أشهب بن عبد العزيز القيسي هو أبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داوود بن إبراهيم القيسي الجعدي الفقيه المالكي المصري، وقيل: اسمه مسكين ولقبه أشهب.[1] (140 هـ - 204 هـ) مفتي مصر، وكان أشهب على خراج مصر، وكان صاحب أموال وحشم.[2]
أدرك أشهب الشافعي لما قدم لمصر، وقال الشافعي: «ما أخرجت مصر أفقه من أشهب، لولا طيش فيه»، قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت أشهب في سجوده يدعو على الشافعي بالموت فذكرت ذلك الشافعي فأنشد متمثلًا من الطويل:
تمنّى رجالٌ أن أموت وإن أمُتْ
فتلك سبيلٌ لستُ فيها بأوْحدِ
فقُلْ للذي يبغي خلافَ الذي مضى
تزوَّدْ لأخرى غيرها فكأنْ قدِ
قال: فمات الشافعي فاشترى أشهب من تركته عبدًا، ثم مات أشهب فاشتريت أنا ذلك العبد من تركة أشهب، وكانت وفاة أشهب في شهر رجب سنة أربع ومائتين بعد الشافعي بثمانية عشر يومًا، وقيل: بشهر واحد.[1]
ودعاء أشهب على الشافعي من باب كلام المتعاصرين، بعضهم في بعض، لا يعبأ به، بل يترحم على هذا، وعلى هذا، ويستغفر لهما، وهو باب واسع، أوله موت عمر وآخره رأيناه عيانًا، وكان يقال لعمر: قفل الفتنة.