انتقل إلى المحتوى

أطباء بلا حدود: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
ط بوت:أضاف 1 تصنيف
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
{{صندوق معلومات منظمة
[[ملف:شعار أطباء بلا حدود.JPG|تصغير|يسار|شعار منظمة أطباء بلا حدود.]]
}}[[ملف:شعار أطباء بلا حدود.JPG|تصغير|يسار|شعار منظمة أطباء بلا حدود بالعربي.]]'''أطباء بلا حدود''' ([[اللغة الفرنسية|بالفرنسية]]: Médecins Sans Frontières، واختصارًا: MSF) هي منظَّمة طبيَّة [[مساعدات إنسانية|إنسانيَّة]] [[منظمة غير حكومية دولية|غير حكوميَّة دوليَّة]] من أصلٍ [[فرنسا|فرنسيّ]] معروفة بمشاريعها في مناطق الصراع [[دولة نامية|والدول]] المتأَّثرة [[مرض وافد|بالأمراض المتوَّطنة]]. يمتد نشاط المنظَّمة إلى سبعين دولة حول العالم، ويبلغ عدد كوادرها ما يناهز الخمسة وثلاثين ألفًا معظمهم من الأطباء، والممرِّضين، وغيرهم من الخبراء الطبيين المحليين، إضافةً إلى الخبراء اللوجستيين، ومهندسيّ المياه والصرف الصحي، والإداريين.<ref>{{cite web
| url = http://www.msf.org/our-staff
| title = Our staff
| access-date = 2 June 2015
| archive-url = https://web.archive.org/web/20150519013601/http://www.msf.org/our-staff
| archive-date = 19 May 2015
| url-status = dead
| df = dmy-all
}}</ref> تبلغ الميزانيَّة السنويَّة للمنظَّمة نحو 1.63 مليار دولار أمريكي تقريبًا. وتُشكِّل التبَّرعات الخاصَّة التي قدَّمها أفراد إليها ما نسبته 90% من مصدر تمويل المنظَّمة، في حين عادت النسبة الباقيَّة إلى التبَّرعات التي قدَّمتها الشركات.<ref>{{cite web
| url = http://www.msf.org/sites/msf.org/files/msf-international-financial-report-2016.pdf
| title = MSF International Financial Report 2016
}}{{dead link|date=March 2018|bot=medic}}{{cbignore|bot=medic}}</ref>


تأسَّست أطباء بلا حدود على يد مجموعة صغيرة من الأطباء والصحفيين الفرنسيين عام 1971 على خلفية [[الحرب الأهلية النيجيرية|انفصال بيافرا]]. وقد أراد مُؤسِّسوها لها توسيع توافر [[رعاية صحية|العناية الطبيَّة]] عبر الحدود الوطنيَّة للدول، بصرف النظر عن [[العرق (التصنيف البشري)|العرق]] أو [[دين (معتقد)|الدين]] أو العقيدة أو الانتماء السياسيّ.<ref name="creation">{{cite web
'''أطباء بلا حدود''' {{فرن|Médecins sans frontières}} اختصارا: MSF هي منظمة مساعدات إنسانية دولية غير حكومية تتخذ من مدينة [[جنيف]] في [[سويسرا]] مقرا لها.
| url = http://www.msf.fr/histoire-sommaire-book-page/1971-creation-medecins-sans-frontieres
| title = La création de Médecins Sans Frontières
| publisher = Médecins Sans Frontières (Doctors Without borders)
| language = fr
| id = La création de Médecins Sans Frontières
| access-date = 14 September 2011
}}</ref> تُشدِّد المنظَّمة على استقلاليتها وحيادها من أجل بلوغ هذا الهدف حيث تستبعد صراحةً العوامل السياسيَّة أو الاقتصاديَّة أو الدينيَّة من عملية صنع قرارها. ولهذا تضع حدًا على مقدار التمويل الذي تتلقاه من الحكومات أو [[منظمة غير حكومية دولية|المنظّمات الحكوميَّة الدوليَّة]]. مكَّنت هذه المبادئ المنظَّمة من التعبير بحرِّية عن معارضتها للحروب والفساد وغيرها من المُعوِّقات والمنغِّصات التي تثبِّط توافر الرعاية الصحيَّة ورخاء الإنسان. لم تدعو المنظَّمة على مدار تاريخها للتدَّخل العسكريّ سوى مرة واحدة خلال [[الإبادة الجماعية في رواندا|الإبادة الجماعيَّة الروانديَّة]] عام 1994.


تتحدَّد مبادئ أطباء بلا حدود وتوجيهاتها التنفيذيَّة في ميثاق مبادئ شانتييه<ref>MSF Article [http://www.msf.org.uk/about_charter.aspx MSF's Charter – About MSF – MSF UK] '''MSF'''. Retrieved 31 May 2009.</ref> الذي أعقبه اتفاق لامانتا.<ref>MSF Article [http://www.msf.dk/OmMSF/Hvemervi/LaMancha-aftalen/ La Mancha Agreement] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20110719130140/http://www.msf.dk/OmMSF/Hvemervi/LaMancha-aftalen/|date=19 July 2011}} '''MSF'''. Retrieved 31 May 2009.</ref> ذُكِرت الحوكمة في الباب الثاني من قسم القواعد ضمن هذه الوثيقة النهائيَّة. تتميَّز المنظَّمة بهيكليتها الترابطيَّة التي تجعل عملية اتخاذ القرارات التشغيليَّة الخاصّة بها مستقلة إلى حد كبير حيث تتوزع مراكزها التشغيلية على خمسة مدن ([[أمستردام]]، [[برشلونة|وبرشلونة]]-[[أثينا]]، [[إقليم بروكسل العاصمة|وبروكسل]]، [[جنيف|وجنيف]]، [[باريس|وباريس]]). يتولَّى المجلس الدولي التي تتمتع فيه الأقسام الأربعة وعشرين (المكاتب الوطنيَّة) بالتمثيل بمهمة تنسيق السياسات المشتركة فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية. ينعقد المجلس الدولي في [[قائمة مدن سويسرا|مدينة]] [[جنيف]] [[سويسرا|السويسريَّة]] التي يقع فيها أيضًا المكتب الدولي المسؤول عن تنسيق النشاطات الدوليَّة المشتركة بين المراكز التشغيليَّة.
== لمحة عامة ==


تتمتع أطباء بلا حدود بصفة استشاريَّة عامَّة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. نالت المنظَّمة [[جائزة نوبل للسلام|جائزة نوبل في السلام]] لعام 1999، اعترافًا بالجهود المتواصلة التي يبذلها أعضاءها سعيًا لتقديم الرعاية الصحيَّة في ظل الأزمات الحادَّة، فضلًا عن زيادة الوعي الدولي بالكوارث الإنسانيَّة المحتمل وقوعها.<ref>[http://www.doctorswithoutborders.org/publications/reports/2006/top10_2005.html MSF-USA: Special Report: The 10 Most Underreported Humanitarian Crises of 2005] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081228162119/http://www.doctorswithoutborders.org/publications/reports/2006/top10_2005.html|date=28 December 2008}}</ref> تسلَّم جيمس أوربينسكي الجائزة بالنيابة عن المنظَّمة حيث كان رئيسًا لها آنذاك. قبل حصلت أطباء بلا حدود على جائزة سول للسلام لعام 1996.<ref>[http://www.seoulpeaceprize.or.kr/english/award_03.html The Seoul Peace Prize Cultural Foundation<!-- Bot generated title -->] {{webarchive|url=https://archive.today/20130829060022/http://web.archive.org/web/20070813051310/http://www.seoulpeaceprize.or.kr/english/award_03.html|date=29 August 2013}}</ref>
منظمة أطباء بلا حدود هي منظمة طبية إنسانية دولية تقدم الرعاية الطبية عالية الجودة إلى البلاد المتضررة من الأزمات بغض النظر عن عرق أو دين أو الانتماء السياسي للمصابين أو المرضى. كل يوم، يوفر أكثر من 27,000 موظف ميداني لأطباء بلا حدود في جميع أنحاء العالم المساعدة إلى الشعوب المتضررة من العنف أو الإهمال أو الأزمات، ويعود ذلك أساسا إلى النزاعات المسلحة أو الأوبئة أو سوء التغذية أو الحرمان من الرعاية الصحية أو الكوارث الطبيعية.<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.msf-me.org/ar
| عنوان = أطباء بلا حدود - الإمارات العربية المتحدة {{!}}
| موقع = www.msf-me.org
| تاريخ الوصول = 2017-08-11
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20181202120745/https://www.msf-me.org/ar | تاريخ أرشيف = 02 ديسمبر 2018 }}</ref>


== إنجازات ==
== الأصول ==


=== بيافرا ===
خلال عام 2008، أجرت منظمة أطباء بلا حدود ما يزيد عن 8 ملايين استشارة طبية خارجية وعالجت أكثر من 312,000 مريض في أقسامها الداخلية. وقامت فرق المنظمة برعاية 230,000 مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، وب[[تطعيم (توضيح)|تطعيم]] 2.7 مليون شخص ضد [[حصبة|الحصبة]] أو [[التهاب السحايا]]، فضلا عن معالجة 1.2 مليون شخص مصاب ب[[ملاريا|الملاريا]]، و1.4 مليون طفل يعانون [[سوء التغذية]] الحاد. كما أجرت 100,000 ولادة بما في ذلك [[ولادة قيصرية|الولادات القيصرية]]، و130،000 استشارة فردية معنية ب[[الصحة العقلية]] والنفسية و50،000 [[جراحة|عملية جراحية]] كبرى.
[[File:Starved_girl.jpg|وصلة=https://en.wikipedia.org/wiki/File:Starved_girl.jpg|تصغير|طفل مصاب [[كواشيوركور|بالكواشيوركور]] خلال [[الحرب الأهلية النيجيرية|الحرب الأهليَّة النيجيريَّة]].]]
فرضت [[القوات المسلحة النيجيرية|القوات المسلَّحة النيجيريَّة]] حصارًا طوَّقت فيه منطقة بيافرا الواقعة جنوب شرقي البلاد بعد [[انفصال|استقلال]] الأخيرة إبّان [[الحرب الأهلية النيجيرية|الحرب الأهليَّة النيجيريَّة]] التي دارت رحاها خلال الفترة من عام 1967 حتى عام 1970. كانت [[فرنسا]] في ذلك الوقت واحدة من [[دولة كبرى|الدول الكبرى]] الوحيدة الداعمة لشعب بيافرا حيث انحازت [[المملكة المتحدة|المملكة المتَّحدة]]، [[الاتحاد السوفيتي|والاتحاد السوفيتي]]، [[الولايات المتحدة|والولايات المتحدة]] إلى الحكومة النيجيريَّة. لم يعرف العالم أوضاع بيافرا تحت الحصار. وهكذا تطوع عدد من الأطباء الفرنسيين في صفوف [[الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر|الصليب الأحمر]] [[الصليب الأحمر الفرنسي|الفرنسي]] للعمل في المشافي ومراكز التغذيَّة في بيافرا المُحاصرة.<ref name="creation" /> كان [[برنار كوشنار|برنار كوشنير]] الذي أصبح فيما بعد سياسيًا فرنسيًا رفيع المستوى، أحد المشاركين في تأسيس المنظَّمة.<ref>Marie-Luce Desgrandchamps, « [https://www.cairn.info/journal-relations-internationales-2011-2-page-95.htm# Revenir sur le mythe fondateur de Médecins sans frontières : les relations entre les médecins français et le cicr pendant la guerre du Biafra (1967-1970)] », Relations internationales 2011/2 (n° 146),‎ 2011, p. 95-108 ([http://archive.wikiwix.com/cache/?url=https%3A%2F%2Fwww.cairn.info%2Fjournal-relations-internationales-2011-2-page-95.htm%23 archive]) {{أيقونة فرنسية}}</ref>


استهدف الجيش النيجيري المتطوعين بعد وصولهم للبلاد، بالإضافة إلى [[ممارس صحي|العاملين الصحيين]] البيافريين. شاهد هؤلاء المتطوعون بأم أعينهم كيف قتلت قوات الحصار للمدنيين وجوَّعتهم حتى الموت. جاهر الأطباء بانتقادهم للحكومة النيجيريَّة والصليب الأحمر على سلوكهما الذي بدا متواطئًا. خلص أولئك الأطباء إلى الحاجة الداعيَّة لتأسيس منظَّمة إغاثيَّة جديدة تتجاهل الحدود السياسيَّة أو الدينيَّة وتضع على رأس أولوياتها أوضاع الضحايا.<ref name="creation" />
قامت مجموعة من الأطباء والصحفيين بتأسيس منظمة أطباء بلا حدود عام 1971 بهدف إنشاء منظمة مستقلة تركز على الطب المعني بحالات الطوارئ والتحدث علانية عن أسباب معاناة الإنسان. يستند عمل منظمة أطباء بلا حدود على المبادئ الإنسانية المعنية بأخلاقيات مهنة الطب وتلتزم بالإدلاء بالشهادة والتحدث علانية.


=== التأسيس عام 1971 ===
منظمة أطباء بلا حدود لديها مكاتب في 19 بلدا تدعم المشاريع القائمة في نحو 65 بلدا. كما تضم المنظمة خمسة "مراكز لإدارة عمليات الإغاثة" تتحكم بشكل مباشر بالمشاريع الميدانية، وتقرر متى وأين وما هي المساعدات اللازمة ومتى إنهاء برامجها. في حين أن الأدوار الرئيسية للمكاتب الأخرى هي توظيف المتطوعين وجمع التبرعات ومساندة الشعوب عرضة للخطر فضلا عن جمع التبرعات من القطاع الخاص للحفاظ على الاستقلالية المالية التي تتمتع بها المنظمة.<ref>{{استشهاد ويب
أسَّست حفنة من الأطباء الفرنسيين الذين عملوا في بيافرا مجموعة الطوارئ الطبيَّة والتدخل الجراحي عام 1971. هدفت هذه المجموعة إلى تقديم المساعدة الإنسانيَّة، وشدَّدت على أهمية التزام [[حياد|الحياد]] بغية حفظ حقوق الضحايا. شكَّل محرر [[مجلة طبية|الدورية الطبيَّة]] الفرنسيَّة "تونوس" ريمون بوريل في نفس الوقت،<ref>{{استشهاد ويب
| مسار = http://www.msf-me.org
| url = https://www.msf.fr/decouvrir-msf/la-charte-de-medecins-sans-frontieres
| عنوان = MEDECINS SANS FRONTIERES UAE {{!}}
| title = La charte de Médecins Sans Frontières
| موقع = www.msf-me.org
| website = Médecins sans frontières
| تاريخ الوصول = 2017-08-11
| language = fr
| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190412211919/https://www.msf-me.org/ | تاريخ أرشيف = 12 أبريل 2019 }}</ref>
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> مجموعة تُدعى الإغاثة الفرنسية الطبية في استجابة [[إعصار بولا 1970|لإعصار بولا]] الذي ضرب [[باكستان الشرقية|باكستان الشرقيَّة]] (الآن [[بنغلاديش]]) عام 1970، وخلَّف وراءه ما لا يقل 625 ألف قتيل. أراد بوريل تجنيد الأطباء في صفوف المجموعة من أجل تقديم يد العون لضحايا [[كارثة طبيعية|الكوارث الطبيعيَّة]]. اندمجت هاتين المجموعين من الزملاء لتشكِّل أطباء بلا حدود بتاريخ 22 ديسمبر عام 1971.<ref name="hih">Bortolotti, Dan (2004). ''Hope in Hell: Inside the World of Doctors Without Borders'', Firefly Books. {{ISBN|1-55297-865-6}}.</ref>

كانت أولى مهام المنظَّمة في العاصمة [[نيكاراغوا|النيكاراغويَّة]] [[ماناغوا]] التي كان قد ضربها زلزال ألحق دمارًا واسعًا بالمدينة، وأدى إلى مقتل ما يتراوح من عشرة آلاف إلى الثلاثين ألف شخص في عام 1972.<ref>Bortolotti, above, puts the death toll at 10,000. An estimate of 15,000 to 30,000, warning of an inevitable dysentery epidemic, comes from: {{Cite journal|author=Camilo, V|year=1974|title=The Earthquake in Managua|journal=The Lancet|volume=303|issue=7845|pages=25–26|doi=10.1016/s0140-6736(74)93014-1|pmid=4129001}}</ref> وصلت المنظَّمة التي تشتهر في يومنا هذا بسرعة استجابتها، بعد ثلاثة أيام من مباشرة [[اللجنة الدولية للصليب الأحمر|الصليب الأحمر]] لمهمته الإغاثيَّة في البلاد. تسبَّب إعصار فيفي الذي ضرب [[هندوراس]] خلال يومي الثامن عشر والتاسع عشر من سبتمبر عام 1974، بفيضانات كبيرة في البلاد موديًا بحياة آلاف الأشخاص (تختلف التقديرات)، وهناك أنشئت أطباء بلا حدود أول بعثة إغاثيَّة طبيَّة طويلة الأمد في تاريخها.<ref>MSF Article [http://www.medecinssansfrontieres.com/site/site.nsf/pages/70 Chronologies: Années 70 (French)] '''MSF-France'''. Retrieved 10 January 2006.</ref>

[[الأزمة الإنسانية الكمبودية#مخيمات إعادة التوطين واللاجئين|نزح ملايين الكمبوديين]] إلى [[تايلاند]] المجاورة عقب انتصار [[شمال فيتنام]] على [[فيتنام الجنوبية|الجنوب]] وسقوط الأخيرة. كان سبب موجة النزوح هذه هربًا من أعمال العنف والقتل التي نفَّذها نظام [[الخمير الحمر]] بزعامة [[بول بوت]]<ref name="Dromi_2020">{{cite book|last1=Dromi|first1=Shai M.|title=Above the Fray: The Red Cross and the Making of the Humanitarian NGO Sector|date=2020|publisher=Univ. of Chicago Press|location=Chicago|isbn=9780226680101|page=126|url=https://press.uchicago.edu/ucp/books/book/chicago/A/bo46479924.html}}</ref> في البلاد خلال الفترة من عام 1975 حتى عام 1979. أقامت المنظَّمة أول [[مخيم لاجئين|مخيم للاجئين]] في تاريخها بتايلاند كجزء من الجهود الساعيَّة لإيواء النازحين الكمبوديين.<ref name="hih" /> وأقامت المنظَّمة بعثات إغاثيَّة طويلة الأمد في [[كمبوديا]] بعد انسحاب فيتنام من البلاد عام 1989. هدفت هذه البعثات إلى تقديم المساعدة للناجين من [[حقول قتل الخمير الحمر|عمليات القتل الجماعي التي نفَّذها النظام السابق]]، فضلًا عن إعادة تأهيل النظام الصحي الكمبودي.<ref>MSF Article (1999) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=751B6EAC-B3D6-11D4-B1FA0060084A6370&method=full_html Cambodia's second chance] '''MSF'''. Retrieved 10 January 2006.</ref> يمكن اعتبار بعثات المنظَّمة في تايلاند لمساعدة ضحايا الحرب في [[جنوب شرق آسيا]] أول بعثة قامت بها المنظَّمة في تاريخها خلال وقت الحرب. بيدَّ أنَّ أول بعثة فعليَّة نفَّذتها المنظَّمة في منطقة حرب كانت إبَّان [[الحرب الأهلية اللبنانية|الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة]] في عام 1976 حين واجهت البعثة نيرانًا معاديَّة. عملت أطباء بلا حدود على الأرض في [[لبنان]] لمدة تسعة سنين متواصلة (1976–1984) حيث ساعدت في إجراء [[جراحة|العمليات الجراحيَّة]] في مختلف مشافي البلاد خلال فترة الحرب الأهليَّة. رسَّخت المنظَّمة خلال هذه الفترة سمعة بحيادها واستعدادها لأداء مهامها الإنسانيَّة تحت نيران الحرب. قدَّمت المنظمة يد العون والإغاثة للمقاتلين المسلمين والمسيحيين على حد سواء دون تمييز حيث سارعت لمساعدة أي مجموعة كانت تحتاج للمساعدة الطبية. اضطرت المنظَّمة لسحب معظم متطوعيها­ من البلاد بعد تدهور الوضع الأمني الخاص بالمنظَّمات الإنسانيَّة في عام 1984.<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.msf.org/msf-lebanon-then-and-now
| title = MSF in Lebanon: Then and Now {{!}} MSF
| website = Médecins Sans Frontières (MSF) International
| language = en
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref>

== القيادة الجديدة ==
اُنتخب كلود ماليوريه رئيسًا جديدًا لأطباء بلا حدود عام 1977. جاء هذا على خلفية النقاشات التي دارت حيال مستقبل المنظمَّة، ولا سيما فيما يتعلق بمفهوم "الشهادة" الذي يشير إلى إجهار المرء وتحدثه حول المعاناة التي يشهد على وقوعها أمام عينيه بدلًا من التزامه الصمت.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F75AB4F5-E018-0C72-093A3A517D56EB33&component=toolkit.article&method=full_html MSF's principles and identity – The challenges ahead] '''MSF'''. Retrieved 10 January 2006.</ref> كان ماليوريه ومؤيدوه يعارضون أو يقلِّلون من أهمية "الشهادة" حيث أعتقد الأخير أنَّه يمكن للمنظَّمة تجنب التعرض لانتقادات حكومات الدول التي تعمل ضمنها من خلال النأي بنفسها عن ذلك. في حين اعتبر كوشنير أنَّ توثيق المعاناة وإخبار العالم بما يحصل في بلد من البلدان كان أكثر طريقة فعَّالة حتى تحل المشكلة.

في عام 1979، وجَّهت مجموعة من المثقفين الفرنسيين دعوة إلى مشروع "قارب من أجل فيتنام" في صحيفة [[لو موند]]. كان الهدف من المشروع تقديم المساعدة الطبيَّة للاجئين. هذا وقد جاءت هذه الدعوة بعد أربع سنوات من النزوح الجماعيّ للاجئين الفارين من جنوب فيتنام والدول المجاورة لها سيرًا على الأقدام وبالقوارب. لم تحظى الفكرة بتأييد غالبية أعضاء المنظَّمة. ومع ذلك فقد استأجر الوزير اللاحق [[برنار كوشنار|برنار كوشنير]] مع آخرين سفية تدعى "جزيرة الضوء" لتحقيق هذه المبادرة على أرض الواقع. وبالفعل فقد أبحرت السفينة التي كان على متنها مجموعة من الأطباء والصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين باتجاه [[بحر الصين الجنوبي]]، وقدَّمت بعض المساعدات الطبيَّة للنازحين على القوارب. جاءت منظَّمة "[[أطباء العالم]]" المُنشقة التي قامت بمبادرة السفينة بالفكرة القائلة بوجوب [[تدخل إنساني|التدخل الإنساني]] باعتباره أمرًا واجبًا وتحديدًا على [[عالم غربي|الدول الغربيَّة]] مثل [[فرنسا]].<ref>Richard Seymour, ''The Liberal Defense of Murder'' (London 2008), p. 174.</ref><ref>{{استشهاد ويب
| url = http://www.medecinsdumonde.org/fr/qui-sommes-nous/notre-histoire
| title = Notre histoire
| website = www.medecinsdumonde.org
| language = fr
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> وفي عام 2007، أوضحت المنظَّمة طيلة ما يقرب الثلاثين عامًا وجود اختلافات في وجهات النظر مع كوشنير حيال عدد من القضايا مثل الحق في التدخل باستخدام القوة العسكريَّة لأسباب إنسانيَّة التي كان كوشنير يؤيدها. أمَّا المنظَّمة فكانت تدافع عن مبدأ مزاولة العمل الإنسانيّ غير المتحيز والمستقل عن جميع القوى السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والدينيَّة.<ref>{{cite web
| url = http://www.doctorswithoutborders.org/press/release.cfm?id=2053
| title = Dr. Bernard Kouchner and MSF: A Clarification, 22 May 2007
| publisher = Doctorswithoutborders.org
| access-date = 3 October 2011
| archive-url = https://web.archive.org/web/20110927220144/http://www.doctorswithoutborders.org/press/release.cfm?id=2053
| archive-date = 27 September 2011
| url-status = dead
| df = dmy-all
}}</ref>

=== تطور المنظمة ===
في عام 1982، استطاع مالوريه وروني برومان (الذي أصبح رئيس المنظمة) من رفع مستوى الاستقلاليَّة الماليَّة التي تمتعت بها المنظَّمة من خلال تطبيق فكرة [[جمع تبرعات|جمع التبرعات]] عبر [[بريد|البريد]]. كذلك شهدت الثمانينيات تأسيس فروع العمليات الأخرى التابعة للمنظَّمة التي انبثقت عن الفرع [[فرنسا|الفرنسيّ]] (1971) وهي الفرع البلجيكيّ (1980)، والسويسريّ (1981)، والهولنديّ (1984)، والإسبانيّ (1986). كان الفرع اللوكسمبورغيّ المُتأسِّس عام 1986 أول فرع مساند. شهد مطلع تسعينيات القرن العشرين تأسيس غالبية الأفرع المساندة للمنظَّمة: الفرع اليونانيّ (1990)، والأمريكيّ (1990)، والكنديّ (1991)، واليابانيّ (1992)، والبريطانيّ (1993)، والإيطاليّ (1993)، والأستراليّ (1994)، بالإضافة إلى فروع المنظَّمة في كل من ألمانيا، والنمسا، والدنمارك، والسويد، والنرويج، وهونغ كونغ (أمَّا فرع الإمارات فقد تأسَّس لاحقًا).<ref name="hih" /><ref name="various">Information obtained from the various sections' websites.</ref> لعبَ مالوريه، وبرومان دورًا مؤثّرًا في الرفع من مستوى مهنية المنظَّمة. في ديسمبر عام 1979، سارعت المنظَّمة إلى إقامة بعثات ميدانيَّة على الأرض لتقديم المساعدة الطبية [[مجاهد (مصطلح)|للمجاهدين]] بعد [[الحرب السوفيتية في أفغانستان|الاجتياح السوفيتي لأفغانستان]]. وفي فبراير عام 1980، شجبت المنظَّمة [[كمبوتشيا الديمقراطية|نظام الخمير الحمر]] علنًا. أنشأت المنظَّمة برامج تغذية إغاثيَّة على الأرض في [[إثيوبيا]] عام 1984 خلال المجاعة التي أصابت البلاد خلال الفترة من عام 1983 حتى عام 1985، ولكن تعرضت المنظَّمة للفصل من البلاد في عام 1985، بعد إدانتها لإساءة استخدام المساعدات الدوليَّة وإعادة [[توطين قسري|التوطين القسريّ]]. كان من شأن قيام منظَّمة أطباء بلا حدود بتوجيه انتقادات علنيَّة وصريحة للحكومة الإثيوبيَّة، أن أدّى إلى انتقاد المنظَّمات غير الحكوميَّة الأخرى لها على ما اعتبروه تخليها عن حيادها الُمفترض. كما أسهمت هذه الحادثة في إثارة مجموعة من النقاشات حول موضوع [[مبادئ إنسانية|الأخلاقيات الإنسانية]] في فرنسا.<ref>[http://www.allacademic.com//meta/p_mla_apa_research_citation/2/5/1/6/6/pages251669/p251669-1.php Denis Kennedy, "Humanitarian NGOs and the Norm of Neutrality: A Community Approach"]</ref><ref>{{cite journal|last=Davey|first=Eleanor|title=Famine, aid, and ideology: the political activism of Médecins Sans Frontières in the 1980s|journal=French Historical Studies|year=2011|volume=34|issue=3|pages=529–58|doi=10.1215/00161071-1259157}}</ref> كما قامت المنظَّمة بتركيب مُعدَّات لإنتاج [[ماء الشرب|مياه شرب]] نظيفة لسكان العاصمة [[السلفادور|السلفادوريَّة]] [[سان سلفادور]]. وهذا عقب الزلزال الذي ضرب المدينة في 10 أكتوبر عام 1986.<ref name="hih" /><ref name="frchrono80">MSF Article [http://www.medecinssansfrontieres.com/site/site.nsf/pages/80 Chronologie: Années 80 (French)] '''MSF-France'''. Retrieved 10 January 2006.</ref>

=== السودان ===
عملت منظَّمة أطباء بلا حدود على توفير المساعدات الإنسانيَّة الطبيَّة على الأرض في [[السودان]] منذ عام 1979. تُعدّ السودان من البلدان التي كانت قد قاست الأمرين بما عانته من مجاعات، [[الحرب الأهلية السودانية الثانية|وحرب أهليَّة]]، وانتشار لسوء التغذيَّة، فضلًا عن تسجيلها لواحد من أعلى معدلات [[وفيات الأمومة|وفيات أمومة]] في العالم بأسره. في مارس عام 2009، نقلت تقارير إخباريَّة عن تخصيص المنظَّمة لـ4,590 عامل ميداني في البلاد<ref name="sudantest">MSF Article (2009) [http://www.doctorswithoutborders.org/news/country.cfm?id=2369%20MSF -MSF in Sudan – Test] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20130511060824/http://www.doctorswithoutborders.org/news/country.cfm?id=2369%20MSF|date=11 May 2013}} MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> من أجل تدارك عدد من التحديات التي تواجهها السودان مثل النزاعات المسلحة، والأمراض الوبائيَّة، والرعاية الصحيَّة، [[استبعاد اجتماعي|والإقصاء الاجتماعي]]. يُعدّ وجود المنظَّمة في السودان أحد أكبر التدخلات الإنسانيَّة التي قامت بها المنظمة في تاريخها حيث تعمل المنظَّمة على توفير مجموعة من خدمات الرعاية الصحيَّة من بينها تقديم الدعم الغذائي، والرعاية الصحيَّة الإنجابيَّة، وعلاج داء الكالإزار، فضلًا عن الخدمات الاستشاريَّة والجراحيَّة للسكان المحليبن.<ref>MSF Article (2010) [http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4922&cat=field-news – Sudan: An Overview of MSF's Work in 2010] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111027114415/http://doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4922&cat=field-news|date=27 October 2011}} MSF. Retrieved 20 September 2011.</ref> يُعدّ كلًا من [[سل|السل]]، [[داء الليشمانيات الحشوي|والكالإزار]] المعروف أيضًا باسم [[داء الليشمانيات الحشوي]]، [[التهاب السحايا|والتهاب السحايا]]، [[حصبة|والحصبة]]، [[كوليرا|والكوليرا]]، [[ملاريا|والملاريا]] من ضمن الأمراض الشائعة المنتشرة في السودان.

==== الكالإزار في السودان ====
كان [[داء الليشمانيات الحشوي|الكالإزار]] المعروف كذلك باسم [[داء الليشمانيات الحشوي]] من بين كبرى المشاكل الصحيَّة التي واجهتها السودان. ساعد زيادة الاستقرار الذي في المنطقة إلى الدفع بعجلة الجهود الراميَّة لتوفير الرعاية الصحيَّة. وجاء ارتفاع مستوى الاستقرار في البلاد على خلفية التوقيع على [[اتفاقية السلام الشامل]] بين [[السودان|شمال]] [[جنوب السودان|وجنوب السودان]] بتاريخ 9 يناير عام 2005. في عام 2008، جربَّت المنظّمة مزيجًا من [[ستيبوجلوكونات الصوديوم|ستيبوغلوكونات الصوديوم]] [[بارومومايسين|والباروموميسين]] يعمل على خفض مدة العلاج (من 30 يومًا لتصبح 17 يومًا)، بالإضافة إلى خفضه للكلفة.<ref>{{cite journal|title=Kala-azar Epidemiology and Control, Southern Sudan|last2=Hope|last6=Seaman|first5=Michaleen|last5=Richer|first4=John|last4=Rumunu|first3=Jose Antonio|last3=Ruiz|first2=Andrew|first1=Jan H.|journal=Emerging Infectious Diseases|last1=Kolaczinski|year=2008|pmc=2570907|pmid=18394290|doi=10.3201/eid1404.071099|publisher=Centers for Disease Control|pages=664–666|issue=4|volume=14|first6=Jill}}</ref> وفي مارس عام 2010، أقامت المنظّمة أول مركز لعلاج داء الكالإزار تابع لها في شرق السودان. وفَّر هذا المركز العلاج المجاني للمرضى الذين كانوا دون توافر العلاج قد واجهوا شبح الموت. تصل نسبة الوفيات الناتجة عن داء الكالإزار إلى 99% في حال عدم علاجه خلال مدة تتراوح من شهر إلى أربعة أشهر من تاريخ إصابة الشخص بالعدوى.<ref>MSF Press release (2010) [http://www.doctorswithoutborders.org/press/release.cfm?id=4924&cat=press-release – Southern Sudan in Grips of Worst Disease Outbreak in Eight Years] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111129011901/http://doctorswithoutborders.org/press/release.cfm?id=4924&cat=press-release|date=29 November 2011}} MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> استطاعت المنظَّمة علاج أكثر من سبعة وعشرين ألف مريض مصاب بالكالإزار منذ افتتاح المركز. هذا وقد وصلت نسب نجاح العلاج ما بين الـ90 والـ95 بالمئة تقريبًا.<ref>MSF Article (2010) [http://southsudan.msf.org.au/#KALA%20AZAR – Médecins Sans Frontières South Sudan] MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> كان هناك خطط لافتتاح مركز علاج آخر في مدينة [[ملكال‎]] بجنوب السودان لاستيعاب أعداد المرضى الكبيرة الذين يحتاجون للعلاج. كما عملت المنظَّمة على تزويد المشافي بالمستلزمات الطبية الضروريَّة، فضلًا عن تأهيل الكوادر الطبيَّة السودانيَّة للمساعدة على احتواء انتشار المرض.<ref>MSF Article (2010) [http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4832&cat=field-news – Sudan: MSF to Open Additional Kala Azar Treatment Site in Upper Nile State] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111027114020/http://doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4832&cat=field-news|date=27 October 2011}} MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> عملت منظمة أطباء بلا حدود على التنسيق مع [[وزارة الصحة الاتحادية (السودان)|وزارة الصحة السودانيَّة]] وغيرها من المؤسَّسات الوطنيَّة والدوليَّة من أجل تعزيز الجهود الرامية لتحسين تشخيص وعلاج مرض الكالإزار.<ref name="open">MSF Article (2010) [http://www.doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4367&cat=field-news -Sudan: MSF Opens a Kala Azar Treatment Center in Eastern Atbara Region] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20111026074825/http://doctorswithoutborders.org/news/article.cfm?id=4367&cat=field-news|date=26 October 2011}} MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> كما أُجِريت الأبحاث لمعرفة المزيد حول سبل العلاج ولقاحات هذا المرض.<ref name="open" /> في ديسمبر عام 2010، شهدت جنوب السودان أسوأ تفشٍ للكالإزار مرَّ على البلاد منذ ثمانية سنوات،<ref name="sudantest" /> وعليه فقد تضاعف أعداد المرضى الذين بحتاجون للعلاج إلى ثمانية أضعاف ما كان عليه خلال العام الذي سبقه.<ref name="sudantest" />

==== منشآت الرعاية الصحية في السودان ====
استمرت [[الحرب الأهلية السودانية الثانية|الحرب الأهليَّة السودانيَّة الثانيّة]] بدءًا من عام 1983 حتى توقيع شمال وجنوب السودان على [[اتفاق السلام الشامل|اتفاق سلام]] فيما بينهما عام 2005.<ref>Kadhim, Abbas K. Governance in the Middle East and North Africa: A Handbook. London: Routledge, 2013, p. 422</ref> كانت الفرق الطبيَّة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود منتشرة خلال فترة الحرب الأهليَّة وقبل نشوبها حيث عملت المنظَّمة على توفير المساعدات الإنسانيَّة الطبيَّة في عدد من المواقع.<ref name="sudantest" /> زادت الحرب من تردي حال البنية التحتيَّة في جنوب السودان، وهو الأمر الذي أدَّى إلى تدهور المؤشرات الصحيَّة الخاصّة بالمنطقة إلى درجة كبيرة حيث لا تتوفر سبل الرعاية الصحيَّة الأساسيَّة لما تصل نسبته إلى 75% من الأشخاص في البلاد، وتفارق واحدة من كل سبعة نساء الحياة خلال الإنجاب.<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.unfpa.org/news/giving-life-leading-cause-death-women-south-sudan
| title = Giving Life is the Leading Cause of Death for Women in South Sudan
| website = www.unfpa.org
| language = en
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|title=Women's Empowerment for Sustainability in Africa|url=https://books.google.com/books?id=wzaEDwAAQBAJ&newbks=0&printsec=frontcover&pg=PA309&dq=mortality+rate+sudan+one+in+seven+women&hl=en|publisher=Cambridge Scholars Publishing|date=2019-01-17|ISBN=978-1-5275-2622-8|language=en|author1=Robert|author2=|editor1=|place=|first=|via=|العمل=|page=309}}</ref> كما يُشكِّل [[سوء التغذية]] [[تفشي (وبائيات)|وتفشي الأمراض]] مصدر قلق.<ref>{{Cite web
| url = https://reliefweb.int/sites/reliefweb.int/files/resources/UNICEF%20Sudan%20Humanitarian%20Situation%20Report%20-%20Q2%20Mid-Year%202020.pdf
| title = SUDAN Humanitarian Situation Report
(Mid-Year 2020)
| date =
| website =
| publisher = UNICEF
| accessdate =
| last =
| first =
}}</ref> في عام 2011، تعرضت عيادة تابعة للمنظَّمة تقع في [[جونقلي (ولاية)|ولاية جونغلي]] للنعب والتخريب على يد مجهولين.<ref name="attack">MSF Article (2011) [http://www.msf.org.za/publication/msf-condemns-large-scale-attacks-civilians-south-sudan -MSF condemns large-scale attacks on civilians in South Sudan] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20120130182511/http://www.msf.org.za/publication/msf-condemns-large-scale-attacks-civilians-south-sudan|date=30 January 2012}} MSF. Retrieved 20 September 2011</ref> كما لقي المئات من النساء والأطفال حتفهم، بالإضافة إلى فقدان أدوية ومعدَّات طبيَّة قيِّمة، ودمار أجزاء من مرافق المنظمة نتيجة اندلاع حريق فيها. كان لهذا الحادث تداعيات بالغة السلبية لكون هذه العيادة المركز الوحيد للرعاية الصحية الأساسيَّة في هذا الجزء من ولاية جونغلي.<ref name="attack" />

=== مطلع تسعينات القرن العشرين ===
شهدت مطلع تسعينيات القرن العشرين افتتاح المنظَّمة لفروع جديدة بالتوازي مع إنشاء بعثات ميدانيَّة على الأرض خلال مجموعة من أسوأ الأوضاع التي واجهتها المنظَّمة في تاريخها على الإطلاق.

في عام 1990، دخلت المنظَّمة [[ليبيريا]] لأول مرة بغية تقديم المساعدة للمدنيين واللاجئين المتأثرين [[الحرب الأهلية الليبيرية الأولى|بالحرب الأهليَّة الليبيريَّة]].<ref>MSF Article [http://www.medecinssansfrontieres.com/association/annees90courte Chronologie: Années 90 (French)] '''MSF-France'''. Retrieved 11 January 2006.</ref> دأب المتطوعون في المنظَّمة على توفير حاجات السكان من الغذاء، والرعاية الصحيَّة الأساسيَّة، فضلًا عن القيام بحملات التلقيح الجماعيَّة خلال فترات الاقتتال المتواصل خلال التسعينيات وما تبعه من اندلاع [[الحرب الأهلية الليبيرية الثانية|الحرب الأهليَّة الليبيريَّة الثانيَّة]]. كما انتقدوا الهجمات على المشافي ومراكز التغذيَّة ولا سيما في العاصمة [[مونروفيا]].<ref>MSF Article (2004) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=56A60D4D-F779-4B42-B3AB662CA10C85FF&method=full_html Liberia: War ends, but the crisis continues] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070930020457/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=56A60D4D-F779-4B42-B3AB662CA10C85FF&method=full_html|date=30 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 11 January 2006.</ref>

أنشئت البعثات الميدانيَّة على الأرض لإغاثة اللاجئين [[كرد|الأكراد]] الهاربين من [[حملة الأنفال]]. كما كانت تُجمع الأدلة توثيقًا للفظائع المرتكبة في عام 1991.<ref>{{cite journal|author=Choo V|year=1993|title=Forensic evidence of Iraqi atrocities against Kurds|journal=The Lancet|volume=341|issue=8840|pages=299–300|doi=10.1016/0140-6736(93)92641-6|s2cid=54356564}}</ref> كذلك شهد نفس العام اندلاع [[الحرب الأهلية الصومالية|الحرب الأهليَّة الصوماليَّة]] التي أنشأت المنظَّمة خلالها عددًا من البعثات الميدانيَّة في عام 1992، جنبًا إلى جنب مع بعثة الأمم المتَّحدة لحفظ السلام. واظب العاملين في منظَّمة أطباء بلا حدود على أداء مهامهم الإغاثيَّة الميدانيَّة في [[الصومال]] من إغاثة وتشغيل للعيادات والمشافي لخدمة المدنيين، وذلك بالرغم من تجميد [[الأمم المتحدة|الأمم المتَّحدة]] لعملياتها في البلاد بحلول عام 1993.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=DE35A225-E018-0C72-0982B97BDC25E821&method=full_html Somalia – Saving lives in an abandoned land] '''MSF'''. Retrieved 11 January 2006.</ref>

بدأت المنظَّمة في أداء مهامها الإنسانيَّة للمرة الأولى في [[سربرنيتسا]] (الواقعة في [[البوسنة والهرسك|بوسنة والهرسك]]) كجزء من قافلة الأمم المتَّحدة في عام 1993. وجاء ذلك بعد مرور عام على اندلاع [[حرب البوسنة والهرسك|الحرب البوسنيَّة]]. طوَّق [[جيش جمهورية صرب البوسنة|جيش صرب البوسنة]] المدينة التي كان يقطنها نحو 60 ألف نسمة من [[بوشناق|البوشناق]]. غدت المدينة جيبًا واقعًا تحت [[قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة]]. كانت أطباء بلا حدود المنظَّمة الوحيدة التي تمكَّنت من توفير الرعاية الصحيَّة للمدنيين الواقعين تحت الحصار، ومن أجل هذا السبب لم تستطع المنظَّمة إدانة الإبادة الجماعيَّة خشية فصلها من البلاد (ولكنَّها أدانت عدم وجود منظمات أخرى). أُجبِرت المنظَّمة على مغادرة المنطقة بعد استيلاء جيش صرب البوسنة عليها عام 1995. تعرض نحو 40 ألف مدني من البوشناق للترحيل ولقي نحو 7 آلاف شخص مصرعهم في عمليات إعدام جماعيَّة.<ref>MSF Article (2000) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=751B6F1E-B3D6-11D4-B1FA0060084A6370&method=full_html Srebrenica five years on] '''MSF'''. Retrieved 11 January 2006. {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20081202035659/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=751B6F1E-B3D6-11D4-B1FA0060084A6370&method=full_html|date=2 December 2008}}</ref>

=== رواندا ===
أُلحِق بعض مندوبي المنظَّمة العاملين في [[رواندا]] ضمن الفريق الطبي [[اللجنة الدولية للصليب الأحمر|للجنة الدوليَّة للصليب الأحمر]] عندما بدأت أحداث [[الإبادة الجماعية في رواندا|الإبادة الجماعيَّة الروانديَّة]] في شهر أبريل من عام 1994، وذلك بغية توفير غطاء حماية لهم. نجحت كلتا المنظَّمتين في الحفاظ على عمل جميع المستشفيات الرئيسيَّة في العاصمة الروانديَّة [[كيغالي]] طوال الفترة الرئيسيَّة التي وقعت فيها الإبادة الجماعية. اضطرت المنظَّمة مع غيرها من المنظَّمات الإغاثيَّة الأخرى لمغادرة البلاد في عام 1995، وهذا رغم مزاولة العديد من المتطوعين من منظمتي أطباء بلا حدود واللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر لأعمالهم بموجب قواعد المشاركة في اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر التي عدَّت الحياد أهمية قصوى. أثارت هذه الأحداث النقاش داخل المنظَّمة حول مفهوم الموازنة ما بين حياد العاملين الإغاثيين ودورهم كشهود. تغيَّر موقف المنظَّمة فيما يتعلق بمبدأ الحياد نتيجة للبعثة في رواندا حتى أصبح أقرب في مضمونه إلى موقف اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر، وهو ما مثَّل نقلة نوعيَّة ملحوظة في تاريخ المنظَّمة في ضوء الرجوع إلى أصولها.<ref>Forsythe DP (2005). International humanitarianism in the contemporary world: forms and issues, ''Human Rights and Human Welfare Working Papers'' {{cite web
| url = http://www.du.edu/gsis/hrhw/working/2005/22-forsythe-2005.pdf
| title = Source
}}&nbsp;{{small|(257&nbsp;KB)}}</ref>
[[File:Mihanda_camp.jpg|وصلة=https://en.wikipedia.org/wiki/File:Mihanda_camp.jpg|يسار|تصغير|250x250بك|صورة جويَّة لمخيم ميهاندا للاجئين الواقع في [[زائير]] عام 1996. تظهر في الصورة ما يربو عن خمسمئة خيمة خاصة باللاجئين الروانديين]]
بلغ عدد العاملين المحليين في منظَّمة أطباء بلا حدود الذين لقوا حتفهم خلال الإبادة الجماعيَّة ما يقرب المئة شخص خلال إدائهم لواجبهم الإنساني الإغاثي على الأرض، فيما بلغ عدد العاملين الإغاثيين التي فقدتهم اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر الخمسة وستين شخصًا. اتخذ الفرع الفرنسي من المنظَّمة قرار إجلاء فريقهم من البلاد (بينما اضطر العاملون المحليون للبقاء). أدانت المنظَّمة قتل عامليها، وناشدت [[القوات المسلحة الفرنسية|القوات المسلَّحة الفرنسيَّة]] بالتدخل لوقف الإبادة الجماعيَّة. نشر الفرع الفرنسي من المنظَّمة شعار "لا يمكن للمرء إيقاف حدوث إبادة جماعيَّة بالأطباء" في وسائل الإعلام. تبعها شن الجيش الفرنسي لعملية الفيروز المثيرة للجدل تحت غطاء أممي في غضون أقل من شهر.<ref name="hih" /> أدَّى هذا التدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى نزوح مئات الآلاف من اللاجئين الروانديين باتجاه [[زائير]] [[تنزانيا|وتنزانيا]] فيما أصبح يُعرف بأزمة لاجئي البحيرات العظمى، وما أعقبها من انتشارٍ لأوبئة [[كوليرا|الكوليرا]]، وحدوث المجاعات، فضلًا عن زيادةٍ في عمليات [[قتل جماعي|القتل الجماعي]] التي استهدفت مجموعات كبيرة من المدنيين. عاد الفرع الفرنسي من المنظَّمة إلى المنطقة ليعمل على تقديم المساعدات الطبيَّة للاجئين في [[غوما]].<ref>[http://www.msf.fr/site/actu.nsf/actus/msfen1994 One cannot stop a genocide with doctors (French)] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20061210082737/http://www.msf.fr/site/actu.nsf/actus/msfen1994|date=10 December 2006}} '''MSF-France'''. Retrieved 7 January 2006.</ref>

بلغت حدة التنافس بين منظَّمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرهما من المنظمات الإغاثيَّة أشدَّها في وقت الإبادة الجماعيَّة.<ref>Forsythe DP (1996). The International Committee of the Red Cross and humanitarian assistance – A policy analysis, ''International Review of the Red Cross'' (314): 512–531.</ref> بيدَّ أنَّ الظروف في رواندا دفعت إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي انتهجتها المنظمات الإنسانيَّة فيما يتعلق بالبعثات الإغاثيَّة. وضعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مدوَّنة قواعد السلوك لحركة الصليب والهلال الأحمر والمنظَّمات غير الحكوميَّة للإغاثة في حالات الكوارث عام 1994، وكان الهدف منه توفير إطار عمل للبعثات الإنسانيَّة.<ref>{{cite web
| url = http://www.ifrc.org/en/publications-and-reports/code-of-conduct/signatories-of-the-code-of-conduct-/
| title = The Code of Conduct for the International Red Cross and Red Crescent Movement and Non Governmental Organisations (NGOs) in Disaster Relief
| publisher = International Red Cross and Red Crescent Movement
| accessdate = 16 December 2016
| last1 = IFRC
}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.ifrc.org/en/publications-and-reports/general-publications/
| title = General publications - IFRC
| website = www.ifrc.org
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> هذا وقد كانت منظَّمة أطباء بلا حدود من بين الأطراف الموقِّعة على مدوَّنة السلوك هذه.<ref>{{cite web
| url = http://www.ifrc.org/cgi/pdf_disasters.pl?codeconduct_signatories.pdf
| title = Code of Conduct for the ICRC Movement and NGOs in Disaster Relief: List of signatories
}} '''ICRC'''. Retrieved 7 January 2006.</ref> كما تدعو المدوَّنة إلى توفير المساعدات الإنسانيَّة فقط، وحثَّت جميع منظّمات الإغاثة على عدم تلبية أي مصالح سياسيَّة أو دينيَّة لأي طرفٍ كان أو أن تجعل المنظمات من نفسها أدوات في يد الحكومات الأجنبيَّة.<ref>[http://www.ifrc.org/publicat/conduct/code.asp Principles of Conduct for The ICRC Movement and NGOs in Disaster Response Programmes] '''ICRC'''. Retrieved 7 January 2006.</ref> ومع ذلك فقد وجدت المنظَّمة منذ حينها الضرورة لإدانة تصرفات صادرة عن حكومات مثل الإدانة التي أصدرتها خلال [[الحرب الشيشانية الثانية|حرب الشيشان الثانية]] عام 1999،<ref>[http://nobelprize.org/peace/laureates/1999/msf-lecture.html Médecins Sans Frontières (James Orbinski) – Nobel Lecture] '''Nobelprize.org'''. Retrieved 7 January 2006.</ref> ولكنها لم تدعو إلى تدخل عسكريّ آخر منذ ذلك الحين.<ref name="hih" />

=== سيراليون ===
أنشأت المنظَّمة في أواخر تسعينات القرن العشرين بعثات في منطقة [[بحر آرال]] للمساعدة في الجهود المبذولة لعلاج مرضى [[سل|السل]]، [[فقر الدم|وفقر الدم]] من السكان المحليين، فضلًا عن تقديم يد العون للمدنيين المتأثرين بالمجاعات والأمراض المُقاومة للدواء، وأوبئة [[كوليرا|الكوليرا]] [[إيدز|والإيدز]].<ref>MSF Article (1998) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=B82400AA-3B73-496F-9D84F6A326006642&method=full_html MSF 1998] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222618/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=B82400AA-3B73-496F-9D84F6A326006642&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 16 January 2006.</ref><ref name="jhr.ca">[http://www.jhr.ca/success/2010/07/government-discussion-turns-to-issues-of-the-disabled-in-sierra-leone/ Government discussion turns to issues of the disabled in Sierra Leone] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20150518082131/http://www.jhr.ca/success/2010/07/government-discussion-turns-to-issues-of-the-disabled-in-sierra-leone/|date=2015-05-18}}. Jhr.ca. Retrieved on 2011-03-13.</ref> نجحت المنظَّمة في تلقيح ثلاثة ملايين نيجيري بلقاحات [[التهاب السحايا]] خلال الوباء الذي تفشّى في المنطقة عام 1996.<ref>MSF Article (2000) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=71282BBA-EC70-11D4-B2010060084A6370&method=full_html Preventing meningitis] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070930020359/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=71282BBA-EC70-11D4-B2010060084A6370&method=full_html|date=30 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 16 January 2006.</ref> كما ندَّدت المنظَّمة [[النساء تحت حكم طالبان|بالإهمال الذي تتعمَّد طالبان ممارسته]] في مجال الرعاية الصحيَّة الخاصّة بالنساء في عام 1997.<ref>MSF Article (1998) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=pressrelease&objectid=71283479-EC70-11D4-B2010060084A6370&method=full_html MSF and other aid organisations evicted from Kabul] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222453/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=pressrelease&objectid=71283479-EC70-11D4-B2010060084A6370&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 16 January 2006.</ref> لعل أهم بلد أنشأت فيها المنظَّمة بعثات خلال فترة أواخر التسعينيات هي [[سيراليون]] التي كانت حينها في خضم [[الحرب الأهلية في سيراليون|حرب أهليَّة]]. في عام 1998، بدأ متطوعون بالمساعدة على إجراء العمليات الجراحيَّة في العاصمة [[فريتاون]]<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://reliefweb.int/report/sierra-leone/sierra-leone-surgical-programme-continues
| title = Sierra Leone - Surgical Programme Continues - Sierra Leone
| website = ReliefWeb
| language = en
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من حالات [[بتر|بتر الأطراف]]. كما ساعدوا في تدوين إحصاءات للسكان المدنيين (رجال ونساء وأطفال) الذين تعرضوا لهجمات شنَّتها عصابات كبيرة من رجال أدَّعوا انتمائهم [[مجموعة المراقبة التابعة للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا|لمجموعة المراقبة التابعة للجماعة الاقتصاديَّة لدول غرب أفريقيا]]. كانت هذه العصابات تتنقل بين القرى والبلدات وتعوث بها قتلًا وخرابًا حيث كانوا يخترقون حرمة المنازل، ويبترون إحدى الذراعين للرجال أو كلتاهما، ويغتصبون النساء، ووصل بهم الأمر أن كانوا يرمون عائلات بأكملها بالرصاص الحي، ويجبرون الناجين على مغادرة المنطقة.<ref>MSF Article (1998) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=8127EF92-B5A9-11D4-B1FA0060084A6370&method=full_html Attacks as told by victims] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070930020517/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=8127EF92-B5A9-11D4-B1FA0060084A6370&method=full_html|date=30 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 16 January 2006.</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|title=Pen International|url=https://books.google.com/books?id=kFzhAAAAMAAJ&newbks=0&printsec=frontcover&dq=amputee+razing+houses+rape+sierra+leone&q=amputee+razing+houses+rape+sierra+leone&hl=en|publisher=International Pen|date=2003|language=en}}</ref> شملت المشاريع طويلة الأمد التي أعقبت نهاية الحرب الأهلية تقديم الدعم النفسي للضحايا، وإدارة آلام [[وهم الأطراف|الأطراف الوهميَّة]].<ref>MSF Article (2001) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=EC4F5038-C637-4724-87A848DAD8314054&method=full_html Controlling phantom limb pain in Sierra Leone] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222513/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=EC4F5038-C637-4724-87A848DAD8314054&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 16 January 2006.</ref><ref>{{استشهاد بكتاب|title=Clinical Pain Management : Chronic Pain|last3=Haythornwaite|العمل=|via=|first=|place=|editor1=|last4=Jensen|first4=Troels|first3=Jennifer|url=https://books.google.com/books?id=VGjNBQAAQBAJ&newbks=0&printsec=frontcover&pg=PA417&dq=amputee+phantom+limb+management+sierra+leone&hl=en|author2=Watson|first2=Paul|author1=Peter|language=en|ISBN=978-1-4441-0981-8|date=2008-09-26|publisher=CRC Press|page=417}}</ref>

== البعثات الجارية ==
[[File:Médecins_Sans_Frontières_-_Missions_-_2015.svg|وصلة=https://en.wikipedia.org/wiki/File:M%C3%A9decins_Sans_Fronti%C3%A8res_-_Missions_-_2015.svg|تصغير|300x300بك|الدول التي كان لمنظَّمة أطباء بلا حدود بعثات فيها عام 2015.]]
انطلقت حملة إتاحة الوصول إلى الأدوية الأساسيَّة الاي أطلقتها أطباء بلا حدود في أواخر عام 1999. هدفت هذه الحملة إلى فتح منبر جديد يمكن من خلاله رفع الوعي حيال النقص في العلاجات [[لقاح|واللقاحات]] الفعَّالة المتاحة في [[دولة نامية|البلدان الناميَّة]]. في عام 1999، تحدَّثت المنظَّمة عن قلة المساعدات الإنسانيَّة في كوسوفو والشيشان، مما دفعها إلى إنشاء بعثات ميدانيَّة على الأرض لمساعدة المدنيين المتضررين نتيجة للاختلافات السياسيَّة بين الأطراف المتصارعة في هاتين المنطقتين. يعود تاريخ عمل المنظَّمة على الأرض في كوسوفو إلى عام 1993، بيدَّ أنَّ نشوب [[حرب كوسوفو]] أدَّى إلى نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين، وتراجع الظروف المعيشيَّة للسكان. عملت المنظَّمة على تقديم ما استطاعت إليه من مأوى، ومياه، ورعاية صحيَّة للمدنيين المتضررين من [[قصف الناتو ليوغوسلافيا|حملة القصف الإستراتيجية لحلف الناتو]].<ref>MSF Article (2000) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6589C7EE-DC2C-11D4-B2010060084A6370&method=full_html Kosovo: The physical and psychological consequences of war] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222439/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6589C7EE-DC2C-11D4-B2010060084A6370&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 12 January 2006.</ref>

واجهت المنظَّمة خلافًا داخليًا حينما تعرض الفرع اليونانيّ منها للفصل على خلفية خلاف بشأن عمل المنظَّمة في [[كوسوفو]]. استطاع الفرع اليونانيّ من المنظَّمة دخول [[صربيا]] شرط قبولها للشروط التي أملتها الحكومة الصربيَّة على العاملين فيها من ناحية المواقع التي بمقدورهم الذهاب إليها وتفقدها. هذا وقد رفض باقي أعضاء حركة أطباء بلا حدود هذه القيود.<ref>Urbinski, James. (2008) ''An Imperfect Offering: Humanitarian Action in the 21st Century'', Doubleday Canada. {{ISBN|978-0-385-66069-3}}.</ref> ذكر مصدر ليس على ارتباط بالمنظَّمة أن فصل الفرع اليونانيّ كان بسبب ما قام به الأعضاء من تقديم المساعدات للمدنيين [[ألبان كوسوفو|الألبان]] [[صرب|والصرب]] في [[بريشتينا]] خلال حملة قصف الناتو في المنطقة.<ref>[https://web.archive.org/web/20030501155026/http://www.geocities.com/cpa_blacktown_02/19991223msfrtanj.htm Solidaire – NATO used military operations data and assessments in Kosovo obtained by Medecins Sans Frontieres (MSF)<!-- Bot generated title -->]</ref> لم يلتئم هذا الصدع حتى أُعيد ضم الفرع اليونانيّ إلى المنظَّمة الأم عام 2005.

كانت أوضاع المدنيين في [[الشيشان]] رديئة نتيجة ما قاسوه من عنف على أثر [[الحرب الشيشانية الثانية|الحرب الشيشانيَّة الثانيَّة]] حيث تعرَّض الكثير من السكان المدنيين إلى التهجير القسري من منازلهم. وهنا جاء دور منظَّمة أطباء بلا حدود في إنشاء حملات ميدانيَّة إغاثيَّة على الأرض.<ref>MSF Article (2002) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=641181F2-9EB0-43BB-B2C655D4FB3E39BA&method=full_html No end in sight to the war in Chechnya] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070930015239/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=641181F2-9EB0-43BB-B2C655D4FB3E39BA&method=full_html|date=30 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 12 January 2006.</ref>

يعود تاريخ تواجد المنظَّمة على الأرض في [[هايتي]] إلى عام 1991. هذا وقد شهدت البلاد ارتفاعًا كبيرًا في الهجمات المدنيَّة وجرائم الاغتصاب التي مارستها الجماعات المسلَّحة بعد الإطاحة بالرئيس [[جان برتران أريستيد|جان برتران آريستيد]] عن سدة الحكم. عملت المنظَّمة على توفير الدعم الطبي والنفسي في المستشفيات حيث أجرت عمليات جراحيَّة بالمجان وهي الوحيدة التي كانت تُجرى دون مقابل في العاصمة [[بورت أو برانس]]. كما أنشأت بعثات ميدانيَّة لإعادة تأهيل نُظم [[إدارة المياه]] [[إدارة المخلفات|والمخلفات]]، وتقديم العلاج للناجين من الفيضانات الكبيرة الناجمة عن إعصار جين، وضمان حصول المرضى المصابين [[فيروس العوز المناعي البشري|بفيروس العوز المناعي البشري]]/[[إيدز|الإيدز]]، [[ملاريا|والملاريا]] (كِلا هذين المرضين منتشرين في البلاد) على أشكال أفضل من العلاج والمتابعة.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7D4E8E5-E018-0C72-09644E95862CE333&component=toolkit.article&method=full_html Haiti: Working amid intensifying violence] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060523210421/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7D4E8E5-E018-0C72-09644E95862CE333&component=toolkit.article&method=full_html|date=23 May 2006}} '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref> أشارت التقارير الواردة من هايتي عقب [[زلزال هايتي 2010|الزلزال الذي ضرب البلاد يوم 12 يناير عام 2010]] إلى تعرض المشافي الثلاثة التي تديرها المنظَّمة في هايتي لأضرار جسيمة، حتى أنَّ أحدها انهار كليًا، في حين هُجِر المشفيين الآخرين.<ref>Canadian Press [https://www.google.com/hostednews/canadianpress/article/ALeqM5htXx4kMYKWHQsKrDeehDo3LP3LeQ Doctors Without Borders loses all three hospitals in Haitian quake]'''CP'''. Retrieved January 2010.,</ref><ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.reddeeradvocate.com/national-news/doctors-without-borders-loses-all-three-hospitals-in-haitian-quake/amp/
| title = Doctors Without Borders loses all three hospitals in Haitian quake {{!}} Red Deer Advocate
| website = www.reddeeradvocate.com
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> سارعت منظَّمة أطباء بلا حدود إلى إرسال تسع طائرات إغاثيَّة محمَّلة بالتجهيزات الطبيَّة، وأقامت مشفى ميداني للمساعدة في الجهود المبذولة لإسعاف وعلاج الضحايا، ولكن لم تتمكن بعض هذه الطائرات من الهبوط مباشرةً وتأخير هبوطها لبعض الوقت بسبب الضغط الهائل في الطائرات العسكريَّة والإغاثيَّة التي أرسلتها دول العالم للمساعدة في تدارك الكارثة التي حلَّت على هذا البلد الفقير.<ref>RT: Doctors Without Borders: Haiti Aid Planes refused landings. 19 January 2010</ref>

ساعدت المنظَّمة في جهود الإغاثة [[جامو وكشمير (ولاية)|بولاية جامو وكشمير]] على وقع [[نزاع كشمير|الصراع]] الذي تعيشه المنطقة الواقعة [[شمال الهند]] حيث عملت المنظَّمة على مساعدة النازحين المدنيين الذين هربوا من الاشتباكات الدائرة في ولاية جامو وكشمير، [[مانيبور|وولاية مانيبور]]. هذا وقد سبقَ لمنظَّمة أطباء بلا حدود إقامة بعثة ميدانيَّة سابقة في المنطقة عام 1999. يُعدّ تقديم الدعم النفسي لضحايا الاقتتال من الأهداف الرئيسيَّة لبعثة المنظَّمة، ولكن سعت فرق المنظَّمة أيضًا لإعداد برامج طبيَّة بغية علاج مرضى السل، والملاريا، وفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7C89188-E018-0C72-09F445FCB9A76F76&component=toolkit.article&method=full_html India: Bringing medical care] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070624022029/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7C89188-E018-0C72-09F445FCB9A76F76&component=toolkit.article&method=full_html|date=24 June 2007}} '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref> أولت المنظَّمة قدرًا كبيرًا من الاهتمام [[صحة نفسية|بالصحة النفسيَّة]] في معظم مناطق [[جنوب آسيا]] منذ زلزال المحيط الهندي عام 2004.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6DB23208-E018-0C72-09ABB044CD550DEE&method=full_html Post-tsunami mental health: 'We're still weak at the knees'] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060222152025/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6DB23208-E018-0C72-09ABB044CD550DEE&method=full_html|date=22 February 2006}} '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref>

دخلت المنظَّمة في عملية مُطوَّلة ومُسهبة من النقاش الداخلي، والفحص والتدقيق الذاتيّين خلال فترة 2005–2006 حيث نُوقشت العديد من المحاور والجوانب من بينها التأكيد على المعاملة العادلة لمواطني الدول على اختلافها دون تمييز، والإنصاف في التوظيف، والنقد الذاتيّ.<ref name="hhrjournal">{{cite web
| url = http://www.hhrjournal.org/index.php/hhr/article/view/21/57
| title = "Nationals" and "expatriates": Challenges of fulfilling "sans frontières" ("without borders") ideals in international humanitarian action
| publisher = www.hhrjournal.org
| last = Shevchenko, Olga
| first = Fox, Renée
| access-date = 17 August 2009
| archive-url = https://web.archive.org/web/20090123223917/http://hhrjournal.org/index.php/hhr/article/view/21/57
| archive-date = 23 January 2009
| url-status = dead
| df = dmy-all
}}</ref>

=== أفريقيا ===
[[File:MSF_front_door_in_Chad.jpg|وصلة=https://en.wikipedia.org/wiki/File:MSF_front_door_in_Chad.jpg|تصغير|مركز صحي تابع للمنظِّمة في [[دارفور]] عام 2005. ]]
تواجدت منظِّمة أطباء بلا حدود على الأرض في عدد كبير من البلدان الأفريقيَّة على مدى عقودٍ من الزمن، وكانت أحيانًا المنظَّمة الإنسانية الوحيدة التي قدَّمت خدمات الرعاية الصحيَّة، والغذاء، والمياه في بعض المناطق. ما تزال البعثات الميدانيَّة طويلة الأمد ضرورية، وهذا رغم الجهود الدَؤوبة التي بذلتها المنظَّمة لزيادة التغطية الإعلاميَّة للوضع في أفريقيا بغية زيادة الدعم الدولي. تكمن إحدى مهام المتطوعين الرئيسيَّة الواقعة على عاتقهم في العمل على مداواة وعلاج مرضى [[فيروس العوز المناعي البشري]]/[[إيدز|الإيدز]] في منطقة [[أفريقيا جنوب الصحراء]]، بالإضافة إلى زيادة الوعي وتثقيف الناس حول المرض إذ تعاني دول هذه المنطقة أعلى معدَّلات للوفيات وحالات الإصابة في العالم بأسره.<ref name="whoaids">WHO (2004) [http://www.unaids.org/wad2004/EPIupdate2004_html_en/Epi04_03_en.htm Introduction] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060110204222/http://www.unaids.org/wad2004/EPIupdate2004_html_en/Epi04_03_en.htm|date=10 January 2006}}. ''AIDS epidemic update: December 2004''. Retrieved 12 January 2006.</ref><ref name="2012 Facts">[http://www.unaids.org/en/media/unaids/contentassets/documents/epidemiology/2012/gr2012/20121120_FactSheet_Global_en.pdf "Global Fact Sheet", Joint United Nations Programme on HIV and AIDS, 20 November 2012]

Appiah, Anthony; Gates, Henry Louis (2010). ''Encyclopedia of Africa''. Oxford University Press. صفحة&nbsp;8.</ref> تلقَّى 5.25 مليون شخصًا في الدول الناميَّة علاجًا بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعيَّة من أصل 14.6 مليونًا كانوا في حاجةٍ إليه. ولهذا فقد واظبت منظمة أطباء بلا حدود على حث الحكومات والشركات على زيادة البحث والتطوير في علاجات فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز سعيًا لخفض الكلفة وزيادة التوافر<ref>WHO article 2010 [https://www.who.int/hiv/topics/treatment/en/index.html Antiretroviral therapy] '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref> (انظر [[مرض الإيدز في أفريقيا]] لمزيد من المعلومات).

أدت حربيّ الكونغو [[حرب الكونغو الأولى|الأولى]] [[حرب الكونغو الثانية|والثانية]] إلى ارتفاع في مستويات العنف الحاصل في المنطقة وعملت على زعزعة استقرارها. كانت المنظَّمة نشطة ميدانيًا على الأرض في منطقة الكونغو منذ عام 1985. اضطرت المنظَّمة إلى إجلاء فرقها من عدة مناطق في الكونغو مثل بونيا الواقعة ضمن مقاطعة إتوري بسبب شدة العنف،<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=7BC39654-E018-0C72-09E7DF9CC8A2E42A&component=toolkit.report&method=full_html Nothing new in Ituri: The violence continues] {{webarchive|url=https://web.archive.org/web/20060216120244/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=7BC39654-E018-0C72-09E7DF9CC8A2E42A&component=toolkit.report&method=full_html|date=16 February 2006}} '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref> ولكنها ظلت تواصل العمل في مناطق أخرى حيث قدَّمت الغذاء لعشرات آلاف المدنيين المهجَّرين، فضلًا عن معالجة الضحايا الناجين من حملات الاغتصاب الجماعي والاقتتال المحتدم.<ref>MSF Article (2004) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=69A5156A-AD93-4426-9FE16133411EBD40&method=full_html The tragedy of the other Congo – A forgotten war's victims] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222625/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=69A5156A-AD93-4426-9FE16133411EBD40&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 12 January 2006.</ref> كما تعمل المنظَّمة على توفير العلاج واللقاحات الخاصَّة بالأمراض المُنتشرة مثل [[كوليرا|الكوليرا]]،<ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.unocha.org/es/story/drc-fighting-cholera-along-river-congo
| title = DRC: Fighting cholera along the River Congo
| date = 2017-04-03
| website = OCHA
| language = es
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| url = http://www.who.int/csr/don/02-march-2018-cholera-drc/en/
| title = WHO {{!}} Cholera – Kinshasa, Democratic Republic of the Congo
| website = WHO
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> [[حصبة|والحصبة]]،<ref>{{استشهاد بدورية محكمة|title=Learning from a massive epidemic: measles in DRC|url=https://www.thelancet.com/journals/laninf/article/PIIS1473-3099(20)30265-6/abstract|journal=The Lancet Infectious Diseases|date=2020-05-01|issn=1473-3099|PMID=32243817|pages=542|volume=20|issue=5|DOI=10.1016/S1473-3099(20)30265-6|language=English|first=Tanja|last=Ducomble|first2=Etienne|last2=Gignoux}}</ref> [[شلل الأطفال|وشلل الأطفال]]،<ref>{{استشهاد ويب
| url = http://www.who.int/csr/don/08-january-2019-poliovirus-drc/en/
| title = WHO {{!}} Poliomyelitis - Democratic Republic of the Congo
| website = WHO
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref> [[داء فيروس ماربورغ|وحمى ماربورغ]]،<ref name="Bausch2006">{{Cite journal|last1=Bausch|last26=Smit|last19=Formenty|first19=P.|last20=Grein|first20=T.|last21=Leirs|first21=H.|last22=Braack|first22=L.|last23=Ksiazek|first23=T.|last24=Zaki|first24=S.|last25=Bowen|first25=M. D.|first26=S. B.|last18=Mulangu|title=Marburg Hemorrhagic Fever Associated with Multiple Genetic Lineages of Virus|pmid=16943403|year=2006|pages=909–919|issue=9|volume=355|journal=New England Journal of Medicine|first30=R.|last27=Leman|last30=Swanepoel|first29=A.|last29=Kemp|first28=F. J.|last28=Burt|first27=P. A.|first18=S.|first17=M. L.|first1=D. G.|last9=Roth|last2=Nichol|first2=S. T.|last3=Muyembe-Tamfum|first3=J. J.|last4=Borchert|first4=M.|last5=Rollin|first5=P. E.|last6=Sleurs|first6=H.|last7=Campbell|first7=P.|last8=Tshioko|first8=F. K.|first9=C.|last17=Libande|first13=L. A.|first16=A.|last16=Kulidri|first15=A.|last15=Tshomba|first14=H.|last14=Zeller|last13=Olinda|last10=Colebunders|first12=S.|last12=Mardel|first11=P.|last11=Pirard|first10=R.|doi=10.1056/NEJMoa051465|url=https://researchonline.lshtm.ac.uk/11474/1/nejmoa051465.pdf}}</ref><ref name="Bertherat1999">{{Cite journal|last1=Bertherat|first1=E.|last2=Talarmin|first2=A.|last3=Zeller|first3=H.|title=Democratic Republic of the Congo: Between civil war and the Marburg virus. International Committee of Technical and Scientific Coordination of the Durba Epidemic|journal=Médecine Tropicale: Revue du Corps de Santé Colonial|volume=59|issue=2|pages=201–204|year=1999|pmid=10546197}}</ref> [[داء المثقبيات الأفريقي|وداء المثقبيات الأفريقي]]،<ref>{{cite news
| title = Rapid Cure Approved for Sleeping Sickness, a Horrific Illness
| url = https://www.nytimes.com/2018/11/16/health/sleeping-sickness-africa-cure.html?fb=1&recb=published-assets-bq.thompson_sampling&recid=1D7NGsXXIYBGiPgKmu3hLgicB2H&mi_u=72995439
| access-date = 17 November 2018
| newspaper = New York Times
| language = en
}}</ref><ref name="Fra2014">{{cite journal|vauthors=Franco JR, Simarro PP, Diarra A, Jannin JG|title=Epidemiology of human African trypanosomiasis|journal=Clinical Epidemiology|volume=6|pages=257–75|date=2014|pmid=25125985|pmc=4130665|doi=10.2147/CLEP.S39728}}</ref> وفيروس العوز المناعي المكتسب/الإيدز، [[طاعون دملي|والطاعون الدملي]]، وذلك من أجل درء خطر حدوث تفشيات وبائيَّة أو إبطاء المُتفشي منها.<ref>MSF Article (2000) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6589C283-DC2C-11D4-B2010060084A6370&method=full_html Democratic Republic of Congo (DRC): Complex emergency, human catastrophe] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222240/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=6589C283-DC2C-11D4-B2010060084A6370&method=full_html|date=27 September 2007}} '''WHO'''. Retrieved 21 November 2010.</ref>

تمارس المنظَّمة مهامها الإنسانيَّة على الأرض في [[أوغندا]] منذ عام 1980 حيث قدَّمت الإغاثة للمدنيين في [[تاريخ أوغندا (من 1979 إلى الحاضر)|فترة حروب العصابات]] التي عاشتها البلاد بعد عودة [[ميلتون أوبوتي]] لسدة الحكم من جديد بعد الإطاحة [[عيدي أمين|بعيدي أمين]]. بيدَّ أنَّ تأسيس [[جيش الرب للمقاومة]] أذعن ببداية فترة طويلة من العنف في شمال أوغندا وجنوب السودان. تعرَّض المدنيون لحملات من [[قتل|القتل]]، [[اغتصاب|والاغتصاب]]، [[تعذيب|والتعذيب]] الجماعي، بالإضافة إلى [[اختطاف الأطفال]] من أجل [[الاستغلال العسكري للأطفال|تجنيدهم للقتال في صفوف المليشيات]] فيما بعد أو لاستخدامهم [[استعباد جنسي|كعبيد جنسيين]]. أقامت المنظَّمة مخيَّمات إيواء إغاثيَّة للأشخاص [[النزوح الداخلي|المُهجَّرين داخليًا]] الذين ناهزت أعدادهم المليون ونصف شخص. قدَّمت هذه المخيَّمات الغذاء، ومياه الشرب النظيفة، وخدمات الصرف الصحي لضحايا العنف من النازحين. هناك خطر تفشي أمراض السل، والحصبة، وشلل الأطفال، والكوليرا، [[مرض فيروس إيبولا|والإيبولا]]، وفيروس العوز المناعي المكتسب/الإيدز، في البلاد على شكل [[وباء|أوبئة]]. ولذلك يعمل المتطوعون على تقديم اللقاحات (في حالات الحصبة وشلل الأطفال) و/أو العلاج للسكان المحليين. كذلك تنظر فرق المنظَّمة إلى الصحة النفسيَّة باعتبارها جانبًا هامًا لا يمكن إغفاله من عملية العلاج الطبي في أوغندا لأن معظم الناس الذين في مخيَّمات إيواء الأشخاص المُهجَّرين داخليًا يرفضون مغادرتها خشية تعرّضهم للاعتداء.<ref>MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7756E35-E018-0C72-098A5AC4856E0887&component=toolkit.article&method=full_html Uganda: A neglected emergency] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070208162648/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7756E35-E018-0C72-098A5AC4856E0887&component=toolkit.article&method=full_html|date=8 February 2007}} '''MSF'''. Retrieved 12 January 2006.</ref><ref>MSF Article (2004) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=3C0DC992-FD80-47E5-89CD50ACC5E9F57A&method=full_html Uganda: Aiding civilians targeted by war] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070930015603/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=3C0DC992-FD80-47E5-89CD50ACC5E9F57A&method=full_html|date=30 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 12 January 2006.</ref>

أقامت المنظَّمة أول بعثة ميدانيَّة لها في [[ساحل العاج]] عام 1990، بيدَّ أنَّ العنف المتواصل وقيام جماعات المتمردين والقوات الحكوميَّة بتقسيم البلاد في عام 2002، أدَّى إلى وقوع العديد من المذابح، حتى أنَّ المنظَّمة أعلنت عن شكها في وقوع أعمال [[تطهير عرقي|تطهير إثني]].<ref name="ivory coast">MSF Article (2005) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7B85F1B-E018-0C72-09457C0EA59A71D6&component=toolkit.article&method=full_html Côte d'Ivoire: Renewed violence deepens crisis] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070208162224/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?objectid=F7B85F1B-E018-0C72-09457C0EA59A71D6&component=toolkit.article&method=full_html|date=8 February 2007}} Retrieved 21 January 2006.</ref> تُعدّ المنظمة الوحيدة من نوعها التي تقدم جهود الإغاثة الإنسانيَّة في معظم أنحاء البلاد من خلال إشرافها على مشاريع من أجل القيام بحملات تلقيح جماعيَّة ضد مرض الحصبة،<ref>MSF Article (2003) [http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=1D2BE183-8564-4347-9AB4EB7E97E9A6A3&method=full_html MSF vaccinates thousands against measles in Ivory Coast] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20070927222424/http://www.msf.org/msfinternational/invoke.cfm?component=article&objectid=1D2BE183-8564-4347-9AB4EB7E97E9A6A3&method=full_html|date=27 September 2007}} '''MSF'''. Retrieved 15 January 2006.</ref> وعلاج المصابين بمرض السل، وإعادة تأهيل المشافي المتضرِّرة نتيجة الاقتتال.<ref name="ivory coast" />

شجَّعت المنظَّمة على استخدام [[تحديد النسل|وسائل منع الحمل]] في أفريقيا التي تشهد دولها نموًا سكانيًا هائلًا لا طائل له.<ref>{{استشهاد بخبر
| title = Africa’s population will double by 2050
| url = https://www.economist.com/special-report/2020/03/26/africas-population-will-double-by-2050
| journal = The Economist
| date = 2020-03-26
| accessdate = 2020-12-09
| issn = 0013-0613
}}</ref><ref>{{استشهاد ويب
| url = https://www.unfpa.org/pcm/node/13914
| title = Population and Development in Africa
| website = www.unfpa.org
| language = en
| accessdate = 2020-12-09
}}</ref>

تمكَّنت المنظَّمة بمفردها من سد الاحتياجات الطبيَّة خلال [[وباء إيبولا في غرب أفريقيا|تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا]] عام 2014،<ref name="Ebola: the failures of the international outbreak response">{{cite news
| title = Ebola: the failures of the international outbreak response
| url = https://www.msf.org/ebola-failures-international-outbreak-response
| publisher = Médecins Sans Frontières
| access-date = 5 March 2019
| language = en
}}</ref><ref name="NYT010115">{{cite news
| author1 = Donald G. McNeil Jr.
| title = Ebola Doctors Are Divided on IV Therapy in Africa
| url = https://www.nytimes.com/2015/01/02/health/ebola-doctors-are-divided-on-iv-therapy-in-africa.html
| access-date = 3 January 2015
| newspaper = The New York Times
| date = 1 January 2015
}}</ref> وذلك بعدما تجاهل العالم إلى حد كبير التحذيرات المُبكرة التي كانت قد أطلقتها المنظّمة حيال خطر حدوث تفشي وبائي للفيروس في المنطقة.<ref>Marc DuBois and Caitlin Wake, with Scarlett Sturridge and Christina Bennett (2015) [http://www.odi.org/publications/9956-ebola-response-west-africa-exposing-politics-culture-international-aid The Ebola response in West Africa: Exposing the politics and culture of international aid] London: Overseas Development Institute</ref>

في عام 2014، دخلت المنظمة في شراكة تهدف لاستخدم تقنية [[اتصال قمري بالإنترنت|النطاق العريض عبر الأقمار الصنعيَّة]] لإدخال تقنيات [[صحة إلكترونية|الصحة الإلكترونيَّة]]، [[طب إلكتروني|والتطبيب عن بعد]] إلى مناطق معزولة من البلدان الناميَّة. دخل هذا المشروع حيز التطبيق لأول مرة في سيراليون خلال تضافر الجهود من أجل احتواء تفشي وباء إيبولا.<ref>{{cite press release|publisher=SES|date=September 14, 2014|url=http://www.ses.com/4233325/news/2014/19458481|title=SES Joins the Clinton Global Initiative (CGI)|access-date=January 31, 2016}}</ref>

ساعد فرع بوروندي من المنظَّمة في معالجة الضحايا الذين أصيبوا في الانهيارات الأرضيَّة في [[بوروندي]] عام 2019.<ref>{{Cite web
| url = https://reliefweb.int/report/burundi/burundi-floods-landslides-flash-update-no-3-12-december-2019
| title = Burundi: Floods & Landslides Flash Update No. 3, 12 December 2019 – Burundi
| website = ReliefWeb
| language = en
| access-date = 2019-12-13
}}</ref>


== انظر أيضًا ==
== انظر أيضًا ==
سطر 33: سطر 256:
== مراجع ==
== مراجع ==


{{مراجع}}
{{مراجع|2}}


== وصلات خارجية ==
== وصلات خارجية ==
* {{روابط فنية}}
* {{روابط فنية}}



* [http://www.msf-me.org/ar الموقع الرسمي] (بالعربية)
* [http://www.msf-me.org/ar الموقع الرسمي] (بالعربية)

نسخة 04:49، 9 ديسمبر 2020

 
أطباء بلا حدود
أطباء بلا حدود
أطباء بلا حدود

 

الاختصار (بالكتالونية: MSF)‏،  و(بالفرنسية: MSF)‏  تعديل قيمة خاصية (P1813) في ويكي بيانات
البلد سويسرا  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
المقر الرئيسي جنيف  تعديل قيمة خاصية (P159) في ويكي بيانات
تاريخ التأسيس 21 ديسمبر 1971[1]،  و1971[2]  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
المؤسس برنار كوشنار  تعديل قيمة خاصية (P112) في ويكي بيانات
الوضع القانوني جمعية تطوعية  تعديل قيمة خاصية (P1454) في ويكي بيانات
المالية
إجمالي الإيرادات 1901707000 يورو (2020)  تعديل قيمة خاصية (P2139) في ويكي بيانات
الجوائز
الموقع الرسمي الموقع الرسمي  تعديل قيمة خاصية (P856) في ويكي بيانات
شعار منظمة أطباء بلا حدود بالعربي.

أطباء بلا حدود (بالفرنسية: Médecins Sans Frontières، واختصارًا: MSF) هي منظَّمة طبيَّة إنسانيَّة غير حكوميَّة دوليَّة من أصلٍ فرنسيّ معروفة بمشاريعها في مناطق الصراع والدول المتأَّثرة بالأمراض المتوَّطنة. يمتد نشاط المنظَّمة إلى سبعين دولة حول العالم، ويبلغ عدد كوادرها ما يناهز الخمسة وثلاثين ألفًا معظمهم من الأطباء، والممرِّضين، وغيرهم من الخبراء الطبيين المحليين، إضافةً إلى الخبراء اللوجستيين، ومهندسيّ المياه والصرف الصحي، والإداريين.[6] تبلغ الميزانيَّة السنويَّة للمنظَّمة نحو 1.63 مليار دولار أمريكي تقريبًا. وتُشكِّل التبَّرعات الخاصَّة التي قدَّمها أفراد إليها ما نسبته 90% من مصدر تمويل المنظَّمة، في حين عادت النسبة الباقيَّة إلى التبَّرعات التي قدَّمتها الشركات.[7]

تأسَّست أطباء بلا حدود على يد مجموعة صغيرة من الأطباء والصحفيين الفرنسيين عام 1971 على خلفية انفصال بيافرا. وقد أراد مُؤسِّسوها لها توسيع توافر العناية الطبيَّة عبر الحدود الوطنيَّة للدول، بصرف النظر عن العرق أو الدين أو العقيدة أو الانتماء السياسيّ.[8] تُشدِّد المنظَّمة على استقلاليتها وحيادها من أجل بلوغ هذا الهدف حيث تستبعد صراحةً العوامل السياسيَّة أو الاقتصاديَّة أو الدينيَّة من عملية صنع قرارها. ولهذا تضع حدًا على مقدار التمويل الذي تتلقاه من الحكومات أو المنظّمات الحكوميَّة الدوليَّة. مكَّنت هذه المبادئ المنظَّمة من التعبير بحرِّية عن معارضتها للحروب والفساد وغيرها من المُعوِّقات والمنغِّصات التي تثبِّط توافر الرعاية الصحيَّة ورخاء الإنسان. لم تدعو المنظَّمة على مدار تاريخها للتدَّخل العسكريّ سوى مرة واحدة خلال الإبادة الجماعيَّة الروانديَّة عام 1994.

تتحدَّد مبادئ أطباء بلا حدود وتوجيهاتها التنفيذيَّة في ميثاق مبادئ شانتييه[9] الذي أعقبه اتفاق لامانتا.[10] ذُكِرت الحوكمة في الباب الثاني من قسم القواعد ضمن هذه الوثيقة النهائيَّة. تتميَّز المنظَّمة بهيكليتها الترابطيَّة التي تجعل عملية اتخاذ القرارات التشغيليَّة الخاصّة بها مستقلة إلى حد كبير حيث تتوزع مراكزها التشغيلية على خمسة مدن (أمستردام، وبرشلونة-أثينا، وبروكسل، وجنيف، وباريس). يتولَّى المجلس الدولي التي تتمتع فيه الأقسام الأربعة وعشرين (المكاتب الوطنيَّة) بالتمثيل بمهمة تنسيق السياسات المشتركة فيما يتعلق بالقضايا الجوهرية. ينعقد المجلس الدولي في مدينة جنيف السويسريَّة التي يقع فيها أيضًا المكتب الدولي المسؤول عن تنسيق النشاطات الدوليَّة المشتركة بين المراكز التشغيليَّة.

تتمتع أطباء بلا حدود بصفة استشاريَّة عامَّة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة. نالت المنظَّمة جائزة نوبل في السلام لعام 1999، اعترافًا بالجهود المتواصلة التي يبذلها أعضاءها سعيًا لتقديم الرعاية الصحيَّة في ظل الأزمات الحادَّة، فضلًا عن زيادة الوعي الدولي بالكوارث الإنسانيَّة المحتمل وقوعها.[11] تسلَّم جيمس أوربينسكي الجائزة بالنيابة عن المنظَّمة حيث كان رئيسًا لها آنذاك. قبل حصلت أطباء بلا حدود على جائزة سول للسلام لعام 1996.[12]

الأصول

بيافرا

طفل مصاب بالكواشيوركور خلال الحرب الأهليَّة النيجيريَّة.

فرضت القوات المسلَّحة النيجيريَّة حصارًا طوَّقت فيه منطقة بيافرا الواقعة جنوب شرقي البلاد بعد استقلال الأخيرة إبّان الحرب الأهليَّة النيجيريَّة التي دارت رحاها خلال الفترة من عام 1967 حتى عام 1970. كانت فرنسا في ذلك الوقت واحدة من الدول الكبرى الوحيدة الداعمة لشعب بيافرا حيث انحازت المملكة المتَّحدة، والاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة إلى الحكومة النيجيريَّة. لم يعرف العالم أوضاع بيافرا تحت الحصار. وهكذا تطوع عدد من الأطباء الفرنسيين في صفوف الصليب الأحمر الفرنسي للعمل في المشافي ومراكز التغذيَّة في بيافرا المُحاصرة.[8] كان برنار كوشنير الذي أصبح فيما بعد سياسيًا فرنسيًا رفيع المستوى، أحد المشاركين في تأسيس المنظَّمة.[13]

استهدف الجيش النيجيري المتطوعين بعد وصولهم للبلاد، بالإضافة إلى العاملين الصحيين البيافريين. شاهد هؤلاء المتطوعون بأم أعينهم كيف قتلت قوات الحصار للمدنيين وجوَّعتهم حتى الموت. جاهر الأطباء بانتقادهم للحكومة النيجيريَّة والصليب الأحمر على سلوكهما الذي بدا متواطئًا. خلص أولئك الأطباء إلى الحاجة الداعيَّة لتأسيس منظَّمة إغاثيَّة جديدة تتجاهل الحدود السياسيَّة أو الدينيَّة وتضع على رأس أولوياتها أوضاع الضحايا.[8]

التأسيس عام 1971

أسَّست حفنة من الأطباء الفرنسيين الذين عملوا في بيافرا مجموعة الطوارئ الطبيَّة والتدخل الجراحي عام 1971. هدفت هذه المجموعة إلى تقديم المساعدة الإنسانيَّة، وشدَّدت على أهمية التزام الحياد بغية حفظ حقوق الضحايا. شكَّل محرر الدورية الطبيَّة الفرنسيَّة "تونوس" ريمون بوريل في نفس الوقت،[14] مجموعة تُدعى الإغاثة الفرنسية الطبية في استجابة لإعصار بولا الذي ضرب باكستان الشرقيَّة (الآن بنغلاديش) عام 1970، وخلَّف وراءه ما لا يقل 625 ألف قتيل. أراد بوريل تجنيد الأطباء في صفوف المجموعة من أجل تقديم يد العون لضحايا الكوارث الطبيعيَّة. اندمجت هاتين المجموعين من الزملاء لتشكِّل أطباء بلا حدود بتاريخ 22 ديسمبر عام 1971.[15]

كانت أولى مهام المنظَّمة في العاصمة النيكاراغويَّة ماناغوا التي كان قد ضربها زلزال ألحق دمارًا واسعًا بالمدينة، وأدى إلى مقتل ما يتراوح من عشرة آلاف إلى الثلاثين ألف شخص في عام 1972.[16] وصلت المنظَّمة التي تشتهر في يومنا هذا بسرعة استجابتها، بعد ثلاثة أيام من مباشرة الصليب الأحمر لمهمته الإغاثيَّة في البلاد. تسبَّب إعصار فيفي الذي ضرب هندوراس خلال يومي الثامن عشر والتاسع عشر من سبتمبر عام 1974، بفيضانات كبيرة في البلاد موديًا بحياة آلاف الأشخاص (تختلف التقديرات)، وهناك أنشئت أطباء بلا حدود أول بعثة إغاثيَّة طبيَّة طويلة الأمد في تاريخها.[17]

نزح ملايين الكمبوديين إلى تايلاند المجاورة عقب انتصار شمال فيتنام على الجنوب وسقوط الأخيرة. كان سبب موجة النزوح هذه هربًا من أعمال العنف والقتل التي نفَّذها نظام الخمير الحمر بزعامة بول بوت[18] في البلاد خلال الفترة من عام 1975 حتى عام 1979. أقامت المنظَّمة أول مخيم للاجئين في تاريخها بتايلاند كجزء من الجهود الساعيَّة لإيواء النازحين الكمبوديين.[15] وأقامت المنظَّمة بعثات إغاثيَّة طويلة الأمد في كمبوديا بعد انسحاب فيتنام من البلاد عام 1989. هدفت هذه البعثات إلى تقديم المساعدة للناجين من عمليات القتل الجماعي التي نفَّذها النظام السابق، فضلًا عن إعادة تأهيل النظام الصحي الكمبودي.[19] يمكن اعتبار بعثات المنظَّمة في تايلاند لمساعدة ضحايا الحرب في جنوب شرق آسيا أول بعثة قامت بها المنظَّمة في تاريخها خلال وقت الحرب. بيدَّ أنَّ أول بعثة فعليَّة نفَّذتها المنظَّمة في منطقة حرب كانت إبَّان الحرب الأهليَّة اللبنانيَّة في عام 1976 حين واجهت البعثة نيرانًا معاديَّة. عملت أطباء بلا حدود على الأرض في لبنان لمدة تسعة سنين متواصلة (1976–1984) حيث ساعدت في إجراء العمليات الجراحيَّة في مختلف مشافي البلاد خلال فترة الحرب الأهليَّة. رسَّخت المنظَّمة خلال هذه الفترة سمعة بحيادها واستعدادها لأداء مهامها الإنسانيَّة تحت نيران الحرب. قدَّمت المنظمة يد العون والإغاثة للمقاتلين المسلمين والمسيحيين على حد سواء دون تمييز حيث سارعت لمساعدة أي مجموعة كانت تحتاج للمساعدة الطبية. اضطرت المنظَّمة لسحب معظم متطوعيها­ من البلاد بعد تدهور الوضع الأمني الخاص بالمنظَّمات الإنسانيَّة في عام 1984.[20]

القيادة الجديدة

اُنتخب كلود ماليوريه رئيسًا جديدًا لأطباء بلا حدود عام 1977. جاء هذا على خلفية النقاشات التي دارت حيال مستقبل المنظمَّة، ولا سيما فيما يتعلق بمفهوم "الشهادة" الذي يشير إلى إجهار المرء وتحدثه حول المعاناة التي يشهد على وقوعها أمام عينيه بدلًا من التزامه الصمت.[21] كان ماليوريه ومؤيدوه يعارضون أو يقلِّلون من أهمية "الشهادة" حيث أعتقد الأخير أنَّه يمكن للمنظَّمة تجنب التعرض لانتقادات حكومات الدول التي تعمل ضمنها من خلال النأي بنفسها عن ذلك. في حين اعتبر كوشنير أنَّ توثيق المعاناة وإخبار العالم بما يحصل في بلد من البلدان كان أكثر طريقة فعَّالة حتى تحل المشكلة.

في عام 1979، وجَّهت مجموعة من المثقفين الفرنسيين دعوة إلى مشروع "قارب من أجل فيتنام" في صحيفة لو موند. كان الهدف من المشروع تقديم المساعدة الطبيَّة للاجئين. هذا وقد جاءت هذه الدعوة بعد أربع سنوات من النزوح الجماعيّ للاجئين الفارين من جنوب فيتنام والدول المجاورة لها سيرًا على الأقدام وبالقوارب. لم تحظى الفكرة بتأييد غالبية أعضاء المنظَّمة. ومع ذلك فقد استأجر الوزير اللاحق برنار كوشنير مع آخرين سفية تدعى "جزيرة الضوء" لتحقيق هذه المبادرة على أرض الواقع. وبالفعل فقد أبحرت السفينة التي كان على متنها مجموعة من الأطباء والصحفيين والمصورين الفوتوغرافيين باتجاه بحر الصين الجنوبي، وقدَّمت بعض المساعدات الطبيَّة للنازحين على القوارب. جاءت منظَّمة "أطباء العالم" المُنشقة التي قامت بمبادرة السفينة بالفكرة القائلة بوجوب التدخل الإنساني باعتباره أمرًا واجبًا وتحديدًا على الدول الغربيَّة مثل فرنسا.[22][23] وفي عام 2007، أوضحت المنظَّمة طيلة ما يقرب الثلاثين عامًا وجود اختلافات في وجهات النظر مع كوشنير حيال عدد من القضايا مثل الحق في التدخل باستخدام القوة العسكريَّة لأسباب إنسانيَّة التي كان كوشنير يؤيدها. أمَّا المنظَّمة فكانت تدافع عن مبدأ مزاولة العمل الإنسانيّ غير المتحيز والمستقل عن جميع القوى السياسيَّة، والاقتصاديَّة، والدينيَّة.[24]

تطور المنظمة

في عام 1982، استطاع مالوريه وروني برومان (الذي أصبح رئيس المنظمة) من رفع مستوى الاستقلاليَّة الماليَّة التي تمتعت بها المنظَّمة من خلال تطبيق فكرة جمع التبرعات عبر البريد. كذلك شهدت الثمانينيات تأسيس فروع العمليات الأخرى التابعة للمنظَّمة التي انبثقت عن الفرع الفرنسيّ (1971) وهي الفرع البلجيكيّ (1980)، والسويسريّ (1981)، والهولنديّ (1984)، والإسبانيّ (1986). كان الفرع اللوكسمبورغيّ المُتأسِّس عام 1986 أول فرع مساند. شهد مطلع تسعينيات القرن العشرين تأسيس غالبية الأفرع المساندة للمنظَّمة: الفرع اليونانيّ (1990)، والأمريكيّ (1990)، والكنديّ (1991)، واليابانيّ (1992)، والبريطانيّ (1993)، والإيطاليّ (1993)، والأستراليّ (1994)، بالإضافة إلى فروع المنظَّمة في كل من ألمانيا، والنمسا، والدنمارك، والسويد، والنرويج، وهونغ كونغ (أمَّا فرع الإمارات فقد تأسَّس لاحقًا).[15][25] لعبَ مالوريه، وبرومان دورًا مؤثّرًا في الرفع من مستوى مهنية المنظَّمة. في ديسمبر عام 1979، سارعت المنظَّمة إلى إقامة بعثات ميدانيَّة على الأرض لتقديم المساعدة الطبية للمجاهدين بعد الاجتياح السوفيتي لأفغانستان. وفي فبراير عام 1980، شجبت المنظَّمة نظام الخمير الحمر علنًا. أنشأت المنظَّمة برامج تغذية إغاثيَّة على الأرض في إثيوبيا عام 1984 خلال المجاعة التي أصابت البلاد خلال الفترة من عام 1983 حتى عام 1985، ولكن تعرضت المنظَّمة للفصل من البلاد في عام 1985، بعد إدانتها لإساءة استخدام المساعدات الدوليَّة وإعادة التوطين القسريّ. كان من شأن قيام منظَّمة أطباء بلا حدود بتوجيه انتقادات علنيَّة وصريحة للحكومة الإثيوبيَّة، أن أدّى إلى انتقاد المنظَّمات غير الحكوميَّة الأخرى لها على ما اعتبروه تخليها عن حيادها الُمفترض. كما أسهمت هذه الحادثة في إثارة مجموعة من النقاشات حول موضوع الأخلاقيات الإنسانية في فرنسا.[26][27] كما قامت المنظَّمة بتركيب مُعدَّات لإنتاج مياه شرب نظيفة لسكان العاصمة السلفادوريَّة سان سلفادور. وهذا عقب الزلزال الذي ضرب المدينة في 10 أكتوبر عام 1986.[15][28]

السودان

عملت منظَّمة أطباء بلا حدود على توفير المساعدات الإنسانيَّة الطبيَّة على الأرض في السودان منذ عام 1979. تُعدّ السودان من البلدان التي كانت قد قاست الأمرين بما عانته من مجاعات، وحرب أهليَّة، وانتشار لسوء التغذيَّة، فضلًا عن تسجيلها لواحد من أعلى معدلات وفيات أمومة في العالم بأسره. في مارس عام 2009، نقلت تقارير إخباريَّة عن تخصيص المنظَّمة لـ4,590 عامل ميداني في البلاد[29] من أجل تدارك عدد من التحديات التي تواجهها السودان مثل النزاعات المسلحة، والأمراض الوبائيَّة، والرعاية الصحيَّة، والإقصاء الاجتماعي. يُعدّ وجود المنظَّمة في السودان أحد أكبر التدخلات الإنسانيَّة التي قامت بها المنظمة في تاريخها حيث تعمل المنظَّمة على توفير مجموعة من خدمات الرعاية الصحيَّة من بينها تقديم الدعم الغذائي، والرعاية الصحيَّة الإنجابيَّة، وعلاج داء الكالإزار، فضلًا عن الخدمات الاستشاريَّة والجراحيَّة للسكان المحليبن.[30] يُعدّ كلًا من السل، والكالإزار المعروف أيضًا باسم داء الليشمانيات الحشوي، والتهاب السحايا، والحصبة، والكوليرا، والملاريا من ضمن الأمراض الشائعة المنتشرة في السودان.

الكالإزار في السودان

كان الكالإزار المعروف كذلك باسم داء الليشمانيات الحشوي من بين كبرى المشاكل الصحيَّة التي واجهتها السودان. ساعد زيادة الاستقرار الذي في المنطقة إلى الدفع بعجلة الجهود الراميَّة لتوفير الرعاية الصحيَّة. وجاء ارتفاع مستوى الاستقرار في البلاد على خلفية التوقيع على اتفاقية السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان بتاريخ 9 يناير عام 2005. في عام 2008، جربَّت المنظّمة مزيجًا من ستيبوغلوكونات الصوديوم والباروموميسين يعمل على خفض مدة العلاج (من 30 يومًا لتصبح 17 يومًا)، بالإضافة إلى خفضه للكلفة.[31] وفي مارس عام 2010، أقامت المنظّمة أول مركز لعلاج داء الكالإزار تابع لها في شرق السودان. وفَّر هذا المركز العلاج المجاني للمرضى الذين كانوا دون توافر العلاج قد واجهوا شبح الموت. تصل نسبة الوفيات الناتجة عن داء الكالإزار إلى 99% في حال عدم علاجه خلال مدة تتراوح من شهر إلى أربعة أشهر من تاريخ إصابة الشخص بالعدوى.[32] استطاعت المنظَّمة علاج أكثر من سبعة وعشرين ألف مريض مصاب بالكالإزار منذ افتتاح المركز. هذا وقد وصلت نسب نجاح العلاج ما بين الـ90 والـ95 بالمئة تقريبًا.[33] كان هناك خطط لافتتاح مركز علاج آخر في مدينة ملكال‎ بجنوب السودان لاستيعاب أعداد المرضى الكبيرة الذين يحتاجون للعلاج. كما عملت المنظَّمة على تزويد المشافي بالمستلزمات الطبية الضروريَّة، فضلًا عن تأهيل الكوادر الطبيَّة السودانيَّة للمساعدة على احتواء انتشار المرض.[34] عملت منظمة أطباء بلا حدود على التنسيق مع وزارة الصحة السودانيَّة وغيرها من المؤسَّسات الوطنيَّة والدوليَّة من أجل تعزيز الجهود الرامية لتحسين تشخيص وعلاج مرض الكالإزار.[35] كما أُجِريت الأبحاث لمعرفة المزيد حول سبل العلاج ولقاحات هذا المرض.[35] في ديسمبر عام 2010، شهدت جنوب السودان أسوأ تفشٍ للكالإزار مرَّ على البلاد منذ ثمانية سنوات،[29] وعليه فقد تضاعف أعداد المرضى الذين بحتاجون للعلاج إلى ثمانية أضعاف ما كان عليه خلال العام الذي سبقه.[29]

منشآت الرعاية الصحية في السودان

استمرت الحرب الأهليَّة السودانيَّة الثانيّة بدءًا من عام 1983 حتى توقيع شمال وجنوب السودان على اتفاق سلام فيما بينهما عام 2005.[36] كانت الفرق الطبيَّة التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود منتشرة خلال فترة الحرب الأهليَّة وقبل نشوبها حيث عملت المنظَّمة على توفير المساعدات الإنسانيَّة الطبيَّة في عدد من المواقع.[29] زادت الحرب من تردي حال البنية التحتيَّة في جنوب السودان، وهو الأمر الذي أدَّى إلى تدهور المؤشرات الصحيَّة الخاصّة بالمنطقة إلى درجة كبيرة حيث لا تتوفر سبل الرعاية الصحيَّة الأساسيَّة لما تصل نسبته إلى 75% من الأشخاص في البلاد، وتفارق واحدة من كل سبعة نساء الحياة خلال الإنجاب.[37][38] كما يُشكِّل سوء التغذية وتفشي الأمراض مصدر قلق.[39] في عام 2011، تعرضت عيادة تابعة للمنظَّمة تقع في ولاية جونغلي للنعب والتخريب على يد مجهولين.[40] كما لقي المئات من النساء والأطفال حتفهم، بالإضافة إلى فقدان أدوية ومعدَّات طبيَّة قيِّمة، ودمار أجزاء من مرافق المنظمة نتيجة اندلاع حريق فيها. كان لهذا الحادث تداعيات بالغة السلبية لكون هذه العيادة المركز الوحيد للرعاية الصحية الأساسيَّة في هذا الجزء من ولاية جونغلي.[40]

مطلع تسعينات القرن العشرين

شهدت مطلع تسعينيات القرن العشرين افتتاح المنظَّمة لفروع جديدة بالتوازي مع إنشاء بعثات ميدانيَّة على الأرض خلال مجموعة من أسوأ الأوضاع التي واجهتها المنظَّمة في تاريخها على الإطلاق.

في عام 1990، دخلت المنظَّمة ليبيريا لأول مرة بغية تقديم المساعدة للمدنيين واللاجئين المتأثرين بالحرب الأهليَّة الليبيريَّة.[41] دأب المتطوعون في المنظَّمة على توفير حاجات السكان من الغذاء، والرعاية الصحيَّة الأساسيَّة، فضلًا عن القيام بحملات التلقيح الجماعيَّة خلال فترات الاقتتال المتواصل خلال التسعينيات وما تبعه من اندلاع الحرب الأهليَّة الليبيريَّة الثانيَّة. كما انتقدوا الهجمات على المشافي ومراكز التغذيَّة ولا سيما في العاصمة مونروفيا.[42]

أنشئت البعثات الميدانيَّة على الأرض لإغاثة اللاجئين الأكراد الهاربين من حملة الأنفال. كما كانت تُجمع الأدلة توثيقًا للفظائع المرتكبة في عام 1991.[43] كذلك شهد نفس العام اندلاع الحرب الأهليَّة الصوماليَّة التي أنشأت المنظَّمة خلالها عددًا من البعثات الميدانيَّة في عام 1992، جنبًا إلى جنب مع بعثة الأمم المتَّحدة لحفظ السلام. واظب العاملين في منظَّمة أطباء بلا حدود على أداء مهامهم الإغاثيَّة الميدانيَّة في الصومال من إغاثة وتشغيل للعيادات والمشافي لخدمة المدنيين، وذلك بالرغم من تجميد الأمم المتَّحدة لعملياتها في البلاد بحلول عام 1993.[44]

بدأت المنظَّمة في أداء مهامها الإنسانيَّة للمرة الأولى في سربرنيتسا (الواقعة في بوسنة والهرسك) كجزء من قافلة الأمم المتَّحدة في عام 1993. وجاء ذلك بعد مرور عام على اندلاع الحرب البوسنيَّة. طوَّق جيش صرب البوسنة المدينة التي كان يقطنها نحو 60 ألف نسمة من البوشناق. غدت المدينة جيبًا واقعًا تحت قوة الحماية التابعة للأمم المتحدة. كانت أطباء بلا حدود المنظَّمة الوحيدة التي تمكَّنت من توفير الرعاية الصحيَّة للمدنيين الواقعين تحت الحصار، ومن أجل هذا السبب لم تستطع المنظَّمة إدانة الإبادة الجماعيَّة خشية فصلها من البلاد (ولكنَّها أدانت عدم وجود منظمات أخرى). أُجبِرت المنظَّمة على مغادرة المنطقة بعد استيلاء جيش صرب البوسنة عليها عام 1995. تعرض نحو 40 ألف مدني من البوشناق للترحيل ولقي نحو 7 آلاف شخص مصرعهم في عمليات إعدام جماعيَّة.[45]

رواندا

أُلحِق بعض مندوبي المنظَّمة العاملين في رواندا ضمن الفريق الطبي للجنة الدوليَّة للصليب الأحمر عندما بدأت أحداث الإبادة الجماعيَّة الروانديَّة في شهر أبريل من عام 1994، وذلك بغية توفير غطاء حماية لهم. نجحت كلتا المنظَّمتين في الحفاظ على عمل جميع المستشفيات الرئيسيَّة في العاصمة الروانديَّة كيغالي طوال الفترة الرئيسيَّة التي وقعت فيها الإبادة الجماعية. اضطرت المنظَّمة مع غيرها من المنظَّمات الإغاثيَّة الأخرى لمغادرة البلاد في عام 1995، وهذا رغم مزاولة العديد من المتطوعين من منظمتي أطباء بلا حدود واللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر لأعمالهم بموجب قواعد المشاركة في اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر التي عدَّت الحياد أهمية قصوى. أثارت هذه الأحداث النقاش داخل المنظَّمة حول مفهوم الموازنة ما بين حياد العاملين الإغاثيين ودورهم كشهود. تغيَّر موقف المنظَّمة فيما يتعلق بمبدأ الحياد نتيجة للبعثة في رواندا حتى أصبح أقرب في مضمونه إلى موقف اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر، وهو ما مثَّل نقلة نوعيَّة ملحوظة في تاريخ المنظَّمة في ضوء الرجوع إلى أصولها.[46]

صورة جويَّة لمخيم ميهاندا للاجئين الواقع في زائير عام 1996. تظهر في الصورة ما يربو عن خمسمئة خيمة خاصة باللاجئين الروانديين

بلغ عدد العاملين المحليين في منظَّمة أطباء بلا حدود الذين لقوا حتفهم خلال الإبادة الجماعيَّة ما يقرب المئة شخص خلال إدائهم لواجبهم الإنساني الإغاثي على الأرض، فيما بلغ عدد العاملين الإغاثيين التي فقدتهم اللجنة الدوليَّة للصليب الأحمر الخمسة وستين شخصًا. اتخذ الفرع الفرنسي من المنظَّمة قرار إجلاء فريقهم من البلاد (بينما اضطر العاملون المحليون للبقاء). أدانت المنظَّمة قتل عامليها، وناشدت القوات المسلَّحة الفرنسيَّة بالتدخل لوقف الإبادة الجماعيَّة. نشر الفرع الفرنسي من المنظَّمة شعار "لا يمكن للمرء إيقاف حدوث إبادة جماعيَّة بالأطباء" في وسائل الإعلام. تبعها شن الجيش الفرنسي لعملية الفيروز المثيرة للجدل تحت غطاء أممي في غضون أقل من شهر.[15] أدَّى هذا التدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى نزوح مئات الآلاف من اللاجئين الروانديين باتجاه زائير وتنزانيا فيما أصبح يُعرف بأزمة لاجئي البحيرات العظمى، وما أعقبها من انتشارٍ لأوبئة الكوليرا، وحدوث المجاعات، فضلًا عن زيادةٍ في عمليات القتل الجماعي التي استهدفت مجموعات كبيرة من المدنيين. عاد الفرع الفرنسي من المنظَّمة إلى المنطقة ليعمل على تقديم المساعدات الطبيَّة للاجئين في غوما.[47]

بلغت حدة التنافس بين منظَّمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرهما من المنظمات الإغاثيَّة أشدَّها في وقت الإبادة الجماعيَّة.[48] بيدَّ أنَّ الظروف في رواندا دفعت إلى إحداث تغيير جذري في الطريقة التي انتهجتها المنظمات الإنسانيَّة فيما يتعلق بالبعثات الإغاثيَّة. وضعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مدوَّنة قواعد السلوك لحركة الصليب والهلال الأحمر والمنظَّمات غير الحكوميَّة للإغاثة في حالات الكوارث عام 1994، وكان الهدف منه توفير إطار عمل للبعثات الإنسانيَّة.[49][50] هذا وقد كانت منظَّمة أطباء بلا حدود من بين الأطراف الموقِّعة على مدوَّنة السلوك هذه.[51] كما تدعو المدوَّنة إلى توفير المساعدات الإنسانيَّة فقط، وحثَّت جميع منظّمات الإغاثة على عدم تلبية أي مصالح سياسيَّة أو دينيَّة لأي طرفٍ كان أو أن تجعل المنظمات من نفسها أدوات في يد الحكومات الأجنبيَّة.[52] ومع ذلك فقد وجدت المنظَّمة منذ حينها الضرورة لإدانة تصرفات صادرة عن حكومات مثل الإدانة التي أصدرتها خلال حرب الشيشان الثانية عام 1999،[53] ولكنها لم تدعو إلى تدخل عسكريّ آخر منذ ذلك الحين.[15]

سيراليون

أنشأت المنظَّمة في أواخر تسعينات القرن العشرين بعثات في منطقة بحر آرال للمساعدة في الجهود المبذولة لعلاج مرضى السل، وفقر الدم من السكان المحليين، فضلًا عن تقديم يد العون للمدنيين المتأثرين بالمجاعات والأمراض المُقاومة للدواء، وأوبئة الكوليرا والإيدز.[54][55] نجحت المنظَّمة في تلقيح ثلاثة ملايين نيجيري بلقاحات التهاب السحايا خلال الوباء الذي تفشّى في المنطقة عام 1996.[56] كما ندَّدت المنظَّمة بالإهمال الذي تتعمَّد طالبان ممارسته في مجال الرعاية الصحيَّة الخاصّة بالنساء في عام 1997.[57] لعل أهم بلد أنشأت فيها المنظَّمة بعثات خلال فترة أواخر التسعينيات هي سيراليون التي كانت حينها في خضم حرب أهليَّة. في عام 1998، بدأ متطوعون بالمساعدة على إجراء العمليات الجراحيَّة في العاصمة فريتاون[58] بهدف استيعاب الأعداد المتزايدة من حالات بتر الأطراف. كما ساعدوا في تدوين إحصاءات للسكان المدنيين (رجال ونساء وأطفال) الذين تعرضوا لهجمات شنَّتها عصابات كبيرة من رجال أدَّعوا انتمائهم لمجموعة المراقبة التابعة للجماعة الاقتصاديَّة لدول غرب أفريقيا. كانت هذه العصابات تتنقل بين القرى والبلدات وتعوث بها قتلًا وخرابًا حيث كانوا يخترقون حرمة المنازل، ويبترون إحدى الذراعين للرجال أو كلتاهما، ويغتصبون النساء، ووصل بهم الأمر أن كانوا يرمون عائلات بأكملها بالرصاص الحي، ويجبرون الناجين على مغادرة المنطقة.[59][60] شملت المشاريع طويلة الأمد التي أعقبت نهاية الحرب الأهلية تقديم الدعم النفسي للضحايا، وإدارة آلام الأطراف الوهميَّة.[61][62]

البعثات الجارية

الدول التي كان لمنظَّمة أطباء بلا حدود بعثات فيها عام 2015.

انطلقت حملة إتاحة الوصول إلى الأدوية الأساسيَّة الاي أطلقتها أطباء بلا حدود في أواخر عام 1999. هدفت هذه الحملة إلى فتح منبر جديد يمكن من خلاله رفع الوعي حيال النقص في العلاجات واللقاحات الفعَّالة المتاحة في البلدان الناميَّة. في عام 1999، تحدَّثت المنظَّمة عن قلة المساعدات الإنسانيَّة في كوسوفو والشيشان، مما دفعها إلى إنشاء بعثات ميدانيَّة على الأرض لمساعدة المدنيين المتضررين نتيجة للاختلافات السياسيَّة بين الأطراف المتصارعة في هاتين المنطقتين. يعود تاريخ عمل المنظَّمة على الأرض في كوسوفو إلى عام 1993، بيدَّ أنَّ نشوب حرب كوسوفو أدَّى إلى نزوح عشرات الآلاف من اللاجئين، وتراجع الظروف المعيشيَّة للسكان. عملت المنظَّمة على تقديم ما استطاعت إليه من مأوى، ومياه، ورعاية صحيَّة للمدنيين المتضررين من حملة القصف الإستراتيجية لحلف الناتو.[63]

واجهت المنظَّمة خلافًا داخليًا حينما تعرض الفرع اليونانيّ منها للفصل على خلفية خلاف بشأن عمل المنظَّمة في كوسوفو. استطاع الفرع اليونانيّ من المنظَّمة دخول صربيا شرط قبولها للشروط التي أملتها الحكومة الصربيَّة على العاملين فيها من ناحية المواقع التي بمقدورهم الذهاب إليها وتفقدها. هذا وقد رفض باقي أعضاء حركة أطباء بلا حدود هذه القيود.[64] ذكر مصدر ليس على ارتباط بالمنظَّمة أن فصل الفرع اليونانيّ كان بسبب ما قام به الأعضاء من تقديم المساعدات للمدنيين الألبان والصرب في بريشتينا خلال حملة قصف الناتو في المنطقة.[65] لم يلتئم هذا الصدع حتى أُعيد ضم الفرع اليونانيّ إلى المنظَّمة الأم عام 2005.

كانت أوضاع المدنيين في الشيشان رديئة نتيجة ما قاسوه من عنف على أثر الحرب الشيشانيَّة الثانيَّة حيث تعرَّض الكثير من السكان المدنيين إلى التهجير القسري من منازلهم. وهنا جاء دور منظَّمة أطباء بلا حدود في إنشاء حملات ميدانيَّة إغاثيَّة على الأرض.[66]

يعود تاريخ تواجد المنظَّمة على الأرض في هايتي إلى عام 1991. هذا وقد شهدت البلاد ارتفاعًا كبيرًا في الهجمات المدنيَّة وجرائم الاغتصاب التي مارستها الجماعات المسلَّحة بعد الإطاحة بالرئيس جان برتران آريستيد عن سدة الحكم. عملت المنظَّمة على توفير الدعم الطبي والنفسي في المستشفيات حيث أجرت عمليات جراحيَّة بالمجان وهي الوحيدة التي كانت تُجرى دون مقابل في العاصمة بورت أو برانس. كما أنشأت بعثات ميدانيَّة لإعادة تأهيل نُظم إدارة المياه والمخلفات، وتقديم العلاج للناجين من الفيضانات الكبيرة الناجمة عن إعصار جين، وضمان حصول المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز، والملاريا (كِلا هذين المرضين منتشرين في البلاد) على أشكال أفضل من العلاج والمتابعة.[67] أشارت التقارير الواردة من هايتي عقب الزلزال الذي ضرب البلاد يوم 12 يناير عام 2010 إلى تعرض المشافي الثلاثة التي تديرها المنظَّمة في هايتي لأضرار جسيمة، حتى أنَّ أحدها انهار كليًا، في حين هُجِر المشفيين الآخرين.[68][69] سارعت منظَّمة أطباء بلا حدود إلى إرسال تسع طائرات إغاثيَّة محمَّلة بالتجهيزات الطبيَّة، وأقامت مشفى ميداني للمساعدة في الجهود المبذولة لإسعاف وعلاج الضحايا، ولكن لم تتمكن بعض هذه الطائرات من الهبوط مباشرةً وتأخير هبوطها لبعض الوقت بسبب الضغط الهائل في الطائرات العسكريَّة والإغاثيَّة التي أرسلتها دول العالم للمساعدة في تدارك الكارثة التي حلَّت على هذا البلد الفقير.[70]

ساعدت المنظَّمة في جهود الإغاثة بولاية جامو وكشمير على وقع الصراع الذي تعيشه المنطقة الواقعة شمال الهند حيث عملت المنظَّمة على مساعدة النازحين المدنيين الذين هربوا من الاشتباكات الدائرة في ولاية جامو وكشمير، وولاية مانيبور. هذا وقد سبقَ لمنظَّمة أطباء بلا حدود إقامة بعثة ميدانيَّة سابقة في المنطقة عام 1999. يُعدّ تقديم الدعم النفسي لضحايا الاقتتال من الأهداف الرئيسيَّة لبعثة المنظَّمة، ولكن سعت فرق المنظَّمة أيضًا لإعداد برامج طبيَّة بغية علاج مرضى السل، والملاريا، وفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز.[71] أولت المنظَّمة قدرًا كبيرًا من الاهتمام بالصحة النفسيَّة في معظم مناطق جنوب آسيا منذ زلزال المحيط الهندي عام 2004.[72]

دخلت المنظَّمة في عملية مُطوَّلة ومُسهبة من النقاش الداخلي، والفحص والتدقيق الذاتيّين خلال فترة 2005–2006 حيث نُوقشت العديد من المحاور والجوانب من بينها التأكيد على المعاملة العادلة لمواطني الدول على اختلافها دون تمييز، والإنصاف في التوظيف، والنقد الذاتيّ.[73]

أفريقيا

مركز صحي تابع للمنظِّمة في دارفور عام 2005.

تواجدت منظِّمة أطباء بلا حدود على الأرض في عدد كبير من البلدان الأفريقيَّة على مدى عقودٍ من الزمن، وكانت أحيانًا المنظَّمة الإنسانية الوحيدة التي قدَّمت خدمات الرعاية الصحيَّة، والغذاء، والمياه في بعض المناطق. ما تزال البعثات الميدانيَّة طويلة الأمد ضرورية، وهذا رغم الجهود الدَؤوبة التي بذلتها المنظَّمة لزيادة التغطية الإعلاميَّة للوضع في أفريقيا بغية زيادة الدعم الدولي. تكمن إحدى مهام المتطوعين الرئيسيَّة الواقعة على عاتقهم في العمل على مداواة وعلاج مرضى فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، بالإضافة إلى زيادة الوعي وتثقيف الناس حول المرض إذ تعاني دول هذه المنطقة أعلى معدَّلات للوفيات وحالات الإصابة في العالم بأسره.[74][75] تلقَّى 5.25 مليون شخصًا في الدول الناميَّة علاجًا بالعقاقير المضادة للفيروسات الرجعيَّة من أصل 14.6 مليونًا كانوا في حاجةٍ إليه. ولهذا فقد واظبت منظمة أطباء بلا حدود على حث الحكومات والشركات على زيادة البحث والتطوير في علاجات فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز سعيًا لخفض الكلفة وزيادة التوافر[76] (انظر مرض الإيدز في أفريقيا لمزيد من المعلومات).

أدت حربيّ الكونغو الأولى والثانية إلى ارتفاع في مستويات العنف الحاصل في المنطقة وعملت على زعزعة استقرارها. كانت المنظَّمة نشطة ميدانيًا على الأرض في منطقة الكونغو منذ عام 1985. اضطرت المنظَّمة إلى إجلاء فرقها من عدة مناطق في الكونغو مثل بونيا الواقعة ضمن مقاطعة إتوري بسبب شدة العنف،[77] ولكنها ظلت تواصل العمل في مناطق أخرى حيث قدَّمت الغذاء لعشرات آلاف المدنيين المهجَّرين، فضلًا عن معالجة الضحايا الناجين من حملات الاغتصاب الجماعي والاقتتال المحتدم.[78] كما تعمل المنظَّمة على توفير العلاج واللقاحات الخاصَّة بالأمراض المُنتشرة مثل الكوليرا،[79][80] والحصبة،[81] وشلل الأطفال،[82] وحمى ماربورغ،[83][84] وداء المثقبيات الأفريقي،[85][86] وفيروس العوز المناعي المكتسب/الإيدز، والطاعون الدملي، وذلك من أجل درء خطر حدوث تفشيات وبائيَّة أو إبطاء المُتفشي منها.[87]

تمارس المنظَّمة مهامها الإنسانيَّة على الأرض في أوغندا منذ عام 1980 حيث قدَّمت الإغاثة للمدنيين في فترة حروب العصابات التي عاشتها البلاد بعد عودة ميلتون أوبوتي لسدة الحكم من جديد بعد الإطاحة بعيدي أمين. بيدَّ أنَّ تأسيس جيش الرب للمقاومة أذعن ببداية فترة طويلة من العنف في شمال أوغندا وجنوب السودان. تعرَّض المدنيون لحملات من القتل، والاغتصاب، والتعذيب الجماعي، بالإضافة إلى اختطاف الأطفال من أجل تجنيدهم للقتال في صفوف المليشيات فيما بعد أو لاستخدامهم كعبيد جنسيين. أقامت المنظَّمة مخيَّمات إيواء إغاثيَّة للأشخاص المُهجَّرين داخليًا الذين ناهزت أعدادهم المليون ونصف شخص. قدَّمت هذه المخيَّمات الغذاء، ومياه الشرب النظيفة، وخدمات الصرف الصحي لضحايا العنف من النازحين. هناك خطر تفشي أمراض السل، والحصبة، وشلل الأطفال، والكوليرا، والإيبولا، وفيروس العوز المناعي المكتسب/الإيدز، في البلاد على شكل أوبئة. ولذلك يعمل المتطوعون على تقديم اللقاحات (في حالات الحصبة وشلل الأطفال) و/أو العلاج للسكان المحليين. كذلك تنظر فرق المنظَّمة إلى الصحة النفسيَّة باعتبارها جانبًا هامًا لا يمكن إغفاله من عملية العلاج الطبي في أوغندا لأن معظم الناس الذين في مخيَّمات إيواء الأشخاص المُهجَّرين داخليًا يرفضون مغادرتها خشية تعرّضهم للاعتداء.[88][89]

أقامت المنظَّمة أول بعثة ميدانيَّة لها في ساحل العاج عام 1990، بيدَّ أنَّ العنف المتواصل وقيام جماعات المتمردين والقوات الحكوميَّة بتقسيم البلاد في عام 2002، أدَّى إلى وقوع العديد من المذابح، حتى أنَّ المنظَّمة أعلنت عن شكها في وقوع أعمال تطهير إثني.[90] تُعدّ المنظمة الوحيدة من نوعها التي تقدم جهود الإغاثة الإنسانيَّة في معظم أنحاء البلاد من خلال إشرافها على مشاريع من أجل القيام بحملات تلقيح جماعيَّة ضد مرض الحصبة،[91] وعلاج المصابين بمرض السل، وإعادة تأهيل المشافي المتضرِّرة نتيجة الاقتتال.[90]

شجَّعت المنظَّمة على استخدام وسائل منع الحمل في أفريقيا التي تشهد دولها نموًا سكانيًا هائلًا لا طائل له.[92][93]

تمكَّنت المنظَّمة بمفردها من سد الاحتياجات الطبيَّة خلال تفشي وباء إيبولا في غرب أفريقيا عام 2014،[94][95] وذلك بعدما تجاهل العالم إلى حد كبير التحذيرات المُبكرة التي كانت قد أطلقتها المنظّمة حيال خطر حدوث تفشي وبائي للفيروس في المنطقة.[96]

في عام 2014، دخلت المنظمة في شراكة تهدف لاستخدم تقنية النطاق العريض عبر الأقمار الصنعيَّة لإدخال تقنيات الصحة الإلكترونيَّة، والتطبيب عن بعد إلى مناطق معزولة من البلدان الناميَّة. دخل هذا المشروع حيز التطبيق لأول مرة في سيراليون خلال تضافر الجهود من أجل احتواء تفشي وباء إيبولا.[97]

ساعد فرع بوروندي من المنظَّمة في معالجة الضحايا الذين أصيبوا في الانهيارات الأرضيَّة في بوروندي عام 2019.[98]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ Encyclopedia of Human Rights (بالإنجليزية), 1 Jan 2009, DOI:10.1093/ACREF/9780195334029.001.0001, QID:Q56866812
  2. ^ ROR Data (بالإنجليزية) (v1.19 ed.), 16 Feb 2023, DOI:10.5281/ZENODO.7644942, QID:Q116976023
  3. ^ https://laskerfoundation.org/award/public-service/. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  4. ^ http://www.nobelprize.org/nobel_prizes/peace/laureates/1999/. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  5. ^ https://www.nobelprize.org/nobel_prizes/about/amounts/. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  6. ^ "Our staff". مؤرشف من الأصل في 19 مايو 2015. اطلع عليه بتاريخ 2 يونيو 2015.
  7. ^ "MSF International Financial Report 2016" (PDF).[وصلة مكسورة]
  8. ^ ا ب ج "La création de Médecins Sans Frontières" (بالفرنسية). Médecins Sans Frontières (Doctors Without borders). La création de Médecins Sans Frontières. Retrieved 2011-09-14.
  9. ^ MSF Article MSF's Charter – About MSF – MSF UK MSF. Retrieved 31 May 2009.
  10. ^ MSF Article La Mancha Agreement نسخة محفوظة 19 يوليو 2011 في Wayback Machine MSF. Retrieved 31 May 2009.
  11. ^ MSF-USA: Special Report: The 10 Most Underreported Humanitarian Crises of 2005 نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2008 في Wayback Machine
  12. ^ The Seoul Peace Prize Cultural Foundation نسخة محفوظة 29 أغسطس 2013 في archive.today
  13. ^ Marie-Luce Desgrandchamps, « Revenir sur le mythe fondateur de Médecins sans frontières : les relations entre les médecins français et le cicr pendant la guerre du Biafra (1967-1970) », Relations internationales 2011/2 (n° 146),‎ 2011, p. 95-108 (archive) (بالفرنسية)
  14. ^ "La charte de Médecins Sans Frontières". Médecins sans frontières (بالفرنسية). Retrieved 2020-12-09.
  15. ^ ا ب ج د ه و Bortolotti, Dan (2004). Hope in Hell: Inside the World of Doctors Without Borders, Firefly Books. (ردمك 1-55297-865-6).
  16. ^ Bortolotti, above, puts the death toll at 10,000. An estimate of 15,000 to 30,000, warning of an inevitable dysentery epidemic, comes from: Camilo, V (1974). "The Earthquake in Managua". The Lancet. ج. 303 ع. 7845: 25–26. DOI:10.1016/s0140-6736(74)93014-1. PMID:4129001.
  17. ^ MSF Article Chronologies: Années 70 (French) MSF-France. Retrieved 10 January 2006.
  18. ^ Dromi، Shai M. (2020). Above the Fray: The Red Cross and the Making of the Humanitarian NGO Sector. Chicago: Univ. of Chicago Press. ص. 126. ISBN:9780226680101.
  19. ^ MSF Article (1999) Cambodia's second chance MSF. Retrieved 10 January 2006.
  20. ^ "MSF in Lebanon: Then and Now | MSF". Médecins Sans Frontières (MSF) International (بالإنجليزية). Retrieved 2020-12-09.
  21. ^ MSF Article (2005) MSF's principles and identity – The challenges ahead MSF. Retrieved 10 January 2006.
  22. ^ Richard Seymour, The Liberal Defense of Murder (London 2008), p. 174.
  23. ^ "Notre histoire". www.medecinsdumonde.org (بالفرنسية). Retrieved 2020-12-09.
  24. ^ "Dr. Bernard Kouchner and MSF: A Clarification, 22 May 2007". Doctorswithoutborders.org. مؤرشف من الأصل في 27 سبتمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 3 أكتوبر 2011.
  25. ^ Information obtained from the various sections' websites.
  26. ^ Denis Kennedy, "Humanitarian NGOs and the Norm of Neutrality: A Community Approach"
  27. ^ Davey، Eleanor (2011). "Famine, aid, and ideology: the political activism of Médecins Sans Frontières in the 1980s". French Historical Studies. ج. 34 ع. 3: 529–58. DOI:10.1215/00161071-1259157.
  28. ^ MSF Article Chronologie: Années 80 (French) MSF-France. Retrieved 10 January 2006.
  29. ^ ا ب ج د MSF Article (2009) -MSF in Sudan – Test نسخة محفوظة 11 مايو 2013 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011
  30. ^ MSF Article (2010) – Sudan: An Overview of MSF's Work in 2010 نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2011 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011.
  31. ^ Kolaczinski، Jan H.؛ Hope، Andrew؛ Ruiz، Jose Antonio؛ Rumunu، John؛ Richer، Michaleen؛ Seaman، Jill (2008). "Kala-azar Epidemiology and Control, Southern Sudan". Emerging Infectious Diseases. Centers for Disease Control. ج. 14 ع. 4: 664–666. DOI:10.3201/eid1404.071099. PMC:2570907. PMID:18394290.
  32. ^ MSF Press release (2010) – Southern Sudan in Grips of Worst Disease Outbreak in Eight Years نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2011 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011
  33. ^ MSF Article (2010) – Médecins Sans Frontières South Sudan MSF. Retrieved 20 September 2011
  34. ^ MSF Article (2010) – Sudan: MSF to Open Additional Kala Azar Treatment Site in Upper Nile State نسخة محفوظة 27 أكتوبر 2011 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011
  35. ^ ا ب MSF Article (2010) -Sudan: MSF Opens a Kala Azar Treatment Center in Eastern Atbara Region نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2011 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011
  36. ^ Kadhim, Abbas K. Governance in the Middle East and North Africa: A Handbook. London: Routledge, 2013, p. 422
  37. ^ "Giving Life is the Leading Cause of Death for Women in South Sudan". www.unfpa.org (بالإنجليزية). Retrieved 2020-12-09.
  38. ^ Robert (17 Jan 2019). Women's Empowerment for Sustainability in Africa (بالإنجليزية). Cambridge Scholars Publishing. p. 309. ISBN:978-1-5275-2622-8.
  39. ^ "SUDAN Humanitarian Situation Report (Mid-Year 2020)" (PDF). UNICEF. {{استشهاد ويب}}: line feed character في |title= في مكان 36 (مساعدة)
  40. ^ ا ب MSF Article (2011) -MSF condemns large-scale attacks on civilians in South Sudan نسخة محفوظة 30 يناير 2012 في Wayback Machine MSF. Retrieved 20 September 2011
  41. ^ MSF Article Chronologie: Années 90 (French) MSF-France. Retrieved 11 January 2006.
  42. ^ MSF Article (2004) Liberia: War ends, but the crisis continues نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 11 January 2006.
  43. ^ Choo V (1993). "Forensic evidence of Iraqi atrocities against Kurds". The Lancet. ج. 341 ع. 8840: 299–300. DOI:10.1016/0140-6736(93)92641-6. S2CID:54356564.
  44. ^ MSF Article (2005) Somalia – Saving lives in an abandoned land MSF. Retrieved 11 January 2006.
  45. ^ MSF Article (2000) Srebrenica five years on MSF. Retrieved 11 January 2006. نسخة محفوظة 2 ديسمبر 2008 في Wayback Machine
  46. ^ Forsythe DP (2005). International humanitarianism in the contemporary world: forms and issues, Human Rights and Human Welfare Working Papers "Source" (PDF). (257 KB)
  47. ^ One cannot stop a genocide with doctors (French) نسخة محفوظة 10 ديسمبر 2006 في Wayback Machine MSF-France. Retrieved 7 January 2006.
  48. ^ Forsythe DP (1996). The International Committee of the Red Cross and humanitarian assistance – A policy analysis, International Review of the Red Cross (314): 512–531.
  49. ^ IFRC. "The Code of Conduct for the International Red Cross and Red Crescent Movement and Non Governmental Organisations (NGOs) in Disaster Relief". International Red Cross and Red Crescent Movement. اطلع عليه بتاريخ 2016-12-16.
  50. ^ "General publications - IFRC". www.ifrc.org. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-09.
  51. ^ "Code of Conduct for the ICRC Movement and NGOs in Disaster Relief: List of signatories" (PDF). ICRC. Retrieved 7 January 2006.
  52. ^ Principles of Conduct for The ICRC Movement and NGOs in Disaster Response Programmes ICRC. Retrieved 7 January 2006.
  53. ^ Médecins Sans Frontières (James Orbinski) – Nobel Lecture Nobelprize.org. Retrieved 7 January 2006.
  54. ^ MSF Article (1998) MSF 1998 نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 16 January 2006.
  55. ^ Government discussion turns to issues of the disabled in Sierra Leone نسخة محفوظة 2015-05-18 في Wayback Machine. Jhr.ca. Retrieved on 2011-03-13.
  56. ^ MSF Article (2000) Preventing meningitis نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 16 January 2006.
  57. ^ MSF Article (1998) MSF and other aid organisations evicted from Kabul نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 16 January 2006.
  58. ^ "Sierra Leone - Surgical Programme Continues - Sierra Leone". ReliefWeb (بالإنجليزية). Retrieved 2020-12-09.
  59. ^ MSF Article (1998) Attacks as told by victims نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 16 January 2006.
  60. ^ Pen International (بالإنجليزية). International Pen. 2003.
  61. ^ MSF Article (2001) Controlling phantom limb pain in Sierra Leone نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 16 January 2006.
  62. ^ Peter; Watson, Paul; Haythornwaite, Jennifer; Jensen, Troels (26 Sep 2008). Clinical Pain Management : Chronic Pain (بالإنجليزية). CRC Press. p. 417. ISBN:978-1-4441-0981-8.
  63. ^ MSF Article (2000) Kosovo: The physical and psychological consequences of war نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 12 January 2006.
  64. ^ Urbinski, James. (2008) An Imperfect Offering: Humanitarian Action in the 21st Century, Doubleday Canada. (ردمك 978-0-385-66069-3).
  65. ^ Solidaire – NATO used military operations data and assessments in Kosovo obtained by Medecins Sans Frontieres (MSF)
  66. ^ MSF Article (2002) No end in sight to the war in Chechnya نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 12 January 2006.
  67. ^ MSF Article (2005) Haiti: Working amid intensifying violence نسخة محفوظة 23 مايو 2006 في Wayback Machine MSF. Retrieved 15 January 2006.
  68. ^ Canadian Press Doctors Without Borders loses all three hospitals in Haitian quakeCP. Retrieved January 2010.,
  69. ^ "Doctors Without Borders loses all three hospitals in Haitian quake | Red Deer Advocate". www.reddeeradvocate.com. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-09.
  70. ^ RT: Doctors Without Borders: Haiti Aid Planes refused landings. 19 January 2010
  71. ^ MSF Article (2005) India: Bringing medical care نسخة محفوظة 24 يونيو 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 15 January 2006.
  72. ^ MSF Article (2005) Post-tsunami mental health: 'We're still weak at the knees' نسخة محفوظة 22 فبراير 2006 في Wayback Machine MSF. Retrieved 15 January 2006.
  73. ^ Shevchenko, Olga، Fox, Renée. ""Nationals" and "expatriates": Challenges of fulfilling "sans frontières" ("without borders") ideals in international humanitarian action". www.hhrjournal.org. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 2009. اطلع عليه بتاريخ 17 أغسطس 2009.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  74. ^ WHO (2004) Introduction نسخة محفوظة 10 يناير 2006 في Wayback Machine. AIDS epidemic update: December 2004. Retrieved 12 January 2006.
  75. ^ "Global Fact Sheet", Joint United Nations Programme on HIV and AIDS, 20 November 2012 Appiah, Anthony; Gates, Henry Louis (2010). Encyclopedia of Africa. Oxford University Press. صفحة 8.
  76. ^ WHO article 2010 Antiretroviral therapy MSF. Retrieved 15 January 2006.
  77. ^ MSF Article (2005) Nothing new in Ituri: The violence continues نسخة محفوظة 16 فبراير 2006 في Wayback Machine MSF. Retrieved 15 January 2006.
  78. ^ MSF Article (2004) The tragedy of the other Congo – A forgotten war's victims نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 12 January 2006.
  79. ^ "DRC: Fighting cholera along the River Congo". OCHA (بالإسبانية). 3 Apr 2017. Retrieved 2020-12-09.
  80. ^ "WHO | Cholera – Kinshasa, Democratic Republic of the Congo". WHO. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-09.
  81. ^ Ducomble, Tanja; Gignoux, Etienne (1 May 2020). "Learning from a massive epidemic: measles in DRC". The Lancet Infectious Diseases (بالإنجليزية). 20 (5): 542. DOI:10.1016/S1473-3099(20)30265-6. ISSN:1473-3099. PMID:32243817.
  82. ^ "WHO | Poliomyelitis - Democratic Republic of the Congo". WHO. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-09.
  83. ^ Bausch، D. G.؛ Nichol، S. T.؛ Muyembe-Tamfum، J. J.؛ Borchert، M.؛ Rollin، P. E.؛ Sleurs، H.؛ Campbell، P.؛ Tshioko، F. K.؛ Roth، C.؛ Colebunders، R.؛ Pirard، P.؛ Mardel، S.؛ Olinda، L. A.؛ Zeller، H.؛ Tshomba، A.؛ Kulidri، A.؛ Libande، M. L.؛ Mulangu، S.؛ Formenty، P.؛ Grein، T.؛ Leirs، H.؛ Braack، L.؛ Ksiazek، T.؛ Zaki، S.؛ Bowen، M. D.؛ Smit، S. B.؛ Leman، P. A.؛ Burt، F. J.؛ Kemp، A.؛ Swanepoel، R. (2006). "Marburg Hemorrhagic Fever Associated with Multiple Genetic Lineages of Virus" (PDF). New England Journal of Medicine. ج. 355 ع. 9: 909–919. DOI:10.1056/NEJMoa051465. PMID:16943403.
  84. ^ Bertherat، E.؛ Talarmin، A.؛ Zeller، H. (1999). "Democratic Republic of the Congo: Between civil war and the Marburg virus. International Committee of Technical and Scientific Coordination of the Durba Epidemic". Médecine Tropicale: Revue du Corps de Santé Colonial. ج. 59 ع. 2: 201–204. PMID:10546197.
  85. ^ "Rapid Cure Approved for Sleeping Sickness, a Horrific Illness". New York Times (بالإنجليزية). Retrieved 2018-11-17.
  86. ^ Franco JR، Simarro PP، Diarra A، Jannin JG (2014). "Epidemiology of human African trypanosomiasis". Clinical Epidemiology. ج. 6: 257–75. DOI:10.2147/CLEP.S39728. PMC:4130665. PMID:25125985.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: دوي مجاني غير معلم (link)
  87. ^ MSF Article (2000) Democratic Republic of Congo (DRC): Complex emergency, human catastrophe نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine WHO. Retrieved 21 November 2010.
  88. ^ MSF Article (2005) Uganda: A neglected emergency نسخة محفوظة 8 فبراير 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 12 January 2006.
  89. ^ MSF Article (2004) Uganda: Aiding civilians targeted by war نسخة محفوظة 30 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 12 January 2006.
  90. ^ ا ب MSF Article (2005) Côte d'Ivoire: Renewed violence deepens crisis نسخة محفوظة 8 فبراير 2007 في Wayback Machine Retrieved 21 January 2006.
  91. ^ MSF Article (2003) MSF vaccinates thousands against measles in Ivory Coast نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2007 في Wayback Machine MSF. Retrieved 15 January 2006.
  92. ^ "Africa's population will double by 2050". The Economist. 26 مارس 2020. ISSN:0013-0613. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-09.
  93. ^ "Population and Development in Africa". www.unfpa.org (بالإنجليزية). Retrieved 2020-12-09.
  94. ^ "Ebola: the failures of the international outbreak response" (بالإنجليزية). Médecins Sans Frontières. Retrieved 2019-03-05.
  95. ^ Donald G. McNeil Jr. (1 يناير 2015). "Ebola Doctors Are Divided on IV Therapy in Africa". The New York Times. اطلع عليه بتاريخ 2015-01-03.
  96. ^ Marc DuBois and Caitlin Wake, with Scarlett Sturridge and Christina Bennett (2015) The Ebola response in West Africa: Exposing the politics and culture of international aid London: Overseas Development Institute
  97. ^ "SES Joins the Clinton Global Initiative (CGI)" (Press release). SES. 14 سبتمبر 2014. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-31.
  98. ^ "Burundi: Floods & Landslides Flash Update No. 3, 12 December 2019 – Burundi". ReliefWeb (بالإنجليزية). Retrieved 2019-12-13.

وصلات خارجية