انتقل إلى المحتوى

اللاذقية: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
سطر 614: سطر 614:
{{ثبت_المراجع|3}}
{{ثبت_المراجع|3}}
</div>
</div>
== المصادر ومواقع خاصة بالمدينة ==

{{بوابة مدن}}
{{تصنيف كومنز|Latakia}}
{{تصنيف كومنز|Latakia}}
* [http://www.lattakiaonline.com/ اللاذقية الإلكترونية]
* [http://maps.google.com/maps/ms?ie=UTF8&hl=en&msa=0&msid=112662713918100626781.00044a18ef7ede91fa106&t=h&ll=35.632744,36.438904&spn=1.011227,1.851196&z=9 خريطة اللاذقية]
* [http://lattakia.org/ShowCategories.aspx موسوعة اللاذقية]
* [http://al-basselairport.com/ الموقع الرسمي لمطار باسل الأسد الدولي]
* [http://www.lattakiaport.gov.sy/ الموقع الرسمي لمرفأ اللاذقية]
* [http://www.hutteensc.com/ الموقع الرسمي لنادي حطين الرياضي]
* [http://www.tishreenclub.net/ الموقع الرسمي لنادي تشرين الرياضي]
* [http://wehda.alwehda.gov.sy/ الموقع الرسمي لصحيفة الوحدة]
* [http://lat-edu.org/school/lattakia.htm مدارس اللاذقية الحكومية]
* [http://www.syria.aast.edu/ الموقع الرسمي للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري]
* [http://www.tishreen.shern.net/new%20site/index.htm الموقع الرسمي لجامعة تشرين]
* [http://www.chamberlattakia.com/ الموقع الرسمي لغرفة التجارة والصناعة في اللاذقية]
* [http://www.nh-lattakia.com/ الموقع الرسمي للمشفى الوطني في اللاذقية]

{{مدن متوسطية}}
{{مدن متوسطية}}
{{مدن سورية}}
{{مدن سورية}}

نسخة 18:19، 11 يونيو 2011

اللاذقية
مدينة
من معالم المدينة

أبنية في منطقة مشروع الأوقاف  • الملعب البلدي • الشاطئ الأزرق  • حي الأمريكان مركز المدينة • مدرسة الكلية الوطنية الخاصة • كنيسة اللاتين
علم اللاذقية
علم اللاذقية

علم
Official seal of اللاذقية
Official seal of اللاذقية

شعار
الاسم الرسمي اللاذقية  تعديل قيمة خاصية (P1448) في ويكي بيانات
خريطة
الإحداثيات
35°31′N 35°47′E / 35.517°N 35.783°E / 35.517; 35.783
التأسيس قرابة العام 7000 قبل الميلاد
التأسيس الثاني أعاد بنائها سلوقس الأول عام 300 قبل الميلاد
تقسيم إداري
 جمهورية  سوريا
 المحافظة محافظة اللاذقية
عاصمة لـ
الحكومة
 المحافظ عبد القادر عبد الشيخ
 رئيس مجلس المدينة المهندس صديق مطرجي
خصائص جغرافية
 مدينة 58 كم2 (22 ميل2)
 التجمع الحضري 108 كم2 (42 ميل2)
ارتفاع 11 م (36 قدم)
عدد السكان (2009)
 مدينة 650,558
 مدن كبرى 1,255,500
معلومات أخرى
منطقة زمنية التوقيت المحلي الشتوي (ت.ع.م+2)
 توقيت صيفي توقيت الرياض الصيفي (ت.ع.م +3)
رمز الهاتف 041
رمز جيونيمز 173576  تعديل قيمة خاصية (P1566) في ويكي بيانات
المدينة التوأم
الموقع الرسمي الموقع الرسمي لمدينة اللاذقية

اللاذقية (باليونانية:Λαοδικεία نقحرة: لاوديكيا، باللاتينية: Laodicea ad Mare) مدينة سوريّة، تعتبر الرابعة في الجمهورية من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب وحمص، تقع على الساحل الشرقي البحر الأبيض المتوسط، ضمن شبه جزيرة بحرية على بعد حوالي 385كم من الشمال الغربي للعاصمة دمشق وهي المنفذ الأول للبلاد على البحر المتوسط والحاضنة لأكبر مرافئها، ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة؛ فضلاً عن ذلك فإن المدينة هي المركز الإداري لمحافظة اللاذقية.

أيضًا فإن المدينة تعتبر مركزًا سياحيًا هامًا لغناها بالمواقع الأثريّة التي يرقى بعضها إلى العصر الفنيقي فضلاً عن المناخ المعتدل وتوفر خدمات الصناعة السياحية. المنطقة التي تشغلها المدينة حاليًا كانت مأهولة بالسكن البشري منذ العصر الحجري، وقد شهدت ازدهارًا فنيًا واقتصاديًا وثقافيًا نادرًا وظهرت من أوغاريت الأبحدية الأولى.[1] كما كانت مركزًا هامًا في العصرين السلوقي والروماني، إلا أن وقوعها قرب الحدود مع الإمبراطورية البيزنطيّة بعد الفتح الإسلامي، حولها لما يشبه دول الثغور، وأدى أيضًا إلى تراجع أهميتها ودورها، وما ساهم في تردي الوضع الكوارث الطبيعية والزلازل التي أصابتها، فضلاً عن الإهمال الإداري خصوصًا إبان الحكم العثماني؛ بيد أن المدينة قد أخذت أهميتها في التنامي منذ القرن العشرين، واستطاعت أن تصبح مركزًا تجاريًا وصناعيًا وثقافيًا وسياحيًا هامًا، حتى غدت مقصد حوالي نصف مليون زائر سنويًا.[2]

يبلغ عدد سكان المدينة بموجب إحصائات العام 2004 384,000 نسمة،[3] وهي مدينة متنوعة طائفيًا فهناك مسلمون علويون ومسلمون سنيّون والمسيحيون أغلبهم يتبع طائفة الروم الأرثوذكس إلى جانب أقليات أخرى؛ أما من الناحية العرقية فالعرب السوريون هم الأغلبية الساحقة مع وجود أقليات أرمنية وتركمانية. أغلب سكان المدينة متعلمون وتبلغ نسبة الأمية في المحافظة 9% أي أقل من المعدل العام في سوريا.[4] أما النشاط الاقتصادي للسكان فهو يبدأ من خدمات الاستيراد والتصدير ومن ثم الأعمال المرتبطة بالسياحة والصناعة حيث تنشط في المدينة عددًا من الصناعات كالسجاد والألمنيوم والإسفلت وغيره.[5] اختيرت قلعة صلاح الدين، على بعد 3كم من المدينة، كواحدة من مواقع التراث العالمي، المحمي من قبل اليونيسكو.[6]

أصل التسمية

نعتت اللاذقية بعدد وافر من الأسماء، بتطور المراحل والحقب التاريخية التي مرت عليها، ففي أيام الفينيقيين أطلق عليها اسم "أوغاريت" لكونها الضاحية الجنوبية لمدينة أوغاريت الشهيرة، وكذلك "شمرا" وأقدم من هذين الاسمين "ياريموتا" الذي ظهر في مراسلات تل العمارنة، ثم حوّل الاسم إلى "راميتا" ومعناه "المرتفعة" وسماها الفيلسوف والمؤرخ فيلون "راماثوس" وهو اسم أحد الآلهة الفينيقية.[7] أما السكان المحليون دعوها "مزبدا" التي تعني في العربية "زبد البحر"،[7] أما الإمبراطور جوستيان أطلق عليها اسم "تيودوريارس"، في حين أسماها الصليبيون "لاليش".[8]

أما أكثر الأسماء شيوعًا، وهو الاسم المتداول حول اليوم، هو الاسم الذي أطلقه عليها في القرن الرابع قبل الميلاد الإمبراطور سلوقس نيكاتور بعد أن جدد بنائها وهو "لاوديكيا" على اسم أمه، كما سمى أنطاكية على اسم زوجته.[7] ومن ثمّ حُرفت على نحو ما لتصبح "اللاذقية"، أما خلال العهد الروماني سماها يوليوس قيصر في القرن الأول قبل الميلاد "جوليا"، وسماها الإمبرطور سيبتيموس سيفيروس باسمه أي "سبيتما السافريّة" غير أن الأسماء الرومانية لم تنتشر وظلّت التسمية السلوقية هي الشائعة، وعندما قامت الدولة الأموية في دمشق أطلق عليها اسم "لاذقية الشام" تمييزًا لها من بين عدد من المدن يحمل الاسم نفسه، أما عن ألقابها فتوصف بكونها "عروس الساحل".

أما شعار المدينة، فقد تمّ اعتماده العام 1975 من قبل مجلس مدينة اللاذقية، وهو يمثل مرساة سفينة يحيط بها دلفينان، تعتبر نسخة لإحدى الآثار المكتشفة والتي تعود للقرن الثاني قبل الميلاد في المدينة، كذلك فهي تتواجد على عدد كبير من القطع النقدية التي تعود للفترة السلوقية، وتعتبر اللاذقية المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي استعملت حيوان الدلفين كأحد رموزها ومن المدن القليلة في بلاد الشام التي لم تشتق اسمها من السريانية أو الآرامية. أما المرساة أو الياطر فهو يشير إلى الملاحة عصب الحياة الاقتصادية في المدينة، وقد وضع اسم "لاذقية العرب" لكونه أحد الاسماء التي سميّت بها من قبل المسلمون عند دخولهم المدينة في القرن السابع، تمييزًا لها عن ثمانية مدن أخرى تحمل الاسم نفسه؛ وقد وضع هذا الشعار جبرائيل سعادة.[9]

الجغرافيا

الموقع

ملف:Lattakia2.jpg
حرف صخري على الشاطئ في منطقة الكورنيش الجنوبي.

تقع اللاذقية ضمن شبه جزيرة طبيعية على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط في الشمال الغربي للجمهورية العربية السورية؛ يحد المدينة من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشمال البحر أيضًا ثم منطقة دمسرخو التي باتت تعتبر من التوسع الطبيعي للمدينة، أما من الجنوب تحدها مجموعة من القرى والسهول الزراعيّة قبل أن تصل إلى مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية؛ أما من ناحية الشرق فتحدها سلسلة جبال اللاذقية المرتفعة،[10] والتي تشكل حاجزًا طبيعيًا عن سهل الغاب.

ولكونها تقع ضمن شبه جزيرة، فتتخذ المدينة شكل مثلث، لكن التوسعات العمرانية بدءًا من النصف الثاني للقرن العشرين، أخذت من خلالها المدينة بالزحف نحو الداخل خارج شبه الجزيرة الطبيعية التي نشأت فيها؛ أما شاطئ المدينة يعتبر متنوعًا للغاية، فهو رملي في شمال المدينة، ثم يتحول إلى صخري في وسطها وجنوبها، ويعود رمليًا في ضواحيها الجنوبية، كمنطقة برج سلام مثلاً.[11]

المناخ

يعتبر مناخ المدينة مناخًا متوسطيًا معتدلاً،[12] يتميز بأربع فصول واضحة فهناك الصيف الحار والجاف ومن ثم ربيع وخريف معتدلان وأخيرًا شتاء بارد وممطر؛ تبلغ درجات الحرارة ذروتها في شهري يوليو وأغسطس والأمر نفسه بالنسبة لدرجات الرطوبة، أما شهري يناير وفبراير فهما الأكثر برودة. ولا تتساقط الثلوج في المدينة، إلا أنها تتساقط بغزارة في المناطق القريبة منها والجبال المحيطة بها، كصلنفة.[13]

لقد ساعد مناخ اللاذقية المعتدل، على أن تكون المناطق المحيطة بها مناطق زراعيّة بامتياز، فاشتهرت في العصور القديمة بريف خصب وغني خصوصًا بالحمضيات وكروم العنب التي منها كان يصنّع محليًا النبيذ اللاذقي ويصدر إلى اليونان ومصر، وقد اشتهر هذا النبيذ بجودته وشهرته، إلا أن صناعته تراجعت بشكل كبير، في أعقاب الفتح الإسلامي وأخذت زراعة الحمضيات تتوسع على حسابه،[14] كذلك ظهرت زراعة التبغ في المدينة، وهي مستمرة حتى اليوم.[15]

البيانات المناخية لـاللاذقية
الشهر يناير فبراير مارس أبريل مايو يونيو يوليو أغسطس سبتمبر أكتوبر نوفمبر ديسمبر المعدل السنوي
متوسط درجة الحرارة الكبرى °ف 52 54 57 63 68 73 79 84 77 72 63 55 66
متوسط درجة الحرارة الصغرى °ف 41 43 52 57 63 68 72 73 72 63 50 45 58
الهطول إنش 5.9 4.3 3.7 2.9 1.0 0.2 0.0 0.0 0.5 2.7 4.0 6.7 31.9
متوسط درجة الحرارة الكبرى °م 11 12 14 17 20 23 26 29 25 22 17 13 19
متوسط درجة الحرارة الصغرى °م 5 6 11 14 17 20 22 23 22 17 10 7 15
الهطول سم 15 11 9.3 7.4 2.5 0.5 0.1 0.1 1.2 6.8 10.1 17 81
المصدر: [16]

مناطق المدينة

بموجب قانون الإدارة المحلية السوري فإن المدن تقسم إلى أحياء ويجب أن يكون عدد سكان الحي على الأقل خمسون ألفًا؛ شهدت المدينة منذ منتصف القرن العشرين تطورًا سكانيًا ملحوظًا استدعى إنشاء أحياء جديدة، ولا زالت الأحياء تتكاثر حتى الآن. حاليًا تتألف المدينة من عشرين حيًا موزعين وفق الشكل التالي:[14]

التاريخ

ما قبل التاريخ

إحدى المواقع الأثرية في أوغاريت التي تقع 12 كم شمال المدينة.

في منطقة ستمرخو الواقعة على بعد 10 كم شرق المدينة حاليًا، اكتشفت آثار أقدم الإنسان العاقل خارج القارة الإفريقية وهي أدوات حجرية مصنوعة من الصوان على شكل فأس له قبضة مستديرة و حدان و رأس مدبب ترجع بتاريخها إلى مليون سنة تقريباًَ؛[26] كما اكتشفت آثار للإنسان العاقل تعود إلى سبعمائة ألف سنة في موقع الشيخ محمد وفي موقع بكسا، وهي أدوات تشبه أدوات موقع ستمرخو و لكنها أكثر تطوراً، وعثر في مواقع الشير والهنادي والخلالي على أدوات تعود إلى حوالي ثلاثمائة ألف سنة تتميز بدقة الصنع، كما تمّ الكشف في هذه المواقع على بقايا إنسان النياندرتال وآثار أخرى تعود إلى 35000 سنة و حتى 12000 سنة قبل الميلاد.[27]

تدل المكتشفات الأثرية،أن الانتقال من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلى مرحلة تدجين الحيوانات و الزراعة، في منطقة اللاذقية الحالية، بدأ منذ الألف السابع قبل الميلاد، إذ كشفت التنقيبات الأثرية في رأس شمرا عن معالم قرية قديمة تعود للعصر الحجري الوسيط والعصر الحجري الحديث وأظهرت هذه الاكتشافات أن سكان القرية عرفوا تدجين الحيوان والزراعة وبناء البيوت من الحجارة والطين وأغصان الأشجار، كما أقاموا التحصينات واستخدموا الأواني الفخارية، وحسب كلود شيفر فإن دراسة الأدوات الأثرية التي اكتشفت في رأس الشمرا توحي بأن سكان المنطقة قد انحدروا من المنطقة الشمالية للهلال الخصيب، كما دلت المكتشفات على وجود اتصال تجاري مع مناطق في سوريا الشمالية.[28]

أما في موقع تل سوكاس، دلت الاكتشافات الأثرية أن الحياة البشرية في الألف السادس قبل الميلاد، كانت قد تطورت بحيث صنع السكان مطاحن للحبوب من حجر البازلت وخبزوا أواني من الفخار والغضار، وقد عثر على خزف يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد، عند مصب نهر السن.

مملكة أوغاريت

رأس أميرة أوغاريتية محفوظ في متحف دمشق الوطني.

إن الكُسر الفخارية المكتشفة على بعد ثلاث كليومترات إلى الشمال الشرقي المدينة، تعكس حياة مدنيّة راقية خلال العصر الحجري ومن أغلب نواحي الحياة البشرية السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ كما أثببت هذه الحفريات منذ عام 1929 أن اللاذقية القديمة أو أوغاريت لا تزال بكاملها ترقد تحت التراب، وبتتابع عمليات الحفر والتنقيب اكتشفت أوغاريت التي كانت اللاذقية الحالية بمثابة ضاحيتها الجنوبية، وتربطها بها علاقات سياسية وتجارية.

إناء من أوغاريت يدل على تطور الصناعات والفنون فيها، وهو من محفوظات متحف اللوفر. وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في الإلياذة الصناعات والأواني التي تصنع فيها وقال "لا توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها".[29]

قوام الحياة الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة كان معتمدًا على الصيد البحري واصطياد الخنزير البري، فضلاً عن تدجين البقر والماعز، وكانت لهم حياة ثقافية نشطة، تمثلت بما عثر عليه من أرقم فخارية كتب عليها باللغة المسمارية؛[30] واستطاعوا خلال العصر البرونزي أي حوالي العام 3500 قبل الميلاد زراعة الزيتون والفستق واللوز والتين، فضلاً عن استحداث تنظيمات للفلاحين والعمال بما يشبه النقابات في أيامنا المعاصرة، لكن المدينة خلال هذه الفترة انحصرت في القسم الشمالي من تل رأس شمرا، وانقرض الوجود البشري في سائر أنحائها.

وبغضون نهاية العصر البرونزي حوالي العام 1600 قبل الميلاد أخذ الحوريون يفدون إلى المدينة حتى ظهرت جالية كبيرة منهم فيها؛ وتظهر الرُقم العائدة إلى تلك الحقبة، والتي اكتشف بعضها في إيبلا أو في العراق، أن للمدينة علاقات تجارية وسياسيّة واسعة مع مختلف الممالك كجزيرة كريت ومملكتي ماري وإيبلا القريبتين من نهر الفرات،[31] ومصر حيث أهدى الفرعون لهذه المدينة ولملكها الهدايا الثمينة من تماثيل عاجية وتحف تحمل كتابات ورموز مصرية، منها عقد من اللؤلؤ يحمل قلادة نقش عليها اسم الملك سنوسرت الأول، ومنها تمثال للأميرة شنوميت زوجة الملك سنوسرت الثاني. وثمة تمثال يمثل كاهنًا. وإلى جانب مصر، فإن أوغاريت كانت على علاقة جيدة مع قبرص ومع شواطئ بحر إيجه.[31][32]

وقد تكون عمارة القصر الملكي المكتشف، والمخطوطات التي تظهر تصاميمه، أكبر دليل على الترف والقوة اللتان تمتعتا بهما المدينة؛[33] إن أحد الرقوم يذكر أن سطوة المدينة امتدت من جبل الأقرع شمالاً حتى مدينة بانياس جنوبًا وبلغ عدد سكانها خمسون ألفًا موزعين على مائتي قرية، أما أوغاريت العاصمة بلغ عدد سكانها ثمانية آلاف؛[34] وإلى جانب العاصمة الدائمة، كانت منطقة رأس ابن هاني نحو الشمال، تشكل المقر الصيفي للعائلة الحاكمة. وقد ظلّ ازدهار أوغاريت قائمًا في عهود أربعة ملوك هم: الملك نقمد الثاني وابنه أرخلب، وشقيقه نقمفيع، وفي عهد هذا الأخير حصلت معركة قادش حيث اصطدم الحثيون والمصريون في معركة، آثر خلالها الأوغارتيون الوقوف إلى جانب الحثيين، الجار الشمالي للمملكة، وتلى نقمفيع ابنه عميستر الثاني، ثم أبيران الثاني فحفيده نقمد الثالث وأخيرًا عمورافي آخر ملوك المدينة، إذ إنها قد دمرت بعدئذ، كسائر مدن الساحل السوري بسبب غزوات "شعوب البحر" حوالي العام 1182 قبل الميلاد.[31][29]

المكتشفات الأثرية دلت أيضًا على وجود العديد من الطرقات المرصوفة، والدور والأبنية المزينة للسكن والمباني الإدارية والحكومية، ومكتبة فخمة في القصر الملكي، وهذا الأخير يتميز بكونه من أكبر قصور الشرق القديمة بمساحة عشرة آلاف متر يدافع عنه برجان ضخمان وقد طليت بعض جوانبه بالفضة؛[29] وبالنظر إلى الحياة الصناعية فإن المدينة اشتهرت بصناعة وبيع الأخشاب والمعادن والأواني المزحرفة والمنسوجات والأقمشة، وعصر الزيتون والقمح والشعير؛ وأما مينائها كان مركزًا مهمًا للتجارة، وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في الإلياذة الصناعات والأواني التي تصنع فيها وقال "لا توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها".[29]


وعلى الرغم مرور ما يقارب تسعون عامًا على اكتشاف المدينة، إلا أن عملية التنقيب لم تكشف حتى الآن سوى على ثلث المدينة، ولا يزال ثلثي المدينة بحاجة إلى كشف؛ إن صعوبة التنقيب في تلك المنطقة، تعرقل عملية الكشف عن سائر الآثار.[35]

العهد الهليني: سلوقس الأول وإعادة بناء المدينة

قطعة نقدية نقش عليها وجه سلوقس الأول نيكاتور، الذي أعاد بناء المدينة.

إن شعوب البحر وهي على الأرجح يونانية العرق والتي دمرت أوغاريت وأفقدت اللاذقية استقلالها ورقيّها الحضاري السابق، حافظ على أهمية موقعها ومرفئها في التجارة الخارجية، وتعتبر هذه المرحلة التي امتدت ما يربو على قرن من الزمان من المراحل الغامضة في تاريخ المدينة، تلتها قرابة عام 1100 قبل الميلاد دخول بلاد الشام بشكل عام في حكم ممالك المدن والإمبراطوريات فسيطر عليها الأشوريون ثم البابليون في القرن السابع قبل الميلاد وأخيرًا الفرس بدءًا من القرن السادس قبل الميلاد، وحتى دخول الإسكندر المقدوني إلى سوريا ناقلاً إليها الثقافة اليونانية في القرن الرابع قبل الميلاد. وطوال هذه الفترة، لم يكن للمدينة أهمية تذكر أو نشاطات أو فعاليات حفظها التاريخ لنا، باستثناء جعلها منفتحة على الثقافة الآرامية بدلاً من الحضارة الفينيقية التي اشتهرت بها منذ فجرها.[36]

إن دخول اللاذقية تحت الحكم الآشوري ثم البابلي فالفارسي، جعلها منفتخة في الحقيقة على الثقافة الآرامية التي كانت سائدة في الداخل السوريْ، في حين أن موقع اللاذقية وصلاتها جعلتها على هامش الحضارة السريانية، ولا تزال آثار الحقبة السريانية بادية إلى العيان من خلال أسماء القرى المنتشرة في محافظة اللاذقية ومن خلال بعض المصطلحات المنتشرة في اللغة الدارجة، بين سكان المدينة حتى يومنا هذا[37]؛ لكن الثقافة السريانية لم تكن هي المسيطرة في اللاذقية كما هي الحال في الداخل، بدءًا من العام 333 قبل الميلاد، وهو العام الذي أصبحت به سوريا بشكل رسمي تابعة للإمبراطورية اليونانية بقيادة الاسكندر المقدوني، إذ إن موقع اللاذقية الساحلي وتجارتها مع اليونان جعل من اللغة اليونانية لغة سائدة، وكذلك عدد من العادات والتقاليد، وعندما أعاد سلوقس الأول نيكاتور بناء المدينة وتسويرها، أعاد بنائها على الطراز اليوناني، وأطلق عليها اسم لاوديكيا تكريمًا لولادته، وألفت اللاذقية في ذلك الوقت مع كل من أنطاكية وسلوقية وأفاميا نوعًا من الإتحاد[38]. ومن الثابت القول، أن المدينة التي أعاد بنائها سلوقس الأول، كانت واحدة من مدن الساحل الشهيرة، ولا تزال بعض آثارها باقية إلى اليوم، كبقايا القنوات المائية التي أنشأها هيرود العظيم أو أطلال معبد باخوس؛ إن المؤرخ سترابو يصف مدينة اللاذقية بأنها مدينة حسنة المباني ويذكر أنها تمتلك مرفأً ممتازًا، كما ذكر بأنها محافطة بريف خصب وغني خصوصًا بكروم العنب، ظلت اللاذقية تحت حكم سلوقس نيكاتور وخلفاءه حتى العام 64 قبل الميلاد، حين أصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية.

أطلال معبد باخوس، تعود للعصر الهليني.
منحوتة تمثل مارك أنطوني، عشيق كليوباترا، الذي زار اللاذقية، ففتنه جمالها، فأقام بها مدة وأعفاها من الضرائب.

العهدين الروماني والبيزنطي

أصبحت سوريا تحت حكم الإمبرطور كاسيوس بدءًا من العام 64 قبل الميلاد، لكن اللاذقية وقفت إلى جانب دوبللا، فحاصرها كاسيوس العام 43 قبل الميلاد، واستطاع احتلالها فدمر عددًا من مبانيها وأحرق أحياءً بكاملها؛ لكن كاسيوس فقد المدينة بعد ثلاث سنوات فقط حين زارها مارك أنطونيو وأعلنها مدينة معفاة من الضرائب، نظرًا لأوضاعها الاقتصادية السيئة، وعندما أعجبه مناخها أقام فيها مدة من الزمن للراحة والاستجمام[37]؛ ومع مطلع القرن الأول الميلادي، عادت اللاذقية مدينة تجارية مزدهرة بسبب مرفأها الذي شهد حركة استيراد وتصدير نشطة؛ وقد شهدت تلك الفترة أولاً الدخول المبكر للمسيحية إلى المدينة، إذ إن رسل المسيح انتشروا مبشرين في الساحل السوري، وفي أنطاكية دعي التلاميذ للمرة الأولى مسيحيين[39]، وكان "لوقا" أو لوقيوس المذكور في سفر أعمال الرسل أو أسقف لها[40][41]، وتدل الآثار المسيحية المبكرة في المدينة، كدير الفاروس مثلاً، على أن اللاذقية كانت معقلاً قويًا للمسيحية في العهود المبكرة؛ وإلى جانب الازدهار الديني، وصل الازدهار الاقتصادي التجاري إلى مرحلة متقدمة، حيث سكت المدينة نقودًا فضية وبرونزية خاصة بها[37]، إلا أن هذا الاستقرار شهد نزاعًا نهاية القرن الثاني، إذ استعر الخلاف بين سبيتيموس سافريوس وبيسينيوس نيجر، حول حكم عرش روما، واستطاع نيجر احتلال اللاذقية وتخريبها لكن سيفروس هزم نيجر في معركة أيسوس، وأمر بإعادة بنائها، وأمر أن يخلّد انتصاره فيها من خلال بناء قوس النصر، الذي لا يزال حتى يومنا هذا[42]، وجعله مركز مدينة اللاذقية إذ تفرع من القوس شارعان متصالبان شكلا مركز المدينة، كما قام الإمبرطور بتوسيع المرفأ، ويعود للحقبة ذاتها بناء المدرج الروماني في مدينة جبلة القريبة[43][44]؛ وإلى جانب المسيحية وبقايا الوثنية، سكنت في اللاذقية جالية يهودية كبيرة في القرنين الأول والثاني[45][46]؛ وقد دخلت اللاذقية ضمن حدود مملكة تدمر التي أنشأتها الملكة الشهيرة زنوبيا[47]، لكن عهد الاستقلال هذا سرعان ما تبدد مع عودة الرومان عام 297 وتدميرهم مملكة تدمر، وإخضاعهم مناطقها للسيطرة الرومانية مجددًا على عهد الإمبراطور تراجان[48]. ولدى قسمة الإمبراطورية الرومانية، كانت اللاذقية ضمن حدود الإمبراطورية الرومانية الشرقية التي تدعى أيضًا الإمبراطورية البيزنطية، فكانت اللاذقية ضمن مقاطعة إدارية أطلق عليها اسم سوريا الكبرى وكانت عاصمتها أنطاكية، لكن اللاذقية خلال العهد البيزنطي، سيكون لها تاريخ سيء مع الكوارث الطبيعية خصوصًا الزلازل، إذ أصابتها ثلاث زلازل مدمرة أعوام 494 ثم 529 و555، فدمرت أجزاء كبيرة من المدينة وقتل آلاف السكان، ما اضطر الإمبرطور جوستينان إلى اعفائها من الضرائب وتقديم مساعدات من روما لإعادة إعمار ما تهدم منها، واستحدث ولاية جديدة أسماها تيودوريارس، كان مركزها اللاذقية وألحق بها كل من جبلة وبانياس وسائر الساحل السوري[37]. كانت اللاذقية، كما جميع أنحاء سوريا، مركزًا أساسيًا للكنيسة المسيحية الأولى، وتدل الآثار المكتشفة والوثائق التاريخيّة، أن اللاذقية قد لعبت دورًا هامًا على الساحة الدينية، فقد شهد القرن الرابع هرطقة أبوليناروس اللاذقي مطران المدينة[49]، والذي تمّ حرمه الكنسي ونفيه، بسبب آراءه حول طبيعتي المسيح بشكل يقترب من المفهوم النسطوري في أيامنا هذه[50]، يعود للفترة نفسها، أي للقرنين الرابع والخامس بناء عدد كبير من الكنائس في المدينة، مثل كنيسة القديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس التي كانت كاتدرائية المدينة وظلت كذلك حتى مطلع القرن العشرين، وكنيسة السيدة العذراء في السوق المقبب المتفرع من ساحة أوغاريت[51]، بالإضافة إلى كنيسة مار موسى السريانيّة، وعندما حصلت السجالات الدينية في مجمع خليقدونية العام 451، انقسمت المدينة كغيرها إلى أسقفيتين الأسقفية الخليقدونية والأسقفية المونوفيزيّة[37]، إلا أن الغلبة الديموغرافية كانت للقسم الخليقدوني.

العهدين الأموي والعباسي

ملف:Lattakia19.jpeg
مسجد الصحابي عبادة بن الصامت، فاتح اللاذقية، افتتح المسجد عام 2000

استطاع القائد المسلم عبادة بن صامت فتح مدينة اللاذقية عام 637، دون مقاومة تذكر[52]، وضمت المدينة إلى ولاية حمص، ولكونها واقعة على الحدود مع الإمبرطورية البيزنطية فقد تعرضت للكثير من الهجمات والهجمات المضادة، فهي كانت أولاً ضمن حكم المردة الذين سيطروا أيام مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان، على الأراضي الممتدة من جبل الأقرع إلى مدينة القدس[53]، وبعد زوال نفوذ المردة قام البيزنطيون بالهجوم عليها عام 718 وتدميرها فأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بإعادة بناء ما تهدم منها، وسكنتها العام 778 والدة السلطان إبراهيم الأدهم وذلك حتى وفاتها[37]، وتعرضت المدينة العام 809 لزلزال عنيف ولم ينجُ منها إلا النزر اليسير، وفي عهد الإمارة التنوخية زارها الشاعر الشهير المتنبي وأقام بها فترة من الزمن، وتوالى عليها عدد من الأمراء التنوخيين وشملت حدودها الساحل وجميع المناطق الداخلية حتى معرة النعمان، وظل حكم التنوخيين قائمًا في المدينة، حتى العام 1055 حين استنجد الخليفة العباسي القائم بأمر الله بالسلاجقة لدرء خطر البويهين؛ فاستطاع السلاجقة طرد هؤلاء وجميع الأمراء الذين وقفوا معهم، وسيطروا على الساحل السوري عام 1074 الذين كان حين ذاك بيد البيزنطيين، إذ إن ضعف الخلافة العباسية، قد حول منطقة الساحل السوري إلى منطقة ثغور، يتناقل السيطرة عليها كل من العرب والبيزنطيين بشكل متواتر، إلا أن الاستقرار لن تنعم به المدينة، فبعد أقل من عقدين، كانت جحافل الجيوش الصليبية تتقدم نحو الشرق.

العهدين الصليبي والمملوكي

شعار إمارة أنطاكية الصليبية، واللاذقية ضمنها

بدأ الصليبيون غارتهم على اللاذقية يوم 17 آب 1097، وكانت المدينة مسرحًا لخلافات عديدة بين الأمراء أنفسهم حول أحقية حكم المدينة، خصوصًا مع مطالبة الإمبراطورية البيزنطية بحكمها إلى جانب أنطاكية، وظلت المدينة تحت الحكم البيزنطي حتى العام 1108 حين استطاع فتحها الأمير تانكرد، مطلقًا عليها اسم لاليش ومتبعًا إياها لإمارة أنطاكية الصليبية، لكن الخلافات عادت بين الأمراء الصليبيين حول حدود إمارة أنطاكية وحدود أمارة طرابلس الصليبيتين، وانتهى الخلاف بفصم بانياس وما يقع جنوبها وإلحاقه بإمارة طرابلس الصليبية[37]، هاجمها الزنكيون عام 1136 ودمروا قسمًا كبيرًا منها وأسروا سبعة آلاف جندي من حاميتها، وأعاد نور الدين زنكي الهجوم على المدينة عام 1171، ورغم كون مرحلة الحروب الصليبية مرحلة حروب واحتلال، إلا أن اللاذقية قد غدت خلالها مركزًا تجاريًا هامًا خصوصًا مع إيطاليا، ودخلت العديد من المفردات الإيطالية إلى اللغة العامة المحكية في المدينة، وغدا اسمها مدينة التجار، لكثرة التجار والأعمال التجارية التي قامت بها خلال العهد الصليبي، وسوى ذلك فإن اللاذقية هي من المدن القليلة التي سكنها الصليبيون واستوطنوا فيها، واهتموا بنوع خاص بأمنها فشيدوا العديد من القلاع، كقلعة صلاح الدين الأيوبي وقلعة المهالبة قرب القرداحة وقلعة برزية قرب صلنفة، ورغم ذلك كله لم تسلم المدينة من قبضة صلاح الدين الأيوبي الذي احتلها في أعقاب معركة حطين وفتح القدس، إذ فرض حصارًا عليها في حزيران من العام 1188، واستطاع دخولها في تموز من العام نفسه، وسلّم شؤونها إلى ابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر[54]. بعيد وفاة صلاح الدين الأيوبي انقسمت الدولة الأيوبية بين أبنائه، إثر موجة من الخلاف والفوضى، وأصبحت اللاذقية إثر ذلك عام 1193 تحت حكم الملك الظاهر غياث الدين غازي، الذي بنى فيها العام 1211، الجامع الكبير الذي لا يزال شاهدًا على تلك الحقبة حتى أيامنا هذه؛ لكن المدينة لن تبقى تحت حكم الأيوبيين إذ استطاع الصليبيون استعادة السيطرة عليها بعيد العام 1223، بسبب ضعف الدولة الأيوبية وتضعضعها حتى أنها زالت عن الوجود عام 1250 على يد المماليك الذين طردوا الصليبيين نهائيًا من المدينة العام 1277 على عهد الظاهر بيبرس والناصر قلاوون؛ إن وجود اللاذقية تحت الحكم الصليبي خلال أواسط القرن الثالث عشر قد حيدها عن الهجمات المغولية والمجازر التي حصلت لبغداد والخلافة العباسية فيها، لدمشق وحلب غيرها من المناطق، في سوريا والعراق[54].

ملف:Lattakia20.jpg
قلعة صلاح الدين الأيوبي، على بعد 3كم من اللاذقية، وهي لا تزال بحالة جيدة[55]

خلال الحكم المملوكي ألحقت اللاذقية بنيابة طرابلس التي استحدثت العام 1289 وكانت تشمل الساحلين السوري واللبناني وقسمًا من الساحل الفلسطيني حتى عكا، وكان يرأس كل نيابة نائب السلطان الذي هو أشبه بسلطان مصغر[56]، عانت اللاذقية من الجفاف خلال نهاية الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر، وحاصرها الصليبيون من جديد عام 1324 قادمين من قبرص حيث أسسوا مملكة صليبية مستقلة عن سائر ممالك الشرق السابقة، لكن المدينة نعمت بحياة هادئة إثر هذه الحملة، وبنى المماليك فيها عددًا من الأبنية والصروح التي لا تزال شاهدة إلى اليوم على تلك الحقبة من التاريخ، فحمام المدينة التقليدي يعود إلى العهد المملوكي، وكذلك الجامع المنصوري الذي ألحقت به مدرسة لتعليم الصوفية[54]؛ لكن إصلاحات العهد المملوكي بشكل عام كانت دون المستوى، فانتشر الفقر وعمّ الجهل والأمية مختلف أصقاع البلاد المملوكية، وكانت الإمبراطورية لقمة سائغة في فم سليم الأول السلطان العثماني الذي احتلّ سوريا في أعقاب معركة مرج دابق عام 1514[57].

العهد العثماني

لقد عانت اللاذقية خلال العهد العثماني من انحطاط تام واهمال شامل وتناقص في عدد سكان، باختصار، فقد كان وضع المدينة مريعًا[54]، كانت المدينة تتبع ولاية طرابلس العثمانية، ودخلت ضمن حدود إمارة فخر الدين المعني الثاني العام 1606، فشهدت نوعًا من الانتعاش الاقتصادي كان قد بدأ أواخر القرن السادس عشر، عندما قام أحد الأمراء ويدعى علاء الدين بتشييد عدد من الخانات (الفنادق) والمباني الجميلة فيها، لكن حكم فخر الدين لن يستمر طويلاً، وعادة المدينة إلى الحكم العثماني المباشر؛ وعندما ربطت الامبراطورية العثمانية نفسها مع الأوروبيين بمعاهدات اقتصاديّة، حولت أسواق الامبراطورية إلى مكان لتصريف المنتجات الأوروبية، كانت اللاذقية ضمن ضحايا تلك السياسة فأسس الأوروبيون أول متجر لهم في المدينة العام 1688، وعندما أصبح أرسلان باشا وليًا على طرابلس في الهزيع الأخير من القرن السابع عشر، عهد شؤون الولاية الشمالية إلى أخيه قبلان مطرجي، الذي نقل مركز الإمارة الشمالية من مدينة جبلة إلى مدينة اللاذقية، فساعد ذلك بنمو المدينة، التي شهدت العام 1712 هجومًا من القراصنة على سواحلها، فأسروا عددًا من أبنائها وباعوهم كرقيق في الجزائر[54]، ومن المعروف أنه وحتى العام 1724 لم يكن في المدينة أية مدرسة ابتدائية أو ثانوية، إنما كان العلم مقتصرًا فقط على الكتاتيب في المساجد، حيث يشمل التعليم حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة فقط لا غير[58]، وشهد النصف الأول من القرن الثامن عشر ترميمًا لمعالم المدينة الدينية، إذ تمّ العام 1721 ترميم كنيستي القديس جاورجيوس والقديس نيقولاووس[59]، وفي العام 1726 أعيد بناء الجامع الجديد، الذي لا يزال إلى اليوم في ساحة أوغاريت بأمر من والي طرابلس شخصيًا، وبشكل عام فإن آثار العمارة العثمانية لا تزال واضحة العيان حتى أيامنا هذه في المدينة، من خلال عدد من الخانات (الفنادق) والمساجد والحمامات العامة[60].

صورة فوتوغرافية تظهر قوس نصر المدينة بداية القرن العشرين

ويعود لتلك الفترة نفسها، أي أواسط القرن الثامن عشر، انتشار زراعة التبغ وإنتاجه في المدينة، وشكل مزارعو التبغ وتجاره شركة خاصة أسموها "شركة تجار التبغ"[61]، وشكلت زراعة هذه المادة وتجارتها العصب الأساس للحياة في المدينة، إذ ثورة عارمة قامت بوجه الوالي عام 1744 عندما لم يسمح لهم ببيع محصولاتهم للتجار، ليقوموا بإنتاج لفافات التبغ المعروفة اليوم باسم السجائر؛ لكن التجار سووا أوضاعهم مع الحكومة في العام التالي، وفتحت أسواق تصدير هذا التبغ خصوصًا نحو دمياط في مصر، وكذلك إلى أوروبا وخصوصًا فرنسا حيث اشتهر هناك باسم "تبغ اللاذقية"، وكان له مكانة هامة[54][62]، ورغم هذا الانتعاش الاقتصادي فقد عانت المدينة من عدة كوارث متتالية هما الطاعون الذي أصابها في ربيع 1759، والزلازل المدمرة في نيسان 1796 و1811 ثم 1822، وقد تناقل الأهالي هذه الأحداث بواسطة الذاكرة الشعبية، ومن المعروف أن هذه الزلازل قد سببت انشقاق الأرض وانقلاب أحياء بكاملها[63][64][65]؛ شهد العام 1825 بناء مسجد السوق أو البازار ثم دخول المدينة تحت حكم إبراهيم باشا موفد محمد علي باشا إلى سوريا العام 1832[66][67]، ورغم فترة حكمه القصيرة فقد أظهر الوالي الجديد اهتمامًا واضحًا بالمدينة فأقام بها ثكنة عسكرية وعيّن عليها مديرًا خاصًا[68]. إثر انسحاب المصريين من سوريا العام 1842، سادت فترة من الفوضى البلاد بشكل عام ومن ضمنها اللاذقية، انتشر وباء الكوليرا أو ما كان يعرف وقتذاك الهواء الأصفر العام 1848، لكن الأوضاع أخذت تتحسن بعد ذلك، فأنشئت مدارس ابتدائية وإعدادية في المدينة العام 1859، ودخلها الهاتف العام 1862 والتلغراف عام 1863 من خلال ربطها مع كل من طرابلس، حلب واسطنبول أو الآستانة كما كانت تعرف حينها[69]، ثم تمّ توسيع السوق عام 1865، وربطت المدينة مع قبرص من خلال سلك تحت الماء العام 1872، ما أوجب وجود مترجمين في مراكز البريد والتلغراف فيها، وباستثناء انتقال أحداث الفتنة الشهيرة، بين المسيحيين والمسلمين العام 1860، التي بدأت في جبل لبنان وانتقلت إثر ذلك إلى سائر مناطق سوريا ولبنان واللاذقية من ضمنهم، فلا يوجد ما يعكر صفو تلك الحقبة التاريخيّة؛ يذكر التاريخ أن سكان المدينة قد عاشوا أربعين يومًا في الحقول والعراء إثر تخوفهم من زلزال كاذب في آذار 1872 وفي نيسان من العام نفسه، لكن شيءًا لم يحدث، وإنما الذي حدث، هو انتشار وباء الكوليرا من جديد العام 1875 حتى اضطر سكان المدينة لهجرانها نحو القرى المجاورة خوفًا من العدوى أو الموت، إذ إن عدد حالات الوفاة اليومية قدرت بثلاث إلى خمس حالات[70][71].

شهدت المدينة أول إحصاء سكاني العام 1880، أظهر أن عدد سكانها حوالي العشرة آلاف نسمة، ثم شهد العام 1893 إحصاءً ثانيًا أظهر أن عدد سكانها قد ارتفع إلى اثنين وعشرين ألف نسمة، وشهد العام 1895 افتتاح أول مدرسة ثانوية في المدينة؛ وحوّلت المدينة إلى متصرفية العام 1908 إثر انقلاب حزب الاتحاد والترقي، وإعلان الدستور العثماني، ومع بداية القرن العشرين، أطلقت في المدينة أول صحيفة منها كانت تدعى "اللاذقية" تلتها صحيفة "المنتخب" عام 1910 و"أبو النوّاس" عام 1911، أما آخر حاكم عثماني على اللاذقية فهو رشيد بك طليع، إذ احتلت خلال متصرفيته اللاذقية الجيوش الفرنسية وذلك في 5 تشرين الثاني 1918، لتبدأ مع ذلك، مرحلة تاريخية جديدة في حياة المدينة[72].

الانتداب الفرنسي وعهد الإستقلال

منطقة الصليبة - شارع بغداد، كما كان يبدو العام 1970.
علم دولة اللاذقية التي استحدثتها فرنسا ورفضها سكان المدينة.

بحسب اتفاقية سايكس بيكو الشهيرة في التاريخ عام 1916، فإن اللاذقية قد فصلت عن سوريا وأتبعت إلى الحكم الفرنسي المباشر[73]، وعندما قام الحكم الوطني في دمشق بقيادة الملك فيصل بن الحسين، لم يشمل هذا الحكم اللاذقية التي كانت تحت سيطرة القوات الفرنسية المباشرة منذ العام 1918، وكذلك فإن سكان اللاذقية لم يمثلوا في المؤتمر السوري العام، وهو البرلمان السوري الأول، للسبب نفسه؛ لكن حكم فيصل سرعان ما انتهى بدخول الجنرال غورو إلى دمشق في تموز 1920، وأعلنت الحكومة الفرنسية تقسيم سوريا إلى عدد من الدويلات، هي فلسطين، تحت الإدارة البريطانية، وإمارة شرق الأردن، تحت الإدارة البريطانية أيضًا، ودولة لبنان الكبير، ذات الطابع المسيحي، ودولة جبل العرب، ذات الطابع الدرزي، ودولة اللاذقية، ذات الطابع العلوي، بالإضافة إلى سنجق لواء اسكندون، المتنازع عليه بين سوريا وتركيا، فضلاً عن دولتي حلب ودمشق[74]؛ وقد كانت حدود دولة اللاذقية تشمل حدود محافظتي اللاذقية وطرطوس في أيامنا هذه مضافًا إليها منطقتي تلكلخ ومصياف[75].

ملف:LattakiaII.jpg
إحدى اجتماعات مجلس البلدية في أربعينات القرن الماضي.

بيد أن المدينة قد شهدت ثورات عديدة ضد الانتداب الفرنسي وضد حكومة اللاذقية، مطالبين بإعادة المدينة إلى الدولة السورية، قد تكون أكبر تلك الثورات وأشهرها، ثورة صالح العلي التي أطلقها من قرية الشيخ بدر قرب مدينة اللاذقية العام 1922[76]، وظلت قضية ارتباط اللاذقية بحكومة دمشق محل أخذ ورد، طوال العقد التالي، فبعد أن أعلن اتحاد فدرالي تحت رعاية الانتداب بين دويلات سوريا الخمسة أعاد الفرنسيون ألغاءه العام 1930، ثم أعيد حل الدويلات عام 1936 إثر توقيع معاهدة التعاون بين سوريا وفرنسا في العام نفسه، لكن سرعان ما تم تجميد العمل بالاتفاقية وأعيدت المدينة إلى الحكم الفرنسي المباشر؛ ثم تأزم الوضع من جديد مع استفتاء لواء اسكندون العام 1938 واحتلاله من قبل تركيا العام 1939[77]، وتصاعدت الاحتجاجات الشعبية والرسمية ضد نظام الدويلات حتى أعلن عن إلغاءه العام 1942، وزار الرئيس السوري آنذاك شكري القوتلي المدينة بعيد انتخابه في آذار 1944.

شهدت المدينة كسائر أنحاء سوريا، انتفاضات شعبية مطالبة بالاستقلال إثر نهاية الحرب العالمية الثانية العام 1945، وكانت ثانوية جول جمال، في ساحة الشيخ ضاهر مركزًا لتلك الاحتجاجات والاعتصامات ضد الانتداب الفرنسي[74][78]، وأوقعت المصادمات بين المحتجين والانتداب 20 قتيلاً يوم 5 تموز 1945 تلاه في 21 تموز قرار المجلس البلدي استبدال أسماء الشوارع الفرنسية بشوارع عربية، فظهرت للمرة الأولى تسميات أمثال شارع بيروت وشارع أنطاكية وغيرها؛ وقد انتهت تلك الحركة الوطنية التي عمّت مختلف أنحاء سوريا، بإعلان جلاء القوّات الفرنسية عنها مانحة البلاد الاستقلال الكامل؛ فبدأت القوات الفرنسية بالانسحاب من مدينة اللاذقية اعتبارًا من يوم 21 آذار 1946، وأنهت انسحابها نحو بيروت في 11 نيسان، ولم يعد هناك أي تواجد للفرنسيين في المدينة، واحتفلت اللاذقية بالجلاء الكامل عن دمشق يوم 17 نيسان عام 1946 بعرض عسكري في شارع بغداد، وهو العيد الوطني لسوريا حتى أيامنا هذه[74]. أما عن وضع المدينة بعد الاستقلال، فقد صدر مرسوم تأسيس شركة مرفأ اللاذقية العام 1950 ووسّع عامي 1956 و1975، ما ساهم في ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة عدد سكان المدينة، حتى بلغ 45000 نسمة العام 1948، واضطرت الحكومة لحفر آبار ارتوازية لتأمين مياه الشرب مع تزايد عدد السكان، وذلك عامي 1953 و1963 ثم أنشأ سد نهر السن الذي يأمن مياه المدينة حتى اليوم العام 1971، ونتيجة لتوسعها شملت المدينة العديد من القرى التي كانت تعتبر خارجة عن حدودها الإدارية في السابق كالقنينص والبساتين، واستحدثت محافظة طرطوس العام 1966، بعد أن كانت طرطوس واللاذقية، محافظة واحدة؛ ثم صدر مرسوم تأسيس جامعة تشرين الحكومية عام 1971 وبدأ الدوام فيها عام 1983[79]. وأصبح عدد سكانها مع العام 1971 126000 نسمة، ثم 241000 مع العام 1987 تلاه 303000 العام 1994[80]، وتشير الإحصاءات التقريبية إلى ما بين نصف مليون إلى 700000 نسمة العام 2009[81].

اللاذقية الرسمية

لكونها مركز محافظة، فإن جميع وزارات الدولة الخدمية تملك مديريات عامة في المدينة (السياحة، المالية، النقل والمواصلات، الكهرباء والمياه، الإدارة المحلية، الزراعة، الصحة، الأوقاف، الإسكان، مديريتي الهجرة والجوزات والأمن الداخلي ويتبعان لوزارة الداخلية مباشرة، الاتصالات، شُعب تجنيد ومشفى عسكري وعدد من الثكنات العسكرية تتبع مباشرة لوزارة الدفاع، الثقافة، التجارة الخارجية، التجارة الداخلية والتموين، العمل، تخطيط الدولة)، إلى جانب ذلك عدد من النقاباات والاتحادات العمالية والفلاحية واتحاد طلبة المدينة الجامعيين، فضلاً عن غرفة الصناعة والتجارة.

وتحوي اللاذقية أيضًا على عدد من القنصليات والبثعات الرسمية الأجنبية، كالقنصليات البريطانية والفرنسية والتركية واليونانية والبلجيكية والسلوفينية والدنماركية والفنلندية وتشيكية والأسبانية وتعتبر هذه الأخيرة الأحدث إذ افتتحت العام 2010[82]؛ أما بالنسبة للنشاط الحزبي، فينشط بها عدد من الأحزاب أهمها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تنصّ المادة الثامنة من الدستور السوري على كونه الحزب القائد للدولة والمجتمع، وتحوي المدينة مركز قيادة الحزب لفرع المنطقة الساحلية في سوريا؛ وإلى جانب حزب البعث تنشط عدد من أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (الائتلاف الحاكم في سوريا) أبرزها الحزب الاشتراكي العربي وهو أحد الأحزاب الناصرية الاتجاه، والحزب الشيوعي السوري، أما من خارج الجبهة الوطنية التقدمية ينشط بنوع خاص الحزب السوري القومي الاجتماعي (يمتلك صفة مراقب في الجبهة الوطنية التقدمية منذ العام 2001[83])؛ هناك أيضًا النفوذ السياسي المحلي، لبعض العائلات ووجهاء المدينة.


والحال نفسه بالنسبة لانتخابات مجلس البلدية، إذ تعتبر المدينة دائرة واحدة، فلا يوجد تقسيمات إداريّة واضحة، لكن عددًا من هذه المناطق يرأسها مختار معيّن من قبل وزارة الإدارة المحلية[84]، وتشمل ولاية المختار منطقة إداريّة واسعة، مقسمة بدورها إلى عدد من الأحياء والمناطق الفرعيّة، وتسعى الحكومة بشكل دائم لتطوير المدينة وبنيتها التحتية[85]، وتتميز المدينة باختفاء الفرز الطائفي، إذ يعيش أبناء مختلف الطوائف والأديان في المناطق ذاتها جنبًا إلى جنب.

وإلى جانب الأحزاب السياسية هناك عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، كجمعية مسار التي تعنى بالخدمات الاجتماعية العامة، وجمعية بشائر النور التي تعنى بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وجمعية الرحمة للاهتمام بالمسنين فضلاً عن الجمعية السورية التقنية التي تعنى بوسائل الاتصال الحديثة في المدينة؛ ويقدر عدد منظمات المجتمع المدني بما يفوق مائة وعشرين منظمة وجمعية.

يرأس محافظة اللاذقية محافظ معين من قبل رئيس الجمهورية في حين أنه يرأس المدينة رئيس مجلس المدينة وهو منتخب من قبل الشعب يعاونه مجلس المدينة المنتخب أيضًا لمدة أربع سنوات، وتتبع هذه الهيئات لوزارة الإدارة المحلية.

أما من ناحية الحروب والمعارك، فقد نشبت، فإن اللاذقية شاركت في العصر الحديث بمعركتين رئيسيتين أولهما وسلطات الانتداب الفرنسي على سوريا عامي 1944 و1945 وثانيهما في الصراع العربي الإسرائيلي حيث تعرضت المدينة لقصف عنيف من قبل إسرائيل في حربي عامي 1967 و1973 ونشبت معركة بحرية قبالة شواطئ المدينة بين الأسطول السوري والأسطوال الإسرائيلي المعادي، كان النصر فيها حليف الأسطول السوري وخسرت إسرائيل بنتيجتها اثني عشر قطعة بحرية[86].

الاقتصاد

البنوك والمصارف

تنشط البنوك والمصارف في اللاذقية بشكل واضح[87]، فهناك أولاً المصرف المركزي وإلى جانبه عدد من البنوك الحكومية كالبنك التجاري السوري بفروعه الأربعة[88] العاملة داخل المدينة، والمصرف العقاري ويملك فرعان[89]، ويقوم بتقديم قروض سكنية للمواطنين على فترات طويلة تصل إلى خمسة عشر عامًا بهدف تأمين مساكن جيدة للمواطنين، وكذلك هناك مصرف التسليف الشعبي وصندوق توفير البريد[90]؛ وإلى جانب المصارف التابعة للقطاع العام، هناك المصارف الخاصة والمصارف الإسلامية، وبشكل عام فإن أغلب البنوك الخاصة العاملة في سوريا تملك فرعًا أو أكثر في مدينة اللاذقية، كبنك بيمو السعودي الفرنسي، وبنك سوريا والمهجر من مجموعة بنك لبنان والمهجر وبنك عودة وبنك بيبلوس والبنك الدولي للتمويل والبنك العربي وبنك الشام والبنك السوري الأردني[91]، فضلاً عن عدد من شركات الصرافة كحنيفة للصرافة وويسترن يونيون[92]، وأيضًا عدد من شركات التأمين، تعتبر السورية للتأمين أكبرها؛ وبالتالي فاللاذقية تعتبر مركزًا ماليًا هامًا في سوريا، إلا أنها لا تحتوي على بورصة أو سوق للأوراق المالية، إذ إن تجربة البورصات وأسواق المال في سوريا حديثة العهد نسبيًا[93]، وتتبع التعاملات المالية للاذقية عادة لسوق دمشق للأوراق المالية وهو السوق المالي الوحيد الموجود في البلاد. أما عن العملة المستعملة، فيتعامل السكان بالليرة السورية، التي هي عملة البلاد الرسمية؛ وقبل صدور الليرة السورية، كان اللاذقيون يستعملون الليرة العثمانية ويطلقون عليهاا اسم "عثمليّة" وكذلك الليرة المصرية ويطلقون عليها اسم "مصريّة"، ومن هنا شاع استخدام لفظ "مصاري" في اللغة العامة للإشارة إلى النقود، شأنها بذلك شأن سائر مناطق سوريا ولبنان[94].

الشركات والمصانع

جزء من ميناء اللاذقية، العصب الرئيسي للحياة فيها.

إلى جانب كون اللاذقية مركزًا سياحيًا هامًا، فهي مركز صناعي وتجاري هام أيضًا، وينشط فيها بنوع خاص - بحكم موقعها - المخلصون الجمركيون ومكاتب الاستيراد والتصدير، خصوصًا إثر غزو العراق العام 2003، حيث أن أغلب واردات العراق القادمة من أوروبا تصل العراق عن طريق سوريا قادمة من مرفأ بيروت أو من مرفأ اللاذقية، وكذلك الحال بالنسبة لواردات الأردن، ويعتبر مرفأ اللاذقية بحد ذاته من أكبر وأهم المؤسسات في المدينة، إذ إنه يشكل عصب الحياة الاقتصادية فيها، ويستخدم مرفأ اللاذقية ذو سعة التخزين المقدرة بحوالي 620 ألف حاوية[95]، لاستيراد وتصدير المواد التجارية والصناعية المختلفة، خصوصًا الحبوب والقطن والزيوت النباتية والتبغ، أما النفط والفوسفات تصدر عادة من مينائي طرطوس وبانياس[96]؛ كذلك تعتبر مؤسسة التبغ العامة التي تنتج السجائر المحلية المعروفة باسم "الحمرا" من كبريات مؤسسات اللاذقية وهي تتبع القطاع العام أيضًا؛ وتحوي المدينة مصنعًا كبيرًا لتصنيع الأدوية يتبع القطاع العام، ويقدم الأدوية بأثمان زهيدة مدعومة من قبل الحكومة[97]؛ وتعتبر اللاذقية ومحيطها بشكل عام، فقيرًا بالثروة الباطنية باستثناء وجود النحاس قرب جبال الأمانوس شمال المحافظة، إلا أنها تتمتع بأراضٍ زراعية خصبة للغاية ويزرع بها بشكل أساسي الحمضيات والتبغ والزيتون[98].

أما فيما يخص شركات القطاع الخاص، فهناك مؤسسة حميشو للمعادن والحديد الصلب، وشركة جود الحاصلة على امتياز من شركة بيبسي العالمية لإنتاج هذه المادة في سوريا، وشركة زين إخوان التي تستمر في مجالات الأغذية؛ وهناك أيضًا عدد كبير من الشركات الأصغر حجمًا والمكاتب التجارية التي تسوّق منتجاتها في اللاذقية وسائر المحافظات السورية وتتنوع منتجاتها بين الأخشاب والألمنيوم والورق والثياب المحلية وغيرها من الصناعات التحويلية والاستخراجية والمعدنية؛ ونظرًا لموقعها الجغرافي فإن المدينة عقدة مواصلات، فتنشط بها شركات النقل البري الداخلي نحو المحافظات والمدن الأخرى أو نحو البلدان المجاورة وكذلك مكاتب شركات الطيران نحو الخارج وسواها؛ إضافة إلى أن أغلب وكالات الأزياء العالمية التي تملك فروعًا في سوريا تملك فروعًا في اللاذقية أمثال بينيتون وستيفانيل ومورغان.

خدمات عامة

الرياضة

ملف:Lattakia17.jpg
أحد الموانئ التقليدية لنادي اليخوت في اللاذقية، غروب أحد الأيام.
ملف:Lattakia23.jpg
مباراة بين فريقي تشرين والوثبة، في صالة كرة السلة، مدينة الأسد الرياضية باللاذقية

تعتبر مدينة اللاذقية غنية بالنشاطات الرياضية المختلفة والمتنوعة للغاية[99]، فهي استضافت العام 1987 دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط الرياضية العاشرة[100]؛ وتعتبر رياضة كرة القدم الأكثر شعبية في المدينة، حيث يوجد في اللاذقية ناديين هما، نادي حطين [101] ونادي تشرين[102]؛ وهما في حال تنافس دائم، ولا يقتصر نشاطهما على كرة القدم بل يشمل كرة السلة أيضًا. وإلى جانب كرتي القدم والسلة، فإنّ للرياضات المائية نصيب هام في المدينة، وينظم سنويًا مسابقات سباحة في مسبحي المدينة الرياضية الشتوي المغلق والصيفي المفتوح، بالإضافة إلى مسبح نادي اليخوت، حيث تنظم أيضًا عدد من المسابقات المتعلقة بالرياضات المائية الأخرى كسباق اليخوت مثلاً[103]؛ وتشتهر المدينة أيضًا بالفروسية وركوب الخيل، وينظم سنويًا ضمن فعاليات مهرجان المحبة، سباقات عالمية خاصة بالفروسية[104][105].

وتحوي المدينة ملعبين لكرة القدم، هما الملعب البلدي في شارع الجمهورية وستاد الباسل في المدينة الرياضية، وتحوي أيضًا، ملعبًا واحدًا لكرة السلة، والذي يستخدم أيضًا لمباريات كرة اليد، الأقل شعبية في المدينة؛ وينظم سنويًا أيضًا مسابقات لرياضة الهبوط المظلي[106].

شبكة المواصلات

ملف:Syria transportaion Map ar.gif
خارطة تظهر طرق المواصلات الرئيسية في سوريا، لاحظ موقع اللاذقية كعقدة للمواصلات

إن البنية التحتية للمدينة تعتبر حديثة ومتطورة، فهي تحوي على سلسلة من الطرق السريعة والتي تربط مختلف نواحي المدينة بعضها ببعضًا، بيد أن المدينة تعاني من زحمة خصوصًا في ساعات الظهيرة[107]، ورغم تدشين مجلس المجدينة لعدد من المشاريع، كمشروع عقد ساحة اليمن المجهزة بنفق وجسر، ومشروع مشابع في كل من منطقتي الزراعة والشيخ ضاهر، إلا أن مشكلة الازدحام لا تزال ذات أثر واضح؛ وسوى ذلك فعلى الرغم من أن طرق المدينة الرئيسية، والتي تقسمها إلى محاور واضحة، ذات مواصفات جيدة، إلا أنّ الأزقة والطرق الجانبية تشكل أزمة حقيقية للمواصلات خصوصًا في بعض المناطق الشعبية.

أما عن طرق المواصلات التي تربط المدينة مع سائر المدن السورية ومع الخارج، فهناك الطريق السريع بين اللاذقية -حلب، والذي يربط المدينة مع جسر الشغور وادلب أيضًا؛ والطريق السريع الساحلي بين اللاذقية -حمص، الذي يربط المدينة مع طرطوس وصافيتا، ويتفرع عنه طريق آخر تجاه مدينة حماه، أما من خلال طريق اللاذقية -حمص يمكن التوجه نحو دمشق والمناطق الجنوبية من البلاد، ومن طريق اللاذقية -حلب يمكن التوجه نحو الرقة والمناطق الشرقية من البلاد؛ أيضًا هناك الطريق السريع بين اللاذقية -أنطاكية، ومن ثم نحو الداخل التركي، كذلك فإن طريق اللاذقية -حمص يتفرع عند طرطوس باتجاهين الأول نحو حمص والثاني نحو طرابلس وبيروت في لبنان[108]؛ وأنجز مؤخًا أيضًا طريق سريع بين اللاذقية ومدينة أريحا إحدى مدن محافظة إدلب[109]، ويبلغ طول هذه الخطوط مجتمعة 2900كم[110].

أما بالنسبة للقطار والسكك الحديدية، فإن من اللاذقية تنطلق أكبر سكة قطار في سوريا، قاطعة البلاد من أقصى غربها إلى أقصى شرقها، أي تبدأ من اللاذقية وتنتهي في القامشلي بعد أن تمر بكل من الحسكة ودير الزور والرقة ومدينة الثورة وحلب وادلب وغيرها من البلدات والمدن الفرعية؛ كذلك فإن سكة القطار الجنوبية التي تبدأ من درعا وتتجه نحو دمشق فحمص، تتفرع عند حمص شمالاً نحو حماه وحلب وغربًا نحو طرطوس واللاذقية؛ وهكذا نرى أن خطوط الحديد في سوريا هي شبكة ضخمة تربط بين جميع مناطق البلاد مرتكزة على ثلاث عقد أساسية للمواصلات، هي اللاذقية وحمص وحلب.

ويوجد في ضاحية حميم على بعد 23كم من المدينة، مطار اللاذقية أو مطار باسل الأسد الدولي للنقل الداخلي والذي بات خلال العهد الأخير مطارًا دوليًا يؤمن نقل المسافرين إلى ستة وثلاثين وجهة في العالم[111]. ويعتبر ميناء اللاذقية أيضًا، ميناءً للمسافرين وقد بلغ عدد المسافرين منه خلال العام 2009 حوالي الخمس عشر ألفًا[112]، ويربط ميناء اللاذقية وميناء مدينة مرسين التركية خط بحري سريع ومفتوح إثر الاتفاقيات التي أبرمت العام 2010 بين سوريا وتركيا[113].

النقل

ملف:Lattakia-bus.jpg
حافلات النقل العام في اللاذقية

إلى جانب السيارات الخاصة، هناك ثلاث وسائل نقل عامة للتنقلات الداخلية، أولها حافلات (باصات) النقل العام التابعة لمديرية النقل الداخلي ووزارة المواصلات، وهي تؤمن عمليات نقل المواطنين على خطوط محددة مسبقًا بشكل مغلق، لقاء ثمن بخس للغاية (خمس ليرات سورية فقط)، ويبلغ عدد هذه الخطوط العاملة في الوقت الراهن سبعة خطوط وإحدى وثمانين حافلة[114]؛ أما الوسيلة الثانية فهي السيرفيس أو الميكروباص، والذي يسير أيضًا على خطوط محددة ومغلقة، إنما قد أقر في العام 2002 إلغائه من المدينة وجعله محصورًا على ضواحيها البعيدة فقط كمنطقة المشروع العاشر أو ضاحية تشرين؛ أما الوسيلة العامة الثالثة فهي سيارات الأجرة أو التكسي، وتعتبر هذه الوسيلة أكثر وسائل النقل انتشارًا رغم أن أستعار النقل الواحد فيها قد يصل إلى أربعين ليرة سورية.

التعليم

الكلية الوطنية الخاصة.

تعتبر نسبة الأمية في سوريا ضئيلة للغاية[115]، وهي في اللاذقية بشكل خاص أقل بكثير من متوسط نسبة سوريا العام، إذ إنها لا تتجاوز 3.5% من مجموع السكان[116][117]، وتقتصر على كبار السن وبعض البدو الذين يستقرون في خارج المدينة على الطريق السريع نحو حمص ويعتاشون على بيع الماشية ومنتجاتها؛ إن ذلك يعود في الأساس إلى اهتمام الحكومة بالتعليم، فقد كفل الدستور إلزامية التعليم الابتدائي والإعدادي وضمن مجانيته في جميع مراحله حتى الجامعية منها[118]، وتظهر الحكومة اهتمامًا واضحًا بتطبيق هذا الحق الدستوري، ينعكس ذلك جليًا في التطوير الدائم للمناهج وكثرة عدد المدارس، ففي منطقة المشروع في اللاذقية على سبيل المثال يوجد أربع مدارس، اثنان أساسيتان (ابتدائي وإعدادي، هما مدرسة الشهيد بديع زيني ومدرسة البعث المحدثة) ومدرستان ثانويتان (هما مدرسة الشهيد يوسف شحرور ومدرسة الشهيد يوسف فارس)، ويمكن ملاحظة العدد الكبير للمدارس في المدينة[119].

وإلى جانب المدارس الحكومية هناك المدارس الخاصّة، أمثال مدرسة الكلية الوطنية ومدرسة واحة الشام؛ إلا أنّ قطاع المدارس الخاصة قد عانى الضعف الشديد في الماضي، بسبب احتكار الدولة لقطاع التعليم، واستيلاء الحكومة على عدد من المدارس الخاصة محولة إياها إلى مدارس عامة، أمثال مدرستي الأرض المقدسة (التابعة لرهبان الأرض المقدسة) والكرمليت (التابعة لراهبات كرمل القديس يوسف) والمرسلين الإمريكيين (باتت اليوم تعرف باسم العالم العربي ابن سينا، ومنها اكتسبت منطقة الإمريكان اسمها في المدينة)؛ ولم يعد استثمار القطاع الخاص ممكنًا في حقل التعليم حتى العام 2004[120]، حين سُمح بالاستثمار في هذا المجال، بيد أن الإقبال لا يزال ضعيفًا بسبب أسعاره المرتفعة مقابل مجانية التعليم الحكومي وأيضًا بسبب وحدة المناهج بين مدارسه والمدارس الحكومية، ولم تأسس في المدينة من مدارس خاصة بعد العام 2004 سوى مدرسة واحة الشام، أما مدرسة الكلية الوطنية فهي المدرسة الخاصة في اللاذقية الوحيدة التي لم يشملها قرار احتكار الحكومة للتعليم لكونها تابعة للوقف الأرثوذكسي في المدينة. أما بالنسبة للجامعات الخاصة، فإن الاستثمار في هذا القطاع كان حكرًا على الدولة (شأنه شأن المدارس) حتى العام 2004، بيد أن وجود جامعة تشرين في المدينة، وتوجه المستثمرين نحو المناطق التي تعتبر الجامعات الرئيسية بعيدة عنها، كوادي النصارى أو تدمر على سبيل المثال، جعل من سوق الجامعات في اللاذقية محدودًا، إلا أن ذلك لم يمنع من قيام عددٍ من الجامعات الخاصة في المدينة كجامعة الفارابي للدراسات العليا وهي قيد الإنشاء[121]، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، التي تشرف على إدراتها جامعة الدول العربية.

جامعة تشرين

تتألف جامعة تشرين من ثمانية عشر كلية، وإلى جانب التعليم النظامي تحوي الجامعة على التعليم المفتوح والتعليم الموازي[122]، فضلاً أنها تحوي على عدد من المعاهد، مثل المعهد العالي للغات والمعهد المتوسط للمحاسبة والتمويل؛ يبلغ عدد طلاب جامعة تشرين حوالي الخمس وثلاثين ألف طالب[123]، ويلحق بالجامعة داخل أسوارها وعلى رقعة واسعة عدد من الأبنية السكنية التي تشكل سكن الطلاب القادمين من خارج المدينة للدراسة فيها؛ تمنح الجامعة مختلف الدرجات العلمية العادية والعليا، وتتعاون مع عدد من الجامعات العالمية في سبيل ترقية المستوى العلمي لديها؛ وتعتبر العصب الرئيسي للحياة التعليمية في المدينة، وتلعب دورًا في الحياة الثقافية أيضًا من خلال تنظيمها الدائم للمؤتمرات والندوات الثقافية والمعارض في مختلف المجالات؛ أما تشريعيًا فتخضع الجامعة لقانون تنظيم الجامعات السوري وهي أيضًا ممثلة في المجلس الأعلى للتعليم العالي في سوريا[124].

الصحة

تدير الحكومة السورية ثلاث مستشفيات كبيرة في المدينة، هم مشفى الأسد الجامعي والمشفى الوطني ومشفى جامعة تشرين الجامعي، كذلك تدير الحكومة عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية وتقوم بتوزيع اللقاحات الطبية مجانًا في المراكز الصحية التي تديرها أو في المدارس؛ وإلى جانب المشافي الحكومية يوجد المشافي الخاصة التي يتزايد عددها يومًا بعد يوم، يعتبر أعرق هذه المشافي الخاصة مشفى السويد، المشفى المركزي ومشفى الطابيات، وبحسب إحصاءات العام 2008 فإن استطاعة هذه المشافي 1278 سريرًا بمعدل سرير لكل 663 مواطن أما المراكز الصحية فيبلغ عددها 94 بمعدل 9000 نسمة لكل مركز، أما عدد الأطباء العاملين فهو حوالي 1700 طبيب بمعدل طبيب لكل 500 مواطن (يتخرج سنويًا من جامعة تشرين حوالي ثلاثمائة طبيب) هناك أيضًا حوالي 900 طبيب أسنان وحوالي 450 صيدلية[110]؛ كذلك تدير الجمعيات الخيرية عددًا من المستوصفات والمراكز الصحية الشبه مجانية، كمركز مرضى السكري التابع لجمعية مسار، ومستوصف جمعية سيدة اللاذقية والمستوصف الإسلامي؛ وتنتشر في المدينة خلال الأونة الأخيرة العيادات التجميلية بشكل كبير، ويجري العمل على استحداث مركز لعلاج الأورام السرطانية[125]، إذ تخلوا المدينة من مركز كهذا، فيضطر المرضى للسفر إلى حمص أو دمشق لتلقي العلاج في حين تتجه العائلات الأوفر ثراءًا نحو بيروت أو أوروبا.

السياحة

الشاطئ الأزرق في اللاذقية

تشكل السياحة، خصوصًا الداخلية والعربية والعالمية، مصدرًا هامًا من مصادر الاقتصاد في المدينة، وأحد أهم الوجوه التي تتمتع بها، إن المقوم الأول للسياحة في المدينة هو السياحة الترفيهية، فالجبل الذي يقترب من البحر يخلق مناخًا معتدلاً ويؤمن تنوعًا بين الشاطئ والغابات الخضراء الكثيفة المنتشرة حول المدينة[126]؛ المقوم الثاني من مقومات السياحة، كونها سياحة تاريخية لكثرة المعالم التاريخية من قلاع وحصون تعود لفترات زمنية مختلفة، وتشكل الآثار الفينيقية والصليبية والرومانية والعثمانية والمملوكية عنصر جذب هام للسياح،[127] وسوى ذلك أيضًا فإن المدينة تحوي مقومات الصناعة السياحية، من حيث توفر الفنادق من مختلف الدرجات، والمطاعم والملاهي والمنتجعات فضلاً عن طرق المواصلات السريعة التي تربط المدينة بمختلف المعالم السياحية المحيطة بها، صلنفة على سبيل المثال؛ وبلغت قيمة استثمارات الحكومة في القطاع السياحي ضمن محافظة اللاذقية بحوالي 27 مليار ليرة سورية العام 2009 لتأت اللاذقية ثالثًا بعد دمشق وريف دمشق، وينمو المعدل السياحي في سوريا بشكل متسارع، إذ بلغت عائدات هذا القطاع العام 2000 حوالي 450 مليون ليرة سورية أصبحت بحلول العام 2009 حوالي مليار ليرة، ومن 1.7 مليون سائح عام 2000 إلى سبعة ملايين سائح متوقع العام 2010،[128] رغم ذلك فلا تزال نسبة استقطاب المدينة للسياح العرب ضئيلة نسبيًا بمعدل 7.5% من مجموع السيّاح في حين أن متوسط الشرق الأوسط هو 11% وربما يعود ذلك لضعف المنطقة العربية في السياحة إذ إنّ حصتها لا تتجاوز 2% من مجموع السياحة العالمية.[129] يقيم مجلس المدينة سنويًا، بالتعاون مع وزارة السياحة، مهرجان المحبة وذلك بالفترة الممتدة بين 2 آب إلى 12 آب، يتميز المهرجان بتنوع الفعاليات التي يقدمها، فهو يشمل نشاطات رياضية، شعرية، مسرحية، إعلامية، ثقافية، نشاطات خاصة بالأطفال وحفلات فنيّة؛[130][131] يستضيف مهرجان المحبة سنويًا عددًا كبيرًا من نجوم الفن بالعالم العربي والعالم كـجورج وسوف، عاصي الحلاني، نوال الزغبي وغيرهم أيضًا، انطلقت النسخة الأولى من المهرجان في العام 1989، وتعتبر المدينة الرياضية أبرز المعاقل التي تقام فيها نشاطاته المختلفة؛[132] كذلك تقيم المدينة عدة مهرجانات سياحية الأخرى، أبرزها مهرجان التسوق، معرض الزهور، معرض الكتاب، مهرجان الميلو دراما، مهرجان الموسيقى العربية.[133]

سكان المدينة

شهدت اللاذقية ازدهارًا ديموغرافيًا كبيرًا ونموًا سكانيًا منذ بداية القرن العشرين،[134] وارتفعت النسبة بشكل كبير في أواسط ذلك القرن، شكلت الهجرة من الريف عماده الرئيسي، بسبب توسع سوق العمالة وارتفاع مستوى المعيشة في المدينة، ولايزال حتى يومنا هذا قسم كبير من سكان المدينة قيودهم في سجلات الدولة الرسمية ووزراتها في القرى والبلدات المحيطة باللاذقية؛ إن هذا من شأنه أن يعيق عمليات الإحصاء السكاني أو وضع عدد دقيق للسكان أو نسب محددة لتوجهاتهم، إذ يجب التمييز بين السكان المقيمين، رغم أن المقيمين في الغالب تتجه روابطهم نحو المدينة، إذ إن علاقاتهم بقراهم السابقة تقتصر على المناسبات الرسمية، وتعاني عدة مدن أخرى مثل بيروت من هذه المشكلة؛ يشكل توسع حدود المدينة أيضًا أحد أسباب النمو السكاني المرتفع في اللاذقية، يبين الجدول تطور عدد سكان المدينة.

اللاذقية الطريق السريع نحو المدينة الرياضية
الحديقة الداخلية لمتحف اللاذقية
العام عدد السكان التطور المئوي (%)
1825 9000 -
1866 11.200 24.4
1893 22.000 96.4
1926 26.000 5.3
1948 38.000 46.1
1956 47.000 23.6
1977 125.000 166
1989 197.000 57.6
1995 303.000 53.8
2005 455.000 50.2
2010 550.000 -

أما عن التوزع العرقي والإثني للسكان، فتحوي المدينة عدد من المجموعات العرقية كالتركمان والأكراد والسريان والأرمن الضئلية العدد، بالإضافة إلى جالية من ذوي الأصول اليونانية، إلى جانب الأغلبية من العرب؛ أما من ناحية التوزع الديني، تعتبر المدينة متنوعة الانتماءات الدينية ومن الممكن اعتبار السنّة والعلويين والمسيحيين العناصر الثلاث الأساسية المكونة لها.

الإسلام

مئذنة مسجد عمار بن ياسر، في اللاذقية عند الغروب

يشكل المسلمون أغلبية سكان المدينة، بين 82 إلى 88% من مجموع السكان، وإلى جانب بعض الإسماعليين والجعفريين، الذي قدموا من حماه وادلب خلال العقد المنصرم، يشكل السنة والعلويين العماد الأساسي لمسلمي المدينة؛ ويؤدي كلا الفريقين شعائر العبادة من المساجد نفسها في المناطق المختلطة؛ وفيما يرتكز السنة في الأحياء التقليدية (الصليبة والشيخ ضاهر) يتنشر العلويون في التوسعات الحديثة للمدينة؛ ولايوجد إحصاءات طائفية في سوريا الحديثة، الإحصاء الطائفي الوحيد يعود لمحافظة اللاذقية (مدينة اللاذقية مضافًا إليها قرى وبلدات، جبلة والحفة وصلنفة وطرطوس وصافيتا وبانياس ودريكيش ومصياف وتلكلخ)، ويرقى للعام 1932، ولا يمكن لهذا الإحصاء أن يعطينا فكرة عامة عن ديموغرافيا المدينة أو حتى دموغرافيا محافظة اللاذقية، لكونه لا يشمل محافظة اللاذقية الحالية فحسب بل يشمل مناطق مختلفة من محافظتي حماه وحمص فضلاً عن محافظة طرطوس برمتها.

يتولى شؤون الإفتاء في المدينة، سماحة المفتي غزال غزال.[135]

أما عن أهم المعالم الإسلامية في المدينة، فهناك المساجد القديمة التي ترقى للحقبة العثمانية، كمسجد أرسلان باشا الذي بني بأمر من والي بغداد عام 1650[136]، والمسجد الجديد الذي يحاكي نوعًا ما في بناءه بناء المسجد الأموي في دمشق ويرقى تاريخ بناءه إلى العام 1724، وهناك أيضًا الجامع الكبير، الذي يعتبر أقدم مساجد الساحل السوري ويرقى تاريخه إلى عهد المماليك حوالي العام 1370[137]؛ وإلى جانب المساجد القديمة هناك المساجد الحديثة المبنية على طراز معماري حديث كجامع الجود وجامع العجان وجامع ياسين؛ كما تحوي المدينة، مدرسة شرعية ومعهدًا لحفظ القرآن الكريم، فضلاً عن عدد من المقامات كمقام أبي الدرداء والإمام البطرني، ويعتقد البعض أن لهذه المقامات قدرة عجائبية.[138]

المسيحية

تعد المسيحية في اللاذقية من أول الأديان في المنطقة كما أن الشعب المسيحي يتمتع بكامل حقوقه من خلال إقامتخ لكافة الشعائر والطقوس الدينية

ملف:Db IV-Virgin Mary1.jpg
أيقونة تظهر مريم العذراء سيدة اللاذقية

شكلت اللاذقية ومنذ القرون الأولى، مركزًا هامًا للمسيحية، وبحكم موقعها الساحلي، فقد اعتنقت المسيحية مبكرًا أي حوالي القرن الثالث،[139] في حين أن المسيحية في سوريا الداخلية لم تصبح دين السكان حتى أواخر القرن الرابع، والذي يطلق عليه المؤرخون اسم قرن الكنائس في سوريا؛ وبطبيعة علاقاتها التجارية مع اليونان فقد طغى المذهب البيزنطي عليها (أي ما يعرف اليوم باسم الروم الأرثوذكس، لكن الطقس السرياني -الغالب في سوريا ككل- كان ذو بصمة واضحة أيضًا، إذ قام المونوفيزيون (يعاقبة)، برسامة أسقف على المدينة عام 578، وتختلف النسبة التقريبية للمسيحيين في اللاذقية وهي تتراوح بين 12 إلى 18% من مجموع السكان، يأت في مقدمهتهم الروم الأرثذوكس التابعين لبطريركية أنطاكية، وهم يشكلون أغلبية مسيحيين اللاذقية، يليهم الموارنة والأرمن الأرثوذكس رغم أن أغلب نفوسهم في بلدة كسب الواقعة على الحدود مع تركيا، إلا أن قسمًا كبيرًا استوطن اللاذقية؛ وتاريخ الأرمن في المدينة يرقى للقرون الوسطى، أي قبل النزوح الأرمني العام 1915، إذ كان للأرمن كنيسة وفندق في اللاذقية في القرن الرابع عشر، محولين المدينة إلى مركز في طريق الحج إلى القدس والأراضي المقدسة؛ هناك أيضًا عدد من اللاتين، ويتبع لهم أيضًا عدد من العائلات السريانية الكاثوليكية والأرمنية الكاثوليكية، إذ إن أبناء هاتين الطائفتين لا كنائس لهم بسبب قلة عددهم، فيوجب القانون الكنسي في هذه الحالة اتباعهم الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية في المدينة؛ هناك أيضًا عدد قليل من الروم الكاثوليك والإنجليين رغم كونهم ثلاث كنائس معمدانية وكنيسة لوثرية.

تعتبر اللاذقية أيضًا، مركزًا لعدد من الأبرشيات المسيحية، أقدم تلك الأبرشيات هي أبرشية الروم الأرثذوكس، ويرأسها منذ العام 1979 المطران يوحنا منصور، أيضًا تعتبر المدينة مركزًا لأبرشية مارونية استحدثت عام 1736 كان مركزها طرابلس اللبنانية، ثم قسمت الأبرشية إلى أبرشية طرابلس وأبرشية اللاذقية ومركزها طرطوس عام 1979، ويرأس هذه الأبرشية منذ العام 2001 المطران يوسف مسعود؛ أما أبرشية اللاذقية للروم الكاثوليك فقد أنشئت العام 1964 ويرأسها المطران نقولا الصواف، في حين أن اللاتين في المدينة يتبعون لأسقف مدينة حلب، أما الإنجليين فكما هو معروف لا أساقفة لديهم.

أما عن أبرز المعالم المسيحية في المدينة، فهناك كنيسة القديسة تقلا التي أعيد اكتشافها عام 1999 وترقى للقرن الرابع (يعتقد البعض أن لهذا المقام خصائص عجائبية[140]وكنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين التي بنيت العام 1933 ويطغى عليها الطابع المعماري لعصر النهضة الأوروبيّة، في حين أن كنيسة الأرمن أو كما يطلقون عليها اسم "كيدون الأرمن" فهي تحوي على نقوش وأشكال نافرة تعود للقرن الثالث عشر[141].

اليهود

من المعروف أنه وحتى العام 1948 كان يقطن في المدينة مجموعة يهودية تقدر ببضع المئات، إلا أنها أصغر بكثير من الجاليات التي كانت تقيم في دمشق أو حلب أو القامشلي في أقصى شمال شرق سوريا، والتي تقدر بالآلاف، بيد أن هذه المجموعة من المواطنين كان لها علاقاتها التجارية واستثمارتها الخاصة وكنيس، حتى دعي أحد أحياء مدينة اللاذقية باسم "حي اليهود"؛ إلا أن عددًا كبيرًا من هؤلاء هاجر لدى قيام دولة إسرائيل ولحقهم قسم أكبر إثر نكسة عام 1967 واحتلال إسرائيل لهضبة الجولان، فضلاً عن تنامي حدة الصراع العربي الإسرائيلي وانتشار اللغط بين اليهود والصهيونية؛ وقد اختفى اليوم الوجود اليهودي من المدينة، ولم يبق منه سوى اسم "حي اليهود"؛ وهذا ما حصل مع جميع الجاليات اليهودية في سوريا أيضًا،[142] ولم يبق من اليهود اليوم سوى بضعة آلاف في سوريا[118].

العمارة

ملف:Lattakia oldhome.jpg
استخدام خاطئ لأحد المنازل التراثية.

تدل الآثار المكتشفة من مواقع مختلفة من اللاذقية أن المدينة كانت على مستوى معماري مترف، استخدم به منذ الألف السادس قبل الميلاد (العصر الحجري) السيراميك في تزيين المباني فضلاً عن الفخار الملون والخزف الذي يمتاز بزخرفته الناعمة وأشكاله الأنيقة، يصنع من قبل فنانين متخصصين في ذلك؛ أما عن النمط المعماري لهذه المنازل فهو لم يختلف كثيرًا عن النمط السائد في سوريا ككل وفي العراق من حيث بناءه من الآجر والطين على شكل غرفة مستطيلة واحدة وكبيرة، يلحق بها من الخلف فرن حجري مستدير، وعادة ما تحاط هذه الأبنية بسور من الطين أيضًا؛ واستعمل الخشب في العمارة إلى جانب الطين والآجر بدءًا من الألف الرابع قبل الميلاد.[143]

أما في العصر الروماني، فقد شابهت اللاذقية عمارة سائر المدن في ظل الحضارتين الهلينية والرومانية، حيث أحيطت بسور يساعد على الدفاع عن المدينة في حال تعرضها لهجوم، ويتوسطها قلعة تشكل قلب المدينة السياسي والاقتصادي، وكانت قلعة اللاذقية ملتصقة بالسور، ولم يعد هناك أي أثر اليوم لقلعة اللاذقية وعمارتها أو السور المحيط بها وعمارته بيد أن المؤرخين البيزنطيين وكذلك العرب يذكرون سورًا وحصنًا في المدينة منذ الفتح الإسلامي في القرن السابع وحتى احتلال صلاح الدين في القرن الثاني عشر، حيث اضطر صلاح الدين الأيوبي لنقب سور المدينة بعرض ستين ذراعًا حتى تمكن من السيطرة على المدينة، وقد قام السلطان المملوكي الظاهر بيبرس بتدمير حصن المدينة ونقب سورها، ليفقدها أهميتها فلا يحاول الصليبيين السيطرة عليها مجددًا،[144] فهدمت القلعة بشكل كامل عام 1203.

ملف:Lattakia mashro3.jpg
شارع مكسو بأزهار البنفسج في منطقة المشروع.

أما في العهد العثماني، فلم تنل المدينة الاهتمام العمراني الذي نالته دمشق أو بيروت، بيد أن النمط العثماني البسيط للمنازل كان السائد في المدينة خلال تلك الفترة، حيث يبنى المنزل من الحجارة بشكل مؤلف من طابقين، يستعمل الطابق العلوي فيه عن طريق درج حجري من الخارج، يتميز النمط العثماني بالأسقف المرتفعة والغرف الواسعة المساحة فضلاً عن وجود فسحة مكشوفة للهواء الطلق يطلق عليها اسم الإيوان؛ أما عن عمارة المدينة ككل، فإن الكوارث الطبيعية والرطوبة العالية في الجو[145]، تجعل من صمود الأبنية أمرًا صعبًا للغاية، بيد أن عددًا قليلاً من هذه الأبنية استطاع الصمود، ككاتدرائية القديس جاورجيوس على سبيل المثال أو المسجد الظاهري الكبير (أغلب المساجد والكنائس تصمد بسبب الاعتناء الخاص ببنيتها عند الشروع بإنشائها) وصمد أيضًا عدد من الخانات (الفنادق) والحمامات العثمانية التقليدية[146] كخان الشرق الذي لا يزال يقدم خدماته إلى اليوم،[147] وأيضًا عدد من الأسواق، كسوق الدباغين أو سوق السيّدة، وتتميز الأسواق العثمانية عادة بكونها أسواق مقبية يتخصص كل منها بنوع معين من السلع.

ملف:Lattakia kournish.jpg
أبنية حديثة في منطقة الكورنيش الجنوبي.

وتأثرت المدينة مع انطلاقة القرن العشرين بالنمط الأوروبي الحديث، الذي أخذ يطغى شيءًا فشيئًا على المدينة، ولا تزال عدة أبنية إلى يومنا هذا ترقى إلى النمط الأوروبي في البناء، بل إن بعض المناطق الداخلية من الصليبة والشيخ ضاهر العوينة تحوي منازلاً تعود للهزيع الأخير من القرن التاسع عشر، ورغم أن هذه الأبنية التراثية القديمة في المدينة، عريقة البناء، فهي تشكل طفرة في قلب المدينة الحديثة، ما يزيد الأمر سوءًا اختفاء العناية بها، فقد تحولت إلى ما يشبه العشوائيات في غيرها من المدن، لذلك تتزايد الدعوات لحماية المدينة القديمة.

أما عن النمط المعماري السائد اليوم في المدينة فهو النمط المعماري الحديث، المؤلف من أبنية مؤلفة من عدة طوابق تكون غالبًا مكسوة بالرخام أو الحجر الأبيض من الخارج، يستخدم الطابق الأرضي من الأبنية الحديثة عكمرآب خاص للسيارات كذلك فإن هذه الأبنية تحاط بحديقة صغيرة ووجود فواصل بين الأبنية، بيد أن الأبنية التي بنيت في الثمانينات أو التسعينات، وهي تشكل نسبة كبيرة من الأبنية السكنية في المدينة خصوصًا في المناطق التقليدية ومنطقة المشروع، تلتصق الأبنية السكنية بعضها ببعض، في حين يستخدم طرف الشارع كمرآب للسيارات (كما هو الحال في أغلب مدن العالم) وتختفي الحدائق حول كل بناء في حين يستعاض عنها في أبنية منطقة المشروع، بالأشجار المزروعة في حاويات خاصة على طول الطريق؛ وإلى جانب نمطي البناء تحوي المدينة على عدد من القصور والأبنية الفخمة، تتجمع بشكل خاص في ضواحي المدينة؛ في حين تشق المجمعات السكنية العملاقة المنتشرة في القاهرة ودبي وحديثًا في دمشق طريقها نحو المدينة، بيد أنها لم تدخل بعد حيز التنفيذ.

معالم المدينة

المعالم المعماريّة في اللاذقية
قوس النصر

شيّد البناء تخليدًا لانتصار الإمبراطور الروماني سبتيموس سافروس في القرن الثاني؛ النصب مبني من الحجارة الرملية على شكل مربع بطول ضلع 12 متر وارتفاع 16 متر، تعلوه قبة نصف كروية، في حين زخرفت الوجوه الداخلية والخارجية، منحوتات ونقوش نافرة تمثل شارات النصر، وسيوف وتروس وخوذ ورماح هي عتاد المحاربين خلال الفترة الرومانية.[148]

قوس النصر
مرفأ اللاذقية

السبب الأول لنشوء المدينة وازدهارها ورقيها، أسسه الفنيقيون واتخذوه إحدى مراكز تجارتهم في البحر الأبيض المتوسط؛ كان مرفأ اللاذقية صغيرًا ويستطيع استقبال عدد محدود من السفن، وأغلب صادرات سوريا ووارداتها كانت تجري عن طريق ميناء بيروت، وذلك حتى تأسيس شركة مرفأ اللاذقية عام 1950، حيث غدا المرفأ من أهم مرافئ الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ومن ثلاثة أرصفة استقبال سفن في العام 1954 أصبح عدد الأرصفة 23 في العام 2007 بقدرة استيعاب 1800 سفينة.[149]

مرفأ اللاذقية
متحف الفن الحديث

تبلغ مساحة الصالة الأساسية لمتحف الفن الحديث أكثر من ألف متر مربع، ويتميز أيضًا بقبته الزجاجية الجميلة،[150] يستضيف دوريًا معارض متعددة في مجالات مختلفة، كالرسم والنحت والتصوير الضوئي فضلاً عن معارض الكتب.[151][152]

متحف الفن الحديث في اللاذقية
كنيسة اللاتين

كنيسة اللاتين أو كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين واحدة من أجمل المعالم الدينية المسيحية الحالية في المدينة، كغيرها من الكنائس الكاثوليكية صممت الكنيسة على شكل صليب ضخم ويطغى عليها طابع عصر النهضة الأوروبية، بنيت بشكلها الحالي العام 1903 على يد أحد المهندسين الإيطاليين تتميز بطابعها المعماري والجدارايات التي تزيّن سطوحها الداخلية[141].

كنيسة قلب يسوع الأقدس للاتين
الجامع الجديد

يقع الجامع الجديد في وسط المدينة، يرقى في بناءه للعام 1726، كان أكبر مساجد المدينة في الماضي وكذلك فقد كان مركزًا للدروس والأبحاث الدينية، أما صحن المسجد فهو عبارة عن فسحة سماوية كبيرة في وسطها بركة ماء تعلوها قبة دائرية قائمة على ثمانية أعمدة؛ يعتبر المسجد من أهم مقاصد السيّاح في المدينة[136].[153] (تظهر الصورة نقوشًا تعود لزمن افتتاح المسجد وثريا عثمانية تزين الباب الرئيسي فيه).

مدخل الجامع الجديد في اللاذقية
برج الريجي الجديد

يعتبر من أضخم الأبنية في المدينة، لا يزال قيد الإنشاء في الوقت الراهن، يشمل بحسب المخططات على مطاعم ومراكز استجمام وتجميل وساحات لعب للأطفال وغيرها من وسائل الترفيه.

برج الريجي الجديد
جامعة تشرين

تأسست الجامعة عام 1971 وافتتح التعليم فيها عام 1983 لا تزال تتوسع حتى الآن من خلال إضافة فروع وافتتاح كليات جديدة، يطغى على الجامعة النمط المعماري الحديث وتتميز بتقنية كاسرات الضوء، تقام فيها دوريًا معارض وندوات مفتوحة لجميع المواطنين وليس فقط للطلاب؛ تمثل الصورة مبنى المسرح والثقافة في الجامعة، وهو يتوضع نهاية الطريق الأساسي المقبب فيها نحو الجنوب في المكتبة المركزيّة في حين يظهر أمامه الحدائق الفاصلة بين كلية الاقتصاد وكلية الهندسة المعلوماتية في الجامعة.

مبنى المسرح والثقافة في جامعة تشرين
كورنيش البطرني أو الكورنيش الغربي

يشكل متنفس المدينة نحو البحر، كنت تستطيع أن ترى البحر مباشرة قبل توسيعات مرفأ اللاذقية في ثمانينات القرن الماضي، رغم ذلك فلا يزال الكورنيش وحدائقه تستقطب سكان المدينة خصوصًا في ليالي الصيف؛ يسمى الكورنيش الغربي تمييزًا بين كورنشي المدينة الغربي والجنوبي، ويسمى أيضًا كورنيش البطرني لأنه يحوي على مسجد البطرني المقام على ضريح الإمام البطرني في الحقبة العثمانية؛ يتميز الكورنيش بأبنيته الحديثة وانتشار المطاعم والفنادق والمجمعات التجارية على طول مساحته، أبرزها كازينو اللاذقية،مقهى العصافيري والفرع الأول لمطعم الجغنون.[154]

كورنيش البطرني
شارع الأمريكان

أحد أهم شوارع المدينة، يتميز بكثرة الملاهي الليلية والمطاعم والحانات والمقاهي الباذخة، كذلك يحوي على عدد من وكالات الثياب في المدينة كوكالة آزورو العالمية للثياب الرجالية؛[155] أما عن الطابع المعماري فيتميز الحي بالنمط القديم للعمارة أي الشوارع القليلة العرض والأزقة الضيقة فضلاً عن المنازل المرتفعة السقف. تظهر الصورة جانبًا من مطعمي الإكسبرس Express والستيشن Station في الحي.

حي الأمريكان اللاذقية
منتجع روتانا أفاميا

يعتبر منتجع روتانا أفاميا من أشهر معالم المدينة فيما يخص الفنادق ومراكز الراحة والاستجمام، يبعد عن قلب المدينة 2كم فقط وقد تمّ افتتاحه العام 2009 ويتضمن حوالي 250 غرفة وفيلا.[156]

منتجع روتانا أفاميا اللاذقية
المتحف الوطني

يتألف البناء الذي يحتله المتحف الوطني من عدة مستودعات وأروقة مقببة، يعتبر بناءً أثريًا بحد ذاته إذ إنه بني العام 1905 كخان الدخان، أو مركز شركة التبغ الخاصة باللاذقية ثم سيطر عليه الفرنسيون العام 1918 وحوّلوه لمنزل خاص بالحاكم الفرنسي على المدينة، وظل ملكًا للفرنسيين حتى العام 1978 حين ابتاعه مجلس مدينة اللاذقية وحولته إلى المتحف الوطني عام 1986، يتألف المبنى من خمسة قاعات كبيرة وحديقة أمامية، يعتبر تمثال الإله بعل، بطول ستة عشر مترًا أبرز محتوياته، من المؤسف أن عددًا من آثار اللاذقية قد نقل إلى المتاحف الخارجية كمتحف اللوفر أو المتاحف الداخلية كالمتحف الوطني بدمشق.[157] تظهر الصورة أحد الأروقة الداخلية المقببة المحيطة بالقاعة الأرضية باتجاه الحديقة الأمامية.

الوجهة الخارجية لمتحف روبير معوض.

أعلام ومشاهير من اللاذقية (1)

مدن شقيقة

Coordinates: Unknown argument format
تم تمرير الوسائط غير الصالحة إلى الدالة {{#coordinates:}} function

حواش

  • 1 بعض الشخصيات المذكورة، ولدت في القرى المحيطة بمدينة الاذقية، لكنها درست أو عاشت أو ارتبطت بالمدينة بشكل أو بآخر؛ لكون المدينة عصب الحياة الرئيسي في محافظة اللاذقية.

المراجع

  1. ^ أوغاريت، موقع نادي حطين الرياضي، 5 حزيران 2011.
  2. ^ اللاذقية ومشروعات يؤمها السياح من مختلف بقاع العالم، وزارة السياحة السورية، 5 حزيران 2011.
  3. ^ سوريا المحافظات والمدن الرئيسية (بالإنجليزية)، تعداد المدن، 5 حزيران 2011.
  4. ^ معاون وزير الثقافة :اللاذقية مدينة الأبجدية الأولى للتراث الشعبي عندنا اهمية بالغة، صحيفة الوحدة، 5 حزيران 2011.
  5. ^ لمحة عن الأنشطة الاقتصادية في اللاذقية، غرفة الصناعة والتجارة في اللاذقية، 5 حزيران 2011.
  6. ^ قلعة صلاح الدين (بالإنجليزية)، موقع اليونسيكو، 5 حزيران 2011.
  7. ^ ا ب ج مدينة اللاذقية، موقع الشام، 5 حزيران 2011.
  8. ^ اللاذقية، اكتشف سوريا، 5 حزيران 2011.
  9. ^ شعار مدينة اللاذقية، موقع نادي تشرين الرياضي، 5 حزيران 2011.
  10. ^ عروس جبال اللاذقية، اللاذقية الإلكتروني، 5 حزيران 2011.
  11. ^ المياه الإقليمية وخط الساحل.. موارد سياحية لسكان اللاذقية، صحيفة الوحدة، 5 حزيران 2011.
  12. ^ سوريا، جولة في قارات العالم الخمس، 4 حزيران 2011.
  13. ^ المناخ في اللاذقية، سياحة وسفر، 5 حزيران 2011.
  14. ^ ا ب محافظة اللاذقية - درة المتوسط، موقع وزارة الإعلام السورية، 5 حزيران 2011.
  15. ^ تبغ اللاذقية، ماك براين، 5 حزيران 2011.
  16. ^ "Weatherbase: Historical Weather for lattakia" (بالإنجليزية). Weatherbase. Retrieved 2007-09-26.
  17. ^ حي الصليبة الشعبي خاصرة اللاذقية ، اللاذقية الإلكترونية، 9 حزيران 2011.
  18. ^ "حي الصليبة".. الوحيد الباقي من قديم "اللاذقية"، اللاذقية الإلكترونية، 9 حزيران 2011.
  19. ^ إضاءات على معالم تاريخية وأحياء في اللاذقية، صحيفة الوحدة، 9 حزيران 2009. من الرحالة الذين ذكروا الحي وديره أبي العلاء المعري والأصفهاني، وقيل إن صلاح الدين الأيوبي بعد استرداده المدينة عام 1188 حافظ على الدير ورهبانه كما منح المسيحيين كنيسة القديس نيقولاوس التي لا تزال إلى اليوم.
  20. ^ اكتشاف مقابر رومانية في حي الفاروس، اللاذقية الإلكترونية، 9 حزيران 2011.
  21. ^ حي الفاروس بين اللاذقية والإسكندرية، صحيفة الوحدة، 9 حزيران 2011.
  22. ^ ساحة "الشيخ ضاهر"... دالة "اللاذقية" ولقاء كل ضائع، اللاذقية الإلكترونية، 9 حزيران 2011.
  23. ^ الكنيسة والمقام العجائبي للقديسة الشهيدة تقلا في اللاذقية، عالم نوح، 9 حزيران 2011.
  24. ^ مدفع رمضان في حي القلعة حكاية لاذقانية، اللاذقية الإلكترونية، 9 حزيران 2011.
  25. ^ اللاذقية القديمة نسيج معماري وشاهد حي على أصالة وتطور العمارة السورية، وكالة الأنباء السورية سانا، 9 حزيران 2011.
  26. ^ ست مرخو، أقدم موطن للإنسان خارج افريقيا ومليون عام من الحياة المستمرة، اللاذقية الإخبارية، 11 حزيران 2011.
  27. ^ ست مرخو، أقدم موطن للإنسان خارج افريقيا، أخبار سوريا، 11 حزيران 2011.
  28. ^ اللاذقية عبر الزمن في الحقب الجيولوجية القديمة، صحيفة الوحدة، 11 حزيران 2011.
  29. ^ ا ب ج د السياحة في اللاذقية، أخبار سوريا، 11 حزيران 2011.
  30. ^ نصوص أوغاريت الأثرية تكشف وثائق تتعلق بالحياة السياسية والاقتصادية في المدينة وتظهر التقارب بين اللغة العربية والأوغاريتية، وكالة الأنباء السورية - سانا، 11 حزيران 2011.
  31. ^ ا ب ج أوغاريت: التاريخ والموقع، وزارة السياحة السورية، 11 حزيران 2011.
  32. ^ يمكن اشتفاف العلاقة المميزة بين اللاذقية وفراعنة مصر من خلال المراسلات المعروفة باسم مراسلات تل العمارنة المتبادلة بين الملكين عميشتمرو الأول، ونقمد الثاني وزوجته يودوخِبا، إلى الفرعونين المصريين أمنحوتب الثالث وأمنحوتب الرابع، انظر أوغاريت في رسائل تل العمارنة المصرية، صحيفة الوحدة، 11 حزيران 2011.
  33. ^ القصور الملكية القديمة إبداع معماري خاص وخزائن للوثائق التاريخية، نوبلز نيوز، 11 حزيران 2011.
  34. ^ ثمانون عامًا على اكتشاف أوغاريت منعطف تاريخ البشرية، وزارة الثقافة السورية، 11 حزيران 2011.
  35. ^ مدينة "أوغاريت" التاريخية الأثرية في اللاذقية.. الدكتور جاموس لسيريانديز: "سوريا مهد الحضارات ومن بين الدول الأوائل في عدد المواقع الأثرية"، أيام سوريا، 11 حزيران 2011.
  36. ^ تاريخ محافظة اللاذقية - بسام يونس، موسوعة اللاذقية، 11 حزيران 2011.
  37. ^ ا ب ج د ه و ز اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع hutteen.net
  38. ^ http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=1283
  39. ^ http://www.enjeel.com/bible.php?bk=44&ch=1&op=read
  40. ^ http://forum.sedty.com/t119079.html
  41. ^ http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=226&AspxAutoDetectCookieSupport=1
  42. ^ http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=35149657420061004101721
  43. ^ http://www.yabeyrouth.com/pages/index905d.htm
  44. ^ http://www.discover-syria.com/bank/6090
  45. ^ http://www.moi.gov.sy/ar/aid5825.html
  46. ^ http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=7cf6effeaff8cd48
  47. ^ http://www.aramaic-dem.org/Arabic/Tarikh_Skafe/27.htm
  48. ^ http://www.mkgedu.gov.sa/vb/showthread.php?t=3012
  49. ^ http://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/Synaxarium-or-Synaxarion/05-Topah/21-Topah.html
  50. ^ http://www.fatherbassit.com/library/christian/alsegata_alchristologya.doc
  51. ^ http://tishreenclub.net/forums/viewtopic.php?t=5846&sid=5aa6fbaf87835e2fc6a2ae38a5541cf4
  52. ^ http://www.al-sham.net/1yabbse2/index.php?topic=23775.0
  53. ^ http://www.syriacstudies.com/AFSS/%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA_%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9_-_%D9%A3/Entries/2007/10/9_%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A9_%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AF%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D9%85%D8%A9_-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%B1_%D9%85%D8%AA%D9%8A_%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%89.html
  54. ^ ا ب ج د ه و http://hutteen.net/montada/showthread.php?s=f62e9dd1d5be30d26e47bd42c2c104cd&t=337&page=2
  55. ^ http://www.discover-syria.com/news/1199
  56. ^ http://www.tripoli-city.org/arabicmameluke.html
  57. ^ http://www.islammemo.cc/2003/09/23/1276.html
  58. ^ http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=77645776120071211201841
  59. ^ http://www.dahsha.com/viewarticle.php?id=26816
  60. ^ http://www.alislamnoor.com/vb/showthread.php?p=74272
  61. ^ http://www.syriasteps.com/index.php?d=152&id=995
  62. ^ http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=81545147020100201124611
  63. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع arrouiah.com
  64. ^ http://www.hutteensc.com/forum/archive/index.php/t-15090.html
  65. ^ http://www.feneks.com/showthread.php?t=9008
  66. ^ http://www.biblioislam.net/ar/Elibrary/FullText.aspx?tblid=2&id=3343
  67. ^ http://www.coptichistory.org/new_page_710.htm
  68. ^ http://www.al-hakawati.net/arabic/cities/city122.asp
  69. ^ http://www.a-almadenah.com/forums/t16911.html
  70. ^ http://www.alashrafalalami.com/showthread.php?t=569
  71. ^ http://tishreenclub.net/forums/viewtopic.php?p=146595&sid=923b44156ce69fadf1589bcfae7b820c
  72. ^ http://www.discover-syria.com/bank/6090#اللاذقية%20في%20العصر%20العثماني%20(1516-1918)
  73. ^ http://www.damascus-online.com/Arabic/se-a/history/sykes_picot.htm
  74. ^ ا ب ج http://www.shababsyria.org/vb/showthread.php?t=17840
  75. ^ http://www.tashtosh.com/forum/1920-1945-t4976.html?s=6d1ccac6126c99d00ad56f10bdb35976&p=19005
  76. ^ http://www.safita.cc/VB/showthread.php?t=9131
  77. ^ http://www.myali.net/vb/showthread.php?p=293628
  78. ^ http://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=business&filename=200812181025024
  79. ^ http://www.discover-syria.com/bank/6090#اللاذقية%20زمن%20الاستقلال
  80. ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Latakia#cite_note-Winckler-27
  81. ^ http://en.wikipedia.org/wiki/Latakia#cite_note-Minahan-0
  82. ^ http://www.albaath.news.sy/user/?id=808&a=73784
  83. ^ http://aljazeera.net/NR/exeres/D9258F98-16BE-4B8F-A140-13B1E62062D9.htm
  84. ^ http://www.justice-lawhome.com/vb/showthread.php?t=3081
  85. ^ http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=93436870620060302132127
  86. ^ http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%82%D9%8A%D8%A9
  87. ^ http://aswaqweb.net/vb/t-21138.html
  88. ^ http://www.star28.com/site/site-3677.html
  89. ^ http://www.reb.sy/rebsite/AboutREB/REBBranches/tabid/126/Default.aspx
  90. ^ http://www.shamcafe.com/vb/t18934.html
  91. ^ http://syriasteps.com/index.php?d=126&id=8518
  92. ^ http://www.syrianbc.com/index.php?option=com_content&view=article&id=1024&Itemid=87
  93. ^ http://www.syria-stocks.com/forum/f10.html
  94. ^ http://ror23.d1g.com/qna/show/1690327
  95. ^ http://www.lattakiaport.gov.sy/index.php?d=57&id=446
  96. ^ http://www.miskin4dev.sy/shmaskin/hethm781.htm
  97. ^ http://www.dam-pharmacy.com/CircularLetter/2009-7.doc
  98. ^ http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=397&AspxAutoDetectCookieSupport=1
  99. ^ http://elatakia.com/new/index.php
  100. ^ http://www.jo1jo.com/vb/showthread.php?t=60286
  101. ^ http://www.hutteensc.com/
  102. ^ http://www.tishreenclub.net/
  103. ^ http://souriaa.nice-topic.com/montada-f8/topic-t15614-5.htm
  104. ^ http://wehda.alwehda.gov.sy/__archives.asp?FileName=64787539320090727102817
  105. ^ http://www.travel4syria.com/forum/thread27924.html
  106. ^ http://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=activities&filename=200808051030012
  107. ^ http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=44731
  108. ^ http://wapedia.mobi/en/Latakia?t=9.
  109. ^ http://board.syriarose.com/showthread.php?t=21602
  110. ^ ا ب http://lattakia.org/ShowArticle.aspx?ID=24&AspxAutoDetectCookieSupport=1
  111. ^ http://albaathmedia.sy/index.php?option=com_content&view=article&id=8853:%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D9%85%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A&catid=90:2009-08-08-11-46-46&Itemid=41
  112. ^ http://www.lattakiaport.gov.sy/archive/downloads/ملف%20(23)%20عدد%20المسافرين2009.xls
  113. ^ http://www.syriatourism.org/modules.php?op=modload&name=News&file=article&sid=525&mode=thread&order=0&thold=0
  114. ^ http://www.esyria.sy/elatakia/index.php?p=stories&category=transportations&filename=200805172330023
  115. ^ http://web.alquds.com/node/124182
  116. ^ http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=6&ved=0CDAQFjAF&url=http%3A%2F%2Fwww.moc.gov.sy%2Findex.php%3Fd%3D30%26id%3D2340&ei=PXMKTPreC4SS4gaxibSfAQ&usg=AFQjCNGv_1SBDAfbxdp45pG4eWl0qCJAZA
  117. ^ http://wehda.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=93905991520090329115532
  118. ^ ا ب http://www.parliament.gov.sy/ar/syria.php
  119. ^ http://lat-edu.org/school/lattakia.htm
  120. ^ http://syrianeducation.org.sy/nstyle/index.php?op=articulos&task=verart&aid=311
  121. ^ http://www.aksalser.com/?page=view_articles&id=618a1fd062e188e68e4ffc9bb2ec616e&ar=250874302
  122. ^ http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CCcQFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.oldamasc.com%2Fvb%2Fforumdisplay.php%3Ff%3D68&ei=SocKTNWbNpKN4ga9zo2vAQ&usg=AFQjCNEm3kQ8r7IZkdxosV33LCxIaeCzQg
  123. ^ http://www.google.com/search?q=%D8%B9%D8%AF%D8%AF+%D8%B7%D9%84%D8%A7%D8%A8+%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A9+%D8%AA%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%86&hl=en&start=10&sa=N
  124. ^ http://www.tishreen.shern.net/new%20site/tanseem.htm
  125. ^ http://www.syriadays.com/index.php?mode=article&id=756
  126. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع syria-online.net
  127. ^ اللاذقية مدينة القلاع والمصايف
  128. ^ السياحة نفط سوريا الثمين
  129. ^ تشكل 10% من النائج المحلي وتؤمن 32% من القطع الأجنبي السياحة في سوريا
  130. ^ الشعر المحكي حاضر في مهرجان المحبة
  131. ^ نشاط مسرحي مميز ضمن فعاليات مهرجان المحبة
  132. ^ مهرجان المحبة يضيء شمعته العشرين
  133. ^ الموسوعة السياحية السورية
  134. ^ تاريخ محافظة اللاذقية
  135. ^ كلمة الشيخ غزال غزال مفتي اللاذقية
  136. ^ ا ب مساجد اللاذقية-1
  137. ^ مساجد اللاذقية-2
  138. ^ مقامات أولياء اللاذقية
  139. ^ تاريخ الكنائس في الساحل السوري
  140. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع nouhworld.com
  141. ^ ا ب ثلاث كنائس تاريخية ودير تنتشر في منطقة اللاذقية
  142. ^ يهود سوريا.. أسرار أقدم جالية يهودية
  143. ^ اللاذقية على مر العصور
  144. ^ منتدى التاريخ
  145. ^ اكتب عنوان المرجع بين علامتي الفتح <ref> والإغلاق </ref> للمرجع sana.sy
  146. ^ من الأبنية الأثرية في اللاذقية
  147. ^ فندق الشرق باللاذقية.. تراث معماري عريق وحضور تاريخي بهي
  148. ^ "قوس النصر" في "اللاذقية"
  149. ^ مرفأ اللاذقية... وحكايا يبتلعها البحر فيبقى ملحها على شفاه الرواة
  150. ^ "متحف الفن الحديث" أحد أهم صالات العرض وأجملها
  151. ^ أعمال الأساتذة في متحف الفن الحديث
  152. ^ "حكايا التراث"... في متحف الفن الحديث
  153. ^ "جامع الجديد".... حجارة قديمة بحلة تاريخية جديدة
  154. ^ الكورنيش الغربي ذكريات لا تنسى
  155. ^ حضور ساحر لآزارو في أمريكان اللاذقية...عرض فاخر على حيطان عادت إلى حجارتها الأصلية
  156. ^ افتتاح منتجع أفاميا روتانا في اللاذقيه
  157. ^ متحف اللاذقية
  158. ^ مشاهير اللاذقية
  159. ^ اللاذقية تودع الباحث الموسيقي محمود عجان
  160. ^ توقيع اتفاقية توأمة ما بين موانئ الأردن وسورية ولبنان
  161. ^ مباحثات يمنية سورية لإجراء اتفاق توأمة بين مينائي عدن واللاذقية
  162. ^ خبرات فرنسية لتطوير الملاحة البحرية في سورية
  163. ^ تبادل الخبرات بداية التعاون بين اللاذقية والمدن التركية
  164. ^ أولينغ سيمينس،
  165. ^ الفرقة الفيلهارمونية السورية في دار الأوبرا
  166. ^ وفد من مجلس مدينة حماة يزور اللاذقية (اللاذقية تعد لاتفاقية توأمة مع كورفو اليونانية)
  167. ^ اتفاقية توأمة بين محافظتي ميسينا اليونانية واللاذقية

المصادر ومواقع خاصة بالمدينة

قالب:بوابة مدن

قالب:بوابة سوريا

قالب:Link GA