترمذي:

صدر (تصوف) اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، حديث صحيح صدر (تصوف)

وسوسة الشيطان[عدل]

الشيطان يوسوس في صدر الإنسان في مجال العقيدة والخواطر السيئة والكفرية أساسا، وكذلك يوسوس في مجال الشهوات والغضب.[34][35]

  • سورة الناس: ﴿مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝٤ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝٥ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ۝٦ [الناس:4–6].

وهذه الوسوسة الشيطانية في الصدر هي قدرة على بث الأفكار والتزيينات والتخويفات والأماني في ذات الإنسان، كما يبث شخصٌ فكرةً ما في عقل شخص آخر ويمنّيه بها، وهي إيصال الفكرة أو التضليل بطريقة خفيّة وكأنّها همس في الأذن.[36]

فالشيطان الوسواس لديه القدرة على إثارة وإغارة الصدور عبر بث الأفكار العقلية السيئة أو الميول النفسية المنحرفة.[37]

وقد أورد الإمام محمد الشوكاني رحمه الله في تفسير فتح القدير مقولة للتابعي قتادة بن دعامة رحمه الله يصف فيها خرطوم الشيطان الذي يوسوس به في صدور الناس.[38][39]

صدر (تصوف) قال قتادة بن دعامة رحمه الله: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَهُ خُرْطُومٌ كَخُرْطُومِ الْكَلْبِ فِي صَدْرِ الْإِنْسَانِ، فَإِذَا غَفَلَ ابْنُ آدَمَ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَسْوَسَ لَهُ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ خَنَسَ صدر (تصوف)

محمد الشوكاني رحمه الله، فتح القدير

وسوسة النفس[عدل]

النفس الأمارة بالسوء توسوس في صدر الإنسان بالأمور الخاصة بالشهوات والغضب أساسا، كما توسوس فيه كذلك بدرجة أقل بالأمور الخاصة بالعقيدة والخواطر السيئة والكفرية.[40]

  • سورة ق: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ۝١٦.

وقد قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في موضوع حديث النفس ووسوستها ما نصه في مجموع الفتاوى:[41][42]

صدر (تصوف) الْفَرْقُ بَيْنَ الإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ وَبَيْنَ الْوَسْوَسَةِ الْمَذْمُومَةِ هُوَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ، فَإِنْ كَانَ مِمَّا أُلْقِيَ فِي النَّفْسِ مِمَّا دَلَّ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ عَلَى أَنَّهُ تَقْوَى لِلَّهِ عز وجل فَهُوَ مِنَ الإِلْهَامِ الْمَحْمُودِ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ فُجُورٌ فَهُوَ مِنَ الْوَسْوَاسِ الْمَذْمُومِ، وَهَذَا الْفَرْقُ مُطَّرِدٌ لاَ يَنْتَقِضُ صدر (تصوف)

ابن تيمية رحمه الله، مجموع الفتاوى

وقال التابعي أبو حازم الأشجعي رحمه الله فِي الْفَرْقِ بَيْنَ وَسْوَسَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطَانِ ما نصه:[43][44]

صدر (تصوف) مَا كَرِهَتْهُ نَفْسُكَ لِنَفْسِكَ فَهُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، وَمَا أَحَبَّتْهُ نَفْسُكَ لِنَفْسِكَ فَهُوَ مِنْ نَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْهُ صدر (تصوف)

أبو حازم الأشجعي رحمه الله، محاسن التأويل

أزيز الصدر[عدل]

أزيز الصدر هو الصوت الذي كان يُسْمَعُ من صدر الرسول ومن صدور الصحابة رضي الله عنهم عند قيامهم الليل، أو عند قراءتهم لكتاب الله بخشوع وتدبر، فتدمع عيونهم، وتخشع قلوبهم، وتختلط أصوات تلاوتهم مع بكائهم، فيكون لصدورهم أزيز كما وردت الآثار بذلك.[45][46]

روي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهما في سنن أبي داود:

صدر (تصوف) رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّي وَفِي صَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الرَّحَى مِنَ الْبُكَاءِ، حديث صحيح صدر (تصوف)

فالبُكَاءُ مِن خشية الله عز وجل سِمَةُ الأنبِياءِ والصَّالحينَ، وهذا الحديثُ بيانٌ لِما كان عليه النَّبِيُّ مِن خَشيةِ الله، وفيه يَحكِي عبدُ الله بنُ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه، أنَّه رأى رسولَ الله يُصلِّي وفي صَدْرِه أَزِيزٌ كَأزيِزِ الرحى.[47][48]

وأَزيزُ الرَّحَى هو صوتُ الطاحونةِ في دَورانِها عند طَحنِ الحَبِّ، أي إنَّه يبْكِي في صَلاته فيُسْمَعُ لصَدْرِه صَوْتٌ يَجِيشُ فيه مِن البُكَاءِ، كأنَّ قلبَه أُشْرِبَ خَوْفَ اللهِ تعالى، واستَولى عليه حتى كأنَّه عَاينَ الحِسابَ.[49][50]

وفي رواية أخرى لنفس الحديث جاء ذكر أزيز المرجل، أي قِدر الطبخ، بدلا عن أزيز رحى طحن الحبوب.[51][52]

روي عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه رضي الله عنهما في رياض الصالحين:

صدر (تصوف) أتيتُ رسولَ اللَّه وَهُوَ يصلِّي ولجوفِهِ أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ منَ البُكاءِ، حديث صحيح صدر (تصوف)

كذلك، فإن الأزيز لغة هو صوت المِرْجَلِ، وهو القِدْر الذي يُطبَخ فيه، وهو من حديد أو حجر أو خزف، ويًسمى كذلك لأنه إذا نُصِبَ كأنه أُقِيمَ على الرِّجْلِ، ويصدر عنه صوت الأزيز عند غليانه بما فيه من الماء والمأكولات، وكذلك يكون الصدر حين يكون تفاعله مع القرآن والذكر والدعاء.[53][54]

وقد أورد الإمام عبد الرحمن بن قدامة المقدسي رحمه الله في كتابه مختصر منهاج القاصدين أثرا عن أزيز صدر إبراهيم عليه السلام، رواه الصحابي أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه، ونصه:[55][56]

صدر (تصوف) قال أبو الدرداء الأنصاري رضي الله عنه: كَانَ يُسْمَعُ لِصَدْرِ إبراهيم عليه السلام إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ أَزِيزٌ مِنْ بُعْدٍ؛ خَوْفًا مِنَ اللهِ عز وجل صدر (تصوف)

عبد الرحمن بن قدامة المقدسي رحمه الله، مختصر منهاج القاصدين

علاج أمراض الصدر[عدل]

يمرض الصدر بسبب مرض محتوياته من قلب ونفس، ويحتاج إلى ما يحتاجان إليه من الأدوية الربانية كالذكر والدعاء وتلاوة القرآن والعبادات والأعمال الصالحة.[57][58]

  • سورة التوبة: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ۝١٤ [التوبة:14].
  • سورة يونس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ۝٥٧.

وقد بينت الآيتان من سورة التوبة وسورة يونس بأن سبيل علاج الأمراض الإيمانية في الصدور يكون بأدوية معنوية تارة كالموعظة والنصيحة والإرشاد، وعملية تارة أخرى كمراغمة الشياطين والمداومة على الإصلاح الاجتماعي والنشاط الخيري.[59][60]

فمرض الصدر الضيق الحرج قد يصير به إلى خراب وهلاك وحتف لا نجاة من أخطارها إلا بحفظ وتلاوة وتعهد القرآن الكريم، كما ورد في الحديث النبوي الذي رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، والذي نصه:[61][62]

روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في سنن الترمذي:

صدر (تصوف) إنَّ الَّذِي لَيْسَ فِي جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالْبَيْتِ الخَرِبِ، حديث صحيح صدر (تصوف)

فالمسلم الذي ليس في صدره وجوفه وقلبه شيء من القرآن، مَثَلُهُ كمثل البيت الخالي الخَرِبِ، وذلك لأن حافظ القرآن في جوفه يجعل بذلك صدره عامراً مزيَّناً بحسب قلة ما فيه وكثرته من الآيات والسور، وإذا خلا صدره وجوفه من شيء من الحفظ فإن ذلك أماره وعلامة على الخراب المعنوي والعملي، وكأنه كالبيت الخالي عن الأمتعة التي بها زينته وبهجته، والقرآن هو الذي يعمر الصدر والجوف والقلب، فيجعل الذات مستنيرة بنور الكتاب العزيز.[63][64]

وصلات خارجية[عدل]

انظر أيضًا[عدل]

هوامش[عدل]

  • 1 سورة الأنعام، الآية: 125.
  • 2 سورة الأعراف، الآية: 2.
  • 3 سورة يونس، الآية: 57.
  • 4 سورة هود، الآية: 12.
  • 5 سورة الحجر، الآية: 97.
  • 6 سورة الزمر، الآية: 22.
  • 7 سورة فاطر، الآية: 38.
  • 8 سورة الشرح، الآية: 1.

المراجع[عدل]

  1. ^ ماهية القلب والصدر والفرق بينهما - إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ قاموس معاجم: معنى و شرح صدر في معجم عربي عربي أو قاموس عربي عربي وأفضل قواميس اللغة العربية نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ ما هو التصوف ؟ سلامة الصدر وسماحة النفس وبشاشة الوجه وبذل الندى وكف الأذى والصفح عن عثرات الإخوان - فرندة نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ فرسان العشق الالهي - د/ عمار علي حسن - Google Livres نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ إحكام الحكم في شرح الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري - أبي الطيب إبراهيم/المواهبي الأقصرائي - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ http://data.nur.nu/Kutub/Arabic/Sharnubi_Sharh-al-Hikam_text.pdf نسخة محفوظة 2019-07-17 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ حِكمُ ابن عطاءِ السّكندري | طواسين للتصوف والاسلاميات نسخة محفوظة 10 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ مناجاة للإمام أحمد بن عطاء الله السكندرى رضى الله عنه وأرضاه - بوابة شموس نيوز نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ القران الكريم |أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَ... نسخة محفوظة 9 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ الإمام الشافعي.. كل الخير في تهذيب النفس - ملاحق - رمضان - أشعار الخير - البيان نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ أعدى الأعداء نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النور - الآية 35 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ تفسير مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ... - إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ [14] مثل نوره كمشكاة فيها مصباح - أمثال قرآنية - طريق الإسلام نسخة محفوظة 10 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ القران الكريم |اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ي... نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ القران الكريم |وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ القران الكريم |وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ أ ب الباحث القرآني نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ التَّرغيب في سلامة الصَّدر في السُّنَّة النَّبويِّة - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ الدرر السنية - الموسوعة الحديثية نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ الشيخ محمد بن صالح العثيمين-رياض الصالحين-81a-3 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ نماذج لسلامة الصَّدر من الصَّحابة - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ الكلام على حديث عبد الله بن عمرو : ( هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ ) - الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ رجل من أهل الجنة نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ حياة الصحابة - محمد يوسف/الكاندهلوي - Google Livres نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ القران الكريم |وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَىٰ هَارُونَ نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ القران الكريم |كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ نسخة محفوظة 9 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن 1-18 ج15 - أبي الفداء إسماعيل بن عمر/ابن كثير الدمشقي - Google Livres نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - الآية 125 نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة الأنعام - القول في تأويل قوله تعالى " ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا "- الجزء رقم12 نسخة محفوظة 11 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  31. ^ "فصل: فصل في بيان بعض الاستعاذة كما جاءت بذلك الأحاديث/نداء الإيمان". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  32. ^ كيف تتمّ الوسوسة؟ وهل تعني أنّ الشيطان موجود داخلنا؟ | نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  33. ^ "تحذير الناس من وسوسة الوسواس الخناس". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  34. ^ "تحذير الناس من وسوسة الوسواس الخناس". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  35. ^ القران الكريم |مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ نسخة محفوظة 9 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  36. ^ من شر الوسواس الخناس نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  37. ^ الحديقة الندية شرح الطريقة المحمدية والسيرة الأحمدية للشيخ زين الدين الرومي ... - عبد الغني بن إسماعيل/النابلسي - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  38. ^ تفسير الشوكاني (فتح القدير) 1-2 ج2 - محمد بن علي/الشوكاني - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  39. ^ الجامع لأحكام القرآن تفسير القرطبي جزء عاشر 17*24 Tafsir al Kortobi V10 2C - dar el fikr, dar al fikr, القرطبي - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  40. ^ "458 من حديث: ( أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت)". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  41. ^ تفسير القاسمي - المسمى - محاسن التأويل - IslamKotob - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  42. ^ التمييز بين وسوسة النفس والشيطان - إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  43. ^ مجموع الفتاوى لابن تيمية 1-21 مع الفهارس ج10 - تقي الدين أبي العباس أحمد الحراني/ابن تيمية - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  44. ^ تفسير ابن تيمية (التفسير الكبير) 1-7 ج7 - تقي الدين أبي العباس أحمد الحراني/ابن تيمية - Google Livres نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  45. ^ الدرر السنية - الموسوعة الحديثية نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  46. ^ أزيز كأزيز المرجل من البكاء نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  47. ^ إسلام ويب - مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - كتاب الصلاة - باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه- الجزء رقم2 نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  48. ^ الموسوعة الشاملة - شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  49. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي 1-11 ج3 - نور الدين علي بن محمد الهروي/الملا علي القاري - Google Livres نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  50. ^ جامع الأمهات من أحاديث العبادات والصلوات 1-2 ج1 - أبي عبد الله محمد التاودي/ابن سودة - Google Livres نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  51. ^ بذل المجهود جزء ثالث 17*24 Bazel el Majhud V3 1C - dar el fikr, السهارنفوري, islamicbooks - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  52. ^ بذل المجهود في حل أبي داود 1-10 ج3 - خليل أحمد/السهارنفوري - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  53. ^ "أزيز كأزيز المرجل من البكاء". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  54. ^ الإنفعالات النفسية من منظور إسلامي وموضوعات أخرى - عبد الـلـه الدبوبي - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  55. ^ مختصر منهاج القاصدين - عبد الرحمن بن قدامة, احمد محمد كنعان - Google Livres نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  56. ^ "الموعظة السادسة - الكلم الطيب". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  57. ^ http://arabpsynet.com/TourathPsy/eBT12Achoui2015.pdf نسخة محفوظة 2020-11-19 على موقع واي باك مشين.
  58. ^ أسباب انشراح الصدر - ابن قيم الجوزية - طريق الإسلام نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  59. ^ من أوصاف القرآن: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} - إبراهيم بن محمد الحقيل - طريق الإسلام نسخة محفوظة 8 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
  60. ^ هل القرآن شفاء للقلوب والأبدان معاً؟ - عبد الرحمن بن ناصر البراك - طريق الإسلام نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  61. ^ "شرح حديث إنَّ الَّذِي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيْءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِبِ". مؤرشف من الأصل في 2020-11-22. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-22.
  62. ^ دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحيي الدين النووي 1-4 ج3 - محمد بن علي المكي/ابن علان الصديقي - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  63. ^ مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي 1-11 ج5 - نور الدين علي بن محمد الهروي/الملا علي القاري - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  64. ^ الترغيب والترهيب عرفان جزء ثاني 17*24 Al Tarhib w Targhib V2 1C - dar el fikr, المنذري - Google Livres نسخة محفوظة 22 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.