انتقل إلى المحتوى

الشريعة الإسلامية

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها MaraBot (نقاش | مساهمات) في 19:36، 11 أغسطس 2022 (مهمة: إضافة قالب {{بطاقة تخصص}} (التفويض)). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

الشريعة الإسلامية
صنف فرعي من
يمتهنه
التاريخ

الشريعة الإسلامية هي مصطلح إسلامي يشير إلى ما شرعه الله لعباده المسلمين من الأوامر والنواهي والحلال والحرام،[2] وهي الأحكام والقواعد والنظم المُشرَّعة من الله لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة في شعبها المختلفة.[3] ومن تعريفاتها أيضًا أن الشريعة هي الدين.[2]

الشريعة لغةً

الشريعة لغةً هي مورد الماء الجاري الذي يعده الناس لسقي دوابهم ومنه قول العرب شرعت الإبل إذا وردت شريعة الماء.[2] قال ابن فارس: «الشريعة، وهي مورد الشاربة للماء، واشتق من ذلك الشرعة في الدين، والشريعة.».[4] وقال ابن منظور: «والعرب لا تسميها شريعة حتى يكون الماء عدًّا لا انقطاع له، ويكون ظاهرًا معينًا لا يسقى بالرِّشاء.».[5] وفي الحديث: فأشرع ناقته أي أدخلها في شريعة الماء. وفي حديث الوضوء: حتى أشرع في العضد أي أدخل الماء إليه.[6]

ومن ذلك اشتق معنى الشريعة وهي الطريقة المستقيمة ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۝١٨ [الجاثية:18] أي جعلناك على طريقة مستقيمة وواضحة من أمر الله.[7] أورد الفيروزآبادي في معنى الشريعة: «الظاهر المستقيم من المذاهب... وشَرَعَ لهم، كمَنَعَى: سَنَّ».[7] قال امرؤ القيس:[8]

ولما رأت أن الشريعة همُّهاوأن البياض من فرائصها دامي


الشريعة اصطلاحًا

يراد الشريعة دين الإسلام كله بمعناه الشامل، فقيل في تعريفها أنها ما شرعه الله لعباده المسلمين من الأوامر والنواهي والحلال والحرام،[2] وهي الأحكام والقواعد والنظم المُشرَّعة من الله لإقامة الحياة العادلة وتصريف مصالح الناس وأمنهم في العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات ونظم الحياة في شعبها المختلفة.[3] وقال ابن منظور: «والشريعة والشرعة: ما سن الله من الدين وأمر به كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أعمال البر».[6] وقال ابن حزم الأندلسي: «الشريعة هي ما شرعه الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في الديانة، وعلى ألسنة الأنبياء عليهم السلام قبله، والحكم منها للناسخ.».[9] وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:[10]

الشريعة الإسلامية الشَّرِيعَةَ هِيَ طَاعَةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنَّا، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]، وَقَدْ أَوْجَبَ طَاعَتَهُ وَطَاعَةَ رَسُولِهِ فِي آيٍ كَثِيرٍ مِنْ الْقُرْآنِ، وَحَرَّمَ مَعْصِيَتَهُ وَمَعْصِيَةَ رَسُولِهِ وَوَعَدَ بِرِضْوَانِهِ وَمَغْفِرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَجَنَّتِهِ عَلَى طَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ وَأَوْعَدَ بِضِدِّ ذَلِكَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَمَعْصِيَةِ رَسُولِهِ، فَعَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ عَالِمٍ أَوْ أَمِيرٍ أَوْ عَابِدٍ أَوْ مُعَامِلٍ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فِيمَا هُوَ قَائِمٌ بِهِ مِنْ عِلْمٍ أَوْ حُكْمٍ أَوْ أَمْرٍ أَوْ نَهْيٍ أَوْ عَمَلٍ أَوْ عِبَادَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ.

وَحَقِيقَةُ الشَّرِيعَةِ: اتِّبَاعُ الرُّسُلِ وَالدُّخُولُ تَحْتَ طَاعَتِهِمْ كَمَا أَنَّ الْخُرُوجَ عَنْهَا خُرُوجٌ عَنْ طَاعَةِ الرُّسُلِ وَطَاعَةُ الرُّسُلِ هِيَ دِينُ اللَّهِ.

الشريعة الإسلامية

الشريعة في القرآن

ورد لفظ الشريعة ومشتقاتها في القرآن أربع مرات:[11]

  •  ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ   الجاثية الآية 18
  •  وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ   المائدة الآية 48
  •  شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ   الشورى الآية 13
  •  أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ   الشورى الآية 21

خصائص الشريعة الإسلامية

يسرد العلماء المسلمون عدة خصائص للشريعة الإسلامية، منها أنها:

  • عامة، فلا يختص بها أمة دون أمة أو قوم دون قوم.[12]
  • دائمة، فلا يختص بها جيل دون جيل.[12]
  • معصومة، يقول الشاطبي: "إن هذه الشريعة المباركة معصومة، كما أن صاحبها معصوم، وكما كانت أمته فيما اجتمعت عليه معصومة".[13]
  • ملزمة، ولا يصح لأحد الخروج منها، والدليل قوله:  وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا  .[14]
  • أصولها قطعية الدلالة.[15]

مصادر التشريع الإسلامي

تستمد الشريعة الإسلامية أحكامها من القرآن، ومن السنة النبوية، ومن إجماع العلماء على حكم من الأحكام في عصر من العصور بعد وفاة النبى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) مثل الإجماع على مبايعة أبى بكر بالخلافة، ومن القياس في إثباته حكم فرعى قياسا على حكم أصلى لعلة جامعة بينهما؛ مثل إثبات جريمة إتلاف مال اليتيم بالحرق قياسا على جريمة إتلافه بالأكل، الثابت بالقرآن؛ بجامع الإتلاف في كل. بالإضافة إلى مجموعة من الأدلة المختلف فيها مثل: الاستحسان، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع، والبراءة الأصلية، والعرف المستقر، وقول الصحابي؛ حيث لم يخالف نصا شرعيا، ولم يوجد ما يخالفه من قول صحابي آخر.

إقامة الحدود

أحد الإشكاليات القائمة هي حصر بعض الفقهاء وطلبة العلم وغيرهم لمفهوم عبارة «تطبيق الشريعة» بإقامة الحدود فالحدود عقوبات قررها الشارع بشأن جنايات محددة ثم طلب من المسلمين التماس الشبهات لدرء تطبيقها والحيلولة دون تنفيذها. فعندما يقرر أحدهم أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو إقامة الحدود، فهو بذلك يحشر نفسه في مسألة جزئية نحن مطالبون قدر الإمكان بعدم تطبيقها.

وعليه فان المفهوم الصحيح لعبارة (تطبيق الشريعة) هو إقامة الحياة وتصريف مصالح الناس بالعدل والقسط. فالطائرة التي يستخدمها الناس في سفرهم هي من الشريعة، والمطار الذي اقلعت منه الطائرة، والمطار الذي هبطت إليه، وما يستمتع به من خدمات وهواء بارد نظيف هو من تطبيق الشريعة، والسيارة، والشوارع الممهدة التي يستخدمها الناس وما يحفها من خدمات هي من الشريعة، والجسور والأنفاق أيضًا هي من الشريعة، ورجال المرور والإشارات الضوئية التي تنظم سير الناس وسلامتهم هو من الشريعة، ورجال الأمن الذين يحرسون على أمن الناس هو من الشريعة، والجامعات والمعاهد والمدارس هو من تطبيق الشريعة، وكل ما ييسر حياة الناس ويؤمن حاجاتهم هو من الشريعة، فكل هذا من الشريعة: تطبيق الحدود ورعاية مصالح البلاد والعباد و الامر بالمعروف والنهي عن المنكر

اتفاق الشرائع السماوية

وقد أجمع العلماء على إن الشرائع السماوية عند نزولها من الخالق متفقة على أمرين:

  1. الأمور الاعتقادية، من حيث الإقرار بوجود إله خالق رازق محى مميت موجد لهذا العالم، وواضع لنواميسه، ومرسل للرسل وما يحملون من شرائع، كذلك الدعوة إلى توحيد الله وعدم الاشراك به، وصرف العبادة لله وحده وعدم جواز صرفها لغير الله.
  2. الدعوة إلى مكارم الأخلاق، مثل الوفاء بالعهود والعقود، والإخلاص في الأقوال والأفعال، وأداءالأمانات.. وغير ذلك مما تدعوا إليه هذه الشرائع.

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ مذكور في: السيرة الذاتية الألمانية. مُعرِّف الفهارس الألمانية (DtBio): 1151921939. الوصول: 28 أكتوبر 2020. الناشر: المكتبة البافارية الحكومية. لغة العمل أو لغة الاسم: الألمانية.
  2. ^ ا ب ج د "تعريف الشريعة، والفقه، وأصول الفقه. - الإسلام سؤال وجواب". islamqa.info. مؤرشف من الأصل في 2021-04-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-30.
  3. ^ ا ب السعدي، إسحاق (1434 هـ - 2013). "كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه - تعريف الشريعة اصطلاحا". al-maktaba.org. وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر. ص. 304. مؤرشف من الأصل في 1 ديسمبر 2021. اطلع عليه بتاريخ 2021-11-30. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة).
  4. ^ "معجم مقاييس اللغة - أبو الحسين أحمد بن فارس زكريا - ج ٣ - الصفحة ٢٦٢". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  5. ^ "لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٧٥". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  6. ^ ا ب "لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١٧٦". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  7. ^ ا ب "ص39 - كتاب تعرف على الإسلام - خصائص الشريعة الإسلامية ومقاصدها - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  8. ^ "إسلام ويب - لسان العرب - حرف الضاد - ضرج- الجزء رقم9". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  9. ^ "الأحكام - ابن حزم - ج ١ - الصفحة ٤٢". shiaonlinelibrary.com. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  10. ^ ابن تيمية، تقي الدين. مجموع الفتاوى - ج 19: أصول الفقه 1: الاتباع. دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة. ص. 167. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04.
  11. ^ "لفظ الشريعة في القرآن الكريم - موقع مقالات إسلام ويب". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2020-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-04.
  12. ^ ا ب محمد الخضر حسين (1999). الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان. القاهرة: نهضة مصر. ص. 13. ISBN:9771409476.
  13. ^ الشاطبي. "الموافقات - كتاب المقاصد - القسم الأول مقاصد الشارع - النوع الأول في بيان قصد الشارع في وضع الشريعة - المسألة الثانية عشرة الشريعة والأمة تبعا للنبي صلى الله عليه وسلم كلهم معصومون- الجزء رقم2". islamweb.net. ص. 91. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-07.
  14. ^ "ص332 - كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه - خصائص الشريعة الإسلامية - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2021-12-07. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-07.
  15. ^ الشاطبي. "الموافقات - كتاب المقاصد - القسم الأول مقاصد الشارع - النوع الأول في بيان قصد الشارع في وضع الشريعة - المسألة التاسعة أصول الشريعة وأصول أصولها وأدلتها قطعية- الجزء رقم2". islamweb.net. ص. 79. مؤرشف من الأصل في 2020-11-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-12-07.
  16. ^ الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ص2208، حاشية الإمام أحمد الصاوى على تفسير الجلالين.

مراجع الاستزادة

  • أصول الفقه للشيخ/محمد الخضرى بك ط المكتبة التجارية بمصر 1969 م.
  • علم أصول الفقه وتاريخ التشريع الإسلامي للشيخ/أحمد إبراهيم بك، ط دار الأنصار بمصر.
  • المدخل لدراسة الشريعة الإسلامية للدكتور/عبد الكريم زيدان، ط مؤسسة الرسالة بيروت.
  • فلسفة التشريع في الإسلام، للدكتور صبحي محمصاني، دار العلم للملايين، بيروت 1946م. وقد ترجم هذا الكتاب إلى اللغة الأوردية (لاهور 1955) واللغة الفارسية (طهران 1968). كما ترجم إلى اللغة الإنكليزية (The Philosophy of Jurisprudence in Islam, Leiden, E.J. Brill, 1961, translated by Farhat Ziadeh).