انتقل إلى المحتوى

عزير

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من العزير عليه السلام)
عزير
الولادة بلاد النهرين
الوفاة القدس

عُزَير وفق ما جاء في الإسلام هو رجل صالح،[1] فيما يعتبره اليهود أنه من أنبياء بني إسرائيل.[2] وردت قصة عزير في القرآن بأن الله أماته مائة عام ثم بعثه في قصته المعروفة الواردة في سورة البقرة، وقد جدد العزير دين التوحيد لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها.

نسبه

[عدل]

هو عزير (عزرا) بن شريه بن خلقيه بن عزريه بن شالوم بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن عزريه بن يوحنان بن عزريه بن أخيمعص بن صدوق بن أخطب بن أمريه بن ماريوت بن زرحيه بن عازي بن بقي بن أبيشوع بن فنحاس بن العزار بن نبي الله هارون بن عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.

عزير باللغة العبرية عزرا وتعني مُساعِد[3]

سيرته

[عدل]

ذُكر أن لما تراجعت بنو إسرائيل إلى القدس كان من جملتهم عزير وكان بالعراق، وقدم معه من بني إسرائيل ما يزيد على ألفين من العلماء وغيرهم، وترتب مع عزير في القدس مائة وعشرون شيخاً من علماء بني إسرائيل.[4] ومرت الأيام على بني إسرائيل في فلسطين، وانحرفوا كثير عن منهج الله عز وجل. فبمعرفة الله الغيبية، أراد الله أن يجدد دينهم، بعد أن فقدوا التوراة ونسوا كثيرًا من آياتها. مر عزير على هذه القرية - وهي بيت المقدس على المشهور، بعد أن خربها بختنصر وقتل أهلها - وهي خاوية ليس فيها أحد، فوقف متفكرا فيما آل أمرها إليه بعد العمارة العظيمة، وقال كما ذكر في القران الكريم ﴿أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖوذلك لما رأى من دثورها، وشدة خرابها، وبعدها عن العود إلى ما كانت عليه.[5]

عزير في الإسلام

[عدل]
ضريح العزير في مدينة العمارة جنوب العراق عام 1924
ضريح العزير في عام 1916
ضريح العزير جنوب العراق في مدينة العمارة

في القرآن

[عدل]

كان عزير رجلا صالحا حافظا للتوراة، فبينما كان ماشياً على حماره في حين من الأثناء، مر عزير على قرية خاوية ليس فيها بشر. فوقف متعجبا، وقال:﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فأماته الله مئة عام. قبض الله روحه وهو نائم، ثم بعثه. فاستيقظ عزير من نومه. فأرسل الله له ملكا في صورة بشر:﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتَ فأجاب عزير:﴿قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ. نمت يوما أو جزءا من اليوم. فرد الملك:﴿قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ. ويعقب الملك مشيرا إلى إعجاز الله عز وجل ﴿فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ أمره بأن ينظر لطعامه الذي ظل بجانبه مئة سنة، فرآه سليما كما تركه، لم ينتن ولم يتغير طعمه أو ريحه. ثم أشار له إلى حماره، فرآه قد مات وتحول إلى جلد وعظم. ثم بين له الملك السر في ذلك ﴿وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ. ويختتم كلامه بأمر عجيب ﴿وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا نظر عزير للحمار فرأى عظامه تتحرك فتتجمع فتتشكل بشكل الحمار، ثم بدأ اللحم يكسوها، ثم الجلد ثم الشعر، فاكتمل الحمار أمام عينيه، ﴿فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. ثم خرج إلى القرية، فرآها قد عمرت وامتلأت بالناس. فسألهم:هل تعرفون عزيرا؟ قالوا:نعم نعرفه، وقد مات منذ مئة سنة. فقال لهم:أنا عزير. فأنكروا عليه ذلك. ثم جاءوا بعجوز معمّرة، وسألوها عن أوصافه، فوصفته لهم، فتأكدوا أنه عزير. فأخذ يعلمهم التوراة ويجددها لهم، فبدأ الناس يقبلون عليه وعلى هذا الدين من جديد، وأحبوه حبا شديدا وقدّسوه للإعجاز الذي ظهر فيه، حتى وصل تقديسهم له أن قالوا عنه أنه ابن الله ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ. وقد ذكر الله قصته هذه في سورة البقرة الآية 259 حيث قال:﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۝٢٥٩.[6]

في السنة النبوية

[عدل]

وفي السنة النبوية ،قال محمد بن إسحاق بن يسار، رحمه الله، في كتاب "السيرة": وجلس رسول الله يوما مع الوليد بن المغيرة في المسجد، فجاء النضر بن الحارث حتى جلس معهم، وفي المسجد غير واحد من رجال قريش، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض له النضر بن الحارث، فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أفحمه، وتلا عليه وعليهم ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ إِلَى قَوْلِهِ:﴿وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عبد الله الزبعرى السهمي حتى جلس، فقال الوليد بن المغيرة لعبد الله : والله ما قام النضر بن الحارث لابن عبد المطلب آنفا ولا قعد، وقد زعم محمد أنا وما نعبد من آلهتنا هذه حصب جهنم. فقال عبد الله : أما والله لو وجدته لخصمته، فسلوا محمدا: كل ما يعبد( من دون الله في جهنم مع من عبده، فنحن نعبد الملائكة، واليهود تعبد عزيرا، والنصارى تعبد عيسى ابن مريم؟ فعجب الوليد ومن كان معه في المجلس، من قول عبد الله بن الزبعرى، ورأوا أنه قد احتج وخاصم. فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "كل من أحب أن يعبد من دون الله فهو مع من عبده، إنهم إنما يعبدون الشياطين ومن أمرتهم بعبادته[7]

قال ابن عادل الحنبلي: جواب الذي ذكره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو أنهم كانوا يعبدون الشياطين. فإن قيل: الشياطين عقلاء ولفظ «مَا» لا يتناولهم، فكيف قال ذلك؟ قلنا: كأنه - عليه السلام - قال: لو ثبت لكم أنه يتناول العقلاء فسؤالكم أيضاً غير لازم من هذا الوجه.[8]

مخطوطة عزير عليه السلام

وروي في حديث آخر، عن عبد الله بن عباس:جاء عبدُاللهِ بنُ الزبعرى إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:يا محمَّدُ، تزعُمُ أنَّ اللهَ أنزَل عليك هذه الآيةَ:﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ [الأنبياء:98]، فقدْ عُبِدَتِ الشَّمسُ والقَمرُ والملائكةُ، وعُزَيْرٌ وعيسى صَلَواتُ اللهِ عليهم، أَوَكلُّ هؤلاء في النَّارِ مع آلهَتِنا؟ فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ:﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ [الأنبياء:101]، ونزلت:﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ[الزخرف:57]، قال شعيب الأرناؤوط:إسناده قوي.[9]

قال محمد الأمين الشنقيطي عن ذات الآية: "والآية المذكورة إنما عبر الله فيها بلفظة (مَا) التي هي في الموضع العربي لغير العقلاء ؛ لأنه قال:﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ ، ولم يقل:" ومن " تعبدون ، وذلك صريح في أن المراد الأصنام ، وأنه لا يتناول عيسى ولا عزيرا ولا الملائكة ، كما أوضح تعالى أنه لم يرد ذلك بقوله تعالى بعده:﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى.وإذا كانوا يعلمون من لغتهم أن الآية الكريمة ، لم تتناول عيسى بمقتضى لسانهم العربي ، الذي نزل به القرآن ، تحققنا أنهم ما ضربوا عيسى مثلا ، إلا لأجل الجدل ، والخصومة بالباطل[10]

وذكر حديث أن حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال:ثنا سعيد، عن قتادة، قال:لما ذكر عيسى في القرآن قال مشركو قريش:يا محمد ما أردت إلى ذكر عيسى؟ قال:وقالوا:إنما يريد أن نحبه كما أحبَّت النصارى عيسى. وقال آخرون:بل عنى بذلك قول الله عزّ وجلّ ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ قيل المشركين عند نزولها:قد رضينا بأن تكون آلهتنا مع عيسى وعُزَير والملائكة، لأن كل هؤلاء مما يعبد من دون الله قال الله عزّ وجلّ: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ۝٥٧ وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ .[11]

وروي في حديث آخر عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس قال:أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعة من اليهود:سلام بن مشكم، والنعمان بن أوفى، وشاس بن قيس، ومالك بن الصيف، فقالوا:كيف نتبعك وقد تركت قبلتنا وأنت لا تزعم أن عزيرًا ابن الله؟ فأنزل الله عز وجل:﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه.[12][13]

وفي كتاب تفسير مقاتل بن سليمان قال النبي- صلى الله عليه وسلم- لليهود: أدعوكم إلى الله- عز وجل- وأنذركم بأسه فإن تتوبوا يكفر عنكم سيئاتكم، ويؤتكم أجوركم مرتين. فقال كعب ابن الأشرف، وكعب بن أسيد، وحيي بن أخطب، وفنحاص اليهودي، من أهل قينقاع: أليس عزير ولد الله فأدعوه ولدا لله؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: أعوذ بالله أن أدعو لله- تبارك وتعالى- ولدا. ولكن عزير عبد الله داخر: يعني صاغرا ، قالوا فإنا نجده في كتابنا وحدثتنا به آباؤنا، فاعتزلهم النبي[14]

في آثار السلف

[عدل]

روى ابن عساكر، عن ابن عباس أنه سأل عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى:﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّه[التوبة:30]. لم قالوا ذلك ؟ فذكر له ابن سلام ما كان من كتبه لبني إسرائيل التوراة من حفظه، وقول بني إسرائيل:لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة إلا في كتاب، وإن عزيرا قد جاءنا بها من غير كتاب. فرماه طوائف منهم، وقالوا: عزير ابن الله[15]

وعن ابن جرير وابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي قال: إن اليهود والنصارى قالوا: اتخذ الله ولدا، وقالت العرب: لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، وقال الصابئون والمجوس: لولا أولياء الله لذل، فأنزل الله هذه الآية: ﴿وقل الحمد لله﴾ إلى آخرها.[16]

وعن كعب الأحبار، قال:دعا عُزَيرٌ ربَّه أن يُلَقّى التوراة كما أنزَل على موسى في قلبه، فأنزَلها الله عليه، فبعد ذلك قالوا:عزيرٌ ابن الله.[17]

وعن وهب ابن منبه: كان عزير من السبايا التي سباها بخت نصر من بيت المقدس، فرجع إلى الشام فبكى على فقد التوراة، فنبئ وكان بخت نصر لما دخل إلى بيت المقدس قد أحرق التوراة وساق بني إسرائيل إلى بابل، فتلاها عزير عليهم فافتتنوا به، وقالوا: هو ابن الله.[18]

وقد ذكر الجاحظ أن فريقًا من بقايا القائلين ببنوة عزير لله سبحانه كانوا لا يزالون في عصره باليمن والشام وداخل بلاد الروم. وقد ورد عند ابن حزم أن الذين كانوا يقولون ذلك هم طائفة الصدوقيين باليمن. وكانت بينه وبين مواطنه ابن الغزيلة اليهودي مجادلات من هذا النوع ، فلم لم يكذبه فيما قاله من أن طائفة من بني دينه تدين بنوة عزير لله.[19]

وذكر المقريزي في كتابه المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار عند رحتله الى فلسطين, «وأما يهود فلسطين فزعموا أن العزير ابن الله تعالى»[20]

ويذكر نشوان بن سعيد الحميري طائفة تدعى العزيرية وانها غلت في عزير[21]

وقد ذكرا شبير أحمد العثماني طائفة العزيرية ايضا حيث قال: «وقد أخبرني بعض كبرائنا الثقات؛ أي: مخدومنا الحاج أمير شاه خان - رحمه الله - أنه بالغ في تفتيش ما زعمته يهود عصره في مسألة ابنية عزير عليه السلام، واجتهد في تحقيقه غاية الجهد، فتبرأ كل يهودي لقيه من هذا الاعتقاد الشنيع، حتى لقي بعض علمائهم ببيت المقدس وسأله، اعترف بأن فيهم شرذمة قليلة تزعم أن عزير ابن الله وهم موجودون الآن، وعددهم لا يزيد على مائة ألف في العالم، قال: ثم لقيت بعض الأفراد تلك الفرقة، وشافهتهم وهم في نهاية من الذلة والصغار، يقال لهم: العزيرية ولواحدهم العزيري فسألته، فأقر بما أخبرت به، وقال: نؤمن بأن عزير ابن الله من غير شك وتردد، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا.»[22]

فيما نجد أن موقف بعض مفسري القرآن الكريم يسير بشكل شبه مقارب للآراء السابقة. فالقرطبي على سبيل المثال علّق على هذه المسألة بقوله:(هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص، لأنه ليس كل اليهود قالوا ذلك، وهذا مثل قوله تعالى:﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ۝١٧٣[23] سورة آل عمران، الآية 173. وقيل:إن من كان يقولها كانوا في زمان وقد انقضوا، وهذا متوجه للذم إليهم لأن بعضهم قد قاله، وعاضد هذا القول النقاش، فقال:(لم يبق يهودي يقولها بل قد انقرضوا).[24]

عقائد طوائف يهود في عزير

[عدل]

معنى ابن الله

[عدل]

أشار ابن عطية: في معاني كلمة ابن الله لدى اليهود والمسيحيين أنهم يستعملوها على أساس أن الله رحيم وحنون مع شخص مثل الوالد مع ابنه ولكن هذا معنى مرفوض أيضا ويرجع ذلك لأنه الله لم يسمح لأحد ان يسمي نفسه أو غيره بأنه ابن الله.[25]

اليهود العرب وعزير

[عدل]

اقترح جوردون دارنيل نيوبي أن التعبير القرآني ربما يعكس تسمية عزرا المحتملة كأحد أبناء الله من قبل يهود الحجاز.[26] ويلاحظ الباحث جوردون دارنيل نيوبي ما يلي حول موضوع عزير والملاك ميتاترون وبني إلوهيم (حرفيًا "أبناء الله"):[27]

عزير .. يمكننا أن نستنتج أن سكان الحجاز في زمن محمد عرفوا أجزاءً على الأقل من سفر أخنوخ الثالث بالاشتراك مع اليهود. والملائكة الذين أصبح ميتاترون رئيسًا عليهم معروفون في تقاليد أخنوخ باعتبارهم أبناء الله، وبني إلوهيم، والمراقبين، والساقطين باعتبارهم المتسببين في الطوفان. وفي سفر أخنوخ الأول، وسفر عزرا الرابع، يمكن تطبيق مصطلح ابن الله على المسيح، ولكن في أغلب الأحيان يتم تطبيقه على الرجال الصالحين، الذين تعتقد التقاليد اليهودية أنه لا يوجد منهم أكثر صلاحًا من أولئك الذين اختارهم الله لنقلهم إلى السماء أحياء. ومن السهل إذن أن نتخيل أنه بين يهود الحجاز الذين كانوا متورطين على ما يبدو في التكهنات الصوفية المرتبطة بالمركبة ، يمكن وصف عزرا، بسبب تقاليد ترجمته، وبسبب تقواه، وخاصة لأنه كان مساويًا لأخنوخ باعتباره كاتب الله، بأنه أحد بني إلوهيم. وبطبيعة الحال، فإنه يناسب وصف الزعيم الديني (أحد أحبار القرآن 9:31) الذي رفعه اليهود. عزير

في سفر إسدراس الثاني بالنسخة السريانية ، يُطلق على عزرا اسم كاتب معرفة العلي.[28]

كما افترض مارك ليدزبارسكي ومايكل لودال وجود طائفة يهودية عربية كان تبجيلها لعزرا يقترب من تأليه.[26]

ويذكر الحاخام آلن مالر أن هناك حديثاً في جامع الترمذي  ينص على أن اليهود يعبدون أحبارهم، لأنهم يقبلون ما يقوله أحبارهم على كلمة الله.[29] ويؤكد أن هذا صحيح لأن اليهود الأرثوذكس يمارسون اليهودية بناءً على تفسير الحاخام للتوراة الشفوية. ويستشهد أيضًا بأن ابن عباس روى أن أربعة من اليهود يعتقدون أن عزير هو ابن الله.[30]

يهود اليمن وعزير

[عدل]

هناك إشاعة بأن يهود اليمن يكرهون عزرا بسبب وجود قصة أن عزرا لعن يهود اليمن بسبب رفضهم الذهاب معه إلى الهيكل ولهذا لا يسموا بهذا الاسم ولكن كثير من الحاخامات اليمنيين اعتبروا ذلك قصة خيالية مثل الحاخام يوسف كاباه ، أحد أبرز علماء اليهودية اليمنية في القرن العشرين، الذي يعتقد أن هذا التقليد "بادوتا" ويسميه "هراء". ووفقا له، كان عزرا "محبوبًا وموقرًا من قبل اليهود اليمنيين بما لا يقل عن أي شخصية مركزية مذكورة في الكتاب المقدس"، وأطلق اسم "عزرا" على سكان اليمن على مر الأجيال.[31] وكذلك هذا رأي الخاحام ماري حاييم كوريتش[32]

افترض يوسف توبي أن الأسطورة نشأت لتبرير التقليد المستخدم في اليهودية اليمنية، والذي بموجبه يعيشون هناك بشكل مستمر منذ تدمير الهيكل الأول[33]

واقترح هيرشبيرج فرضية أخرى، بناءً على كلام ابن حزم، وهي أن "الصالحين الذين يعيشون في اليمن يعتقدون أن عزيرًا هو ابن الله حقًا" وبحسب مصادر إسلامية أخرى، كان هناك بعض اليهود اليمنيين الذين اعتنقوا الإسلام واعتقدوا أن عزرا هو المسيح، ويمكن رؤيته بنفس الضوء الذي رأى فيه المسيحي يسوع، المسيح، ابن الله.[34]

يهود العراق وعزير

[عدل]

سجل الشاعر الأندلسي يهوذا الحارزي قصصًا سمعها في رحلته إلى الشرق الأدنى فيما يتعلق بقبر عزرا والضوء المنبعث منه, إضاءة تبدد الظلام السميك. وبسبب هذه الظاهرة يعتقد الناس أن مجد الرب يلمع عليه ، ويقوم به كثير من الناس, يتم سرد روايات مماثلة للضوء الصاعد من قبر عزرا في كتابات المسافر اليهودي في القرن الثاني عشر، بتاحية ريغنسبورغ ، الذي ذكر أن عزرا ، الكاتب ،مدفون على حدود أرض بابل. عندما يكون عمود النار فوق قبره ، لا يظهر الهيكل الذي نصب عليه بسبب السطوع فوق قبره . كما تم ذكر الإضاءة الغامضة لقبر عزرا في كتابات ياسين البيكاي في القرن الحادي عشر في كتيبه المختصر المتعلق بمواقع الحج النبيلة ، الحاخام يشاق الفراء من ملقة في عام 1414 م ، وبنيامين توديلا في القرن الثالث عشر.وبنيامين توديلا في القرن الثالث عشر.[35]

عزرا كملاك

[عدل]

في سفر ملاخي الإصحاح 3:1 هانذا أرسل ملاكي. يقول الترجوم "بيد ملاكي الذي يدعى عزرا الكاتب".[36] ترجوم يوناثان بن عزيئيل، عن عبارة "على يد ملاخي" (1: 1)، يعطي الشرح "الذي اسمه عزرا الكاتب". وباحتمال متساوٍ، تم التعرف على ملاخي مع مردخاي ونحميا وزربابل، ويبدو أن هذه الترجمة أدت إلى فكرة أن ملاخي، ويوحنا المعمدان، كانوا ملاكًا في شكل إنسان.[37] وفي ديانة اليهودية تُلقب الملائكة بلقب بأنهم أبناء الله كما هو مذكور في كتاب أيوب 6:1 وهو أحد أجزاء التناخ.

ويقول رؤوفين فايرستون اليهودي هناك أدلة على وجود مجموعات من اليهود تبجل عزرا إلى حد أكبر من اليهودية السائدة، وهو ما يتناسب مع التفسير القائل بأن الآية تتحدث فقط عن مجموعة صغيرة من اليهود. يربط كتاب عزرا الثاني ، وهو كتاب غير قانوني يُنسب إلى الأسر البابلي، مكانة شبه إلهية أو ملائكية لعزرا.[38]

عزير في اليهودية

[عدل]

الطوائف اليهودية التي قالت أن عزير ابن الله.

القبر والضريح

[عدل]

انظر أيضًا

[عدل]

المراجع

[عدل]
  1. ^ محمد بن صالح العثيمين (1994). القول المفيد على كتاب التوحيد - ج 2. دار العاصمة: IslamKotob. ص. 344. مؤرشف من الأصل في 2019-12-10.
  2. ^ ، كما قال ابن كثير رحمه الله في "البداية والنهاية" (2/389)
  3. ^ "ما المراد بـ «عزير ابن الله» في القرآن الكريم: دراسة تحليلية (WORD)". www.alukah.net. 25 أكتوبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2023-12-31. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-31.
  4. ^ "موقع تراثي". turathi.org. مؤرشف من الأصل في 2024-07-23. اطلع عليه بتاريخ 2024-07-23.
  5. ^ 225414: قصة عزير عليه السلام. نسخة محفوظة 15 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية 259.
  7. ^ "الباحث القرآني - تفسير ابن كثير — ابن كثير (٧٧٤ هـ)". tafsir.app. مؤرشف من الأصل في 2024-04-12. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-12.
  8. ^ "الباحث القرآني، اللباب في علوم الكتاب — ابن عادل (٨٨٠ هـ)". tafsir.app. مؤرشف من الأصل في 2024-04-12. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-12.
  9. ^ ا ب "ما المراد بـ «عزير ابن الله» في القرآن الكريم:دراسة تحليلية (WORD)". www.alukah.net. 25 أكتوبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2023-12-31. اطلع عليه بتاريخ 2024-01-02.
  10. ^ "من المقصود بقوله تعالى:(إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ ..) ؟ - الإسلام سؤال وجواب". islamqa.info. مؤرشف من الأصل في 2024-03-31. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-30.
  11. ^ "التفسير Tafsir (explication) الطبري - Al-Tabari". مؤرشف من الأصل في 2020-11-28.
  12. ^ "معنى عزير في القرآن الكريم". surahquran.com. مؤرشف من الأصل في 2023-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-27.
  13. ^ "فصل:تفسير الآية رقم (30):|نداء الإيمان". www.al-eman.com. مؤرشف من الأصل في 2023-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-27.
  14. ^ "موقع تراثي - كتاب تفسير مقاتل بن سليمان". turathi.org. مؤرشف من الأصل في 2024-07-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-29.
  15. ^ "إسلام ويب - البداية والنهاية - قصة العزير - الزمن الذي بعث فيه العزير- الجزء رقم2". www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 2024-02-18. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-10.
  16. ^ "فتح القدير للشوكاني — الشوكاني (١٢٥٠ هـ)". tafsir.app. مؤرشف من الأصل في 2024-04-17. اطلع عليه بتاريخ 2024-04-17.
  17. ^ "الباحث القرآني". tafsir.app. مؤرشف من الأصل في 2024-03-02. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-02.
  18. ^ فضائل القدس | مجلد 1 | صفحة 106 | الباب الثاني عشر | البلدان والجغرافيا والرحلات | جامع الكتب الإسلا. مؤرشف من الأصل في 2024-07-28.
  19. ^ "كتاب مع الجاحظ في الرد على النصارى في صفحة ٢٥". مؤرشف من الأصل في 2024-02-13. {{استشهاد ويب}}: line feed character في |عنوان= في مكان 35 (مساعدة)
  20. ^ تقي الدين المقريزي (1997)، المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 4، ص. 386، QID:Q120999072 – عبر المكتبة الشاملة
  21. ^ "ص241 - كتاب الحور العين - المذاهب - المكتبة الشاملة". shamela.ws. اطلع عليه بتاريخ 2024-10-18.
  22. ^ "تحميل كتاب موسوعة فتح الملهم بشرح صحيح الإمام مسلم Pdf في صفحة 508". مؤرشف من الأصل في 2024-02-15.
  23. ^ القرآن الكريم، سورة آل عمران، الآية 173.
  24. ^ إسلام ويب - مركز الفتوى نسخة محفوظة 29 ديسمبر 2010 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ "الباحث القرآني - ابن عطية". tafsir.app. مؤرشف من الأصل في 2024-03-24. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-24.
  26. ^ ا ب Mun'im Sirry (2014). Scriptural Polemics: The Qur'an and Other Religions. Oxford University Press. ص. 48.
  27. ^ G. D. Newby, A History Of The Jews Of Arabia, 1988, University Of South Carolina Press, p. 59 (quoted in Was `Uzayr (Ezra) Called The Son Of God? نسخة محفوظة 2010-07-06 على موقع واي باك مشين. by M S M Saifullah & Mustafa Ahmed
  28. ^ "Bible Gateway passage: 2 Esdras 14:37-48 - New Revised Standard Version Updated Edition". Bible Gateway (بالإنجليزية). Retrieved 2024-10-18.
  29. ^ "Jami` at-Tirmidhi 3095 - Chapters on Tafsir - كتاب تفسير القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - Sunnah.com - Sayings and Teachings of Prophet Muhammad (صلى الله عليه و سلم)". sunnah.com. مؤرشف من الأصل في 2023-10-21. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-15.
  30. ^ Rabbi Allen Maller. "Do Jews Worship Ezra? - IslamiCity". www.islamicity.org. مؤرشف من الأصل في 2021-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-05-19.
  31. ^ הרב יוסף קאפח, "קשריה של יהדות תימן עם מרכזי היהדות", בתוך: יוסף טובי וישראל ישעיהו (עורכים), יהדות תימן: פרקי מחקר ועיון, ירושלים: הוצאת יד יצחק בן צבי, תשל"ו, עמ' ל
  32. ^ יוסף חבארה, בתלאות תימן וירושלים, ירושלים, ה'תש"ל (1970), עמ' 56
  33. ^ יוסף טובי, עיונים במגילת תימן, ירושלים: הוצאה לאור על שם י"ל מאגנס, תשמ"ו, עמ' 63
  34. ^ Collective, Auteur Dawah (23 Dec 2022). "Werd `Uzayr (Ezra) de Zoon van God genoemd?". Dawah Collective | Lees in de naam van jouw Heer (بالهولندية). Archived from the original on 2024-09-10. Retrieved 2024-09-27.
  35. ^ "Tomb of Ezra, Al-Uzayr, Iraq | Archive | Diarna.org". archive.diarna.org. مؤرشف من الأصل في 2017-01-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-09-28.
  36. ^ "Malachi in the International Standard Bible Encyclopedia". International Standard Bible Encyclopedia Online (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-03-08. Retrieved 2024-03-08.
  37. ^ "Malachi from the McClintock and Strong Biblical Cyclopedia". McClintock and Strong Biblical Cyclopedia Online (بالإنجليزية). Archived from the original on 2024-03-08. Retrieved 2024-03-08.
  38. ^ Firestone، Rabbi Reuven (2001). Children of Abraham: An Introduction to Judaism for Muslims. American Jewish Committee. ص. 35–36. ISBN:978-0881257205.
  39. ^ "فرق اليهود". www.alukah.net. 6 يناير 2008. مؤرشف من الأصل في 2023-12-28. اطلع عليه بتاريخ 2023-12-27.
  40. ^ ردا على القناة اليهودية، هل قالت اليهود عزير بن الله؟!، اطلع عليه بتاريخ 2023-12-27