اتجارية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إصلاح وصلات الأخطاء الإملائية
سطر 3: سطر 3:
{{أنظمة اقتصادية}}
{{أنظمة اقتصادية}}
{{رأسمالية}}
{{رأسمالية}}
'''الإتجارية''' أو '''مذهب التجاريين'''<ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.co.uk/books?id=NWFRDwAAQBAJ&pg=PA25&dq=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj5t4q3-ZreAhXQMewKHXSEDPoQ6AEIKTAA#v=onepage&q=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&f=false|title=فلسفة الفكر المالي|date=2018-01-01|website=|publisher=وكالة الصحافة العربية (ناشرون)|ISBN=9786500298390|place=الجيزة|language=ar|accessdate=|last=فوزي|first=عبد المنعم|via=}}</ref> أو '''المركنتيلية''' {{إنج|Mercantilism}} يعرفها [[المعجم المنجد]] في [[لغة عربية|اللغة العربية]] المعاصرة بأنها "نزعة للمتاجرة من غير اهتمام بأي شيء آخر"،<ref>المعجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة، الطبعة الثانية، 2001.</ref> وهي مذهب سياسي-اقتصادي ساد في [[أوروبا]] فيما بين بداية [[القرن 16|القرن السادس عشر]] ومنتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]. كانت الإتجارية شائعة كشيوع [[رأسمالية|الرأسمالية]] في هذا العصر<ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.co.uk/books?id=oKrZCgAAQBAJ&pg=PA100&dq=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj5t4q3-ZreAhXQMewKHXSEDPoQ6AEIPjAD#v=onepage&q=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&f=false|title=مفاهيم وأساليب تدريس التربية الإسلامية|date=2010-01-01|website=|publisher=الجنادرية للنشر والتوزيع|ISBN=9957501348|place=الرياض|language=ar|accessdate=|last=فتحي ذياب سبيتان|first=حسن محمد وهدان|via=}}</ref>، وبحين تفترض النظريات الإقتصادية الحالية بأن الأسواق تنمو باستمرار، ترى الإتجارية بأن الأسواق ثابتة، مما يعني بأن لزيادة حصتك في السوق، ينبغي أن تأخذ هذه الحصة من حصة شخص آخر.
'''الإتجارية''' أو '''مذهب التجاريين'''<ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.co.uk/books?id=NWFRDwAAQBAJ&pg=PA25&dq=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj5t4q3-ZreAhXQMewKHXSEDPoQ6AEIKTAA#v=onepage&q=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&f=false|title=فلسفة الفكر المالي|date=2018-01-01|website=|publisher=وكالة الصحافة العربية (ناشرون)|ISBN=9786500298390|place=الجيزة|language=ar|accessdate=|last=فوزي|first=عبد المنعم|via=}}</ref> أو '''المركنتيلية''' {{إنج|Mercantilism}} يعرفها [[المنجد|المعجم المنجد]] في [[اللغة العربية]] المعاصرة بأنها "نزعة للمتاجرة من غير اهتمام بأي شيء آخر"،<ref>المعجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة، الطبعة الثانية، 2001.</ref> وهي مذهب سياسي-اقتصادي ساد في [[أوروبا]] فيما بين بداية [[القرن 16|القرن السادس عشر]] ومنتصف [[القرن 18|القرن الثامن عشر]]. كانت الإتجارية شائعة كشيوع [[رأسمالية|الرأسمالية]] في هذا العصر<ref>{{مرجع كتاب|url=https://books.google.co.uk/books?id=oKrZCgAAQBAJ&pg=PA100&dq=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&hl=en&sa=X&ved=0ahUKEwj5t4q3-ZreAhXQMewKHXSEDPoQ6AEIPjAD#v=onepage&q=%D9%85%D8%B0%D9%87%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86&f=false|title=مفاهيم وأساليب تدريس التربية الإسلامية|date=2010-01-01|website=|publisher=الجنادرية للنشر والتوزيع|ISBN=9957501348|place=الرياض|language=ar|accessdate=|last=فتحي ذياب سبيتان|first=حسن محمد وهدان|via=}}</ref>، وبحين تفترض النظريات الإقتصادية الحالية بأن الأسواق تنمو باستمرار، ترى الإتجارية بأن الأسواق ثابتة، مما يعني بأن لزيادة حصتك في السوق، ينبغي أن تأخذ هذه الحصة من حصة شخص آخر.


ونشأ النظام المركنتلي التجاري في [[أوروبا]] خلال تقسيم الإقطاعيات لتعزيز ثروة الدولة وزيادة ملكيتها من المعدنين [[الذهب]] و[[الفضة]] عن طريق التنظيم [[حكومة|الحكومي]] الصادر لكامل [[اقتصاد|الاقتصاد]] الوطني وانتهاء في [[سياسة|سياسات]] تهدف إلى تطوير [[زراعة|الزراعة]] و[[صناعة|الصناعة]] وإنشاء الاحتكارات [[تجارة|التجارية]] الخارجية.
ونشأ النظام المركنتلي التجاري في [[أوروبا]] خلال تقسيم الإقطاعيات لتعزيز ثروة الدولة وزيادة ملكيتها من المعدنين [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] عن طريق التنظيم [[حكومة|الحكومي]] الصادر لكامل [[اقتصاد|الاقتصاد]] الوطني وانتهاء في [[سياسة|سياسات]] تهدف إلى تطوير [[زراعة|الزراعة]] و[[صناعة|الصناعة]] وإنشاء الاحتكارات [[تجارة|التجارية]] الخارجية.


[[ملف:Jean-Baptiste Colbert.jpg|تصغير|يسار|200بك|[[جان بابتيست كولبير]] وزير مالية [[فرنسا]] وهو من أشهر من أقترن اسمه بالمدرسة التجارية]]
[[ملف:Jean-Baptiste Colbert.jpg|تصغير|يسار|200بك|[[جان بابتيست كولبير]] وزير مالية [[فرنسا]] وهو من أشهر من أقترن اسمه بالمدرسة التجارية]]
يرى المركنتليون (التجاريون) أن مقدار قوة [[الدولة]] إنما يقاس بما لديها من [[ذهب]] ومعادن نفيسة وليس في قدرتها على إنتاج [[سلعة|السلع]] و[[خدمة|الخدمات]] كما هو المقياس الحديث. فقد اتبعت الدول المركنتالية ما يعرف [[نظام السبائك|بنظام السبائك]] الذي يحظر بيع المعادن الثمينة خارج الدولة بدون أخذ إذن الحكومة، وبلغ التطرف الشديد بذلك النظام إلى إيقاع [[عقوبة الإعدام]] بمن تثبت عليهم مخالفته. وبالتالي فقد أكد أنصار المذهب ضرورة تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية بهدف تحقيق فائض في ميزان المدفوعات أو ما سمي أيضا [[ميزان تجاري]] جيد، و دعوا إلى منح إعانات للصادرات وفرض حماية كمركية على الواردات والتدخل لزيادة إنتاج [[سلعة|السلع]] القابلة للتصدير أو التي تغني عن السلع المستوردة. كما طالب هؤلاء ببناء الجيوش القوية وضم المستعمرات وإقامة [[شركة|شركات]] احتكارية في بعض المناطق. وأشهر من أقترن اسمه في هذه [[مدرسة|المدرسة]] هو [[جان بابتيست كولبير]] وزير مالية [[فرنسا]]. وكان [[آدم سميث]] من أشد المنتقدين للنظرية المركنتيلية وطالب باستبدالها بنظام [[اقتصاد عدم التدخل]].
يرى المركنتليون (التجاريون) أن مقدار قوة [[الدولة]] إنما يقاس بما لديها من [[ذهب]] ومعادن نفيسة وليس في قدرتها على إنتاج [[سلعة|السلع]] و[[خدمة|الخدمات]] كما هو المقياس الحديث. فقد اتبعت الدول المركنتالية ما يعرف [[نظام السبائك|بنظام السبائك]] الذي يحظر بيع المعادن الثمينة خارج الدولة بدون أخذ إذن الحكومة، وبلغ التطرف الشديد بذلك النظام إلى إيقاع [[عقوبة الإعدام]] بمن تثبت عليهم مخالفته. وبالتالي فقد أكد أنصار المذهب ضرورة تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية بهدف تحقيق فائض في ميزان المدفوعات أو ما سمي أيضا [[ميزان تجاري]] جيد، و دعوا إلى منح إعانات للصادرات وفرض حماية كمركية على الواردات والتدخل لزيادة إنتاج [[سلعة|السلع]] القابلة للتصدير أو التي تغني عن السلع المستوردة. كما طالب هؤلاء ببناء الجيوش القوية وضم المستعمرات وإقامة [[شركة|شركات]] احتكارية في بعض المناطق. وأشهر من أقترن اسمه في هذه [[مدرسة|المدرسة]] هو [[جان بابتيست كولبير]] وزير مالية [[فرنسا]]. وكان [[آدم سميث]] من أشد المنتقدين للنظرية المركنتيلية وطالب باستبدالها بنظام [[مبدأ عدم التدخل (إقتصاد)|اقتصاد عدم التدخل]].
[[ملف:AdamSmith.jpg|تصغير|يسار|200بك|[[آدم سميث]] كان من أشد المنتقدين للمدرسة التجارية (المركنتلية)]]
[[ملف:AdamSmith.jpg|تصغير|يسار|200بك|[[آدم سميث]] كان من أشد المنتقدين للمدرسة التجارية (المركنتلية)]]


وعلى الرغم من أن المذهب التجاري أصبح موضع انتقاد عنيف حتى أصبحت المركنتيلية نوعا من [[التشهير]] و من الضرر الذي يلحقه في [[تجارة خارجية|التجارة الدولية]]، فإن تزايد الميل عند الرأسماليين لتدخل الدولة في [[الاقتصاد]] أعاد للمذهب بعض الاحترام.
وعلى الرغم من أن المذهب التجاري أصبح موضع انتقاد عنيف حتى أصبحت المركنتيلية نوعا من [[التشهير]] و من الضرر الذي يلحقه في [[تجارة دولية|التجارة الدولية]]، فإن تزايد الميل عند الرأسماليين لتدخل الدولة في [[اقتصاد (علم)|الاقتصاد]] أعاد للمذهب بعض الاحترام.


وقد انتشر المذهب التجاري أو المركنتلية في [[القرن السادس عشر]] ويعتبر {{وصلة إنترويكي|أنطوان دي مونكرتيان|Antoine de Montchrestien}} أول من بحث في هذا الموضوع بتوسع من [[فرنسا]] في كتابه [[اقتصاد سياسي|الاقتصاد السياسي]] عام [[1615]]م، وكان أول من نفذه في [[فرنسا]] هو [[كولبير]] حيث عمل على تشجيع [[الصناعة]] واتخذ الكثير من الأجراءات التي تؤدي إلى تحسين النوعية.
وقد انتشر المذهب التجاري أو المركنتلية في [[القرن 16|القرن السادس عشر]] ويعتبر {{وصلة إنترويكي|أنطوان دي مونكرتيان|Antoine de Montchrestien}} أول من بحث في هذا الموضوع بتوسع من [[فرنسا]] في كتابه [[اقتصاد سياسي|الاقتصاد السياسي]] عام [[1615]]م، وكان أول من نفذه في [[فرنسا]] هو [[جان بابتيست كولبير|كولبير]] حيث عمل على تشجيع [[صناعة|الصناعة]] واتخذ الكثير من الأجراءات التي تؤدي إلى تحسين النوعية.
كما عمل على إنشاء [[مختبر|مصانع]] نموذجية لكي يقتدى بها الأفراد حتى سميت هذه [[سياسة|السياسة]] باسمه (colbertism).
كما عمل على إنشاء [[مختبر|مصانع]] نموذجية لكي يقتدى بها الأفراد حتى سميت هذه [[سياسة|السياسة]] باسمه (colbertism).


وكان مما ساعد ترويج هذه [[سياسة|السياسة]] هو نظام الطوائف الذي كان معمولا به آنذاك والذي يفترض عدم أرتقاء [[عامل (مهنة)|العامل]] من [[مهنة]] إلى أخرى إلا بعد أن يمضي فترة من التدريب.
وكان مما ساعد ترويج هذه [[سياسة|السياسة]] هو نظام الطوائف الذي كان معمولا به آنذاك والذي يفترض عدم أرتقاء [[عامل (مهنة)|العامل]] من [[مهنة]] إلى أخرى إلا بعد أن يمضي فترة من التدريب.


أما في [[بريطانيا]] فقد اشتهر من الكتاب الذين بحثوا في هذا الموضوع تشلد(Sir Josiah Child)، وتمبل (Sir william Temple)، ودافينا (Chnlec Doverant)، وتوماس مان (Thomas Mun)، وفي [[أيطاليا]] اشتهر الكاتب [[أنطونيو سيرا]] (Antonio Serra).
أما في [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] فقد اشتهر من الكتاب الذين بحثوا في هذا الموضوع تشلد(Sir Josiah Child)، وتمبل (Sir william Temple)، ودافينا (Chnlec Doverant)، وتوماس مان (Thomas Mun)، وفي [[إيطاليا|أيطاليا]] اشتهر الكاتب [[أنطونيو سيرا]] (Antonio Serra).


وتقوم سياسة التجاريين (المركنتلية) التي تستهدف الحصول على أكبر قدر من المعدنيين [[الذهب]] و[[الفضة]] والأحتفاظ به أو زيادته على وسيلتين رئيسيتين يمكن تلخيصها بما يلي:
وتقوم سياسة التجاريين (المركنتلية) التي تستهدف الحصول على أكبر قدر من المعدنيين [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] والأحتفاظ به أو زيادته على وسيلتين رئيسيتين يمكن تلخيصها بما يلي:


'''الوسيلة الأولى''': [[سياسة|السياسة]] المعدنية(Bullion Policy):
'''الوسيلة الأولى''': [[سياسة|السياسة]] المعدنية(Bullion Policy):
وهي التي أعتمدها [[فيلسوف|فلاسفة]] التجاريين (المركنتليين) في آخر [[القرن الخامس عشر]] وأوائل [[القرن السادس عشر]] وتنحصر بالآتي:
وهي التي أعتمدها [[فيلسوف|فلاسفة]] التجاريين (المركنتليين) في آخر [[القرن 15|القرن الخامس عشر]] وأوائل [[القرن 16|القرن السادس عشر]] وتنحصر بالآتي:
# منع تصدير [[الذهب]] و[[الفضة]] إلى الخارج للحفاظ عليه من التسرب. وقد أتبعت ذلك كل من [[أسبانيا]] و[[البرتغال]].
# منع تصدير [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] إلى الخارج للحفاظ عليه من التسرب. وقد أتبعت ذلك كل من [[إسبانيا|أسبانيا]] و[[البرتغال]].
# إلزام المصدرين بأستحصال مقابل حصيلة الصادرات (ذهبا أو فضة)، وإلزام المستوردين مقايضة [[سلعة|السلع]] المستوردة [[سلعة|بسلع]] وطنية.
# إلزام المصدرين بأستحصال مقابل حصيلة الصادرات (ذهبا أو فضة)، وإلزام المستوردين مقايضة [[سلعة|السلع]] المستوردة [[سلعة|بسلع]] وطنية.
# تشجيع [[مصرف|المصارف]] (البنوك) لمنح فائدة مرتفعة على الودائع الأجنبية.
# تشجيع [[مصرف (توضيح)|المصارف]] (البنوك) لمنح فائدة مرتفعة على الودائع الأجنبية.
# قبول النقود الذهبية والفضية بأكثر من قيمتها.
# قبول النقود الذهبية والفضية بأكثر من قيمتها.


'''الوسيلة الثانية''': وهي التي راجت في [[القرن السابع عشر]] وأعتمدت [[الميزان التجاري]] الموجب الذي يكون في صالح الدولة لأدخال [[الذهب]] و[[الفضة]] في البلاد.
'''الوسيلة الثانية''': وهي التي راجت في [[القرن 17|القرن السابع عشر]] وأعتمدت [[ميزان تجاري|الميزان التجاري]] الموجب الذي يكون في صالح الدولة لأدخال [[ذهب|الذهب]] و[[فضة|الفضة]] في البلاد.
ولكي يكون الميزان التجاري موجبا (أي لصالح الدولة) فيجب [[عمل|العمل]] على زيادة الصادرات وتقليل الأستيرادات بحيث يدفع الفرق بينهما ذهبا.
ولكي يكون الميزان التجاري موجبا (أي لصالح الدولة) فيجب [[عمل (توضيح)|العمل]] على زيادة الصادرات وتقليل الأستيرادات بحيث يدفع الفرق بينهما ذهبا.


ولتحقيق ذلك يترتب اتباع السياسات التالية:
ولتحقيق ذلك يترتب اتباع السياسات التالية:
سطر 40: سطر 40:
ولم تكن سياسة التجاريين تعمل لصالح [[زراعة|الزراعة]] وذلك بسبب ما كانوا ينادون به من ضرورة تقليل [[كلفة|كلف]] المنتجات [[زراعة|الزراعية]] لأجل الأقلال من أجور [[عامل (مهنة)|العمال]].
ولم تكن سياسة التجاريين تعمل لصالح [[زراعة|الزراعة]] وذلك بسبب ما كانوا ينادون به من ضرورة تقليل [[كلفة|كلف]] المنتجات [[زراعة|الزراعية]] لأجل الأقلال من أجور [[عامل (مهنة)|العمال]].


ولهذا السبب واجهت [[زراعة|الزراعة]] في ذلك الوقت الكثير من المصاعب وهجرها أهلها للأشتغال ب[[صناعة|الصناعة]]. غير أن بعض التجاريين وخاصة في [[فرنسا]] و[[أيطاليا]]، ظلوا على اهتمامهم ب[[زراعة|الزراعة]] إلى جانب [[الصناعة]]. ولم يخلوا مذهب التجاريين من انتقاد شديد، فقد هاجمه الكثير من الكتاب الأنكليز آنذاك ومنهم دولي نورث (Sir Dudiey North)، في كتابه (Discourses Upon Trade)، الذي نشر عام [[1691]]م، وكذلك وليام بيتلي (Sir william Petly)، مؤلف كتاب الحساب السياسي (Political Arithmetic)، الذي وضعه عام [[1671]]م، ونشر عام [[1691]]م، وكذلك دايفيد هوم(David Hume).
ولهذا السبب واجهت [[زراعة|الزراعة]] في ذلك الوقت الكثير من المصاعب وهجرها أهلها للأشتغال ب[[صناعة|الصناعة]]. غير أن بعض التجاريين وخاصة في [[فرنسا]] و[[إيطاليا|أيطاليا]]، ظلوا على اهتمامهم ب[[زراعة|الزراعة]] إلى جانب [[صناعة|الصناعة]]. ولم يخلوا مذهب التجاريين من انتقاد شديد، فقد هاجمه الكثير من الكتاب الأنكليز آنذاك ومنهم دولي نورث (Sir Dudiey North)، في كتابه (Discourses Upon Trade)، الذي نشر عام [[1691]]م، وكذلك وليام بيتلي (Sir william Petly)، مؤلف كتاب الحساب السياسي (Political Arithmetic)، الذي وضعه عام [[1671]]م، ونشر عام [[1691]]م، وكذلك دايفيد هوم(David Hume).


وقد كان هذا النظام نوعا من إستراتيجية الدولة لجعل المستعمرات تابعة في [[اقتصاد]] كجزء من الدولة الأم، كما كان الحال في ممارسات دولة [[بريطانيا]] في مستعمراتها. ومع ذلك فالواقع أن هذه الممارسات إنما هي ظاهرة أوسع تشمل اتفاقيات الغاية منها ديمومة واستمرار نظام المنفعة المتبادلة بين النخبة من [[حكومة|الحكومة]] ورجال الأعمال وفي المصطلح الدبلوماسي فإن (المركنتلية) تتساوى مع حكم الأقلية.<ref>[[القاموس الاقتصادي]] - المركنتالزم (المذهب التجاري) - صفحة 207- تأليف [[حسن النجفي]] وكيل وزارة المالية العراقية - مديرية مطبعة الأدارة المحلية - بغداد 1977م.</ref>
وقد كان هذا النظام نوعا من إستراتيجية الدولة لجعل المستعمرات تابعة في [[اقتصاد]] كجزء من الدولة الأم، كما كان الحال في ممارسات دولة [[المملكة المتحدة|بريطانيا]] في مستعمراتها. ومع ذلك فالواقع أن هذه الممارسات إنما هي ظاهرة أوسع تشمل اتفاقيات الغاية منها ديمومة واستمرار نظام المنفعة المتبادلة بين النخبة من [[حكومة|الحكومة]] ورجال الأعمال وفي المصطلح الدبلوماسي فإن (المركنتلية) تتساوى مع حكم الأقلية.<ref>[[القاموس الاقتصادي]] - المركنتالزم (المذهب التجاري) - صفحة 207- تأليف [[حسن النجفي]] وكيل وزارة المالية العراقية - مديرية مطبعة الأدارة المحلية - بغداد 1977م.</ref>


== المصادر ==
== المصادر ==
{{مراجع}}
{{مراجع}}
* آليات [[السوق]] والتطورات الديمقراطية - تأليف : جون سوليفان.
* آليات [[سوق|السوق]] والتطورات الديمقراطية - تأليف : جون سوليفان.
* موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، الطبعة الثالثة، 1990، الجزء الأول ص 27
* موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، الطبعة الثالثة، 1990، الجزء الأول ص 27
* [http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=96987 موقع الحوار المتمدن]
* [http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=96987 موقع الحوار المتمدن]


== طالع أيضا ==
== طالع أيضا ==
* [[الاشتراكية]]
* [[اشتراكية|الاشتراكية]]
* [[الرأسمالية]]
* [[رأسمالية|الرأسمالية]]
* [[الإقطاع]]
* [[إقطاع|الإقطاع]]


{{تجارة}}
{{تجارة}}

نسخة 17:46، 2 سبتمبر 2019

ميناء بحري وهمي رسمه كلود لورين حوالي عام 1639، في ذروة الفترة التجارية المركنتلية


الإتجارية أو مذهب التجاريين[1] أو المركنتيلية (بالإنجليزية: Mercantilism)‏ يعرفها المعجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة بأنها "نزعة للمتاجرة من غير اهتمام بأي شيء آخر"،[2] وهي مذهب سياسي-اقتصادي ساد في أوروبا فيما بين بداية القرن السادس عشر ومنتصف القرن الثامن عشر. كانت الإتجارية شائعة كشيوع الرأسمالية في هذا العصر[3]، وبحين تفترض النظريات الإقتصادية الحالية بأن الأسواق تنمو باستمرار، ترى الإتجارية بأن الأسواق ثابتة، مما يعني بأن لزيادة حصتك في السوق، ينبغي أن تأخذ هذه الحصة من حصة شخص آخر.

ونشأ النظام المركنتلي التجاري في أوروبا خلال تقسيم الإقطاعيات لتعزيز ثروة الدولة وزيادة ملكيتها من المعدنين الذهب والفضة عن طريق التنظيم الحكومي الصادر لكامل الاقتصاد الوطني وانتهاء في سياسات تهدف إلى تطوير الزراعة والصناعة وإنشاء الاحتكارات التجارية الخارجية.

جان بابتيست كولبير وزير مالية فرنسا وهو من أشهر من أقترن اسمه بالمدرسة التجارية

يرى المركنتليون (التجاريون) أن مقدار قوة الدولة إنما يقاس بما لديها من ذهب ومعادن نفيسة وليس في قدرتها على إنتاج السلع والخدمات كما هو المقياس الحديث. فقد اتبعت الدول المركنتالية ما يعرف بنظام السبائك الذي يحظر بيع المعادن الثمينة خارج الدولة بدون أخذ إذن الحكومة، وبلغ التطرف الشديد بذلك النظام إلى إيقاع عقوبة الإعدام بمن تثبت عليهم مخالفته. وبالتالي فقد أكد أنصار المذهب ضرورة تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية بهدف تحقيق فائض في ميزان المدفوعات أو ما سمي أيضا ميزان تجاري جيد، و دعوا إلى منح إعانات للصادرات وفرض حماية كمركية على الواردات والتدخل لزيادة إنتاج السلع القابلة للتصدير أو التي تغني عن السلع المستوردة. كما طالب هؤلاء ببناء الجيوش القوية وضم المستعمرات وإقامة شركات احتكارية في بعض المناطق. وأشهر من أقترن اسمه في هذه المدرسة هو جان بابتيست كولبير وزير مالية فرنسا. وكان آدم سميث من أشد المنتقدين للنظرية المركنتيلية وطالب باستبدالها بنظام اقتصاد عدم التدخل.

آدم سميث كان من أشد المنتقدين للمدرسة التجارية (المركنتلية)

وعلى الرغم من أن المذهب التجاري أصبح موضع انتقاد عنيف حتى أصبحت المركنتيلية نوعا من التشهير و من الضرر الذي يلحقه في التجارة الدولية، فإن تزايد الميل عند الرأسماليين لتدخل الدولة في الاقتصاد أعاد للمذهب بعض الاحترام.

وقد انتشر المذهب التجاري أو المركنتلية في القرن السادس عشر ويعتبر أنطوان دي مونكرتيان [الإنجليزية] أول من بحث في هذا الموضوع بتوسع من فرنسا في كتابه الاقتصاد السياسي عام 1615م، وكان أول من نفذه في فرنسا هو كولبير حيث عمل على تشجيع الصناعة واتخذ الكثير من الأجراءات التي تؤدي إلى تحسين النوعية. كما عمل على إنشاء مصانع نموذجية لكي يقتدى بها الأفراد حتى سميت هذه السياسة باسمه (colbertism).

وكان مما ساعد ترويج هذه السياسة هو نظام الطوائف الذي كان معمولا به آنذاك والذي يفترض عدم أرتقاء العامل من مهنة إلى أخرى إلا بعد أن يمضي فترة من التدريب.

أما في بريطانيا فقد اشتهر من الكتاب الذين بحثوا في هذا الموضوع تشلد(Sir Josiah Child)، وتمبل (Sir william Temple)، ودافينا (Chnlec Doverant)، وتوماس مان (Thomas Mun)، وفي أيطاليا اشتهر الكاتب أنطونيو سيرا (Antonio Serra).

وتقوم سياسة التجاريين (المركنتلية) التي تستهدف الحصول على أكبر قدر من المعدنيين الذهب والفضة والأحتفاظ به أو زيادته على وسيلتين رئيسيتين يمكن تلخيصها بما يلي:

الوسيلة الأولى: السياسة المعدنية(Bullion Policy): وهي التي أعتمدها فلاسفة التجاريين (المركنتليين) في آخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر وتنحصر بالآتي:

  1. منع تصدير الذهب والفضة إلى الخارج للحفاظ عليه من التسرب. وقد أتبعت ذلك كل من أسبانيا والبرتغال.
  2. إلزام المصدرين بأستحصال مقابل حصيلة الصادرات (ذهبا أو فضة)، وإلزام المستوردين مقايضة السلع المستوردة بسلع وطنية.
  3. تشجيع المصارف (البنوك) لمنح فائدة مرتفعة على الودائع الأجنبية.
  4. قبول النقود الذهبية والفضية بأكثر من قيمتها.

الوسيلة الثانية: وهي التي راجت في القرن السابع عشر وأعتمدت الميزان التجاري الموجب الذي يكون في صالح الدولة لأدخال الذهب والفضة في البلاد. ولكي يكون الميزان التجاري موجبا (أي لصالح الدولة) فيجب العمل على زيادة الصادرات وتقليل الأستيرادات بحيث يدفع الفرق بينهما ذهبا.

ولتحقيق ذلك يترتب اتباع السياسات التالية:

  1. الأخذ بنظام الحصص بالنسبة لاستيراد بعض السلع.
  2. فرض قيود نوعية على بعض الأنواع من المنتجات المستوردة.
  3. حصر عمليات النقل على البواخر ووسائط النقل الوطنية.
  4. تحسين النوعية والأخذ بمبدأ المنافسة عند التصدير.

ولم تكن سياسة التجاريين تعمل لصالح الزراعة وذلك بسبب ما كانوا ينادون به من ضرورة تقليل كلف المنتجات الزراعية لأجل الأقلال من أجور العمال.

ولهذا السبب واجهت الزراعة في ذلك الوقت الكثير من المصاعب وهجرها أهلها للأشتغال بالصناعة. غير أن بعض التجاريين وخاصة في فرنسا وأيطاليا، ظلوا على اهتمامهم بالزراعة إلى جانب الصناعة. ولم يخلوا مذهب التجاريين من انتقاد شديد، فقد هاجمه الكثير من الكتاب الأنكليز آنذاك ومنهم دولي نورث (Sir Dudiey North)، في كتابه (Discourses Upon Trade)، الذي نشر عام 1691م، وكذلك وليام بيتلي (Sir william Petly)، مؤلف كتاب الحساب السياسي (Political Arithmetic)، الذي وضعه عام 1671م، ونشر عام 1691م، وكذلك دايفيد هوم(David Hume).

وقد كان هذا النظام نوعا من إستراتيجية الدولة لجعل المستعمرات تابعة في اقتصاد كجزء من الدولة الأم، كما كان الحال في ممارسات دولة بريطانيا في مستعمراتها. ومع ذلك فالواقع أن هذه الممارسات إنما هي ظاهرة أوسع تشمل اتفاقيات الغاية منها ديمومة واستمرار نظام المنفعة المتبادلة بين النخبة من الحكومة ورجال الأعمال وفي المصطلح الدبلوماسي فإن (المركنتلية) تتساوى مع حكم الأقلية.[4]

المصادر

  1. ^ فوزي، عبد المنعم (1 يناير 2018). فلسفة الفكر المالي. الجيزة: وكالة الصحافة العربية (ناشرون). ISBN:9786500298390.
  2. ^ المعجم المنجد في اللغة العربية المعاصرة، الطبعة الثانية، 2001.
  3. ^ فتحي ذياب سبيتان، حسن محمد وهدان (1 يناير 2010). مفاهيم وأساليب تدريس التربية الإسلامية. الرياض: الجنادرية للنشر والتوزيع. ISBN:9957501348.
  4. ^ القاموس الاقتصادي - المركنتالزم (المذهب التجاري) - صفحة 207- تأليف حسن النجفي وكيل وزارة المالية العراقية - مديرية مطبعة الأدارة المحلية - بغداد 1977م.
  • آليات السوق والتطورات الديمقراطية - تأليف : جون سوليفان.
  • موسوعة السياسة، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، الطبعة الثالثة، 1990، الجزء الأول ص 27
  • موقع الحوار المتمدن

طالع أيضا