تمرد الإخوان: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][مراجعة غير مفحوصة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
Jobas1 (نقاش | مساهمات)
الرجوع عن تعديل معلق واحد من 51.36.250.171 إلى نسخة 35811133 من CommonsDelinker.
لا ملخص تعديل
وسمان: تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 27: سطر 27:
* القبائل المتحالفة معها
* القبائل المتحالفة معها


[[ملف:Flag of the United Kingdom.svg|border|24px]] [[سلاح الجو الملكي|سلاح الجو البريطاني]]<br/>[[ملف:Flag of Kuwait (1915-1956).svg|border|24px]] [[مشيخة الكويت|إمارة الكويت]]
<br/>[[ملف:Flag of Kuwait (1915-1956).svg|border|24px]] [[مشيخة الكويت|إمارة الكويت]]


|قائد1 = [[ملف:Flag of Ikhwan.svg|border|24px]] [[فيصل الدويش]]<br/>[[ملف:Flag of Ikhwan.svg|border|24px]] [[سلطان بن بجاد]]
|قائد1 = [[ملف:Flag of Ikhwan.svg|border|24px]] [[فيصل الدويش]]<br/>[[ملف:Flag of Ikhwan.svg|border|24px]] [[سلطان بن بجاد]]

نسخة 04:36، 22 يوليو 2019

الحرب ضد حركة الإخوان
جزء من تأسيس المملكة العربية السعودية
علم الإخوان
معلومات عامة
التاريخ 30 مارس 1929م - 10 يناير 1930م
الموقع مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها
مملكة العراق الهاشمية
إمارة الكويت
النتيجة القضاء على حركة الإخوان
المتحاربون
الإخوان مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها
  • القبائل المتحالفة معها


إمارة الكويت

القادة
فيصل الدويش
سلطان بن بجاد
عبدالعزيز آل سعود
القوة
10,000[1] 30,000[1]
الخسائر
500 في معركة السبلة[1]
450 في معركة أم رضمة
200 في معركة السبلة[1]
500 في معركة أم رضمة
ملاحظات
قتل حوالي 100 في الغزوات المتفرقة
و700 في معركة السبلة
و1,000 في معركة أم رضمة
و250 في الغزوة ضد قبيلة العوازم
مجموع القتلى 2,000[1]


تمرد الإخوان أو ثورة الإخوان هو تمرد مسلح قاده بعض قادة قبائل الإخوان ضد ملك مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها عبد العزيز آل سعود. بدأت أولى مقدمات التمرد سنة 1926 بعد انتهاء الحرب النجدية الحجازية (1924-1925) التي قضت على مملكة الحجاز حيث أراد الإخوان شن الغارات على بادية العراق والكويت تحديا لأوامر الملك عبد العزيز بوقف الهجمات حيث أن السلطنة النجدية ملتزمة بمنع الغزو بين قبائل نجد والعراق وفقا لمعاهدة بحرة الموقعة عام 1925. لكن الملك عبد العزيز لم يكن قادرا على منع الإخوان من الغزو حتى حلول شتاء عام 1929 حينما اعتدت قوات ابن بجاد على تجار الجمال النجديين من القصيم وعلى شمر نجد وسبب هذا الهجوم أستياء كبيرا في نجد الأمر الذي دعى الملك عبد العزيز إلى حشد قواته في الزلفي في 5 مارس وألتحق به أغلب حاضرة نجد وقبائل شمر وحرب وقحطان، فيما تجمعت قوات الدويش وابن بجاد في جراب بشمال الزلفي. أرسل الملك عبد العزيز أحد كبار مشايخ الدين إلى ابن بجاد لاقناعه برفع الخلاف المتعلق المذابح التي ارتكبتها قواته ضد تجار الجمال والمسلوبات التي نهبت إلى محكمة دينية لتفصل فيه إلا أن ابن بجاد رفض العرض بحجة أن ذلك ما هو إلا مؤامرة ضده وأن نهايته معروفة مسبقا حيث رأى أن رجال الدين هم أصدقاء لابن سعود وسوف يصدرون عليه حكما بالأعدام. وحينما أصر الإخوان على موقفهم أمر الملك عبد العزيز قواته بهاجمة الإخوان في 29 مارس 1929[2] وأصيب الدويش بجروح بالغة ووعهد الملك بالإبقاء على حياته شرط أن يخضعوا لحكم الشرع وسمح له بالعودة إلى الأرطاوية وأن يعالج على أن يسلم نفسه للرياض بعد شفاءه [3] في حين استسلم ابن بجاد في شقراء وسجن في الرياض.

حينما تعافى الدويش من جراحه خشي أن يسجن وعاد التمرد مرة أخرى بانضمام العجمان إلى مطير

وقاموا بشن الغارات على قبائل نجد الموالية لابن سعود. وبسبب الصيف لم يقدر الملك عبد العزيز على حشد قواته لأسباب لوجستية وفي أكتوبر 1929 انسحبت قوات الإخوان إلى الكويت.

حيث استسلمت في 10 يناير 1930 إلى القوات البريطانية[1]. فسجن فيصل الدويش ونايف بن حثلين شيخ العجمان وقبلهم شيخ عتيبة سلطان بن بجاد في 1929، ومع انتهاء التمرد انتهت حركة الإخوان.

الخلفية التاريخية

التأسيس

بدأت حركة الإخوان بعد قيام قبائل البدو الرحل بترك حياة البادية وترك السكن في الخيام من أجل الاستقرار في أماكن معينة، وبنوا لسكناهم بيوتا من الطين سميت بـ "هجرة" إشارة إلى أنهم هجروا حياتهم السابقة وأول هجرة بنيت هي الأرطاوية عام 1911 ثم سرعان ما انتشرت الهجر في نجد وأصبح قبائل البدو ينقطعون في الهجر للعبادة وسماع السيرة النبوية وغزوات الرسول وحفظ القرآن والحديث وتعلم مبادىء القراءة[4]

التشدد

أصبح الإخوان شيئا فشيئا متطرفين يعتقدون أن لا إسلام لمن لا يسكن الهجر وترك حياة البادية فلا يسلمون على من لا يسكن الهجر ولا يأكلون من ذبائحهم كما أنهم رأوا أن لبس العمامة هو السنة وأن لبس العقال من البدع المنكرة بل غالى بعضهم فجعله من لبس الكفار[5]

كما كانوا إذا وجدوا الثوب زائدا فإن المقص يعمل عمله في الزائد تنفيذا للحديث "وما تحت الكعبين في النار" وكانوا يعارضون الهاتف والتلغراف لكونه من عمل الشيطان وكانوا يقطعون أسلاك الهاتف ورغم كل ذلك تحملهم الملك عبد العزيز لدرجة أنه أضطر إلى التنازل عن تلغراف المدينة اللاسلكي عام 1926 استجابة لهم.[6]

وكان الملك عبد العزيز يقول «إن الإخوان يجب احتمالهم ومهما فعلوا فإن حالتهم الآن خير من حالتهم الأولى وأما هذه العصبية والشدة: فالزمن كفيل بتخفيف حداتها[6]»

الانتصارات العسكرية

ساهم الإخوان بشكل مؤثر في تحقيق انتصارات عسكرية لإمارة الرياض والتي مكنتها من الانتصار على إمارة حائل وعلى مملكة الحجاز وعلى دولة الأدارسة في عسير ويقول حافظ وهبة مستشار الملك عبد العزيز.[7] «أصبح الإخوان لا يهابون الموت، بل يندفعون إليه اندفاعا طلبا للشهادة ولقاء الله. وقد شاهدت بعض مواقعهم الحربية، فوجدتهم يقذفون بأنفسهم إلى الموت قذفا، ويتقدمون إلى اعدائهم صفا صفا، ولا يفكر أحدهم في شيء إلا هزيمة العدو وقتله. والإخوان على العموم لا تعرف قلوبهم الرحمة على الاعداء ولا يفلت من تحت أيديهم أحد. فهم رسل الموت أينما رحلوا»

مقدمات التمرد

كان احتلال الحجاز نقطة تحول في مصير الإخوان الذين خرجوا من صحراء نجد واصطدموا بالعالم الخارجي سواء في جدة بلد القناصل والتجارة أو مكة حيث الحجاج من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. وكان على الإخوان ان يتكيفوا مع تلك المتغيرات ولكنهم لم يكونوا مهيئين لذلك[8]. وهكذا بدأت الخلافات تطفو على السطح ويمكن تجزئتها إلى خلافات حجازية وخلافات نجدية.

خلافات حجازية

قضية حصار جدة

أصر زعماء الإخوان على فتح جدة عنوة طمعا في أغنى مدن الحجاز، فعارضهم الإمام عبد العزيز خوفا من تدخل الإسطول الإنجليزي المرابط على الساحل لحماية الرعايا الأجانب[9].

خلال الحصار طالب فيصل الدويش وسلطان بن بجاد بتعيينهما أميرين على مكة والمدينة، وفي رواية أخرى إنهما طلبا إمارة المدينة للدويش لأنه هو الذي فتحها، وإمارة الطائف لإبن بجاد لأن رجاله هم الذين فتكوا بأهلها[10]. لكن الإمام عبد العزيز رفض ذلك مراعاة لشعور الحجازيين من جهة، ومن جهة أخرى حصر تعيين امراء المقاطعات بآل سعود. فعين عبد الله بن جلوي أميرا على الإحساء وابن عمه عبد العزيز بن مساعد اميرا على حائل[9].

غضب الزعيمان لحرمانهما ولاستئثار آل سعود، فانسحبا مع قواتهما إلى نجد حيث بدءا العمل ضد الإمام عبد العزيز. وانضم اليهما ضيدان ابن حثلين أمير العجمان الناقم على عبد العزيز لأنه منعه من الاشتراك بحرب الحجاز بعدما تقاعس عنها فحرمه بذلك من مغانم الغزو.

قضية المحمل المصري

شهد صيف 1925 أول موسم حج بعد احتلال مكة، فكانت المدينة مليئة بالأخوان الذين جاءوا للحج. وحرص المصريون على إعطاء انطباع جيد عنهم لدى مملكة الحجاز ونجد الجديد، فدخل المحمل تتقدمه فرقة موسيسقية يحيط بها حراس المحمل من المصريين.

طالب الأخوان من الموسيقيين أن يوقفوا عزفهم لأن ذلك يعتبر تدنيسا للمقدسات، فلم يلتفتوا إليهم وتابعوا مسيرهم كما اعتادوا فعله في السنين الماضية. فهاجمهم الأخوان واطلقوا النار عليهم وقتلوا بعضهم. ولم تنفع وساطة الأمير فيصل بن عبد العزيز. فكانت النتيجة أن المصريين قطعوا علاقاتهم مع العهد الجديد ورفضوا ان ينسجوا الكسوة بعد ذلك، وهكذا توقف المحمل المصري. فأورث الأخوان مشكلة سياسية لإمامهم بمجرد احتكاكهم بأقوام مسلمة أخرى[9].

قضية التبغ

كان الإخوان يحرمون تدخين التبغ ويكفرون المدخنين. فلما دخل الإمام عبد العزيز جدة امر بحرق التبغ الموجود في الجمرك ومخازن التجار. فجاء إليه هؤلاء يخبرونه بأن في مخازن جدة تنباك قيمته مئة ألف جنيه، ثم حدثوه عن ايرادات الحكومة من الرسوم المفروضة على الدخان، وعن الرسوم المستحقة لحكومة الملك علي والتي اضحت الآن من حق الإمام وهي تشكل موردا رئيسيا من موارد الدولة المالية. واصغى الإمام عبد العزيز إليهم بانتباه، فقد كان دوما يبحث عن المال يسد به حاجته بعد انقطاع مساعدة الحكومة البريطانية السنوية عنه بداية 1924. وعلى اثر ذلك صدرت فتوى من العلماء تقول: «أن الدخان مكروه ولكنه ليس من الكبائر». فارتاح القوم ودخلت رسوم الدخان إلى خزينة الدولة[11].

قضية التلفون والتلغراف والسيارات

اعتبر الإخوان ان كل الاختراعات الحديثة من تلفون وتلغراف وسيارة ودراجة وساعة من أعمال السحر والشيطان فحرموها. وبلغ من نفوذهم أنهم منعوا الإمام عبد العزيز من استخدام التلغراف خلال حرب الحجاز. وفي أثناء حصار جدة لم يستطع الإمام ان يمد التلفون من مكة إلى معسكره. واضطر سنة 1926 إلى الغاء تلغراف المدينة، حيث كان الإخوان يقطعون اسلاك التلفون لأنه مكر يجب ازالته[11][12].

خلافات نجدية

لم تكن الخلافات الحجازية بين الإخوان والإمام عبد العزيز، بل كانت بينهم وبين التطور والمدنية الحديثة التي لم يتقبلوها بادئ الأمر. أما الخلافات النجدية فاتخذت شكلا أكثر حدة وخطرا لدى الإخوان بعد عودتهم من الحرب في الحجاز عام 1925. وتطورت إلى ثورة ومواجهة هدفها خلع الملك عبد العزيز.

مؤتمر الأرطاوية (1926)

زار فيصل الدويش شيخ مطير هجرة الغطغط لرؤية سلطان بن بجاد شيخ عتيبة، فبدأت المؤامرة على الملك عبد العزيز إذ اتفقا على عقد اجتماع سري في الإرطاوية يحضر معهما ضيدان بن حثلين شيخ العجمان وبعض زعماء القبائل الثلاث. وفي نهاية عام 1926 عقد قادة الإخوان اجتماعا في الأرطاوية وتعاهدوا في المؤتمر على نصرة دين الله والجهاد في سبيلة، وقد انكروا صراحة على الملك عبد العزيز الامور التالية:

  1. ركونه للإنجليز وتعاونه معهم ومجالستهم وعقده المعاهدات وهي امور ينكرها الشرع.
  2. تنصيب نفسه ملكا والإسلام يحرم الملكية.
  3. إرسال ابنه الأمير سعود إلى مصر.[7]
  4. إرسال ابنه الأمير فيصل إلى لندن.[7]
  5. استخدام السيارات والتلغراف والتلفون.[7]
  6. الضرائب في الحجاز ونجد المخالفة للشريعة.[7]
  7. الاحتجاج على إعطاء الإذن لقبائل العراق وشرق الأردن بالرعي في أراضي المسلمين (حسب وصفهم)[7]
  8. الاحتجاج على منع المتاجرة مع الكويت، لأن أهل الكويت إن كانوا كفارا حوربوا وإن كانوا مسلمين فلماذا المقاطعة.[7]
  9. سماحه بدخول المحملين المصري والشامي مكة بالسلاح والموسيقى.
  10. سكوته عن شيعة الأحساء والقطيف وعدم اجبارهم بالدخول في دين أهل السنة والجماعة.[7]
  11. معارضته لهدم قبور الصحابة في مكة والمدينة.

مؤتمر الرياض (1927)

حينما بلغ الملك عبد العزيز خبر اجتماع الإخوان في الأرطاوية عجل بالرجوع من الحجاز إلى الرياض، ودعى لمؤتمر فيها في يناير 1927 حضره شيوخ القبائل والعلماء وعدد من الإخوان وتغيب عنه سلطان بن بجاد الذي برر عدم حضوره بقوله: «أنه لم يعد يثق بعبد العزيز بعدما اتخذنا قرارا بتجريمه وعزله[13]». وقد خلص المؤتمر إلى إعلان الملك عبد العزيز ملكا على نجد (لقبه السابق هو سلطان نجد وملك الحجاز) كما أصدر المؤتمر فتوى جاء أبرز ما فيها:[14]

  1. إزالة القوانين التي في الحجاز ولا يحكم إلا بالشرع
  2. مسألة تحريم أو إباحة التلغراف تحتاج إلى الوقوف على حقيقته كونها غير معروفة.
  3. إلزام الشيعة بالبيعة على الإسلام ومنع إظهار شعائرهم.
  4. منع القبائل الشيعية العراقية من دخول البوادي التابعة لنجد.
  5. مسألة الجهاد متروكة إلى الإمام وعليه أن يراعي ماهو أصلح للإسلام والمسلمين.

كان البند الأخير المتعلق بحصر الدعوة إلى الجهاد متروك للإمام وحده قد أثار الإخوان حيث لم يقبلوا بها وسألوا عبد العزيز: كيف كان الجهاد مطلوبا لما كان يوسع من رقعة حكمه ولم يعد مقبولا بعدما صار يتعرض لمصالح الدولة البريطانية وحلفائها؟[15].

التمرد والمواجهة

الاعتداءات على الحدود العراقية والكويتية

خلال تلك الفترة أنشأ الأردن حرس الحدود وحصن العراق حدوده مع نجد حيث أقام سلسلة مخافر على آبار المياه منها مخفر البصية ووضع فيها عدد من الجنود والعمال. ورأت الحكومة السعودية ان ذلك يخالف اتفاقية العقير فطالبت بإزالة المخفر وبدأت المفاوضات حوله[15].

لكن فيصل الدويش لم ينتظر انتهاء المفاوضات فهاجم المخفر في يوم 5 نوفمبر 1927 وقتل جميع افراده.[16]، وكان هدف الدويش من ذلك اظهار الملك عبد العزيز أمام الإخوان بمظهر المتخاذل بشؤون الدين واحراج موقفه مع العراق والإنجليز[15]‏.

وفي 27 يناير 1928 أغار ابن عشوان من شيوخ مطير على عشائر عريبدار بالقرب من الكويت مما أدى إلى ملاحقة القوات الكويتية له ونشوب معركة الرقعي.[17] وفي 19 فبراير 1928 هاجم فيصل الدويش بـ 2,300 مقاتل الجوارين من المنتفق في جريشان جنوب غرب الزبير وتسبب في مصرع 26 شخصا من جانب القبائل العراقية وجرح 80 شخصا إضافة إلى سلب 1,800 رأس من الأغنام و 120 جمل.[17] وكرد فعل بريطاني على غارات الإخوان نفذ سلاح الجو الملكي البريطاني بالعراق غارات جوية على الإخوان في أيام 19 و 20 و 21 فبراير وخلال العمليات تمكن الإخوان من إسقاط إحدى طائرات سلاح الجو الملكي وقتل قائدها البريطاني.[18]

وفي بداية 1929 قام سلطان بن بجاد وفيصل الدويش بحشد قواتهما لشن الغارات على القبائل العراقية[19] فتحرك الدويش من الأرطاوية باتجاه الشمال مروراً بحفر الباطن إلى الجليدة حيث وصلها في 19 فبراير إلا ان خبر وصوله قد تسرب وتجمعت القبائل العراقية تحت قيادة غلوب باشا في الأبطية لذا قرر الإخوان التراجع والنزول في حفر الباطن.

بينما أكمل سلطان بن بجاد هجومه يتبعه 3,000 مقاتل ووصل في 21 فبراير جنوب غرب الأبطية في العراق وقسم قواته 3 اقسام متساوية قسم يقوم بالهجوم على تجار الجمال النجديين وأغلبهم من أهل القصيم وقسم يهاجم شمر وقسم قاده سلطان بن بجاد بنفسه ضد بدو اليعاحب في الجميمة.[20]

مؤتمر الرياض (1928)

سبب هجوم سلطان بن بجاد على التجار وأغلبهم من القصيم وعلى شمر أستياء كبيرا في نجد[21]، وكذلك سببت غزوات الإخوان ضد حدود الدول المجاورة احتجاجا للعراقيين والبريطانيين لدى الحكومة السعودية، واعتبروها مسؤولة عن أمن الحدود حسب معاهدة العقير[22]. فاجتمع الملك عبد العزيز في جدة مع ممثل الحكومة البريطانية السير جيلبرت كلايتون للبحث عن مخرج لهذا الأمر، ولكن انفض الاجتماع دون التوصل إلى حل[23].

عاد الملك إلى الرياض وقد ضاقت به الأمور، فالإخوان يتحدونه، والإنجليز يضغطون عليه ويطالبونه بتنفيذ تعهداته[24]. فعقد في يوم 5 نوفمبر 1928 مؤتمر لرؤساء نجد والإخوان بلغ عدد الحاضرين نحو 800 شخص ولم يحضر الدويش ولا ابن بجاد[25]. من الأمور التي تقررت بالمؤتمر هو مسألة السيارة والتلفون والساعة حيث قال الملك عبد العزيز إنها من الأمور النافعة لكنه على استعداد على منعها وتدميرها بشرط أن يدمر الإخوان أسلحتهم وذخائرهم.[26] كما أطلع الملك عبد العزيز المؤتمر على المفاوضات الدائرة بينه وبين البريطانيين والمتعلقة ببناء المراكز الحدودية وأخبرهم تمسك بريطانيا بهذه المراكز لكنه ألقى بمسؤلية بناء هذا المراكز على الدويش بسبب تعديه على الحدود العراقية من وقت إلى أخر[25]. فجدد له الجميع -بمن فيهم الإخوان الحاضرون- البيعة على السمع والطاعة[27]. فنال الملك عبد العزيز من هذا المؤتمر أو الجمعية العمومية على ماأراد: تجديد البيعة له، وحصر حق اعلان الجهاد بشخصه، مما يعني أن غزوات الأخوان التي منعها اضحت مخالفة للدين، وهكذا بدل الإخوان من مجاهدين إلى خوارج مهدور دمهم ومالهم[28].

السبلة

قام الملك عبد العزيز آل سعود بحشد قواته في بريدة[21] وعنيزة، وبذل المال والعطايا للحضر والبدو حيث منح ثلاث جنيهات لكل مقاتل مع وعد بالمزيد، فتجمع لديه عدد عظيم بحيث فاقت قواته قوات خصومه بثلاث مرات[29].

وبينما كان الدويش في حفر الباطن وابن بجاد في لينة يوزع الأسلاب على أتباعه بلغه أن ابن سعود يحشد قواته في القصيم رتب لانضمامه قواته إلى الدويش[30] حيث تجمعوا في جراب بشمال الزلفي[21] أما ضيدان بن حثلين فبقي في الإحساء ولم يشترك في المعركة[24] ولكن كان يحمي ميسرة الإخوان من أي هجوم طارئ يشنه فهد بن جلوي حيث خيم هو ومعه ابن شقير وابن لامي قريبا من جرية على بعد 130 ميلا جنوب الكويت.
وابتدأت المعركة في السبلة قرب الأرطاوية فجر السبت 18 شوال 1347 هـ / 30 مارس 1929 م، وانتهت بأقل من نصف ساعة حيث كان العامل الحاسم فيها اثنا عشر مدفعا رشاشا نجح الملك بإخفائها عن الإخوان إلى حين المعركة فحصدتهم حصدا وولوا الأدبار تتبعهم خيالة الأمير فيصل بن عبد العزيز لملاحقة المنهزمين[31] وقتلت منهم اعداد كثيرة. أصيب فيصل الدويش خلال المعركة في خصره وأسر، فأستعفى من الملك فعفى عنه بعد ما رأى جراحه وسمح له بالعودة إلى الأرطاوية. ثم جاء سلطان بن بجاد يعرض الاستسلام أملا أن يعاد إلى هجرته في الغطغط لكن الملك ألقي القبض عليه وسجنه في الرياض ودمر هجرته، ثم كافأ المحاربين وعوضهم عن خسائرهم وسرحهم. وقد ارسل إلى ضيدان بن حثلين رسالة يشكره فيها لعدم انضمامه إلى الإخوان في سبلة، وارسل إليه كتاب أمان كي يتسنى التنقل أينما شاء[32]. وسار هو إلى مكة للحج معتقدا أنه انهى ثورة الإخوان[33].

اغتيال ضيدان بن حثلين واشتعال الثورة مجددا

بعد هزيمة الإخوان في معركة السبلة أرسل أمير الأحساء عبد الله بن جلوي إلى شيخ العجمان ضيدان بن حثلين للمثول عنده في الأحساء لكنه رفض، فأرسل ابن جلوي ابنه فهد للقبض على ضيدان في هجرته الصرار. وصلت قوات فهد بن جلوي قرب الصرار في 30 أبريل 1929 وعسكرت في العوينة على مسافة 25 كم من الصرار، وطلب ابن جلوي من ضيدان القدوم إليه في المعسكر وما إن وصل حتى قيد وأعتقل[3] وحينما خيم الليل ولم يعد ضيدان ثار العجمان وشنوا هجومهم على المعسكر في صباح اليوم التالي بقوة مؤلفة من 1,500 مقاتل ولما رأى فهد بن جلوي علامات الهزيمة أمر بقتل ضيدان.وقتل فهد نفسه خلال المعركة.[34] وخوفا من بطش أمير الأحساء لمقتل ابنه فر العجمان شمالا إلى الوفراء وتولى قيادتهم نايف بن حثلين.[3] في 23 يونيو شن العجمان هجوما على العوازم الذين تساندهم قوات أمير الأحساء في رضى اسفرت الغارة إلى مقتل 45 قتيلا من العجمان و15 قتيلا من العوازم[34]

في ذلك الوقت كان فيصل الدويش الذي كان يعتقد الجميع أن يموت موتا بطئيا منزويا في هجرته الأرطاوية في حين كان يقبع سلطان بن بجاد في السجن، بعد أن تعافى الدويش من جراحه خشي أن يلاقي مصير ابن بجاد ويسجن فترك الأرطاوية واستقر بين الأحساء والكويت[35] والقى الدويش بكل ثقله إلى العجمان في 19 يونيو 1929 وكانت أول خطوه أقدم عليها الدويش عند وصوله إلى الحدود الكويتية هي دعوة الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت للنضمام إلى التمرد مقابل استرداد الاراضي التي اقتطعت من الكويت قد رفض أحمد الجابر العرض بعد تحذيرات بريطانية من مساندة المتمردين كما احيط الشيخ أحمد علما بأن كل من يحاول اجتياز الحدود سيتعرض للقصف الجوي بقنابل الطائرات[36] في 28 يونيو جدد الدويش محاولاته لإقناع الشيخ أحمد الجابر بأن يساعد التمرد وبعث اليه عدة رسائل مع عدد من كبار زعماء الإخوان وذكر الدويش في رسائله ان المؤن والإمدادات هي كل مايفتقر اليه وانه سوف يتولى هو بقية الأمر، وبالرغم من ذلك فقد رفض الشيخ أحمد عروض الإخوان[37]

في أثناء ذلك ثارت عتيبة بقيادة الشيخ مقعد الدهينه تناصرهم الإخوان، فاشتعلت نجد بكاملها، وصار الوضع على الإمام عبد العزيز الموجود في الحجاز أخطر مما كان قبل معركة السبلة[29]. حيث انفجر الهياج ضد ابن سعود وانقلب إلى ثورة علنية ضمت عتيبة والعجمان ومطير، وتبين من الوضع أن الإخوان يهدفون في الثورة الثانية اشاعة الفوضى في نجد لهدم مابناه الملك عبد العزيز. فهم لم يقوموا بمهاجمة الحدود الشمالية والقبائل المجاورة، ولكن جعلوا اواسط الجزيرة وشماليها مسرحا لحرب عصابات واسعة النطاق. فلم يعود الإخوان يسترون شهوتهم إلى النهب والسلب، فهاجموا قرى القصيم ونهبوها[38]، واعتدوا أواخر 1929 على قافلة كبيرة للتاجر النجدي ابن شريدة متجهة إلى الشام من بريدة، فقتلوا ابن شريدة ومن معه ونهبوا القافلة[39]. فأضحت الرياض كجزيرة في بحر من الثورة.

وفي 2 أغسطس قام الدويش بشن غارة ناجحة في القاعية على قوة من قبيلتي سبيع والسهول تتبعهم سرية من قوات الملك عبد العزيز قتل أكثرها[40] وعلى الرغم من عدم الاستيلاء على جمال الا انها أدت إلى تراجع قوات عبد العزيز آل سعود إلى الرياض بعد أن كانت تضرب خيامها في حفر العتز[41]

في 5 أغسطس هاجم محمد الوذين من العجمان قافلة للأمير سعود ابن الملك ودمر 14 سيارة من سيارات النقل. وأرسل بعدها فيصل الدويش ابنه عبد العزيز الدويش يصحبه 650 مقاتل في غزوة انطلقت في 15 أغسطس 1929 لغزو قبائل شمر والعمارات تمكنوا من خلالها على الأستيلاء على العديد من الجمال بالإضافة إلى استيلائهم على قافلة سعودية تنقل ما مقدارة 10 ألاف ريال من الزكاة كانت متوجة من مدينة حائل. وقد جمع عبد العزيز بن جلوي قواته لقطع خط الرجعة على الإخوان ونشبت معركة عند آبار أم رضمة في 11 سبتمبر، وقتل عبد العزيز الدويش بالمعركة وغالبية من معه[42]

وفي 22 أغسطس انتقل فيصل الدويش إلى حفر الباطن حيث تمكن من استمالة فرع بريه الكبير من قبيلة مطير، فحملوا خيامهم وعددها ثمانمئة خيمة وساروا نحو الإحساء وانضموا إلى الثوار، وبعدها بأسابيع حاول قسم من البرية دخول بادية الكويت وخيموا في الجهراء ولكن سرعان ما أخرجوا منها[43].
وفي 30 أغسطس / 24 ربيع الأول اضطر فيصل الدويش وفي حاجته لمراع جديدة للأعداد الضخمة من الجمال والأغنام من دخول الكويت من جهة الجنوب وأقام معسكرا ضخما حول آبار الصبيحية، وقدرت أعداد المقاتلة بحوالي خمسة آلاف مقاتل وألفي خيمة ومئة ألف جمل[44]. وحاول اقناع المعتمد السياسي في الكويت الذي طلب منه الخروج من الكويت فورا انه ليس على خلاف مع البريطانيين، وأنه وقبيلته كانوا في السابق من رعايا الكويت ويريدون العودة إلى ولائهم القديم، وأنهم يعانون شحا كبيرا في الأغذية والمؤن، فاعطيت له مهلة يومين مع التعهد بالخروج خلال اليومين[45].

انتهاء التمرد

في هذه المحنة لجأ الإمام عبد العزيز إلى حلفائه الإنجليز طلبا للمساعدة فلم يخيبوه إذ لم يعد لبريطانيا في الجزيرة غيره، فاتخذت موقفا متشددا ضد التمرد. فانهالت شحنات الأسلحة وعادت الأموال والمساعدات تتدفق على الإمام عبد العزيز. في حين لم يكن للثوار سوى البنادق القديمة، أصبح جيش الإمام مجهزا بالسيارات المصفحة والمدافع الرشاشة، وساعدت بريطانيا عبد العزيز في ضرب الثوار بقنابل طائراتها، كما رتبت مع شيخ الكويت أحمد الجابر ان يستعمل القوة ضد الثوار في حال لجوئهم للكويت مقابل مساعدته في تسوية خلافاته مع الملك عبد العزيز. كما قدم القائد الإنجليزي السير غلوب باشا (أبو حنيك) خدمات عسكرية ضد الإخوان. وهكذا حوصر الإخوان من الحدود العراقية والكويتية إضافة إلى حصارهم في نجد[46].

كان استسلام عتيبة وبني عبد الله من مطير في القصيم انتكاسة للإخوان. فتمكنت القوات السعودية من التقدم باتجاه الحفر فدخل الإخوان إلى الكويت صوب الجهراء. فمنعتهم القوات البريطانية من الدخول ورفضت طلبا بحماية النساء والمؤن من هجوم القبائل العراقية في غياب الدويش. فوجد الدويش نفسه أنه من المستحيل القيام بأي عمل ضد القوات السعودية[47]. فأرسل الدويش إلى الإمام عبد العزيز أواخر 1929 موضحا له أن الغزو هو مصدر رزقه وعشيرته الوحيد: «فأما أن يغزو المشركين في العراق والأردن والكويت ويأكل من الغنيمة أو يغزو القبائل التي من حوله ويعيش على السلب[46][48]»، ولكن الإمام رفض هذا المنطق بحكم مسؤوليته بحفظ الأمن وارتباطه بمعاهدات خارجية مع الدول المجاورة له، وأرسل في 29 نوفمبر إلى الكويت برسائل تفيد انه يقترب من الكويت بجيش كبير طالبا من الشيخ أحمد الجابر ان يمنع الثوار من عبور الحدود محملا إياه مسئولية إيوائه أحدا منهم[49] فبدأت طلائع جيش ابن سعود بالتوافد ابتداء من يوم 18 ديسمبر، وفي نفس الوقت بدأ اعداد الثوار الموجودة بالباطن حتى الرقعي بالتقلص، وأخذ زعماء الثوار ينتقلون إلى معسكر ابن سعود أو ينتقلون بهدوء إلى الجنوب، وارسل فيصل الدويش إلى البريطانيين يطلب التسليم ومعرفة شروطها[49].

هجوم عبد المحسن الفرم

كان عبد المحسن الفرم من شيوخ قبيلة حرب قد خرج في نهاية أكتوبر للإغارة على الثوار في الأراضي الكويتية بتحريض من ابن سعود غير أنه لما علم بتسرب أخبار غزوته واستعداد الثوار لملاقاته تعكر مزاجه وعاد إلى موطنه دون أن يهاجمهم، وقد تسببت هذا المحاولة الفاشلة في إثارة تعليقات استهزائية من ابن سعود في العلن ونقل هذا الهزء إلى عبد المحسن الفرم فأراد أن يمحو العار وأن يغزو الدويش، فانطلق مرة أخرى في ديسمبر دون علم ابن سعود ووصل إلى الدويرة في 22 ديسمبر.[50] في أثناء ذلك كان الدويش مخيما في الضرابين وقد تخلى عنه شيخان من شيوخ مطير هما هايف الفغم وسلطان بن مهيليب واتجهوا إلى جنوبا إلى جرية وطلبا الاستسلام إلى ابن سعود في حين كان العجمان مع فرع الدياحين من مطير يخيمون في أبرق الحباري على بعد 40 ميلا عن مخيم الدويش.[50]

تقدم عبد المحسن الفرم إلى شعيب فيلج في 27 ديسمبر وعند غروب يوم 28 ديسمبر تقدم عبد المحسن الفرم وحلفاؤه من شعيب فليج إلى الضرابين وقبل ساعتين من بزوغ الفجر أصبحوا على مسافة قصيرة من مخيمات مطير توقفوا في الظلام وأناخوا جمالهم بانتظار ضوء النهار.[51] كانت جميع خيام مطير والعجمان وقسم من عتيبه تغط في النوم ولم يكن هناك مستطلع أو خافر على مشارف المخيم[52] حيث كان الدويش يعتمد على جواسيسه في اللصافة لتحذيره من تقدم ابن سعود ولم يكن يخطر في باله أن احدا سيهاجمه غير ابن سعود[50] كما كان ينتظر ردا من ابن سعود على شروط الاستسلام[53]

عند بزوغ الضياء الأول لفجر 28 ديسمبر عاود الغزاة الركوب ورفعوا آلوية الحرب وتدفق الفرسان وراكبوا الجمال كالسيل على المخيمات الغافية.[52] ,قد ظن رجال مطير والعجمان وقسم من عتيبه في البداية أن مهاجمهم هو ابن سعود الذي يفوقهم بالعدد لذا لم تدخل في أذهاتهم فكرة المقاومة ووفقا للميل الفطري لدى البدو ركضوا إلى جمالهم التي تعتبر المصدر الأساسي لثروتهم وتخلوا عن خيامهم وكان بيع بعيرين أو ثلاثة يعوضهم عن قيمة بيت الشعر وأثاثه البسيط، لم تكن هناك أي مقاومة للهجوم[54]. كان المهاجمون يخشون من هجوم مقابل مقابل عندما يدرك الهاربون أنهم قد فروا من غزاة بدو أخرىن وليس من ابن سعود وعلى أية حال اقتنعوا بلم شتات الأعداد الكبيرة من الجمال التي استولوا عليها والتي تبلغ حوالي 5 آلاف جمل ثم نهبوا الخيام.[55] صد الهجوم في النهاية لكن مع خسائر بلغت خمسين قتيلا[53].

الاستسلام


رفض الثوار شروط الاستسلام باديء الأمر وحاول الدويش اختراق جيش بن سعود ليتمكن من دخول نجد واحتلالها بعدما تعسر عليه دخولها عن طريق العراق عندما واجهته الطائرات البريطانية. ولكن ارتباك الثوار وتضعضعهم ومحاصرة نيران الطيران لهم في الجهراء أدى إلى استسلام نايف ابن حثلين يوم 9 يناير إلى سلاح الطيران الملكي، الأمر الذي دفع فيصل الدويش إلى تغيير رأيه بشق طريقه عبر قوات ابن سعود، فاستسلم هو الآخر ومعه صاهود ابن لامي يوم 10 يناير 1930، فأرسل الزعماء الثلاث إلى البصرة جوا حيث نقلوا إلى السفينة البريطانية "لوبين" المرابطة على شط العرب[56]. أما فلول الثوار من الدوشان والدياحين من قبيلة مطير وكذلك قبيلة العجمان فقد طلب منهم التجمع في جريشان - روضتين بالقرب من مركز صفوان الحدودي بحراسة مسلحة تابعة لسلاح الجو الملكي إلى ان يتسنى تسليمهم إلى ابن سعود. وقد جرت مفاوضات بين الإنجليز وبين الإمام حول الزعماء الثلاث، وفي يوم 26 يناير تم الاتفاق على الشروط التالية[57]:


  • ان يحفظ ابن سعود ارواح الزعماء واتباعهم.
  • ان كانت هناك عقوبة فيجب أن تكون مرفقة بالرحمة.
  • يتعهد ابن سعود بمنع أي غزوات مستقبلا على الحدود الكويتية العراقية عملا ببنود معاهدة بحرة مع اعادة المسلوبات ان تم ذلك.
  • ان يدفع ابن سعود مبلغ 10 آلاف جنيه استرليني تعويضا لقبائل الكويت والعراق[58].

مابعد الاستسلام

نقل الزعماء الثلاثة جوا إلى مخيم الإمام عبد العزيز يوم 29 يناير، وكذلك القبائل الثائرة التي تعرضت أثناء ابعادها شمال الكويت لغزوات من قبيلة الظفير انتقاما لغزوات سابقة وسلبوهم جمالهم واغنامهم على مرأى من سلاح الجو الملكي[59] فقد سمح لها باستئناف مسيرهم باتجاه نجد، واقتادتهم السيارات المسلحة عبر المناقيش إلى الحدود حيث تسلمهم مبعوثو الإمام يوم 4 فبراير ووزعوهم على الهجر[60].

ومن جملة العقوبات التي فرضت على مطير:

  • مصادرة جميع الجمال العائدة إلى فيصل الدويش شخصيا ومن ضمنها الشروف، وكذلك جميع الخيول.
  • مصادرة جميع الأسلاب التي حصل عليها الدوشان (عائلة الدويش) من الغير مع عدم التعرض لممتلكاتهم الأصلية.
  • مصادرة جميع الأسلاب التي حصل عليها المطران من جمال وخيل وممتلكات أخرى من الغير.
  • لم يتم التعرض لأملاك فيصل الشبلان وعبد العزيز بن ماجد الدويش لأنهما استسلما طوعا للملك.
  • لم تصادر البنادق مهما كان نوعها.
  • عوملت قبيلة العجمان نفس المعاملة[59].

قام الملك عبد العزيز بعد ذلك بتسريح قوات الإخوان وتشتيتهم ودمر عددا من هجرهم من بينها الغطغط قاعدة سلطان بن بجاد أمير عتيبة، فانتهى أمرهم كقوة محاربة[61]. أما الشيخ أحمد الجابر فقد نال جراء تعاونه في دحر الثوار وسام الفارس من امبراطورية الهند البريطانية ووسام الفارس لنجمة الهند وذلك سنة 1930[62].

انظر أيضا

مصادر

  1. ^ أ ب ت ث ج ح University of Central Arkansas, Middle East/North Africa/Persian Gulf Region [وصلة مكسورة]
  2. ^ Battle of Sibilla | Arabian history | Britannica.com نسخة محفوظة 02 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ أ ب ت موسوعة مقاتل نسخة محفوظة 05 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين ص.285
  5. ^ حافظ وهبة، ص.286
  6. ^ أ ب حافظ وهبة، ص.289
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د حافظ وهبة، ص.287
  8. ^ جبران شامية. آل سعود ماضيهم وحاضرهم. ص: 192
  9. ^ أ ب ت جبران شامية ص:193
  10. ^ خير الدين زركلي. شبه الجزيرة في عهد عبد العزيز. ج 1. ص:261.
  11. ^ أ ب جبران شامية ص:194
  12. ^ محمد جلال كشك. السعوديون والحل الإسلامي. ص:575
  13. ^ تاريخ آل سعود. ناصر السعيد (لا يوجد بالكتاب ذكر للطابع أو الناشر)
  14. ^ حافظ وهبة- جزيرة العرب في القرن العشرين ص 291
  15. ^ أ ب ت جبران شامية ص:198
  16. ^ حرب في الصحراء، غلوب باشا ،صفحة 239
  17. ^ أ ب الكويت وجاراتها، هارولد ديكسون، ص.303
  18. ^ غلوب باشا ،ص.240
  19. ^ مذكرات غلوب باشا، ترجمة عطية الظفيري، دار القرطاس للنشر 2001، ص.253
  20. ^ مذكرات غلوب باشا، ص.267
  21. ^ أ ب ت مذكرات غلوب باشا، ص.282
  22. ^ محمد المانع. توحيد المملكة العربية السعودية. 1982. شركة مطابع المطوع. الدمام
  23. ^ خير الدين الزركلي. شبه الجزيرة في عهد عبد العزيز. دار العلم للملايين بيروت ط:2 1977 ج:1. ص:478
  24. ^ أ ب جبران شامية ص:199
  25. ^ أ ب حافظ وهبة، ص.294
  26. ^ هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها، ص.312
  27. ^ الزركلي. ص:484-485
  28. ^ جبران شامية ص:201
  29. ^ أ ب جبران شامية ص:202
  30. ^ مذكرات غلوب باشا، ص.283
  31. ^ مصادر معلومات ابن سعود [وصلة مكسورة] نسخة محفوظة 24 يوليو 2016 على موقع واي باك مشين.
  32. ^ ديكسون. ص:315
  33. ^ Robert Lacey. The Kingdom. Harcourt Brace Jovanovich. Pablisher New york. London p.212-214
  34. ^ أ ب هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها ص.320
  35. ^ حافظ وهبة، جزيرة العرب في القرن العشري، ص.296
  36. ^ غلوب باشا في كتابة حرب في الصحراء ص. 300
  37. ^ هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها ص.324
  38. ^ جبران شامية ص:203
  39. ^ محمد المانع ص:126
  40. ^ عبد الله بن خميس، تاريخ اليمامة الجزء الثاني ص. 359
  41. ^ هارولد ديكسون، الكويت وجاراتها ص.325
  42. ^ هارولد ديكسون، عرب الصحراء ص.472
  43. ^ الكويت وجاراتها. ص:323
  44. ^ الكويت وجاراتها. ص:324
  45. ^ الكويت وجاراتها. ص:329
  46. ^ أ ب جبران شامية ص:204
  47. ^ الكويت وجاراتها. ص:328
  48. ^ كشك. ص:652
  49. ^ أ ب الكويت وجاراتها. ص:330
  50. ^ أ ب ت غلوب باشا، ص:407
  51. ^ غلوب باشا، ص:408
  52. ^ أ ب غلوب باشا، ص:409
  53. ^ أ ب الكويت وجاراتها. ص:331
  54. ^ غلوب باشا، ص.409
  55. ^ غلوب باشا. ص:410
  56. ^ الكويت وجاراتها. ص:333
  57. ^ الكويت وجاراتها. ص:337
  58. ^ الكويت وجاراتها. ص:338
  59. ^ أ ب الكويت وجاراتها. ص:339
  60. ^ الزركلي. ص:507
  61. ^ جبران شامية. ص:207
  62. ^ الكويت وجاراتها. ص:340

المراجع

  • حرب الصحراء، جون غلوب باشا، ترجمة صادق عبد الركابي، الأهلية، المملكة الأردنية الهاشمية.
  • الكويت وجاراتها، هارولد ديكسون، ترجمة فتوح الخترش، ذات السلاسل الكويت.
  • جزيرة العرب في القرن العشرين، حافظ وهبة.
  • آل سعود ماضيهم وحاضرهم. جبران شامية. عضو مشارك في جمعية دراسات الشرق الأوسط لأمريكا الشمالية. ط.2 صحارى للطبع والنشر. لندن 1989.