أحمد المنصور الذهبي
خليفة أمير المؤمنين سابع سلاطين المغرب من الأشراف السعديين |
||||
---|---|---|---|---|
| ||||
خليفة أمير المؤمنين سابع سلاطين المغرب من الأشراف السعديين |
||||
الفترة | 1578 - 1603 (قرابة 26 عام) | |||
تاريخ التتويج | 1578 | |||
معلومات شخصية | ||||
الاسم الكامل | أحمد المنصور بن محمد الشيخ بن محمد القائم بأمر الله الزيداني الحسني | |||
الميلاد | 1549 فاس، الدولة السعدية |
|||
الوفاة | 1603 (54 سنة) نواحي فاس، الدولة السعدية |
|||
سبب الوفاة | طاعون | |||
مكان الدفن | ضريح السعديين | |||
الديانة | الإسلام | |||
الأولاد | زيدان الناصر بن أحمد الشيخ المأمون | |||
الأب | محمد الشيخ | |||
الأم | مسعودة الوزكيتية | |||
إخوة وأخوات | ||||
عائلة | السعديون | |||
الحياة العملية | ||||
المهنة | عاهل، وشاعر، وكاتب، وقائد عسكري | |||
اللغة الأم | العربية | |||
اللغات | العربية | |||
العلامة | ||||
تعديل مصدري - تعديل |
أحمد المنصور بالله الذهبي أمير المؤمنين المولى أبي العباس المجاهد أحمد بن الإمام مهدي الأمة أبي عبد الله بن المهدي الخليفة الإمام القائم بأمر الله[1] (ميلاد: 956هـ/1549م بفاس، وفاة: 18 ربيع الأول 1012هـ/25 أغسطس 1603م نواحي فاس)، هو سابع سلاطين المغرب من الأشراف السعديين، بويع في ساحة معركة وادي المخازن يوم الاثنين متم جمادى الأولى سنة 986هـ/ 4 أغسطس 1578م بعد وفاة أخيه السلطان عبد الملك الأول، وتلقب بالمنصور بالله؛ تيمنًا بانتصار المسلمين فيها، [وب-عر 1] ولُقِبَ بالذهبي لكثرة الذهب في عهده.[2][3] تعرض المنصور في بداية توليته لمؤامرة كاد يفقد فيها سلطانه؛ دبرها العثمانيون باتفاق مع بعض كبار قادة الجيش المغربي من الأندلسيين بهدف تنحيته، وتولية ابن أخيه إسماعيل بن عبد الملك، مستغلين في ذلك شعبية المولى عبد الملك في نفوس العامة.[4]
عد حكم أحمد المنصور بالله الذي دام قرابة ست وعشرين عام أزهى عهود المغرب والحكم السعدي رخاءا وعلما وعمرانا وجاها وقوة،[5] اتسعت خلاله رقعة الدولة فأصبحت تمتد إلى ما وراء نهر النيجر جنوبا، وبلاد النوبة المتاخمة لصعيد مصر شرقا، كما سعى السلطان الشريف لاستعادة الأندلس وغزو الهند وفتح العالم الجديد وجهز لذلك العتاد والمؤَن والجيوش.[فرن 1]
عُرفَ المنصور بحبه للعلم ورعايته للعلماء[6] لذلك لُقِّب: عالم الخلفاء وخليفةُ العلماء، وله في علم السياسة مؤلف بين فيه كيف تُنظم الأمة المُلك وكيف تحافظ على كيانها ومجدها.[7] عرفه الغرب بالمتصوف صاحب المعرفة العميقة بعلوم الدين الإسلامي المحب للكتب، والخط، والرياضيات، العاشق للمناقشات العلمية وراعياً للعلوم والفنون.[إنج 1] هذا ويعتبر السلطان الشريف حسب بعض المؤرخين من الشخصيات الهامة التي كان لها الشأن العظيم والتأثير الكبير على الساحة السياسية الأوروبية والأفريقية أواخر عصر النهضة.[إنج 1]
نشأته[عدل]
نسبه وشكله[عدل]
أحمد المنصور بن محمد الشيخ بن القائم بأمر الله بن علي بن مخلوف بن زيدان بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم بن محمد النفس الزكية بن عبد الله الكامل بن حسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب.[8]
وأورد وصفه المؤرخ أحمد بن خالد الناصري في كتابه الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى:
التنبؤ بخلافته[عدل]
انتشرت عدة أقوال حول تولي أحمد المنصور للخلافة [10] منها ما جاء عن الفقيه أبو العباس أحمد بن عبد الله الدغوغي وتنبؤه بخلافة أحمد المنصور الحكم بعد رؤية صالحة رأى فيها نفسه فِي جمع يسرد فيه صحيح البخاري بموضع من قصر السلطان وهو يحمل كتاب ويقول في ذلك:
ونحو ذلك ما ذكر عن بكدار ابن الشيخ أبي زكرياء يحيى بن علال المالكي البوخصيبي أنه رأى النبي ﷺ في منام فشكا إليه الفساد الذي عاتته قبيلة أولاد مطاع فقَال له النبي ﷺ «يَأْتِيهم أَحْمد» فَكَانَ أن تولى أبو العباس المنصور فأخذهم وفل جمعهم.[12] وأخرى وردت عن سفير الدولة أَبُو مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن عَليّ الْجُزُولِيّ الدرعي عند حجه لبيت الله بعد اجتماعه مع بعض أهل العلم من المكاشفة المصريين الذين سألوه عن أسماء أبناء سلطانه محمد الشيخ فبادر بعدهم ولم يذكر المنصور إذ كان قد ولد أثناء سفرته هاته فقالوا: «أليس فيهم أحمد أي فهو خليفة الإسلام العظيم الشأن القوى السلطان المفتوح له وعلى يده».[13] كما أحمد المنصور نفسه كان يقص رؤية رأى فيها النبِي ﷺ وأنواره تشرق فسأله.[14]
حياته المبكرة[عدل]
كانت ولادة المنصور بِاللَّه بفاس سنة 956 هجرية الموافقة لسنة 1549م، أمه مسعودة بنت الشيخ أحمد بن عبد الله الوزكيتي الورزازي،[15] وعاش قسما من طفولته بقرية أمسكرود بسوس[16].وحظي بحظوة خاصة عند والده محمد الشيخ وجده القائم بأمر الله،[14][17] ونشأ في العفاف والصيانة وتعاط للعلم وملازمة لأهله في مراكش ثم تارودانت فأخذ العلم عن كبار فقهاء ومشايخ عصره، كأبي العباس بن علي المنجور وشقروان بن هبة الله وأبي زكرياء يحيى السراج وموسى الروداني وغيرهم[18]، فكان أن برع في الأدب والشعر والفقه والمنطق والرياضيات. واضعا كسب العلم والثقافة والأدب والفقه نهجا لحياته، تنقل المنصور إلى المشرق، بعد أن تولى أخوه عبد الله الغالب الحكم، فدرس الشيء الكثير واكتسب خبرة ورؤية في شؤون أوروبا ودول البحر المتوسط.[19]
وتختلف الروايات عن الأحداث التي مر بها في شبابه، فحسب الإفراني، فبعد تولي أخيه الغالب الحكم، اغترب مع أخيه عبد الملك إلى تلمسان[20]، وجابوا أرجاء الدولة العثمانية حيث طلبوا من السلطان العثماني سليم مساعدتهما إلا أنه رفض [21]. كما شاركوا في معركة ليبانت حيث أُسر أحمد في يد الإسبان لمدة عام تعلم فيها اللغة الإسبانية. ثم نجح الأخوان في استرجاع حلق الوادي بتونس من يد الإسبان[إنج 2]. وبعد هذا الانتصار أمر السلطان العثماني بدعمها فدخلا في صراع مع أخيهم المتوكل انتهى بهزيمته في معركة خندق الريحان فتولى عبد الملك العرش وعهد إلى أحمد أن ينوب عنه في فاس [21].
غير أن الفشتالي[إنج 2] روى بأنه ظل بالمغرب الأقصى إلى غاية وفاة أخيه الغالب سنة 1574.[فرن 2] بينما ذهب حركات أن المنصور هاجر مع أخويه في البداية إلا أنه رجع في ظروف غامضة إلى المغرب لمتابعة دراسته.[21]
اعتلاء المنصور للعرش[عدل]
بيعته[عدل]
لعب أحمد دورا مهما في معركة وادي المخازن، فقد كان يقود فرقة خيالة على ميمنة الجيش [إنج 3] ويرجع له الفضل في النصر بفضل مهارته العسكرية والتكتيكية وتباثه، رغم قوة الهجوم البرتغالي وإصابته برصاصة في صدره.[22] [إنج 4]
بويع أحمد المنصور سلطانا خلفا لأخيه عبد الملك الذي توفي عقب المعركة من قبل الجمع الذي شارك فيها يقول أحمد بن خالد الناصري.
وما ان استتب للمنصور الأمر حتى كتب لسائر الدول الإِسلامية المجاورين للمغرب يحدثهم بما أنعم عليه الله من نصر وسلطان، فوردت عليه التهاني من سائر الأقطار وهدايا من ملوك فرنسا والبرتغال وإسبان ومن العالم الإسلامي سيف محلى من السلطان مراد بن سليم العثماني.[23]
ثورة داود وعرب الخلط[عدل]
عقب معركة واد المخازن كان على المنصور مواجهة الأطماع العثمانية حيث أرسل العثمانيون وفدا إلى مراكش في سبتمبر 1579 للمطالبة بالتنازل عن بعض الموانئ المغربية وخصوصًا ميناء العرائش مرفوقا بهدايا لا تليق إلا بـال«خادم».[فرن 3] كما سعت الدولة العثمانية لإسقاط حكم المنصور في بداياته وتولية مكانه ابن أخيه إسماعيل بن عبد الملك من زوجته التركية التي تزوجت باشا الجزائر وذلك بتحضير انقلاب سنة 1578، ودعم ابن أخيه داود بن عبد المؤمن بن محمد الشيخ [24] الذي تمرد عقب البيعة، فبعث له المنصور القائد أبا عبد الله محمد بن إبراهِيم بن بجة، الذي فل أمره وفك جمعه. نزح بعدها داود إلى الصحراء واستقر بها إلى أن توفي سنة ثمان وثمانِين وتسعمائة هجرية.[25]
أما عرب الخلط فكانوا من قبيلتي مختار وسفيان استقدمهم سلاطين بني مرين من المغرب الأوسط إلى المغرب الأقصى ونظرا لولائهم تبوؤوا أعلى المناصب في الجندية [26] وظلوا كذلك إلى عهد السلطان محمد الشيخ السعدي إذ خلع عرب الخلط من سلك الجندية ونقلهم من آزغار إلى مراكش وذلك لما أظهروا من مساعدة لأبو حسون الوطاسي لما قدم بجيش العثمانيين،[27] وظل أمرهم كذلك حتى تولى أحمد المنصور الحكم فعفى عنهم ونقلهم من مراكش إلى حيث كانوا بآزغار وألحق نصفهم بالجندية بعدما رأى قتالهم في واقعة وادي المخازن.[28] إلا أن ذلك أدى إلى عثيهم في البلاد فسادًا، وضايقوا الرعية، فكثرت الشكاية منهم ومن ذلك نهبهم لقبيلة أولاد مطاع،[28] ففرض عليهم أحمد المنصور في أول الأمر ضريبة فلم يزدادوا إِلا عتوا وشدة[28] فأرسل إليهم القائد موسى بن أبي حميد العمري، وانتزع منهم الخيل، ثم قاتلهم حتى استأصل جمهورهم وضعفت شوكتهم.[28]
فتوحاته الأولى[عدل]
ضم قصور الصحراء وبلاد شنقيط[عدل]
وهي أراضي تضم كلا من توات، جودة، تامنطيت، تابلبالت، وارڭلان، تسابيت، تيكورارين، وأخرى.[29] وقد كان ذلك سنة 990 هجرية الموافق لسنة 1583 ميلادية بعد إرسال المنصور محلة (لفظ مغربي مرادف لجيش) بقيادة القَائد أبا عبد الله محمد بن بركة والقائد أبا العباس أحمد ابن الحداد العمري. بدأت مسيرة الجيش انطلاقا من مراكش، ووصلوا بعد سبعين يوما حيث قاموا في بادئ الأمر بالدعوة لطاعة والإنذار، وبعد امتناع شيوخ القبائل عن اذعان بدأت الحرب.[5][28][30]
حاول السعديون السيطرة مرارا على شنقيط وأبرز المحاولات كانت في عهد سلطان محمد الشيخ، لكن السيطرة عليها لم تتأتى الا في عهد أحمد المنصور الذهبي الذي جرد حملة قوامها 8000 رجل [إنج 5] بقيادة محمد بن سالم. تمكنوا خلال 90 يوما من السيطرة في على وادان وبلاد شنقيط حتى وصلوا إلى حدود نهر السنغال وكان ذلك سنة 1584.[31]
مبايعة أبي العلاء ملك برنو له[عدل]
ورد على المنصور سنة 990 هجرية رسالة يحملها رسول حاكم مملكة برنو يطلب فيها المدد بالعسكر والجند والبنادق والمدافع للمحاربة والجهاد بالسودان،[32] فأجابهم بأن الجهاد لا يتم لهم الا بعد حصولهم على اذن من إمام الجماعة الصفة التي خص بها الله أمير المؤمنين وطالبهم بالبيعة،[33] فقبلوا بيعة أحمد المنصور وطلب رسول أبي العلاء نسخة مكتوبة من عقد البيعة لتكون حجة لهم وعليهم،[33] فحررها كاتب الدولة أبو فارس عبد العزيز الفشتالي،[33] ونصها ما يلي:
ثورة قرقوش وأطماع ملك إسبانيا[عدل]
ثم أعاد المنصور توجيه نظره نحو الشمال بسبب قيام رجل اسمه الحاج قرقوش المكناسي بثورة متلبسا بلباس الزاهد في الدنيا فأعلن نفسه أميرا للمؤمنين بجبال غمارة وبلاد الهبط، وهي ثورة عنيفة شغلت بال أحمد المنصور الذهبي وجهز جيوشا كبيرة لقمعها. وأسند السلطان أمر قمع هذه الثورة لولي العهد الشيخ المأمون، والقائد العسكري حمو بجة، وكان القواد العسكريون، يرسمون الخطط الحربية لقمع الثورة من مدينة شفشاون، واستمرت الحرب من أجل قمع ثورة قرقوش عدة شهور من سنة 996 هـ/1587م. واستطاعت جيوش أحمد المنصور بعد معارك طاحنة التغلب على هذه الثورة التي كان من نتائجها أن عرفت هذه المنطقة فترة حالكة من حياتها.[34]
وبعد إخماد ثورة قرقوش كان على المنصور مواجهة أطماع الملك فيليب الثاني ابتداء من أواخر سنة 1581 الذي سعى إلى إقناع المنصور بأن يتنازل له عن ميناء العرائش فاضطر السلطان أن يعده بذلك[35][36] ،إلا أنه كان يسعى فقط لربح الوقت ليعيد بناء تحصينات المدينة فانتظر حتى يحدثه مرة أخرى وكان له ذلك بعد ستة أشهر. واستمر الأخذ بخاطر فيليب الثاني ثلاثة سنوات أخرى إلى سنة 1585، حين اكتشف هذا الأخير مؤامرة المنصور الذي يحاول عقد حلف مع الإنجليز وهولنديين أعداء الكاثوليكية والهابسبورغ والملك فيليب التقليديين، فهدد هذا الأخير بأخذ العرائش عنوة ودعم الأمير مولاي الناصر.[فرن 4] فأجابه المنصور بالنقض البائن للوعد الذي كان بينهم حول العرائش فهو لن يخاطر باستقرار ملكه بتسليمه الميناء للنصارى، وأنه إذا اضطر لتخلي عن الميناء فانه سيسلمه للعثمانيين المسلمين، مؤكدا في نفس الوقت أن العرائش أصبحت من تحصين بما كان لا يقدر عليها أحد وأن إسبانيا لم يعد لها ما تخشاه من الخطر العثماني، مشيرا لطلب ملكة إنجلترا منه دخول حرب معهم ضده أو على أقل جعل الموانئ المغربية قواعد تنطلق منها هجمات الإنجليزية،[برت 1] وأنه حفاظا على علاقة الصداقة لم يشأ إجابة إليزابيت بعد. ليعود فيليب الثاني سنة 1586 ليخطب ود أحمد المنصور وعرض تبادل العرائش بمزاكان فرفض المنصور. في خضم ذلك نجح السلطان في عقد اتفاق مغربي انجليزي برتغالي، دعم بموجبه جهود إنجلترا في صراعها ضد إسبانيا، من خلال مساندة البرتغالي الدون أنطونيو في مطالباته بعرش البرتغال من خلال قرض مشروط بتوجيه هذا الأخير لابنه الدون كريستوف رهينة إلى حين تسديده.[فرن 5] استعمل المنصور الدون كريستوف ابن دون أنطونيو كورقة ضغط مقابلة لورقة الأمير مولاي الناصر التي يملكها فيليب الثاني. هدد هذا الأخير السلطان بأنه سيجمع أكبر أسطول بحري لكن المنصور علم بفضل شبكة جواسيسه المكونة من اليهود والأندلسيين أن الأسطول يتجه إلى إنجلترا وأنه لا يشكل خطرا عليه، أتبع ذلك تعرض الأسطول الإسباني الأخير للهزيمة على يد الإنجليز سنة 1588 وإرسال إليزابيث رسالة للمنصور تخبره بذلك. فأرسل أحمد المنصور أحمد بن عيسى النقسيس لمهاجمة الحامية الإسبانية بسبتة فنجح في نصب كمين سقط فيه 400 أسير إسباني.[37]
دشن ذلك حقبة جديدة من العلاقات المغربية الإسبانية، فالحرب على الجبهة المغربية في نظر فيليب الثاني قد تتسبب في ثورة الأندلسيين ودخول العثمانيين الحرب، ما جعله يذعن لعقد اتفاق. فجرى الاتفاق على أن تعيد اسبانيا أحد الثغور المحتلة للمنصور[فرن 6] (اُتفق على سبتة ثم استقر الأمر على أصيلة) والتخلي نهائيا عن حلم تملك العرائش وإبعاد مولاي الناصر عن المدن البحرية ووضعه تحت الإقامة الجبرية.[فرن 7] أعقب ذلك الاتفاق التزام المنصور الحياد[فرن 7] سنة 1589 في معركة الأرمادا الإنجليزية الشيء الذي ساهم في هزيمة الإنجليز وقطيعة سياسية بينهم والمنصور على حساب تعزيز العلاقة مع فيليب الثاني.استطاع بعد ذلك أحمد المنصور التخلص من الضغط الأيبيري وتفرغ لمشاريعه في بلاد السودان.
فتح بلاد السودان[عدل]
أسباب الحملة[عدل]
- عامل التوسع السياسي: فالمنصور السعدي كان يعتبر نفسه خليفة، ويستمد سلطة الخلافة من نسبه، وشجعه فتح تيكوررارين وتوات على الاستمرار [38] بالإضافة إلى أن تنامي النفوذ التجاري والسياسي الأوروبي بالساحل الأفريقي شكل عاملا آخر للتدخل.[39]
- العامل العسكري: لم تكن السودان تتوفر على قوة عسكرية حديثة التنظيم والتسليح، فليست للجيش مدافع، حتَّى ولا بنادق، وعلى العكس من ذلك، على الرغم من قلة أفراده مجهزاً على أحدث تقنيات العصر. كما أن المنصور علم أن سيطرته على مناجم السودان ستقوي جيشه [40] وتمكنه من بناء أسطول يسترجع من خلاله الأندلس[41] فالمواجهة عسكرياً ضد الهابسبورغ الذين كانوا قوة عظمى في ذلك الوقت كانت أمرا صعبا فلم تزدد إسبانيا سوى قوة ومحاصرة للدولة السعدية بعد معركة وادي المخازن [39] إذ ضمت البرتغال متخلصة من ندها وخصيمها.[إسب 1]
- الصراع حول مناجم الملح: لم يبدأ الصراع السعدي مع سلطنة صنغاي في عهد المنصور.فسلطنة آل سكية ببلاد السودان التي يرجع ظهورها إلى القرن التاسع الهجري، دخلت في صراع مع السعديين منذ ظهورهم حول مناجم الملح. ففي عهد سكية إسحق طلب منه محمد المهدي الشيخ أن يتنازل له عن ممالح تيغازى ،فرفض سكية إسحق، واشتبكت قوات من الطوارق مع جيوش السعديين بدرعة، ثم انسحب الطوارق بعد أن قاموا بعمليات سلب ونهب في غيبة الملك السعدي، وذلك على التقريب في الثلث الأول من القرن العاشر الهجري. ورد السعديون بدخول تغارى منذ وضمها إلى سلطنتهم منذ عهد المهدي.[38]
- حاجة الدولة إلى الموارد :كانت موارد المغرب الأقصى أدنى من أن تسد حاجيات الدولة المركزية من نفقات عسكرية ومنشآت عمرانية واجتماعية[إنج 6]، بعد أن نفذت الأموال التي جنتها الدولة السعدية عقب فداء الأسرى البرتغاليين بعيد معركة وادي المخازن.[إنج 7] وانخفضت عائدات تصدير السكر منذ 1590 بفعل منافسة جزر الكراييب والبرازيل.[42] وكان معروفاً عن السودان أنها تتوفر على معادن الذهب التي طمع المنصور في استغلالها.[40] مع وجوب الإشارة أن ذلك لم يكن الهدف الرئيسي من حملته فكان بإمكانه تحقيق ذلك من خلال معاهدات تجارية.[40] كما أن بلاد السودان لم تكن بالغنى الذي روج له ولن تمثل مداخيل السودان بعد الحملة سوى قدر ضئيل من ميزانية الدولة[فرن 8] خاصة إن قارناها بالتكلفة العالية البشرية والمادية للحملة[43] مما جعل بعض المؤرخين يرجحون أن ما أشيع عن غنى صنغاي بالذهب مجرد دعاية لإقناع النخب السياسية.[44][45]
- اتصال ثائر من السودان بالمنصور سنة 990هـ حسب المؤرخ المغربي إبراهيم حركات، نقلا من مصدر إسباني مجهول، ورد على المغرب ثائر، وكانت مهمته أن يتصل بالمنصور الذي كان بفاس حينئذ ،وأخبره أنه أخ لسلطان كاغو، وهو سكية اسحق وزعم أن هذا قد اغتصب الملك، وأنه سيسلم الى المنصور أموالاً طائلة وسيؤدي إليه ضريبة سنوية، إذا ساعده على استرجاع ملكه منه.[46]
مراحل الحملة[عدل]
- الحملة الأولى
بعد مبايعة برنو له فرغ المنصور لصنغاي فكاتب طالبا البيعة وخراج من حاكمها إِسحَاق سكية،[47] فامتنع واحتج بكونه أمير تلك الناحية وَأَن طاعة المنصور لا تجب عليه [48] بل وأجابه بكلام قبيح وأرسل له نعلين من الحديد.[49] تبع ذلك استشارة أعيان الدولة وأهل الرأي والمشورة الذين أفتوا بالبعث إِلى السودان.[48] بعد أن تخوفوا بداية من المشروع نظرا لبعد المسافة وإسلام حكامها، ولكن المنصور أقنعهم بعد أن وضح لهم أن الطريق عبر الصحراء طريق يسلكه التجار وموضحا وأن الفتح سيكون ذو نتائج محققة.[50]
بدأ التجهيز للحملة سنة 997 هجرية واستمر طيلة الثلاثة السنوات الموالية،[51] كتب بعدها المنصور إِلى قاضي تنبكتو الفقيه أبي حَفْص عمر ابْن الشيخ محمود ابن عمراء قيت الصنهاجي يأمره بحض الناس على الطاعة ولزوم الجماعة،[51] وبدأت مسيرة الحملة من تانسيفت بقيادة الباشا جؤذر مرورا بثنية الكلاوي ثم درعة، وصحراء الكبرى في رحلة استغرقت مئة يوم وصولا إلى مدينة تنبكتو ثغر السودان،[51] حيث التقو بعد عدة أيام بجيش إِسحَاق سكية المكون من مائة وأربعة آلاف مقَاتل في معركة استمرت من طلوع الفجر إلى العصر كانت الغلبة فيها لجيش المنصور،[15] أتبع المعركة عقد الباشا جؤذر الصلح مع إِسحَاق سكية ورجوعه لمدينة تنبكتو حيث ثم اتفاق على الخراج سنوي وضريبة يؤديها حالا.[15]
- الحملة على كاغو
لم يستسغ المنصور الصلح فعزل الباشا جؤذر وعين أخوه محمود باشا مكانه وأمره بمطاردة إِسحَاق سكية فكانت المواجهة الثانية قرب مدينة كاغو،[52] ثم المواجهة الثالثة مع أخ إِسحَاق تمهدت بعدها البلاد لمحمود باشا واستولى عليها كليا وكتب بخبر الفتح إلى المنصور.[وب-عر 2][53][54]
- معركة جني
حاول مانسا محمود الرابع سلطان مالي استغلال انهيار سلطنة صنغاي، فأرسل جيشا إلى جني لكنه هزم مما أدى إلى سقوط ونهاية سلطنة مالي.[وب-عر 3]
نتائج الحملة[عدل]
بالرغم من ضخامة الإمكانيات المجندة لها وعدم تمكنها من بلوغ منابع الذهب خلفت الحملة وقعا إيجابيا على خزينة الدولة فقد أسهمت في تعزيز قيمة العملات وفي تمكين المخزن من اقتناء متطلباته بشروط أفضل [55]. كما أدت انتشار الذهب في المغرب الأقصى حتى صنعت منه أوان وحلية لا تعد حصراً، ولذلك أطلق لقب «الذهبي» على أحمد المنصور.[56] وتكاثرت بفضل هذا الذهب، المنشآت العمرانية والصناعية، كما نشطت الحركة التجارية مع الخارج بشكل لم يعرف له مثيل فيما سبق.[57] إلا أن تومبكتو التي عرفت عصراً علمياً زاهراً، خلت من جميع مثقفيها الذين انتقلوا إلى المغرب الأقصى، وكذلك الشأن بالنسبة لكاغو.[فرن 9] وقد اقتبست السودان عن الجيش السعدي هندسة البناء، وكان أول عمل قام به الجيش هو بناء قصبة تومبوكتو، دون أن يقوم بنقل فن البناء الأندلسي[57]، وإنما اكتفى بنقل هندسة مباني الجنوب المغربي، وانشر الإسلام بين القبائل الوثنية هناك فانتقل الإسلام إلى القرى بعد أن كان مقتصرا على المدن[فرن 10]..كما استقر أعقاب الجيش السعدي بالسودان، وانصهروا في أهله عن طريق النسب وشكلوا باشوية تمبكتو، كولاية تابعة لسلاطين المغرب الأقصى، إلى غاية 1826.[فرن 11]
مشروع فتح الأندلس والأمريكيتين[عدل]
بعد اندحار الأرمادا الإسبانية حول أحمد المنصور الذهبي سياسته تجاه إسبانيا من المهادنة إلى الجهاد [58] فقام باعتراض العديد من السفن الإسبانية التي مرت بالقرب ميناء أكادير وقد غنم عدة مدافع.[59] كما قام بتسيير عدة حملات متقطعة نحو جزر الكناري [59] [60] بقيادة كل من الرايس موراطو والرايس شعبان اللذان هاجما كل من جزيرتي لانساروتي وفويرتيفنتورا حيث نجحا في أسر أكثر من ثمانين شخصا خلال الحملة وذلك بين سنتي 1593-1595.[37]
ردا على حملات المنصور بجزر الكناري [61] ومستغلين انشغال المنصور بفتح السودان حرض الإسبان ابن أخيه الناصر الذي كان لاجئا لديهم منذ وفاة عبد الملك المعتصم بعد نشوب معركة وادي المخازن على تدبير مؤامرة للإطاحة بالمنصور [62] فنزل بمليلية [63] واستطاع أن يحصل على نصرة أهل الريف وتازة وناحية مكناس ومناطق تواجد قبائل زناتة وزاوية عبد الله الكوش [64] وعرب الخلط والغرب والحيانية.[65] بيد أن المنصور تمكن من سحق تمرده فاعتقله ثم ضرب عنقه في 1105 ه.[66]
سعى المنصور بعد ذلك إلى إنشاء مستعمرات بالأمريكيتين عبر عقد تحالف مع الإنجليز وطلب من الملكة إليزابث الاستحواذ على جزر الأزور لقطع طريق العالم الجديد على الإسبان،[فرن 12] لقي طلبه قبولا كبيرا في لندن لكن الكوارث الطبيعية التي حلت بالمغرب سنة 1597 و1598 من طاعون وجفاف حالة دون تنفيذ الاتفاق.[67] أعاد المنصور طرح مقترحاته السابقة سنة 1599 مستغلا ظروف عدم الاستقرار التي تمر بها الجزيرة الايبيرية بعد موت فيليب الثاني فأرسل بشكل سري سفارة رسمية إلى لندن سنة 1600 بقيادة عبد الواحد عنون،[فرن 13] الذي أبرز استعداد الدولة السعدية لتمويل الحملة وتجهيزها واقترح عملية أخرى مشتركة لفتح أراضي الهند وأمريكا وأيبيريا،[68] وأن جيشه الذي غزا به السودان والذي تمكن من فتح ستة والثمانين ألف «خيمة» قادر وجاهز لذلك،[فرن 1] وأن شعوب الهند المسلمة في غالبيتها ستسعد بالانضمام إلى جيوشه الفاتحة.[فرن 14] لقي اقتراحه القبول من إليزابيث الأولى وأشارت أن مناطق الهند وأمريكا غنية جدا بالموارد وأن غزوها أفضل من غزو أيبيريا،[فرن 14] مردفة أن غزوة كهذه تتطلب تجهيز مبلغ ضخم يقدر بمائة ألف جنيه واقترحت على المنصور تمويلها بالكامل واسترجاعها على شكل غنائم.[فرن 14] قبل المنصور بذلك، وأرجى الاتفاق على تفاصيل التنظيمية وطريقة اقتسام غنائم، [إنج 1] واشترط أن كل الأراضي المفتوحة في أيبيريا تعود إليه حصرا لأن العلماء سيرفضون في حالة مختلفة حث الناس للخروج إلى الحرب.[69] وحاول المنصور استمالة الإنجليز بإمدادهم بالقمح وقت المجاعة، كما عرض على إنجلترا شراء أو كراء بعض من سفنها البحرية، ولكن الإنجليز تخوفوا من أن المنصور يريد أن يزج بها زجا في حرب ضد إسبانيا، فماطلوا بطلبهم مواصلة المفاوضات في مراكش حيث اقترح أحمد المنصور تقسيم المستعمرات الإسبانية بحيث تحصل الدولة السعدية على جزر الكاريبي بينما تحصل إنجلترا على المناطق ذات المناخ الأكثر اعتدالا.[إنج 9]
أتبع ذلك صمت سياسي فكل من أحمد المنصور والملكة إليزابيث الأولى واجها أزمات ومشكلات داخلية. فالمغرب عرف كوارث طبيعية تمثلت في الجفاف والطاعون للمرة الثانية سنوات 1601 و1602 و1603 وأخرى سياسية تمثلت في تمرد ولي العهد مولاي المأمون ابتداءا من 1602، أما إنجلترا فقد عرفت ثورة عارمة في أيرلندا استمرت لحدود سنة 1603، تبعها وفاة إليزابيث الأولى شهر مارس من السنة نفسها ثم أحمد المنصور في أغسطس من السنة نفسها أيضًا.[69]
أواخر عهده ووفاته[عدل]
كانت للشيخ المأمون قوة عسكرية تعدادها اثنتان وعشرون ألفا، اهتم بها وأغدق عليها المال وكسا رجالها، فكسب ولائها، وأسرف في استعمالها في عداوته على الناس. فتدخل الفقهاء بالصلح بين ولي العهد ووالده في أحداث عديدة متعلقة بالسلطة، في معظمها ناشئة عن سوء سيرة ولي العهد.[وب-عر 5]
ولَمَّا كثرت الشكايات التي ترددت على أَبِيهِ، كتب إِلَيْهِ محاولا زجره وكفَّه عن أفعاله تلك، لكنه على ما يبدو لم يزده التحذير إِلَّا إغراء، فَلَمَّا رأى السلطان الْمَنْصُور أَن ابنه لم يكترث له، عزم على التَّوَجُّه إِلَى فاس بِقصد تأديبه، فوصل الخبر إلى الشَّيْخ المأمون فجمع جيشه المكون من اثْنَيْنِ وَعشْرين ألفا، فزادهم في العطاء وكساهم كلهم الملف وَالْحَرِير.[70] وعزم التوجه إلى تلمسان ليستجير بالعثمانيين، فَلَمَّا علم السلطان بنية ابنه الذّهاب إِلَى تلمسان تراجع عَن الْخُرُوج من مراكش وَكتب إِلَى ابنه الشَّيْخ يلاطفه ويأمره أَن لَا يفعل، وولاه سجلماسة ودرعة وتخلى لَهُ عَن خراجهما، كل ذلك من أجل أن يعود إلى طاعته ورشده، فتظاهر الشيخ بامْتِثَاله للْأَمر وَخرج متوجها إلى سجلماسة، لكن لم يبتعد في طريقه عَن فاس بِشَيْء يسير حَتَّى نَدم وَرجع إِلَيْهَا.
فبعث إِلَيْهِ الْمَنْصُور أَعْيَان مراكش لينصحوه وفقهائها ليعظوه وخوفوه من سخط وَالِده وَحَذرُوهُ عَاقِبَة العقوق، فَرجع الْوَفْد إِلَى الْمَنْصُور وَقَالُوا لَهُ إِنَّه قد تَابَ وَحسنت حَاله. ويروي المؤرخون أنه في سنة 1007هـ بعث السلطان لولده المأمون بفاس هدية من مراكش فيها تحف وأموال عريضة من بينها فيلة صغيرة، فخرج للقاء ذلك أهل فاس بنحو مائة ألف شخص، وسميت هذه السنة بالمغرب بعام الفيل.[وب-عر 6] لكن الْمَنْصُور لم يطمئن لقَولهم، فصمم على الْمَكْر بابنه الشيخ، فَكتب إِلَيْهِ في جُمَادَى الأولى 1011 هـ رسالة طَويلة كي يباغته على غَفلَة.
فبعث الْمَنْصُور إِلَى وَلَده زَيْدَانَ يَأْمُرهُ أَن يُرْسل مائَة من الفرسان على طَرِيق تاقبلات من أجل قطع الطريق على أي من وجدوه قَاصِدا للغرب من نَاحيَة مراكش، وَأرْسل مَوْلَاهُ مَسْعُود الدوري على طَرِيق سلا يفعل مثل ذَلِك وَخرج الْمَنْصُور من مراكش فِي جيش مكون من 12.000 أَوَائِل جُمَادَى الأولى 1011 هـ، فأحاط بفاس وفر ابنه إِلَى زَاوِيَة الشَّيْخ الصَّالح أبي الشتَاء من بِلَاد فشتالة قرب نهر ورغة. فَبعث إِلَيْهِ الباشا جودار مَعَ الْقَائِد مَنْصُور النبيلي، فاقتتلوا وقبضوا عَلَيْهِ وَأتوا بِهِ إِلَى الْمَنْصُور فَأمر بسجنه في مكناسة.[وب-عر 7]
توفي أحمد المنصور بالله بعد مرضه بداء الطاعون الذي انتشر في بلاد المغرب سنة 1603م، وكان ذلك بظهر الزاوية بفاس الجديد، ودفن بعد صلاة العصر من يوم العليا، ونقل بعد ذلك الإثنين 16 ربيع الأول سنة 1012 هـ / 23 أغسطس 1603م إلى مراكش ودفن بضريح السعديين، وهي رواية الإفراني. أما رواية الإخباريين الإسبان المعاصرين لمولاي أحمد الذهبي فإنه تعرض لتسميم من قبل زوجته عائشة بنت أبي بكر الشبانية، بتحريض من ابنها مولاي زيدان.[فرن 15][71] وهذا ما ذكره أيضا السعدي في كتابه تاريخ السودان وذلك لأنه أوصى ببيعة ابنه أبي فارس.[71]
أهمية المنصور[عدل]
حكم المنصور في فترة استثنائية أي عصر النهضة الأوروبية فكان له أعظم دور في الحفاظ على استقلال المغرب الأقصى [72] ومواكبته للعصر باعتماده المكثف لأسلحة البارود، كما ربط علاقات دبلوماسية مع مختلف القوى العالمية، مساهما في الاقتصاد العالمي من خلال تصدير السكر والذهب [إنج 10]، وذلك من أجل ضرب القوى الأوروبية بعضها ببعض لاسترجاع الأندلس وفتح الكاريبي ولكن لم ينجح في مساعيه.[73] بيد أنه تمكن من تحرير أصيلا وأغار على سبتة حتى كاد يفتحها.[74] كما سعى لتأسيس خلافة بالغرب الإسلامي فلقب نفسه بالخليفة[إنج 11]، فكان أول من أظهر أبهة الملك من الملوك السعديين [75] واتخذ العلم الأبيض شعارا لدولته [76] ولقب الفشتالي ذلك العلم ب«اللواء المنصور».[77]
وامتدت رقعة السلطنة الشريفة في عهده من نهر السنغال إلى نهر النيجر.[73] واتسعت لتضم أجزاء شاسعة من الصحراء الكبرى وبلاد السودان فأصبحت حدود الدولة تمتد من بلاد فزان والدولة العثمانية في الشرق إلى نهر النيجر في الجنوب والمحيط الأطلسي في الغرب والبحر الأبيض المتوسط في الشمال، يقول أحمد بن خالد الناصري في ذلك:
وأبرز كاتب برتغالي مجهول في كتابه وصف المغرب في عهد أحمد المنصور أن الطوارق تابعون للسلطنة الشريفة ولكنهم معفون من الضرائب (تبعية اسمية)[فرن 16] كما أوضح مساحة السلطنة الشريفة فيما يلي:
ولتسهيل حكم البلاد عمد حكام هذا البيت الي تقسيمه إلى عدة أقاليم يرأسها ممثل السلطة المخزنية الشريفة يسمى عامل، وينقسم كل اقليم إلى مجموعة من القيادات يرأسها قائد أو باشا تنقسم بدورها لمجموعة من مداشر يرأسها شيوخ قبائل.[79]
العلاقات الخارجية في عهده[عدل]
عمل المنصور على تقوية علاقاته مع الدول الإسلامية والمسيحية [80] مستغلا الصراعات بين قوى المنطقة لمواجهة أطماعها، فلمواجهة الطموحات العثمانية مارس السلطان سياسة مصالحة تجاه الهابسبورغ، ولمواجهة تهديدات الاتحاد الإيبيري عقد علاقات ثابتة ودائمة مع إنجلترا وفرنسا وهولندا أعداء الهابسبورغ التقليديين كما انتهج في أحيان أخرى سياسة التهدئة تجاه العثمانيين وذلك باستئناف علاقات شبه طبيعية معهم لمواجهة أطماع الدول الأوروبية عموما والأيبيرية خصوصا.[81][82]
الدولة العثمانية[عدل]
تميزت العلاقة بين أحمد المنصور والعثمانيين بادئ الأمر بالتوتر فقد شهد المنصور وسنه لم يتجاوز الثماني سنوات [83] اغتيال أبيه محمد الشيخ المهدي من قبلهم، ومحاولاتهم المتكررة التدخل في شؤون السلطنة الشريفة، ودهاء أبيه ومستشاريه واستغلالهم السياقات الدولية المواتية للحفاظ على الاستقلالية، كما شهد مساعدتهم لأخيه عبد الملك في حصول على عرش البلاد فكان على دراية بسياسة العثمانية تجاه السلطنة الشريفة. إذ بعيد توليه العرش وصفه مراد الثالث بالحاكم ال«عديم القيمة»،[فرن 18] ودعم كل من الأميرين داود وإسماعيل للإطاحة به.[25][84]
نهجت الدولة العثمانية بعد ذلك سياسة تقارب مع أحمد المنصور ففي رسالة مؤرخة في شهر يوليو من سنة 1580، دعى مراد الثالث أحمد المنصور لإقامة تحالف هدفه استرجاع الأندلس، واقترح عليه لذلك ثلاثمائة سفينة والآلاف من مقاتلي النخبة،[إسب 2] كما اقترح عليه أن يزوِجه إحدى بناته.[إسب 3] لا توجد أية معلومة عن رد أحمد المنصور على هذه المقترحات ويفسر البعض ذلك إلى إدراك المنصور لتشتت المجهود الحربي العثماني على عدة جبهات أبرزها الحرب مع الصفويين منذ 1578 إلى غاية 1590.[85] بلغت التوترات ذروتها سنة 1581، حين أمر السلطان العثماني مراد الثالث الباشا علج علي باشا بقيادةِ أسطول من ستين سفينة وثمانية آلاف رجل لفرض الهدوء بالجزائر والإضرار بمصالح المنصور.[فرن 19] وصل علج علي باشا إلى مدينة الجزائر شهر يونيو من السنة نفسها، [86][فرن 20] فيما تحصن السلطان أحمد المنصور بفاس وأحاط بالجيش نفسه وأعد العدة وحصن الثغور والموانئ وسلم قيادة ميناء العرائش لأقرب معاونيه إبراهيم السفياني.[فرن 21] ساهمت ديبلوماسيته في إنهاء النزاع من خلال النجاح في الوصول إلى الاتفاق على هدنة بين القوتين الإسلاميتين رغم الضغوط التي مارسها علج علي باشا على الوفود المغربية التي كانت في طريقها لإسطنبول. وساهمت في نجاح الهدنة واستمرارها عوامل منها وباء فتاك وحالة عدم الاستقرار السياسي شهدتها إيالة الجزائر، وثورة عارمة في الجزيرة العربية بلاد الحرمين الشريفين أوكل مهمة اخمادها علج علي باشا الذي غادر ومن أتو معه القطر المغاربي، لكن الدور الكبير في إعادة العلاقات الطيبة بين البلدين لعبه جيكالة باشا. أتبع ذلك أمر السلطان مراد الثالث ممثليه في طرابلس والجزائر أن يخصوا سفراء المنصور بالاحترام والتقدير وابتداءا من 1583 أصبح يشار لأحمد المنصور في المراسلات الإدارة العثمانية بالإمام والسلطان والخليفة.[برت 2]
عادت التجادبات مرة أخرى بين القطرين في السنة نفسها بعد غزو أحمد المنصور قصور الصحراء جنوب إيالة الجزائر وسيطرته على تجارة القوافل، لم يكن في استطاعة مراد الثالث الرد على تحركات المنصور، فالدولة العثمانية غارقة في الحروب والمواجهات في كل من بلاد فارس والبلقان والحجاز والمحيط الهندي، فأسند المهمة لممثله بكلربك الجزائر، سير هذا الأخير حملة عسكرية ضد التواجد المغربي جنوب الإيالة فتوجه نحو فيكيك لقطع الصلات بين مناطق محل النزاع وبين المغرب لكن حملته باءت بالفشل،[87] أتبع ذلك إقامة المنصور لتحصينات جديدة بقصور الواحات الرئيسية وتخصيصها بحامية دائمة، وضمان ولاء أعيانها الدينية والقبلية عبر إعفائهم من الضرائب والتكرم عليهم كما ربط علاقات بالسلطات العثمانية في الجزائر وإستنبول فتمكن من رشوة عدد كبير من الوجهاء الذين أصبحوا سفراء لقضيته.[88] انتهت الخلافات بعد أن حول السلطان مراد الثالث إيالة الجزائر بعد موت علج علي باشا من بكلبركية إلى باشوية يرأسها باشا يعين لمدة ثلاثة سنوات وهي مدة وجيزة منعتهم من بلورة سياسة نوعية مؤِثرة على المدى البعيد،[فرن 22][فرن 23] وهكذا ما عاد السلطان الشريف يخاف الباب العالي الذي غادر شيئا فشيئا المسرح السياسي بالحوض الغربي للمتوسط. استعادت العلاقات مسارها الطبيعي آخر الخمس السنوات من حكم مراد الثالث، وتحسنت بشكل كبير وملحوظ عهد سلطان محمد الثالث يظهر ذلك من خلال تبادل عدد كبير من السفراء ومن العلاقات الرسمية الأخوية التي جمعت القوتين، يرجع البعض هذا التحسن لظروف السياسية التي كانت تمر بها الدولة العثمانية من حرب الثلاثة عشر عامًا، الحرب العثمانية الصفوية، تمردات الانكشارية والسباهية، ثورة ولايات الأفلاق، الأردل والبُغدان،[89][90] وهي ظروف ساعدت المنصور، ففي الرسالة الأولى التي بعث بها إلى السلطات العثمانية على إثر صعود محمد الثالث إلى الحكم أسبغ على نفسه كل الألقاب الخليفية ذات العلاقة بالسيادة في حين لم يستعمل سوى لقب السلطان للحديث عن العاهل العثماني بل إن الدولة العثمانية أصبحت عنده مجرد إيالة أي مملكة أو مقاطعة لا تستطيع ادعاء أي وضعية متميزة.[91]
وأرسل السلطان الشريف زُمْرَة من الدعاة إلى للمشرق متخفين في زي حجاج، علماء وتجار، نذكر منهم أحمد الوجاني، أحمد الماسي، سعيد الماغوسي، أحمد بن عبد الجليل، علي التمڭروتي، أحمد بن القاضي،[92] تلخصت مهمتهم في تعزيز العلاقات مع الأقطاب الدينية والمعارضين السياسيين وزعماء القبائل الذين يقعون تحت سيادة الدولة العثمانية. كما تبادل السلطان الشريف مئات الرسائل مع عدة علماء تناولت موضوعات مختلفة،[وب-عر 8] وأغدق عليهم بالعطايا وأقام لهم احتفالات استقبال فخمة في المغرب.[91] نجحت سياسة أحمد المنصور حيث حصل على دعم عدد كبير من مشايخ مصر والحجاز الذين سجلوا في حقه شهادات تنويه قيمة[80] ومن الزعماء المناطق حدودية بين مصر وليبيا فاعترفوا بإمارته للمغرب الأقصى بل ووعدت بعض قبائل العربان أن تضع تحت تصرف السلطان الشريف أكثر من سبعة آلاف من فرسان البدو إذا ما عزم على غزو الإيالات العثمانية بشمال إفريقيا حيث أن يونس بن عمر صاحب إمارة بني عمر بصعيد مصر ساند السلطان الشريف ونشر فضائله بين السكان المحليين.[82]
وفي أواخر عهد المنصور هاجم باي (أي وال) تلمسان واحة فكيك وحاول فرض الضرائب على المناطق المحيطة بها فكتب السلطان بذلك إلى باشا الجزائر لتذكيره أن الواحة تابعة للسلطنة الشريفة طبقا للاتفاقيات مع السلاطين مراد الثالث ومحمد الثالث وينبهه أن أي تحركات في المستقبل يمكن أن تؤدي إلى نتائج وخيمة.[93]
إنجلترا[عدل]
تنامت العلاقات المغربية الانجليزية في عهد المنصور ففي المجال الاقتصادي شكلت إنجلترا له موردا للأسلحة وسوقا مفتوحا لبيع منتجاته، توجت هاذه العلاقة بعد ثلاثة سنوات من المفاوضات (1581-1584) بإنشاء الشركة المغربية بهدف تنظيم التجارة بين البلدين.[فرن 24] وفي المجال السياسي دعم السلطان انجلترا في صراِعها ضد اسبانيا وساند المطالب بالعرش البرتغالي الدون أنطونيو، إلا أن سلطان ما لبث أن أخلف وعده لهم بالتزام الحياد[فرن 25] سنة 1589 في معركة الأرمادا الإنجليزية تاركا الإنجليز يعانون من خسائر فادحة متحججا أن سفير الملكة لم يوضح بالشكل المطلوب تاريخ الحملة، [94] تجمدت على اثر ذلك العلاقات السياسية بين البلدين لسبع السنوات القادمة انشغل فيها المنصور بفتح صنغاي، فيما تواصلت العلاقات التجارية والاقتصادية.
استأنفت العلاقات في ديسمبر سنة 1596 إثر طلب المنصور من الإنجليز إفراج عن أحد خادما قُبض عليهم أثناء حملة النهب الإنجليزية الهولندية لميناء قادس،[فرن 26] أتبعها بعد أسابيع قليلة عرضه على ملكة الإنجليز تشكيل حلف ضد فيليب الثاني، الذي لم يلق تجاوبا كبيرا كما أُسلف لأن الإنجليز لم يجدوا في الدولة السعدية الشريك المثالي الذي كانوا يأملونه لأن المنصور كان يطلب من الإنجليز استجابة سريعة لمتطلباته في حين يعدهم في المقابل بوعود فضفاضة بل ويماطل تنفيذها كما أن مشروع الشركة المغربية انتهى بالفشل.[إنج 12] والإنجليز عموما تميزوا بازدواجية الخطاب الدبلوماسي فقد تواصلوا مرارا مع الدولة العثمانية مشجعين إياها على غزو المغرب الأقصى[إنج 13]، بل واقترح السفير الإنجليزي سنة 1603 بعد وفاة المنصور أن تغزو إنجلترا نفسها البلاد[إنج 8]، كما أن إنجلترا ظلت متخوفة أن تحالف مباشرا مع الدولة السعدية ضد الهابسبورغ قد يحولها إلى دولة أوروبية منبوذة خصوصا أن أنجلترا ما زالت بها أقلية كاثوليكية كبيرة آنذاك.[إنج 13]
الدول الأوروبية الأخرى[عدل]
أسر المنصور أربعة عشر ألفا من الأسرى البرتغاليين بعد معركة وادي المخازن افتدوا بمبلغ ضخم من الذهب [95] حتى إن الناصري يقول أن ذلك هو السبب الحقيقي لتسميته بالذهبي.[96] كما أعلن البرتغاليون تنازلهم عن مدينة أصيلا سنة 997 ه/1589 وسلموها للمنصور سنة 1592 بعد أن خشي فيليب الثاني أن ينجد المنصور أحد المطالبين بعرش البرتغال فكانت البرتغال آنذاك ألحقت بالتاج الإسباني.[80] كما حرص المنصور على ربط علاقات وثيقة بهولندا بعد تحررهم من الاحتلال الإسباني بل وكانت الدولة السعدية أحد البلدان الأولى التي ارتبط معها بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة إذ استوردت هولندا السكر والزيت واللوز والعسل والشمع والجلود وصدرت الأسلحة والأقمشة. كما قاموا بتحرير أسرى مغاربة بعد غزوتهم لقادش.[97]
الدولة في عهده[عدل]
الدواوين[عدل]
مقالات متعلقة: حساب القلم الفاسي
إنبرى المنصور إلى إحياء المنظومات الادارية المخزنية المتهالكة فكان أن أحيى نظام تعمية المراسلات وخصص له قسمان الأول للترميز والثاني لفكه[98] وجعلهما جزءا من ديوان الإنشاء الذي يضم إلى جانب القسمين السابقين مصلحة المراسلات، مصلحة الختم، مصلحة اللغات والترجمة، وكان يعمل بهذه الأخيرة العشرات من الناقلين والمترجمين من أصول مختلفة أندلسيين، علوج أوروبيين، أتراك، يهود، وحتى أوروبيين المسيحيين.[99] حاول أحمد الدمج بين العنصر العربي والعلجي فعين العرب على قيادة عساكر الخيل وعين العلوج على جيش النار (جيش الأندلس) والأمور الخاصة بالملك. [100] كما اتخد من بعض الزعامات القبلية المحلية كبار مستشاريه.[101]. كما احتركت أسرتان ذات أصل أندلسي هما آل الغساني وآل بن سودة مناصب الإفتاء والخطابة والقضاء[102]. كما اتخد على غرار الموحدين والمرينيين والوطاسيين مجلس شورى أطلق عليه اسم المجلس السلطاني ثم تسمية الديوان، [103] وكان يرأس كل جلساته التي تنعقد أيام السبت والاثنين والأربعاء من كل أسبوع.[104] في المجال القضائي خصص المنصور أيام الإثنين والجمعة لاستقبال شكاوى رعاياه وخاصة تلك المرفوعة ضد رجال السلطة،[105] مع تكليف كبار الأعيان بتتبع المظالم يوميا وبالبحث في الملفات التي لم يجد الوقت الكافي للنظر فيها. وجرى تعيين قاضي جماعة[1] على رأس المدن المهمة وجرى تعيين القضاة كما كان الأمر عهد من سبقه من سلاطين بموجب ظهائر.[106] لعب أصحاب مهنة العدول [2] الذين كانو يتمركزون في الغالب قرب دار القاضي دورا حيويا في عمل القضاء المغربي منذ بداية العصر الوسيط من خلال إشهاد وتوثيق العقود كعقود الزواج والطلاق والميراث والهبات والمعاملات التجارية والدعاوى، وكانو يتلقون أجورهم من طالبي الخدمة.[107].
- أهم رجال الدولة في عهده
- عبد الكريم بن موسى بن يحيى أول من شغل منصب الحاجب عهد السلطان المنصور.[108]
- عبد العزيز بن سعيد بن منصور الملقب بعزوز الوزگيتي قريب سلطان من جهة أمه وزعيم اتحادية قبائل الوَزْگيتة وهو ينحدر من واحدة من أقدم العائلات المخزنية إذ كان جده الأعلى مسعود بن أرگاس أحد قادة الخليفة الموحدي الناصر (1199-1214). كسب ثقة المنصور بعد أن أنقده من مؤامرة قادة الجيش الأندلسي فولاه منصب الحاجب السلطان سنة 1583 لكنه فعليا مارس مهام الصدر الأعظم كما عينه قاضي الجماعة على فاس ومراكش.[109] وكان مستشاره الذي لم يقطع أمرا إلا باستشارته.[110]
- إبراهيم بن محمد السفياني شغل منصب قائد القياد منذ 1582 ووالي تادلة بين سنتي 1582 و1585 ووالي دمنات من سنة 1585 إلى حين وفاته في 1599.[111]
- محمد بن سليمان شغل منصب قائد القياد.[112]
- عبد العزيز الفشتالي تولى الوزارة ورئاسة ديوان الانشاء.[113]
- عبد الواحد بن مسعود بن محمد بن عنون الأصيلي رئيس قسم الترميز وسفير السلطان للملكة إليزابيت سنة 1600.[فرن 27]
- جؤذر باشا قائد الجيش الأندلسي.[وب-عر 9]
- محمود باشا أخ جؤذر باشا برز نجمه خلال حملة السودان.[وب-عر 9]
- محمد بن عيسى التاملي أول من ترأس ديوان الانشاء على عهد المنصور.[114]
- أبي القاسم الشاطبي الذي تولى منصب قاضي مراكش طيلة عهد المنصور[115].
- محمد بن بركة قائد الحملة العسكرية على قصور الصحراء.[116]
- محمد بن سالم تولى رئاسة جهاز الشرطة فاس وقاد حملة ضم شنقيط.[117]
الاقتصاد[عدل]
شهدت الدولة في عهد المنصور الذهبي نشاطا وتطورا اقتصاديا واسعا شمل كل النواحي الزراعي والصناعي والتجاري.[118]
المجال الفلاحي[عدل]
أسند المنصور الأمور للأخصائيين الذين على علم بتضاریس وتربة البلاد، واعتنى بزراعة السكر وخصص أراضي شاسعة لزراعته بحيث لم تعد قاصرة على منطقة سوس وإنما أصبحت تنتشر في كل من بلاد حاحا وشيشاوة القريبة من مراكش، كما سهر على توزیع الأراضي الزراعیة على القبائل، واهتم بالري وسقي الأراضي الزراعیة عن طریق استغلال الأودیة، فنشطت زراعة الحبوب والأشجار المثمرة، ورعي الماشية وتربية الخيول، وعم الغرس والخير في الأوطان حتى اكتفت الأسواق الداخلية وأصبح المغرب يصدر.[وب-عر 10]
المجال الصناعي[عدل]
اهتم السلطان بصناعة السكر وأنشئ لها مصانع ضخمة في كل من تيدسي وتارودانت وشيشاوة وحاحة [119] [فرن 28] وذلك من أجل الاسنغناء عن أساليب الاستغلال التقليدية السائدة منذ عهد والده وتوفير موارد مالية إضافية تعفيه من اللجوء إلى الجباية مستفيدا من جودة تربة بلاد سوس ومن ملاءمة مناخها [120]. استفادات زراعة السكر من ظروف الاستقرار بعد أن قمع المنصور ثورتين نشبت ضد الصناعة الجديدة [120] فنمت هذه الصناعة الضخمة في عهده فكانت تزود الأسواق الداخلية بما تحتاج إليه من السكر وأصبح يصدر الفائض الذي وظفه في مبادلاته مع الدول الإيطالية وفرنسا وخاصة إنجلترا حتى أضحى السكر يتبوأ المرتبة الأولى في قائمة الصادرات ويدر على الخزينة مداخيل مالية هامة. وسخر السلطان نلك المداخيل في تغطية حاجيات الدولة من أسلحة ومستلزمات بناء سفن. [121]
كما اهتم بالصناعة التعدينية فضاعف إنتاج معادن الفضة والنحاس في الأطلس الكبير والصغير، والحديد في نواحي تافيلالت ودبدو ومليلية، والقصدير بضواحي سلا، وفاض في عهده الذهب حتى صارت المعاملات وأداء الرواتب به. كما أنشئ مصانع للأسلحة تركز جلها في جهة مراكش عملت على إنتاج البنادق ومدافع الزمن الحديثة، وأخرى لصناعة السفن في الموانئ المغربیة، وازدهرت في عهده الحرف من صناعة الملابس، المنسوجات، السجاد، الصوف، الخشب، الزجاج، الورق، حلي النحاس والجلود وغیرها،[118] فاشتهرت بلاد دكالة بمصنوعاتها الصوفية الجيدة، من ملبوسات كالجلاليب والسلاهم والحياك والمفروشات كالحنابل والزرابي، وتكاثر عدد الصناع في المدن وانتظموا في حرف يرأسها أمناء يسهرون على جودة الإنتاج ويفصلون في الخلافات التي تقوم بينهم، حتى الأطباء والصيادلة كان لهم أمناء يسهرون على عملية مراقبة الجودة وعلى عملية منح الرخص لصنع الأدوية بعد الثتبت من الخبرة المهنية فأصبحت الصناعة في عهده تدر أرباحا عظیمة.[وب-عر 10]
المجال التجاري[عدل]
نمت التجارة الداخلية بين المدن والقرى بفضل الأمن وتنظیم طرق المواصلات وضبطها وأنشئت في عهده طرق أخرى جديدة تربط بينها وبين أسواق بلاد السودان التي كان أكثر ما يلقى رواج فيها السكر والأواني المعدنية ومعادن النحاس والقصدير والحديد.[122] وفي التجارة الخارجية جرا تصدير السكر وملح البارود والذهب والجلود والشمع والحبوب والفواكه اليابسة والصوف والتمر واللوز والعسل والصمغ والنيلة وریش النعام وقضبان الحديد والنحاس والقصدير لأوروبا واستيراد الأسلحة وبعض ما يلزم في صناعتها وكانت تعتبر انجلترا الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في ذلك.[وب-عر 10][123]
المجال المالي[عدل]
ضرب المنصور دينارا ذهبيا باسمه، واستبدل ما سبقه بالذهب فصارت المعاملات والأجور والمعاشات والهبات والهدايا تأتى ذهبا. شكل مدخول تجارة السكر 33% من مدخول خزينة الدولة،[وب-عر 10] بينما شكلت الضرائب 50% من مجموع المداخيل، وتعددت الضرائب في زمنه منها الشرعية المعتادة كالزكاة والأعشار والجزية والخراج وأخرى قديمة مستحدثة وهي ضريبة النايبة التي تطورت في زمنه من ضريبة عينية إلى ضريبة نقدية. وبالرغم من القيمة النقدية التي اكتسبتها عملة المنصور إلا أن عهده عرف سنوات من الغلاء المفرط نتيجة لارتفاع الضرائب وكثرتها حتى أن البعض رحب بثورة الناصر.[124] رغم ذلك شهد عهده عرف فترات ازدهار ورخاء شامل.[124]
العمران[عدل]
نشطت حركة العمران في عهد أحمد المنصور في شتى أنحاء المغرب وظف خلالها عائدات التجارة والتبر المجلوب من السودان في تشييد وتوسيع وتجديد المنشآت العمرانية الدينية والعلمية والعسكرية في مختلف أنحاء البلاد واهتم بالجانب الجمالي فيها وصف ما حصل في عصره بالنهضة السعدية،[وب-عر 11] أقيم في عهده مسجد باب دكالة وجرى توسيع ضريح السعديين وكان أعظم ما شيد قصر البديع الذي لم يبن قبله مثله في هذه البلاد والذي عد من عجائب الدنيا ذلك الزمن.[وب-عر 12]
- قصر البديع ابتدأت أشغال بناءه عقب توليه الحكم واستمرت ستة عشر سنة بين 1578-1594، وهو أيقونة عصره.[38][وب-عر 12][وب-عر 13]
مشهد لقصر البديع سنة 1640 الموافقة لفترة حكم السلطان محمد الشيخ الأصغر من طرف أدريان ماثام، في الأعلى كتابة باللغة اللاتينية: «القصر العظيم - المملكة المغربية» |
- مسجد باب دكالة وهو مسجد بنته أمه مسعودة الوزكيتية في عهده.
- ضريح السعديين شهد في عصره التوسيع على فترتين الأولى بعد وفاة أمه مسعودة الوزكيتية والفترة الثانية همت الجهة الجنوبية قام فيها بتحضير متواه الأخير عرف الضريح في عهده بناء كل من قاعة المحراب وقاعة الاثنا عشر عمودا وقاعة الكوات الثلاث.[وب-عر 14]
- جامع القرويين وسع المنصور الجامع ببناء جناح جديد في ناحيته الشرقية خصه بنافورة مياه رخامية بين عامي 1587-1588،[125] كما بنى خزانة جديدة للكتب بجانب خزانة المصاحف العنانية سميت بالخزانة الأحمدية الشريفة نسبتا له وعمل على تزويدها بكتب نادرة.
- جامع الفنا وهو جامع بدأ بناؤه في عهد أحمد المنصور الذهبي، أطلق عليه في الأصل اسم جامع الهناء ولما تسلط وباء الطاعون على البلاد وأهلك مئات الناس في مراكش، ومن بينهم السلطان، أطلق على المسجد اسم جامع الفنا [الهلاك] ثم سميت الرحبة المجاورة له أيضا بالاسم نفسه، ساحة جامع الفنا.[وب-عر 15]
إلى جانب ذلك أنشئ أحمد المنصور ثلاثين قصبة وحصنا اخترقوا طول البلاد وعرضها [126] وجدد الكثير منها. فأنشئ حصن النصر وحصن الفتح في العرائش، وجدد ورمم قصبة الوداية وزاد فيها حصنين بارزين وعزز قصبة تازة ببناء حصن بارز يأوي المدافع وشيد تسعة حصون بفاس منها برج النار وبرج الجنوب وأعادة ترميم قصبة العاصمة مراكش وشيد على بعد 15 كيلومتر جنوبها قصبة أسماها قصبة القاهرة ثم بنى أخرى سميت بقصبة تاجداشت.[127] وطالت عمليات التشييد والترميم بعض البنيات التحتية كذلك فالمنصور بنى قنطرة سبو بفاس وجدد قنطرتي تانسيفت ووادي أم الربيع وأقام سدين بوادي بوطوبة.[128]
التعليم[عدل]
لم يزدهر التعليم والعلم في عهد أحمد المنصور من عدم ولم يبدأ من فراغ، وإنما كان نهوضا بعد ركود وصحوة بعد غشاوة فالمنشآت التعليمية المرينية والموحدية والمرابطية لازالت قائمة العين وأثر، بالإضافة لأخرى أنشئها السلاطين الأشراف ممن سبقه اهتم بها المولى أحمد المنصور حتى ازدهر العلم في زمنه ازدهارا عظيما وبلغ في زمنه ذروة سنام العهد السعدي، تجلى ذلك في تزايد معاهد العلم والدراسة، وفي كثرة العلماء وطلبة العلم، وتعدد مجالات اختصاصهم،[129] وظل الطابع العلمي من أهم مميزات عهده، إذ كان يرعى العلماء والمتعلمين، ويعقد المجالس العلمية العامة والخاصة في أوقات معلومة لا تتخلف، يحضرها علماء دولته من الشمال والجنوب، فيغدق عليهم من الصلات والعطايا ما حفلت به كتب التاريخ والتراجم.[5]
تبدأ مرحلة تعليمية لطفل مع بلوغه سن التمييز بين الخامسة والسادسة حيث يتلقى المتعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القران على يد الفقهاء بالمسيد وهي كتاتيب كانت منتشرة في جميع أنحاء بلاد المغرب الأقصى بحيث لا تَخلو منها أي قرية وإن صغرت،[وب-عر 16] ثم مرحلة المدرسة وهي تتواجد في كل قبيلة واحدة أو أكثر فإن كانت القبيلة كثيرة الأفخاذ، فإن كل فخذ يبني مدرسته على حدة، وهذه المدارس كانت تسمى مدارس علمية تمييزا لها عن الكتاتيب القرآنية،[130] ثم مرحلة التعليم المشترك في الجامع الجامعة حيث يتلقى طالب ما يرضى وشاء من العلوم النقلية علم التفسير، علم الحديث، الفقه، التصوف، التاريخ (تحت عدة مسميات وتصنيفات علم المغازي، علم الشمائل، علم التراجم، علم أخبار الزمن)، علم الأدب، علم القراءات ويضم كل من علم التجويد، علم الرسم القرآني، علم الضبط، كما جرا تدريس العلوم العقلية الفلسفة والرياضيات والمنطق والفلك والطب بعضها في كيانات منفصل عن الجوامع.[131] تنتهي هذه المرحلة بحصول الطالب على شهادة اجازة وهي صنفين عامة وخاصة ولكل صنف فروع تخول مثلا لطالب العلوم النقلية أن يصبح فقيها سواء في المسيد أو الجامع مع حضوة كبيرة لتولي القضاء والافتاء ومراكز أخرى في سلك وظائف المخزن.
كما تعددت المراكز العلمية زمن أحمد المنصور وزادت أفاق التدريس والتحصيل فيها أهمها نجد فاس وهي تضم كل من مدرسة الصفارين، مدرسة دار المخزن (مدرسة فاس الجديد)، مدرسة الصهريج، مدرسة السباعين، مدرسة العطارين، مدرسة المصباحية، مدرسة البوعنانية، وجامعة القرويين، وجامعة الأندلس.[وب-عر 17] تليها مراكش ممثلة بكل من مدرسة ابن يوسف، مدرسة جامع الشرفاء، مدرسة جامع الأشراف،[وب-عر 18] مدرسة القصبة،[وب-عر 18] مدرسة جامع أبو العباس السبتي،[وب-عر 19] كما عرفت كبريات مساجدها نشاطا علميا واسعا وغدت زمن المنصور سوقا للمعارف النافذة ومنبعا للعلم في الديار المغربية.[132] ثم تارودانت التي ضمت إلى جانب المدارس والمساجد الصغرى ثلاثة جوامع كبرى للتدريس جامع القصبة، الجامع الكبير،[وب-عر 20] وجامع سيدي وسيدي. ودُرِّس فيها وفق نظام الكراسي العلمية.[وب-عر 21]
كما مارست الزوايا مهام تعليمية وتحولت زمن أحمد المنصور إلى مراكز علمية نشطة وكان لها الفضل في نشر العلم وازدهاره أشهرها الزاوية الجزولية،[وب-عر 22] الزاوية الدلائية، زاوية تيدسي، الزاوية التمصلوحتية، زاوية سيدي علي، الزاوية الناصرية.
ومن أهم العلماء المغاربة في عهده:
- محمد بن قاسم القصار عالم محدث وفقيه متبحر في جميع العلوم النقلية والعقلية شغل منصب مفتي مدينة فاس وأستاذ كرسي المرادي على الخلاصة بالقرويين.[133]
- أحمد بابا التنبكتي الصنهاجي فقيه مالكي محدث ونحوي ومن مؤرخي التراجم في السودان شغل مناصب التدريس والإفتاء.
- أحمد بن علي الصنهاجي الزموري عالم في الفقه والتفسیر والقارءات والنحو.[134]
- أبو العباس أحمد بن علي المنجور أستاذ السلطان أحمد المنصور وهو فقيه وأصولي وأديب والمؤرخ.[وب-عر 23]
- محمد بن يوسف الفاسي فقيه وأديب ونحوي.[133]
- محمد بن عبد الوهاب ابن إبراهيم الدكالي عالم جليل شغل مناصب في دولة.[135]
- أبو فارس عبد العزیز بن إبراهیم الفشتالي فقيه وأديب وشاعر ومؤرخ ووزير أحمد المنصور وصاحب كتاب مناهل الصفاء في أخبار الملوك الشرفاء.
- محمد بن علي الهوازلي أديب وشاعر الدولة الرسمي، تولى قضاء تارودانت، وكان لشهرته في الأدب أن قربه أحمد المنصور منه.
- أبو القاسم محمد بن أحمد الغساني عالم تخصص في الطب ترك مؤلفات في هذا المجال حديقة الأزهار في ماهية العشب والعقار، شرح منظومة ابن عزرون في الحمية.
- عبد الغني بن مسعود بن الحسن الزموري عالم تخصص في الطب وتلميذ قاسم محمد الغساني وهو مؤلف القانون المفید في علاج أمراض البول.
- أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي العافية المكناسي من علماء الحساب والمؤرخين والفقهاء.
- عبد الرحمن بن عمرو البعقيلي عالم فلك لقبه أحمد الذهبي بالجرادي مؤلف قطف الأنوار من روضة الأزهار.[136]
وظهر في زمن أحمد المنصور إتيان هوبير دي أورليان الذي يعتبره البعض أول مستشرق، تعلم اللغة العربية في مراكش واشتغل طبيبا لدى المنصور ثم أستاذ اللغة العربية في كوليج دو فرانس. [ألم 1] تمكن في تلك المدة الزمنية من تعلم اللغة العربية بشكل جيد.[إنج 14]
الجيش[عدل]
بعد توليه الحكم بدأ بتنظیم الجيش، وأخذ في ترتیب الجیوش وضبطها جامعا متميزا بذلك عن الجيش العثماني، فكان الجيش في عهده خمسة جيوش، جيش سوس، جيش شراڭة، عسكر الأندلس[137]، جيش العلوج المقتبس من الجيش الانكشاري[84]،جيش عرب الدولة [وب-عر 24] وعمل على التركیز على التفوق والكفاءة والتجهیزات ولیس العدد فقط،[138] ولتحقيق ذلك عمد إلى إنشاء مصانع للأسلحة تركزت معظمها في جهة مراكش عملت على تزويده بالبنادق والمدافع (منها المكحلة ومدفع ميمونة)،[139] وجرى في عهده تجارة مقايضة الأسلحة من انجلترا مقابل ملح البارود.[118]
عمل المنصور على بناء أسطول بحري، فأسس لذلك دورا لصناعة السفن بالموانئ المغربیة وستقدم بعض ما يلزم في صناعتها من أشرعة وخشب من انجلترا واشترى بعضها جاهزا،[140] وعين على رأس الأسطول الرايس إبراهيم الشط.[141]
وفي وصف مكانة المؤسسة العسكرية بالمغرب يقول أحمد المنصور:
مآثره[عدل]
مؤلفاته وسيرته العلمية[عدل]
كان السلطان أحمد المنصور إلى جانب مشاركته الواسعة في العلوم اللغوية والشرعية، أديبا شاعرا ناثرا، ورياضيا موهوبا مواظبا على دراسة أمهات كتب الحساب والجبر والهندسة لأقليدس وابن البناء المراكشي وأضرابهما،[5] وخطاطا ماهرا متقنا للخط المغربي والمشرقي، [144] كما كانت حاشيته تكاد تكون كلها من العلماء والأدباء حتى قادة الجيش وولاة الأقاليم.[5] ومما ألف السلطان أحمد المنصور:
- كتاب المعارف في كل ما تحتاج إليه الخلائف وهو كتاب في علم السياسة.[145]
- السياسة [7][146]
- ديوان أشعار العلويين وهو ديوان شعر كان ينوي أن يجمع فيه أشعار أهل البيت ولكن لم يكمله.[7]
- الأدعية [7] أو العود أحمد كتاب جمع فيه الأدعية المأثورة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والمأخوذة من كتب الحديث الصحاح.[147]
أقواله[عدل]
- «قل لخالي الموعد بيني وبينك الموقف الذي لا أكون أنا فيه سلطان ولا أنت خال السلطان». قالها المنصور لصاحب ضيعة بعدما أغرم له ما أخد خاله منها الذي كان عامل على منطقة درعة.[148]
- «كان أهل ذلكم القطر السوسي عموما الشعار لهذه الدولة الكريمة والدثار والأنصار الذين لا تستحيل نياتهم على مر الدهور والأعصار» مقتطف من رسالة المنصور لأهل سوس.[149]
- «الحمد لله الذي أحيى بهذه الدولة الكريمة موات العدل الدراسة وجدد بها معالم الشرع الطامسة وصرف بها عن الخلق صروف الجور العابسة ووكل بالأمة من رعايتنا عيونا حارسة» مقتطف من رسالة المنصور لأهل الشاوية وتامسنا.[150]
أسرته[عدل]
زوجاته[عدل]
- لالة زليخة
- لالة جوهر
- لالة شيبانية (عائشة بنت أبي بكر الشبانية)[71]
- لالة ياقوت
أبناءه[عدل]
- زيدان الناصر (توفي سنة 1627)
- أبو فارس عبد الله (1564 - 1612)
- الشيخ المأمون (1566 - 1612)
بناته[عدل]
- لاله مسعودة
في الثقافة والفن[عدل]
ترك صيت السلطان أحمد المنصور الذهبي وشهرته في العالم المتوسطي آثاره في مخيلة عقول معاصريه.[151] وتألفت باسمه كتب عديدة تنيف عن المائة.[152]
- تاجر البندقية وهي مسرحية تجري أحداثها في القرن السادس عشر أظهر فيها الكاتب الإنجليزي وليام شكسبير عزيمة وشجاعة سلطان المغرب أحمد المنصور الذهبي وأنطقه:[151]
- سيفيليزيشن v: برايف نيو وورلد هي لعبة فيديو صدرت سنة 9 يوليو 2013، من الشخصيات الرئيسية نجد أحمد المنصور وهو قائد الحضارة المغربية في لعبة.[وب-إنج 1]
- الدولة السعدية هي أول دولة تمنع التدخين ففي عهد أحمد المنصور أصدرت سنة 1602 فتوى تحرم التدخين.[وب-إنج 2]
انظر أيضًا[عدل]
ملاحظات[عدل]
1: ينبغي هنا التمييز بين لفظ قاضي الجماعة وهو مصطلح استعمله أمويو الأندلس ولفظ قاضي القضاة الذي استعمله العباسيون.
2: يسمون أيضا بالموثقين والشهود.
المراجع[عدل]
فهرس المنشورات[عدل]
- بالعربية
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 91.
- ^ الكرباسي (2005)، ص. 192.
- ^ عبد الباقي (2009)، ص. 32.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 7-13.
- ^ أ ب ت ث ج محمود (2012)، ص. 192.
- ^ كنون (2017)، ص. 130.
- ^ أ ب ت ث الإفراني (1998)، ص. 217.
- ^ [أ] الناصري (1997)، ج. 5، ص. 3.
[ب] غنيمي (1994)، ج. 3، ص. 114.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 14.
- ^ جادور (2011)، ص. 53.
- ^ التمنارتي (2007)، ص. 111.
- ^ أ ب الناصري (1997)، ج. 5، ص. 91.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 29.
- ^ أ ب الناصري (1997)، ج. 5، ص. 90.
- ^ أ ب ت الناصري (1997)، ج. 5، ص. 89.
- ^ جادور (2011)، ص. 64.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 28.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 209.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 212.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 59.
- ^ أ ب ت جادور (2011)، ص. 67.
- ^ جادور (2011)، ص. 56.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 92.
- ^ جادور (2011)، ص. 79.
- ^ أ ب الناصري (1997)، ج. 5، ص. 94.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 174.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 97.
- ^ أ ب ت ث ج الناصري (1997)، ج. 5، ص. 98.
- ^ حماة الله ولد (2011)، ص. 33.
- ^ الجبوري (2003)، ج. 1، ص. 284-285.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 120.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 104.
- ^ أ ب ت الناصري (1997)، ج. 5، ص. 106.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 117.
- ^ حركات (1978)، ص. 304.
- ^ محسن (2020)، ص. 92-102.
- ^ أ ب جادور (2011)، ص. 292-293.
- ^ أ ب ت الفشتالي (1972)، ص. 55.
- ^ أ ب جادور (2011)، ص. 301.
- ^ أ ب ت ث حركات (1978)، ج. 2، ص. 264.
- ^ أ ب الفشتالي (1972)، ص. 123-125.
- ^ جادور (2011)، ص. 349.
- ^ السعدي (1665)، ص. 191.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 118-120-128-165.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 92.
- ^ حركات (1978)، ج. 2، ص. 265-266.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 111.
- ^ أ ب الناصري (1997)، ج. 5، ص. 112.
- ^ السعدي (1665)، ص. 138.
- ^ حركات (1978)، ج. 2، ص. 302-303.
- ^ أ ب ت الناصري (1997)، ج. 121، ص. 89.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 123.
- ^ مؤنس (1987)، ص. 376.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 124.
- ^ جادور (2011)، ص. 351.
- ^ الإفراني (1998)، ص. 168-169.
- ^ أ ب حركات (1978)، ج. 2، ص. 272.
- ^ جادور (2011)، ص. 291.
- ^ أ ب حركات (1978)، ج. 2، ص. 419.
- ^ جادور (2011)، ص. 294.
- ^ جادور (2011)، ص. 316.
- ^ حركات (1978)، ص. 272.
- ^ جادور (2011)، ص. 320.
- ^ جادور (2011)، ص. 251.
- ^ جادور (2011)، ص. 322.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 175-177.
- ^ التمنارتي (2007)، ص. 110-111.
- ^ ملين (2013)، ص. 7-13.
- ^ أ ب مجهول (2013)، ص. 402.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 169.
- ^ أ ب ت السعدي (2012)، ص. 203.
- ^ الجميعي (2007)، ص. 66.
- ^ أ ب الجميعي (2007)، ص. 68.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 96-98.
- ^ جادور (2011)، ص. 192.
- ^ جادور (2011)، ص. 189.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 99-204-236.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 125.
- ^ عقيل (2017)، ص. 403.
- ^ أ ب ت حركات (1978)، ج. 2، ص. 275.
- ^ ملين (2013)، ص. 329-344.
- ^ أ ب يحيى (2016)، ص. 222.
- ^ جادور (2011)، ص. 66.
- ^ أ ب اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح
<ref>
والإغلاق</ref>
للمرجعمولد تلقائيا22
- ^ جادور (2011)، ص. 295.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 61.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 65.
- ^ كنون (1954)، ص. 87، 96، 157، 160، 166، 169.
- ^ فريد (2019)، ص. 415-455.
- ^ ملين (2013)، ص. 7-388.
- ^ أ ب كنون (1954)، ص. 233-230-106-101-78-73.
- ^ كنون (1954)، ص. 51، 59، 73، 81، 101، 105، 174، 179، 183.
- ^ أحمد بن قاضي (1984)، ص. 845-846-847.
- ^ ملين (2013)، ص. 353.
- ^ الغنيمي (1994)، ص. 187.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 84.
- ^ حركات (1978)، ج. 2، ص. 313.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 207-208.
- ^ ملين (2013)، ص. 245.
- ^ جادور (2011)، ص. 104-105.
- ^ جادور (2011)، ص. 105.
- ^ جادور (2011)، ص. 107.
- ^ ملين (2013)، ص. 262.
- ^ أحمد بن قاضي (1986)، ص. 352.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 199.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 64-204.
- ^ ملين (2013)، ص. 268-269.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 42.
- ^ ابن القاضي (1970)، ص. 129.
- ^ جادور (2011)، ص. 106.
- ^ ابن القاضي (1970)، ص. 205.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 27-43.
- ^ ملين (2013)، ص. 187.
- ^ ابن القاضي (1970)، ج. 2، ص. 226.
- ^ جادور (2011)، ص. 115.
- ^ ابن القاضي (1970)، ج. 3، ص. 258.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 48-79.
- ^ أ ب ت غنيمي (1994)، ج. 3، ص. 260.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 209-210.
- ^ أ ب جادور (2011)، ص. 347.
- ^ جادور (2011)، ص. 348.
- ^ كريم (2006)، ص. 259.
- ^ حركات (1978)، ج. 2، ص. 381.
- ^ أ ب حركات (1978)، ص. 274.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 118.
- ^ جادور (2011)، ص. 83.
- ^ ملين (2013)، ص. 7-313.
- ^ جادور (2011)، ص. 208.
- ^ كريم (2006)، ص. 307.
- ^ المختار (1960)، ص. 154.
- ^ [أ] حجي (1977)، ج. 2، ص. 82.
[ب] كريم (2006)، ص. 320.
- ^ كريم (2006)، ص. 220.
- ^ أ ب الخطيب (2019)، ص. 73.
- ^ الخطيب (2019)، ص. 128.
- ^ الخطيب (2019)، ص. 119.
- ^ المختار (1960)، ص. 51.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 51-164-203.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 63-64.
- ^ كريم (2006)، ص. 254.
- ^ غنيمي (1994)، ج. 3، ص. 199.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 204-205.
- ^ كنون (1954)، ص. 118.
- ^ كنون (1954)، ص. 178.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 189.
- ^ المقري (1983)، ص. 65.
- ^ الفشتالي (1972)، ص. 217.
- ^ حجي (1977)، ج. 2، ص. 148.
- ^ الناصري (1997)، ج. 5، ص. 190.
- ^ كنون (1954)، ص. 160.
- ^ كنون (1954)، ص. 145.
- ^ أ ب ملين (2013)، ص. 4.
- ^ محمود (2012)، ص. 193.
- بالألمانية
- ^ Kontzi (1996), p. 410.
- بالإنجليزية
- ^ أ ب ت Mercedes (2009), p. 23.
- ^ أ ب Smith (2006), p. 23.
- ^ Smith (2006), p. 41.
- ^ Smith (2006), p. 35.
- ^ Smith (2006), p. 92.
- ^ Smith (2006), p. 79.
- ^ Smith (2006), p. 94.
- ^ أ ب Smith (2006), p. 140.
- ^ Smith (2006), p. 139.
- ^ Smith (2006), p. 14.
- ^ Smith (2006), p. 68.
- ^ Smith (2006), p. 82.
- ^ أ ب Smith (2006), p. 60.
- ^ Toomer (1996), p. 28.
- بالإسبانية
- ^ Elliott (2002), p. 79-80.
- ^ Granada (1955), p. 57-63-66-76.
- ^ Granada (1955), p. 70-72.
- بالفرنسية
- ^ أ ب Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 177.
- ^ Castries (1909), vol. 1, p. 448-451.
- ^ Castries (1909), vol. 1, p. 356.
- ^ Hume (1840), p. 216.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 1, p. 323.
- ^ Castries (1909), vol. 2, p. 489.
- ^ أ ب Castries (1909), vol. Angleterre 1, p. 218.
- ^ Castries (1909), vol. 1, p. 383.
- ^ UNESCO (1999), p. 345.
- ^ Liffe (2009), p. 701.
- ^ Marchat (1957), p. 637–657.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 110.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 157-159-161.
- ^ أ ب ت Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 206.
- ^ Bartolomé (2006), p. 486-486.
- ^ Anonyme (1909), p. 138.
- ^ Anonyme (1909), p. 145-146.
- ^ El Moudden (1991), p. 177-190.
- ^ Braudel (2017), p. 324.
- ^ Castries (1909), vol. 2, p. 96.
- ^ Castries (1909), vol. 2, p. 62.
- ^ Cour (1904), p. 122.
- ^ Grammont (1887), p. 23-30.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 1, p. 454-445.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 1, p. 25-26.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 137.
- ^ Castries (1909), vol. Angleterre 2, p. 165-169.
- ^ Anonyme (1909), p. 55.
- بالبرتغالية
- ^ Farinha (1997), p. 120-132.
- ^ Farinha (1997), p. 52-54.
فهرس الويب[عدل]
- بالعربية
- ^ عسر أحمد طه (30 أغسطس 2016). "أحمد المنصور الذهبي". قصة الإسلام. مؤرشف من الأصل في 2020-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-20.
- ^ خالد الشكراوي (10 نوفمبر 2014). "حين غزا المغرب بلاد السودان". زمان. مؤرشف من الأصل في 2018-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-08.
- ^ "المماليك الإسلامية القديمة في إفريقيا السوداء -3- مملكة مالي". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2020-08-15. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ "من الملوك الشعراء المغاربة: السلطان أبو العباس أحمد المنصور الذهبي (956 ه-1012 م )". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ "الشيخ القاضي أبو عبد الله ابن عرضون". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2014-02-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ حفصة البقالي. "أشاعرة المغرب: شيخ الإسلام عبد القادر الفاسي". الرابطة المحمدية للعلماء. مؤرشف من الأصل في 2017-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-06.
- ^ عسر أحمد طه (2 يونيو 2015). "أحمد المنصور الذهبي: أعظم خلفاء دولة الأشراف السعديين بالمغرب". الألوكة. مؤرشف من الأصل في 2024-04-16. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-25.
- ^ "رسالة المنصور الذهبي لأحد أقطاب الشرق". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ أ ب "القائدان جؤذر ومحمود". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ أ ب ت ث "التطورات التي عرفها المغرب في عهد السعديين". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-22. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ "فن العمارة في عهد السعديين". التراث الثقافي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-29.
- ^ أ ب "مدينة مراكش". وزارة الثقافة والشباب والرياضة. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-29.
- ^ "«قصر البديع»... من عجائب فن العمارة في زمنه ولا يزال يُلهب الخيال". الشرق الأوسط. 30 أبريل 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-29.
- ^ [أ] "من تاريخ العمارة الدينية في عصر السعديين: أضرحة الأشراف السعديين بمراكش -2-". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
[ب] عثمان عثمان إسماعيل. "من تاريخ العمارة الدينية بمراكش: قبور السعديين /4". المراكشية. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-29.
- ^ "ساحة جامع الفنا". الرابط المحمدية للعلماء. مؤرشف من الأصل في 2020-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ "الثقافة المغربية في عصر السعديين". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-11-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ [أ] سعيد العفاسي (2016). "المـدارس التـاريخيـة بفـاس من الوظيفة التعليمية والدينية إلى خرائب متداعية". صوت القرويين. مؤرشف من الأصل في 2017-10-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-02.
[ب] سعيد العفاسي (25 أغسطس 2010). "عين الغربال المدارس التاريخية بفاس". صحيفة المثقف. مؤرشف من الأصل في 2020-07-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-02.
- ^ أ ب محمد الطوكي. "هذه هي المدارس العتيقة بمراكش المؤدية إلى جامعة ابن يوسف". المراكشية. مؤرشف من الأصل في 2020-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
- ^ أحمد متفكر. "مساجد مراكش / 17 - مسجد أبي العباس السبتي". المراكشية. مؤرشف من الأصل في 2020-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
- ^ "الحركة العلمية في الجامع الكبير بمدينة تارودانت خلال القرنيين 10 و11 الهجريين". وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية (المغرب). مؤرشف من الأصل في 2019-12-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-27.
- ^ الاتحاد، صحيفة (28 مايو 2019). "جامعة القرويين بفاس.. سبقت أوروبا في نظام الكراسي العلمية". صحيفة الاتحاد. مؤرشف من الأصل في 2020-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
- ^ "الزاوية الجزولية". الرابطة الوطنية للطريقة الجزولية بالمغرب. 15 مارس 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-02-01. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-01.
- ^ يوسف الحزيمري (12 نوفمبر 2014). "أبو العباس أحمد المنجور: 926 - 995هـ". الرابطة المحمدية للعلماء. مؤرشف من الأصل في 2020-07-01. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
- ^ "الجيش المخزني السعدي (التأصيل)". المنصة العربية. 14 مارس 2023. مؤرشف من الأصل في 2023-07-11. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-26.
- بالإنجليزية
- ^ "Ahmad al-Mansur (Civ5)". Civilization Wiki (بالإنجليزية). Archived from the original on 2019-08-20. Retrieved 2020-07-13.
- ^ "How tobacco firms try to undermine Muslim countries' smoking ban". The Daily Observer (بالإنجليزية). 21 Apr 2015. Archived from the original on 2023-09-29. Retrieved 2017-02-05.
- بالفرنسية
معلومات المنشورات الكاملة[عدل]
مرتبة حسب تاريخ النشر
- المقالات
- بالعربية
- نمير عقيل (2017). "السياسة الداخلية للمغرب الأقصى في عهد السلطان أحمد المنصور السعدي 1578 - 1603". مجلة جامعة دمشق للدراسات التاريخية. ج. 36 ع. 135–136: 395–419. ISSN:2789-7478. OCLC:9504007228. QID:Q125613457.
- بووشن محسن (2020). "التنافس الإسباني - الإنجليزي حول الثغور المغربية خلال عهد أحمد المنصور السعدي: العرائش نموذجًا". مجلة المقدمة للدراسات الانسانية و الاجتماعية. ج. 5 ع. 2: 92–106. ISSN:2716-8999. QID:Q125636217.
- بالفرنسية
- Henry Marchat (1957). "La frontière saharienne du Maroc". Politique étrangère (بالفرنسية). 22 (6): 637–657. DOI:10.3406/POLIT.1957.2463. ISSN:0032-342X. OCLC:754667318. QID:Q125613922.
- Abderrahmane El Moudden (1991). "Qui a dirigé la bataille de Wad-Al-Makhazin? : présentation d'un document ottomano-sa'di inédit". Hespéris-Tamuda (بالفرنسية). 29 (2): 177–190. ISSN:0018-1005. OCLC:949224673. QID:Q125614447.
- الكتب
- بالعربية
- عبد الله كنون (1954)، رسائل سعدية، تطوان: دار الطباعة المغربية، OCLC:78468425، QID:Q125542573
- محمد المختار السوسي (1960)، سوس العالمة، المحمدية: مطبعة فضالة، OCLC:1033873689، QID:Q125599419
- ابن القاضي المكناسي (1971)، ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال، تحقيق: محمد الأحمدي أبو النور (ط. 1)، القاهرة: دار التراث، OCLC:956974775، QID:Q106484918
- عبد العزيز الفشتالي (1972)، مناهل الصفا في مآثر موالينا الشرفا، تحقيق: عبد الكريم كريم، الرباط: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، OCLC:1353071420، QID:Q125543521
- محمد حجي (1977)، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، سلسلة التاريخ (2)، الرباط: دار المغرب للتأليف والترجمة والنشر، OCLC:21938360، QID:Q125602687
- إبراهيم حركات (1978)، المغرب عبر التاريخ: عرض لأحداث المغرب وتطوراته في الميادين السياسية والدينية والاجتماعية والعمرانية والفكرية منذ ما قبل الإسلام إلى العصر الحاضر (ط. 1)، الدار البيضاء: دار الرشاد، OCLC:4770532551، QID:Q125566732
- أحمد المقري التلمساني (1983)، روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس، دار الكتب العلمية، QID:Q125603997
- أحمد بن القاضي (1986)، المنتقى المقصور على مآثر الخليفة المنصور، تحقيق: محمد مرزوق، الرباط: مكتبة المعارف، OCLC:20260190، QID:Q125591817
- حسين مؤنس (1987). أطلس تاريخ الإسلام (ط. 1). القاهرة: الزهراء للإعلام العربي. ISBN:978-977-14-7049-6. OCLC:1230076515. OL:13162429M. QID:Q6824741.
- غير معروف (1994)، تاريخ الدولة السعدية التكمدارتية، تحقيق: عبد الرحيم بنحادة (ط. 1)، مراكش: عيون المقالات، OCLC:34361195، QID:Q125543407
- عبد الفتاح غنيمي (1994)، موسوعة تاريخ المغرب العربي: دراسة في التاريخ الاسلامي (ط. 1)، القاهرة: مكتبة مدبولي، OCLC:31386272، QID:Q125545007
- أحمد بن خالد الناصري (1997)، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء: دار الكتاب، OCLC:741098443، QID:Q125545057
- محمد الصغير الإفراني (1998)، نزهة الحادي بأخبار ملوك القرن الحادي، تحقيق: عبد الطيف الشادلي (ط. 1)، الرباط: د.ن.، OCLC:41001127، QID:Q125542251
- كامل سلمان الجبوري (2003). معجم الأدباء من العصر الجاهلي حتى سنة 2002م. بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-3694-7. OCLC:54614801. OL:21012293M. QID:Q111309344.
- محمد صادق محمد الكرباسي (2005). ديوان القرن العاشر: 21/9/1495-7/10/1592 م. دائرة المعارف الحسينية (ط. 1). لندن: المركز الحسيني للدراسات. ج. 1. ISBN:978-1-902490-27-4. QID:Q125593680.
- عبد الكريم كريم (2006)، المغرب في عهد الدولة السعدية: دراسة تحليلية لأهم التتورات السياسية والمختلف المظاهر الحضارية (ط. 3)، الرباط: جمعية المؤرخين المغاربة، OCLC:1335764367، QID:Q125547510
- أبو زيد عبد الرحمن التمنارتي (2007)، الفوائد الجمة في إسناد علوم الأمة، تحقيق: محمد المنوني (ط. 2)، بيروت: دار الكتب العلمية، QID:Q125592057
- عبد المنعم إبراهيم الدسوقي الجميعي (2007). الدولة العثمانية والمغرب العربي. موسوعة الثقافة التاريخية و الأثرية و الحضارية (12). القاهرة: دار الفكر العربي. ISBN:978-977-10-2148-3. OCLC:1244867025. QID:Q125679962.
- عبد الباقي مفتاح (2009). أضواء على الشيخ أحمد التجاني وأتباعه. بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-6058-4. OCLC:688623464. QID:Q125592504.
- حماه الله ولد السالم (2011). صحراء الملثمين وبلاد السودان في نصوص الجغرافيين والمؤرخين العرب (ط. 1). بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-7051-4. OCLC:702137916. QID:Q125592280.
- محمد جادور (2011). مؤسسة المخزن في تاريخ المغرب. سلسلة أبحاث (4). الدار البيضاء: مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود. ISBN:978-9954-0-3604-4. OCLC:811245816. QID:Q125543588.
- عبد الرحمن السعدي (2012). حماه الله ولد السالم (المحرر). تاريخ السودان: كتاب في تاريخ الإسلام و الثقافة و الدول و الشعوب في أفريقيا جنوب الصحراء و غانة و مالي و السنغاي. بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-7336-2. OCLC:1062261445. QID:Q125628277.
- محمود كعت (2012). تاريخ الفتاش في ذكر الملوك وأخبار الجيوش وأكابر الناس وتكملته (تذكرة النسيان) (ط. 1). بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-7337-9. OCLC:824954538. QID:Q125592697.
- محمد نبيل ملين (2013). السلطان الشريف: الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب. الرباط: مركز جاك برك. DOI:10.4000/BOOKS.CJB.940. ISBN:978-9954-538-15-9. OCLC:993515367. QID:Q125584991.
- محمد بن يحيى المضواحي (2016)، الأندلسيون عقب سقوط غرناطة، كتوبيا، QID:Q125604236
- عبد الله كنون (2017). مدخل إلى تاريخ المغرب (ط. 1). بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-8758-1. OCLC:1201738500. QID:Q125592443.
- محمد فريد (2019). تاريخ الدولة العلية العثمانية. تحقيق: محمد العزازي (ط. 1). بيروت: دار الكتب العلمية. ISBN:978-2-7451-9322-3. OCLC:1331453663. QID:Q125546090.
- عزيز الخطيب؛ الحسين زروق؛ عبد اللطيف الخلابي (2019)، علماء فاس في اللغة والنحو، بيروت، الرباط: دار الكتب العلمية، دار الأمان للطباعة والنشر والتوزيع، OCLC:1229998514، QID:Q125602056
- بالألمانية
- Reinhold Kontzi (1996). Jens Lüdtke; Reinhold Kontzi (eds.). Romania Arabica: Festschrift für Reinhold Kontzi zum 70. Geburtstag (بالإنجليزية). Tübingen: Gunter Narr Verlag. ISBN:978-3-8233-5173-3. OCLC:37580232. QID:Q125604728.
- بالإنكليزية
- Mercedes García-Arenal (2009). Ahmad Al-Mansur: The Beginnings of Modern Morocco. Makers of the Muslim World (بالإنجليزية). Oxford: Oneworld Publications. ISBN:978-1-85168-610-0. OCLC:221148781. QID:Q125604952.
- Gerald J. Toomer (1996). Eastern Wisedome and Learning: The Study of Arabic in Seventeenth-century England (بالإنجليزية). New York City: Clarendon Press. ISBN:978-0-19-820291-2. OCLC:1148919386. QID:Q125604872.
- Richard L. Smith (2006). Ahmad Al-Mansur: Islamic Visionary. Library of World Biography Series (بالإنجليزية) (1st ed.). New York City: Longman. ISBN:978-0-321-25044-5. OCLC:61151420. QID:Q125548250.
- بالفرنسية
- David Hume (1840), Histoire d'Angleterre (بالإنجليزية), translated by François-Nicolas-Vincent Campenon, Paris: Furne, Jouvet et Cie, QID:Q125583078
- H.-D. de Grammont. (1887), Histoire d'Alger sous la domination turque (1515-1830) (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:1176953734, QID:Q125584334
- Auguste Cour (1904), L'établissement des dynasties des chérifs au Maroc: et leur rivalité avec les turcs de la régence d'Alger, 1509-1830, Publications de l'Ecole des lettres d'Alger (29) (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:10687085, QID:Q125583985
- Henri de Castries (1909), Les sources inédites de l'histoire du Maroc (بالفرنسية), Paris: Ernest Leroux, OCLC:492707611, QID:Q125549388
- غير معروف (1909), Une description du Maroc: sous le règne de Moulay Ahmed El-Mansour, 1596, d'après un manuscrit portugais de la Bibliothèque nationale (بالفرنسية), translated by Henri de Castries, Paris: Ernest Leroux, OCLC:670414053, QID:Q125676150
- Bethwell Allan Ogot (1999). L'Afrique du XVIe au XVIIIe siècle. Histoire générale de l'Afrique (5) (بالفرنسية). Paris: Organisation des Nations unies pour l'éducation, la science et la culture. ISBN:978-92-3-201711-6. OCLC:43647945. QID:Q125583691.
- Bartolomé Bennassar; Lucile Bennassar (2006). Les chrétiens d’Allah: l'histoire extraordinaire des renégats, XVIe et XVIIe siècles (بالفرنسية). Paris: Éditions Perrin. ISBN:978-2-262-02422-2. OCLC:70321216. QID:Q125584552.
- John Iliffe (2009). Les Africains: Histoire d'un continent (بالفرنسية). Translated by Jean-Paul Mourlon. Paris: Flammarion. ISBN:978-2-08-122059-1. OCLC:470768176. QID:Q125628000.
- Fernand Braudel (2017). La Méditerranée et le monde méditerranéen à l'époque de Philippe II (بالفرنسية) (10th ed.). Malakoff: Armand Colin. Vol. 3. ISBN:978-2-200-61932-9. OCLC:1280392937. QID:Q125868608.
- بالإسبانية
- Miscelánea de Estudios Árabes y Hebraicos. Sección Árabe-Islam (بالإسبانية), Granada: Universidad de Granada, ISSN:1696-5868, OCLC:436800592, QID:Q26332367
- John Elliott (2002). Rafael Benítez Sánchez-Blanco (ed.). España en Europa: Estudios de historia comparada. Col·lecció Honoris causa (19) (بالإسبانية). Valencia: Universidad de Valencia. ISBN:978-84-370-5493-3. OCLC:51517699. QID:Q125606564.
- بالبرتغالية
- António Dias Farinha; António de Saldanha (1997). Crónica de Almançor, Sultão de Marrocos: 1578-1603 (بالبرتغالية). Lisboa: Instituto de Investigação Científica Tropical. ISBN:978-972-672-864-1. OCLC:644317290. QID:Q125627303.
وصلات خارجية[عدل]
أحمد المنصور الذهبي في المشاريع الشقيقة: | |
|
أحمد المنصور الذهبي ولد: 1549 توفي: 1603
| ||
ألقاب ملكية | ||
---|---|---|
سبقه عبد الملك الأول |
أمير المؤمنين سلطان المغرب الأقصى |
تبعه زيدان الناصر |