بروتستانتية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف معادل لم يعد موجود في الصفحة الإنجليزية (1) إزالة (تصنيف:المسيحية في أوروبا+ تصنيف:لاهوت بروتستانتي)
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
سطر 84: سطر 84:


ومع بداية القرن العشرين، أصبح الاتجاه نحو وحدة المسيحيين يعرف بالحركة المسكونية. وفي عام 1948م. كون قادة الكنائس مجلس الكنائس العالمي، وهي المنظمة التي تعمل على التعاون والوحدة بين جميع الكنائس في العالم. وفي عام 1965م عبر البابا بول السادس في خطابه في نهاية مجمع مسكوني يعرف بمجمع الفاتيكان الثاني عن الحاجة إلى الوحدة بين المسيحيون. وقد رحب كثير من البروتستانت ومسيحيون آخرون بعبارات البابا عن روح الوحدة في ذلك المجمع.
ومع بداية القرن العشرين، أصبح الاتجاه نحو وحدة المسيحيين يعرف بالحركة المسكونية. وفي عام 1948م. كون قادة الكنائس مجلس الكنائس العالمي، وهي المنظمة التي تعمل على التعاون والوحدة بين جميع الكنائس في العالم. وفي عام 1965م عبر البابا بول السادس في خطابه في نهاية مجمع مسكوني يعرف بمجمع الفاتيكان الثاني عن الحاجة إلى الوحدة بين المسيحيون. وقد رحب كثير من البروتستانت ومسيحيون آخرون بعبارات البابا عن روح الوحدة في ذلك المجمع.

== الثقافة ==
{{مفصلة|ثقافة بروتستانتية}}

=== العلوم ===
{{مفصلة|البروتستانتية والعلم}}
[[File:Butler Library - 1000px - AC.jpg|thumb|left|[[جامعة كولومبيا]]، التي أنشأتها [[كنيسة إنجلترا]].]]
كان للبروتستانتية تأثير هام على العلوم. وفقاً [[البروتستانتية والعلم|لأطروحة ميرتون]]، كان هناك ارتباط إيجابي بين صعود [[التطهيرية]] الإنجليزية و[[تقوية (مسيحية)|التقويَّة]] الألمانية من ناحية والعلوم التجريبية المبكرة من ناحية أخرى.<ref name=sztompka2003>Sztompka, 2003</ref> تحتوي أطروحة ميرتون على جزأين منفصلين: أولاً، تقدم نظرية أن العلم يتغير بسبب تراكم الملاحظات والتحسين في التقنية التجريبية والمنهجية؛ وثانياً، يطرح الحجة القائلة بأن شعبية العلم في [[القرن السابع عشر]] في [[إنجلترا]] والديموغرافيا الدينية لأعضاء [[الجمعية الملكية]] (حيث كان العلماء الإنجليز في ذلك الوقت من التطهيريين في الغالب أو غيرهم من البروتستانت) يُمكن تفسيرها من خلال العلاقة الإيجابية بين البروتستانتية والقيم العلمية.<ref name=gregory1998>Gregory, 1998</ref> ركز ميرتون على [[التطهيرية]] الإنجليزية و[[تقوية (مسيحية)|التقويَّة]] الألمانية بإعتبارها مسؤولة عن تطور [[الثورة العلمية]] في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وأوضح أن العلاقة بين الإنتماء الديني والإهتمام بالعلوم كانت نتيجة للتآزر الكبير بين القيم البروتستانتية الزاهدة وتلك المتعلقة بالعلوم الحديثة.<ref name=becker1992>Becker, 1992</ref> وشجعَّت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح للعلم بالتعرف على تأثير الله على العالم - الذي خلقه - وبالتالي توفير تبرير ديني للبحث العلمي.<ref name=sztompka2003/>

وفقاً لكتاب ''النخبة العلميَّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة'' من قبل الباحثة هارييت زوكرمان، وجدت أنَّ بين عام [[1901]] وعام [[1972]]، كان 72% من الأمريكيين الحائزين على [[جائزة نوبل]] من خلفية بروتستانتية.<ref name="Scientific Elite: Nobel Laureates in the United Statesh">[[Harriet Zuckerman]], ''[https://books.google.com/books?id=HAHCzJfmD5IC&printsec=frontcover&dq=Scientific+Elite:+Nobel+Laureates+in+the+United+States&hl=iw&sa=X&ved=0CCYQ6AEwAGoVChMIxKistOqUxwIVzNUUCh0pGgC-#v=onepage&q=Scientific%20Elite%3A%20Nobel%20Laureates%20in%20the%20United%20States&f=false Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States]'' New York, The Free Press, 1977 , p. 68: Protestants turn up among the American-reared laureates in slightly greater proportion to their numbers in the general population. Thus 72 percent of the seventy-one laureates but about two thirds of the American population were reared in one or another Protestant denomination-)</ref> بوشكل عام، كان 84% من مجمل جوائز نوبل الممنوحة للأمريكيين في [[جائزة نوبل في الكيمياء|الكيمياء]]،<ref name="Scientific Elite: Nobel Laureates in the United Statesh"/> وحوالي 65% في [[جائزة نوبل في الطب|الطب]]،<ref name="Scientific Elite: Nobel Laureates in the United Statesh"/> وحوالي 59% في [[جائزة نوبل في الفيزياء|الفيزياء]] بين عام 1901 وعام 1972 من نصيب البروتستانت.<ref name="Scientific Elite: Nobel Laureates in the United Statesh"/>

وفقاً لإحصائية ''100 عام من جائزة نوبل (2005)''، من خلال مراجعة لجوائز نوبل التي تم منحها في الفترة ما بين عام [[1901]] وعام [[2000]]، كان 65% من الحائزين على جائزة نوبل، منتمين إلى [[الديانة المسيحية]] بأشكالها المختلفة (423 جائزة).<ref name="Nobel prize">Baruch A. Shalev, ''[https://books.google.com/books?id=3jrbmL-DgZQC&printsec=frontcover&dq=100+Years+of+Nobel+Prizes&hl=iw&sa=X&ved=0CB0Q6AEwAGoVChMIt8rKpZH6xgIVRVgUCh0Y1Qi9#v=onepage&q=100%20Years%20of%20Nobel%20Prizes&f=false 100 Years of Nobel Prizes]'' (2003), Atlantic Publishers & Distributors , p. 57: between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most 65% have identified Christianity in its various forms as their religious preference.
While separating Roman Catholic from Protestants among Christians proved difficult in some cases, available information suggests that more Protestants were involved in the scientific categories and more Catholics were involved in the Literature and Peace categories.
Atheists, agnostics, and freethinkers comprise 11% of total Nobel Prize winners; but in the category of Literature, these preferences rise sharply to about 35%. A striking fact involving religion is the high number of Laureates of the Jewish faith—over 20% of total Nobel Prizes (138); including: 17% in Chemistry, 26% in Medicine and Physics, 40% in Economics and 11% in Peace and Literature each. The numbers are especially startling in light of the fact that only some 14 million people (0.02% of the world's population) are Jewish. By contrast, only 5 Nobel Laureates have been of the Muslim faith—1% of total number of Nobel prizes awarded—from a population base of about 1.2 billion (20% of the world's population)</ref> في حين إنتمى 32% من الحائزين على جائزة نوبل إلى المذاهب البروتستانتية في أشكالها المختلفة (208 الجوائز)،<ref name="Nobel prize"/> على الرغم من أن البروتستانت يشلكون بين 12% إلى 13% من سكان العالم.


== انظر أيضاً ==
== انظر أيضاً ==

نسخة 16:09، 10 مارس 2019

البروتستانتية هي أحد مذاهب وأشكال الإيمان في الدين المسيحي. تعود أصول المذهب إلى الحركة الإصلاحية التي قامت في القرن السادس عشر هدفها إصلاح الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا الغربية. وهي اليوم واحدة من الانقسامات الرئيسية في العالم المسيحي جنبًا إلى جنب الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية.[1] وتعتبر الكنيسة الأنجليكانية في بعض الأحيان كنيسة مستقلة من البروتستانتية.

أبرز مقومات فكر البروتستانت اللاهوتي هي أنّ الحصول على الخلاص أو غفران الخطايا هو هديّة مجانيّة ونعمة الله من خلال الإيمان بيسوع المسيح مخلصًا، وبالتالي ليس من شروط نيل الغفران القيام بأي عمل تكفيري أو صالح؛ وثانيًا رفض «السلطة التعليمية» في الكنيسة الكاثوليكية والتي تنيط بالبابا القول الفصل فيما يتعلق بتفسير الكتاب المقدس معتبرًا أنّ لكل إمرئ الحق في التفسير؛[2] وثالثًا أنّ الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة المختصة بأمور الإيمان؛ وعارض رابعًا سلطة الكهنوت الخاص باعتبار أن جميع المسيحيين يتمتعون بدرجة الكهنوت المقدسة،[3] وخامسًا سمح للقسس بالزواج.[4]

نشأ اللاهوت البروتستانتي على يد مارتن لوثر الذي يمكن رد جميع البروتستانت أو الإنجيليين في العالم إلى أفكاره، في ألمانيا وقد انشقت الكنيسة البروتستانتية عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، تتفرع منها العديد من الكنائس الأخرى تتراوح من 28 - 40 إلى كنيسة ومذهب. والبروتستانتية مذهب عدد من الدول بما في ذلك الدنمارك وبريطانيا والنرويج والسويد. كما أن للبروتستانتية أثرًا قويًا في التاريخ الثقافي والسياسي لتلك الأقطار. في القرون الأخيرة، وضع البروتستانت ثقافتهم الخاصة، التي قدمت مساهمات كبيرة في مجال التعليم، والعلوم الإنسانية والعلوم، والنظام السياسي والإجتماعي، والإقتصاد والفنون، وغيرها من المجالات.[5]

يتواجد نحو 800 مليون بروتستانتي حول العالم من بين 2.5 مليار مسيحي، 170 مليون منهم في أمريكا الشمالية، و160 مليون في أفريقيا، و120 مليون في أوروبا، و70 مليون في أمريكا اللاتينية، و60 مليون في آسيا، و10 مليون في أستراليا. يتوزع البروتستانت بالمجمل على سبعة عائلات وهي الأدفنست، والأنجليكانيّة، والمعمدانيّة، وكنائس الإصلاح،[6] واللوثرية، والميثودية والخمسينية.

مقدمة

النسخة الأصلية لترجمة لوثر للكتاب المقدس عام 1534.

من الصعب القول ان الكنيسة البروتستانتية هي كنيسة ذات فكر واحد بل من المستحيل قول ذلك، فكنيسة مارتن لوثر قريبة جدا ً من الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية ولكنها تعتقد أنه تم إصلاحها حسب راي لوثر الشخصي وتؤمن بتحول الخبز والنبيذ إلى جسد المسيح والكثير من الطقوس واللاهوت الكاثوليكي.

أما الفكر الذي نشره جون كالفن فهو من يروج فكرة عدم فقدان الخلاص وانه لا حاجة إلى كنيسة بل الكنيسة هي غير مرئية، ومنه تفرعت أفكار كنائس مختلفة مثل الكنيسة المعمدانية التي تؤمن أن الإنسان مخلص فقط بنعمة المسيح ولكن الكنيسة الانغليكانية التي تعتبر أيضا جزء من الحركة البروتستانتية هي الكنيسة الكاثوليكية التي لا تعترف بسلطة البابا، الكنيسة الميثودية هي الكنيسة الانغليكانية التي تم إصلاحها وهي نفسها انقسمت لأكثر من تيار وكثير منها يعتمد على التفسير الشخصي.

المعتقدات

كنيسة بروتستانتية في الإسكندرية سنة 1878م

والبروتستانت هي كلمة معناها المحتجين. ومن أهم ميزات البروتستانت عن الطوائف المسيحية :

  • الإيمان بأن الكتاب المقدس فقط، وليس البابوات ولا التقاليد، هو مصدر المسيحية.
  • إجازة قراءة الكتاب المقدس لكل أحد، كما له الحق بفهمه دون الإعتماد في ذلك على فهم بابوات الكنيسة.
  • عدم الإيمان بـالأسفار الأبوكريفا السبعة.
  • عدم الاعتراف بسلطة البابا وحق الغفران وبعض عبادات وطقوس الكنيسة الكاثوليكية.
  • يعتبر اللوثريون أن الخلاص لا يأتي بالأعمال الصالحة بل بالإيمان بيسوع المسيح مخلصاً وفاديا، أما الأعمال فإنها واجبه بعد الخلاص (سولا فيدي)أما عند الكالفينية فالشخص مخلص بنعمة المسيح فقط.
  • لكل كنيسة بروتستانتية استقلالها التام.
  • يمنع البروتستانت الصلاة بلغة غير مفهومة كالسريانية والقبطية في الكنيسة، ويرونها واجبة باللغة التي يفهمها المصلون.
  • يرحب البروتستانت بزواج القسس ويرون انه ليس من الضروري أن يكون القس بتولا.

ويتفق البروتستانت مع الكاثوليك في انبثاق الروح القدس من الأب والابن كما يوافقونهم في أن للمسيح طبيعتين (إلهية وبشرية) ومشيئتين.

المذاهب البروتستانتية

البروتستانت في العالم (بالإضافة إلى الانجليكانية)
  الديانة السائدة (أكثر من 50%)
  أقلية دينية كبيرة (أكثر من 10%)

يتوزع البروتستانت بالمجمل على سبعة عائلات وهي الأدفنست، والأنجليكانيّة، والمعمدانيّة، وكنائس الإصلاح،[6] واللوثرية، والميثودية والخمسينية. ولتبسيط الأمر يمكن أن نتكلم على عدة تيارات داخل البروتستانتية :-

1- تيار اللوثرية؛ ويبلغ عدد الأتباع حوالي 70 مليون شخص،[7] تشكل اللوثرية الديانة الغالبة في ألمانيا والدول الإسكندنافية ونامبيا ولها حضور تاريخي ذو شأن في إستونيا ولاتفيا؛ وعلى الرغم من أن نامبيا هي الدولة الوحيدة ذات الغالبيّة اللوثريّة خارج القارة الأوروبية الا أن اللوثرية تنتشر أيضًا في كافة أنحاء دول العالم.

  • اللوثرية الاورثدوكسية أي اللوثرية التقليدية
  • الكنيسة العليا (أي المحافظة على التقاليد)
  • اللوثرية الحديثة

2- التيار الكالفيني أو الإصلاحيّ؛ وهي كنائس تتبنّى لاهوت المصلح الفرنسي جان كالفن يعتنقها حوالي 75 مليون نسمة، لها حضور تاريخي وثقافي ذو شأن في سويسرا وهولندا واسكتلندا فضلًا عن الولايات المتحدة ولهذا المذهب قاعدة اجتماعية عريضة راسخة في الطبقات الوسطى والعليا ذات النفوذ الإقتصادي والسياسي والثقافي في الولايات المتحدة،[8] وهي من المذاهب الرئيسية للواسب فضلًا هناك حضور مميز للكالفينية في إندونيسيا وكوريا الجنوبية ودول شتى في أوقيانوسيا.

3- الكنيسة المعمدانية؛ وتتصدر أكبر المذاهب البروتستانتية وذلك بحوالي 100 مليون،[9] ويتواجد أغلب أتباعها في أمريكا الشمالية، وأفريقيا وآسيا.

4- التيار الانغليكاني؛ وتعتبر الكنيسة الأنجليكانية وفقًا لإحصائيات مختلفة ثاني أكبر المذاهب البروتستانتية ويعتنقها 85 مليون شخص وهي المذهب الغالب في المملكة المتحدة وتشكل المذهب الرئيسي لجزء كبير من السكان في دول مختلفة منها كندا، وأستراليا، ونيوزيلندا، وجنوب أفريقيا فضلًا عن عدد من الدول الأفريقية وجزر الكاريبي.[10]

5- الكنائس الميثودية؛ ويصل عدد المنتمين حوالي 70 مليون،[11] العدد الأكبر منهم متمركز في أمريكا الشماليّة وأفريقيا وآسيا ويُذكر أن تونغا الدولة الوحيدة في العالم فيها الميثودية هي الديانة السائدة.

  • الكنيسة الميثودية الأولية
  • الميثودية المتحدة

6- الأدفنتست؛ وتصل أعدادهم إلى حوالي 17 مليون ويتوزعون بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأفريقيا ودول أمريكا الجنوبية.

7- الكنائس الخمسينية؛ ويبلغ عددها حوالي 280 مليون.[12] يتوزعون في كافة أنحاء العالم وبشكل خاص في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا.

تاريخ

باب كنيسة جميع القديسين في فيتنبرغ، والتي علق لوثر على بابها القضايا الخمس والتسعين، في 31 أكتوبر 1517، والتي شكلت بداية الإصلاح.

خلفية الإصلاح البروتستانتي

انبثقت معظم الطوائف البروتستانتية من حركة الإصلاح الديني المعروفة التي قامت في أوروبا، ولكن بعضها تم تأسيسه قبل ذلك كالكنيسة المورافية. وتمثل حركة الإصلاح قمة الدعوة إلى التجديد داخل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية التي كان من معالمها ترجمة الكتاب المقدس من اللاتينية إلى اللغات المحلية، مما جعل التعاليم المسيحية في متناول كثير من الناس، ورغَّب في العودة إلى القيم والبساطة التي اتسمت بها المسيحية في عهودها الأولى. ثم ظهرت سلسلة من الحركات الدينية التي التقت جميعها في رفضها لسلطة البابا المركزية، ولكنها اختلفت فيما بينها نتيجة لعوامل ثقافية وجغرافية وسياسية ودينية. ويمكن تقسيم تلك الحركات جميعًا إلى خمس مجموعات.

حركة الإصلاح اللوثري والكالفيني

خريطة تبين مدى انتشار البروتستانتية في أوروبا (اللون الارزق) مقابل الدول الكاثوليكية (اللون الزيتي)، عقب الإصلاح البروتستانتي.

الحركات الإصلاحية المحافظة في القرن السادس عشر. تضم هذه الحركات جماعات انشقت عن الكنيسة الكاثوليكية ولكنها احتفظت بكثير من العقائد الأساسية لتلك الكنيسة ومن بين هذه الحركات وفقًا لتاريخ ظهورها: اللوثرية وقد تم تأسيسها وفقًا لتعاليم مارتن لوثر، وتعد من أوائل وأكبر الحركات البروتستانتية التي انتشرت بسرعة شديدة في شمالي ألمانيا وبين الأمم الإسكندينافية خلال العشرينيات من القرن السادس عشر. ويتفق اللوثريون عمومًا على أهمية الإيمان بسُلْطة الكتاب المقدس، ولكنهم اختلفوا اختلافًا كبيرًا، على شكل الطقوس وحكومة الكنيسة، وأدت تلك الاختلافات إلي نشأة طوائف عديدة. وهناك أيضًا الإصلاحية أو المشيخية وقد تطورت بدرجة كبيرة من تعاليم اثنين من المصلحين؛ زوينجلي هولدريتش (1484-1532م) وجون كَالْفِن (1509-1564م). ففي عشرينيات القرن السادس عشر شجع زوينجلي على القيام بإصلاحات أكثر تطرفاً من إصلاحات لوثر. وقد أثرت تعاليمه، بدرجة كبيرة في كل من إنجلترا وفرنسا وهولندا واسكتلندا، وعرف أتباعه في إنجلترا باسم البيوريتان (المتطهرين) وفي فرنسا باسم الهوغونيين. كما عمل جون نكس على إدخال تعاليم كَالْفِن إلى اسكتلندا.

الإصلاح الإنجليزي

توماس كرانمر (14891556رئيس اساقفة كانتربري والمحرر الرئيسي ولاول وثاني كتاب صلاة في عهد هنري الثامن.

أما الأنجليكانية أو الأسقفية، فقد بدأت في إنجلترا نتيجة لقانون السيادة لعام 1534م الذي أعلن فيه الملك هنري الثامن استقلاله عن البابا.وأصبح بذلك الرأس الأعلى للكنيسة في إنجلترا، ورغم أنه ظل كاثوليكيًا، ولم يشجع أفكار البروتستانت مثلهم، فإنه أمر بترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة الإنجليزية. ونتيجة لذلك وبعد جدال طويل وسفك للدماء، تأسست الكنيسة الإنجيلية في إنجلترا. وفي عام 1559م أسست الملكة إليزابيث الأولى نموذجًا معتدلاً من البروتستانتية عرف فيما بعد بالأنجليكانية.

الحركات الإصلاحية الراديكالية في القرنين السادس عشر والسابع عشر. اختلفت بعض الفرق الدينية الصغيرة عن كل من الكنيسة الكاثوليكية والكنائس البروتستانتية الكبيرة. وقد رأى هؤلاء أن المصلحين البروتستانت المحافظين لم يذهبوا إلى المدى الكافي في إصلاح الكنيسة الكاثوليكية، ومن ثم رفضوا تلك الإصلاحات المحافظة وكونوا طقوس عبادة خاصة بهم.ومن تلك الحركات المتطرفة المطالبون بتجديد العماد والكويكرز، وكذلك الانفصاليون والكويكرز.

البروتستانتية بعد القرن السابع عشر

حركات الكنيسة الحرة في القرنين السادس عشر والسابع عشر. تتكون هذه المجموعة من حركتين تطورتا من كنائس المتطرفين هما الأبرشانيون (المستقلون) والمعمدانيون. والواقع أنه خلال السنوات الأخيرة من القرن السادس عشر عارضت طوائف من البيوريتان بعض سياسات الكنيسة الأنجليكانية، وانفصلوا عنهم لشعورهم بعدم إمكانية إصلاحها من الداخل. وعرفوا بالانفصاليين ثم أصبحوا يعرفون بالأبرشانيين المستقلين؛ لإيمانهم باستقلال كل جماعة محلية وحقها في إدارة كنيستها. وقاد القس جون سميث الإنجليزي جماعة من الانفصاليين إلى هولندا، ودعا إلى تعميد الكبار فقط، ممن يستطيعون التعبير عن معتقداتهم، وسميت جماعته بالمعمدانيين. وقد انتشرت حركات الكنيسة الحرة في مستعمرات أمريكا، فأنشأ وليم بروستر هو وجماعة انفصالية، مستعمرة بليموث عام 1620م، كما أنشأ القائد الديني روجر وليامز كنيسة معمدانية في بروفدنس في مستعمرة رود آيلاند. وفي بداية القرن العشرين أصبح المعمدانيون أكبر طائفة بروتستانتية في الولايات المتحدة الأمريكية.

حركة الميثوديست في القرن الثامن عشر. تطورت بشكل رئيسي من حركة دعاة التقوى التي بدأت في أوروبا خلال القرن السابع عشر. وقد أكدت حركة دعاة التقوى على أهمية الورع والتقوى الشخصية والأخلاق بوصفها تعبيرًا حقيقيا عن العقيدة.

وفي بداية القرن الثامن عشر، بدأ رجل الدين الإنجليزي جون ويزلي حركة إصلاح في الكنيسة الأنجليكانية تؤكد على ضرورة التجربة الدينية الشخصية، ولم يقتنع باستجابة الأنجليكان لإصلاحاته. ومن ثم نظم عام 1744م حركة المنهجيين، التي نمت بسرعة في إنجلترا وانتشرت في وقت متأخر في الولايات المتحدة.

حركة الوحدة في القرنين التاسع عشر والعشرين. منذ منتصف القرن التاسع عشر أظهر كثير من المسيحيون، ومن بينهم البروتستانت الرغبة في تجاوز خلافاتهم، وظهرت الدعوة إلى توحيد طوائف البروتستانت، وإلى الاتحاد بينهم وبين الأرثوذكس والكاثوليك.

وفي عام 1846م أنشئ التحالف الإنجيلي لإتاحة الفرصة للحوار والصداقة بين المسيحيين. وفي منتصف القرن التاسع عشر، أُنشئت جمعية الشباب المسيحيين للرجال والنساء. وفي عام 1895م دعا الاتحاد العالمي للطلاب المسيحيون الجامعييون بعض الطلاب للبحث عن طرق نشر المسيحية بين الطلاب.

ومع بداية القرن العشرين، أصبح الاتجاه نحو وحدة المسيحيين يعرف بالحركة المسكونية. وفي عام 1948م. كون قادة الكنائس مجلس الكنائس العالمي، وهي المنظمة التي تعمل على التعاون والوحدة بين جميع الكنائس في العالم. وفي عام 1965م عبر البابا بول السادس في خطابه في نهاية مجمع مسكوني يعرف بمجمع الفاتيكان الثاني عن الحاجة إلى الوحدة بين المسيحيون. وقد رحب كثير من البروتستانت ومسيحيون آخرون بعبارات البابا عن روح الوحدة في ذلك المجمع.

الثقافة

العلوم

جامعة كولومبيا، التي أنشأتها كنيسة إنجلترا.

كان للبروتستانتية تأثير هام على العلوم. وفقاً لأطروحة ميرتون، كان هناك ارتباط إيجابي بين صعود التطهيرية الإنجليزية والتقويَّة الألمانية من ناحية والعلوم التجريبية المبكرة من ناحية أخرى.[13] تحتوي أطروحة ميرتون على جزأين منفصلين: أولاً، تقدم نظرية أن العلم يتغير بسبب تراكم الملاحظات والتحسين في التقنية التجريبية والمنهجية؛ وثانياً، يطرح الحجة القائلة بأن شعبية العلم في القرن السابع عشر في إنجلترا والديموغرافيا الدينية لأعضاء الجمعية الملكية (حيث كان العلماء الإنجليز في ذلك الوقت من التطهيريين في الغالب أو غيرهم من البروتستانت) يُمكن تفسيرها من خلال العلاقة الإيجابية بين البروتستانتية والقيم العلمية.[14] ركز ميرتون على التطهيرية الإنجليزية والتقويَّة الألمانية بإعتبارها مسؤولة عن تطور الثورة العلمية في القرنين السابع عشر والثامن عشر. وأوضح أن العلاقة بين الإنتماء الديني والإهتمام بالعلوم كانت نتيجة للتآزر الكبير بين القيم البروتستانتية الزاهدة وتلك المتعلقة بالعلوم الحديثة.[15] وشجعَّت القيم البروتستانتية على البحث العلمي من خلال السماح للعلم بالتعرف على تأثير الله على العالم - الذي خلقه - وبالتالي توفير تبرير ديني للبحث العلمي.[13]

وفقاً لكتاب النخبة العلميَّة: الحائزين على جائزة نوبل في الولايات المتحدة من قبل الباحثة هارييت زوكرمان، وجدت أنَّ بين عام 1901 وعام 1972، كان 72% من الأمريكيين الحائزين على جائزة نوبل من خلفية بروتستانتية.[16] بوشكل عام، كان 84% من مجمل جوائز نوبل الممنوحة للأمريكيين في الكيمياء،[16] وحوالي 65% في الطب،[16] وحوالي 59% في الفيزياء بين عام 1901 وعام 1972 من نصيب البروتستانت.[16]

وفقاً لإحصائية 100 عام من جائزة نوبل (2005)، من خلال مراجعة لجوائز نوبل التي تم منحها في الفترة ما بين عام 1901 وعام 2000، كان 65% من الحائزين على جائزة نوبل، منتمين إلى الديانة المسيحية بأشكالها المختلفة (423 جائزة).[17] في حين إنتمى 32% من الحائزين على جائزة نوبل إلى المذاهب البروتستانتية في أشكالها المختلفة (208 الجوائز)،[17] على الرغم من أن البروتستانت يشلكون بين 12% إلى 13% من سكان العالم.

انظر أيضاً

مراجع

  1. ^ "Divisions of Christianity". North Virginia College. اطلع عليه بتاريخ 2007-12-31.
  2. ^ Ewald M. Plass, What Luther Says, 3 vols., (St. Louis: CPH, 1959), 88, no. 269; M. Reu, Luther and the Scriptures, Columbus, Ohio: Wartburg Press, 1944), 23.
  3. ^ Luther, Martin. Concerning the Ministry (1523), tr. Conrad Bergendoff, in Bergendoff, Conrad (ed.) Luther's Works. Philadelphia: Fortress Press, 1958, 40:18 ff.
  4. ^ Bainton, Roland. Here I Stand: a Life of Martin Luther. New York: Penguin, 1995, p. 223.
  5. ^ Karl Heussi, Kompendium der Kirchengeschichte, 11. Auflage (1956), Tübingen (Germany), pp. 317-319, 325-326
  6. ^ أ ب تَشمل الكنيسة الكالفينية والمشيخية والأبرشانيّة.
  7. ^ [1], The Lutheran World Federation
  8. ^ انقسام المسيحيين في امريكا [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 14 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ Cross، FL، المحرر (2005)، "Baptists"، The Oxford dictionary of the Christian church، New York: Oxford University Press
  10. ^ "The Anglican Communion Official Website - Provincial Directory". Anglicancommunion.org. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-13.
  11. ^ "Membership of Churches Belonging to the LWF Tops 70 Million for the First Time". Lutheranworld.org. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-13.
  12. ^ مركز بيو للأبحاث on Religion and Public Life (December 19, 2011,), Global Christianity: A Report on the Size and Distribution of the World's Christian Population, p. 67. نسخة محفوظة 23 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ أ ب Sztompka, 2003
  14. ^ Gregory, 1998
  15. ^ Becker, 1992
  16. ^ أ ب ت ث Harriet Zuckerman, Scientific Elite: Nobel Laureates in the United States New York, The Free Press, 1977 , p. 68: Protestants turn up among the American-reared laureates in slightly greater proportion to their numbers in the general population. Thus 72 percent of the seventy-one laureates but about two thirds of the American population were reared in one or another Protestant denomination-)
  17. ^ أ ب Baruch A. Shalev, 100 Years of Nobel Prizes (2003), Atlantic Publishers & Distributors , p. 57: between 1901 and 2000 reveals that 654 Laureates belong to 28 different religion Most 65% have identified Christianity in its various forms as their religious preference. While separating Roman Catholic from Protestants among Christians proved difficult in some cases, available information suggests that more Protestants were involved in the scientific categories and more Catholics were involved in the Literature and Peace categories. Atheists, agnostics, and freethinkers comprise 11% of total Nobel Prize winners; but in the category of Literature, these preferences rise sharply to about 35%. A striking fact involving religion is the high number of Laureates of the Jewish faith—over 20% of total Nobel Prizes (138); including: 17% in Chemistry, 26% in Medicine and Physics, 40% in Economics and 11% in Peace and Literature each. The numbers are especially startling in light of the fact that only some 14 million people (0.02% of the world's population) are Jewish. By contrast, only 5 Nobel Laureates have been of the Muslim faith—1% of total number of Nobel prizes awarded—from a population base of about 1.2 billion (20% of the world's population)

وصلات خارجية