انتقل إلى المحتوى

إسماعيل بن الشريف

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
شعار مراجعة الزملاء
شعار مراجعة الزملاء
هذه المقالة تخضع حاليًّا لمرحلة مراجعة الزملاء لفحصها وتقييمها، تحضيرًا لترشيحها لتكون ضمن المحتوى المتميز في ويكيبيديا العربية.
تاريخ بداية المراجعة 2 يوليو 2024
سلطان المغرب من العلويين
المولى إسماعيل
سلطان المغرب من العلويين
فترة الحكم
1672–1727
الرشيد بن الشريف
أحمد الذهبي بن إسماعيل
معلومات شخصية
الميلاد 1645
تافيلالت، المغرب[وب-عر 1]
الوفاة 1039 هـ - 1727م
مكناس، المغرب
مكان الدفن ضريح المولى إسماعيل[وب-عر 2]
مواطنة السلطنة الشريفة
الديانة الإسلام، أهل السنة والجماعة، مالكية
الزوجة خناتة بنت بكار
حليمة السفيانية
عودة_الدكالية
أم العز التباع
عائشة بنت مبارك  تعديل قيمة خاصية (P26) في ويكي بيانات
الأولاد
الأب الشريف بن علي  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
عائلة الأسرة العلوية
الحياة العملية
المهنة عاهل  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

السُّلْطَانُ[1] المَوْلَى إِسْمَاعِيلُ بنُ الشَّرِيفِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّرِيفُ الحَسَنِيُّ العَلَوِيُّ، أبو النَّصْرِ،[2] المُظَفَّرُ بِاللهِ، أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ،[3] (1647–1727 مـ) سلطانُ المغرب بين سنتيْ 1672 و1727، وأحدُ أكثرِ السَّلاطين العلويِّين شهرةً. تولَّى حكمَ المغربِ بعد وفاةِ أخيهِ غيرِ الشقيقِ الرشيدِ بنِ الشريفِ عام 1672 وسِنُّهُ لا يتجاوز 26 سنة. تصارع مع ابن أخيه أحمدَ بنَ محرز إلى غاية وفاة المولى أحمد سنة 1687.[فرن 1]

تُعَد فترةُ حكمِ المولى إسماعيلَ من أكثرِ الفترات أوجًا وازدهارًا وقوةً في تاريخ المغرب،[4] إذ أنشأ جيشًا قويًّا من العبيدِ السُّود سُمي بعبيد البخاري، بلغ عدد جنوده 150 ألفًا، نجح بفضله في تحرير الثغور المغربية من قبضة الاحتلال الأيبيري، ففتح العرائش، وأصيلة، والمهدية، وطنجة، وكاد أن يفتح سبتة.[5] هُزِم المولى إسماعيلُ في معركة المشارع عام 1692 حين حاول ضم تلمسان. وحاول المولى إسماعيل فتح وهران التي كانت تحت الاحتلال الإسباني، لكنه أخفق في اقتحام حصونها المنيعة.[وب-عر 3] وشارك في عدة حروب في الشرق، وصل فيها إلى حدود وادي الشلف،[6] إلا أن جيشه هُزِمَ بجديوية عام 1701،[وب-عر 2] غير أنه نجح في ما بعد في بسط نفوذه حتى عين الماضي والأغواط، إذ وصلت الدولة في عهده إلى نهر السنغال وما وراء نهر النيجر.[7]

شيَّد المولى إسماعيلُ ستا وسبعين قصبة في المغرب، جلها من أجل حماية السواحل، وشنَّ غاراتٍ في البحر الأبيض المتوسط وبحر الشمال في إطار الجهاد البحري، ثم إنه أقام علاقات دبلوماسية مع بعض القوى الأجنبية، مثل فرنسا وإنجلترا وإسبانيا. أسس المولى إسماعيل مدينة مكناس، وجعلها عاصمةَ المغرب لأوَّل مرة، فشيَّد بها قصر مكناس الكبير، وخصَّها بحدائقَ وبوابات أثرية عديدة،[8] وأكثر من أربعين كيلومترا من الأسوار، والعديد من المساجد، بالإضافة إلى سجن قارة التحت أرضي، وصهريج السواني الذي كان يمدُّ العاصمة الإسماعيلية بالماء الشَّروبِ.[وب-فرن 1] دام حكمه لخمسة وخمسون سنة، وهو بذلك يعتبر أطول سلاطين المغرب حكمًا منذ أن عَرِف تاريخُه دولةً موحَّدة بل وأطول سلاطين الإسلام حكما إن أضفنا لذلك سبع سنين أمضاها خليفة لأخيه على فاس.[8]

نشأته ونسبه[عدل]

تافيلالت، المنطقة التي سكنها الأشراف العلويون منذ القرن الثالث عشر ميلادي

وُلِدَ حَوالي عام 1056 هـ (1645 مـ) في سجلماسة [9] بيوم تكاثر فيه النمل مما يرمز إلى الخير ويبشر بمستقبل زاهر.[10] المولى إسماعيل بن الشريف هو ابن الشريف بن علي، أمير تافيلالت وأول سلطان علوي [فرن 2] وأمه مباركة بنت بكر المغافري.[11] حيث أن والده الشريف بن علي كان أسيرا بسوس عند أبو حسون السملالي، وزَوَّجَه بامرأة من قبيلة المغافرة، فولد المولى إسماعيل في الأسر. ثم أطلق سراح الشريف العلوي بعد أن دفع ابنه المولى محمد بن الشريف فدية مالية في حدود 1047 هـ. وحسب ابن زيدان فإنه ولد بتافيلالت بالقصر المعروف بـ«أمجار». كان عارفا بالتاريخ والسيرة النبوية وضبطها.[12][وب-عر 1] وهو من نسل الحسن الداخل الذي استقر في سجلماسة عام 1266م، والذي يرجع نسبه إلى رسول الله محمد. فهو:

  • المولى إسماعيل بن الشريف بن علي محمد بن علي بن يوسف بن علي الشريف بن الحسين بن الحسن بن عبد الله أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد إسماعيل بن أبي قاسم ابن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله [13] وقد نظم النسابة القادري نسبه في الأبيات التالية:[14]
أبو ملوكنا الشريف بن علي
محمد على يوسف يلي
علي الشريف ثم الحسن
محمد بن حسن المستوطن
فقاسم محمد فالقاسم
محمد الحسن ذو المكارم
فعابد الله أبو محمد
فعرفة فحسن ذو السؤدد
ثم أبو بكر علي فحسن
أحمد إسماعيل قاسم ومن
محمد المهدي فعبد الله
فالحسنان فرسول الله
المولى الرشيد، أول سلطان من السلالة العلوية، 1667

بعد وفاة السلطان السعدي أحمد المنصور، عرف المغرب فترة مضطربة، تنافس خلالها أبناؤه على العرش بينما قُسمت البلاد بين القادة العسكريين والزوايا الدينية،[15] في بداية عهد زيدان الناصر كانت السلطنة السعدية منحطة وواهنة. فسيطرت الزاوية الدلائية على وسط المغرب، وزاوية إيليغ على مساحة تمتد من سوس إلى درعة، وسيطر المرابط العياشي على السهول الشمالية الغربية، وسواحل المحيط الأطلسي حتى تازة، وتحولت جمهورية بورقراق إلى دولة مستقلة. وعند مصب أبي رقراق أصبحت مدينة تطوان دولة أضحت تحكمها عائلة النقسيس. وفي تافيلالت، بايع سكان تافيلالت العلويين لصد نفوذ الزوايا فتأسست إمارة تافيلالت سنة 1631.[15]

الوضع السياسي في المغرب حوالي عام 1660 بعد اغتيال أحمدَ العباسِ آخرِ سلطان سعدي

نشأ إسماعيل عند والده المعروف بورعه وصلاحه؛ ولما بلغ الثالثة عشر من عمره توفي والده وتولى كفالته أخوه الرشيد.[16] تنازل الشريف عام 1636 عن العرش لصالح ابنه الأكبر المولى محمد بن الشريف الذي وسع رقعة الدولة فامتدت من الشمال الشرقي من البلاد، إلى وادي تافنة ودرعة.[17] إلى أن أطاح به أخوه غير الشقيق المولى رشيد ونجح في قتله في 3 أغسطس 1664 في معركة دارت رحاها في سهل أنجاد (بالقرب من وجدة).[18] عُين بالتالي المولى إسماعيل واليا على مكناس، نظرا لاصطفافه إلى جانب المولى رشيد. وكرس نفسه للفلاحة والتجارة [فرن 2]، في حين حكم أخوه غير الشقيق المولى رشيد أميرا على تافيلالت، ثم سلطانا للمغرب بعد ضم فاس في 27 ماي 1667. متمتعًا بثقة والده، حيث تولى إسماعيل القيادة العسكرية لشمال المغرب وأصبح منذ عام 1667 واليا على فاس، بينما كان أخوه غير الشقيق يقاتل في جنوب المغرب. استولى المولى رشيد على الزاوية الدلائية سنة 1668 ثم استغرق عامين لإخماد ثورة مراكش، قبل أن يدخل المدينة عام 1669.[19] وفي 25 يوليوز، صلب 60 قاطع طريق على جدار برج الجديد في فاس.[20] بينما كان المولى رشيد منهمكا في إخماد ثورات القبائل المتمردة في الأطلس الكبير، إلى أن توفي في 9 أبريل 1672 في مراكش بعد سقوطه عن حصانه.[21]

بيعته[عدل]

وفي 13 أبريل، بعد أن علم بوفاة أخيه، خلف المولى إسماعيل أخاه دون عهد رسمي[22]، وأعلن نفسه سلطانًا على المغرب في 15 ذي الحجة 1082 هـ/13 أبريل 1672م [23]، وهو في السادسة والعشرين من عمره، حوالي الساعة الثانية بعد الظهر. ونظّم حفلا كبيرا.[23] واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد بفاس، من أعيانها وعلماؤها وأشرافها وشيوخها من قبيل أبو محمد عبد القادر ابن علي الفاسي والشيخ أبي علي موسى وأبي عبد الله بن علي الفيلالي والقاضي أبي مدين، فلم ينازعه أحد.[2] وكذا فعلت قبائل ومدن ولاية فاس بأكملها، الذين أرسلوا له الوفود والهدايا. إلا أن مراكش ومنطقتها لم ترسل أي وفد، واتخذ المولى إسماعيل عاصمته في مكناس لما رآه من وفرة مياهها واعتدال مناخها.[24]

الثورات على حكمه[عدل]

الشريف المولى إسماعيل، رسمه نيكولا دو لارميسين.

ما إن ذاع خبر وفاة المولى رشيدٍ حتى هرع ابنُ أخيه أحمدُ بن محرز إلى مراكش بغرض تنصيبِ نفسِه سلطانًا هُناك،[25] فناصره عمُّه المولى حران حاكم تافيلالت[إنج 1] وتوات وقورارة[فرن 3]، وانضمَّت إليه قبائل الحوز وعرب سوس وسكان مراكش، واستولى بذلك على المنطقة بأكملها. فأطلق المولى إسماعيل حملة 7 صفر 1083 (27 أبريل 1672) ضد ابن أخيه أحمد،[26] وتمكن من سحق تمرده بفضل مدفعيّته ودخل مدينة مراكش،[فرن 1] حيث بُويع سلطانًا بها في 4 يونيو 1672،[26] في حين هرب أحمد متأثرا بجروحه إلى الجبال.[27] وتحالف مع شيخ قبيلة كلاوة مسيطرا بذلك على الممر الجبلي بين أحواز مراكش ودرعة.[إنج 1]

خريطة تمثل شطري مدينة فاس في القرن السابع عشر: فاس البالي وفاس الجديد.

عفا إسماعيل عن سكان مدينة مراكش، وأعاد تنظيم دفاعات المدينة.[1] ثم وصل إلى فاس ليعيد نعشَ أخيه الرشيد إلى المدينة،[28] ودفنه بضريح الشيخ علي بن حرازم، [29] قبل أن يعود إلى مكناس في 25 يوليوز 1672.[26] وأعد إسماعيل العدة لرحلة استكشافية إلى منطقة الصحراء بيد أنه تراجع عن المشروع إثر ثورة اندلعت بمدينة فاس [30] قُتل خلالها القائد زيدان بن عبيد العامري الذي كان سيقود الحملة، وطردت قوات السلطان ليلة الخميس إلى الجمعة 2 جمادي الثانية 1083/ 26 أغسطس 1672.[31] بعد عدة أيام من القتال، بايع سكان فاس المولى أحمد بن محرز، الذي استجاب لطلباتهم، وعسكر في دبدو، ثم تازة، حيثُ نُصِّب سلطانا. فاستغل الشبانات الفرصة فحاصروا مراكش بغية استرجاع إمارتهم. [إنج 2] كما عاد الخضر غيلان، الذي لجأ بالجزائر العاصمة منذ عهد الرشيد بن الشريف، وبايع ابن محرز وعرج إلى تطوان فرحبت به عائلة النقسيس الحاكمة للمدينة.[إنج 3] فحاصر المولى إسماعيل تازة أولا التي استسلمت بعد حصار دام عدة أشهر، مما اضطر أحمد بن محرز إلى الفرار نحو الصحراء. وبينما لا يزال حصار فاس قائما [31]، ومع حلول الربيع، أرسل إسماعيل أحد قادة جيشه لإخضاغ غيلان لكنه هُزم، [إنج 4] فما كان على السلطان إلا أن يعرج بنفسه بقوة قوامها اثني عشر ألف رجل لمواجهة الخضر غيلان الذي استولى على منطقة الهبط[N 1] وجزء من بلاد جبالة. فنجح في قمع ثورته وإخضاع سهول الغرب [فرن 1] بعد أن هزمه في موقعة بالقرب من القصر الكبير وذلك 2 شتنبر 1673.[إنج 4] ثم اتجه نحو فاس الجديد، فحاصر المدينة حتى فتحت له أبوابها في 28 أكتوبر 1673، بعد حصار طويل دام أربعة عشر شهرا وثمانية أيام.[31] بعد أن صالحه أهل فاس، وجددوا له البيعة.[إنج 1] ثم عين السلطان أحمد التلمساني واليا على فاس البالي ومحمد بن عبد العزيز المغراوي على فاس الجديد.[32] ثم طرد ابن أخيه أحمد ابن محرز من الأراضي شرق نهر ملوية فانسحب المتمرد إلى تافيلالت، فلما دخلت تلك المنطقة في طاعة إسماعيل اضطر إلى الانسحاب إلى تارودانت بمنطقة سوس.[إنج 5]

مراكش أهم مدن للمغرب، والتي ثارت ثلاث مرات ضد المولى إسماعيل لصالح المولى أحمد بن محرز.

بعد انتهاء ثورة فاس تفرغ المولى إسماعيل لبناء عاصمته مكناس، وشيد بها العديد من القصور.[30] غير أن ابن أخيه المولى أحمد بن محرز، سيطر مرة أخرى على مراكش وذلك في محرم 1084/ماي 1673 [1] بمساعدة زوجته السعدية مريم والشبانات.[27] فشن إسماعيل أول حملة ضد القبائل العربية في بلاد أنجاد، التي احترفت قطع الطريق.[إنج 6] فألحق هزيمة قاسية بقبيلة سقونة، ثم استعد لعملية كبرى ضد ابن أخيه. فسار على رأس جيشه في بلاد تادلة، والتقى بجيش أحمد في وادي العبيد. وانتصر على جيش ابن أخيه وقتل زعيمته حيدة الطويري. ثم لاحق عمه أحمد إلى مراكش حيث تحصن بأسوارها.[33] فحاصرها إسماعيل، حتى دخلها عنوة مرة أخرى سنة 1674، مما اضطر أحمد إلى الفرار إلى ولاية درعة. ثم قاد السلطان سلسلة من العمليات ضد قبائل الشاوية وحاحا والشبانات.[فرن 4] وفي نفس العام أيضًا، ثار صنهاجة الأطلس المتوسط والأطلس الكبير وقاموا بذبح مبعوثي السلطان، بعد رفضهم دفع الضرائب. فأرسل المولى إسماعيل عدة حملات محاولا طردهم من الجبال التي اتخدوها حصونا إلا أن صنهاجة تمكنت من هزيمة قوات السلطان [إنج 7] ثلاثة مرات قاطعين بذلك الطريق بين مراكش وفاس.[إنج 8] استغل أحمد بن عبد الله الدلائي، حفيد محمد الحاج الدلائي [إنج 9] اللاجئ بتلمسان، الفرصة لكي يعلن تمرده على سلطة المخزن. إذ حشد لنفسه جيشا كبيرا من قبائل صنهاجة الجبلية، وحصل على مساندة إيالة الجزائر. فاستباح أموال وممتلكات القبائل العربية في تادلة حتى السايس وأخرجهم من أراضيهم، ليجبرهم على اللجوء إلى مدن فاس ومكناس وسلا وليحيي بذلك الزاوية الدلائية البائدة.[34]

كان السلطان آنذاك مشغولا بمراقبة أحمد بن محرز المتواجد بسوس وأنصاره من البربر فأرسل إسماعيل ثلاثة آلاف فارس بقيادة أحمد بن عبد الله لمواجهتهم، ولما أخفقت الحملة أرسل جيشين آخرين ضم كل منهما 4000 رجل هُزما الواحد تلو الآخر: خسر الأول بالقرب من مكناس بينما اضطر الثاني إلى التراجع إلى قصبة تادلة، التي استولت عليها قبائل صنهاجة ودمرتها. وفي هذه الأثناء، تمرد ثلاثة من إخوته: المولى حران والمولى حمادة ووالد أحمد، المولى مراد محرز في تافيلالت. فقرر السلطان وضع حد للاضطرابات في تادلة. فتدخل بنفسه وهزم بربر صنهاجة خلال معركة كلفتهم ثلاثة آلاف قتيل، وعدة مئات من الجرحى.[35] وأعقب ذلك السيطرة على تادلة، وعاد الاستقرار إلى الأطلس المتوسط. ثم علق إسماعيل ما يقرب من سبعمائة رأس من رؤوس المتمردين على أسوار فاس.[36] وعاد المولى إسماعيل إلى مكناس في أواخر 1677، ووضع حدا لتمرد إخوته، وطرد ابن محرز من مراكش للمرة الثالثة سنة 1677، واستباحها رغم تأمينه لسكانها قبل ذلك.[37] ثم اعترف بحكم ابن أخيه لدرعة وعقد معه الصلح.[إنج 9] وانتزع تافيلالت من أخيه حران بعد أن أسره ونفاه إلى واحة بالصحراء.[إنج 8]

ويلاحظ كثرة الثورات على سلطان إسماعيل وهو ما يفسره إبراهيم حركات في غياب نظام قار لوراثة العرش وعدم اعتماد العلويين على أي عصبية قبلية أو سياسية في قيام دولتهم خلافا لمن سبقهم من دول المغرب الأقصى.[38] أما بنعبد الله فيرى أن انعدام التوازن بين البوادي والحواضر وعدم تعميم إسماعيل لسياسة القصبات في جميع نواحي السلطنة هو السبب.[39] بينما يرى عبد الكريم غلاب أن تلك الثورات في غالبيتها لم تكن ضد إسماعيل بقدر ما كانت ضد الولاة الطغاة وأن خروجهم عن الطاعة ما هو إلا وسيلة لدفع السلطان لتعيين وال جديد.[40] أما بلومر فيرى أن سبب تلك الثوراث هي اختيار إسماعيل لمكناس عاصمة للدولة وهو ما لم يُرض أهل فاس وأهل مراكش.[إنج 8]

وقعة القويعة وثورة إخوته[عدل]

خريطة تبين موقع قبيلة بني عامر التي انضمت إلى صفوص المولى إسماعيل أثناء حملته على إيالة الجزائر.

عمل المولى إسماعيل على تأليب سكان تلمسان ضد الحكم العثماني فدعم الثورات التي كان يقوم بها سكان تلمسان والمناطق المجاورة زيادة على إحياء الشعور المؤيد للأشراف في تلك المناطق فوقعت تمردات بندرومة سنتي 1679-1678م بإيعاز من المتصوفة وبدعم من المولى إسماعيل الذي توغل إلى شرق تلمسان سنة 1089هـ/1677مـ.[41] حيث كانت القبائل الواقعة غرب إيالة الجزائر تتعاطف مع السلاطين العلويين لنسبها الشريف وتبادر تلقائيا بالدخول تحت طاعته [42] كما فتحت الزاوية الشاذلية بتلمسان أبواها عدة مرات لجيوش العلويين. حيث أن المناطق والقبائل دخلت تحت طاعة السلطة العلوية في عهد محمد بن الشريف، ومنها قبيلة بني عامر. لذا اعتبرها إسماعيل من ضمن القبائل التابعة له وعاملها بنفس المنطلق الذي عامل به رعاياه الخارجين عن طاعته[43] كما أن أهل فاس كانوا يرحبون بضم تلمسان لما سيدره ذلك من فوائد عليهم بعد إزالة القيود الجمركية بين المدينتين.[إنج 10]

ونتيجة هروب ابن محرز إلى الجبال المطلة على تلمسان [44] ورغبة في تأكيد وادي تافنة كحد بينه وبين العثمانيين،[45] ولوضع حد لمساعدة العثمانيين لثوار الداخل،[إنج 11] قام المولى إسماعيل، بين 1678 و1679، برحلة استكشافية إلى ما وراء جبل عمور في منطقة الشرق (حتى القويعة بوادي الشلف بالضبط [46])، فقدمت عليه وفود مبايعة من عرب ذوي منبع ودخيسة وحميان والمهاية والعمور وأولاد جرير وسقونة وبني عامر والحشم وتوجه بهم إلى أن نزل القويعة على رأس وادي شلف برفقة مجموعة كبيرة من القبائل العربية بما في ذلك بني عامر [47] التي كانت تعاني من ضرائب باهضة مفروضة عليها.[48] إلا أن المدفعية العثمانية تسببت في فرار جميع القبائل العربية المشاركة في الحملة [49] واضطر للانسحاب بعد انسحاب العرب وعدم تمرد أهل تلمسان على العثمانيين مناصرة له [إنج 12] والاعتراف بواد التافنة حدودًا تفصل الدولة العثمانية عن المغرب.[50][51][إنج 13] وقام السلطان بترميم وتنظيم وجدة عند عودته.[52] ويرى المؤرخ المغربي عبد العزيز بنعبد الله أن «المولى إسماعيل لم يكن يهدف الى احتلال المغرب الأوسط وإنما أراد أن يعطي درسا للأتراك الذين تجرأوا على مسائدة ابن محرز واحتلال إقليم بني يزناسن فردوا على أعقابهم إلى تلمسان» [49]

جبل صغرو، قمة الجزء الشرقي من جبال الأطلس الصغير، في بلاد آيت عطا.

في نهاية رمضان 1678-1679، ثار الإخوة الثلاثة إسماعيل بن الشريف، المولى حران، المولى هاشم والمولى أحمد، وثلاثة من أبناء عمومتهم، ضد المولى إسماعيل بمساعدة القبيلة الصنهاجية آيت عطا وقبائل نهر تودغا ووادي دادس. فأرسل المولى إسماعيل حملة كبرى واستولى على فركلا وغيريس ونهر تودغا ودادس. فتخلت القبائل المتمردة عن واحاتها وتحصنت بجبل صغرو الواقع بالأطلس الصغير. خاض إسماعيل معركة صعبة في جبل صغرو، في 3 فبراير 1679.[فرن 1] وأدت إلى مقتل العديد من رجالات المخزن من بينهم موسى بن أحمد بن يوسف قائد الجيش الشريفي وأربعمائة جندي من فاس. كانت نتيجة المعركة غير حاسمة إذ اكتفى المولى إسماعيل بعقد اتفاق ينص على حرية مرور أهل تافيلالت المتوجهين إلى مراكش عبر أراضي القبائل الصحراوية المتمردة، والتزامها بالجهاد ضد المسيحيين.[إنج 14] ثم ظهر الطاعون في نهاية العقد وقتل عدة آلاف من الأشخاص [فرن 5]، خاصة في منطقتي الغرب والريف.[فرن 6] وفي طريق العودة، وسط الأطلس، عند ممر التلوت أو ممر الكلاوي بجبل درن، تسببت عاصفة ثلجية في خسارة السلطان ما يقرب من ثلاثة آلاف خيمة، وجزء من جيشه وثرواته.[إنج 15] ولما نزل السلطان بسيدي رحال اكتشف أن وزيره ورجال دولته مدوا أيديهم في أموال الناس بالنهب لما لحقهم من الجوع فاشتكي الناس على السلطان، فأمر بقتل من وجده خارج المحلة. وأمر بجر الوزير عبد الرحمان المتراري، وقتل أصحابه بالرصاص [52][فرن 5] ثم أمر بالوزير أن يُجر بمكناسة وفاس، ففعل به ذلك ورمي باقيه. وقتل السلطان في تلك الوقعة من المحلة، نحو الثلاثمائة، ورجع لمكناسة، فأقام فيها. وفي محرم عام 1090 انتشر الطاعون بالبلاد [إنج 16] فكان عبيد البخاري يعترضون الطرقات، ويردون الناس عن مكناسة، وكذلك كانوا يتعرضون بسايس. وكل من يأتي من قاس يقتل. وتمادى عرب الشبانات في الجور والظلم في الحوز لأهل الحوز فأنزلهم بوجدة ثغر المغرب، وكتبهم في الديوان، وأمر العياشي بن الزوغر الزراري، بالتضييق على بني يزناسن، إذ كانوا مناصرين للعثمانيين، فكانوا يغيرون على العرب ويمنعونهم من الحرث في بسائط آنگاد.[53]

حملات الصحراء[عدل]

أوضاع بلاد شنقيط والسودان قبل الحملة[عدل]

خريطة باشوية تمكبتُ في عهد السعديين

يرجع النفوذ المخزني في بلاد الصحراء إلى عهد أحمد المنصور الذهبي الذي شن حملة بقيادة جؤذر باشا على سلطنة صنغاي ومملكة مالي وبلاد شنقيط. تمكن من خلالها الزيدانيون من إخضاع كل بلاد السودان بل وتتالت الوفود المبايعة من مختلف القبائل التارقية [فرن 7] وملك مملكة غانم الذي أعلن تبعيته للسلطان السعدي.[وب-عر 4][54][55] إلا أن بعد تفكك وسيران الضعف وتفشي الوهن في جسد الدولة السعدية ضعفت قبضة المخزن على تلك الأراضي. فاستقل الرماة وهم مغاربة تزوجوا من نساء سودانيات وأسسوا باشوية تمبكتُ إلا أن سيطرتهم انحسرت في المدن المتاخمة لواد النيجر من تمكبتو وكاغو وجني.[وب-فرن 2][فرن 8] أما بلاد شنقيط فقد عادت إلى التشرذم القبلي رغم محاولة رماة تمكتبو فرض الغرامة عليهم. فكان لكل مدينة قاض، فولاتة كان قاضيها سيدي محمد التمبكتي، واستمرت هجرة القبائل العربية واستيطانهم بها نتيجةً لانكسار شوكة البربر بعد هزيمتهم في حرب شرببة.[56] كما أن الطوارق استغلوا اضمحلال السلطة المغربية ونهبوا تمبكتو وفرضوا الغرامة على أهلها.[فرن 9] وفعلوا كذلك بقبائل شنقيط التي لم تسلم من النزاع فيما بينها فالوافدون الجدد العروسيون حاولو كذاك فرض الغرامة على قبائل ولاتة فانته ذلك بمقتل محمد الشرقي العروسي. كما شهدت شنقيط كذلك ازدياد نفوذ الزوايا وأبرزهم زاوية إيدوعلي.[56] في ظل هذا التشردم، ظهر في بداية القرن السابع عشر إمارات عديدة [فرن 10] من قبيل إمارة الترارزة وإمارة البراكنة، وكانت عبارة عن تجمع قبلي يقوده أمير حرب يتقاسم السلطة مع وجهاء الجماعة. وتميزت هذه الإمارات بالصراعات المستمرة بين القبائل بل وداخل أفراد القبيلة الواحدة[فرن 11]، وأحيانا حتى داخل قبيلة الأمير كذلك.[فرن 10]

وكانت وراء الحملة عدة دوافع:

  • سبب اقتصادي: أدت الصراعات بين القبائل إلى توقف طرق القوافل وتشويشها مما أثر سلبا على اقتصاد البلاد. فكان لا بد من السيطرة على طرق القوافل وتأمينها. كما أن بلاد السودان عرفت بثروات كالذهب والملح الذي كان متواجدا بكثرة في تغازة.[فرن 12]
  • سبب سياسي: التخوف من ازدياد النفوذ الفرنسي خصوصا والأوروبي عموما بالمنطقة وأبرز مثال على ذلك مركز «القديس جوزيف» الفرنسي على ضفاف نهر السنغال وغزو البرتغال لأرجين.[فرن 11]
  • استنجاد أمراء ترارزة بالمولى إسماعيل.[إنج 17]

الحملة على توات وقورارة[عدل]

كانت واحات توات وقورارة تابعة للعلويين الفيلاليين منذ عهد محمد بن الشريف الذي سير حملتين سنتي 1645 و1652 أخضع فيها جميع قصور الصحراء حتى أوقروت.[إنج 18] وقد أبقى خلفه الرشيد بن الشريف ممثلا عنه في الواحات إلى غاية وفاته، ولكن مع الحرب الأهلية بين إسماعيل وابن أخيه انقطعت الصلات بين الواحات والدولة الشريفة.[إنج 19] إذ شهدت تافيلالت حرب بين المولى حران الذي دخل في طاعة المولى إسماعيل والمولى حامد (حمادي) الذي دعا لنفسه بسجلماسة ثم سيطر على توات.[فرن 13]

لذلك قام إسماعيل بعدة حملات على منطقتي قورارة وتوات سنة 1091هـ /1680مـ رغبة منه في كسب تأييد القبائل العربية لصالحه ضد العثمانيين فانضمت إليه من ذوي منيع ودخيسة وحميان والمهاية والعمور وأولاد جرير وسقونة وبني عامر والحشم.[57] وقد وطَّن قبائل الشجع وبني عامر العربية ومديونة وبني سوس البربرية في القصبة الجديدة ثم نقلهم إلى منطقة فشتالة بين نهري ورغة وسبو واختلطت هذه القبائل فيما بينها.[58]

الحملة على سوس وبلاد السودان وشنقيط[عدل]

سيطر ابن محرز على تغازى بعد أن انتزعها من أميرها.[إنج 20] ثم شنَّ المولى إسماعيل حملة على جنوب الدولة ما بين سنتي 1678 و1679 [59] (تشير بعض المصادر الأجنبية في المقابل أن الحملة وقعت سنة 1690 [إنج 21]) فأخضع جنوب سوس حتى سيطر على طاطا وتنست [60] ثم توغل في إقليم شنقيط، وسيطر على شنقيط[إنج 22][إنج 23] وأدرار [61] وتيشيت [62] وآفطوط [63] خلال رحلته، حظي بحفاوة استقبال من قبل أهل البلاد، إذ قام إسماعيل بتعيين القياد والباشوات، وقام ببناء الحصون والأربطة، مثبتا سلطة المخزن على تلك المناطق. فضلا على ما سلف ذكره؛ استقبل السلطان خلال هذه الحملة وفودا مبايعة من أهل السَّاحل والقبلة من دليم وبربوش ومغافرة وودي ومطاع وجرار وغيرهم من قبائل بني معقل، والتي تستوطن بلاد الصحراء حتى نهر السنغال؛ فأعلنوا طاعتهم للسلطان، وكان في ذلك الوَفد الشَّيْخ بكار المغفري والد الْحرَّة خناثة أم السُّلْطان الْمولى عبد الله بن إسماعيل فأهدى الشَّيْخ الْمذْكُور إِلى السُّلْطان ابنته خناثة، وكانت ذات جمال وفقه وأدب فتزوجها السُّلْطان وبنى بها وجلب من تلك الأقاليم أَلفين من الحراطين بأولادهم شكلوا فيما بعد نواة جيش عبيد البخاري.[63] كما تزوج إسماعيل من ابنة أمير البراكنة مخضعا إياها وإمارة الترارزة المجاورة لسيادة السلطنة الشريفة.[إنج 17]

تحرير الثغور ونهاية ابن محرز[عدل]

وبعد تمام توحيد المغرب، قرر المولى إسماعيل إنهاء الوجود المسيحي في البلاد. ولهذا السبب، اعتمد السلطان إلى حد كبير على فيلق جديد من الجيش أسسه عام 1678م/1062هـ، وهو الجيش الريفي [إنج 24]، يتألف من مقاتلين من مختلف قبائل الريف البربرية.[فرن 8] يقود هذا الجيش الريفي عمار بن حدو البطوي.[فرن 8] إذ حرر أرخبيل نكور بعد أن سيطر عليه الإسبان سنة 1673 مستغلين صراع إسماعيل مع ابنه أخيه، كما أمر بحصار بادس سنة 1680/1090 ومرة أخرى سنة 1687/1098.[64]

تحرير المعمورة[عدل]

تخطيط لمدينة المعمورة أثناء الحكم الأيبيري

أثناء الحصار، أرسل المولى إسماعيل فرقة أخرى من الجيش الريفي بقيادة عمار بن حدو البطوي لفتح مدينة المعمورة يوم الخميس 9 ربيع الأول 1092 هجرية/ 1681[65] المحتلة من قبل البرتغال منذ سنة 1515/921 في عهد أبي عبد الله الوطاسي حتى دخلت في النفوذ الإسباني سنة 1613/1062. وقد عجّل إسماعيل فتحها استجابة للرغبة الشعبية إذ تطوع الناس بغزارة للجهاد بقيادة أحمد حجي، [66] فحوصرت المدينة وحرمت من الماء، إلى أن فتحها في 9 ربيع الثاني 1092 وأسر حاميتها الإسبانية، التي تقدر بثلاثمئة رجل.[67]

وهي رواية الناصري ومويت، أما ابن زيدان فيرجح سقوطها بالقتال، إذ بعد اشتداد العطش على الحامية الإسبانية، اقتحم عمرو بن حدو بجيش من جميع أنحاء البلاد أحد أسوار المدينة فاستسلم حاكمها رغم تحريض الرهبان له بعدم التسليم. فتوجه حينئد قبطانان للمفاوضة مع القائد عمار في ذلك وقدما بين يدي نجواهم هدايا فعقدا معه صلحا على : أن عامل المعمورة وأهله وأقاربه وأمتعته تكون حرة ومثل ذلك يكون لقباطين ستة وراهب وحُلَل الكنيسة وحلاها ويذهب العامل ومن استثني معه يتوجهون في أمن لطنجة وحينئذ تُسلم المدينة للمسلمين ويكون من بقي بها في أسره، فأجابهم القايد عمار لذلك أن يحضر السلطان ويمضي ذلك بنفسه فامتطى السلطان خيله حتى وصل المعمورة صباحا وبوصوله أُمضي الصلح وخرج رئيس المعمورة وقباطينها الستة.[68] وغنم المسلمون ثمانية وثمانين مدفعا نحاسية وخمسة عشر مدفعا حديديا وعدة كثيرة حربية وغير ذلك من الدخائر التي حملت للسلطان الذي سجد لله شكرا وأعلن الفرح والاحتفالات مدة ثمانية أيام.[69] وأقطع إسماعيل جيش سوس من العبيد أراضيها، وشيد بها قصبة.[70] وأمر بترميم ما تهدم من أسوارها وبأن تبنى حولها القلاع زيادة في التحصين، كما بنى مسجدا وبنايات إدارية وإسطبلات.[إنج 25]

تحرير طنجة[عدل]

نقش من سنة 1680م يمثل طنجة تحت السيادة الإنجليزية.

أطلق السلطان حملة لاستعادة مدينة طنجة من الإنجليز، والتي سقطت عام 1471 بأيد البرتغال عليها.[إنج 26] انتقلت المدينة البرتغالية إلى أيدي الإنجليز بعد زواج كاثرين براغانزا من تشارلز الثاني. وتتميز المدينة بحصانتها الشديدة وتقدر حاميتها بأربعة آلاف رجل.[فرن 14]

بعد تحرير المعمورة، أمر السلطان عمار بن حدو بحصار ثغر طنجة فحاصرها حتى فتح حصن شارل وحصن هنرييت [إنج 27] وحصن مرشان وهدم بعض أبراجها وأسوارها بفضل اعتماد الجيش على القنابل السلفورية [إنج 28] حتى قتل أثناء حصارها [71] فحل محله أخوه أحمد بن حدو.[72] فكلف المولى إسماعيل الجيش الريفي بقيادة علي بن عبد الله الريفي بمحاصرة طنجة منذ عام 1680.[فرن 15] وفي طنجة، قاوم الإنجليز الحصار المغربي، ولكن ما قام به إسماعيل من قطع للمياه عنهم، وتفجير أحد أبراج المدينة المسمى ببرج الدجاج ودخولهم لأحد قصبتها.[73] اضطرهم للتخلي عن المدينة للجيش المغربي في 5 فبراير 1684/ربيع الثاني عام 1095.[فرن 15][فرن 5] خاصة مع التكلفة العالية التي تحملوها للحفاظ على المستعمرة (200 مليون جنيه إستيرليني سنويا) مع التكاليف الإضافية لإعادة بناء ما تهدم من أسوارها.[إنج 26]

بعد إجلاء سكان المدينة، هدم الإنجليز منشآتها ومبانيها المينائية والدفاعية والسكنية حتى صارت المدينة خاوية على عروشها منذ مغادرة حاكمها اللورد دارتمورند في 6 فبراير 1684. فأعيد بناء أسوار طنجة ومرافقها الرئيسية على يد القائد علي بن عبد الله، كما أعيد بناء القصبة وشيد المسجد الأعظم مكان إحدى الكنائس.وعمرت طنجة بعناصر من الريف كما استقر الجيش بالفحص لاستغلال أراضيه وضمان حماية المنطقة.[66]

انقطاع الجهاد مع تمرد ابن محرز[عدل]

تارودانت، المدينة التي دعمت انتفاضة أحمد بن محرز والمولى حران.

خلال هذه العمليات التي نفذها قياد جيشه، تلقى إسماعيل خبر التحالف بين أحمد بن محرز وإيالة الجزائر. كما علم أن الجيش العثماني قد اقترب من وادي تافنة، بل وصل إلى منطقة بني يزناسن.[74] وعلى الفور أمر المولى إسماعيل بالنفير العام في جنوب البلاد ضد أحمد وأعد حملة ضد العثمانيين، وطردهم من المنطقة ولاحقهم حتى تلمسان.[72] إلا أن وصول المدد من قبل العثمانيين أجبره على التراجع.[75] كما أجبر الهجوم الفرنسي على شرشال داي الجزائر بدوره على الانسحاب والتراجع.[إنج 29] ثم قام بحملة على ابن أخيه في سوس سنة 1683، ووقعت معركة هناك بين جيشه وجيش أحمد في أبريل. وبعد خمس وعشرين يوما من القتال، هرب أحمد إلى تارودانت وتحصن هناك. اندلعت معركة جديدة خلفت أزيد من ألفي قتيل، وجرح كل من أحمد وإسماعيل، نحو 11 يونيو 1683. واستمرت الاشتباكات حتى شهر رمضان سنة 1683.[76] ثم قاد المولى إسماعيل حملتين ناجحتين، مما أدى إلى تمهيد العديد من المناطق الأمازيغية.[77]

بينما كان المولى إسماعيل منشغلا بقتال القبائل المتمردة في الأطلس، استغل أحمد بن محرز الوضع وتحالف مع المولى حران لزعزعة استقرار المخزن. وعندما علم المولى إسماعيل، في 1684-1685، بوجود المتمردين في تارودانت وسيطرتهم على المنطقة بأكملها، انطلق على الفور نحو المدينة لمحاصرتها بشكل غير لم يتوقعه أحمد الذي خرج برفقة عبيده لزيارة ضريح، فوجد نفسه في مواجهة أفراد قبيلة زرارة، جنود المولى إسماعيل الدين لم يعرفوا هويته، فهاجموه وجرت بينهم معركة قصيرة انتهت بموت أحمد. ولم يدرك جنود السلطان أنهم قتلوا أميرا إلا بعد وفاته، في منتصف أكتوبر 1685 تقريبًا. وفي رواية أخرى عرفوا هويته ولكن توقعوا الحصول على جائزة مقابل رأسه. إلا أن إسماعيل حزن لموت ابن أخيه واقتص من قاتليه [إنج 30] كما أمر بتشييع جنازته ودفنه. واستغل آل النقسيس، حكام تطوان الذين لجؤوا إلى سبتة، انشغال السلطان بسوس فاعلنوا الثورة إلا أن السلطان ردهم عن تطوان وقتل من كان مسجونا فيهم.[78] وفي نفس السنة أعاد إسماعيل نصف الزكاة لسكان توات وتيكورارين جزاء لهم على طاعتهم وولائهم له؛ ثم أسقط عنهم العشور تعويضا لهم عن ما خلفته قسوة حركة عامله أحمد بن علي الروسي على واحاتهم إذ لم يتردد في تخريب قصورهم وإجبارهم على أداء قنطار من المال نفقات يومية جيشه وقنطار في الأسبوع لفائدته.[فرن 16] وواصل المولى حران المقاومة حتى أبريل 1687 عندما فر إلى الصحراء.استبيحت مدينة تارودانت، وأعيد إسكانها.[فرن 17] ولقي العديد من القادة العسكريين في جيش إسماعيل حتفهم أثناء القتال.[78] ومنذ ذلك التاريخ لم يطعن أحد في سلطة السلطان لتنتهي بذلك الحرب بين أحمد وإسماعيل بعد ثلاثة عشر عامًا من الصراع.[فرن 1]

استرداد العرائش[عدل]

ثم حرر العرائش وهي من المدن العتيقة، كانت تعرف بسفد، وكان صاحبها أحمد بن القاسم كنون من بقية الأدارسة تحت طاعة محمد الناصر صاحب قرطبة سنة 337 هـ. ثم أخرجه منها جوهر قائد جيش الفاطميين. ثم صارت تابعة لعمال المروانيين ومن أتى بعدهم إلى أن أنزل بها يعقوب المنصور الموحدي العرب الهلاليين فجعلوها قاعدة رياستهم وأطلقوا عليها اسم العرائش فصارت إلى البداوة أقرب منها إلى الحاضرة نتيجة الطبع البدوي الذي كان يغلب على الهلاليين ثم هدمها أسطول مسيحي سنة 668هـ، وبقيت على خرابها إلى سنة 910 هـ، فاحتلها البرتغاليون وبنوها وعمروها إلى أن أخرجهم منها المنصور السعدي سنة 986 هـ فاعتنى بها وعمرها وحصنها ورمم قصبتها. وفي 1019 هـ / 1610م سلمها المأمون بن المنصور السعدي إلى الإسبان مقابل أن يساعدوه ضد أخيه زيدان الذي كان في صراع معه على الملك،[79] ولكن سيطر عليها الاسبان سنة 1610 دون أن يقدموا للمأمون أي مساعدة وظلت بأيديهم.[فرن 18]

فأرسل المولى إسماعيل جيشه لاسترجاعها [إنج 31] يقدر قوامه بين 30 000 و50.000  [فرن 19]، بأوامر من القائدين علي بن عبد الله الريفي [إسب 1] وأحمد بن حدو البطوي، لاسترداد مدينة العرائش، وأجبر السلطان، الذي أعلن نواياه عام 1688، الإسبان على تحصين المدينة بشدة بمئتي مدفع وما يناهز الألفي جندي.[فرن 19] حوصرت المدينة من 15 يوليوز 1689/ 20 محرم 1101 هجرية إلى غاية يوم السبت السابع والعشرين من المحرم 1101 الموافق لأغسطس 1689.[إسب 1] فاستمر بذلك الحصار ثلاثة أشهر ونصفا ذلك أن العسكر المخزني حفر حفرا تحت أسوار المدينة وخزن فيها خزائن من البارود، ثم فجرها ولم تلحق ثمانية انفجارات بالسور ضررا، غير أن انفجارين اثنين هدما السور، فافتتح الجيش المخرني وقت قيام البارود، ووثبوا على الأسوار وقاتلوا الإسبان، فاقتحموا حتى دخلوا المدينة حتى تحصن الإسبان بحصن القبيبات الذي بناه المنصور [80]، فكان الحرب بينهم عليه سجالا، ثم بعد ذلك فر الإسبان إلى البساتين، فأقاموا بها يوما وليلة، فدخلهم الرعب في الحين، فخرجوا منها وبذلك تم أخيرا فتح المدينة في 28 محرم 11/1101 نونبر 1689 [81] بعد خمسة أشهر من الاشتباكات، مما أعقب خسائر فادحة تقدر بأكثر من 10000 قتيل. وأسر المغاربة 1600 جندي إسباني، من بينهم مئة من الضباط، و44 مدفع. خسر الجيش الإسباني 400 جندي في القتال.[فرن 20] وانتهت المفاوضات بتبادل ضابط واحد مقابل عشرة مغاربة، أو مائة ضابط مقابل ألف مغربي بينما بقيت باقي الحامية الإسبانية تحت الأسر في مكناس، باستثناء أولئك الذين اعتنقوا الإسلام.[فرن 21] فأصدر السلطان بمناسبة الفتح ظهيرا يمنع لبس النعال السود التي لبسها المغاربة منذ سقوط المدينة حدادا عليها.[إنج 32]

تحرير أصيلة[عدل]

وبعد فتح مدينة العرائش أرسل أحمد بن حدو لحصار مدينة أصيلة سنة 1691 التي خضعت ظلت بأيد البرتغال منذ احتلالها سنة 1581، وقد كانت مكشوفة، ضعيفة التحصين، صغيرة الميناء.[إنج 33] فحاصرها الجيش الريفي لمدة سنة حتى طلب الإسبان الأمان ورضوا بالتسليم فعوهدوا على ذلك إلا أن عدم اطمئنانهم لعهد إسماعيل [82] جعلهم يفرون ليلا عن طريق البحر، فسمحوا للجيش المغربي بفتح المدينة سنة 1691.[فرن 18] فسكنها أهل الريف لمعرفتهم بالمنطقة أكثر من غيرهم وشيدوا للمدينة مسجدا وحماما وقصرا للقائد بالقلعة.[83]

الحُروب في الشَّرق والجنوب[عدل]

الحملة على بلاد السودان[عدل]

لم يخض إسماعيل أي مغامرات في السودان إلا أنه بعد القضاء على ابن محرز، [84] سير حملة نحو السودان تحت قيادة عمه حامد فوصل الجيش إلى مدينة تكزال [85] ثم استعاد السيطرة على تودني.[86] وحصل على تجديد سنان العلج باشا تمبكتُ البيعة سنة 1690 [إنج 34] إلا أن الصلات بين الدولة وباشوية تمبكتو انقطعت منذ 1697 إلى غاية سنة 1709 حين تجددت البيعة باستقبال الباشا أحمد بن عبد الرحمن الدرعي لمبعوث السلطان.[84] وقد غنم المولى حامد كمية كبيرة من الذهب حملت إلى سوس على ظهر 150 من الجمال مصحوبة بخمسة آلاف عبد سوداني.[87] بعد فتح العرائش، أرسل المولى إسماعيل لأهل تمكبتو رسالة يعلمهم بالفتح:

«وجاءتنا بيعتكم مسطرة بخط علمائكم وخطاب أعيانكم. ولما أن كانت تنبكت عندنا من جملة حواضر الغرب، تعين علينا أن نبشركم بما من الله به على المسلمين من فتح مدينة العرائش. وها هي من جملة مدن الإسلام يتلى فيها كلام الله وتقام بها حدود الله ومكن الله عباده المسلمين من جميع ما احتوت عليه من سائر ما كان فيها من نصارى وذخائر وانفاض وبارود وعدد وعدد، وملكنا سبحانه رقابهم وظفرنا الله من جميعهم وكان فتحا على المسلمين مبينا. فوجدنا فيها من النصارى الذين دخلوا أيدينا أسارى سبع عشر مائة وستة عشرين كافرا. وقتل منهم نحو الألف أيام محاصرتهم ومقاتلتهم. ووجدنا في المدينة من الأنفاض مائة وعشرين لايكاد يوجد مثلها في بر النصارى كلها، وألفينا بها خمسمائة مصفح من الحديد وألفين من المكاحل ومن البارود خمس مائة قنطار ومهراسا عديم النظير للبنبات وأما الكور والرصاص وآلة الحروب والأثاث فشيء تجاوز العد والحد. وحيث احتوت حاضرتكم تنبكت على صلحاء وأخيار وكنتم حتى أنتم مجاورين للعبيد الكفار عرفناكم بهذا الفتح وبعثنا إليكم الرقاص بالفور فإن هذا الفتح فرح به كل موحد وحزن له كل جاحد.[88]»

واستمرت السيادة السلطنة الشريفة طيلة عهد المولى إسماعيل، بينما حافظ باشاوات تمبكتو بعد ذلك بتبعيتهم الاسمية لسلاطين المغرب إلى غاية سقوط تمبكتو بيد سلطنة ماسِنة سنة 1826.[وب-فرن 2]

إخضَاع قَبَائِل صَنهَاجَة[عدل]

خريطة تبرز أماكن تواجد وتوسعات القبائل الجبلية الصنهاجية والزناتية والمصمودية

صنهاجة قبيلة أمازيغية من فزاز، وهي منطقة قديمة تقع في الجزء الغربي من الأطلس المتوسط.[89] وتُشكل هذه القبائل الجيب الأخير لبلاد السيبة وهو مصطلح يشير إلى المساحة التي لا تخضع للسلطة المركزية للبلاد.[إنج 35] وأبرز قبيلة صنهاجية هي اتحادية آيت عطا ذات النزعة الاستقلالية عن سلطة المخزن نتيجة غلبة الطابع البدوي عليهم.[90] فلا تبايع إلا السلاطين ذوي النسب الشريف بعد أن يسيروا حملات للجنوب لإخضاعهم وقد كانت من المناطق التي تخلفت عن بيعة إسماعيل وناصرت ابن محرز وهزمت كل المحلات (أي الحملات العسكرية) السلطانية المسيرة لها.[91]

ما بين عامي 1692-1693، نظم المولى إسماعيل أكبر حملة عسكرية ضدها فجهز جيشه ذو الأفضلية العددية بمدافع الهاون ومدافع وغيرها من آلات الحصار إلى قصر بني مطير. وفي هذه الأثناء تجمعت كل القوات المغربية في أدخسان. وقام إسماعيل بتقسيم جيشه إلى ثلاثة فيالق. كان الفيلق الأول، بقيادة الباشا مساهل، يضم 25000 من جنود المشاة وكانت مهمته السير من تادلة إلى الوادي الأبيض، متجاوزًا منطقة تواحد قبيلة آيت عسري. أما الفيلق الثاني فكان بقيادة القائد علي أوبركة، وضم جيش آيت إيمور وآيت إدراسن الذين كلفوا بالسيطرة على تنغالين بالقرب من الجبهة. بينما تمركز الفيلق الثالث والأخير بقيادة علي بن إيشو القبلي، ملك زمور وبني حكيم، في ملوية العليا. فوجدت القبائل المتمردة، من آيت أومالو وآيت يفلمان وآيت عسري [89]، نفسها محاطة بجيش إسماعيل الذي استخدم كل مدفعيته لتخويف الأمازيغ المنشقين. ثم اندلعت معركة رهيبة، حيث وقع البربر في كماشة بين الوديان. زبعد ثلاثة أيام، أُحضرت 12000 رأس من البربر إلى السلطان، وغنم الجيش 10000 حصانا بالإضافة إلى 30000 بندقية.[فرن 22]

وأخضع قبيلة جروان أيضا. حيث أن رجال هذه القبيلة امتهنوا قطع الطرق في نهر زيز وهو الطريق المؤدي إلى سجلماسة. فأمر القائد إدراسن علي بن إيشو بإخضاعهم.[92] وجاء في الاستقصاء لأحمد بن خالد الناصري أن المولى إسماعيل قدم 10000 فارس لعلي بن إيشو قائد قبيلة زمور وبني حكيم، وأخبره «لا أرى وجهك إلا إذا أغرت على جروان، وآتيني بعدد الرؤوس التي هنا من جروان». فقتل أكبر عدد ممكن من قبيلة جروان ونهب جميع معسكراتهم. وقدم المولى إسماعيل عشر مثاقيل لمن يأتيه برؤوس إضافية.[93] وبذلك استطاع أن يجمع 12000 رأس. وقد سُرَّ السلطان بنجاح الحركة، ووسع نطاق سيطرته إلى مناطق آيت أومالو وآيت يفلمال.[94] فنظم السلطان عمالة جديدة هي عمالة درعة، وعين لها عاملا يخضع مباشرة لأوامره كُلف بصد هجمات قبائل آيت عطا وحماية الطرق التجارية بين سوس ودرعة وبين قصور الصحراء بتوات وقورارة وتافيلالت وأراضي الصحراء كذلك.[95] بعد أن كانت تابعة لولاية سجلماسة قبل ذلك.[96]

وبذلك أخضع المولى إسماعيل المغرب كله وجميع قبائل البلاد لسلطة المخزن المباشرة. وسرعان ما نظم الدفاع عن المناطق الخاضعة من خلال بناء عشرات الحصون في جميع أنحاء البلاد، مما سمح للسلطة المركزية بالامتداد إلى مناطق بعيدة، مثل فزاز على سبيل المثال. وبهذا النصر اكتملت وحدة المغرب. ففي عام 1693، حسب ما قاله أحمد بن خالد الناصري :«ولم يترك السلطان لقبيلة من قبائل المغرب خيلاً ولا سلاحاً، وإنما كان الخيل والسلاح عند العبيد والودايا وآيت يمور وأهل الريف المجاهدبن بسبتة.[97]»

معركة المشارع وحملة وهران[عدل]

خريطة تبين بياليك إيالة الجزائر حيث سعى المولى إسماعيل لضم بايليك الغرب

في مايو 1692/1104، تنفيذا لاتفاق مع باي تونس [98] أرسل إسماعيل ابنه زيدان مع جيش من أهل فاس مزود بالعتاد والأسلحة في حملة ضد تلمسان [99]، إلا أن جيش زيدان هُزم بسلسلة معارك بدأت بشرق تلمسان [100] حتى معسكره بالمشارع قرب نهر ملوية [44] نتيجة هروب رماة فاس عند المواجهة مما ألحق بجيش زيدان خسائر جسيمة، فتقدم جيش إيالة الجزائر حتى تازة.[إنج 36] فوقّع بها الصلح بينه وبين فقهاء إيالة الجزائر، ثم الصلح بين السلطان العلوي والسلطان العثماني [101] اللذان اتفقا على توقيع معاهدة وجدة التي نصت على احترام نصوص المعاهدات السابقة،[102][إنج 13]، إذ ظلت الحدود بين البلدين محددة في وادي تافنة.[103] دفعت تلك الهزيمة إسماعيل إلى زيادة الاعتماد على جيش عبيد البخاري.[إنج 37]

لفرض الضرائب على قبائل شرق البلاد، جمع المولى إسماعيل سنة 1693 جيشا في إيزلي بالقرب من وجدة، فهاجم قبيلة أنكاد ثم أشاع أنه يريد السيطرة على مدينة الجزائر فانضمت له قبائل بني عامر وبني هاشم إلا أنهم سرعان ما انقلبوا على السلطان.[104] فأغار إسماعيل بجيش يقدر بعشرين ألف جندي على القطاع الوهراني واستولى على ممتلكات قبيلة بني عامر الخارجة عن السيادة العثمانية والواقعة تحت نفوذ الإسبان.[إنج 38] وحاصر مدينة وهران وأغار عليها مرتين وبني رباطا بها إذ كانت آنذاك تحت الاحتلال الإسباني إلا أن الحاكم الإسباني لوهران صد الهجوم لعدم توفر جيش إسماعيل على مدفعية قوية[105] وخلال انسحابه تعرض الجيش المخزني لكمين دبرته قبيلة بني عامر تمكنوا من خلاله من إلحاق خسائر كبيرة بجيشه واسترجاع ما غنمه منهم في بداية الحملة. إلا أنها حققت هدفها المتمثل في إرجاع نفوذ الدولة في الشرق بفرض الضرائب على قبائلها.[إنج 39] وقد صرح المولى إسماعيل بعد إخفاق حصار وهران متعجبا من حصانتها:

إسماعيل بن الشريف أفعى تحت صخرة، تضر غيرها ولا يقدر عليها أحد إسماعيل بن الشريف

— إسماعيل بن الشريف بعد هزيمته[105]

فأرسل العثمانيون سفارة لعقد الصلح على أساس احترام الاتفاقيات القديمة (وادي تافنة كحد بين البلدين)[104][94]، بمبادرة من سلطان الآستانة أحمد الثاني.[فرن 22] رغم ذلك استغل إسماعيل انشغال الداي شعبان بحربه الحدودية مع محمد باي تونس [106] فوجه ابنه زيدان عامل تازة في حملة إلى تلمسان سنة 1061هـ/1695مـ (1694 حسب حركات [98]) على رأس جيش من أربعة آلاف مقاتل وأغار على القبائل الحدودية فقاتلهم ونهبهم ثم رجع.[107] ثم أرسل ابنه محمد العالم في نفس السنة إلا أنه هْزم سنة 1696.[إنج 40] فعقد الصلح مرة أخرى مع الدولة العثمانية سنة 1697.[108]

معارك معسكر وجديوية ووهران[عدل]

خريطة تبين سير حملات المولى إسماعيل وباي تونس في أراضي إيالة الجزائر

لجأ علي ابن السلطان إسماعيل وعائشة امباركة إلى إيالة الجزائر، وغزا ونهب منذ سنة 1698 بمساندتها الأراضي الواقعة غرب وادي تافنة.[إنج 41] إلى أن تمكن وال تازة مسعود الرامي من اقتحام القطاع الوهراني وأقنع المتمرد بعد أن هدده أن والده قد يعدمه إن لم يسلم نفسه.[إنج 42]

أورد العديد من المؤرخين [109][110][وب-فرن 3] أن إسماعيل تحالف مع مراد باي تونس واتفق معه على مهاجمة إيالة الجزائر في وقت واحد من الشرق والغرب.[108] إلا أن المؤرخ المغربي أحمد تازي ينكر وجود هذا التجالف من أساسه إذ يقول «ومن الطريف أن نسمع عن ادعاء جزائري لتواطؤ جديد بين المغرب وتونس لضرب الجزائر حيث يهاجمها من شرقها مراد باي تونس وهو إتفاق لا تعرفه لا المصادر التونسية ولا المغربية» [111] كما ينكر بعض المؤرخين وجود أي أطماع لإسماعيل في ضم أراضي إيالة الجزائر مستدلين أن تلك الحملات قادها ابنه زيدان، فوبخه أبوه على نقضه الصلح بل وعزله عن ولاية وجدة فيما بعد.[112][113] خاصة أنه، حسب ابن زيدان، فإسماعيل دعا باي تونس إلى مهادنة جيرانه بالجزائر إذ قال:

«والمسألة الثانية.مسألة جيرانك أهل الجزائر نوصيك أن تتوافق أنت وإياهم على المسالمة وجميل المعاشرة فإنكم كلكم في قطر واحد وجيران في البلاد وايالتكم واحدة ورعيتكم واحدة ليس بينكم حاجز ولاسترة الا أنك لا تأمن فيهم لنفسك ولا تدخل في زمرتهم برأسك وكلما قدرت عليه من الخير في الوسع منهم فهو أحسن وأليق لك وكون كلمتك واحدة أوفق فأعرف ذلك...[114]»

وعلى العموم فالثابت أنه في أعقاب حالة عدم الاستقرار التي عانت منها إيالة الجزائر نتيجة تمرد أوجاق الجزائر ضد الحاج شعبان. تحرك مراد وهاجم الشرق لكن مصطفى داي الجزائر استطاع هزيمته وقتل ألفي جندي بالقرب من جوامع العلمة وانسحب مراد إلى مدينة تونس في 19 ربيع الثاني 1112هـ/ 3 أكتوبر 1700م [فرن 23] وإثر انشغال الداي مصطفى بصد غارات باي تونس قام وال وجدة زيدان [108] بهجوم على ضواحي تلمسان فسيطر عليها بل ووصل إلى مدينة معسكر مقر الباي مصطفى بوشلاغم واستولى على قلعة معسكر ونهب قصر الباي ورغم أنه هُزم[108] إلا أنه تمكن من العودة محملا بالغنائم [115] ثم ذهب المولى إسماعيل بنفسه في حملة عسكرية أخرى ضد إيالة الجزائر. وتقدمت القوات المخزنية حتى وادي الشلف قبل أن يعترضها جيش داي الجزائر في الشديوية (جديوية[92]). بقوات تقدر بما بين 10 000 و12000 رجل نجح داي الجزائر في صد وحدة 60000 جندي من الجيش المخزني.[فرن 24] تعرض الجيش المخزني العلوي لهزيمة ثقيلة مردها سوء تنظيمه، وتمكن المولى إسماعيل الجريح من الفرار بأعجوبة.[116] وعلق ثلاثة آلاف رأس من جنوده وخمسين رأس من القادة بالجزائر العاصمة.[فرن 25] وعند عودته عانى الجيش المخزني من العطش وضنك التعب نتيجة الحرارة المفرطة آنذاك.[117] وعاود إسماعيل سنة 1703 (1701 [118] أو 1707 حسب بعض المؤرخين [إنج 43]) هجوما على وهران إلا أنه انهزم بغابة قرب أرزيو.[110] بعد انهزام حملاته، لم يحاول إسماعيل شن أي هجوم واسع ماوراء وادي تافنة وجبال بني يزناسن مرة أخرى.[إنج 44] وكان آخر توتر بأبريل 1720 بعد هجوم شنه السلطان على شرق الإيالة، إلا أن اتفاق لوقف الحرب عقد في الشهر نفسه.[119]

التدخل في بلاد السنغال[عدل]

خريطة الإمارات السنغالية قبل الحملات التي شنتها السلطنة الشريفة عليها

منذ 1670، قامت القوات المخزنية المتمركزة بعدة غارات وهجمات جنوبي نهر السنغال ضد إمارات جولوف، ووالو، وكيور، وفوتا تورو، منهية نفوذها بشكل نهائي سنة 1697 من شمال النهر [إنج 45] ومكرسة نفوذ كل من إمارتي الترارزة والبراكنة التابعتين للسلطنة الشريفة.[86]

جدد أمير الترارزة الجديد اعلي الشنطورة البيعة بنفسه لسلطان المغرب بمكناس، طالبا العون والمدد والجيوش ضد أبناء عمه البراكنة[56] الذي هاجهوه متحالفين مع قبيلة أولاد الدليم. وكان السلطان قد عين اعلي أميرًا تابعا له على الأراضي الممتدة من الرأس الأبيض إلى واد السنغال؛[إنج 23] فقبل السلطان مساعدته إذ أمده بالمدد والعسكر فتكمن الأمير من هزيمة البراكنة وطارد أميرها حتى كيور.[إنج 46]

وبعد ذلك، أرسل إسماعيل ابنه أحمد للمصالحة بين العرب الحسانيين بتكانت وقبيلة إيدو عيش الأمازيغية.[إنج 47] ثم شنت قوات مغربية-ترارزية عدة حملات ما وراء نهر السنغال فارضين التبعية سنة 1720 على كل إمارتي فوتا تورو ووالو.[إنج 48]

الحملة على الأغواط[عدل]

خريطة لإيالة الجزائر حيث تمكن المولى إسماعيل من ضم كل من عين الصفراء والأغواط بحلول سنة 1713

أرسل المولى إسماعيل سنة 1708 بعد إعادة تنظيم الجيش المخزني إثر الهزيمة في وادي الشلف عام 1701 ابنه ليسيطر على الأراضي الجنوبية المتاخمة لإيالة الجزائر، فوصل إلى عين ماضي ودخلها.[120] ثم استولى على قصر بوسمغون (الواقع بين عين الصفراء والبيض) ووضع به حامية عسكرية ظلت قائمة حتى 1713.[121] وتمكن من إخضاع كل المناطق غرب الأغواط [122] فتتالت الوفود المبايعة من قبائل بني مزاب فصارت كل من الأغواط وعين الصفراء تابعتين للسلطنة الشريفة.[وب-عر 5]

الصِّرَاع بَينَ أبنَائِه[عدل]

بين عامي 1699 - 1700، قام المولى إسماعيل بتقسيم أقاليم البلاد بين أبنائه. فعين أحمد واليا تادلة. أما المولى محمد العالم فقد آثر أن يستخدمه على منطقة سوس وزوده بثلاثة آلاف فارس. كما عين المولى المأمون واليا على سجلماسة ودرعة وأعطاه خمسمائة فارس. إلا أنه عجز عن ضبط حركة آيت عطا ومنع نهبها لقوافل التجارة، فعاتبه أبوه على إغفال أمر ولايته، الشيء الذي أقنع السلطان بجعل درعة عمالة مستقلة عن سجلماسة فيما بعد.[95] فعين عبد الملك واليا على درعة، متحصنا بقصبة وفرقة من 1 000 فارس.[123] وسرعان ما توفي المأمون وحل محله بعد ذلك بعامين المولى يوسف، واستلم المولى زيدان قيادة شرق، إلى أن عزل منها بعد غزوته الفاشلة ضد العثمانيين، وتوقيع إسماعيل معهم صلحًا.[124] وهكذا استبدل بالمولى حفيظ.[108] إلا أن هذا التقسيم أدى إلى الغيرة والخصومات بين الأبناء والتي تحولت أحياناً إلى اشتباكات. هكذا هزم المولى عبد الملك على يد شقيقه المولى الناصر الذي استولى على كامل درعة.[117] بيد أن المولى الشريف، الذي عينه والده واليا على درعة بدلا من عبد الملك، سيطر على المنطقة وطرد أخاه الناصر.[117] الذي اضطر للجوء إلى قصبة أغلان والاحتماء في أسوارها مع أربعمئة من أصحابه ونجح شيخ زاوية تامكورت في إقناع المولى الشريف بأن يسمح لأخيه أن ينسحب بأمان للصحراء فغضب إسماعيل من ذلك وعزل ابنه الشريف عن عمالة درعة.[123]

ثورة محمد العالم[عدل]

كان لمحمد العالم مكانة كبيرة لدى إسماعيل، إذا كان يأخد برأيه ويضرب به المثل في الصدق ورجاحة العقل فعينه أبوه على فاس وتافيلالت ثم عينه على مراكش ودرعة، ثم على تارودانت التي تمرد على أبيه وهو عامل عليها.[125] واختلف المؤرخون في سبب ثورته، فهناك من قال أن بعض حاشية البلاط من كتاب ووزراء زرعت الفتنة بينه وبين أبيه، لكثرة حساده بعد حسن سيرته في ولاية مراكش. ويرى رأي ثان أنه كان معارضا لتمليك أبيه للحراطين إذ وجد ذلك مخالفا للشريعة.[126] ويرى محمد جادور أن ذلك مرده الوصاية الزائدة التي فرضها إسماعيل عليه وكثرة تعيينه وعزله مما يوحي بغياب الثقة ويجعل التمرد سبيلا للتخلص من تلك الضغوطات.[127] بينما ذهبت الكتابات الأجنبية أن رغبته في مواجهة المؤامرات والدسائس ومكر حماته للا عائشة مباركة، التي تريد تنصيب ابنها المولى زيدان وليا للعهد هي السبب المباشر لتمرده.[فرن 26]

سيطر محمد على سوس بعد أن أخفقت جهود الوساطة وعدم استجابته لدعوات أبيه للصلح،[128]، وهزم أخاه المولى الحفيظ، وطرد أخاه عبد الملك من درعة، ثم استولى على مراكش 9 مارس 1703 ودعا لنفسه.[129] وتلقى رسائل تشجيع من قبل عمال أقاليم عديدة. فققر أبوه مواجهته بنفسه إلا أن مجلس الشورى انتخب أخاه زيدان ليتصدى له.[128] ومع اقتراب شقيقه على رأس جيش، فر المولى محمد العالم واختبأ في تارودانت. حاصر أخوه المكان، ثم أسره في 25 يونيو 1704، واقتاده إلى واد شعيب في 7 يوليوز.[130] فعاقبه والده بقسوة بقطع يده وذراعه من خلاف، ثم أعدم الجزار الذي رفض سفك دم الشريف.[فرن 27] وتوفي محمد العالم نتيجة البتر بعد أيام وتوفي بعد أيام قليلة رغم محاولة والده لإبقائه على قيد الحياة [130]، ونهى المولى إسماعيل عن الصلاة على الميت. وقد اعترض على هذا المنع قاضي فاس العربي بردلة، الذي عصا الأمر وواصل الصلاة.[130] ثم قام المولى إسماعيل باغتيال قايد مراكش متهما إياه بتسليم المدينة إلى المولى محمد العالم.[فرن 28] وكان وقع وفاة محمد أثر كبير على إسماعيل الذي ضاقت عليه الأرض ولم يعد يهنأ لا بطعام ولا نوم.[127]

عزل إسماعيل لأبنائه[عدل]

بعد أن علم بالتجاوزات التي قام بها المولى زيدان بتارودانت، ولا سيما المذبحة التي تعرض لها سكان هذه المدينة [130]، إضافة لعصيانه أمر أبيه بحضور فاس ورفضه المساهمة في حصار سبتة، [131] دبر إسماعيل مقتل ابنه عن طريق قيام نسائه بخنقه وتسميمه عام 1707.[فرن 27] ونجح إسماعيل في قمع تمرد قبيلة أولاد محمد [فرن 29] بتوات سنة 1711 واسترد السيطرة على درعة بعد أن استقل حاكمها بها منذ 1702.[إنج 49] وفي سنة 1124 هـ/1712 م ظهر ابنه المولى الناصر عائدا من الصحراء [123] في سوس، لكنه قُتل في النهاية على يد قبيلة أولاد دليم الموالية للمولى إسماعيل.[132] كما اغتال ابنه المولى الحفيد بعد أن علم بنواياه في الثورة.[133] ولتجنب المزيد من الاضطرابات، عزل المولى إسماعيل جميع أبنائه من الولايات التي عهد بها إليهم، باستثناء المولى أحمد الذي احتفظ بمنصبه واليا على تادلة، والمولى عبد الملك الذي صار واليا على سوس.[134] واستبدل بالأمراء المعزولين بعض العصاميين آل الروسي في فاس كما سرح من السجن ثم عين الكاتب الخياط بن المنصور في درعة.[129] ثم، ولأسباب مجهولة، اغتاله وعين مكانه ابنه الشريف الذي نجح في إقرار الأمن بها، إلا أنه لم ينجح في قمع عصيان القبائل بمحاميد الغزلان سنة 1135هـ/1722 م بعد رفضهم دفع الضرائب، فاستنجد بالجيش المخزني [135] الذي تمكن من إخضاع القبائل بعد خسائر قدرت بستمائة قتيل.[136]

لاحقًا عزل المولى إسماعيل عبد الملك عن ولاية سوس والصحراء؛ وعين عبد الكريم مكانه [إنج 50] لأنه انفرد بحكمها حتى صار حاكمها المطلق، ورفض عام 1718 دفع الزكاة إلا أنه رجع للطاعة خوفا من بطش أبيه.[128]

حِصَار سَبتَة وملِيليَة وبَادِس[عدل]

سبتة أثناء الحصار

سقطت سبتة بأيدي البرتغاليين سنة 1415، وظلت في أيديهم إلى أن تفكك الاتحاد الإيبيري، حيث ضمتها إسبانيا إلى ممتلكاتها، وكان لإسماعيل رغبة قوية في استرداد هذه المدينة الحصينة [137]، كما أن الفقهاء والعلماء حثوه على ذلك وأبرز من خاطبه العلامة سيدي عبد السلام جسوس الفاسي إذ نظم القصيدة الآتية:[138]

رفعت منازل سبتة أصواتها
تشكوا اليكم بالذي قد هالها
مع بادس وبريجة فتعطفوا
و تنبهوا كي تسمعوا تسألها
يا ابن النبي الطاهري محمد
قل يا أمير المومنين أنا لها
فلقد قضيتم للعرائش حاجة
مع طنجة فاقضوا لدي آمالها
عار عليكم أن تكون أسيرة
بجواركم وجنودكم تغــرا لهـــا
إن لم تكونوا أخذين بثارها
من ذا يفك من الوثاق حيالها
لا تسمعت من جاهل ومثبط
و مصعب من جهله أحوالها
إن الذين تقدموا قد جاهدوا
بنفوسهم وبمالهم أمثالها
فتملكوا املاكها ودیارها
وتقسموا أموالها ورجالها
فابعث لها أهل الشجاعة عاجلا
حتى تراهم نازلين جبالها

حاصر إسماعيل مدينة سبتة بجيش قوامه 40000 جندي، لكن في مواجهة شدة التحصن الإسباني، استمر الحصار.[فرن 30] كما حاصر جزء من جيش إسماعيل مليلية بين عامي 1694 و1696، لكنه لم ينجح في اقتحام تحصيناتها المنيعة، [فرن 30] إذ أن الإسبان بالمدينة أبدوا مقاومة شديدة، ولم يستطع المجاهدون تفجير أسوارها كما فعلوا مع المدن الأخرى نظرا لعمق الخنادق.[إنج 51] إذ كانت المدينة محصنة بثلاثة خطوط دفاعية رئيسية تتميز بثلاثة حصون ضخمة، وخلفها الفناء (بلازا دي أرماس) الذي يحتضن ثلاثين مدفع. ثم هناك خندق متصل بالجسر المتحرك وأخيرا خط الدفاع النهائي، وهو جدار ضخم يضم حوالي ثلاثين بندقية أخرى. ولم يتمكن الجيش المغربي من اقتحام المدينة إلا سنة 1695، إذ شن هجوما مفاجئا تحت الضباب كاد أن ينجح، وسيطر لفترة وجيزة على منطقة لا بلازا قبل أن يتراجع بعد هجوم مضاد من طرف القوات الإسبانية.[إنج 52] وشارك أمير البحر الإنجليزي جورج روك في حصار سبتة بإغلاق مينائها عام 1704.[فرن 30]

في عام 1702مـ / 1113 هـ كلف المولى إسماعيل ابنه المولى زيدان، بجيش قوامه 12000 رجل، للاستيلاء على جزيرة بادس. تمكن المغاربة من تدمير القلعة الإسبانية لكنهم لم يفتحوها.[فرن 31][105]، بينما يورد مؤرخ الدولة العلوية عبد الرحمن بن زيدان رواية أخرى للأحداث [139] إذ يبرز أن الجزيرة فُتحت شهر رمضان بعد حصارها على يد قائد تطوان عبد الكريم الخطيب وأسر العديد من الإسبان.[140] كما عاود السلطان حصار مليلية في أغسطس 1715.[إنج 53]

في عام 1720، أرسل فيليب الخامس ملك إسبانيا، الذي أراد الانتقام من المولى إسماعيل لتقديمه المساعدة للإمبرياليين خلال حرب الخلافة الإسبانية، أسطولًا بقيادة ماركيز ليدي لرفع الحصار عن سبتة وإجبار الجيش المغربي على الاستسلام. إذ خرجوا بجيوش كثيرة وأوقعوا بمعسكر الجيش خارج سبتة واستولوا على ما كان بأيديهم. ثم بعث السلطان في الساعة والحين بالجيوش من جميع أقطار المغرب، ومن عبيد البخاري فردهم على أعقابهم بعدما كانوا استولوا على موضع المحلة ورجع الإسبان إلى سبتة، ورجع عبيد سيدي البخاري إلى مقرهم من الرمل، وفي شعبان 1133 حل الغلاء بالمغرب، ووصل سعر القمح إلى اثني عشر مثقالًا أو ثلاثة عشر، واستمر نحو أربعة أعوام. ففك المولى إسماعيل الحصار الذي كلفه خسائر فادحة.[101] وبذلك نجح الأسطول الإسباني في رفع حصار سبتة بعد أن تمكنت حامية المدينة من الصمود مند سنة 1694 رغم الحرب الأهلية الدائرة بإسبانيا. ولكن بمجرد عودة ماركيز ليدي إلى إسبانيا، قرر المولى إسماعيل إعادة حصار سبتة عام 1721. كان السلطان عازمًا على الانتقام من الإسبان، وأعد سلاحا عتيدا دمرته عاصفة في عام 1722. مع ذلك استمر حصار سبتة حتى وفاته في رجب سنة تسعة وثلاثين ومائة وألف/1727.[فرن 27][فرن 30]

أخفق الحصار لعدة أسباب: أبرزها عجز تقني يثمثل في عدم التوفر على أسطول بحري قادر على عزل المدينة عن مصادر تموينها فسبتة قريبة من الساحل الإسباني [141] وهذا ما عبر عنه عبد الله بن عائشة سفير المغرب لدى فرنسا:

«والله لو أن العرب يساعدوننا على ركوب البحر وركوب السفاين... لما تركنا أحدا من الإنجليز يمر بكوشطة البوغاز ولكن العرب لا معرفة لهم بأمور الحرب وركوب السفاين، ولا خبرة لهم بشؤونها ولا يعرفون العرب إلا ظهور الخيل...[142]»

إضافة إلى عدم تحمس الجيش الريفي لفتحها لكي لا يكلفهم السلطان بتحرير البريجة البعيدة عن أهلم وذويهم وثقل مشقة السفر إليها [143]، زيادة إلى خيانة البعض باطلاع إسبانيا على الخطط العسكرية، [فرن 32] وانشغال السلطان بإخماد ثورات القبائل وأبنائه.[144]

وَفَاته ومَآثِره[عدل]

ضريح المولى إسماعيل في مكناس، المغرب.

توفي المولى إسماعيل في 22 مارس 1727 عن عمر [فرن 27] الواحدة والثمانين عاما، بسبب خراج في أسفل البطن مصحوبًا بالحزن لعجزه على ركوب الخيل كالمعتاد. خلفه ابنه المولى أحمد. وكانت مدة حكمه 57 عاما.[فرن 33] ويعتبر عهده فترة ذهبية في تاريخ البلاد عاشت فيها الأمن والسلام والاستقرار. كما وصفها المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في كتابه المسمى الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى الذي يتتبع تاريخ المغرب بأكمله من هذه الفترة «حتى لم يبق [...] لأهل الفساد محل يأوون فيه ويعتصمون به: ولم تقلهم أَرْضَ أَرَادَت أَنْ تَحْمَلَهُمْ وَلاَ أظلتهم سماء».[145] قام المولى إسماعيل بإعادة الوحدة السياسية للبلاد، وشكل قوتها العسكرية الرئيسية وهي جيش البخاري الذي تكون في ذروته من 100 000 [فرن 24] إلى 150000 من حرس عبيد البخاري، بالإضافة إلى ميليشيات عربية أخرى في هذه الحالة كيش الودايا [فرن 15] العلوج (أوروبيون اعتنقوا الإسلام) ومقاتلين من القبائل الخاضعة الذين يحصلون على أرض في مقابل خدمتهم، واسترد العديد من المدن الساحلية من الأوروبيين. وقام بتوسيع الأراضي المغربية بشكل كبير [146]، وأنشأ العديد من المباني الضخمة.[147]

سلالة العلويين خلال أقصى اتساع لها (القرن 18).
امتداد السلطنة الشريفة في عهد المولى إسماعيل

امتدت رقعة السلطنة الشريفة في عهده من تلمسان [148] وبسكرة وبلاد الجريد شرقا إلى وادي السنغال جنوبا.[85][149] وبلغت تخوم السودان (مالي) حتى نهر النيجر.[150] إذ قال محمد الصغير الإفراني في كتابه روضة التعريف بمفاخر مولانا إسماعيل بن الشريف أن المولى إسماعيل «...دوخ نصره الله بلاد المغرب الأقصى كلها، وملك سهلها ووعزها، ودان له قريبها وبعيدةا، واستولى على تخوم بلاد السودان وبلغ منها ما لم يبلغه ملك قبله، وقد وصلت جيوشه إلى بحر النيل من جهة بلاد فرغانة، ودخل في طاعته كثيرٌ من عمائر أطراف السودان، وامتدت مملكته من جهة المشرق إلى قرب بلاد بسكرة من قرى بلاد الجريد، وما تمهدت له البلاد إلا بعد محاربة طويلة ومقارعة فظيعة ،وبعد أن قاسى مع أهل المغرب والثوار من الحروب ما هو أدهى وأمر.»[151]

ووافقه محمد الضعيف الرباطي حيث قال:«و كانت طاعته قد عمت جميع المغرب إلى تلمسان، وجميع بلاد الصحراء وتوات وفقيف وأطراف السودان وعلى تيغاز وسوس الأقصى، وخضع لقهره جميع من كان عصاء فيالها من مصيبة ما أعظمها على المسلمين وفرح لموته أعداء الله الكافرين. ولقد كان صواما قواما دائم الذكر شديد الغيرة في محارم الله وكان مهابا شجاعا ظاهرا للغداء منصورا مظفرا مؤيدا، يعابه ملوك الأرض ويرون مهادنته عليهم من أكد الفرض، ويعاديه ملوك ،الاقاليم، ويتحفه بالهدايا ملوك الأعاجم» [138]

عند وفاة المولى إسماعيل، كان أعوان عبيد البخاري وكيش الودايا هم الذين، بالتنسيق مع علماء مكناس والوزراء، انتخبوا السلطان المولى أحمد الذهبي.[إنج 54][وب-فرن 4] إلا أن مصادر أخرى تشير إلى أن المولى إسماعيل قد عين خليفته بنفسه قبل وفاته. ومهما كان الأمر، ففي فترة الفوضى العلوية، لعب الودايا دورًا كبيرًا وخلعوا العديد من السلاطين بالاتفاق مع عبيد البخاري.[152]

شَخصِيَته وصِفَاتُه[عدل]

ورعه وتواضعه[عدل]

منع إسماعيل الخطباء من ذكره على المنابر مقرونا بلفظ السيادة والمولوية وأمره لهم بذكر اسمه مجردا إذ قال:

«إلى كافة الفقهاء الخطباء بمحروسة تطوان؛ سددكم الله ووفقكم وسلام عليكم رحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد فاذكرونا في الخطب بمجرد اسمنا إسماعيل بن الشريف من غير زيادة مولانا ولا سيدنا فقد استحييت. أن تذكر الخلفاء من الصحابة الأجلاء والتابعين وأتباعهم رضوان الله عليهم بأسمائهم وكناهم، ونذكر نحن بأزيد من ذلك وإن أبدى بعض العلماء وجها وبالغ في الثناء فالحياء غلبنا ومنعنا من الالتفات إليه والسلام [153]»

ومن تواضعه مباشرته تخطيط قصوره ومساجدها وربما عمل فيها مع العملة؛ فهو المتولٍ لهندسة بناءاته حيث يباشر ذلك بنفسه بل ويعين بنفسه في خدمة البناء بمحضر الخدمة؛ ويمسك الجير بيده كأنَّه واحدٌ منهم حتى يُظن أنه ليس هو السلطان.[154]

كما أجمع المؤرخون المسلمون على تواضعه لله تعالى وتدينه الشديد، فروي أنه إذا تفكر في عظمة الله سبحانه وأدركته خشية الله تعالى سجدَ على الأرض وعفر وجهه في ترابها، وربما يُدركه ذلك وهو في طين فيخرُّ ساجدا لله عزَّ وجلَّ ولا يبالي بتلوث ثيابه.[155] حتى كتاب أجانب من قبيل دومينيك بوزنو شهدوا له بورعه وتدينه، إذ قال:

« بأنه كان متمسكًا بشدة بشريعته وكان يمارس علنًا جميع الطقوس والوضوء والصلاة والصيام والأعياد بدقة شديدة.[فرن 34] »

كما أن المولى إسماعيل كان يحب مناظرة أتباع الآباء الثالوثيين المتواجدين بالمغرب، وذلك كل ما عاد من صلاة الجمعة إذ يأمر بأن يجلب إلى قصره أتباع الآباء، ومن مناظراته ما نقله المؤرخ الفرنسي هنري دو كاستري:

«لقد قلت ما يكفي للرجل العاقل؛ إذا كنت عنيدًا، فهذه مشكلتك. نحن جميعًا أبناء آدم وبالتالي إخوة. الدين وحده هو الذي يصنع الفارق بيننا. ولذلك، كأخ وطاعةً لوصايا شريعتي، فإنني أحذركم بلطف من أن الدين الحقيقي هو الإسلام، وأنه الدين الوحيد الذي يمكن للمرء أن يحقق فيه الخلاص.أعطيك هذا التحذير لإراحة ضميري ولكي يكون لي الحق في اتهامك في يوم القيامة.[فرن 35] »

عدله وإنصافه[عدل]

كان عدل المولى إسماعيل ذائع الصيت في المداشر والحواضر، وذلك لأنه لا يحتجب عن الناس بداره كما كانتْ عادةً من قبله من عظماء الملوك يحتجبون عن الرعية بشهواتهم، حتى كان المتظلم يمكث بباب الأمير الأشهر الكثيرة والليالي ذوات العدد يرتقب خروج سلطانه إليه فلا يجد إليه سبيلا، بل وكان يسهر على شؤون رعيته [154] ويبرز في كل وقت وفي كل يوم حتى يصل إليه من أراده قوياً أو ضعيفاً، شريفاً أو مشروفاً، من غير حاجب يحجبه ولا صاد يصده.[156]

بين القسوة والصفح[عدل]

إن السمات الرئيسية لشخصية المولى إسماعيل، والتي ركز عليها الكُتَّاب الأجانب، هي رغبته في سيادة النظام والسلطة وإرادته الحديدية ومن أقواله في هذا الصدد: «إذا أعطاني الله الملك، فلن يستطيع أحد أن ينزعه مني». وفقًا لأحد الأسرى المسيحيين، خلال 26 سنة حكمه، قتل مولاي إسماعيل بيديه أكثر من 36000 شخص، وهو ما يراه دو كاستري مبالغًا فيه.[فرن 36] وحسب الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيدو دو سان أولون، قتل إسماعيل 20000 شخص خلال 20 سنة من حكمه.[فرن 37]ووفقًا لدومينيك بوزنو، يرتبط لون ملابسه بحالته المزاجية «اللون الأخضر هو اللون المحبوب: الأبيض يبشر بالخير لمن يقترب منه: ولكن عندما يلبس اللون الأصفر يرتعد الجميع ويتجنبون حضوره لأن هذا هو اللون الذي يتخذه في أيام الإعدامات[فرن 38]». حيث أن العديد من الكتاب الأجانب صوروه بمظهر الطاغية الدموي السريع الغضب المتقلب الطباع والقاسي مع المتمردين.[157] وهو ما اعتبره بعض المؤرخين المغاربة محض مبالغات وافتراءات.[إنج 55]

ويبرر أبو القاسم الزياني قسوة المولى إسماعيل مع القبائل المتمردة، على اعتبار الجهد الذي كلفوه للسلطان في تثبيت ملكه في المغرب، فهي «قبائل لا تلين باللطف بل بالسيف والعنف»:«وغلب السلطان المولى إسماعيل منهم على أهل المغرب عربهم وبربرهم، باستعمال العسكر… وقد بلغ عددهم مائة وخمسين ألفا، فاستراحت دولة العلويين من عبث البربر نحو خمسين عامًا إلى أن مات المولى إسماعيل». ويرجع خالد زيادة الصورة السلبية المبالغ فيها التي رسمها الفرنسيون لإسماعيل إلى رغبتهم في توجيه نقد غير مباشر للويس الرابع عشر الذي استبد بحكم فرنسا.[158] كما أن هؤلاء المؤرخين تجاهلوا سماحة إسماعيل في عدة مواضع فقد عفا عن أهل فاس بعد عصيانهم، وعفا عن أهل القصر الكبير رغم مساندتهم للخضر غيلان، وعفا عن أهل مراكش متناسيا مساندتهم لابن محرز.[159] ويرجع المؤرخ المغربي إبراهيم حركات كراهية الأوروبيين السلبية للسلطان لعدم لينه في التفاوض وشدته في فرض شروطه على الدول الأوروبية وسياسته الجهادية.[160]

محنة الفقهاء وقضية تمليك الحراطين

في إطار تأسيس جيش عبيد البخاري، أمر إسماعيل بجعل جميع السود "عبيدا" للمخزن ومماليكا للسلطان، ولقي ذلك معارضة بعض الفقهاء والعلماء الذين أفتوا بعدم جواز ذلك لأن هناك فرق بين العبد المملوك وأسير الحرب والعبد الذي أعتق ونال حريته [161] والمسمى بـ"الحرطاني جمع الحراطين"؛ فأورد السلطان على فاس كتابًا يوبخ فيه العلماء والقاضي ويلزمهم الموافقة على تمليك العبيد الذين في الديوان بل وتعرض البعض لمحنة صودرت فيها أمواله واعتقل أولاده كما وقع لعبد السلام جسوس الذي انتهى به الأمر مقتولا خنقا [162]، وتلا على المنبر بتمليك حراطين فاس في ثاني عشر المحرم من عام 1110. جاء القائد عبد الله الروسي بتمليك عبيد أعيان فاس، وفي الثامن عشر منه اجتمع المرابطون والفقهاء بالقرويين وأجمعوا رأيهم أن يكتبوا السلطان متشفعين له في ذلك، وفي الثاني والعشرين منه جاء أهل فاس وطلبوا منه أن يخرج إلى مكناسة ليشفع لهم فعفا عنهم.[163]

صفته الخلقية[عدل]

عرف عنه مهارته في ركوب الخيل، وتمتعه بقوة بدنية كبيرة، وخفة حركة احتفظ بها حتى في شيخوخته.[فرن 27][فرن 37]

ووصف أن له وجها طويلا، وبشرة داكنة، وطولا متوسطا أضاف سانت أمانس، سفير لويس الرابع عشر «إنَّهُ أقوى وأقوى رجل في ولاياته».[فرن 2]

العَلاقَات الخارجيَّة في عهدهِ[عدل]

الدولة العثمانية[عدل]

الدولة العثمانية في أواخر عهد المولى إسماعيل

مع تولي إسماعيل الحكم أعلن داي الجزائر [164] تجديد الاعتراف بوادي تافنة كحد فاصل بين الدولة العثمانية والسلطنة الشريفة [165] إلا أن إيالة الجزائر ساندت في الحقيقة كل من الخضر غيلان وآل النقسيس والدلائيين.[166] كما مولَّت تمرد ابن أخيه ابن محرز بسوس [167] بل وكان بينهما حلف سري للإطاحة بالسلطان إسماعيل الذي ظنَّ أنَّ أمر ابن محرز انتهى بعد طرده من المنطقة ليُفَاجأ بهجوم في شرق البلاد يخرق الهدنة. فأرسل للسلطان العثماني مراد الرابع يذكره بالهدنة [168] فأجابه أن إيالة الجزائر ستخضع لأوامر السلطان إسماعيل.[169] وبذلك انتعشت العلاقة بين الدَّولتين أكثر من أيِّ وقت مضى، وكسب إسماعيل معركته الدبلوماسية.[169] إلا أن مصطفى الغاشي يرى أن الوصاية التي أعطاها العثمانيون لإسماعيل على إيالة الجزائر ما هي إلا مناورة لصرفه عن حربها وحثه على تحرير ثغوره المحتلَّة عوض ذلك.[170] وشكل تحرير طنجة عام 1684م ثمرة هذا التوجه الجديد، الذي أسفر عن نوع من التعاون بين الدَّولتين، حيث أنَّ أعدادًا كبيرة من المجاهدين العثمانيين توافدت على الموانئ المغربية من أجل الجهاد ضد السفن الأوروبية. كما أن البحارة المغاربة توافدوا بكثرة على مدينة الجزائر. ولم يقتصر الأمر على ذلك؛ بل شمل التعاون والتنسيق حتى المفاوضات بخصوص الأسرى الأوروبيين المحتجزين لدى الطَّرفَين، وكف الطرفين عن دعم الحركات الثورية المناوئة.[171]

إلا أن تعيين الحاج شعبان دايا في الجزائر ورغبة إسماعيل في ضم تلمسان [172] أرجع الخلافات من جديد. وكان لداي الجزائر خلاف مع إيالة تونس إذ كان يرى أنها تابعة لإيالة الجزائر أولا ثم للعثمانيين ثانيا [102][173] كما شملت طموحات إسماعيل توحيد المغرب الكبير بأكمله أسوة بالموحدين.[174] ولم يتوانَ داي الجزائر عن عقد معاهدة [44] بل والتحالف [121] مع ملك فرنسا، الأمر الذي كان يعتبره إجاصة ستروي رغبته في التَّوسُّعِ خصوصا أن فرنسا كانت تريد فرض اتفاقية تبادل أسرى على المغرب.[175] فوقعت عدة نزاعات لم تسفر عن أي تغييرات حدودية.[173] أدى رد فعل العثمانيين الإيجابي بتجديد الصلح إلى مواصلته لسياسته في تحسين علاقته مع الباب العالي إذ أرسل سفيره عبد الملك الأيوبي مهنئا لسليمان الثاني لما تولى عرش بني عثمان.[176] فأجابه برسالة أثنى فيها السلطان العثماني عليه وعلى دوره في الدفاع عن الأمة الإسلامية كما نوهه إلى عدم الهجوم على أراضي إيالة الجزائر.[177] تبع ذلك إرسال السلطان العثماني رسالة وذلك في 22 شوال 1110هـ/أبريل 1699مـ فيها التهديد والدعوة إلى عدم انتهاك شرع الله بالهجوم على إيالة الجزائر مؤكدا له أن الجزائر هي ضمن ممالكه المحروسة وأن أهل الجزائر مبايعون للسلطان العثماني وأن عليه الاهتمام بتحرير مليلية والبريجة وبادس المتواجدة قربه عوض أن يمد يده تجاه وهران لأن تحريرها شأن داخلي للدولة العثمانية.[178] فأجابه إسماعيل أن تحرير وهران سهل لولا تكاسل أهل الجزائر عكس سبتة. كما أن إسماعيل كان يرى حملاته على وهران وسيلة للضغط على إسبانيا للتخلي عن قواعدها بالمغرب الأقصى.[173] وبعد إخفاق حملاته المتكررة ضد إيالة الجزائر اقننع إسماعيل بضرورة التعايش مع الوجود العثماني [179] إذ أنه أرسل سفارة خاصة للسلطان العثماني أحمد الثالث لتهنئته بتحرير وهران.[180] وبعد انهزام الدولة العثمانية في حرب الحلف المقدس عرض مساعدته عسكريا لمواجهة النمساويين.[180] فرغم وجود اختلافات بينهما لكن يبقى رابط الدين الإسلامي يجمعهم للوقوف ضد أي خطر أوربي.[181]

في عام 1725مـ/1037هـ أرسل إسماعيل شكوى من دايات الجزائر للسلطان العثماني أحمد الثالث [180] الذي أجابه برسالة أشاد فيها بنسب السلطان الشريف، وأثنى على جهاده ضد الأوروبيين، [182] وعاتب فيها أهل الجزائر على عدم موالاتهم له في جهاده وتحريره للثغور، وأطلق يده فيهم آمرا إياهم بالتعاون مع السلطان ضد الأوروبيين وتوعدهم بالعقاب إن فعلوا عكس ذلك [183] إذ قال:

«اعلم أيُّها السيد المولى أنا قبل أن يصل إلينا كتابكم الأسمى، وخطابكم الأنمى، كنا لا نعرف ما هم عليه أهل الجزائر، ولا أنهى إلينا فعلهم أحدٌ كما أنهيتموه لنا، ولا عرفنا ما صار عندهم ولا ما هم عليه، وبالجملة أهلُ الجزائر ما هم على شيء لكونهم أخلاط الناس، فيهم الأصلي وفيهم البراني وفيهم مَن لا خَلاقَ له، ولم تكن عمارتها بذوي الأحساب والأنساب، كل هذا لا يخفانا قبل، نعرفه ونتحقَّقه منهم، وقد بلغنا أنهم خرجوا من البلاد بمحلَّتِهم وأرادوا الشرَّ معك، وإنَّا لا نرضى منهم ذلك، وهذه الذخائر والأموال والخزائن التي خبَّرْتَنا بها قطعاً خبَّرَ بها غيرك، والآن إِن شَاءَ الله نردُّ لهم البال، ونشتغل بهم ولا نتركهم في حيّز الإهمال، وتلك الخرجة التي خرجوا لبلادك نطلب من كمال فعلك وحسبك أن تسمح لهم فيها لوجهنا، وإن عادوا يُراجعونك ولو بكلمةٍ تمحي جرَّتَهم وهذا زمان ما جاءَنا سفراؤهم وأخبارهم، والآن حيثُ أيقظتنا إن رجعوا عن سوء فعلهم فذاك المنى والمراد، وإن تمادوا على غيّهم وأساءوا في جانبك ولو بكلمة أعلمنا ونحنُ نُفَوِّضُ لك فيهم تنتقم منهم بيدك وتفعل فيهم ما أردت [182][184]»

وخلاصة القول وقعت الدولتين على معاهدة سلام مرارا وتكرارا، وذلك سنة 1678 [52]، 1692 [فرن 39] ، 1693[فرن 22] و1701.[فرن 25] مما مهد إلى تحول السلطنة الشريفة والدولة العثمانية إلى حلفاء فيما بعد.[179]

فرنسا[عدل]

مع صعود إسماعيل للحكم أرسلت فرنسا تهنئة للسلطان [185] مطالبة إياه بعقد اتفاقية لتبادل الأسرى.[186] بل وأعطت تعليمات بتاريخ 23 مارس 1680 بحصار مدينة سلا ثم مطاردة المجاهدين المغاربة لفرض الصلح.[187] إلا أن سرعان ما بادر إسماعيل بإرسال سفيره لتحرير بنود معاهدة صلح بين المغرب وفرنسا في سان جيرمان أونلي وذلك في 25 مارس 1683. مبرزا أنها لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد خمسين يوما. ورأى البلاط الفرنسي أن ذلك مماطلة فأمر يوم 28 مارس 1681 بمطاردة المجاهدين واستمرار حصار سلا.[187] إلا أن التوترات سرعان ما زالت بعد توقيع الصلح بين كل من أميري البحر ابن حدو ولوفير دولابار في 12 أبريل 1682 تضمن تبادلا للأسرى أوائل شعبان 1092.[187]

محمد تميم، سفير المغرب يشاهد مسرحية 'الكوميديا الإيطالية (1682)، أنطوان كويبل (1661-1722)، فرساي.

طلب المولى إسماعيل من لويس الرابع عشر أن يتحقق مما إن كانت لديه في أرشيفه الرسالة النبوية لهرقل ملك الروم لاعتقاده أنه من حفدته، داعيا إياه في الوقت نفسه لاعتناق الإسلام.[إنج 56] ثم أرسل في 20 محرم 1093 الموافق لـ29 يناير 1682 محمد تميم وابن أخته عبد القادر وعلي معنينو لتوقيع معاهدة في سان جيرمان ولقد ألقى تميم خطابا أمام لويس السادس عشر وأهدى له بعض السباع والنعام وشاهد أثناء مقامه حفلة ثمثيلية إيطالية.[188] فشكر إسماعيل لويس على حسن استقبال سفيره واستقبل سلطان المغرب بدوره سفير فرنسا دوسان أمان لتأكيد المعاهدة.[189]

إلا أن فرنسا لم تفِ بالتزاماتها من المعاهدة، ولم تحرر أي أسير مغربي بل واعترضت سفن المجاهدين المغاربة.[190] ومنعت التجارة مع السلطنة الشريفة بين سنتي 1686 إلى 1688.[191] فاشتكى إسماعيل من ذلك فبعث له لويس جون باتيست إستيل، إلا أن إسماعيل رفض تجديد الاتفاق ما لم يرسل له لويس مفاوضين ساميين وليس تجار.[192] فأرسلت فرنسا فرانس بيدو دو سانت أولون فحصل اتفاق مبدئي على تحالف فرنسي-مغربي ضد كل من إسبانيا والعثمانيين هدفه تحرير سبتة.[193] إلا أن السفارة لم تعقد أي اتفاقية نتيجة اختلاف المفاوضين المغاربة عليها من جهة، وإصرار إسماعيل على عقد تحالف بين الدولتين هدفه استرجاع سبتة من طرف الإسبان وهو ما رفضته فرنسا.[194] فأرسل سفيره ابن عائشة للبلاط الفرنسي منذ 1698 إلا أن الصلح لم يجدد [195]

المولى إسماعيل يستقبل سفير لويس الرابع عشر فرانسوا بيدو دي سان أولون، 1693، لوحة بريشة دينيس مارتن.

كما اقترح المولى إسماعيل عبر سفيره عبد الله بن عائشة فكرة الزواج بالأميرة الفرنسية مدام دو كونتي ابنة لويس الرابع عشر ملك فرنسا غير الشرعية مع احتفاظها بدينها، فعرض عليها الزواج ولكن الملك الفرنسي رفض بأدب.[فرن 6] نظرا لعدم ملائمة طبعها لطبعه العربي وتعدد زوجاته وما أشيع عن قسوته وشدته.[196] وينكر عبد الكريم غلاب وقوع الحدث بل ويعتبره أسطورة نسبت للتاريخ.[197] ويستبعد عبد الرحمن بن زيدان الحادثة دون أن ينكرها جزما.[198] ويطرح عبد الهادي التازي فرضية أن تكون الخطبة مناورة دبلوماسية من أجل تحسين العلاقات مع فرنسا التي كادت أن تصل لمرحلة القطيعة.[199]

أدى اعتلاء حفيد لويس الرابع عشر للعرش الإسباني عام 1710 لقطيعة دبلوماسية سنة 1718 مع فرنسا وإسبانيا، ورحيل التجار والقناصل الفرنسيين والإسبان عن المغرب.[فرن 40][فرن 41] ولم يكن إسماعيل يكترث بأن يكون في حرب مع فرنسا لأن موارد المغرب وثوراته قادرة على مواجهتها عسكريا إن لزم الأمر.[فرن 42] واتهمه الدبلوماسيون الفرنسيون، بأنه جشع للغاية، وأن مفاوضاته وتحالفاته تهدف فقط إلى تلقي الهدايا. وبمجرد إشباع جشعه، لا يتردد في إنكار تعهداته مع القوى الأوروبية.[فرن 43][فرن 44] بينما اتهم بنعبد الله السفراء الفرنسيين بأنهم كانوا مجرد حفنة انتهازيين عديمي الخبرة بالدبلوماسية همهم الأوحد الحصول على امتيازات تجارية.[200]

إنجلترا[عدل]

Tableau représentant un homme habillé en rouge portant une barbe fine et un turban.
محمد بن حدو، سفير المولى إسماعيل إلى بريطانيا العظمى عام 1682.

شهدت العلاقات توترا بسبب احتلال الإنجليز لطنجة فقد استشار المولى إسماعيل كبار فقهائه حول مدى جواز مفاوضة الإنجليز ورفض ربط علاقات دبلوماسية معهم فأفتوا بحرمة ذلك فرد على السفير الإنجليزي قائلا بأن الشرع لا يخوله توقيع اتفاق مع «الكفار».[201] فبرغم من اتفاقية الصلح بين حاكم طنجة بالس فير بورن وبين الحاج عبد القادر مورينو حاكم سلا الجديدة، أمر السلطان بحصار طنجة، [202] أمر ملك إنجلترا بإخلاء وتدمير المدينة، بعد إخفاق سفارة محمد بن حدو إلى شارل الثاني في عقد الصلح بين الطرفين،[203]

وبعد تحرير المدينة عادت العلاقات إلى الازدهار لأن السلطان ساعد الإنجليز على السيطرة على جبل طارق وانتزاعه من الإسبان.[204] بالرغم من بقاء العديد من الأسرى الإنجليز في السجون واختطاف الإنجليز لأمير البحر ابن عائشة.[205] إذ رأى إسماعيل نزول إنجلترا بجبل طارق فرصة سانحة لطلب مساعدتها لتحرير سبتة.[206] إلا أن إنجلترا بعد انتزاعها الصخرة من إسبانيا عقدت السلم مع فرنسا وإسبانيا وهولاندا بمعاهدة أوتريخ بالنمسا.[207] أدى هذا الموقف السلبي لإنجلترا إلى تجميد معاهدة الصلح بين البلدين.[208]

في عام 1682، أُرسل محمد بن حدو سفيرًا مغربيًّا إلى بلاط تشارلز الثاني. أمضى محمد ستة أشهر في إنجلترا. زار أكسفورد، و‌كامبريدج، و‌الجمعية الملكية وغيرها من الأماكن. وكانت ترمي زيارته إلى معالجة الصراعات والقضايا التجارية وقراصنة الساحل البربري وتبادل الأسرى.[209]

حدثت إحدى أهم الاتصالات بين البلدين في 1720-1721، عندما زار جون ويندوس والعميد البحري تشارلز ستيوارت المغرب ونجحوا في توقيع معاهدة دبلوماسية مع المخزن لأول مرة، وعادوا إلى وطنهم مع 296 من الأسرى البريطانيين المفرج عنهم. وأُرسِلَ سُفراء مغاربة مرَّةً أخرى إلى إنجلترا في عام 1726.[210]

كما حاول المولى إسماعيل دعوة جيمس الثاني ملك إنجلترا المخلوع إلى الإسلام، عن طريق إرسال رسائل يذكر فيها فضائل الإسلام.[فرن 45] أو على الأقل اعتناق المذهب البروتستانتي [204] ثم نصحه بالفرار من فرنسا واستعادة عرشه لكن جيمس مات في منفاه في هولندا سنة 1701 دون أن يستجيب لنصائح إسماعيل.[204]

إسبانيا[عدل]

لمَّا بُويع المولى إسماعيل وأصبح سُلطانًا على المغرب، فتح العديد من المدن، وفي خضمِّ هذه الأحداث سلك الإسبان مسلك المُسَالَمَةِ لحلِّ المشاكلِ الشَّائكةِ بين البلدين، واستغل إسماعيل تقربهم له ببعثه بعثةً ولَّى عليها الوزير حمو بن عبد الوهاب رئيسا لها، والتي حملت رسالة إلى الملك دون كارلوس في شتنبر 1690، وكان في متنها خطابا من المولى إسماعيل منتقدا ومشيرا إلى الأعمال الاستفزازيَّة التي صدرت من الأسرى الإسبان المسرحين، ما أثار حفيظة علماء الدين والشريعة الذين رأو أن هؤلاء الأسرى أخذوا بالسيف ولا يجوز إطلاق سراحهم بدون عوض، وعلَّلَ المولى إسماعيل غضبهم لكارلوس باستحضارهم لغدر مملكة قشتالة بأهل غرناطة الذي تجاوز عددهم الأربعين ألفا عقب توقيعهم على ستين شرطا لم يوفِ القشتاليين لهم ولو بواحد.[211] وفي ختام هذه الرسالة، اشترط المولى إسماعيل على كارلوس الثاني ما يلي:

  • أن يُسلَّم للمغرب مقابل كل خمسين أسيرا خمسة آلاف مخطوطة (مائة عن كلّ واحد)، وكان مقصده من هذا الشرط إرجاع مخطوطات مكتبة المولى زيدان التي سلبها قراصنة الإسبان عام 1612.[وب-عر 6]
  • الخمسون أسيرا الآخرون يُتبادلون بأسرى مسلمين، أسيرٍ إسبانيٍّ مقابل عشرة مسلمين.[وب-عر 7]

نجحت السفارة في تحرير مائة أسير مسلم مقابل مائة أسير مسيحي وذلك على ظهر مركبتين من جنوة بصحبة كل من السفير حمّو[212] والقس دون مانييل فييرا لوكو بتاريخ شتنبر 1691. ووضح السفير ابن حمو للعاهل الإسباني أن الألف أسير التي أحضرها يجب أن لا تشمل الرضع من الأطفال الذين قدموا كهدية من ملك إسبانيا. إلا أن كارلوس أرجع الأسرى مع أودلاهم، وكان القصد بهذا تمهيد الطريق للتفاوض في أمر المئات الباقية من الأسرى الإسبان الذين رفض إسماعيل أن يجريهم على سنن الاتفاقية الأولى [فرن 46] بعد معارضة العلماء واحتجاجهم على هذه النازلة حيث قال: «لا نقدر أن نخالف شريعتنا التي هي أساس ديننا الحنيف...».[201] كما راسل المولى إسماعيل فيليب الخامس، ملك إسبانيا، طالبا تحرير أسيرٍ من جزائر بني مزغنة، اسمه محمد بن صوفة، [213] كما أرسل رسالة أخرى يدعو فيها «طاغيَّة قشتالة، وليون، وراغون، وبسكاية وغليسيَّة، والأندلسيَّة الشرقيَّة، والغربيَّة، والهند» كما كانت عادته في تسمية ملوك إسبانيا إلى حُسنِ معاملة سيمون ضلضان، وهو يهودي من خدام السلطان أرسله إلى مدينة قالص ليقضي له بعض الأمور.[214]

ونظرا لتعذر الاتصالات الدبلوماسية المباشرة، اتجهت الأنظار إلى الاستعانة برجال البعثات الدينية الاسبانية من أجل افتكاك الأسرى، ومنحهم أدوارا مهمة على المستوى الدبلوماسي، وتوثيق الصلات بين البلدين.[215] وجاء ذلك نتيجة رفض إسماعيل إدراج مشكلة الأسرى ضمن أي علاقة دبلوماسية، إلا في إطار تحرير الثغور وكان يشترط في الرهبان المكلفين بهذه المهمة عدة شروط من بينها: قوة الشخصية والحنكة التي تملك خبرة في مجال التعامل مع المسؤولين المغاربة، وكذلك معرفتهم للغة العربية، كما يشترط أيضا فيهم التمكن من العلوم الدينية لمواجهة الحجة بالحجة، فضلا عن التحلي بالصبر واللباقة حتى يتمكنوا من إقناعهم بالأهداف التي جاؤوا من أجلها. ففي سنة 1674م، تمكن المبعوث الإسباني السابق الذكر من إطلاق سراح مجموعة لا يُعرف عددها.[215]

البرتغال[عدل]

زارت سفارة برتغالية البلاط السلطاني، وبالذات في قصر البديع بمدينة مراكش في أواخر جمادى الثانية 1088هـ /1677م،[216] حيث استقبل السلطان السفير البرتغالي مع طائفة من القادة والجند والخيالة وجرت محادثات حول مصير ثغر الجديدة، الذي كان محتلا من طرف البرتغال، الأمر الذي جعل السلطان يرفض استقبال سفارة برتغالية أخرى في مكناس من أجل تحرير الأسرى البرتغاليين. هذا ما أكد عليه القنصل الفرنسي بيريليي، في رسالة مؤرخة بسلا في 6 نوفمبر 1689م، والذي ذكر فيها أن السلطان إسماعيل رفض استقبال أي سفارة برتغالية وطالبه بالجلاء التام عن مدينة الجديدة.[217] هذا ما جعل التوتر بين البرتغال والمغرب يبلغ أوجه مطلع سنة 1691م خاصة بعد اللقاء الذي تم بين السلطان إسماعيل والسفير البرتغالي جوزيف ألفراس، الذي جاء لمفاتحة السلطان إسماعيل من جديد لأجل تحرير الأسرى البرتغاليين، لكن هذا السفير وجد نفسه محرجا أمام سلطان المغرب، الذي كان يهمه تحرير مدينة الجديدة، تأنيبا وتهديدا جعلاه يرتبك في الجواب بعد أن خاطبه السلطان قائلا:

«لقد كتبت منذ سنتين إلى ملكك من أجل أن يعيد إلي مدينتي الجديدة، ولكن كتابي ظل بدون جواب»

إن اهتمام البرتغال وتمسكهم بمدينة الجديدة حتم على السلطان توجيه رسالة إلى بيدرو الثاني في سنة 1696م، ذكر له فيها بأنه سيقبل مبدأ التفاوض من أجل افتداء الأسرى شرط أن يبعث له المـلك البرتغالي بمفاوض يكون عضوا في المجلس الملكي البرتغالي،[218] ورغم محاولات السلطان إسماعيل لتحرير مدينة الجديدة إلا أن المنية سبقته دون أن يحقق رغبته.[209]

مع الدول الأوروبية الأخرى[عدل]

أصدر إسماعيل بتاريخ 6 شعبان 1094 ظهيرا باعتماد يوسف طوليدانو سفيرا لدى هولندا، [88] توجت السفارة بعقد اتفاقية مع الإسطادوس الهولندية منذ عام 1680، تقضي بتبادل الأسرى والسفارات وجلب الأسلحة.[219] إلا أن انهيار صفقة أسلحة بين البلدين أدى لتوتر العلاقات وتهديد إسماعيل بإلغاء الهدنة.[220]

كما وجه إسماعيل خطابا لرئيس جمهورية جنوة 18 يونيو 1700 / 1112 لتسهيل صلة رحم بين أخوين أحدهم يقيم بالسلطنة الشريفة والآخر يقيم بجنوة.[221]

الدَّولة في عهدهِ[عدل]

الدواوين[عدل]

الإدارة في عهد إسماعيل بن الشريف

ورث العلويون مجلس الديوان عن السعديين، والذي استحدث منذ عهد أحمد المنصور، وفي عهد المولى إسماعيل أقام هذا الديوان في مكناس التي اتخذها عاصمة جديدة له، وهو أيضا مكان لانعقاد الجلسات الخاصة مع كبار المسؤولين والمستشارين لتناول أمور الدولة السياسية والعسكرية والقضائية وحتى الأحكام الدينية لبعض القضايا السياسية. وهو بمثابة مؤسسة استشارية تتكون من أصحاب الرأي والمشورة والقادة وحدد انعقاده بأيام معينة. وتتكون الهيئة الحاكمة من رجال سياسيين وقادة عسكريين بمثلهم الوزراء إضافة إلى مساعدين لهم مكلفين عادة بالكتابة أو القيام بسفارات.[222] كما أن رتبة الكاتب في العهد العلوي كانت مهمة إذ كان مطلعا على أسرار الدولة وتعاظمت مكانته حتى صار أشبه بالوزير.[223] إضافة إلى منصب الحاجب («المزوار[224]») ويعتبر الكتاب من أعضاء الديوان الملكي وأصحاب المشورة من العلماء وصاحب المظالم.[222]

اعتمد إسماعيل في دواوينه على عدة أسر ريفية من منطقتي حمحامة وتمسمان أبرزهم آل الروسي المنحدرة من الهبط التي تخصصت في حكم فاس بعد أن ارتفعت مكانتها الاجتماعية بمصاهرة آل الليرني [225] وعلى أسر زمورية وأخرى أندلسية كآل تميم وآل لوقش وآل عواد وآل معنينو وآل بيريز.[226] وتوارثت تلك العائلات المناصب الإدارية والعسكرية والسياسية.[227] وكان معيار اختيار أصحاب المناصب الإدارية هو حسن السيرة والسلوك والورع وسعة علم والعدل والولاء للسلطان.[228] كما اشترط السلطان توفر أصحاب الوظائف العسكرية والسياسية على معايير الحنكة والمهارة والتجربة والحزم والنباهة والضبط.[229] إلا أن التباين في أصول الأطر المخزنية أدى إلى اشتداد التنافس بين بعض أفرادها بلغ درجة حادة من الصراع أحيانا. ولم يكن الصراع بين العربي بردلة ومحمد المجاصي حول تقلد المناصب الدينية بفاس مرتبطا بشح الأوقاف بقدر ما كان تعبيرا عن معارضة سكان فاس تخويل المناصب للدخلاء الذين حاولوا على العكس من ذلك إيجاد مكان لهم في المدينة بدليل أن المجاصي استمر في التدريس بالقرويين دون تعيين، وهو ما يعكس وجود توتر بين الطرفين؛ اتخذ تارة صورا خفية وأخرى ظاهرة. وعانى الباشا أحمد بن علي الريفي ذو الأصل البدوي؛ من مزاحمة الحاج عمر لوقش الأندلسي الذي كان يرى فيه عنصرا دخيلا على مدينة تطوان، ومن منافسة عبد القادر بيريس الذي لم يُخف عداءه الصريح له.[230] ورأى المؤرخ إبراهيم حركات أن ذلك التطاحن يعبر عن الصراع الدائر بين الأرستقراطية الحضرية وبين الفئات الكادحة المتأصلة من هوامش المدن الكبرى.[231] أما بخصوص الفقهاء وعلماء الدين والأئمة فكان المولى إسماعيل يكثر من عمليات التعيين والعزل إلى درجة أن عددا مهما منهم لم يتجاوزوا في ممارسة مهامهم أحيانا بضعة أشهر. بل إن بعضهم أعفي من مهامه ثم سرعان ما أعيد إليها فقط ليعزل منها مرة ثانية وذلك في إطار سياسته الرامية لمواجهة نفوذ الزوايا.[232]

مكونات الإدارة
المخزن الإسماعيلي: أبرز من تولى المناصب خلال عهد إسماعيل بن الشريف
  1. السلطان: مصدر السلطة وصاحب الرأي والتنفيذ في جميع الشؤون.[233]
  2. الوزراء: أعوان السلطان الذين يساعدونه على تسيير دواليب الحكم، يقومون بكتابة الظهائر السلطانية والإشراف على العطايا العقارية وتنفيذ التعيينات في الوظائف المختلفة.[234]
  3. الكتاب: يتولى هذه الوظيفة رئيس الكتاب، يجلس عن يمينه وشماله كاتبان فالذي يجلس على اليمين يتلقى كتابة كل ما يهم الشؤون الخارجية للبلاد والذي يجلس على الشمال يقوم بكتابة كل ما يملى عليه من الأمور الداخلية وشؤون الرعية.[235]
  4. الحاجب: يتولى الحاجب تبليغ أوامر الملك إلى الوزراء وكبار الموظفين، ويشارك في مهام الإشراف على الخدمات داخل القصر.[235]
  5. أمين الأمناء: هو المهتم بالسياسة المالية للدولة بصفة عامة، كالنظر في المكوس والديوان والأكرية والأراضي المخزنية.[233]
  6. القضاة: يتمتعون بنفوذ قوي يوازي منصب وزير العدل حاليا.[236]
أهم رجالات الدولة في عهده
السفير أمير البحر عبد القادر بيريز، 1723–1737.
  • علي بركاش: أمين المالية، كلفه السلطان بحيازة أملاك بعض أعيان سلا بعد رفضهم دفع الضرائب.[237]
  • عبد الله بن عائشة الرباطي: أندلسي الأصل، امتهن جهاد البحر، وكان سفير المغرب في فرنسا.[237]
  • أبو العباس أحمد اليحمدي: شاعر،[238] قيم الخزانة المولوية الإسماعيلية.[237]
  • أبو علي اليوسي الوزير: عالم وفقيه ومتصوف ذاع صيته في عهد المولى إسماعيل.[239]
  • محمد بن شقرون المكناسي: طبيب السلطان، ألف كتاب المنظومة الرجزية في الطب المعروف بالشقرونية.[240]
  • محمد بن عبد الوهاب الغساني: كان سفيرًا للمغرب لدى إسبانيا؛ اشتهر برحلته إلى إسبانيا ووصفه لها واستحضاره لتاريخ الأندلس.[212]
  • أبو حفص عمر الحراق الحسني: شاعر وعسكري بارز.[وب-عر 8]
  • عبد الله بن حمدون الروسي: تولى مظالم وجباية فاس.[222]
  • عمر بن قاسم عليليش المراكشي: هو من اقترح على السلطان فكرة إنشاء جيش عبيد البخاري.[241]

الجيش[عدل]

انقسم الجيش الإسماعيلي لعدة وحدات فهناك جيش المشاة والخيالة والرماة الطباجية والحرس الملكي المسمى بالمخازنية.[242] وقد ضمت تلك الوحدات عدة عناصر أبرزها:

قبائل الكيش أو الجيش الأبيض

كان الكيش يتألف بشكل أساسي من جنود من ولايات الصحراء، وهي تافيلالت وسوس والساقية الحمراء ووادي الذهب وبلاد شنقيط، حيث وُلدت نصيرة السلاوي بنت محمد الهيبة، إحدى زوجات المولى إسماعيل. وكان بنو معقل، الذين يسكنون هذه الأراضي بأعداد كبيرة، يمثلون الفرقة الأولى والرئيسية للعلويين حتى منتصف عهد المولى إسماعيل، تمامًا كما كان في زمن السعديين. إذ العديد من الكيش من هذه القبائل العربية. واعتمد العلويون أيضًا على قبائل منطقة وجدة اللاّتي بايعت سلاطين العلويين مند عهد السلطان محمد بن شريف. كانت قبائل الكيش معفاة من الضرائب، وتمنح الأراضي مقابل خدمتها بالجيش.[243]

اعتمد إسماعيل أساسا على الكيش العربي الزناتي من الشراكة، وهي قبيلة تنحدر من قبيلة بني معقل العربية. هذا الجيش أسسه رشيد بن الشريف بشمال فاس. كما استخدم القبائل العربية الهلالية الخلط شراردة؛ وقد سُميّا بقبيلة المخزن، وقدموا عدة وحدات للجيش الشريفي.[244]

جيش الودايا

أنشأ المولى إسماعيل كيش الودايا.[245] وسرعان ما أضحى عنصرا رئيسيا في جيش السلطان لا يقل أهمية عن جيش العبيد. وحرص إسماعيل على الموازنة بين كل من مؤسستي الكيش وجيش العبيد [246] إذ جرد جميع القبائل من سلاحها إلا قبائل الريف وقبيلة أيت يمور.[247] واعتمد إسماعيل في جيشه هذا على قبائل بني معقل خاصة واتخد منها أهم فرق جيش وانقسم لثلاثة فرق:[248]

فرقة أهل سوس

تتكون فرقة أهل سوس من أربع قبائل بني معقل عربية من سوس، وهم أولاد جرار وأولاد مطاع وزرارة والشبانات [245] والرقيطات، والجباهنة، وأولاد بورية [249] شكلت هذه القبائل في القرن السادس عشر الجيش السعدي [250]، ضد عرذ الغرب، وهم جزء من بني هلال وهم عرب الخلط، ومن قبيلة سفيان، جلبها المرينيين.[245] كما نقل السلطان قبيلة الشبانات إلى وجدة وأخلطهم بالمغافرة وجعل منهم جيش واحدا هو جيش رحى المغافرة.[248]

فرقة المغافرة

يرجع أصل قبيلة المغافرة الشنقيطية التي تنحدر منها للا خناثة، إلى قبيلة بني معقل وتحديدا إلى عرب الخلط، وكان المنصور السعدي قد أوقع بهم وكسر شوكتهم، ولكن بعد سقوط الدولة السعدية عادوا للتجمع بأزغاز وكثروا واشتروا الخيل والسلاح، فنزعه إسماعيل منهم وفرض عليهم الغرامة والزكاة وضمهم للودايا، إذ كانوا أخواله وأصهاره.[251]

فرقة الودايا

وأخيرًا الفرقة الخاصة بقبيلة الودايا وهي قبيلة قوية ترجع أصولها إلى أدرار، وتتمتع بسلاح فرسان قوي من الجمال.[وب-فرن 4] هاجرت إلى الشمال، كانوا في سوس عندما التقى المولى إسماعيل، الذي بعد السيطرة على مراكش عام 1674، براعٍ فقير يُدعى بوشفرة وعلم أن على شعبه أن اضطر إلى الهجرة من الصحارى بسبب الجفاف، وهو أن نسبه يرجع إلى بني معقل مثله، تعاطف معه السلطان، وقرر إنشاء جيش من النخبة من الودايا.[252][253] وقد قدموا على السلطان في ثلاثة موجات فأثبثهم في ديوان الجندية وأوطنهم بالرباط وفاس الجديد.[244]

جيش عبيد البخاري

شكلت القبائل خط الدفاع الثاني إلا أنها تتمرد في كثير من الأحيان إذ لا يمكن الاعتماد عليهم، حيث يمكنهم تغيير ولائهم أو الهروب في أي وقت [254] كما فهم السلطان ضرورة تجاوز المضمون التقليدي القبلي للقوة العسكرية لتثبيت مركزية الدولة.[255] كما أن كيش الودايا برهن عن عدم فعاليته في ساحة القتال، إذ برر السلطان استحداثه لتلك الفرقة فيما يلي:[256]

«جعلنا بعون الله تعالى [...] ننظر من يصلح للجندية ومن يليق بها، فرأينا الأحرار وأهل هذا المغرب لهذا العهد لا يصلحون للجندية ولا يليقون بها من وجوه شتى لما جبلوا عليه من التكاسل والتخاذل وغلبة الشهوة وكثرة الأطماع المركوزة منهم في الطباع [...] وحيث رأيناهم على هذه الحال أعفيناهم وتركناهم على ما هم عليه من الاشتغال بمعاشهم والإقبال على منافعهم ويؤدون ما يلزمهم لبيت المال عمره الله وقصدنا إلى هؤلاء المماليك فاشتريناهم من ملاكهم بعد البحث عنهم التفتيش فيهم على الوجه الشرعي»

لذلك قرر إنشاء أول جند كثيف وجيش محترف متين ومخلص له تمامًا ألا وهو جيش عبيد البخاري.[257] (المسمى أيضا بجيش البواخر أو الحرس الأسود [258]) بعد حصار مراكش عام 1672، بدأ باستقدام وتجنيد العديد من السود في جميع أنحاء البلاد وكان عددهم في البداية أربعة عشر ألفا. وشكل هؤلاء رجالًا ونساءً، مجموعة تزايدت أعدادها بكثرة، وتلقوا التعليم العسكري مند عمر العشر سنين حتى عمر الستة عشر سنة، حيث تم تسجيلهم في سجلات الجيش. سهر على تزويجهم وكسوتهم وإركابهم [إنج 57] وإسكان جزء منهم بمكناس، وجزء آخر بالقصبات المتناثرة حول المسالك أو المقابلة لجبال الأطلس في حين أنزل معظمهم بمشرع الرملة، غير بعيد عن سيدي يحيى، وهي قاعدتهم الأساسية. والأصل في تسميتهم بعبيد البخاري أو البواخر، إذ أن السلطان، عندما أكمل تنظيم هذا الجيش دعا قواده وأعيانه وتعاهد معهم على الوفاء والطاعة بالحلف على صحيح البخاري، [259] فأصبح هذا الكتاب مقدسا لدى العبيد، يتسمون به ويتيمنون بتقديمه أمامهم في تنقلاتهم وحركاتهم [260] وقد تنامى عددهم خلال العهد الإسماعيلي حتى بلغ فيما ترويه المصادر، عند وفاة السلطان حوالي 000 150، [261] وذلك عن طريق التوالد والعناية الفائقة التي كان السلطان يخصهم بها، والترتيب الدقيق الصارم الذي وضعه السلطان لتربيتهم. ولعل هذا التنظيم الخاضع لمنطق التصنيف والتدرج في المراتب والزمن وتحديد الغايات من التكوين العسكري بأبنائهم وبناتهم الذين هم في سن العاشرة فما فوق، فيوزع البنات على القصور لتعلم فنون الطبخ ومختلف الصنائع المنزلية، ويفرق الأولاد على أصناف الحرف من بناء وتجارة وسياقة الحمير وبعد سنة ينقلون إلى سوق البغال، وبعد سنة أخرى يعينهم لضرب المركز والطابية، ثم بعد سنة ثالثة يعينهم في الجندية ويشرعون في التداريب العسكرية على الأسلحة النارية دون خيول ثم بعد سنة رابعة يدفع لهم الخيول يركبونها دون سروج، وبعد سنة خامسة تدفع لهم السروج، فيتدربون على الكر والفر.[262]

جيش النار

عكس سابقيه، كان اعتماده على المرتزقة الأجانب محدودا.[263] إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستفادة من خبرة ومعرفة العلوج في المدفعية، الذين شكلوا فيلقًا عسكريًا اسمه جيش النار.[264] قدر عدد العلوج في أواخر عهد المولى إسماعيل بألف وخمسمائة وكانوا إما من تبقى من الذين كانوا في الجيش السعدي أو من المسيحيين أسرى تحرير الموانئ في عهد المولى إسماعيل، وكان اعتناقهم للإسلام يحررهم من الأسر. استُعمل هذا الجيش في حماية القوافل القادمة من توات وغينيا، والتي كانت تحمل الضرائب إلى مكناس، ولعبوا دورا كبيرا في حراسة بعض المناطق الحساسة.[265]

وانقسم لعدة فرق:

  • فرقة مكونة من أربعة آلاف أندلسي وألف وخمسمائة من الزواويين وأربعئة آلاف علج بقيادة قائد منطقة الهبط عبد الله الريفي.[258]
  • فرقة مكونة من مرتزقة ذوو أصول صربية، إذ كانوا أعداء للعثمانيين لذا لم يتوانوا عن الدخول في خدمة من يقارعها أو يبادلها العداء وما زال هنا حي يعرف بدرب الصرب بمكناس.[266]
جيش آيت إيمور

أنزلهم السلطان إسماعيل بقلعة تغالين في وسط قبائل آيت أومالو، وفرض عليهم نوعا من النظام العسكري يضمن سرعة تدخلهم عند الحاجة، كما وُطنوا في مناطق حساسة كوجدة على الحدود العثمانية المغربية وداخل القبائل الجبلية المتمردة.[251]

العمران[عدل]

دار المخزن، القصر الملكي بمكناس الذي بني في عهد المولى إسماعيل.

لم تكن المنشآت المعمارية الإسماعيلية ترمي إلى تخليد ذكر السلطان عن طريق المعمار فقط، بل كانت تعتبر بالأساس أداة متميزة من أدوات السلطة وتحقيق هيبة الدولة المتمثلة في شخص العاهل، فاختيار مكناس عاصمة لدولته سنة 1672 لم يكن لأسباب مناخية واستراتيجية بقدر ما كان هدفه إنشاء الزائر منشآت من سبقه.[267] وهكذا قام بإفراغ قصر البديع السعدي في مراكش من جميع ثرواته تقريبًا ليتم نقلها إلى مكناس [فرن 47]، بالإضافة إلى جميع الرخام والأعمدة الأخرى التي لا تزال صالحة للاستعمال في مدينة وليلي القديمة المجاورة.[فرن 48] وظف إسماعيل ما لا يقل عن 30 ألفا من رعاياه كعمال، وكان يحب زيارة مواقع البناء الخاصة به، لتصحيح ما لا يناسب.[فرن 47][فرن 49]

الإسطبلات الملكية هري السواني بسعة 12000 فرس.
حوض أكدال.

وبحسب شهادة السفراء الأوروبيين، فإن أسوار القصر وحده كان يبلغ طولها أكثر من ثلاثة وعشرين كيلومترا. وكانت الدار الكبيرة، أول القصور التي تم الانتهاء منها بعد ثلاث سنوات من أعمال البناء، ضخمة في حد ذاتها وكانت تحتوي على حدائق معلقة على صورة حدائق بابل، وبمجرد الانتهاء منها بدأ في وضع أساسات الدار الكبيرة التي تربط حوالي خمسين قصرًا ببعضها البعض بما في ذلك الحمامات الخاصة بها والمساجد الخاصة بزوجاته المتعددة ومحظياته وأحفادهن، [إنج 58] ثم تليها مدينة الرياض، [268] التي وصفها المؤرخ بجميلة مكناس أحمد بن خالد الناصري [269]، وهو مقر إقامة الوزراء [إنج 58]، وفيه منازل الولاة والأعوان والأمناء وجميع كبار موظفي بلاط المولى إسماعيل.[269]

باب الخميس، بوابة بنيت في عهد المولى إسماعيل في القرن السابع عشر.

كما بنى ضريح إدريس الأكبر والأزهر.[270] وبنى المسجد الأعظم بمكناس.[271]

وفي المجال الاقتصادي، قام المولى إسماعيل ببناء الهري السواني، وهو مخزن مهم للمواد الغذائية، والذي بفضل آباره ومياه حوض أكدال تُروى حدائق مكناس. كما بنى إسطبلات كبيرة بسعة 12000 فرس في هري السواني. وعلى الصعيد السياسي والمحلي، استقبل السفراء في قبة الخياطين، وهو جناح بناه في نهاية القرن السابع عشر، وبنى سجن قارة ليُسجن فيه جميع المجرمين وأسرى الحرب. وعلى المستوى الديني والثقافي، زود إسماعيل المدينة بعدد كبير من المساجد والمدارس والساحات العامة والنوافير والحدائق.[وب-فرن 1] كما شيد العديد من القناطر أبرزها قنطرة الشيخ علي بن منصور وقنطرة دردورة.[272]

وفي المجال العسكري، كان إسماعيل بنى أكثر من ست وسبعين قصبة وموقعا عسكريا موزعين على جميع أنحاء البلاد.[273] على سبيل المثال، مكناس كانت محمية بأربعين كيلومترا من الأسوار ومحصنة بالأبراج والحصون.[وب-فرن 1] والحصن الهائل الذي بناه قبالة سبتة وقلعة بالعيون وقصبة بولعوان بدكالة.[274]

خريطة مكناس عاصمة الدولة في عهد إسماعيل بن الشريف

كانت القوات الشريفة حاضرة في جميع المدن الكبرى وعواصم المحافظات. على سبيل المثال، تمركز ثلاثة آلاف من قبيلة شراقة وأربعة آلاف وخمسمائة من قبيلة شراردة وألفين من قبيلة لودايا حول فاس تحت قيادة المولى إسماعيل، وشكلوا طوقًا دفاعيًا ضد القبائل البربرية المتمردة في المنطقة المحيطة ووسيلة لضمان حرية نقل السلع وإقرار الأمن ومراقبة البنيات الاجتماعية.[275] كجزء من حملاته ضد إيالة الجزائر، تمكّن المولى إسماعيل من إخضاع شرق البلاد وبناء عدد كبير من الحصون في أراضي كل قبيلة، حفاظا على أمن البلاد.[فرن 6] كما قام ببناء مباني دفاعية خلال رحلته من واحات توات إلى إقليم شنقيط، [276] ثم أعاد تنظيم وبناء الأسوار في بعض المدن كوجدة.[52] حامية عبيد البخاري غالبا ما تكون بقصبة المراكز السكانية الكبيرة مثل قصبة كناوة بمدينة سلا.

اهتمامه بالعلم[عدل]

كان إسماعيل متقنا النحو والبيان والمنطق والأصول [277] ولكن لم يكن على سعة من العلم كأجداده [22] إلا أنه اعتنى بالمدارس وجازى المجتهدين من الطلبة بإعطائهم المناصب الشرعية وغيرها، حيث قال «الكمندار» (استوار) عن رحلته لمكناس:

«توجد مدارس عديدة يتعلم فيها الصبيان الكتابة والقراءة والحساب يحفظون القرآن عن ظهر قلب فاذا ما حفظوه اشترى لهم آباؤهم أفراسا هدية ويتناول المصحف بيده ويركب الفرس ينفسح عليه وتأتي إليهم أجواق الطرب وسائر صبيان المكتب تذهب للتفسح مع المحتفل به حافظ القرآن»

واعنتى بجمع الكتب وبذل كل غال ونفيس في سبيل تحصيلها، وقد جمع من الدفاتر في كل فن ما يحير العقول حتى فاقت الخزانة الإسماعيلية خزانة بغداد من حيث الكتب والتصانيف.[278] وأمر وزيره أحمد اليحمدي بتأليف كتاب أدرج فيه أهم المصنفات التاريخية والفقهية والأدبية وكذا سير خلفاء بني أمية وبني العباس.[279]

سياسته تجاه الزوايا[عدل]

استفاد المولى إسماعيل من دروس إخفاق الأشراف السعديين في التصدي لنفوذ الزوايا وتسببت في سقوطها. ففهم أنه لن يتمكن من بناء دولة دون أن يقضي على نفوذ الطرق الصوفية ويحدّ من إشعاعها وتأثيرها.[280] فحاصر الحركة الطرقيّة بأن فرض علي أن يكون مقرها فاس حتى يسهل عليه مراقبتها. إلا أنه ساهم في نشأة وتطور مجموعة من الزوايا المساندة لسلطته كالزاوية الوزانية والدرقاوية والناصرية والشرقاوية وغيرها، [281] فكان يقوم بتقديم ظهائر لتكريم الزوايا وتوقيرهم وإعفائهم من كل ما يوظفه المخزن من الكلف والفرائض، وفي المقابل تكلفت الزوايا بدعوة سكان المناطق التابعة لها إلى طاعة أولياء الأمر بالإضافة إلى عملها الديني ونشر طرقها الصوفية كما واجه الزوايا الراغبة في الانسلاخ عن السلطة المركزية بتجنيد مجموعة من الحركات بهدف طمس معالمها وردعها وتوقيف مطامعها.[282] حيث أن قوة الزوايا المركزية كانت تكمن في عملها اللامركزي وفي تغلغلها داخل البوادي. كما أن طرده للأجانب من معظم الثغور المغربية، قطع الطريق أمام الزوايا التي كانت تتخذ من الجهاد دعامة رئيسية لتقوية نفوذها.[152]

الاقتصاد[عدل]

الجباية

تعددت الضرائب في العهد الإسماعيلي، فبالإضافة إلى الزكوات والأعشار، جبيت ضرائب كالنائبة التي فرضت من أجل نفقات جيش البواخر وتحرير الثغور المحتلة [إنج 59] ثم أصبحت ضريبة دائمة تدفع نقدا أو عيناً، وتزايدت المكوس على البضائع المارة بالأسواق وبالموانئ، وتحملت القبائل نفقات مرور الجيش على أراضيها، ومؤونة الحاميات المقيمة بالقصبات، والخيول المسرجة لاستعمالها في الحركات وعند تنقلات الجند وسداد مصاريف القوة العسكرية. فشكلت هذه الضريبة ركنا أساسيا من القائمة الجبائية رغم طابعها الاستثئنائي، كما وقع الترفيع في المكوس على التجارة الخارجية والداخلية.[255] وبعد 25 سنة من حركات المخزن الإسماعيلي، تمكن المولى إسماعيل من جباية الضرائب من معظم مناطق البلاد، إلاَّ أن بعض الهيئات الاجتماعية كانت معفية من أداء الضرائب كقبائل الكيش والشرفاء وبعض الزوايا المساندة للسلطة المركزية. كما سيطر السلطان على ثلث مداخيل الجهاد البحري.[283] وعن كثرة الجبايات تحدث أبو القاسم الزياني:

«وصار أهل المغرب كفلاحي أرض مصر يخدمون ويدفعون من نتج فرسا، إذا أدرك الركب يدفعه للعاهل ويدفع قيمة السرج من عنده عشرة مثاقيل [284]»

ظلت تلك الجبايات المورد الأساسي للدولة وأدى سوء توزيعها عبر ارتجال إسماعيل إلى إعفاء حاضرة من الضرائب مع تكليف القبائل والبوادي أكثر من طاقتها إلى انهيار الاقتصاد فور وفاته، [285] إذ أن ضرائبه الغالية أدت إلى إفقار العديد من القبائل، ووقف عجلة الاقتصاد، وارتفاع أسعار المواد الغذائية مما أدى لتذمر السكان منها وثورتهم على السلطة في العديد من الأحيان.[إنج 60]

التجارة

شكلت مدينة تطوان دور الوسيط التجاري بين المغرب وأوروبا، وكذلك بينه وبين الشرق الأدنى، دون أن نغفل دورها أيضا في العلاقات بين إفريقيا جنوب الصحراء والعالم المتوسطي، حيث أنها شكلت منفذا بحريا لممارسة الأنشطة التجارية.[283] وقد استعادت التجارة البحرية مع البلدان الأوربية نشاطها خلال العهد الإسماعيلي بعد أن تدهورت إبان فترة سيادة الجهاد البحري، وكان ميناء سلا من أنشط الموانئ التي تشتغل فيها دور التجارة الفرنسية والإنجليزية والهولندية، وكانت البضائع المستوردة في معظمها ترتكز على المنسوجات والمواد المعدنية بالخصوص، بينما تشكلت الصادرات من المواد الخام كالشمع و‌الصوف والنحل والمنتجات الفلاحية كالتمر و‌اللوز.[286]

الزِّيجات والمحظيَّات والبنين[عدل]

زوجاته[عدل]

  • ابنة أمير سعدي، تنحدر من أمراء السلالة السعدية تزوجا في 14 من ذو القعدة/ 5 أبريل 1670 بدار ابن شقراء بفاس.[287]
  • ابنة شيخ قبيلة لواتة: كانت أرملة أخيه غير الشقيق سلطان الرشيد. هي من منطقة الريف الشرقية، والدها كان شيخ قبيلة بني معقل العربية حدث حفل الزفاف بعد 9 أبريل 1672، لكن تاريخ زواجه غير واضح.[إنج 61]
  • زيدانة: حظيت عند المولى إسماعيل بنفوذ كبير في تدبير الشأن السياسي، وأدركت عنده حظوة ومكانة حتى سميت بمولاة الدار (ربة الدار)، وقال فيها زوجها السلطان: "إنها كانت أعقل من أغلب الرجال"، ولقبها الأوروبيون بـ«إمبراطورة المغرب».[وب-إنج 1]
  • خناتة بنت بكار: هي فقيهة وأديبة وعالمة وسياسية، وأول امرأة تتولى الوزارة في المغرب؛ أحسنت القراءات السبع، وعالمة بالحديث، متصوفة،[288] وهي والدة السلطان عبد الله بن إسماعيل. تولت تربية ورعاية حفيدها السلطان محمد بن عبد الله.[289]
  • نصيرة السلاوي أصلها من البراكنة، تزوجها ما بين سنتي 1678/1679 [إنج 17]
  • أم العز التباع: لعبت دورا مهما في اتفاقية السلم والتجارة بين المغرب وبريطانيا العظمى سنة 1722م، بعد تواصل الدبلوماسي شارل ستيوارت معها. كانت أم العز تجيد اللغة الإنجليزية.[290]
  • عودة الدكالية: اشتهرت بفتح مفاوضات مع قادة جيش عبيد البخاري عام 1738 في سبيلِ تعيين ابنها المستضيء سلطانًا على المغرب في خضم الأزمة التي عرفتها البلاد بعد وفاة المولى إسماعيل.[289]
  • حليمة السفيانية: كانت تشرف على رواتب الجيش وعلى هدايا الإشراف وصلات العلماء طوال العام. ورد اسمها ضمن اللائحة الطويلة للذين حملت إليهم هدايا من لدن السفير البريطاني شارلس ستيوارت عام 1719م بمكناس.[289]
  • بلقيس: قبض عليها بعض القراصنة عام 1685، وكان عمرها حينها الخمسة عشرة سنة، أثناء سفرها مع والدتها إلى بربادوس. بُويعت في سوق العبيد بالمغرب وقُدِّمت هدية للمولى إسماعيل. اعتنقت الإسلام تحت اسم بلقيس، وأدرجت في حريمه، وحظيت بمنزلة عند المولى إسماعيل. كان تأثيرها في الحريم معروفًا جدًّا لدرجة أنها كانت من بين نساء الحريم اللاتي تلقين هدايا دبلوماسية من السفير البريطاني تشارلز ستيوارت أثناء زيارته لمكناس عام 1721. [إنج 62]

جواريه[عدل]

لا يذكر المؤرخون أغلب أسماء جواري المولى إسماعيل، يكتفون بذكر نسبهم وبلدهم: دكالية، زعرية، دليمية، كناوية، رومية، علجة إن كانت نصرانية أو بخارية من عبيد الباخري...[291]

  • معزوزة
  • شمس الضحى
  • كوثر الشاوية
  • سونة الدرعية
  • غنيمة الشاوية
  • رقية السعيدية
  • فضة الدكالية
  • ماريه العلجة
  • رحمة السلاوية
  • أم السعد
  • جميلة
  • البستان
  • فاطمة
  • أم السعد
  • زبيدة
  • حياينية
  • عبلة
  • فطوم المراكشية
  • زعرية
  • الطليقية
  • الجامعية
  • زهرة المالكية
  • أمة من أولاد سيدي بن عيسى
  • مسك الجيوب السفيانية
  • تادلاوية
  • فلافية
  • عْربية من أولاد الحاج

أبناؤه[عدل]

ويذكر أبو القاسم الزياني صاحب كتاب «البستان الظريف في دولة أولاد المولى الشريف» أن عدد أولاد المولى إسماعيل الذين أدركهم في عهد السلطان محمد كان ثمانية وعشرين رجلا، ومن بناته مثل ذلك.[وب-إنج 1] ويروي أيضًا، أنه بصفته مسؤولا عن البروتوكول الملكي في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله، أنه رأى بأم عينيه عدد قائمة بعدد أبناء المولى إسماعيل وزعم أن أحفاده احتلوا 500 منزلا في سجلماسة[292] وأشار أن القائمة التي اطلع عليها لم تتضمن أسماء أبناء المولى إسماعيل الذين لم يرزقوا بأحفاد. وحسب بيسنو فإن المولى إسماعيل أنجب كل أولئك الأبناء من زوجاته الأربع، ومن 500 من جواريه.[291] ومن أشهر أبنائه حسب ابن زيدان:[291]

  • المولى محرز: أمه من الشاوية
  • محمد العالم: أمه جارية إسبانية
  • زيدان: أمه عائشة امباركة
  • أحمد الذهبي: أمه عائشة امباركة أو لالة زيدانة
  • المولى محمد بن إسماعيل: أمه من الشاوية
  • المستضيئ: أمه تاليكية
  • عبد الله: امه خناثة بنت بكار
  • علي الأعرج: أمه عائشة امباركة
  • علي زين العابدين: أمه من الشاوية
  • عبد الملك: أمه معزوزة مليكة
  • زيدان الصغير: أمه حليمة السفيانية
  • المولى ناصر: أمه مراكشية
  • المولى المهدي: أمه من الشاوية
  • المولى محمد الرشيد: أمه تاليكية
  • المولى العباس:أمه تاليكية
  • المولى محمد المنتصر
  • المولى الرشيد: أمه حيانية
  • المولى سليمان: أمه من الشاوية
  • المولى محمد المهتدي: أمه تاليكية
  • المولى محمد : أمه تاليكية
  • المولى الوليد الكبير: أمه فولانية
  • المولى حسن: أمه تاليكية
  • المولى إدريس: أمه تاليكية
  • المولى محمد: أمه بخارية
  • المولى داوود: أمه جارية
  • المولى عبد المأمون:أمه من تادلة
  • المولى الطاهر: أمه دكالية
  • المولى السفاح:أمه من الشاوية
  • المولى جعفر: أمه من الشاوية
  • المولى السعيد: أمه من قبيلة أولاد سيدي بن عيسى
  • المولى المهتدي: أمه من الشاوية
  • المولى علي: أمه من الشاوية
  • المولى حفيظ يخلف: أمه من الشاوية
  • المولى المتوكل: أمه عائشة امباركة
  • المولى المقتدر: أمه دكالية
  • المولى موسى: أمه من الشاوية
  • المولى بناصر: أمه حيانية
  • المولى المأمون الصغير:أمه من الشاوية
  • المولى أبو النصر: أمه من قبيلة أولاد دليم
  • المولى الطالب الصغير
  • المولى عبد الكريم: أمه عبلة
  • المولى الحران: أمه عبلة
  • المولى هشام: أمه عبلة
  • المولى فاضل: أمه عبلة
  • المولى الفضل: أمه علجة
  • المولى سليمان الصغير: أمه مالكية
  • محمد الحبيب: اسم أمه زبيدة
  • المعتضد: أمه من الشاوية
  • المولى عبد الملك: أمه دكالية
  • المولى عبد الحق: أمه مالكية
  • المولى عبد السلام: أمه تالكية
  • المولى محمد الضعيف:أمه تاليكية
  • المولى سعيد الصغير:أمه حيانية
  • المولى عبد القادر: أمه من قبيلة أولاد عصفر
  • المولى الحفيد: أمه من الشاوية
  • المولى أبو القاسم: أمه من زعير
  • المولى أبو فارس:اسم أمه هنية.
  • المولى أبو مروان: اسم أمه هنية.
  • المولى بناصر:أمه حيانية

بناته[عدل]

  • أمينة: أمها من الشاوية
  • ست الملك: أمها من الشاوية
  • بنت نفيسة: أمها كوثر الشاوية [293]

في الثَّقافة والفَن[عدل]

حواشٍ[عدل]

  1. ^ الهبط هي منطقةٌ جُغرَافِيَّةٌ تاريخيَّةٌ في المغرب الأقصى، تقعُ في الشَّمال الغربيِّ للمغرب. وتشملُ سُهولَ الغرب والخلط، بالإضافةِ إلى جزءٍ من بلادِ جبالة.

مراجع[عدل]

فهرس المنشورات[عدل]

بالعربية
  1. ^ ا ب ج الزياني (1992)، ص. 147.
  2. ^ ا ب المشرفي (2005)، ص. 279.
  3. ^ الزركلي (2002)، ص. 324-325.
  4. ^ داهش (2011)، ص. 75-76.
  5. ^ كنون (2017)، ص. 136-137.
  6. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 61.
  7. ^ كنون (2017)، ص. 137.
  8. ^ ا ب كنون (2017)، ص. 138.
  9. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 46.
  10. ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 90. .
  11. ^ محمد (2017)، ص. 18.
  12. ^ الفيلالي (2006)، ج. 4، ص. 125.
  13. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 31-30.
  14. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 31.
  15. ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 14.
  16. ^ محمد (2017)، ص. 19.
  17. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 27.
  18. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 31.
  19. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 38. .
  20. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 41. .
  21. ^ محمد (2017)، ص. 26.
  22. ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 32.
  23. ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 33.
  24. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 49. .
  25. ^ سرهنك (1894)، ص. 337.
  26. ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 46. .
  27. ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 35.
  28. ^ بنعبد الله، ص. 8.
  29. ^ محمد (2017)، ص. 30.
  30. ^ ا ب بنعبد الله، ص. 9.
  31. ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 47.
  32. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 148.
  33. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 49-50.
  34. ^ القبلي (2011)، ص. 408.
  35. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 53-53. .
  36. ^ الزياني (1992)، ص. 153.
  37. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 36.
  38. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 34.
  39. ^ بنعبد الله، ص. 14.
  40. ^ غلاب (2005)، ص. 9.
  41. ^ جعني (2022)، ص. 107.
  42. ^ محمد (2017)، ص. 71.
  43. ^ جعني (2022)، ص. 100.
  44. ^ ا ب ج جعني (2022)، ص. 116.
  45. ^ العلوي (1985)، ص. 87.
  46. ^ القبلي (2011)، ص. 407.
  47. ^ الزياني (1992)، ص. 162.
  48. ^ الغاشي (2015)، ص. 102.
  49. ^ ا ب بنعبد الله، ص. 12.
  50. ^ المشرفي (2005)، ص. 291.
  51. ^ سرهنك (1894)، ص. 338.
  52. ^ ا ب ج د الناصري (1997)، ج. 7، ص. 60.
  53. ^ الزياني (1992)، ص. 162-164.
  54. ^ مؤنس (1987)، ص. 376.
  55. ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 124.
  56. ^ ا ب ج حامد (2000)، ص. 55-60.
  57. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 59.
  58. ^ جعني (2022)، ص. 114.
  59. ^ جعني (2022)، ص. 85.
  60. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 162.
  61. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 84.
  62. ^ المشرفي (2005)، ص. 292.
  63. ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 58. .
  64. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 115-116.
  65. ^ الزياني (1992)، ص. 165.
  66. ^ ا ب حركات (1978)، ج. 3، ص. 46.
  67. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 63.
  68. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 134-135.
  69. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 136.
  70. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 47.
  71. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 137.
  72. ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 64.
  73. ^ الإفراني (1995)، ص. 75.
  74. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 53.
  75. ^ الغاشي (2015)، ص. 103.
  76. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 65.
  77. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 66-67. .
  78. ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 69.
  79. ^ الرباطي (1986)، ص. 71.
  80. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 140.
  81. ^ الإفراني (1995)، ص. 77.
  82. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 48-49.
  83. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 77.
  84. ^ ا ب جادور (2011)، ص. 355.
  85. ^ ا ب المريني (1997)، ص. 101-102.
  86. ^ ا ب جادور (2011)، ص. 351.
  87. ^ المريني (1997)، ص. 102.
  88. ^ ا ب التازي (1986)، ج. 9، ص. 187.
  89. ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 78.
  90. ^ البوزيدي (1994)، ص. 108.
  91. ^ البوزيدي (1994)، ص. 109.
  92. ^ ا ب المشرفي (2005)، ص. 294.
  93. ^ المشرفي (2005)، ص. 295.
  94. ^ ا ب الناصري (1997)، ج. 7، ص. 87.
  95. ^ ا ب البوزيدي (1994)، ص. 111.
  96. ^ البوزيدي (1994)، ص. 110.
  97. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 81.
  98. ^ ا ب حركات (1978)، ص. 53.
  99. ^ الزياني (1992)، ص. 178.
  100. ^ جلول (2016)، ص. 202.
  101. ^ ا ب الرباطي (1986)، ص. 124.
  102. ^ ا ب المدني (1986)، ص. 45.
  103. ^ داهش (2011)، ص. 79.
  104. ^ ا ب عباد (2012)، ص. 147.
  105. ^ ا ب ج حركات (1978)، ج. 3، ص. 51.
  106. ^ جعني (2022)، ص. 117.
  107. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 37.
  108. ^ ا ب ج د ه جعني (2022)، ص. 118.
  109. ^ عباد (2012)، ص. 149.
  110. ^ ا ب المدني (1986)، ص. 46.
  111. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 21.
  112. ^ العلوي (1985)، ص. 89.
  113. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 89-90.
  114. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 209.
  115. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 227.
  116. ^ جعني (2022)، ص. 119-120.
  117. ^ ا ب ج الناصري (1997)، ج. 7، ص. 90.
  118. ^ جلول (2016)، ص. 203.
  119. ^ عباد (2012)، ص. 153.
  120. ^ شرف (2016)، ص. 58.
  121. ^ ا ب جعني (2022)، ص. 120.
  122. ^ نايلي (2018)، ص. 24.
  123. ^ ا ب ج البوزيدي (1994)، ص. 112.
  124. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 90-91.
  125. ^ جادور (2011)، ص. 335.
  126. ^ جادور (2011)، ص. 336.
  127. ^ ا ب جادور (2011)، ص. 338.
  128. ^ ا ب ج جادور (2011)، ص. 337.
  129. ^ ا ب بنعبد الله، ص. 16.
  130. ^ ا ب ج د الناصري (1997)، ج. 7، ص. 91.
  131. ^ جادور (2011)، ص. 339.
  132. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 96. .
  133. ^ الزياني (1992)، ص. 184.
  134. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 97.
  135. ^ البوزيدي (1994)، ص. 113.
  136. ^ البوزيدي (1994)، ص. 114.
  137. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 50.
  138. ^ ا ب الرباطي (1986)، ص. 97.
  139. ^ بنعبد الله، ص. 13.
  140. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 134.
  141. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 52.
  142. ^ جادور (2011)، ص. 298.
  143. ^ الزياني (1992)، ص. 177.
  144. ^ محمد (2017)، ص. 49.
  145. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 99.
  146. ^ الناصري (1997)، ص. 138. .
  147. ^ الناصري (1997)، ص. 139. .
  148. ^ مؤنس (1987)، ص. 180.
  149. ^ سرهنك (1894)، ص. 339.
  150. ^ المشرفي (2005)، ص. 300.
  151. ^ الإفراني (1995)، ص. 68.
  152. ^ ا ب بن طاهر (2003)، ص. 30.
  153. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 61.
  154. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 23.
  155. ^ الإفراني (1995)، ص. 85.
  156. ^ الإفراني (1995)، ص. 82.
  157. ^ جادور (2011)، ص. 62-63.
  158. ^ زيادة (2016)، ص. 66.
  159. ^ جادور (2011)، ص. 59.
  160. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 62.
  161. ^ غلاب (2005)، ص. 14.
  162. ^ الزياني (1992)، ص. 180-183.
  163. ^ الرباطي (1986)، ص. 83-86.
  164. ^ جعني (2022)، ص. 128.
  165. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 59-69.
  166. ^ جعني (2022)، ص. 121-128.
  167. ^ شرف (2016)، ص. 56.
  168. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 13.
  169. ^ ا ب جعني (2022)، ص. 131.
  170. ^ الغاشي (2015)، ص. 106.
  171. ^ الغاشي (2015)، ص. 107.
  172. ^ الغاشي (2015)، ص. 109.
  173. ^ ا ب ج التازي (1986)، ص. 17.
  174. ^ غلاب (2005)، ص. 12.
  175. ^ التازي (1986)، ص. 18.
  176. ^ التازي (1986)، ص. 107.
  177. ^ جعني (2022)، ص. 132.
  178. ^ جعني (2022)، ص. 133.
  179. ^ ا ب الغاشي (2015)، ص. 110.
  180. ^ ا ب ج التازي (1986)، ص. 21.
  181. ^ جعني (2022)، ص. 134.
  182. ^ ا ب ابن زيدان (1993)، ص. 205.
  183. ^ جعني (2022)، ص. 135.
  184. ^ الإفراني (1995)، ص. 145-149.
  185. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 171.
  186. ^ التازي (1986)، ص. 69.
  187. ^ ا ب ج التازي (1986)، ج. 9، ص. 70.
  188. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 72.
  189. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 74.
  190. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 75.
  191. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 55.
  192. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 76.
  193. ^ حركات (1978)، ج. 3، ص. 56.
  194. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 77-78.
  195. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 80-88.
  196. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 269.
  197. ^ غلاب (2005)، ص. 16.
  198. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 271.
  199. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 87.
  200. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 21.
  201. ^ ا ب جادور (2011)، ص. 239.
  202. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 158.
  203. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 160-162.
  204. ^ ا ب ج الفيلالي (2006)، ص. 190.
  205. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 164.
  206. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 166.
  207. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 167.
  208. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 115.
  209. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 90-91.
  210. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 168-169-170.
  211. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 108.
  212. ^ ا ب التازي (1986)، ج. 9، ص. 112.
  213. ^ الإفراني (1995)، ص. 139-140.
  214. ^ الإفراني (1995)، ص. 143-141-143.
  215. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 86.
  216. ^ التازي (1986)، ص. 135.
  217. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 136-137.
  218. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 138-140.
  219. ^ الإفراني (1995)، ص. 98-105.
  220. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 191.
  221. ^ التازي (1986)، ج. 9، ص. 265.
  222. ^ ا ب ج جعني (2022)، ص. 79.
  223. ^ جادور (2011)، ص. 126-127.
  224. ^ جعني (2022)، ص. 80.
  225. ^ جادور (2011)، ص. 109.
  226. ^ جادور (2011)، ص. 107-108.
  227. ^ جادور (2011)، ص. 111-112.
  228. ^ جادور (2011)، ص. 110.
  229. ^ جادور (2011)، ص. 110-111.
  230. ^ جادور (2011)، ص. 108.
  231. ^ حركات (1978)، ج. 4، ص. 97-104.
  232. ^ جادور (2011)، ص. 115.
  233. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 52.
  234. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 73-74.
  235. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 53.
  236. ^ محمد (2017)، ص. 54.
  237. ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 233.
  238. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 282.
  239. ^ المدغري (1989)، ص. 9.
  240. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 279.
  241. ^ الفيلالي (2006)، ص. 141-142.
  242. ^ المريني (1997)، ص. 97-98.
  243. ^ بنعبد الله، ص. 10.
  244. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 40.
  245. ^ ا ب ج الناصري (1997)، ص. 66.
  246. ^ جادور (2011)، ص. 96.
  247. ^ الناصري (1997)، ص. 58.
  248. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 39.
  249. ^ الفيلالي (2006)، ص. 140.
  250. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 10.
  251. ^ ا ب محمد (2017)، ص. 39-40.
  252. ^ المشرفي (2005)، ص. 296.
  253. ^ الناصري (1997)، ص. 68. .
  254. ^ جادور (2011)، ص. 79.
  255. ^ ا ب بن طاهر (2003)، ص. 29.
  256. ^ القبلي (2011)، ص. 411.
  257. ^ جادور (2011)، ص. 78.
  258. ^ ا ب المريني (1997)، ص. 97.
  259. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 11.
  260. ^ القبلي (2011)، ص. 412.
  261. ^ الناصري (1997)، ص. 77. .
  262. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 131.
  263. ^ الفيلالي (2006)، ص. 253-254.
  264. ^ جعني (2022)، ص. 86.
  265. ^ محمد (2017)، ص. 41.
  266. ^ الفيلالي (2006)، ص. 139.
  267. ^ القبلي (2011)، ص. 413.
  268. ^ بنعبد الله، ج. 2، ص. 17.
  269. ^ ا ب الناصري (1997)، ص. 183. .
  270. ^ المشرفي (2005)، ص. 317-318.
  271. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 325.
  272. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 339.
  273. ^ جادور (2011)، ص. 83.
  274. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 333-335.
  275. ^ جادور (2011)، ص. 90.
  276. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 338.
  277. ^ المشرفي (2005)، ص. 290.
  278. ^ ابن زيدان (1937)، ص. 53-59.
  279. ^ جادور (2011)، ص. 60.
  280. ^ محمد (2017)، ص. 62-65.
  281. ^ محمد (2017)، ص. 63-64.
  282. ^ القبلي (2011)، ص. 420.
  283. ^ ا ب القبلي (2011)، ص. 421.
  284. ^ الزياني (1992)، ص. 185.
  285. ^ بنعبد الله، ص. 17.
  286. ^ القبلي (2011)، ص. 422.
  287. ^ الناصري (1997)، ج. 7، ص. 40.
  288. ^ جادور (2011)، ص. 413-414.
  289. ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 392.
  290. ^ جادور (2011)، ص. 414.
  291. ^ ا ب ج ابن زيدان (1993)، ص. 392-393.
  292. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 391.
  293. ^ ابن زيدان (1993)، ص. 393.
بالإنجليزية
  1. ^ ا ب ج Mercer (1974), p. 95.
  2. ^ Mercer (1974), p. 96.
  3. ^ Abun-Nasr (1975), p. 227-228.
  4. ^ ا ب Mercer (1974), p. 97.
  5. ^ Mercer (1974), p. 98.
  6. ^ Plummer (2019), p. 46.
  7. ^ Abun-Nasr (1975), p. 228.
  8. ^ ا ب ج Plummer (2019), p. 47.
  9. ^ ا ب Mercer (1974), p. 102.
  10. ^ Mercer (1974), p. 126.
  11. ^ Abun-Nasr (1975), p. 229.
  12. ^ Mercer (1974), p. 128.
  13. ^ ا ب Plummer (2019), p. 168.
  14. ^ Mercer (1974), p. 119.
  15. ^ Plummer (2019), p. 96-97.
  16. ^ Plummer (2019), p. 98.
  17. ^ ا ب ج Rézette (1975), p. 48.
  18. ^ Mercer (1974), p. 48.
  19. ^ Mercer (1974), p. 131.
  20. ^ Mercer (1974), p. 132.
  21. ^ Mercer (1974), p. 154.
  22. ^ Webb (1995), p. 48.
  23. ^ ا ب Curtin (1967), p. 31.
  24. ^ Hart (2014), p. 214-215.
  25. ^ Plummer (2019), p. 149.
  26. ^ ا ب Plummer (2019), p. 120.
  27. ^ Mercer (1974), p. 127.
  28. ^ Plummer (2019), p. 118.
  29. ^ Mercer (1974), p. 136.
  30. ^ Mercer (1974), p. 143.
  31. ^ Hart (2014), p. 215-217.
  32. ^ Mercer (1974), p. 152-153.
  33. ^ Plummer (2019), p. 151.
  34. ^ Plummer (2019), p. 156-157.
  35. ^ Plummer (2019), p. 93.
  36. ^ Mercer (1974), p. 190.
  37. ^ Mercer (1974), p. 193.
  38. ^ Mercer (1974), p. 199.
  39. ^ Mercer (1974), p. 201.
  40. ^ Mercer (1974), p. 207.
  41. ^ Mercer (1974), p. 225-227.
  42. ^ Mercer (1974), p. 229.
  43. ^ Mercer (1974), p. 255.
  44. ^ Mercer (1974), p. 236.
  45. ^ Webb (1995), p. 39.
  46. ^ Webb (1995), p. 39-40.
  47. ^ Rézette (1975), p. 49.
  48. ^ Webb (1995), p. 40.
  49. ^ Mercer (1974), p. 261-253.
  50. ^ Mercer (1974), p. 262.
  51. ^ Plummer (2019), p. 153.
  52. ^ Plummer (2019), p. 228.
  53. ^ Mercer (1974), p. 266.
  54. ^ Plummer (2019), p. 289.
  55. ^ Plummer (2019), p. 12.
  56. ^ Plummer (2019), p. 173.
  57. ^ Abun-Nasr (1975), p. 227.
  58. ^ ا ب Milton (2004), p. 111-132.
  59. ^ Plummer (2019), p. 134.
  60. ^ Plummer (2019), p. 139.
  61. ^ Mercer (1974), p. 74.
  62. ^ Bekkaoui (2010), p. 25-26.
بالإسبانية
  1. ^ ا ب Figueras (1973), p. 195.
بالفرنسية
  1. ^ ا ب ج د ه Ogot (1999), p. 174.
  2. ^ ا ب ج Audiffret (1821), p. 376.
  3. ^ Martin (1923), p. 62.
  4. ^ Hamet (1923), p. 339.
  5. ^ ا ب ج Audiffret (1821), p. 377.
  6. ^ ا ب ج Bosworth (1989), p. 884-885.
  7. ^ Anonyme (1909), p. 138.
  8. ^ ا ب ج Marchat (1957), p. 637–657.
  9. ^ Grémont (2013), p. 243.
  10. ^ ا ب Vanacker (1979), p. 45-65.
  11. ^ ا ب Al Muhtar (1989), p. 53-82.
  12. ^ Meunier (1980), p. 133-144.
  13. ^ Martin (1923), p. 64.
  14. ^ Miège (1992), p. 12-13.
  15. ^ ا ب ج Ogot (1999), p. 175.
  16. ^ Martin (1923), p. 7-65.
  17. ^ Hamet (1923), p. 348.
  18. ^ ا ب Ogot (1999), p. 176.
  19. ^ ا ب Castries (1903), p. 269.
  20. ^ Castries (1909), vol. 3, p. 280-281, chapt. Dynastie Filalienne.
  21. ^ Castries (1909), vol. 3, p. 376, chapt. Dynastie Filalienne.
  22. ^ ا ب ج Hamet (1923), p. 350.
  23. ^ Cour (1904), p. 150-155.
  24. ^ ا ب Audiffret (1821), p. 378.
  25. ^ ا ب Hamet (1923), p. 351.
  26. ^ Busnot (1714), p. 64.
  27. ^ ا ب ج د ه Audiffret (1821), p. 379.
  28. ^ Castries (1903), p. 20.
  29. ^ Martin (1923), p. 79.
  30. ^ ا ب ج د Rézette (1976), p. 41. .
  31. ^ Rézette (1976), p. 43. .
  32. ^ Castries (1909), vol. 4, p. 540-542, chapt. France.
  33. ^ Hamet (1923), p. 354.
  34. ^ Castries (1903), p. 31. .
  35. ^ Castries (1903), p. 32. .
  36. ^ Castries (1903), p. 17.
  37. ^ ا ب Castries (1903), p. 18.
  38. ^ Busnot (1714), p. 38.
  39. ^ Hamet (1923), p. 349.
  40. ^ Marchat (2013), p. 50.
  41. ^ Marchat (2013), p. 51.
  42. ^ Castries (1903), vol. 2, p. 399-400, chapt. France, sect. 3.
  43. ^ Castries (1903), p. 27.
  44. ^ Castries (1903), p. 28.
  45. ^ Castries (1903), p. 34. .
  46. ^ Castries (1909), vol. 2, p. 395, chapt. France, sect. 3.
  47. ^ ا ب Castries (1903), p. 29.
  48. ^ Castries (1903), p. 31.
  49. ^ Castries (1903), p. 30.
بالبرتغالية

فهرس الويب[عدل]

بالعربية
  1. ^ ا ب "السلطان المولى إسماعيل". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-09. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
  2. ^ ا ب "المولى إسماعيل (1082-1139هـ/1672-1727): موطد دعائم الدولة المغربية". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. 8 فبراير 2012. مؤرشف من الأصل في 2016-10-10. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
  3. ^ حسين وجاج. "جهاد الملوك العلويين ومسيراتهم التنموية والتجديدية". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية. مؤرشف من الأصل في 2021-08-25. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
  4. ^ عبد الأحد سبتي (10 نوفمبر 2014). "حين غزا المغرب بلاد السودان". زمان. مؤرشف من الأصل في 2018-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-08.
  5. ^ عبد الأمیر سلیم. "الأغواط - دائرة المعارف الإسلامیة الكبری". مركز دائرةالمعارف الإسلامیة الكبری. مؤرشف من الأصل في 2024-04-20. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-11.
  6. ^ "دعوة الحق - ارتسامات تاريخية حول المولى إسماعيل من خلال "رحلة الوزير في افتكاك الأسير". مؤرشف من الأصل في 2024-05-21.
  7. ^ محمد شعبان أيوب (18 مايو 2022). "الغسَّاني.. الوزير المغربي الذي زار الأندلس ليحرر أسراها المسلمين". شبكة الجزيرة الإعلامية. مؤرشف من الأصل في 2024-05-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-05-21.
  8. ^ الجيش المغربي في عهد أبي النصر المولى إسماعيل قاهر الأعداء نسخة محفوظة 2017-09-07 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ "تاريخنا فخرنا: مولاي إسماعيل - الحلقة 1". medi1tv. مؤرشف من الأصل في 2023-05-28. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-07.
بالإنجليزية
  1. ^ ا ب "MOROCCO3". www.royalark.net. مؤرشف من الأصل في 01/11/2017. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ أرشيف= (مساعدة)
بالفرنسية
  1. ^ ا ب ج "Médina de Meknès". Ministère de la culture (بالفرنسية). Archived from the original on 06-10-2014. Retrieved 17 septembre 2014. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help).
  2. ^ ا ب J. Boulegue. Encyclopædia Universalis en ligne (ed.). "Chute de l'Empire songhai" (بالفرنسية).
  3. ^ André Raymond. Tunis sous les Mouradites : la ville et ses habitants au XVIIe siècle (بالفرنسية).
  4. ^ ا ب Simon Pierre (2013). "Histoire du [g]uiche des Oudayas". Culture d'Islam : Aux sources de l'Histoire (بالفرنسية). Archived from the original on 7 أبريل 2024. Retrieved 18 septembre 2015. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (help).
  5. ^ "Moulay Ismaïl : le roi soleil des mille et une nuits". Inatheque (بالفرنسية). Archived from the original on 2023-05-07. Retrieved 2020-10-23.

معلومات المنشورات الكاملة[عدل]

مرتبة حسب تاريخ النشر

المقالات
بالعربية
بالفرنسية
أطاريح
بالعربية
بالإنجليزية
الكتب
بالعربية
بالفرنسية
بالإنجليزية
بالإسبانية
  • Tomás García Figueras; Rodríguez Joulia Saint-Cyr (1973). Larache: datos para su historia en el siglo XVII (بالإسبانية). Madrid: Instituto de Estudios Africanos. ISBN:978-84-500-6144-4. OCLC:1214380. QID:Q126407054.

انظر أيضًا[عدل]

وصلات خارجية[عدل]

إسماعيل بن الشريف
ولد: 1645 توفي: 1727
ألقاب ملكية
سبقه
المولى الرشيد
أمير المؤمنين
سلطان المغرب الأقصى

1672 - 1727

تبعه
أحمد الذهبي