مستخدم:خالد/عرب/ثقافة

هذه صفحةٌ مُصنَّفةٌ ضمن المحتوى المُختار، وتعد من أجود محتويات ويكيبيديا. انقر هنا للمزيد من المعلومات.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الثقافة والمعاش[عدل]

الاقتصاد[عدل]

مصفاة نفط ميناء الأحمدي أكبر مصافي الكويت والعالم العربي.

مارس العرب التجارة منذ أقدم الأزمنة، فقد سمح موقع شبه الجزيرة العربية بين آسيا الوسطى وأفريقيا، سمح لها أن تحتل مركزًا متقدما في التجارة الدولية آنذاك. وكان العرب ينقلون البضائع عن طريق القوافل، وأبرز ما كانوا يتاجرون به: الطيب والبخور، والصمغ، واللبان، والتوابل والتمور، والروائح العطرية، والأخشاب الزكية، والعاج، والأبنوس، والخرز، والجلود، والبرود اليمنية والأنسجة الحريرية، والأسلحة وغيرها مما يوجد في شبه الجزيرة، أو يكون مستوردًا من خارجها. وكان للعرب أسواق مشهورة: عكاظ، ومجنة، وذو المجاز، وعدن، ومكة وبدر، وحجر اليمامة، وهجر البحرين.

ترتكز الاقتصاديات العربية حاليًا كثيرًا على التصدير لا سيما النفط والغاز والتمر. وبعض البلدان العربية تعتمد على الصناعات التحويلية وقليل من الصناعات الثقيلة، ومداخيل المعابر الملاحية. السياحة من أهم عناصر الاقتصاد في العالم العربي، وهي في بعض الدول الركيزة الأساسية في قطاع الخدمات الذي يُشكل بدوره دعامة الاقتصاد المحلي، ومن هذه الدول: مصر ولبنان والمغرب وسوريا والأردن. يعتبر القطاع الزراعي من أكثر القطاعات الاقتصادية إهمالاً في كثير من الدول العربية، إذ أن غالبية الدول العربية تنتج محاصيلها لغرض الاستهلاك المحلي، وتصدّر قليل منه إلى الخارج. تفيد إحدى الدراسات أن البلدان العربية ظلت تعاني دومًا من تقهقر في حجم إنتاجها وتجارتها بالنسبة للإنتاج العالمي والتجارة العالمية، فقد تراجع نصيب البلدان العربية في الناتج العالمي من حوالي 4% عام 1980 إلى أقل من 2% في أواخر القرن العشرين، كما انخفض نصيبها في التجارة العالمية من 6% إلى 2% خلال نفس الفترة.[1]

السياسة[عدل]

مقر جامعة الدول العربية بالقرب من ميدان التحرير في وسط القاهرة.

جامعة الدول العربية هي منظمة تضم دول في الشرق الأوسط وأفريقيا ويعتبر أعضاؤها دولا عربية، ينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، من ضمها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. المقر الدائم لجامعة الدول العربية هو مدينة القاهرة في مصر، وأمينها العام الحالي هو نبيل العربي. المجموع الكلي لمساحة الدول الأعضاء في المنظمة يصل إلى 13,953,041 كم²، وبالتالي فإن مجموع مساحة الوطن العربي هو الثاني عالميًا بعد روسيا. يتوزع العرب حاليًا في 22 دولة تُشكّل الوطن العربي، وبعض هذه الدول ينازع دولاً أخرى مجاورة على الحدود، كما في حالة المغرب والجزائر، ولبنان وسوريا بالنسبة لمزارع شبعا.

التقسيم السياسي للعالم العربي.

يحتفظ العرب بعلاقات طبيعية مع أغلب دول العالم، وبعض الدول العربية لها علاقات مميزة مع بعض الدول الأجنبية بفعل التاريخ أو بفعل وجود نسبة كبيرة من المغتربين أبنائها على أراضي تلك الدولة، كما في حالة لبنان وفرنسا. باستثناء مصر والأردن، فإن الأغلبية الساحقة من الدول العربية مقاطعة لإسرائيل وترفض التعامل معها بأي شكل من الأشكال لحين حل القضية الفلسطينية، وبعضها يُعتبر ما زال في حالة حرب، أو جهوزية للحرب معها. كذلك يُعاني العرب من بضعة مشاكل سيادية وإقليمية مع إيران، حيث أن الأخيرة تسيطر على بضعة جزر في الخليج العربي بحجة انتمائها التاريخي والطبيعي لبلاد فارس، في حين تدعي الإمارات ملكية هذه الجزر لوقوعها داخل حدود مياهها الإقليمية. ويعاني المغرب من مشاكل مماثلة بسبب وجود 3 مكتنفات إسبانية في الشريط البحري الضيق الفاصل بين المغرب وإسبانيا. أخيرًا فإن بعض القوميين العرب يُطالب باسترجاع كامل الأراضي التي خضعت تاريخيًا للسيطرة العربية وتُشكل الآن جزءًا من أراضي دول مجاورة، مثل الأقاليم السورية الشمالية التي تُشكل اليوم جزءًا من تركيا، والأحواز التي تسيطر عليها إيران.

العلوم[عدل]

جامعة القرويين.
الدكتور أحمد زويل، أحد أبرز العلماء العرب المعاصرين، فاز بجائزة نوبل للكيمياء عام 1999 بفضل عمله عن كيمياء الفيمتو.

بزغ نجم العرب في حقل العلوم خلال العصر العباسي بالذات، إذ أنه في ذلك الزمن ابتكر كثير من العلماء العرب اختراعات عظيمة ظلّت تستخدم لسنين طويلة، مثل الأسطرلاب، واقترحوا نظريات عديدة ثبت صحة معظمها، مثل كروية الأرض وحجمها ومحيطها، كما وابتكروا الصفر.[2] ظهر من العرب أطباء مشاهير مثل الحارث بن كلدة، وابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وقد تميّز علماء العرب في العصر العباسي بابتكار المنهج التجريبي، بالاعتماد على التجارب التي اكتسبوها من الحياة والبيئة والظروف المناخية. وقد بلغ من شدة اهتمام الحكّام العرب بالعلوم والعلماء خلال عصرهم الذهبي أن أنشأوا الجامعات المهمة في الحواضر الكبرى، مثل بغداد والقاهرة وقرطبة والقيروان ومراكش ودمشق،[3] والتي ما زال قسم منها يستمر في منح الشهادات الجامعية حتى اليوم، مثل جامعة القرويين وجامعة الأزهر والجامعة المستنصرية. أما في الوقت الحالي، فإن أغلب المنجزات العلمية للعرب تكاد تكون محصورة عند أولئك المغتربين، بسبب ضعف الإمكانيات لدعم البحوث في الوطن الأم، أو لعدم الاهتمام بها. من أبرز العلماء العرب المعاصرين: أحمد زويل، وحسن كامل الصبّاح، ومصطفى مشرفة، وسميرة موسى، وشارل العشي، وغيرهم.

الفنون[عدل]

منمنمة عربية من القرن الثاني عشر تُظهر رجلاً يعزف على العود في إحدى مجالس السهر.

أدّى اجتناب العرب ممارسة فن التصوير إلى انحصاره في نطاق ضيق، فكان لا يكاد يتجاوز قصور بعض الخلفاء والأغنياء، لكن على الرغم من ذلك فإنه يُعتبر فريدًا ومميزًا عن غيره، وقد اقتبسته عدّة شعوب اعتنقت الإسلام في وقت لاحق. من أبرز أنماط فنون التصوير العربية: المنمنمات والزخرفة. عني العرب بفن البناء وبرعوا فيه، وكان طابعهم في ذلك، وخاصة في القرنين السابع والثامن بسيطًا لا تعقيد فيه، ومع توسّع الدولة واتساع مدارك العرب الهندسية، تميّز كل قطر عربي بتقاليده الخاصة في البناء، وقد تبادلت أقطار العالم العربي هذه التقاليد والمهارات الإقليمية فتلاقت وتفاعلت وأنتجت على مر الأيام ما يُسمى اليوم بالفن العربي في البناء.[4]

العود، إحدى الآلات الموسيقية التي طوّرها العرب.

كان فن الغناء شائعًا بين العرب منذ أيام الجاهلية وطيلة عهد الخلافات الإسلامية، حيث كان بعض الخلفاء يقيمون الحفلات في قصورهم ويقرّبون المغنين ويطربون لسماعهم، وكان يُرافق هؤلاء المغنين في غناهم عازفون يحملون آلات الموسيقى وفي مقدمتها آلات اخترعها العرب، وأبرزها العود والربابة. وقام بعض المترجمين العباسيين بنقل عدد من الكتب اليونانية في الموسيقى، فاطلع عليها أرباب هذا الفن ومحبوه، فأصبحت لهم ثقافة موسيقية مستقلة في مبادئ الصوت الفيزيائية والفسيولوجية.[4] هيمنت مصر، وبالتحديد القاهرة، على إنتاج الموسيقى العربية منذ أوائل القرن العشرين، وظهر منها عدد من المطربين المشهورين، وخلال أواخر القرن سالف الذكر أخذت بيروت تظهر على الساحة بوصفها أبرز الأماكن المنتجة للموسيقى العربية التقليدية والحديثة. من الأنماط الموسيقية العربية الشهيرة: الراي الجزائري، الغناوة المغربية، الصوت الكويتي، والجبلي اللبناني. أهمل العرب في بداية عهدهم فن التمثيل، ولم يظهر هذا الأخير في الدول العربية إلا في أوائل القرن العشرين في مصر بدايةً، ثم انتقل إلى كافة الأقطار، غير أن الريادة في هذا المجال لا تزال تحتلها مصر وسوريا، التي برزت على الساحة خلال العقود القليلة الماضية.

الآداب[عدل]

إن تاريخ الأدب العربي موغل في القدم، فهو يرجع لحوالي ألفيّ سنة إلى عهد الممالك العربية البائدة، وهو يُقسم إلى ثلاثة أقسام: الأدب الجاهلي الذي كان الشعر أبرز مظاهره، وسماته التغني بالأمجاد والحبيب والبكاء على الأطلال؛ الأدب الإسلامي الذي ظهرت فيه الروايات والقصص التاريخية والخرافية بعد اطلاع العرب على المؤلفات الأجنبية، وتنوعت فيه أشكال الشعر من غزلي وديني وغيره؛ والأدب المعاصر الذي تُرجمت في ظله روايات عالمية إلى اللغة العربية، وابتدع فيه العرب روايات خاصة بهم، وظهرت في ظله مدرسة جديدة هي المدرسة المهجرية أو مدرسة أدب المهجر، التي ظهرت منها أعمال كتبها أدباء وشعراء عرب مهاجرون تغنوا فيها بالوطن الأم، أو تحدثوا عمّا يعصف به من مشاكل.

المصادر[عدل]

  1. ^ جريدة المؤتمر الإلكترونية: أثر العولمة على اقتصاد العالم العربي، طوفان العولمة الاقتصادية، كيف ينجو العرب منه؟ تاريخ التحرير: 2 مارس 2003
  2. ^ المصور في التاريخ، الجزء التاسع، حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى، تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان عروبة الحضارة: الفلك والرياضيات. صفحة: 389
  3. ^ Vartan Gregorian, "Islam: A Mosaic, Not a Monolith", Brookings Institution Press, 2003, pg 26–38 ISBN 0-8157-3283-X
  4. ^ أ ب المصور في التاريخ، الجزء التاسع، حضارات العالم في العصور القديمة والوسطى، تأليف: شفيق جحا، منير البعلبكي، بهيج عثمان، دار العلم للملايين، بيروت - لبنان. الفنون الجميلة، صفحة: 400 - 404

حواش[عدل]

  • 1 بعض أتباع الديانات السماوية من غير المسلمين قاطني الوطن العربي يعتبرون أنفسهم من غير العرب، وأن قوميتهم هي ذاتها هويتهم الوطنية. فعلى سبيل المثال يُفضل قسم من الأقباط أن يُعتبر مصريًا فقط، دون أن يكون عربيًا، ويعتبرون اللهجة المصرية لغة خاصة مستقلة أو متفرعة من العربية، أيضًا كان هناك تيّار فكري انتشر في بعض الأوساط المارونية في لبنان، خصوصًا أيام الحرب الأهلية اللبنانية، يفيد بأن اللبنانيين ليسوا عربًا وإنما فينيقيين، وقد أُهمل هذا الفكر مع مرور الوقت، وتراجع تأثيره بعض الشيء. كذلك فإن عدداً من اليهود القاطنين في الوطن العربي يعتبرون أنفسهم من أبناء الأمة اليهودية، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الصابئة المندائيين. ومن الجدير بالذكر أن بعض سكّان الوطن العربي من المسلمين يرون أن قوميتهم هي هويتهم القطرية، وهؤلاء غالبًا من الليبراليين. أيضًا هناك قسم من أهل الكتاب القاطنين في الوطن العربي يقولون بانتمائهم إلى الهوية القطرية والهوية القومية العربية بصورة متساوية.
  • 2 لا تزال معرفة المؤرخين بأصل العديد من الشعوب الساميّة وتاريخها محدودة، وذلك لأن بعضها انشق عن بعض فيما اختلط بعضها الآخر وتوارث لغة وعادات غيره. فالكلدانيون على سبيل المثال كانوا شعبًا يقطن البلاد المسماة باسمه في جنوب بلاد ما بين النهرين ويخضع لسلطة الآشوريين، وعندما ضعفت مملكة آشور سيطروا عليها وعلى الأراضي الخاضعة لها وورثوا أساليبها وطرق عيشها فكانوا امتدادًا لها، لذلك يُصنّف عدد من المؤرخين الكلدان والآشوريين على أنهم ذات الشعب السامي. أيضًا شكّلت عدّة شعوب قطنت القرن الغربي من الهلال الخصيب الممتد من سفوح جبال آسيا الصغرى في الشمال إلى صحراء سيناء في الجنوب قومية واحدة هي الكنعانية، ومن هذه الشعوب: الأمّوريون، والفينيقيون، والمؤابيون، والآدوميّون، والحاصوريّون، ويذهب بعض المؤرخين إلى اعتبار العبرانيين أنفسهم كنعانيين، وبعضهم الآخر يعتبر الكنعانيين عربًا أو على الأقل ذوي أصول عربية، بما أن أصولهم ترجع إلى شبه الجزيرة العربية التي نزحوا عنها حوالي سنة 3000 ق.م. بحسب أكثر النظريات شيوعًا. كذلك يُصنّف البعض عرب الجنوب، أو الحميريين، على أنهم ذات الشعب كما عرب الشمال، أو العدنانيين، بينما يرفض آخرون هذا التصنيف، بناءً على ما قاله عدد من المؤرخين واللغويين والعلماء العرب قديمًا، وأبرزهم أبو عمرو بن العلاء: «ما لسانُ حِمْير وأقاصي اليمن لساننا، ولا عربيتهم عربيتنا، فكيف بها على عَهْدِ عاد وثمود مع تَدَاعيه ووَهْنِه؟»، وقال أيضًا: «العربُ كلّها ولدُ إسماعيل إلا حِمْير وبقايا جُرهم».
  • 3 نشبت معركة كركر على نهر العاصي شمالي حمص في عام 854 ق.م بين الآشوريين بقيادة شلمنصّر الثالث، وبين حلف مكوّن من ملكيّ حماة ودمشق أرخوليني الآرامي وحدد عازار، وساندهما جنود من كيليكيا وفينيقيا وعمّون، مع ألف جمل عربي.
  • 4 ترجمة النص باللغة العربية المعاصرة: «هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم، الذي تقلد التاج وأخضع قبيلتي أسد ونزار وملوكهم وهزم مذحج وقاد الظفر إلى أسوار نجران مدينة شمر وأخضع معدا واستعمل بنيه على القبائل ووكلهم فرسانًا للروم فلم يبلغ ملك مبلغه إلى اليوم. توفي سنة 223 في السابع من أيلول. وُفِّقَ بنوه للسعادة». ومن الجدير بالذكر أن عام 223 المذكور هو بتقويم بصرى، ويوافق سنة 328 ميلادية، ويبدو أن امرأ القيس يقصد بأنه ملك الأعراب؛ أي القبائل التي كانت تقطن البادية، ولم يرد بها البدو والحضر.
  • 5 ورد في أحد النقوش الآشورية أن الملك تغلات بلاصر الثالث (745 – 727ق.م) سيطر على عدد من القبائل والمدن، ومن بينها سبأ، وأن هذه الأماكن تقع إلى أقصى الغرب بالنسبة لآشور، وتضع سبأ في ترتيبها بعد تيماء، ما يوحي بأن المقصود هو مستوطنات سبئية تقع في الشمال، كما ورد في عدد من النقوش المعينية، في العُلا في شمالي شبه الجزيرة العربية وفي الجوف في القسم الشمالي منها، ما يشير إلى قيام عدد من المستوطنات المعينية في هاتين المنطقتين.
  • 6 كانت اليمن في بداية القرن السادس الميلادي أرضًا خصبة لامتداد النفوذ البيزنطي - الفارسي إليها. ففي الوقت الذي كانت فيه القسطنطينية تعزز تحالفها مع الحبشة بعد تحوّل ملوكها إلى المسيحية، وتساند نفوذ المسيحيين في اليمن، كان الفرس يتطلعون إلى التعامل مع اليهود والمذاهب المسيحية المناهضة للبيزنطيين، مثل النسطورية. واستطاع اليهود أن يحكموا اليمن طيلة القرن الخامس الميلادي، وتوغلوا في أجهزة الدولة الحميرية وبخاصة المالية، وسيطروا على المراكز المهمة، وكان جميع ملوك حمير، منذ تبان أسعد أبي كرب وحتى عهد مرثد إلن (495م)، متهودين باستثناء عبد كلال بن مثوب، ويتصلون اتصالاً وثيقًا بيثرب، مركز اليهود الأقوى في شبه الجزيرة العربية. ولكن النفوذ اليهودي أخذ ينحسر أمام تعاظم النفوذ المسيحي بدعم من الأحباش، حتى أضحى النصارى الحكّام الحقيقيين في عهد الملك "معديكرب ينعم". وعندما وصل ذو نواس إلى العرش، اعتنق اليهودية كي يحارب بها المسيحية السياسية التي كانت تتمثل بالحبشة وحليفتها الإمبراطورية البيزنطية، فاضطهد المسيحيين وأزال جماعات كاملة منهم من العاصمة ظفار ومن السواحل، ولعلّه شعر أن هجومًا حبشيًا على بلاده كان على وشك أن يقع، فأراد استباق هذا الحدث بضربة وقائية، فهاجم نجران، وخيّر أهلها بين اعتناق الدين اليهودي أو الحرق بالنار، ففضل معظمهم الموت في سبيل إيمانهم، فحفر أخاديد في الأرض وأحرقهم فيها مع أناجيلهم، وقد ذُكرت هذه الحادثة في القرآن بسورة البروج:  قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ  النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ  إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ  وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ  وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ  .
  • 7 سُمي بآكل المرار تشبيهًا بالجمل الذي يزبد فمه بعد أكل نبات المرار، والمرار عشب إذا أكلته الإبل قلّصت مشافرها فبدت أسنانها. وفي رواية أنه سُمي بآكل المرار لأنه لما أتاه الخبر بأن الحارث بن جبلة كان نائمًا في حِجر امرأته هند، جعل يأكل المرار من الغيظ وهو لا يدري. ويُقال، بل قالت هند للحارث وقد سألها: «ما ترين حُجرًا فاعلاً؟»، قالت: «كأنك به قد أدركك في الخيل وهو كأنه بعير قد أكل المرار».

على بركة الله

وصلات خارجية[عدل]