مطبخ القرون الوسطى: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[مراجعة غير مفحوصة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 11: سطر 11:


==المعايير الغذائية==
==المعايير الغذائية==
كانت ماكولات ثقافات [[حوض البحر الأبيض المتوسط|حوض البحر الابيض المتوسط]] منذ العصور القديمة تعتمد على الحبوب و خاصةً انواع مختلفة من [[قمح|القمح]]. و بعد ذلك اصبحت العصيدة و الخبز من المحاصيل الغذائية الاساسية التي تكون غالبية السعرات الحرارية بالنسبة لمعظم السكان. فمن القرن الثامن (8) الى القرن الحادي عشر (11) ارتفعت نسبة الحبوب المختلفة في النظام الغذائي من حوالي {{frac|1|3}} الي {{frac|3|4}} . وظل الاعتماد على القمح شيئا مهما طوال فترة عصر القرون الوسطى، وانتشرت شمالا مع صعود و انتشار المسيحية. في المناخات الباردة، ومع ذلك، كان من عادة لا يمكن تحمله لغالبية السكان، وكان مرتبطا بالطبقات العليا. مركزية الخبز في الطقوس الدينية مثل [[أفخارستيا|القربان المقدس]] يعني أنه يتمتع بمكانة عالية خصوصا بين المواد الغذائية. كان فقط زيت الزيتون والنبيذ قيمة قابلة للمقارنة، ولكن كلاهما ظلوا مقصورين تماما خارج المناطق الاكثر دفئا لنمو العنب والزيتون . ويتضح الدور الرمزي للخبز على حد سواء كرزق او قوت و كمادة في عظة قدمها القديس [[أوغسطينوس|أغسطينوس]] و التي تقول :
كانت ماكولات ثقافات [[حوض البحر الأبيض المتوسط|حوض البحر الابيض المتوسط]] منذ العصور القديمة تعتمد على الحبوب و خاصةً انواع مختلفة من [[قمح|القمح]]. و بعد ذلك اصبحت العصيدة و الخبز من المحاصيل الغذائية الاساسية التي تكون غالبية السعرات الحرارية بالنسبة لمعظم السكان. فمن القرن الثامن (8) الى القرن الحادي عشر (11) ارتفعت نسبة الحبوب المختلفة في النظام الغذائي من حوالي {{frac|1|3}} الي {{frac|3|4}} .<ref name="HM_16">Hunt & Murray (1999), p. 16.</ref> وظل الاعتماد على القمح شيئا مهما طوال فترة عصر القرون الوسطى، وانتشرت شمالا مع صعود و انتشار المسيحية. في المناخات الباردة، ومع ذلك، كان من عادة لا يمكن تحمله لغالبية السكان، وكان مرتبطا بالطبقات العليا. مركزية الخبز في الطقوس الدينية مثل [[أفخارستيا|القربان المقدس]] يعني أنه يتمتع بمكانة عالية خصوصا بين المواد الغذائية. كان فقط زيت الزيتون والنبيذ قيمة قابلة للمقارنة، ولكن كلاهما ظلوا مقصورين تماما خارج المناطق الاكثر دفئا لنمو العنب والزيتون . ويتضح الدور الرمزي للخبز على حد سواء كرزق او قوت و كمادة في عظة قدمها القديس [[أوغسطينوس|أغسطينوس]] و التي تقول :
<blockquote> ...هذا الخبز يعيد رواية التاريخ الخاص بك ... فانت جلبت الى ارض الطحن و درس الحنطة هذه الارض ملك الرب و تم طحنك و درسك ... وفي انتظار [[تعاليم الكنيسة|التعليم المسيحي]]، كنت مثل الحبوب المخزنة و المحفوظ بها في صومعة ... و في [http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/2-Coptic-Terminology_Beh-Teh-Theh-Geem/Gorn-El-Ma3modia.html جرن المعمودية] أنت تعجن في عجينة واحدة .. وفي فرن الاشباح المقدسة تخبز الى خبز الله الحقيقي.
<blockquote> ...هذا الخبز يعيد رواية التاريخ الخاص بك ... فانت جلبت الى ارض الطحن و درس الحنطة هذه الارض ملك الرب و تم طحنك و درسك ... وفي انتظار [[تعاليم الكنيسة|التعليم المسيحي]]، كنت مثل الحبوب المخزنة و المحفوظ بها في صومعة ... و في [http://st-takla.org/Coptic-Faith-Creed-Dogma/Coptic-Rite-n-Ritual-Taks-Al-Kanisa/Dictionary-of-Coptic-Ritual-Terms/2-Coptic-Terminology_Beh-Teh-Theh-Geem/Gorn-El-Ma3modia.html جرن المعمودية] أنت تعجن في عجينة واحدة .. وفي فرن الاشباح المقدسة تخبز الى خبز الله الحقيقي<ref name="HM_16"/>.


===الكنيسة===
===الكنيسة===
سطر 20: سطر 20:


إن كلاً من الكنائس الشرقية و الكنائس الغربية اصدرت امرا بأن العيد يجب أن يتناوب مع الصوم. ففي معظم دول أوروبا، كانت أيام الجمعة ايام صيام، ولوحظ الصيام في أيام مختلفة وفترات أخرى، بما في ذلك [[الصوم الكبير]] وزمن المجيء ( أي زمن مجيء المسيح ) . ولم يسمح بتناول اللحوم، والمنتجات الحيوانية مثل الحليب والجبن والزبدة والبيض، فقط السمك هو المسموح بتناوله. و كان الصوم مقصود و معد لكبح الشهوه الجسديه ( مثل الطعام ) وتنشيط او تقوية الروح و أيضا لتذكير الصائم بتضحية [[يسوع|المسيح]] من اجل البشرية. وكانت النية و الهدف من ذلك لا لتصوير بعض الأطعمة نجسة،وإنما لتلقين الانسان درس روحي في ضبط النفس من خلال التقشف و عدم الاسراف في الطعام والشراب. و خلال أيام الصوم شديدة على وجه الخصوص، تم تخفيض عدد الوجبات اليومية أيضا إلى وجبة واحدة. و حتى لو احترمت معظم الناس هذه القيود عادة ما تكون هناك كفارة عند مخالفتهم لها، وكانت هناك أيضا طرق عديدة للتحايل علي تلك القيود، وهو صراع المثل العليا و الممارسة .. لخصها الكاتب بريدجيت آن هينيش ([http://www.goodreads.com/author/show/174232.Bridget_Ann_Henisch Bridget Ann Henisch] ) و التي تقول :
إن كلاً من الكنائس الشرقية و الكنائس الغربية اصدرت امرا بأن العيد يجب أن يتناوب مع الصوم. ففي معظم دول أوروبا، كانت أيام الجمعة ايام صيام، ولوحظ الصيام في أيام مختلفة وفترات أخرى، بما في ذلك [[الصوم الكبير]] وزمن المجيء ( أي زمن مجيء المسيح ) . ولم يسمح بتناول اللحوم، والمنتجات الحيوانية مثل الحليب والجبن والزبدة والبيض، فقط السمك هو المسموح بتناوله. و كان الصوم مقصود و معد لكبح الشهوه الجسديه ( مثل الطعام ) وتنشيط او تقوية الروح و أيضا لتذكير الصائم بتضحية [[يسوع|المسيح]] من اجل البشرية. وكانت النية و الهدف من ذلك لا لتصوير بعض الأطعمة نجسة،وإنما لتلقين الانسان درس روحي في ضبط النفس من خلال التقشف و عدم الاسراف في الطعام والشراب. و خلال أيام الصوم شديدة على وجه الخصوص، تم تخفيض عدد الوجبات اليومية أيضا إلى وجبة واحدة. و حتى لو احترمت معظم الناس هذه القيود عادة ما تكون هناك كفارة عند مخالفتهم لها، وكانت هناك أيضا طرق عديدة للتحايل علي تلك القيود، وهو صراع المثل العليا و الممارسة .. لخصها الكاتب بريدجيت آن هينيش ([http://www.goodreads.com/author/show/174232.Bridget_Ann_Henisch Bridget Ann Henisch] ) و التي تقول :
<blockquote> .... انه من طبيعة الانسان ان يبني قفصا الاكثر تعقيدا من القواعد و الانظمة التي من خلالها يعترض و يكبح نفسه، وبعد ذلك، ببراعة و تلذذ متساوية ، يخضع عقله لمشكلة تتلوى منتصرةً مرة أخرى. كان الصوم الكبير تحديا، وكان لعبة لكشف الثغرات</blockquote>.
<blockquote> .... انه من طبيعة الانسان ان يبني قفصا الاكثر تعقيدا من القواعد و الانظمة التي من خلالها يعترض و يكبح نفسه، وبعد ذلك، ببراعة و تلذذ متساوية ، يخضع عقله لمشكلة تتلوى منتصرةً مرة أخرى. كان الصوم الكبير تحديا، وكان لعبة لكشف الثغرات<ref>Henisch (1976), p. 41.</ref> </blockquote>.


[[File:Pietro Lorenzetti 001.jpg|thumb|upright|الراهبات تناول الطعام في صمت أثناء الاستماع إلى قراءة الكتاب المقدس. لاحظ استخدام إشارات اليد للتواصل، وحياة السعادة و المباركه.]]
[[File:Pietro Lorenzetti 001.jpg|thumb|upright|الراهبات تناول الطعام في صمت أثناء الاستماع إلى قراءة الكتاب المقدس. لاحظ استخدام إشارات اليد للتواصل، وحياة السعادة و المباركه.]]
في حين أن المنتجات الحيوانية التي ينبغي تجنبها خلال أوقات التكفير عن الذنب، غالبا ما سادت تنازلات واقعية. وغالبا ما أمتد تعريف "الأسماك" للحيوانات البحرية وشبه المائية مثل [[حوت|الحيتان]] و[[إوز أبيض الرأس|الأوز]] و [[بفن|البفن puffins]] ( و هو طائر بحري ) وحتى [[قندس|القنادس]]. و اختيار المكونات قد تكون محدودة، ولكن هذا لا يعني أن وجبات الطعام كانت أصغر. و لم يكن هناك أي قيود ضد شرب أو أكل الحلويات فقد كان نظاماً معتدلاً في ذلك. إن المآدب التي عُقدت في ايام الاسماك ( اي الايام التي يسمح فيها بتناول الاسماك ) يمكن ان تكون رائعة، و كانت ايضا مناسبات شعبية بتقديم طعام خيالي و الذي فيه تقليد للحوم و الجبن و البيض في اشكال عديدة مبتكرة، فالاسماك يمكن ان تكون مصبوبة و مشكلة لتبدو وكأنها [[لحم غزال|لحم الغزال]] و البيض الخيالي الذى يمكن ان يصنع من خلال حشو قشر البيض الفارغ ب[[بطارخ]] السمك و حليب اللوز و طهيه على الفحم. في حين اتخذ مسؤولي الكنيسة [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطية]] نهج متشدد، وتثبيط أي تحسين لمحاولة الطهي لرجال الدين، وكانت نظرائهم الغربيين أكثر تساهلا. وكان هناك أيضا عدم نقص في التبرم و التذمر حول قسوة الصيام بين طبقة العلمانيين. و أثناء الصوم الكبير، الملوك والأطفال، العوام الذين ينتمون الى عامة الشعب والنبل الذين ينتمون الى طبقة النبلاء، اشتكوا جميعا من حرمانهم من اللحوم لاسابيع طويلة و قاسية من التأمل الرسمي لخطاياهم. في الصوم الكبير، حُذر أصحاب المواشي ليتجنبوا و يحترسوا من الكلاب الجائعة المصابة بالاحباط بسبب الحصار الشديد بسبب الصوم الكبير و عظام الاسماك.
في حين أن المنتجات الحيوانية التي ينبغي تجنبها خلال أوقات التكفير عن الذنب، غالبا ما سادت تنازلات واقعية. وغالبا ما أمتد تعريف "الأسماك" للحيوانات البحرية وشبه المائية مثل [[حوت|الحيتان]] و[[إوز أبيض الرأس|الأوز]] و [[بفن|البفن puffins]] ( و هو طائر بحري ) وحتى [[قندس|القنادس]]. و اختيار المكونات قد تكون محدودة، ولكن هذا لا يعني أن وجبات الطعام كانت أصغر. و لم يكن هناك أي قيود ضد شرب أو أكل الحلويات فقد كان نظاماً معتدلاً في ذلك. إن المآدب التي عُقدت في ايام الاسماك ( اي الايام التي يسمح فيها بتناول الاسماك ) يمكن ان تكون رائعة، و كانت ايضا مناسبات شعبية بتقديم طعام خيالي و الذي فيه تقليد للحوم و الجبن و البيض في اشكال عديدة مبتكرة، فالاسماك يمكن ان تكون مصبوبة و مشكلة لتبدو وكأنها [[لحم غزال|لحم الغزال]] و البيض الخيالي الذى يمكن ان يصنع من خلال حشو قشر البيض الفارغ ب[[بطارخ]] السمك و حليب اللوز و طهيه على الفحم. في حين اتخذ مسؤولي الكنيسة [[الإمبراطورية البيزنطية|البيزنطية]] نهج متشدد، وتثبيط أي تحسين لمحاولة الطهي لرجال الدين، وكانت نظرائهم الغربيين أكثر تساهلا<ref name="henisch43">Henisch (1976), p. 43.</ref>. وكان هناك أيضا عدم نقص في التبرم و التذمر حول قسوة الصيام بين طبقة العلمانيين. و أثناء الصوم الكبير، الملوك والأطفال، العوام الذين ينتمون الى عامة الشعب والنبل الذين ينتمون الى طبقة النبلاء، اشتكوا جميعا من حرمانهم من اللحوم لاسابيع طويلة و قاسية من التأمل الرسمي لخطاياهم. في الصوم الكبير، حُذر أصحاب المواشي ليتجنبوا و يحترسوا من الكلاب الجائعة المصابة بالاحباط بسبب الحصار الشديد بسبب الصوم الكبير و عظام الاسماك.<ref>Henisch (1976), p. 40.</ref>


كان الاتجاه من القرن الثالث عشر ( 13 ) فصاعدا نحو تفسير قانوني اكثر للصيام. كان النبلاء حريصون على عدم أكل اللحوم في أيام الصيام، ولكن لا يزال تناول الغداء على النمط او النحو التالي : الاسماك حلت محل اللحوم, و غالبا تقليد لحم الخنزير المدخن و لحم الخنزير المقدد ؛ و كان حليب اللوز يحل محل الحليب الحيواني لانه عالي التكلفة ليس كبديل عن الالبان عن الالبان البيض فو مصنوع من حليب اللوز تم طهيه مع قشر البيض المهشم ، المنكه و الملون بالتوابل الخاصة. و في بعض الحالات يبرز و يفوق الاسراف على طاولات النبلاء من قبل اديرة [[الرهبنة البندكتية|البينديكتين (Benedictine )]] الذي خدم ما يصل الى ستة عشر دورات خلال أيام معينة من العيد. و هناك استثناءات كثيرة من الصيام وضعت من اجل مجموعات محددة جدا بصفه عامة.اعتقد [[توما الأكويني|توماس الأكويني Thomas Aquinas ) 1225 – 1274 )]] انه ينبغي تقديم الأعفاء للاطفال و المسنين و الحجاج و العمال و المتسولين، ولكن ليس للفقراء طالما كانت لديهم نوعا من المأوى. وهناك العديد من الاعتبارات و حسابات من أعضاء الرهبانيات الذين انتهكوا قيود الصيام من خلال تفسيرات ذكية من [[الكتاب المقدس]]. حتي المرضى كانوا معافون من الصيام، وتطورت هناك في كثير من الأحيان فكرة أن قيود الصيام تطبق فقط على منطقة الطعام الرئيسية، والعديد من الرهبان وببساطة يستطيعون أكل وجباتهم اليومية السريعة فيما بعد ذلك سيتطور الى الرحمة بدلا من غرفه الطعام . سعى مسؤولون دير كاثوليكي معينون حديثا لتعديل مشكلة التهرب من الصيام ليس فقط عن طريق الإدانات الأخلاقية، ولكن عن طريق التأكد من أن اطباق معدة اعدادا جيدا غير اطباق اللحم التي تكون متوفرة في أيام الصيام.
كان الاتجاه من القرن الثالث عشر ( 13 ) فصاعدا نحو تفسير قانوني اكثر للصيام. كان النبلاء حريصون على عدم أكل اللحوم في أيام الصيام، ولكن لا يزال تناول الغداء على النمط او النحو التالي : الاسماك حلت محل اللحوم, و غالبا تقليد لحم الخنزير المدخن و لحم الخنزير المقدد ؛ و كان حليب اللوز يحل محل الحليب الحيواني لانه عالي التكلفة ليس كبديل عن الالبان عن الالبان البيض فو مصنوع من حليب اللوز تم طهيه مع قشر البيض المهشم ، المنكه و الملون بالتوابل الخاصة. و في بعض الحالات يبرز و يفوق الاسراف على طاولات النبلاء من قبل اديرة [[الرهبنة البندكتية|البينديكتين (Benedictine )]] الذي خدم ما يصل الى ستة عشر دورات خلال أيام معينة من العيد. و هناك استثناءات كثيرة من الصيام وضعت من اجل مجموعات محددة جدا بصفه عامة.اعتقد [[توما الأكويني|توماس الأكويني Thomas Aquinas ) 1225 – 1274 )]] انه ينبغي تقديم الأعفاء للاطفال و المسنين و الحجاج و العمال و المتسولين، ولكن ليس للفقراء طالما كانت لديهم نوعا من المأوى.<ref>Bynum (1987), p. 41; see also Scully (1995), pp. 58–64 and Adamson (2004), pp. 72, 191–92.</ref> وهناك العديد من الاعتبارات و حسابات من أعضاء الرهبانيات الذين انتهكوا قيود الصيام من خلال تفسيرات ذكية من [[الكتاب المقدس]]. حتي المرضى كانوا معافون من الصيام، وتطورت هناك في كثير من الأحيان فكرة أن قيود الصيام تطبق فقط على منطقة الطعام الرئيسية، والعديد من الرهبان وببساطة يستطيعون أكل وجباتهم اليومية السريعة فيما بعد ذلك سيتطور الى الرحمة بدلا من غرفه الطعام.<ref>Henisch (1976), p. 46.</ref> سعى مسؤولون دير كاثوليكي معينون حديثا لتعديل مشكلة التهرب من الصيام ليس فقط عن طريق الإدانات الأخلاقية، ولكن عن طريق التأكد من أن اطباق معدة اعدادا جيدا غير اطباق اللحم التي تكون متوفرة في أيام الصيام.<ref name="henisch43"/>


===قيود الفئات او الطبقات في المجتمع===
===قيود الفئات او الطبقات في المجتمع===
كان المجتمع في القرون الوسطى في غاية الطبقية. في الوقت الذي كانت فيه [[مجاعة|المجاعة]] شيئا عاديا و شائعا غالبا ما طُبقت التسلسلات الهرمية الاجتماعية بوحشية، فكان الطعام علامة هامة على الوضع الاجتماعي و إن هذه الطريقة لا يوجد ما يعادلها اليوم في معظم [[دولة متقدمة|البلدان المتقدمة]]. وفقا للمعيار الأيديولوجي، تألف المجتمع من ثلاثة طبقات و هم : ( العوام او الطبقة العاملة و هم الى حد بعيد اكبر شريحة او مجموعة – ورجال الدين – و [[نبل|النبلاء]] ). و كانت العلاقة بين طبقات المجتمع هرمية بدرجة صارمة و شديدة، مع ادعاء النبلاء ورجال الدين بإقطاعية الدنيوية والروحية أكثر من العوام ( اي عامة الشعب ). و ضمن طبقة النبلاء ورجال الدين كان هناك أيضا عددا من الرتب تتراوح بين [[عاهل|الملوك]] و[[بابوية كاثوليكية|الباباوات]] إلى [[دوق|الدوقات]] و[[أسقف|الأساقفة]] ومرؤوسيهم، مثل الإقطاعيون و[[قس|الكهنة]]. و كان متوقع للانسان ان يبقى في طبقة اجتماعية واحدة لا ينتقل لطبقة اخري و يحترم سلطة الطبقات الحاكمة. و كانت السلطة السياسية تظهر ليس فقط من خلال الحكم ولكن أيضا من خلال الثروة. يتناول النبلاء الغداء من [http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=11700&article=597839#.Ue7O4ayGuhQ لحم الطرائد] الطازج المُتبل بالتوابل الغريبة و الخاصة ، و تظهر ايضا اداب الطعام و المائدة اما بالنسبه للعمال فهم يتناولون خبر الشعير الخشن و لحم الخنزير المملح مع الفاصوليا و غير متوقع لديهم ان يستخدموا الايتيكيت اواداب السلوك. و التوصيات الغذائية مختلفة : اعتبر النظام الغذائي في الطبقات العليا أن يكون بقدر ما هو شرط من دستورهم المادي كدليل على الواقع الاقتصادي. و قد خُلق الجهاز الهضمي للرب ليكون أكثر قدرة على التمييز من التابعين له و طالبى الطعام.
كان المجتمع في القرون الوسطى في غاية الطبقية. في الوقت الذي كانت فيه [[مجاعة|المجاعة]] شيئا عاديا و شائعا غالبا ما طُبقت التسلسلات الهرمية الاجتماعية بوحشية، فكان الطعام علامة هامة على الوضع الاجتماعي و إن هذه الطريقة لا يوجد ما يعادلها اليوم في معظم [[دولة متقدمة|البلدان المتقدمة]]. وفقا للمعيار الأيديولوجي، تألف المجتمع من ثلاثة طبقات و هم : ( العوام او الطبقة العاملة و هم الى حد بعيد اكبر شريحة او مجموعة – ورجال الدين – و [[نبل|النبلاء]] ). و كانت العلاقة بين طبقات المجتمع هرمية بدرجة صارمة و شديدة، مع ادعاء النبلاء ورجال الدين بإقطاعية الدنيوية والروحية أكثر من العوام ( اي عامة الشعب ). و ضمن طبقة النبلاء ورجال الدين كان هناك أيضا عددا من الرتب تتراوح بين [[عاهل|الملوك]] و[[بابوية كاثوليكية|الباباوات]] إلى [[دوق|الدوقات]] و[[أسقف|الأساقفة]] ومرؤوسيهم، مثل الإقطاعيون و[[قس|الكهنة]]. و كان متوقع للانسان ان يبقى في طبقة اجتماعية واحدة لا ينتقل لطبقة اخري و يحترم سلطة الطبقات الحاكمة. و كانت السلطة السياسية تظهر ليس فقط من خلال الحكم ولكن أيضا من خلال الثروة. يتناول النبلاء الغداء من [http://www.aawsat.com/details.asp?issueno=11700&article=597839#.Ue7O4ayGuhQ لحم الطرائد] الطازج المُتبل بالتوابل الغريبة و الخاصة ، و تظهر ايضا اداب الطعام و المائدة اما بالنسبه للعمال فهم يتناولون خبر الشعير الخشن و لحم الخنزير المملح مع الفاصوليا و غير متوقع لديهم ان يستخدموا الايتيكيت اواداب السلوك. و التوصيات الغذائية مختلفة : اعتبر النظام الغذائي في الطبقات العليا أن يكون بقدر ما هو شرط من دستورهم المادي كدليل على الواقع الاقتصادي. و قد خُلق الجهاز الهضمي للرب ليكون أكثر قدرة على التمييز من التابعين له و طالبى الطعام.<ref>Scully (1995), p. 190–92.</ref>


في أواخر العصور الوسطى، وثروة متزايدة من تجار الطبقة الوسطى والتجار يعني أن العوام بدأت محاكاة ا[[أتراف|لطبقة الأرستقراطية]]، وهددوا بكسر بعض الحواجز الرمزية بين طبقة النبلاء والطبقات الادني و الاقل. و جاء الرد في شكلين: تحذير الأدب التعليمي من مخاطر التكيف مع نظام غذائي غير مناسب لفئة او طبقة الفرد والقوانين محدد للنفقات التي وضعت غطاء على الإسراف في موائد العوام.
في أواخر العصور الوسطى، وثروة متزايدة من تجار الطبقة الوسطى والتجار يعني أن العوام بدأت محاكاة ا[[أتراف|لطبقة الأرستقراطية]]، وهددوا بكسر بعض الحواجز الرمزية بين طبقة النبلاء والطبقات الادني و الاقل. و جاء الرد في شكلين: تحذير الأدب التعليمي من مخاطر التكيف مع نظام غذائي غير مناسب لفئة او طبقة الفرد <ref>Melitta Weiss Adamson, "Medieval Germany" in ''Regional Cuisines of Medieval Europe'', pp. 155–59.</ref> والقوانين محدد للنفقات التي وضعت غطاء على الإسراف في موائد العوام.<ref>Melitta Weiss Adamson, "Medieval Germany" in ''Regional Cuisines of Medieval Europe'', pp. 160–59; Scully (1995), p. 117.</ref>


===غذائيات أو علم التغذية===
===غذائيات أو علم التغذية===
وكان لعلم الطب في العصور الوسطى تأثيرا كبيرا على ما كان يعتبر صحي ومغذي بين الطبقات العليا. و كان نمط حياة الفرد بما يشمل ( النظام الغذائى و التمارين و السلوك الاجتماعي المناسب و العلاجات الطبية المناسبة ) يعتبر الطريق لصحة جيدة و تم تحديد لجميع انواع الطعام بعض الخصائص التي تؤثر على صحة الفرد. تم تصنيف جميع المواد الغذائية أيضا على مستويات تتراوح من الساخن إلى البارد ومن الرطب الي الجاف، وفقا لنظرية الأربعة انواع من المزاج او المود الجسدي التي اقترحها [[جالينوس]] التي سادت العلوم الطبية الغربية من أواخر العصور القديمة حتى القرن السابع عشر ( 17 ) .
وكان لعلم الطب في العصور الوسطى تأثيرا كبيرا على ما كان يعتبر صحي ومغذي بين الطبقات العليا. و كان نمط حياة الفرد بما يشمل ( النظام الغذائى و التمارين و السلوك الاجتماعي المناسب و العلاجات الطبية المناسبة ) يعتبر الطريق لصحة جيدة و تم تحديد لجميع انواع الطعام بعض الخصائص التي تؤثر على صحة الفرد. تم تصنيف جميع المواد الغذائية أيضا على مستويات تتراوح من الساخن إلى البارد ومن الرطب الي الجاف، وفقا لنظرية الأربعة انواع من المزاج او المود الجسدي التي اقترحها [[جالينوس]] التي سادت العلوم الطبية الغربية من أواخر العصور القديمة حتى القرن السابع عشر ( 17 ) .


يعتبر علماء القرون الوسطى [[هضم|عملية هضم]] الإنسان للطعام أن تكون عملية مماثلة إلى الطبخ. كان ينظر إلى معالجة الطعام في المعدة كأنه استمرار الإعداد بدأت بطهي الطعام. من أجل ان يكون الطعام مطبوخا بشكل صحيح والعناصر الغذائية التي سيتم امتصاصها بشكل صحيح ، كان من المهم أن تُملأ [[معدة|المعدة]] بطريقة مناسبة. فانه يتم تناول الأطعمة سهلة الهضم الأول، و تليها أطباق أثقل تدريجيا. و إذا لم يُحترم هذا النظام كان يُعتقد أن الأطعمة الثقيلة سوف تنزل الى قاع المعدة، وبالتالي عرقلة قناة الهضم، و بسبب هذا سوف يكون هضم الطعام يسير ببطء شديد و يسبب [[تعفن]] الجسم و يشعر بمزاج سيئ ( اي ارتباك ) في المعدة. و كان ايضا من الأهمية الحيوية ان الطعام ذو الخصائص المختلفة لا يتم خلطه.
يعتبر علماء القرون الوسطى [[هضم|عملية هضم]] الإنسان للطعام أن تكون عملية مماثلة إلى الطبخ. كان ينظر إلى معالجة الطعام في المعدة كأنه استمرار الإعداد بدأت بطهي الطعام. من أجل ان يكون الطعام مطبوخا بشكل صحيح والعناصر الغذائية التي سيتم امتصاصها بشكل صحيح ، كان من المهم أن تُملأ [[معدة|المعدة]] بطريقة مناسبة. فانه يتم تناول الأطعمة سهلة الهضم الأول، و تليها أطباق أثقل تدريجيا. و إذا لم يُحترم هذا النظام كان يُعتقد أن الأطعمة الثقيلة سوف تنزل الى قاع المعدة، وبالتالي عرقلة قناة الهضم، و بسبب هذا سوف يكون هضم الطعام يسير ببطء شديد و يسبب [[تعفن]] الجسم و يشعر بمزاج سيئ ( اي ارتباك ) في المعدة. و كان ايضا من الأهمية الحيوية ان الطعام ذو الخصائص المختلفة لا يتم خلطه.<ref name="Scully 1995, pp. 135–136">Scully (1995), pp. 135–136.</ref>


وقبل وجبة الطعام، يُفضل للمعدة أن "تفتح" بواسطة فاتح للشهية و كان يفضل ان يكون ذات طابع حار و جاف مثل : ا[[سكاكر|لحلويات او السكاكر]] المصنوعة من [[سكر|السكر]] أو [[عسل النحل|العسل]] والتوابل المغلفة مثل [[زنجبيل|الزنجبيل]] و[[كراويا|الكراوية]] و بذور [[يانسون]] و[[شمرة شائعة|الشمر]] أو [[كمون|الكمون]]، والنبيذ و المشروبات المحلاة المدعمة بالحليب. كما تم فتح المعدة، فإنه ينبغي بعد ذلك "إغلاقها" في نهاية الوجبة مع مساعدة من الجهاز الهضمي، و الأكثر شيوعا هو اقراص الحلوي، و التي خلال العصور الوسطى تتألف من كتل متبلة بالسكر، او الهيبوكراس ( و هو عبارة عن شراب من النبيذ مخلوط بالسكر و التوابل ) ، و النبيذ بنكهة التوابل العطرة، جنبا إلى جنب مع الجبن القديم. فمن المثالي ان تبدأ الوجبة بتناول فاكهة سهلة الهضم مثل التفاح. وعندئذ يمكن ان نتناول بعده الخضار مثل [[خس|الخس]]، و [[ملفوف|الملفوف]]، و [[بقلة حمقاء|الرجلة او البقلة]] ( و هو نبات عشبي ) ، والأعشاب والفواكه الرطبة واللحوم الخفيفة، مثل الدجاج أو [[ماعز|طفل الماعز او الماعز الصغير]] مع [[حساء|الحساء]] و [[مرق|المرق]]. و بعد ذلك تاتي اللحوم الثقيلة، مثل [[لحم الخنزير]] و [[لحم بقر|لحم البقر]]، وكذلك الخضروات والمكسرات، و التي تشمل الكمثري و [[كستناء|الكستناء]] ( الذى يعرف باسم أبو فروة أو شاه بلوط ) وكلاهما يعتبر صعب الهضم. وكانت شعبية و مشهورة، و موصى بها من قبل الخبرات الطبية، ان تنهي الوجبة بالجبن القديم و الوجبات المتعددة سهلة الهضم.
وقبل وجبة الطعام، يُفضل للمعدة أن "تفتح" بواسطة فاتح للشهية و كان يفضل ان يكون ذات طابع حار و جاف مثل : ا[[سكاكر|لحلويات او السكاكر]] المصنوعة من [[سكر|السكر]] أو [[عسل النحل|العسل]] والتوابل المغلفة مثل [[زنجبيل|الزنجبيل]] و[[كراويا|الكراوية]] و بذور [[يانسون]] و[[شمرة شائعة|الشمر]] أو [[كمون|الكمون]]، والنبيذ و المشروبات المحلاة المدعمة بالحليب. كما تم فتح المعدة، فإنه ينبغي بعد ذلك "إغلاقها" في نهاية الوجبة مع مساعدة من الجهاز الهضمي، و الأكثر شيوعا هو اقراص الحلوي، و التي خلال العصور الوسطى تتألف من كتل متبلة بالسكر، او الهيبوكراس ( و هو عبارة عن شراب من النبيذ مخلوط بالسكر و التوابل ) ، و النبيذ بنكهة التوابل العطرة، جنبا إلى جنب مع الجبن القديم. فمن المثالي ان تبدأ الوجبة بتناول فاكهة سهلة الهضم مثل التفاح. وعندئذ يمكن ان نتناول بعده الخضار مثل [[خس|الخس]]، و [[ملفوف|الملفوف]]، و [[بقلة حمقاء|الرجلة او البقلة]] ( و هو نبات عشبي ) ، والأعشاب والفواكه الرطبة واللحوم الخفيفة، مثل الدجاج أو [[ماعز|طفل الماعز او الماعز الصغير]] مع [[حساء|الحساء]] و [[مرق|المرق]]. و بعد ذلك تاتي اللحوم الثقيلة، مثل [[لحم الخنزير]] و [[لحم بقر|لحم البقر]]، وكذلك الخضروات والمكسرات، و التي تشمل الكمثري و [[كستناء|الكستناء]] ( الذى يعرف باسم أبو فروة أو شاه بلوط ) وكلاهما يعتبر صعب الهضم. وكانت شعبية و مشهورة، و موصى بها من قبل الخبرات الطبية، ان تنهي الوجبة بالجبن القديم و الوجبات المتعددة سهلة الهضم.<ref>Scully (1995), pp. 126–135.</ref>


كان الطعام الاكثر مثالية هو الذي يطابق الى حد كبير مزاج البشر اي انه لابد ان يكون معتدل الدفئ و رطب. ويفضل أن يكون الطعام أيضا مفروما فرما ناعما , و يُطحن لتحقيق مزيج جيد بين المكونات جميعها. وكان يعتقد ان النبيذ الأبيض يكون أكثر برودة من الأحمر، وطبق نفس التمييز إلى الخل الأحمر والأبيض. كان الحليب معتدل الدافئ ورطب، ولكن كثيرا ما كان يعتقد أن الحليب يختلف باختلاف الحيوانات. واعتُبر صفار البيض أن يكون دافئ ورطب بينما كان البياض بارد ورطب. و كان من المتوقع أن يتوافق الطهاة المهرة الرجيم او نظام غذاء مع المزاج الطبى. حتي لو كان هذا يجعل مجموعات الطعام التي يمكن ان تُعد محدودة، كان لا يزال هناك مجالا واسعا للاختلاف الفني من قبل الطهاة.
كان الطعام الاكثر مثالية هو الذي يطابق الى حد كبير مزاج البشر اي انه لابد ان يكون معتدل الدفئ و رطب. ويفضل أن يكون الطعام أيضا مفروما فرما ناعما , و يُطحن لتحقيق مزيج جيد بين المكونات جميعها. وكان يعتقد ان النبيذ الأبيض يكون أكثر برودة من الأحمر، وطبق نفس التمييز إلى الخل الأحمر والأبيض. كان الحليب معتدل الدافئ ورطب، ولكن كثيرا ما كان يعتقد أن الحليب يختلف باختلاف الحيوانات. واعتُبر صفار البيض أن يكون دافئ ورطب بينما كان البياض بارد ورطب. و كان من المتوقع أن يتوافق الطهاة المهرة الرجيم او نظام غذاء مع المزاج الطبى. حتي لو كان هذا يجعل مجموعات الطعام التي يمكن ان تُعد محدودة، كان لا يزال هناك مجالا واسعا للاختلاف الفني من قبل الطهاة.<ref>Terence Scully, "Tempering Medieval Food" in ''Food in the Middle Ages'', pp. 7-12</ref>


===هيكل السعرات الحرارية===
===هيكل السعرات الحرارية===
إن محتوى السعرات الحرارية وهيكل النظام الغذائي في العصور الوسطى اختلفت على مر الزمن، من منطقة إلى أخرى، وبين الطبقات. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الناس، يميل النظام الغذائى على ان يكون عالي الكربوهيدرات، من معظم الميزانية التي تنفق، والغالبية السعرات الحرارية تاتي من الحبوب والكحول (مثل البيرة). وعلى الرغم من ان اللحوم ذات قيمة عالية من قبل الجميع، فالطبقات الادني غالبا ما لا يمكن تحملها، ولم يسمح لهم من قبل الكنيسة، بأن يستهلكوها و يتناولوها كل يوم. في انجلترا في القرن الثالث عشر ( 13 ) ساهمت اللحوم كجزء ضئيل من السعرات الحرارية في نظام الغذاء بالنسبه لعامل الحصاد النموذجي، و مع ذلك، زادت حصتها بعد [[الموت الأسود|الموت الاسود]] ( اي انتشار الطاعون ) ، وبحلول القرن الخامس عشر ( 15 ) ، قدمت حوالي 20٪ من المجموع ككل. حتى بين طبقة النبلاء العلمانيين بانجلترا في القرون الوسطى، و وفرت الحبوب 65-70% من السعرات الحرارية في بداية القرن الرابع عشر ( 14 ) ، و بالرغم من توفير الطعام الكثير من اللحوم و الاسماك، وزيادة استهلاكهم للحوم في أعقاب الموت الأسود كذلك. ففي بدايات القرن الخامس عشر ( 15 ) و في واحد من المنازل الانجليزية الارستقراطية و الذى فيه سجلات مفصلة متاحة فتلقى اعضاء الاسرة النبلاء شيئا صاعق و مزهل و هو 3.8 رطلا ( 1.7 كجم ) من اللحوم المتنوعة في وجبة اللحوم النموذجية في الخريف و 2.4 رطلا ( 1.1 كجم ) في الشتاء بالإضافة الى 0.9 رطلا (0.41 كجم ) من الخبز و {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة أو ربما النبيذ (. و لما كان هناك وجبتين اللحوم يوميا، خمسة أيام في الأسبوع، ما عدا خلال الصوم الكبير) . و في منزل هنري ستافورد عام 1469 تلقى اعضائه النبلاء 2.1 رطلا ( 0.95 كجم ) من اللحم لكل وجبة و نال الاخرون 1.04 رطلا ( 0.47 كجم ) و اعطي الجميع 0.4 رطلا ( 0.18 كجم ) من الخبز و {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من الكحول . و على مقدمة هذه الكميات ، يأكل بعض أفراد هذه الأسر ( عادة، الاقلية ) وجبة الإفطار و التي لا تشتمل علي اي لحوم والتي على الارجح ما تشتمل على {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة و كميات غير محددة من الخبز و المزر ( نوع من انواع الجعة او البيرة ) التي يمكن ان تُستهلك بين الوجبات . و يختلف النظام الغذائى لرب الاسرة بعض الشئ عن هذا الهيكل ، و التي تشمل لحوم حمراء اقل و الحيوانات البرية ذات جوده عالية و الاسماك الطازجة و الفواكة و البيره و النبيذ.
إن محتوى السعرات الحرارية وهيكل النظام الغذائي في العصور الوسطى اختلفت على مر الزمن، من منطقة إلى أخرى، وبين الطبقات. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الناس، يميل النظام الغذائى على ان يكون عالي الكربوهيدرات، من معظم الميزانية التي تنفق، والغالبية السعرات الحرارية تاتي من الحبوب والكحول (مثل البيرة). وعلى الرغم من ان اللحوم ذات قيمة عالية من قبل الجميع، فالطبقات الادني غالبا ما لا يمكن تحملها، ولم يسمح لهم من قبل الكنيسة، بأن يستهلكوها و يتناولوها كل يوم. في انجلترا في القرن الثالث عشر ( 13 ) ساهمت اللحوم كجزء ضئيل من السعرات الحرارية في نظام الغذاء بالنسبه لعامل الحصاد النموذجي، و مع ذلك، زادت حصتها بعد [[الموت الأسود|الموت الاسود]] ( اي انتشار الطاعون ) ، وبحلول القرن الخامس عشر ( 15 ) ، قدمت حوالي 20٪ من المجموع ككل.<ref>Dyer (2000), p. 85</ref> حتى بين طبقة النبلاء العلمانيين بانجلترا في القرون الوسطى، و وفرت الحبوب 65-70% من السعرات الحرارية في بداية القرن الرابع عشر ( 14 )،<ref name="Woolgar 2006, p. 11">Woolgar (2006), p. 11</ref> و بالرغم من توفير الطعام الكثير من اللحوم و الاسماك، وزيادة استهلاكهم للحوم في أعقاب الموت الأسود كذلك. ففي بدايات القرن الخامس عشر ( 15 ) و في واحد من المنازل الانجليزية الارستقراطية و الذى فيه سجلات مفصلة متاحة فتلقى اعضاء الاسرة النبلاء شيئا صاعق و مزهل و هو 3.8 رطلا ( 1.7 كجم ) من اللحوم المتنوعة في وجبة اللحوم النموذجية في الخريف و 2.4 رطلا ( 1.1 كجم ) في الشتاء بالإضافة الى 0.9 رطلا (0.41 كجم ) من الخبز و {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة أو ربما النبيذ (. و لما كان هناك وجبتين اللحوم يوميا، خمسة أيام في الأسبوع، ما عدا خلال الصوم الكبير) . و في منزل هنري ستافورد عام 1469 تلقى اعضائه النبلاء 2.1 رطلا ( 0.95 كجم ) من اللحم لكل وجبة و نال الاخرون 1.04 رطلا ( 0.47 كجم ) و اعطي الجميع 0.4 رطلا ( 0.18 كجم ) من الخبز و {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من الكحول.<ref>Hicks (2001), pp. 15-17</ref> و على مقدمة هذه الكميات ، يأكل بعض أفراد هذه الأسر ( عادة، الاقلية ) وجبة الإفطار و التي لا تشتمل علي اي لحوم والتي على الارجح ما تشتمل على {{frac|1|4}} جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة و كميات غير محددة من الخبز و المزر ( نوع من انواع الجعة او البيرة ) التي يمكن ان تُستهلك بين الوجبات.<ref>Hicks (2001), pp.10-11</ref> و يختلف النظام الغذائى لرب الاسرة بعض الشئ عن هذا الهيكل ، و التي تشمل لحوم حمراء اقل و الحيوانات البرية ذات جوده عالية و الاسماك الطازجة و الفواكة و البيره و النبيذ.<ref>Hicks (2001), p. 18</ref>


ففي الاديرة ، وضع الهيكل الاساسي للنظام الغذائى بواسطة سيادة سانت بنديكت السادس عشر في القرن السابع ( 7 ) و تشديد من قبل البابا بنديكتوس الثاني عشر في عام 1336، ولكن كان ) كما ذكر أعلاه ) الرهبان بارعون في العمل وفق هذه القواعد. اقتصر النبيذ على 10 اوقيه او [[أونصة|اونصه]] ( و هي وحدة للوزن ) اي يعادل ( 280 ملي – 9.6 اوقية امريكي ) في اليوم الواحد ، و لكن لم يكن هناك حد مماثل على البيرة ، و في [[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]]، أعطي كل راهب 1 جالون بدل ( 4.5 لتر – 1.2 جالون امريكي ) من البيره يوميا. كان محظور اللحوم من ( الحيوانات ذات الاربع ارجل ) تماما ، على مدار السنة ، للجميع و لكن ليس محظورا على المرضى و الضعاف جدا. و قد عُمل بهذا في جميع الانحاء من خلال اولاً اعلان ان [[أحشاء الذبيحة|تشكيلة اللحوم او لحوم الاحشاء]] و مختلف انواع الاطعمة المصنعة مثل لحم [[باكون|الخنزير]] المقدد لم تكن لحوما. ثانيا، يتضمن الاديرة غرفة تسمي بغرفه الرحمة ، حيث انه غير مسموح لحكام دير سانت بنديكت بالدخول حيث يوجد عدد كبير من الرهبان ياكلون. فإن كل راهب يُرسل بانتظام الى غرفه الرحمة او غرفة الطعام. عندما حكم البابا بنديكتوس الثاني عشر أن ما لا يقل عن نصف جميع الرهبان يجب ان يتناولون الطعام في غرفه الطعام في اي يوم من الايام، ورد الرهبان باستبعاد المرضى والمدعوين إلى طاولة أبوت من حسبانهم و اعتبارهم. و عموما ، سمح راهب في [[دير وستمنستر|كنسية وستمنستر]] Westminster Abbey في اواخر القرن الخامس عشر ( 15 ) بتناول 2.25 رطلا ( 1.02 كجم ) من الخبز لليوم الواحد و خمس بيضات لليوم الواحد ماعدا يوم الجمعة و يوم الصوم الكبير و 2 رطلا ( 0.91 كجم ) من اللحم لليوم الواحد ، اربع ايام في الاسبوع ما عدا الاربعاء و الجمعه و السبت ما عدا زمن المجيء ( اي زمن مجيء المسيح ) و الصوم الكبير ، و 2 رطلا ( 0.91كجم ) من السمك لليوم الواحد ثلاثة ايام في الاسبوع و في كل يوم خلال زمن المجيء و [[الصوم الكبير]]. هذا الهيكل من السعرات الحرارية يعكس جزئيا حالة الطبقة العليا الاديرة في اواخر العصور الوسطي في انجلترا، وجزئيا من [[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]] Westminster Abbey ، الذي كان واحدا من أغنى الأديرة في البلد؛ و كانت الوجبات الغذائية للرهبان في الاديرة الاخري اكثر تواضعا.
ففي الاديرة ، وضع الهيكل الاساسي للنظام الغذائى بواسطة سيادة سانت بنديكت السادس عشر في القرن السابع ( 7 ) و تشديد من قبل البابا بنديكتوس الثاني عشر في عام 1336، ولكن كان ( كما ذكر أعلاه ) الرهبان بارعون في العمل وفق هذه القواعد. اقتصر النبيذ على 10 اوقيه او [[أونصة|اونصه]] ( و هي وحدة للوزن ) اي يعادل ( 280 ملي – 9.6 اوقية امريكي ) في اليوم الواحد ، و لكن لم يكن هناك حد مماثل على البيرة ، و في [[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]]، أعطي كل راهب 1 جالون بدل ( 4.5 لتر – 1.2 جالون امريكي ) من البيره يوميا.<ref name="Woolgar 2006, p. 11"/> كان محظور اللحوم من ( الحيوانات ذات الاربع ارجل ) تماما ، على مدار السنة ، للجميع و لكن ليس محظورا على المرضى و الضعاف جدا. و قد عُمل بهذا في جميع الانحاء من خلال اولاً اعلان ان [[أحشاء الذبيحة|تشكيلة اللحوم او لحوم الاحشاء]] و مختلف انواع الاطعمة المصنعة مثل لحم [[باكون|الخنزير]] المقدد لم تكن لحوما. ثانيا، يتضمن الاديرة غرفة تسمي بغرفه الرحمة ، حيث انه غير مسموح لحكام دير سانت بنديكت بالدخول حيث يوجد عدد كبير من الرهبان ياكلون. فإن كل راهب يُرسل بانتظام الى غرفه الرحمة او غرفة الطعام. عندما حكم البابا بنديكتوس الثاني عشر أن ما لا يقل عن نصف جميع الرهبان يجب ان يتناولون الطعام في غرفه الطعام في اي يوم من الايام، ورد الرهبان باستبعاد المرضى والمدعوين إلى طاولة أبوت من حسبانهم و اعتبارهم.<ref>Harvey (1993), pp. 38-41</ref> و عموما ، سمح راهب في [[دير وستمنستر|كنسية وستمنستر]] Westminster Abbey في اواخر القرن الخامس عشر ( 15 ) بتناول 2.25 رطلا ( 1.02 كجم ) من الخبز لليوم الواحد و خمس بيضات لليوم الواحد ماعدا يوم الجمعة و يوم الصوم الكبير و 2 رطلا ( 0.91 كجم ) من اللحم لليوم الواحد ، اربع ايام في الاسبوع ما عدا الاربعاء و الجمعه و السبت ما عدا زمن المجيء ( اي زمن مجيء المسيح ) و الصوم الكبير ، و 2 رطلا ( 0.91كجم ) من السمك لليوم الواحد ثلاثة ايام في الاسبوع و في كل يوم خلال زمن المجيء و [[الصوم الكبير]].<ref>Harvey (1993), pp. 64-65</ref> هذا الهيكل من السعرات الحرارية يعكس جزئيا حالة الطبقة العليا الاديرة في اواخر العصور الوسطي في انجلترا، وجزئيا من [[دير وستمنستر|كنيسة وستمنستر]] Westminster Abbey ، الذي كان واحدا من أغنى الأديرة في البلد؛ و كانت الوجبات الغذائية للرهبان في الاديرة الاخري اكثر تواضعا.


إن السعرات الحرارية عموما تخضع لبعض الجدل. فواحد من التقديرات النموذجيه هو ان الذكور الفلاحين الراشدين يحتاج 2.900 سعر حراري ( 12.000كجم ) لليوم الواحد ، و بالنسبه للانثى الراشدات تحتاج 2.150 سعر حراري ( 9.000 كجم ) . وقد اقتُرحت كل من التقديرات الاقل و الاعلي . أولئك الذين يعملون في العمل البدني الثقيلة بشكل خاص، وكذلك البحارة والجنود، قد يستهلكون 3.500 سعر حراري (15.000 كجم ) او اكثر لليوم الواحد. و هناك ماخذ من الارستقراطيين انها قد تصل من 4.000 الي 5.000 سعر حراري ( من 17.000 الي 21.000 كجم ) لليوم الواحد. يستهلك الرهبان 6.000 سعر حراري ( 25.000 كجم ) لليوم الواحد في الايام العادية ، و 4.500 سعر حراري (19.000 كجم ) لليوم الواحد في ايام الصيام. ونتيجة لهذه التجاوزات، وكان البدانة شائعة بين الطبقات العليا. و إن الرهبان خاصة في كثير من الأحيان يعانون من السمنة ذات الصلة ( في بعض الحالات ) بحالات مثل [[التهاب مفاصل|التهاب المفاصل]] .
إن السعرات الحرارية عموما تخضع لبعض الجدل. فواحد من التقديرات النموذجيه هو ان الذكور الفلاحين الراشدين يحتاج 2.900 سعر حراري ( 12.000كجم ) لليوم الواحد ، و بالنسبه للانثى الراشدات تحتاج 2.150 سعر حراري ( 9.000 كجم ).<ref>Dyer (1989), p. 134</ref> وقد اقتُرحت كل من التقديرات الاقل و الاعلي . أولئك الذين يعملون في العمل البدني الثقيلة بشكل خاص، وكذلك البحارة والجنود، قد يستهلكون 3.500 سعر حراري (15.000 كجم ) او اكثر لليوم الواحد. و هناك ماخذ من الارستقراطيين انها قد تصل من 4.000 الي 5.000 سعر حراري ( من 17.000 الي 21.000 كجم ) لليوم الواحد.<ref>Hicks (2001), p. 8</ref> يستهلك الرهبان 6.000 سعر حراري ( 25.000 كجم ) لليوم الواحد في الايام العادية ، و 4.500 سعر حراري (19.000 كجم ) لليوم الواحد في ايام الصيام. ونتيجة لهذه التجاوزات، وكان البدانة شائعة بين الطبقات العليا.<ref>{{Cite news|url=http://www.guardian.co.uk/uk/2004/jul/15/highereducation.artsandhumanities|title=Bones reveal chubby monks aplenty|newspaper=The Guardian|date=15 July 2004}}</ref> و إن الرهبان خاصة في كثير من الأحيان يعانون من السمنة ذات الصلة ( في بعض الحالات ) بحالات مثل [[التهاب مفاصل|التهاب المفاصل]].<ref>{{Cite journal|title=Diffuse idiopathic skeletal hyperostosis in ancient clergymen|journal=Eur Spine J|author=J. J. Verlaan|year=2007|month=August|pmc=2200769|pmid=17390155|doi=10.1007/s00586-007-0342-x|volume=16|issue=8|pages=1129–35}}</ref>


==التباين أو الأختلاف الإقليمي==
==التباين أو الأختلاف الإقليمي==
كانت التخصصات الإقليمية التي هي سمة من سمات المأكولات الحديثة والمعاصرة ليس في الأدلة التي في الوثائق المتناثرة التي نجت و ظلت موجودة حتي الان. بدلا من ذلك، فمطبخ القرون الوسطى يمكن أن يكون متباين و مختلف في الحبوب والزيوت التي تشكل المعايير الغذائية و اجتازت العرقية و بعد ذلك الحدود الوطنية. كان التباين الجغرافي في الأكل في المقام الأول نتيجة للاختلافات في المناخ، والإدارة السياسية، والعادات والتقاليد التي تختلف في جميع أنحاء القارة. فعلى الرغم من التعميمات الشاملة التي ينبغي تجنبها، أكثر أو أقل مناطق متميزة حيث يوجد فيها هيمنة لبعض المواد الغذائية يمكن تمييزها. و في [[الجزر البريطانية]]، وكان شمال [[فرنسا]]، و [[البلدان المنخفضة]]، والمناطق الشمالية الناطقة بالألمانية و[[إسكندنافيا|الدول الاسكندنافية]] و[[منطقة البلطيق|دول البلطيق]] المناخ عموما قاسياً جدا لزراعة [[عنب|العنب]] و [[زيتون|الزيتون]]. و في الجنوب، وكان النبيذ الشراب الاكثر شيوعا لكلا الاغنياء والفقراء على حد سواء (على الرغم من عامة الشعب كانوا عادةً يكتفون بالنبيذ الرخيص المعصور للمرة الثانية ) ، في حين كان [[جعة|البيرة او الجعة]] شراب عامة الشعب في الشمال و كان النبيذ مكلف و باهظ الثمن للاستيراد. كانت ثمار الحمضيات ( وإن لم تكن الأنواع الأكثر شيوعا اليوم) والرمان كان منتشر في نواحي لبحر الأبيض المتوسط. و كان التين المجفف و [[نخلة التمر|التمر]] متوفر في الشمال و لكن استخدموا باعتدال و بشكل مقتصد في الطبخ.
كانت التخصصات الإقليمية التي هي سمة من سمات المأكولات الحديثة والمعاصرة ليس في الأدلة التي في الوثائق المتناثرة التي نجت و ظلت موجودة حتي الان. بدلا من ذلك، فمطبخ القرون الوسطى يمكن أن يكون متباين و مختلف في الحبوب والزيوت التي تشكل المعايير الغذائية و اجتازت العرقية و بعد ذلك الحدود الوطنية. كان التباين الجغرافي في الأكل في المقام الأول نتيجة للاختلافات في المناخ، والإدارة السياسية، والعادات والتقاليد التي تختلف في جميع أنحاء القارة. فعلى الرغم من التعميمات الشاملة التي ينبغي تجنبها، أكثر أو أقل مناطق متميزة حيث يوجد فيها هيمنة لبعض المواد الغذائية يمكن تمييزها. و في [[الجزر البريطانية]]، وكان شمال [[فرنسا]]، و [[البلدان المنخفضة]]، والمناطق الشمالية الناطقة بالألمانية و[[إسكندنافيا|الدول الاسكندنافية]] و[[منطقة البلطيق|دول البلطيق]] المناخ عموما قاسياً جدا لزراعة [[عنب|العنب]] و [[زيتون|الزيتون]]. و في الجنوب، وكان النبيذ الشراب الاكثر شيوعا لكلا الاغنياء والفقراء على حد سواء (على الرغم من عامة الشعب كانوا عادةً يكتفون بالنبيذ الرخيص المعصور للمرة الثانية ) ، في حين كان [[جعة|البيرة او الجعة]] شراب عامة الشعب في الشمال و كان النبيذ مكلف و باهظ الثمن للاستيراد. كانت ثمار الحمضيات ( وإن لم تكن الأنواع الأكثر شيوعا اليوم) والرمان كان منتشر في نواحي لبحر الأبيض المتوسط. و كان التين المجفف و [[نخلة التمر|التمر]] متوفر في الشمال و لكن استخدموا باعتدال و بشكل مقتصد في الطبخ.<ref>Scully (1995), p. 218.</ref>


وكان [[زيت زيتون|زيت الزيتون]] عنصرا موجودا في كل مكان في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، و لكنه كان سلعة مكلفة الثمن لاستيراده في الشمال حيث كانت الزيوت تاتي من الخشخاش و الجوز و البندق و شجر البندق ايضاً و كانت بدائل باسعار معقولة. واستخدمت الزبدة والدهن في كميات كبيرة، خاصة بعد وفيات رهيبة أثناء الموت الأسود جعلتهم أقل ندرة، و استُخدمت في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، وخاصة في [[البلدان المنخفضة]] و المتدنية. و يكاد يكون الطهي العالميا في الطبقة المتوسطه و العليا في جميع انحاء اوربا باستخدام اللوز الذى كان في كل مكان و متنوعا للغاية و هو حليب اللوز و الذى تم استخدامه كبديل في الاطباق التي البيض او اللبن ، على الرغم من أن تشكيلة من [[لوز|اللوز]] المر توفر بكميه كبيرة بعد ذلك.
وكان [[زيت زيتون|زيت الزيتون]] عنصرا موجودا في كل مكان في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، و لكنه كان سلعة مكلفة الثمن لاستيراده في الشمال حيث كانت الزيوت تاتي من الخشخاش و الجوز و البندق و شجر البندق ايضاً و كانت بدائل باسعار معقولة. واستخدمت الزبدة والدهن في كميات كبيرة، خاصة بعد وفيات رهيبة أثناء الموت الأسود جعلتهم أقل ندرة، و استُخدمت في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، وخاصة في [[البلدان المنخفضة]] و المتدنية. و يكاد يكون الطهي العالميا في الطبقة المتوسطه و العليا في جميع انحاء اوربا باستخدام اللوز الذى كان في كل مكان و متنوعا للغاية و هو حليب اللوز و الذى تم استخدامه كبديل في الاطباق التي البيض او اللبن ، على الرغم من أن تشكيلة من [[لوز|اللوز]] المر توفر بكميه كبيرة بعد ذلك.<ref>Scully (1995), p. 83.</ref>


==وجبات الطعام==
==وجبات الطعام==
سطر 58: سطر 58:




في أوروبا كانت هناك عادة وجبتين في اليوم: [[العشاء|عشاء]] في منتصف النهار وعشاء أخف وزنا في المساء. ظل نظام ثنائي وجبة ثابتة طوال العصور الوسطى المتأخرة. و كانت الوجبات الصغيرة المتوسطه منتشرة و شائعة، ولكنها أصبحت مسألة تتعلق بالوضع الاجتماعي، مثل اولئك الذين لم يكن ليدهم عمل يدوي يمكن ان يتخلوا عنها.كان [[أخلاق|الاخلاقيين او علماء الاخلاق]] يرفضون كسر في وقت مبكر خلاص الليل و تجنب اعضاء الكنيسه و مثقفوا طبقة النبلاء ذلك. لأسباب عملية، وكان [[إفطار|الإفطار]] لا يزال يؤكل من قبل الرجال العاملين، وكان السكوت للأطفال الصغار والنساء والمسنين والمرضى. و لان الكنيسه اوصت ضد الشراهة و الضعف في تناول اللحم، مال الرجال للخجل في تناول الإفطار. واعتبرت [[وليمة|المآدب العشاء]] الفخم مع [[مشروبات كحولية|المشروبات الكحولية]] غير أخلاقية. و هذا الشئ الاخير ارتبط خصيصا مع القمار، لغة الخام، والسكر او الثمالة، والفعل المنافي للحشمة. و كانت وجبات الطعام الصغيرة و الوجبات الخفيفة منتشرة و شائعة (على الرغم أيضا من انها كانت مكروه من قبل الكنيسة)، والرجال الذين يعملون يتلقون عادة إعانة من أرباب عملهم من أجل شراء غذاء و طعام، فتات صغيرة إلى أن تؤكل أثناء فترات الراحة.
في أوروبا كانت هناك عادة وجبتين في اليوم: [[العشاء|عشاء]] في منتصف النهار وعشاء أخف وزنا في المساء. ظل نظام ثنائي وجبة ثابتة طوال العصور الوسطى المتأخرة. و كانت الوجبات الصغيرة المتوسطه منتشرة و شائعة، ولكنها أصبحت مسألة تتعلق بالوضع الاجتماعي، مثل اولئك الذين لم يكن ليدهم عمل يدوي يمكن ان يتخلوا عنها.<ref name="Kisban">Eszter Kisbán, "Food Habits in Change: The Example of Europe" in ''Food in Change'', pp. 2–4.</ref> كان [[أخلاق|الاخلاقيين او علماء الاخلاق]] يرفضون كسر في وقت مبكر خلاص الليل و تجنب اعضاء الكنيسه و مثقفوا طبقة النبلاء ذلك. لأسباب عملية، وكان [[إفطار|الإفطار]] لا يزال يؤكل من قبل الرجال العاملين، وكان السكوت للأطفال الصغار والنساء والمسنين والمرضى. و لان الكنيسه اوصت ضد الشراهة و الضعف في تناول اللحم، مال الرجال للخجل في تناول الإفطار. واعتبرت [[وليمة|المآدب العشاء]] الفخم مع [[مشروبات كحولية|المشروبات الكحولية]] غير أخلاقية. و هذا الشئ الاخير ارتبط خصيصا مع القمار، لغة الخام، والسكر او الثمالة، والفعل المنافي للحشمة.<ref name="henisch17">Henisch (1976), p. 17.</ref> و كانت وجبات الطعام الصغيرة و الوجبات الخفيفة منتشرة و شائعة (على الرغم أيضا من انها كانت مكروه من قبل الكنيسة)، والرجال الذين يعملون يتلقون عادة إعانة من أرباب عملهم من أجل شراء غذاء و طعام، فتات صغيرة إلى أن تؤكل أثناء فترات الراحة.<ref>Henisch (1976), pp. 24–25.</ref>


===الآداب العامة للمائدة أو الاتيكيت===
===الآداب العامة للمائدة أو الاتيكيت===

نسخة 15:18، 4 أغسطس 2013

مجموعة من المسافرين يتقاسمون وجبة بسيطة من الخبز و الشراب ..القرن الرابع عشر (14); .

يتضمن مطبخ القرون الوسطى الأطعمة، عادات الأكل، وطرق الطهي من مختلف الثقافات الأوروبية خلال العصور الوسطى، وهي فترة تعود تقريبا من القرن الخامس إلى القرن السادس عشر. خلال هذه الفترة، تغيرت الوجبات الغذائية والطهي أقل في جميع أنحاء أوروبا مما كانت عليه في الفترة الوجيزة الحديثة المبكرة التي تلت ذلك . عندما ساعدت هذه التغييرات إرساء أسس المطبخ الأوروبي الحديث.

ظلت الحبوب المواد الغذائية الأكثر أهمية خلال العصور الوسطى المبكرة،كما وصل الأرز إلى أوروبا في وقت متأخر وتم إدخال البطاطس فقط في عام 1536،مع موعد لاحق كثيرا للاستخدام على نطاق واسع. كانت تؤكل الشعير والشوفان والجاودار بين الفقراء، والقمح للطبقات الحاكمة، كما الخبز، عصيدة، عصيدة والمعكرونة من قبل جميع أفراد المجتمع. كانت الفاصوليااو الفول المدمس والخضروات مكمل مهم في النظام الغذائي القائم على الحبوب لانخفاض أوامر.( ف الفاصولياء اليوم يعتبر من الحبوب الشائعة و المنتشرة و كانوا من أصل العالم الجديد وأدخلت بعد تبادل الكولومبي في القرن 16.)

كان اللحم أكثر تكلفة وبالتالي اصبح له مكانة مرموقة، و على شكل لعبة كان الشئ الوحيد المشترك على طاولات طبقة النبلاء. كانت اللحوم التي يبيعها الجزار الأكثر انتشارا من لحم الخنزير والدجاج والطيور الداجنة الأخرى، ولحم البقر،الذي يتطلب زيادة الاستثمار في الأراضي، وكان أقل شيوعا.كان سمك القد والرنجة من الدعائم الأساسية بين السكان المناطق الشمالية؛ سواء ان كانت مجففة، مدخنة أو مملحة أنها شقت طريقها و انتشرت في المناطق الداخلية ايضا، ولكن مجموعة متنوعة واسعة من غيرها من اسماك المياه المالحة والمياه العذبة كانت تؤكل أيضا.

إن النقل البطئ و تقنيات حفظ الطعام و التي تقوم فقط على ( التجفيف و التمليح والتدخين والتخليل ) كل هذا يجعل تجارة العديد من الاطعمة التي تاتي من مسافات بعيدة مكلفة للغاية. وبسبب هذا، كان طعام طبقة النبلاءاكثر ميلاً للنفوذ الاجنبى من مطبخ الفقراء و كان يعتمد على التوابل الغريبة باهظة الثمن التي يتم استيرادها من البلدان الاخري. كما في كل مستوي من مستويات المجتمع يقلد المستوي الذى يعلوه او الذى فوقه والابتكارات من التجارة الدولية والحروب الخارجية من القرن الثاني عشر (12)وما بعده و نشرها تدريجيا من خلال الطبقة المتوسطة العليا من مدن القرون الوسطى.و بصرف النظر عن عدم التوافر الاقتصادي للكماليات مثل التوابل ، و حرّمت و حظرت الفرارات و الفرمانات استهلاك بعض الاطعمة المعينة على طبقات اجتماعية محددة والقوانين محدد للنفقات و استهلاك واضح و محدود بين الأثرياء الجدد.كما تُملي الاعراف و العادات الاجتماعية ان طعام الطبقة العاملة يكون اقل جودة ؛ لانه كان يُعتقد ان هناك تشابه طبيعي بين عمل الفرد و غذاءه فالعمل اليدوي يتطلب خشونة، وغذاء أرخص.

وهناك نوع من الطبخ المكرر او النقى وضع في أواخر العصور الوسطى وهذا النوع يضع معايير بين النبلاء في جميع أنحاء أوروبا. وشملت التوابل الشائعة التي على درجة عالية من التتبيل الحلو الحامضى و هو مرجع نموذجي من المواد الغذائية في الطبقة العليا في القرون الوسطي ويضم الفيرجوس و النبيذ و الخل في تركيبة مع التوابل مثل الفلفل الأسود والزعفران و الزنجبيل. وكل هذا ، جنبا إلى جنب مع الاستخدام الواسع النطاق من السكر أو العسل، ويعطي العديد من الأطباق نكهة حلوة حامضة. وكان اللوز اكثر شعبية كمادة مكثفة في الحساء، و يخني او الطبخ، و الصلصات، وخاصة حليب اللوز.

المعايير الغذائية

كانت ماكولات ثقافات حوض البحر الابيض المتوسط منذ العصور القديمة تعتمد على الحبوب و خاصةً انواع مختلفة من القمح. و بعد ذلك اصبحت العصيدة و الخبز من المحاصيل الغذائية الاساسية التي تكون غالبية السعرات الحرارية بالنسبة لمعظم السكان. فمن القرن الثامن (8) الى القرن الحادي عشر (11) ارتفعت نسبة الحبوب المختلفة في النظام الغذائي من حوالي 13 الي 34 .[1] وظل الاعتماد على القمح شيئا مهما طوال فترة عصر القرون الوسطى، وانتشرت شمالا مع صعود و انتشار المسيحية. في المناخات الباردة، ومع ذلك، كان من عادة لا يمكن تحمله لغالبية السكان، وكان مرتبطا بالطبقات العليا. مركزية الخبز في الطقوس الدينية مثل القربان المقدس يعني أنه يتمتع بمكانة عالية خصوصا بين المواد الغذائية. كان فقط زيت الزيتون والنبيذ قيمة قابلة للمقارنة، ولكن كلاهما ظلوا مقصورين تماما خارج المناطق الاكثر دفئا لنمو العنب والزيتون . ويتضح الدور الرمزي للخبز على حد سواء كرزق او قوت و كمادة في عظة قدمها القديس أغسطينوس و التي تقول :

...هذا الخبز يعيد رواية التاريخ الخاص بك ... فانت جلبت الى ارض الطحن و درس الحنطة هذه الارض ملك الرب و تم طحنك و درسك ... وفي انتظار التعليم المسيحي، كنت مثل الحبوب المخزنة و المحفوظ بها في صومعة ... و في جرن المعمودية أنت تعجن في عجينة واحدة .. وفي فرن الاشباح المقدسة تخبز الى خبز الله الحقيقي[1].

الكنيسة

خلال العصور الوسطى كان يعتقد أن ذيول القندس كانت من هذا النوع مثل الأسماك التي يمكن أن تؤكل في أيام الصيام... كاليفورنيا. 1480.

ولقد كان للروم الكاثوليك وللكنائس الأرثوذكسية الشرقية وللتقويمات الخاصة بهم تأثير كبير على عادات الأكل؛ كان ممنوعا استهلاك اللحوم للمرة الثالثة كاملة من السنة بالنسبة لمعظم المسيحيين، بما في ذلك البيض ومنتجات الألبان ( ولكن ليس الأسماك )، كان يُحظر عموما خلال الصوم الكبير او الصوم العادي . بالإضافة إلى ذلك، كان من المعتاد لجميع المواطنين على الصيام قبل اتخاذ القربان المقدس، وكان هذا الصيام أحيانا لمدة يوم كامل و يتطلب تقشف شامل او عدم الاسراف في الطعام و الشراب.

إن كلاً من الكنائس الشرقية و الكنائس الغربية اصدرت امرا بأن العيد يجب أن يتناوب مع الصوم. ففي معظم دول أوروبا، كانت أيام الجمعة ايام صيام، ولوحظ الصيام في أيام مختلفة وفترات أخرى، بما في ذلك الصوم الكبير وزمن المجيء ( أي زمن مجيء المسيح ) . ولم يسمح بتناول اللحوم، والمنتجات الحيوانية مثل الحليب والجبن والزبدة والبيض، فقط السمك هو المسموح بتناوله. و كان الصوم مقصود و معد لكبح الشهوه الجسديه ( مثل الطعام ) وتنشيط او تقوية الروح و أيضا لتذكير الصائم بتضحية المسيح من اجل البشرية. وكانت النية و الهدف من ذلك لا لتصوير بعض الأطعمة نجسة،وإنما لتلقين الانسان درس روحي في ضبط النفس من خلال التقشف و عدم الاسراف في الطعام والشراب. و خلال أيام الصوم شديدة على وجه الخصوص، تم تخفيض عدد الوجبات اليومية أيضا إلى وجبة واحدة. و حتى لو احترمت معظم الناس هذه القيود عادة ما تكون هناك كفارة عند مخالفتهم لها، وكانت هناك أيضا طرق عديدة للتحايل علي تلك القيود، وهو صراع المثل العليا و الممارسة .. لخصها الكاتب بريدجيت آن هينيش (Bridget Ann Henisch ) و التي تقول :

.... انه من طبيعة الانسان ان يبني قفصا الاكثر تعقيدا من القواعد و الانظمة التي من خلالها يعترض و يكبح نفسه، وبعد ذلك، ببراعة و تلذذ متساوية ، يخضع عقله لمشكلة تتلوى منتصرةً مرة أخرى. كان الصوم الكبير تحديا، وكان لعبة لكشف الثغرات[2]

.

الراهبات تناول الطعام في صمت أثناء الاستماع إلى قراءة الكتاب المقدس. لاحظ استخدام إشارات اليد للتواصل، وحياة السعادة و المباركه.

في حين أن المنتجات الحيوانية التي ينبغي تجنبها خلال أوقات التكفير عن الذنب، غالبا ما سادت تنازلات واقعية. وغالبا ما أمتد تعريف "الأسماك" للحيوانات البحرية وشبه المائية مثل الحيتان والأوز و البفن puffins ( و هو طائر بحري ) وحتى القنادس. و اختيار المكونات قد تكون محدودة، ولكن هذا لا يعني أن وجبات الطعام كانت أصغر. و لم يكن هناك أي قيود ضد شرب أو أكل الحلويات فقد كان نظاماً معتدلاً في ذلك. إن المآدب التي عُقدت في ايام الاسماك ( اي الايام التي يسمح فيها بتناول الاسماك ) يمكن ان تكون رائعة، و كانت ايضا مناسبات شعبية بتقديم طعام خيالي و الذي فيه تقليد للحوم و الجبن و البيض في اشكال عديدة مبتكرة، فالاسماك يمكن ان تكون مصبوبة و مشكلة لتبدو وكأنها لحم الغزال و البيض الخيالي الذى يمكن ان يصنع من خلال حشو قشر البيض الفارغ ببطارخ السمك و حليب اللوز و طهيه على الفحم. في حين اتخذ مسؤولي الكنيسة البيزنطية نهج متشدد، وتثبيط أي تحسين لمحاولة الطهي لرجال الدين، وكانت نظرائهم الغربيين أكثر تساهلا[3]. وكان هناك أيضا عدم نقص في التبرم و التذمر حول قسوة الصيام بين طبقة العلمانيين. و أثناء الصوم الكبير، الملوك والأطفال، العوام الذين ينتمون الى عامة الشعب والنبل الذين ينتمون الى طبقة النبلاء، اشتكوا جميعا من حرمانهم من اللحوم لاسابيع طويلة و قاسية من التأمل الرسمي لخطاياهم. في الصوم الكبير، حُذر أصحاب المواشي ليتجنبوا و يحترسوا من الكلاب الجائعة المصابة بالاحباط بسبب الحصار الشديد بسبب الصوم الكبير و عظام الاسماك.[4]

كان الاتجاه من القرن الثالث عشر ( 13 ) فصاعدا نحو تفسير قانوني اكثر للصيام. كان النبلاء حريصون على عدم أكل اللحوم في أيام الصيام، ولكن لا يزال تناول الغداء على النمط او النحو التالي : الاسماك حلت محل اللحوم, و غالبا تقليد لحم الخنزير المدخن و لحم الخنزير المقدد ؛ و كان حليب اللوز يحل محل الحليب الحيواني لانه عالي التكلفة ليس كبديل عن الالبان عن الالبان البيض فو مصنوع من حليب اللوز تم طهيه مع قشر البيض المهشم ، المنكه و الملون بالتوابل الخاصة. و في بعض الحالات يبرز و يفوق الاسراف على طاولات النبلاء من قبل اديرة البينديكتين (Benedictine ) الذي خدم ما يصل الى ستة عشر دورات خلال أيام معينة من العيد. و هناك استثناءات كثيرة من الصيام وضعت من اجل مجموعات محددة جدا بصفه عامة.اعتقد توماس الأكويني Thomas Aquinas ) 1225 – 1274 ) انه ينبغي تقديم الأعفاء للاطفال و المسنين و الحجاج و العمال و المتسولين، ولكن ليس للفقراء طالما كانت لديهم نوعا من المأوى.[5] وهناك العديد من الاعتبارات و حسابات من أعضاء الرهبانيات الذين انتهكوا قيود الصيام من خلال تفسيرات ذكية من الكتاب المقدس. حتي المرضى كانوا معافون من الصيام، وتطورت هناك في كثير من الأحيان فكرة أن قيود الصيام تطبق فقط على منطقة الطعام الرئيسية، والعديد من الرهبان وببساطة يستطيعون أكل وجباتهم اليومية السريعة فيما بعد ذلك سيتطور الى الرحمة بدلا من غرفه الطعام.[6] سعى مسؤولون دير كاثوليكي معينون حديثا لتعديل مشكلة التهرب من الصيام ليس فقط عن طريق الإدانات الأخلاقية، ولكن عن طريق التأكد من أن اطباق معدة اعدادا جيدا غير اطباق اللحم التي تكون متوفرة في أيام الصيام.[3]

قيود الفئات او الطبقات في المجتمع

كان المجتمع في القرون الوسطى في غاية الطبقية. في الوقت الذي كانت فيه المجاعة شيئا عاديا و شائعا غالبا ما طُبقت التسلسلات الهرمية الاجتماعية بوحشية، فكان الطعام علامة هامة على الوضع الاجتماعي و إن هذه الطريقة لا يوجد ما يعادلها اليوم في معظم البلدان المتقدمة. وفقا للمعيار الأيديولوجي، تألف المجتمع من ثلاثة طبقات و هم : ( العوام او الطبقة العاملة و هم الى حد بعيد اكبر شريحة او مجموعة – ورجال الدين – و النبلاء ). و كانت العلاقة بين طبقات المجتمع هرمية بدرجة صارمة و شديدة، مع ادعاء النبلاء ورجال الدين بإقطاعية الدنيوية والروحية أكثر من العوام ( اي عامة الشعب ). و ضمن طبقة النبلاء ورجال الدين كان هناك أيضا عددا من الرتب تتراوح بين الملوك والباباوات إلى الدوقات والأساقفة ومرؤوسيهم، مثل الإقطاعيون والكهنة. و كان متوقع للانسان ان يبقى في طبقة اجتماعية واحدة لا ينتقل لطبقة اخري و يحترم سلطة الطبقات الحاكمة. و كانت السلطة السياسية تظهر ليس فقط من خلال الحكم ولكن أيضا من خلال الثروة. يتناول النبلاء الغداء من لحم الطرائد الطازج المُتبل بالتوابل الغريبة و الخاصة ، و تظهر ايضا اداب الطعام و المائدة اما بالنسبه للعمال فهم يتناولون خبر الشعير الخشن و لحم الخنزير المملح مع الفاصوليا و غير متوقع لديهم ان يستخدموا الايتيكيت اواداب السلوك. و التوصيات الغذائية مختلفة : اعتبر النظام الغذائي في الطبقات العليا أن يكون بقدر ما هو شرط من دستورهم المادي كدليل على الواقع الاقتصادي. و قد خُلق الجهاز الهضمي للرب ليكون أكثر قدرة على التمييز من التابعين له و طالبى الطعام.[7]

في أواخر العصور الوسطى، وثروة متزايدة من تجار الطبقة الوسطى والتجار يعني أن العوام بدأت محاكاة الطبقة الأرستقراطية، وهددوا بكسر بعض الحواجز الرمزية بين طبقة النبلاء والطبقات الادني و الاقل. و جاء الرد في شكلين: تحذير الأدب التعليمي من مخاطر التكيف مع نظام غذائي غير مناسب لفئة او طبقة الفرد [8] والقوانين محدد للنفقات التي وضعت غطاء على الإسراف في موائد العوام.[9]

غذائيات أو علم التغذية

وكان لعلم الطب في العصور الوسطى تأثيرا كبيرا على ما كان يعتبر صحي ومغذي بين الطبقات العليا. و كان نمط حياة الفرد بما يشمل ( النظام الغذائى و التمارين و السلوك الاجتماعي المناسب و العلاجات الطبية المناسبة ) يعتبر الطريق لصحة جيدة و تم تحديد لجميع انواع الطعام بعض الخصائص التي تؤثر على صحة الفرد. تم تصنيف جميع المواد الغذائية أيضا على مستويات تتراوح من الساخن إلى البارد ومن الرطب الي الجاف، وفقا لنظرية الأربعة انواع من المزاج او المود الجسدي التي اقترحها جالينوس التي سادت العلوم الطبية الغربية من أواخر العصور القديمة حتى القرن السابع عشر ( 17 ) .

يعتبر علماء القرون الوسطى عملية هضم الإنسان للطعام أن تكون عملية مماثلة إلى الطبخ. كان ينظر إلى معالجة الطعام في المعدة كأنه استمرار الإعداد بدأت بطهي الطعام. من أجل ان يكون الطعام مطبوخا بشكل صحيح والعناصر الغذائية التي سيتم امتصاصها بشكل صحيح ، كان من المهم أن تُملأ المعدة بطريقة مناسبة. فانه يتم تناول الأطعمة سهلة الهضم الأول، و تليها أطباق أثقل تدريجيا. و إذا لم يُحترم هذا النظام كان يُعتقد أن الأطعمة الثقيلة سوف تنزل الى قاع المعدة، وبالتالي عرقلة قناة الهضم، و بسبب هذا سوف يكون هضم الطعام يسير ببطء شديد و يسبب تعفن الجسم و يشعر بمزاج سيئ ( اي ارتباك ) في المعدة. و كان ايضا من الأهمية الحيوية ان الطعام ذو الخصائص المختلفة لا يتم خلطه.[10]

وقبل وجبة الطعام، يُفضل للمعدة أن "تفتح" بواسطة فاتح للشهية و كان يفضل ان يكون ذات طابع حار و جاف مثل : الحلويات او السكاكر المصنوعة من السكر أو العسل والتوابل المغلفة مثل الزنجبيل والكراوية و بذور يانسون والشمر أو الكمون، والنبيذ و المشروبات المحلاة المدعمة بالحليب. كما تم فتح المعدة، فإنه ينبغي بعد ذلك "إغلاقها" في نهاية الوجبة مع مساعدة من الجهاز الهضمي، و الأكثر شيوعا هو اقراص الحلوي، و التي خلال العصور الوسطى تتألف من كتل متبلة بالسكر، او الهيبوكراس ( و هو عبارة عن شراب من النبيذ مخلوط بالسكر و التوابل ) ، و النبيذ بنكهة التوابل العطرة، جنبا إلى جنب مع الجبن القديم. فمن المثالي ان تبدأ الوجبة بتناول فاكهة سهلة الهضم مثل التفاح. وعندئذ يمكن ان نتناول بعده الخضار مثل الخس، و الملفوف، و الرجلة او البقلة ( و هو نبات عشبي ) ، والأعشاب والفواكه الرطبة واللحوم الخفيفة، مثل الدجاج أو طفل الماعز او الماعز الصغير مع الحساء و المرق. و بعد ذلك تاتي اللحوم الثقيلة، مثل لحم الخنزير و لحم البقر، وكذلك الخضروات والمكسرات، و التي تشمل الكمثري و الكستناء ( الذى يعرف باسم أبو فروة أو شاه بلوط ) وكلاهما يعتبر صعب الهضم. وكانت شعبية و مشهورة، و موصى بها من قبل الخبرات الطبية، ان تنهي الوجبة بالجبن القديم و الوجبات المتعددة سهلة الهضم.[11]

كان الطعام الاكثر مثالية هو الذي يطابق الى حد كبير مزاج البشر اي انه لابد ان يكون معتدل الدفئ و رطب. ويفضل أن يكون الطعام أيضا مفروما فرما ناعما , و يُطحن لتحقيق مزيج جيد بين المكونات جميعها. وكان يعتقد ان النبيذ الأبيض يكون أكثر برودة من الأحمر، وطبق نفس التمييز إلى الخل الأحمر والأبيض. كان الحليب معتدل الدافئ ورطب، ولكن كثيرا ما كان يعتقد أن الحليب يختلف باختلاف الحيوانات. واعتُبر صفار البيض أن يكون دافئ ورطب بينما كان البياض بارد ورطب. و كان من المتوقع أن يتوافق الطهاة المهرة الرجيم او نظام غذاء مع المزاج الطبى. حتي لو كان هذا يجعل مجموعات الطعام التي يمكن ان تُعد محدودة، كان لا يزال هناك مجالا واسعا للاختلاف الفني من قبل الطهاة.[12]

هيكل السعرات الحرارية

إن محتوى السعرات الحرارية وهيكل النظام الغذائي في العصور الوسطى اختلفت على مر الزمن، من منطقة إلى أخرى، وبين الطبقات. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الناس، يميل النظام الغذائى على ان يكون عالي الكربوهيدرات، من معظم الميزانية التي تنفق، والغالبية السعرات الحرارية تاتي من الحبوب والكحول (مثل البيرة). وعلى الرغم من ان اللحوم ذات قيمة عالية من قبل الجميع، فالطبقات الادني غالبا ما لا يمكن تحملها، ولم يسمح لهم من قبل الكنيسة، بأن يستهلكوها و يتناولوها كل يوم. في انجلترا في القرن الثالث عشر ( 13 ) ساهمت اللحوم كجزء ضئيل من السعرات الحرارية في نظام الغذاء بالنسبه لعامل الحصاد النموذجي، و مع ذلك، زادت حصتها بعد الموت الاسود ( اي انتشار الطاعون ) ، وبحلول القرن الخامس عشر ( 15 ) ، قدمت حوالي 20٪ من المجموع ككل.[13] حتى بين طبقة النبلاء العلمانيين بانجلترا في القرون الوسطى، و وفرت الحبوب 65-70% من السعرات الحرارية في بداية القرن الرابع عشر ( 14 )،[14] و بالرغم من توفير الطعام الكثير من اللحوم و الاسماك، وزيادة استهلاكهم للحوم في أعقاب الموت الأسود كذلك. ففي بدايات القرن الخامس عشر ( 15 ) و في واحد من المنازل الانجليزية الارستقراطية و الذى فيه سجلات مفصلة متاحة فتلقى اعضاء الاسرة النبلاء شيئا صاعق و مزهل و هو 3.8 رطلا ( 1.7 كجم ) من اللحوم المتنوعة في وجبة اللحوم النموذجية في الخريف و 2.4 رطلا ( 1.1 كجم ) في الشتاء بالإضافة الى 0.9 رطلا (0.41 كجم ) من الخبز و 14 جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة أو ربما النبيذ (. و لما كان هناك وجبتين اللحوم يوميا، خمسة أيام في الأسبوع، ما عدا خلال الصوم الكبير) . و في منزل هنري ستافورد عام 1469 تلقى اعضائه النبلاء 2.1 رطلا ( 0.95 كجم ) من اللحم لكل وجبة و نال الاخرون 1.04 رطلا ( 0.47 كجم ) و اعطي الجميع 0.4 رطلا ( 0.18 كجم ) من الخبز و 14 جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من الكحول.[15] و على مقدمة هذه الكميات ، يأكل بعض أفراد هذه الأسر ( عادة، الاقلية ) وجبة الإفطار و التي لا تشتمل علي اي لحوم والتي على الارجح ما تشتمل على 14 جالون ( 1.1 لتر – 0.30 جالون امريكي ) من البيرة و كميات غير محددة من الخبز و المزر ( نوع من انواع الجعة او البيرة ) التي يمكن ان تُستهلك بين الوجبات.[16] و يختلف النظام الغذائى لرب الاسرة بعض الشئ عن هذا الهيكل ، و التي تشمل لحوم حمراء اقل و الحيوانات البرية ذات جوده عالية و الاسماك الطازجة و الفواكة و البيره و النبيذ.[17]

ففي الاديرة ، وضع الهيكل الاساسي للنظام الغذائى بواسطة سيادة سانت بنديكت السادس عشر في القرن السابع ( 7 ) و تشديد من قبل البابا بنديكتوس الثاني عشر في عام 1336، ولكن كان ( كما ذكر أعلاه ) الرهبان بارعون في العمل وفق هذه القواعد. اقتصر النبيذ على 10 اوقيه او اونصه ( و هي وحدة للوزن ) اي يعادل ( 280 ملي – 9.6 اوقية امريكي ) في اليوم الواحد ، و لكن لم يكن هناك حد مماثل على البيرة ، و في كنيسة وستمنستر، أعطي كل راهب 1 جالون بدل ( 4.5 لتر – 1.2 جالون امريكي ) من البيره يوميا.[14] كان محظور اللحوم من ( الحيوانات ذات الاربع ارجل ) تماما ، على مدار السنة ، للجميع و لكن ليس محظورا على المرضى و الضعاف جدا. و قد عُمل بهذا في جميع الانحاء من خلال اولاً اعلان ان تشكيلة اللحوم او لحوم الاحشاء و مختلف انواع الاطعمة المصنعة مثل لحم الخنزير المقدد لم تكن لحوما. ثانيا، يتضمن الاديرة غرفة تسمي بغرفه الرحمة ، حيث انه غير مسموح لحكام دير سانت بنديكت بالدخول حيث يوجد عدد كبير من الرهبان ياكلون. فإن كل راهب يُرسل بانتظام الى غرفه الرحمة او غرفة الطعام. عندما حكم البابا بنديكتوس الثاني عشر أن ما لا يقل عن نصف جميع الرهبان يجب ان يتناولون الطعام في غرفه الطعام في اي يوم من الايام، ورد الرهبان باستبعاد المرضى والمدعوين إلى طاولة أبوت من حسبانهم و اعتبارهم.[18] و عموما ، سمح راهب في كنسية وستمنستر Westminster Abbey في اواخر القرن الخامس عشر ( 15 ) بتناول 2.25 رطلا ( 1.02 كجم ) من الخبز لليوم الواحد و خمس بيضات لليوم الواحد ماعدا يوم الجمعة و يوم الصوم الكبير و 2 رطلا ( 0.91 كجم ) من اللحم لليوم الواحد ، اربع ايام في الاسبوع ما عدا الاربعاء و الجمعه و السبت ما عدا زمن المجيء ( اي زمن مجيء المسيح ) و الصوم الكبير ، و 2 رطلا ( 0.91كجم ) من السمك لليوم الواحد ثلاثة ايام في الاسبوع و في كل يوم خلال زمن المجيء و الصوم الكبير.[19] هذا الهيكل من السعرات الحرارية يعكس جزئيا حالة الطبقة العليا الاديرة في اواخر العصور الوسطي في انجلترا، وجزئيا من كنيسة وستمنستر Westminster Abbey ، الذي كان واحدا من أغنى الأديرة في البلد؛ و كانت الوجبات الغذائية للرهبان في الاديرة الاخري اكثر تواضعا.

إن السعرات الحرارية عموما تخضع لبعض الجدل. فواحد من التقديرات النموذجيه هو ان الذكور الفلاحين الراشدين يحتاج 2.900 سعر حراري ( 12.000كجم ) لليوم الواحد ، و بالنسبه للانثى الراشدات تحتاج 2.150 سعر حراري ( 9.000 كجم ).[20] وقد اقتُرحت كل من التقديرات الاقل و الاعلي . أولئك الذين يعملون في العمل البدني الثقيلة بشكل خاص، وكذلك البحارة والجنود، قد يستهلكون 3.500 سعر حراري (15.000 كجم ) او اكثر لليوم الواحد. و هناك ماخذ من الارستقراطيين انها قد تصل من 4.000 الي 5.000 سعر حراري ( من 17.000 الي 21.000 كجم ) لليوم الواحد.[21] يستهلك الرهبان 6.000 سعر حراري ( 25.000 كجم ) لليوم الواحد في الايام العادية ، و 4.500 سعر حراري (19.000 كجم ) لليوم الواحد في ايام الصيام. ونتيجة لهذه التجاوزات، وكان البدانة شائعة بين الطبقات العليا.[22] و إن الرهبان خاصة في كثير من الأحيان يعانون من السمنة ذات الصلة ( في بعض الحالات ) بحالات مثل التهاب المفاصل.[23]

التباين أو الأختلاف الإقليمي

كانت التخصصات الإقليمية التي هي سمة من سمات المأكولات الحديثة والمعاصرة ليس في الأدلة التي في الوثائق المتناثرة التي نجت و ظلت موجودة حتي الان. بدلا من ذلك، فمطبخ القرون الوسطى يمكن أن يكون متباين و مختلف في الحبوب والزيوت التي تشكل المعايير الغذائية و اجتازت العرقية و بعد ذلك الحدود الوطنية. كان التباين الجغرافي في الأكل في المقام الأول نتيجة للاختلافات في المناخ، والإدارة السياسية، والعادات والتقاليد التي تختلف في جميع أنحاء القارة. فعلى الرغم من التعميمات الشاملة التي ينبغي تجنبها، أكثر أو أقل مناطق متميزة حيث يوجد فيها هيمنة لبعض المواد الغذائية يمكن تمييزها. و في الجزر البريطانية، وكان شمال فرنسا، و البلدان المنخفضة، والمناطق الشمالية الناطقة بالألمانية والدول الاسكندنافية ودول البلطيق المناخ عموما قاسياً جدا لزراعة العنب و الزيتون. و في الجنوب، وكان النبيذ الشراب الاكثر شيوعا لكلا الاغنياء والفقراء على حد سواء (على الرغم من عامة الشعب كانوا عادةً يكتفون بالنبيذ الرخيص المعصور للمرة الثانية ) ، في حين كان البيرة او الجعة شراب عامة الشعب في الشمال و كان النبيذ مكلف و باهظ الثمن للاستيراد. كانت ثمار الحمضيات ( وإن لم تكن الأنواع الأكثر شيوعا اليوم) والرمان كان منتشر في نواحي لبحر الأبيض المتوسط. و كان التين المجفف و التمر متوفر في الشمال و لكن استخدموا باعتدال و بشكل مقتصد في الطبخ.[24]

وكان زيت الزيتون عنصرا موجودا في كل مكان في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، و لكنه كان سلعة مكلفة الثمن لاستيراده في الشمال حيث كانت الزيوت تاتي من الخشخاش و الجوز و البندق و شجر البندق ايضاً و كانت بدائل باسعار معقولة. واستخدمت الزبدة والدهن في كميات كبيرة، خاصة بعد وفيات رهيبة أثناء الموت الأسود جعلتهم أقل ندرة، و استُخدمت في المناطق الشمالية والشمالية الغربية، وخاصة في البلدان المنخفضة و المتدنية. و يكاد يكون الطهي العالميا في الطبقة المتوسطه و العليا في جميع انحاء اوربا باستخدام اللوز الذى كان في كل مكان و متنوعا للغاية و هو حليب اللوز و الذى تم استخدامه كبديل في الاطباق التي البيض او اللبن ، على الرغم من أن تشكيلة من اللوز المر توفر بكميه كبيرة بعد ذلك.[25]

وجبات الطعام

المأدبة المقدمة في باريس عام 1378 من قبل شارل الخامس من فرنسا (في المنتصف و يرتدي الزي الازرق) لتشارلز الرابع، الإمبراطور الروماني المقدس (في اليسار) وابنه وينسيسلوس، ملك الرومان. و لكل متناول للعشاء اثنين من السكاكين، وعاء مربع للملح، منديل، الخبز و طبق؛ من قبل جان فوكيه، 1455-1460..


في أوروبا كانت هناك عادة وجبتين في اليوم: عشاء في منتصف النهار وعشاء أخف وزنا في المساء. ظل نظام ثنائي وجبة ثابتة طوال العصور الوسطى المتأخرة. و كانت الوجبات الصغيرة المتوسطه منتشرة و شائعة، ولكنها أصبحت مسألة تتعلق بالوضع الاجتماعي، مثل اولئك الذين لم يكن ليدهم عمل يدوي يمكن ان يتخلوا عنها.[26] كان الاخلاقيين او علماء الاخلاق يرفضون كسر في وقت مبكر خلاص الليل و تجنب اعضاء الكنيسه و مثقفوا طبقة النبلاء ذلك. لأسباب عملية، وكان الإفطار لا يزال يؤكل من قبل الرجال العاملين، وكان السكوت للأطفال الصغار والنساء والمسنين والمرضى. و لان الكنيسه اوصت ضد الشراهة و الضعف في تناول اللحم، مال الرجال للخجل في تناول الإفطار. واعتبرت المآدب العشاء الفخم مع المشروبات الكحولية غير أخلاقية. و هذا الشئ الاخير ارتبط خصيصا مع القمار، لغة الخام، والسكر او الثمالة، والفعل المنافي للحشمة.[27] و كانت وجبات الطعام الصغيرة و الوجبات الخفيفة منتشرة و شائعة (على الرغم أيضا من انها كانت مكروه من قبل الكنيسة)، والرجال الذين يعملون يتلقون عادة إعانة من أرباب عملهم من أجل شراء غذاء و طعام، فتات صغيرة إلى أن تؤكل أثناء فترات الراحة.[28]

الآداب العامة للمائدة أو الاتيكيت

كما هو الحال مع كل جزء تقريبا من الحياة في ذلك الوقت، كان على وجبة في العصور الوسطى عموما شأنا الطائفي. ان الأسرة بأكملها، بما في ذلك الخدم يتناولون الطعام بشكل مثالي معا. و إن الانسلال للتمتع بصحبة او رفقه خاصه اعتُبرت غرورية متغطرسه وغير فعالة في عالم حيث يعتمد الناس كثيرا على بعضها البعض. في القرن الثالث عشر، أسقف إنجليزي روبرت جروزسيتيست نصح الكونتيسة لينكولن: "وجبات العشاء محرّمة خارج القاعة، و في السرّ وفي الغرف الخاصّة، ومن هذا تنشأ النفايات وليس شرف للرب والسيدة. أوصى أيضا بمراقبة الخدم حتي لا يهربوا البقايا و اقامة عشاء آخر مرح، بدلا من إعطائه كزكاة. قرب نهاية العصور الوسطى، والأثرياء يسعون بصورة متزايدة إلى تخليص هذا النظام من الجماعية الصارمة. عندما يكون من المحتمل ان المضيفّون الاغنياء يتقاعدوا مع أقرانهم إلى الغرف الخاصّة حيث وجبة الطعام يمكن أن يتمتّعوا بها في الخصوصية والسرية اكثر و اعظم. و توجيه الدعوة إلى غرف الورد كان شرف عظيم ويمكن أن تستخدم كوسيلة لمكافأة الأصدقاء والحلفاء و رهبة المرؤوسين . و سمحت للوردات و الباطرة بابعاد انفسهم عن الاسرة و التمتع بمعاملة اكثر ترفا و فخرا في حين يُقديم الطعام أقل شأنا الي بقية افراد الأسرة التي ما زالت تتناول الغداء في قاعة الشعب الكبرى. و في المناسبات والولائم الكبرى، ومع ذلك، المضيف والمضيفة يتناولون العشاء عموما في القاعة الكبيرة مع المتعشيين او متناولي العشاء الأخرين. على الرغم من أن هناك وصفا للآداب الطعام في المناسبات الخاصة، لا يعرف الكثير عن تفاصيل وجبات الطعام اليومية من النخبة أو عن آداب المائدة من عامة الناس والمعوزين. ومع ذلك، فإنه يمكن أن يفترض أنه لا توجد مثل هذه الرفاهيات الباهظة مثلا الوجبات متعددة الأطباق، والتوابل الفاخرة أو غسل اليدين في الماء المعطر في وجبات الطعام اليومية.

كانت الأمور مختلفة بالنسبة للأثرياء. قبل أن تقدم الوجبة وبين وجبات الغذاء متعددة الاطباق، والأحواض ضحلة والمناشف الكتان تُقدّم للنزلاء حتى يتمكنوا من غسل أيديهم، كما تم التأكيد على النظافة. و جعلت الأعراف الاجتماعية من الصعب على النساء التمسك بالمثل العليا للنظافة الطاهرة والرقة اثناء الاستمتاع بتناول الوجبة، وبالتالي فإن زوجة المضيف في كثير من الأحيان تناول الغداء في القطاع الخاص مع الوفد المرافق لها أو يأكلون القليل جدا في مثل هذه الأعياد. و أنها يمكن أن تنضم للعشاء فقط بعد الانتهاء من الاعمال التي يحتمل ان تكون فوضوية من تناول الطعام. و عموماً كان الطعام الجيد قضية الذكور من الدرجة الأولي، وكان من غير المألوف لأحد ولكن كان الأكثر تكريما للضيوف أن يحضر الرجل زوجته أو ان يكون لها سيدات في الانتظار. و انه تم تعزيز الطبيعة الهرمية للمجتمع بآداب السلوك او الايتيكيت حيث كان من المتوقع ان المرتبة المنخفضة تساعد الاعلي، و الاصغر سناً يساعد المسننين، و الرجال يجعلون النساء يتجنبون مخاطر تلطيخ اللباس او الملابس و سمعتها بسبب اضطرارهن إلي التعامل مع الأغذية بطريقة غير انثوية. و كانت أكواب الشرب المشتركة منتشرة حتي في الولائم او مآدب الطعام السخية للجميع و لكن أولئك الذين جسلوا على طاولة عالية، كما كان آداب السلوك القاسي من كسر الخبر و نحت اللحم لزميل متعشى معه او متناول العشاء معه.

  1. ^ أ ب Hunt & Murray (1999), p. 16.
  2. ^ Henisch (1976), p. 41.
  3. ^ أ ب Henisch (1976), p. 43.
  4. ^ Henisch (1976), p. 40.
  5. ^ Bynum (1987), p. 41; see also Scully (1995), pp. 58–64 and Adamson (2004), pp. 72, 191–92.
  6. ^ Henisch (1976), p. 46.
  7. ^ Scully (1995), p. 190–92.
  8. ^ Melitta Weiss Adamson, "Medieval Germany" in Regional Cuisines of Medieval Europe, pp. 155–59.
  9. ^ Melitta Weiss Adamson, "Medieval Germany" in Regional Cuisines of Medieval Europe, pp. 160–59; Scully (1995), p. 117.
  10. ^ Scully (1995), pp. 135–136.
  11. ^ Scully (1995), pp. 126–135.
  12. ^ Terence Scully, "Tempering Medieval Food" in Food in the Middle Ages, pp. 7-12
  13. ^ Dyer (2000), p. 85
  14. ^ أ ب Woolgar (2006), p. 11
  15. ^ Hicks (2001), pp. 15-17
  16. ^ Hicks (2001), pp.10-11
  17. ^ Hicks (2001), p. 18
  18. ^ Harvey (1993), pp. 38-41
  19. ^ Harvey (1993), pp. 64-65
  20. ^ Dyer (1989), p. 134
  21. ^ Hicks (2001), p. 8
  22. ^ "Bones reveal chubby monks aplenty". The Guardian. 15 يوليو 2004.
  23. ^ J. J. Verlaan (2007). "Diffuse idiopathic skeletal hyperostosis in ancient clergymen". Eur Spine J. ج. 16 ع. 8: 1129–35. DOI:10.1007/s00586-007-0342-x. PMC:2200769. PMID:17390155. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط غير المعروف |month= تم تجاهله (مساعدة)
  24. ^ Scully (1995), p. 218.
  25. ^ Scully (1995), p. 83.
  26. ^ Eszter Kisbán, "Food Habits in Change: The Example of Europe" in Food in Change, pp. 2–4.
  27. ^ Henisch (1976), p. 17.
  28. ^ Henisch (1976), pp. 24–25.