ثورة 23 يوليو

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من ثورة يوليو)
ثورة 23 يوليو
معلومات عامة
التاريخ 23 يوليو 1952
البلد مصر  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
الموقع مصر
النتيجة الإطاحة بفاروق الأول ونفيه
تغييرات
حدودية
استقلال السودان الإنجليزي المصري
المتحاربون
 المملكة المصرية
بدعم من:
 المملكة المتحدة[بحاجة لمصدر]
حركة الضباط الأحرار
بدعم من:
الولايات المتحدة الولايات المتحدة[1]
الاتحاد السوفيتي الاتحاد السوفيتي[2]
القادة
مصر فاروق الأول
مصر نجيب باشا الهلالي
محمد نجيب
عبد الحكيم عامر
خالد محيي الدين
جمال عبد الناصر
محمد أنور السادات
صلاح سالم

الثورة المصرية عام 1952،[3] يشار إليها أيضًا باسم انقلاب 1952[4][5][6] وثورة 23 يوليو،[7] هو تحرك عسكري ضد الحكم الملكي قاده ضباط جيش مصريون ينتمون لتنظيم الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952، أدى لإلغاء الملكية ونفي الملك فاروق الأول لإيطاليا وتحول نظام الحكم في مصر إلي جمهورية رئاسية،[8] وعرف في البداية باسم «الحركة المباركة» ثم أطلق عليها ثورة 23 يوليو عقب حل الأحزاب السياسية وإسقاط دستور 1923 في يناير 1953.[9][10][11]

يمثل هذا الحدث فترة مهمة من التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مصر. بدأت في 23 يوليو 1952، مع الإطاحة بالملك فاروق في انقلاب دبرته حركة الضباط الأحرار، وهي مجموعة من ضباط الجيش بقيادة محمد نجيب وجمال عبد الناصر. أثار هذا الحدث موجة من الحماس الثوري في جميع أنحاء العالم العربي، مما ساهم في زخم جهود إنهاء الاستعمار وتعزيز تضامن العالم الثالث خلال حقبة الحرب الباردة.

ورغم أن الحركة ركزت في البداية على المظالم ضد الملك فاروق، إلا أنها كانت لها طموحات سياسية واسعة النطاق. ففي السنوات الثلاث الأولى من الثورة، تحرك الضباط الأحرار لإلغاء الملكية الدستورية والأرستقراطية في مصر والسودان، وإنشاء جمهورية، وإنهاء الاحتلال البريطاني للبلاد، وتأمين استقلال السودان (الذي كان يُحكم سابقًا كملكية مشتركة بين مصر والمملكة المتحدة).[12] تبنت الحكومة الثورية أجندة قومية مناهضة للإمبريالية، والتي تم التعبير عنها بشكل رئيسي من خلال القومية العربية واتبعت سياسة عدم الانحياز الدولي.

واجهت الثورة تهديدات فورية من القوى الإمبريالية الغربية وخاصة المملكة المتحدة التي احتلت مصر منذ عام 1882 وفرنسا، كان كلا البلدين متخوفين من تنامي المشاعر القومية في المناطق الخاضعة لسيطرتهما في جميع أنحاء أفريقيا والعالم العربي. كما شكلت حالة الحرب المستمرة مع إسرائيل تحديًا خطيرًا، حيث زاد الضباط الأحرار دعم مصر القوي بالفعل للفلسطينيين.[13] بلغت هذه المخاوف المزدوجة ذروتها في العام الخامس من الثورة عندما تعرضت مصر لغزو من المملكة المتحدة وفرنسا ودولة إسرائيل في أزمة السويس عام 1956 (المعروفة في مصر بالعدوان الثلاثي). على الرغم من الخسائر العسكرية الهائلة، كان يُنظر إلى الحرب على أنها انتصار سياسي لمصر، خاصة أنها تركت قناة السويس تحت السيطرة المصرية بلا منازع للمرة الأولى منذ عام 1875، مما أدى إلى محو ما كان يُنظر إليه على أنه علامة على الإهانة الوطنية، وعزز من جاذبية الثورة في الدول العربية الأخرى.

بدأ الإصلاح الزراعي الشامل وبرامج التصنيع الضخمة في العقد والنصف الأول من الثورة،[14] مما بشر بعصر غير مسبوق من تطوير البنية التحتية والتوسع الحضري. بحلول الستينيات، أصبحت الاشتراكية العربية موضوعًا مهيمنًا،[15] محولة مصر إلى اقتصاد مخطط مركزيًا. أدت المخاوف بشأن الثورة المضادة المحتملة المدعومة من الغرب، والتطرف الديني الداخلي، وتسلل الشيوعية، والصراع المستمر مع إسرائيل إلى فرض قيود صارمة ودائمة على المعارضة السياسية، بما في ذلك حظر النظام المتعدد الأحزاب.[16] استمرت هذه القيود على الأنشطة السياسية حتى رئاسة أنور السادات اعتبارًا من عام 1970 فصاعدًا، حيث خضعت العديد من السياسات الثورية للتقليص أو التراجع.

الهمت النجاحات المبكرة للثورة العديد من الحركات القومية الأخرى في بلدان أخرى، مثل الجزائر، حيث كانت هناك ثورات مناهضة للإمبريالية ومناهضة للاستعمار ضد الإمبراطوريات الأوروبية.[3] كما ألهمت إسقاط الأنظمة الملكية والحكومات الموالية للغرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يتم إحياء ذكرى الثورة كل عام في 23 يوليو.[17]

خلفية الأحداث والأسباب[عدل]

سلالة محمد علي[عدل]

تميز تاريخ مصر خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بفترات الحكم المختلفة إلى حد كبير للأعضاء المتعاقبين من أسرة محمد علي والتدخل المتزايد تدريجيًا في الشؤون المصرية من قبل القوى العظمى وخاصة المملكة المتحدة. شهدت مصر منذ عام 1805، فترة من التحديث السريع في عهد محمد علي باشا، الذي أعلن نفسه خديويًا في تحدٍ للسيادة الاسمية للسلطان العثماني. وفي غضون عقود من الزمن، حوّل محمد علي مصر من ولاية عثمانية مهملة إلى دولة مستقلة فعلياً تنافس مؤقتاً الإمبراطورية العثمانية نفسها على الهيمنة على شرق البحر الأبيض المتوسط والمشرق. غزا محمد علي السودان وشرق أفريقيا، وقاد مصر خلال الحرب المصرية العثمانية الأولى والحرب المصرية العثمانية الثانية، مما أدى إلى اندلاع الأزمة الشرقية. ونتيجة لهذه الحروب، طردت مصر من بلاد الشام، ولكن سمح لها بالاحتفاظ بأراضيها السودانية. بعد وفاة محمد علي، حاول خلفاؤه عباس الأول وسعيد تحديث مصر، بما في ذلك البدء في بناء قناة السويس. بسبب التجنيد الإجباري، ازدادت الضرائب على النبلاء مقابل المزيد من الأراضي والفلاحين، مما أدى إلى انخفاض ملكية الفلاحين للأراضي مع ظهور القطن كمحصول نقدي رئيسي في مصر.

بعد حرب 1948 وضياع فلسطين ظهر تنظيم الضباط الأحرار في الجيش المصري بزعامة اللواء محمد نجيب وقيادة البكباشي جمال عبد الناصر وفي 23 يوليو 1952 قام التنظيم بانقلاب مسلح أبيض لم ترق به دماء، ونجح في السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول «للثورة» بصوت أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952.

وشكل مجلس وصاية على العرش ولكن إدارة الامور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطًا برئاسة محمد نجيب، كانوا هم قيادة تنظيم الضباط الأحرار ثم ألغيت الملكية وأعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953.

الاحتلال البريطاني الخفي[عدل]

بعد الحرب الإنجليزية المصرية، تولت المملكة المتحدة السيطرة الفعلية على البلاد، وهو الوضع الذي أصبح يعرف باسم الحماية الحفية. وفي السنوات التي تلت ذلك، عززت المملكة المتحدة موقفها السياسي والعسكري في مصر، ووسعت سيطرتها إلى السودان، حيث مارس الممثل الأعلى البريطاني في القاهرة سلطة أكبر من تلك التي يمارسها الخديوي نفسه. وفي عام 1888، في اتفاقية القسطنطينية، حصلت المملكة المتحدة على امتياز حماية قناة السويس بالقوة العسكرية، مما أعطى بريطانيا قاعدة دائمة يمكن من خلالها السيطرة على السياسة المصرية.

الملك فاروق في البرلمان يستمع إلى خطاب النحاس باشا.

في عام 1899، أجبرت المملكة المتحدة عباس حلمي الثاني (وهو خليفة الخديوي توفيق في منصب الخديوي وشخصية قومية) على تغيير وضع السودان من جزء لا يتجزأ من مصر إلى منطقة ذات سيادة مشتركة يتم فيها تقاسم السيادة بين مصر والمملكة المتحدة. شهدت السيادة المشتركة بمجرد إنشائها تناقصًا مستمرًا في السيطرة المصرية، وخضعت في معظم فترات وجودها عمليًا لحكم المملكة المتحدة من خلال الحاكم العام في الخرطوم. ظلت هذه القضية طوال الفترة المتبقية من عهد عباس الثاني نقطة خلاف هامة بينه وبين المملكة المتحدة، إذ سعى عباس إلى مواجهة وعكس اتجاه النفوذ البريطاني المتزايد في مصر والسودان

كانت القومية المصرية تغلي في ظل السياسات الاقتصادية القاسية للبريطانيين.[18][19] ظهرت شخصيات مثل مصطفى كامل باشا، وعبد الله النديم، ويعقوب صانو كناشطين قوميين بارزين، يدعون إلى زيادة الحكم الذاتي لمصر. وتردد شعار "مصر للمصريين" الذي كان بمثابة صرخة شعبية بين القوميين احتجاجًا على امتيازات الأجانب.[20] خلال هذا الوقت تبلورت نقاط الخلاف الخمس الرئيسية بين القوميين:

  • الوضع السياسي للسودان – الذي كان يُحكم بحكم الأمر الواقع باعتباره ملكية مشتركة أنجلو-مصرية مشتركة ولكن كمستعمرة بريطانية بحكم القانون بعد الثورة المهدية.
  • الملكية على قناة السويس.
  • وضع الجيش المصري – الذي تم حل بعد ثورة 1882 – وتمركز القوات البريطانية في مصر.
  • سيادة البرلمان المصري: صلاحياته القانونية تجاه الأجانب والاستقلال عن النفوذ البريطاني.
  • حق مصر إقامة علاقات خارجية مستقلة عن بريطانيا.

بعد تحالف الإمبراطورية العثمانية مع قوى المركز خلال الحرب العالمية الأولى في عام 1914، أطاحت المملكة المتحدة بعباس الثاني ونصبت عمه الموالي لبريطانيا حسين كامل كزعيم جديد. مثل هذا الحدث نهاية للسيادة العثمانية، وأعيد تأسيس سلطنة مصر التي دمرتها الإمبراطورية العثمانية عام 1517 وتنصيب حسين كامل كسلطان. على الرغم من استعادة السلطنة الاسمية، إلا أن النفوذ البريطاني في مصر والسودان لم يتضاءل، حيث أعلنت المملكة المتحدة أن مصر هي محمية رسمية للمملكة المتحدة بالرغم من أنها لم تضم مصر إلى الإمبراطورية البريطانية، ولم يتولى العاهل البريطاني مطلقًا السيادة على مصر. ومع ذلك، فإن وضع مصر كمحمية حال دون أي استقلال حقيقي للسلطنة. من الناحية العملية، كانت سلطنة مصر تحت سيطرة المملكة المتحدة بقدر ما كانت خاضعة لخديوية مصر السابقة.

حركة الضباط الأحرار[عدل]

يعود تاريخ إنشاء الجيش المصري الحديث إلى المعاهدة الإنجليزية المصرية لعام 1936، والتي سمحت بتوسيع الجيش المصري من 398 ضابطًا إلى 982 ضابطًا. في عام 1937 تقدم جمال عبد ناصر بطلب الالتحاق بكلية العباسية العسكرية، وهي مدرسة الطلاب الرائدة في مصر. وتخرج أنور السادات من الأكاديمية العسكرية المصرية في عام 1938. كان السادات يحاول تشكيل انتفاضة مناهضة لبريطانيا منذ أربعينيات القرن العشرين، ولكن ألقي القبض عليه بعد لقائه مع اثنين من الجواسيس النازيين في عام 1942. حفز الانقلاب البريطاني المهين عام 1942 والكارثة في فلسطين على إنشاء خلية سرية من الضباط المصريين الثوريين مستوحاة من الانقلاب السوري عام 1949، فعندما أطاح الجيش السوري بالحكومة، انتشرت همسات الثورة في جميع أنحاء الجيش. على الرغم من أن تاريخ البداية الدقيق غير مؤكد، إلا أنه بحلول عام 1949، بدأت الاجتماعات والمناقشات في منازل الضباط مما يمثل نشأة حركة "الضباط الأحرار". التقى الضباط بالشيوعيين في الحركة الديمقراطية للتحرير الوطني والإسلاميين في جماعة الإخوان المسلمين، فقد كانت منظمة مستقلة عن المعارضة الموجودة مسبقًا. تعهد الأعضاء بالسرية، ووضعوا يدًا واحدة على القرآن والأخرى على مسدس، ونشروا منشورات ومقالات مجهولة المصدر تنتقد القيادة العليا والحكومة ككل بسبب الفساد. بحلول عام 1952، نمت بشكل كبير لدرجة أن قلة من الأعضاء كانوا مطلعين على هويات قادتها: العقيد ناصر واللواء نجيب.

الرائد كمال الدين حسين (مدفعية)
قائد سرب حسن إبراهيم (القوات الجوية)
الرائد عبد الحكيم عامر (مشاة)
الرائد صلاح سالم (مدفعية)
قائد الجناح عبد اللطيف البغدادي (القوات الجوية)
اللواء محمد نجيب (حرس الحدود)
المقدم أنور السادات (اتصالات عسكرية)
المقدم زكريا محيي الدين (مشاة)
المقدم جمال عبد الناصر (مشاة)

زعم مؤسس وكالة المخابرات المركزية مايلز كوبلاند جونيور أنه أجرى اتصالات مع الضباط في هذا الوقت، رغم أن المؤرخ سعيد أبو ريش ذكر إن أمريكا لم تعلم بالانقلاب إلا قبل يومين لكنها لم تتحرك لوقفه بعد التحقق من أنه لم يكن شيوعيًا.

الثورة[عدل]

بحلول ربيع عام 1952، بدأ الضباط الأحرار بالتخطيط لانقلابهم. خططوا للإطاحة بالنظام الملكي في أوائل أغسطس، لكن الأحداث سرعان ما دفعتهم إلى تسريع خططهم. وفي 16 يوليو أمر الملك فاروق بحل مجلس إدارة نادي الضباط، مما زاد من خشية الضباط أن يكون القبض عليهم أصبح وشيكًا.

عدد من الضباط في عام 1953. من اليسار إلى اليمين: زكريا محي الدين، عبد اللطيف بغدادي، كمال الدين حسين (واقفا)، جمال عبد الناصر، عبد الحكيم عامر (واقفا)، محمد نجيب، جمال حماد، أحمد شوقي

في يوم 23، استولت قوات المشاة الموحدة على المقر العام وأغلقت الطرق المؤدية إلى القاهرة. انطلق عبد الناصر وعبد الحكيم عمرو بصفتهما من كبار القادة في جولة بالسيارة لزيارة كل وحدة في القاهرة. ألقى محمد أبو الفضل الجيزاوي القبض على قائده، وأجاب على عدة مكالمات هاتفية متقمصًا شخصيته ليؤكد للقيادة العليا أن كل شيء كان هادئاً. وبحلول الساعة الثالثة فجرًا، وصل محمد نجيب إلى المقر الرئيسي بالقاهرة. وبحلول الساعة السابعة، أعلن السادات عبر الراديو أن الضباط الأحرار قد سيطروا على السلطة؛ وأن مصر يحكمها الآن مجلس قيادة الثورة.

إعلان الثورة[عدل]

في السابعة والنصف صباحًا، أصدرت إحدى الإذاعات البيان الأول للانقلاب باسم الفريق نجيب إلى الشعب المصري. وحاولت تبرير الانقلاب الذي عرف أيضا باسم "الحركة المباركة". كان الشخص الذي قرأ الرسالة هو الضابط الحر والرئيس المستقبلي لمصر أنور السادات. نفذ الانقلاب أقل من مائة ضابط ــ وجميعهم تقريباً كانوا من رتب صغيرة ــ وأثار الانقلاب مشاهد احتفال في الشوارع وهتافات بين الحشود المبتهجة.

ثورة 23 يوليو بيان ثورة يوليو

من اللواء أركان الحرب محمد نجيب القائد العام للقوات المسلحة إلى الشعب المصري

اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم. وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين.

وأما فترة ما بعد هذه الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد وتآمر الخونة على الجيش وتولى أمره إما جاهل أو خائن أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها.

وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفي خلقهم وفي وطنيتهم ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.

وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف لأن هذا ليس في صالح مصر وأن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال. وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس. وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم ويعتبر الجيش نفسه مسؤولاً عنهم والله ولي التوفيق.

ثورة 23 يوليو

سعى الملك فاروق ومع تحييد شبكة دعمه البريطانية إلى طلب تدخل الولايات المتحدة لكنه لم يتلق أي رد. بحلول يوم 25، سيطر الجيش على الإسكندرية، حيث كان الملك يقيم في قصر المنتزة. هجر فاروق المنتزه على عجل خوفًا على سلامته ولجأ إلى قصر رأس التين على طول الواجهة البحرية. أمر نجيب ربان يخت المحروسة بعدم الإبحار دون أوامر صريحة من الجيش.

اندلع جدل بين الضباط الأحرار حول مصير الملك المخلوع. اعتقد البعض (بما في ذلك الجنرال نجيب وناصر) أن أفضل مسار للعمل هو إرساله إلى المنفى، في حين طالب آخرون بمحاكمته أو إعدامه. وفي النهاية، تم اتخاذ القرار بأن يتنازل فاروق عن العرش لصالح ابنه ولي العهد الأمير أحمد فؤاد الذي اعتلى العرش باسم الملك فؤاد الثاني وتم تعيين مجلس وصاية من ثلاثة رجال. في 26 يوليو 1952، غادر الملك المخلوع إلى المنفى، وأبحر إلى إيطاليا في الساعة السادسة من مساء ذلك اليوم تحت حماية الجيش المصري.

قائد الحركة[عدل]

كان قائد الحركة التي سميت فيما بعد بالثورة هو اللواء محمد نجيب والواقع أنه اُختير -من قبل الضباط الأحرار- واجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش وكان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الاحرار وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة. لكن صراعا على السلطة نشأ بينه وبين جمال عبد الناصر بعد أن رأى اللواء محمد نجيب ضرورة تسليم السلطة لسلطة مدنية منتخبة، استطاع جمال أن يحسمه إلى صفه في النهاية وحدد إقامة محمد نجيب في قصر زينب الوكيل حرم مصطفى النحاس باشا بضاحية المرج شرق القاهرة لحين وفاته. تولى جمال عبد الناصر بعد ذلك حكم مصر من 1954 حتى وفاته عام 1970 واستمد شرعية حكمه من ثورة يوليو.

مبادئ ثورة يوليو[عدل]

لم تُعلن هذه المبادئ إلا عام 1956:

  1. القضاء على الإقطاع.
  2. القضاء على الاستعمار.
  3. القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم.
  4. إقامة جيش وطني قوي.
  5. إقامة عدالة اجتماعية.
  6. إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

أعضاء مجلس قيادة الثورة[عدل]

إنجازات ثورة يوليو[عدل]

الإنجازات السياسية[عدل]

إنجازات ثقافية[عدل]

  • أنشأت الثورة الهيئة العامة لقصور الثقافة وقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديموقراطي للثقافة وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة وهو ما يعد من أهم وأبرز إنجازاتها الثقافية.
  • إنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والاوبرا والموسيقى والفنون الشعبية.
  • رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية التي أنشأها النظام السابق ثقافي.
  • سمحت بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.

إنجازات تعليمية[عدل]

إنجازات اقتصادية واجتماعية[عدل]

  • تعتبر الثورة العصر الذهبي للطبقة العاملة المطحونة الذين عانوا أشد المعاناة من الظلم وفقدان مبدأ العدالة الاجتماعية.
  • أسفرت الثورة عن توجهها الاجتماعي وحسها الشعبي مبكرا عندما أصدرت قانون الملكية يوم 9 سبتمبر 1952.
  • قضت على الإقطاع وأنزلت الملكيات الزراعية من عرشها.
  • تمصير وتأميم التجارة والصناعة التي استأثر بها الأجانب.
  • إلغاء الطبقات بين الشعب المصري وأصبح الفقراء قضاة وأساتذة جامعة وسفراء ووزراء وأطباء ومحامين وتغيرت البنية الاجتماعية للمجتمع المصري.
  • قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتشترى ويخضع ثمنها للمضاربة في سوق العمل.
  • حررت الفلاح بإصدار قانون الإصلاح الزراعي.
  • قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.
  • إنشاء السد العالي 1971.

الإنجازات العربية[عدل]

الإنجازات العالمية[عدل]

انظر أيضًا[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ Wilford، Hugh (2013). America's Great Game: The CIA's Secret Arabists and the Making of the Modern Middle East. بيزيك بوكس  [لغات أخرى]‏. ص. 135–139. ISBN:9780465019656. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08.  ... whether or not the CIA dealt directly with the Free Officers prior to their July 1952 coup, there was extensive secret American-Egyptian contact in the months after the revolution.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  2. ^ Egypt as Recipient of Soviet Aid, 1955-1970 KAREL HOLBIK and EDWARD DRACHMAN Zeitschrift für die gesamte Staatswissenschaft / Journal of Institutional and Theoretical Economics Bd. 127, H. 1. (Januar 1971), pp. 137-165
  3. ^ أ ب Stenner، David (2019). Globalizing Morocco. Stanford University Press. DOI:10.1515/9781503609006. ISBN:978-1-5036-0900-6. S2CID:239343404. مؤرشف من الأصل في 2023-11-08.
  4. ^ "Military seizes power in Egypt". 1952. مؤرشف من الأصل في 2023-10-27.
  5. ^ "The revolution and the Republic". مؤرشف من الأصل في 2023-12-01.
  6. ^ T. R. L (1954). "Egypt since the Coup d'Etat of 1952". The World Today. ج. 10 ع. 4: 140–149. JSTOR:40392721. مؤرشف من الأصل في 2023-11-10.
  7. ^ Matthew، Holland (1996). America and Egypt: From Roosevelt to Eisenhower. United States: Praeger. ص. 27. ISBN:0-275-95474-9. مؤرشف من الأصل في 2023-11-13.
  8. ^ "الملك فاروق: حكاية ملك مصر المتهم بـ"التواطؤ" مع هتلر". BBC News عربي. مؤرشف من الأصل في 2022-08-03. اطلع عليه بتاريخ 2022-10-06.
  9. ^ The Long Struggle: The Seeds of the Muslim World's Frustration by Amil Khan (2010), p. 58 نسخة محفوظة 14 مايو 2016 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ "ثورة 23 يوليو - اليوم السابع". اليوم السابع | Youm7. مؤرشف من الأصل في 2020-07-26. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-02.
  11. ^ 23-يوليو-ماذا-تبقى-من-إرث-حركة-الضباط-الأحرار-في-مصر؟ ""23 يوليو"... ماذا تبقى من إرث "حركة الضباط الأحرار" في مصر؟". اندبندنت عربية. 23 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-02. {{استشهاد ويب}}: تحقق من قيمة |مسار أرشيف= (مساعدة)
  12. ^ Lahav، Pnina (يوليو 2015). "The Suez Crisis of 1956 and its Aftermath: A Comparative Study of Constitutions, Use of Force, Diplomacy and International Relations". Boston University Law Review. ج. 95 ع. 4: 15–50. مؤرشف من الأصل في 2023-03-06.
  13. ^ Chin, John J.; Wright, Joseph; Carter, David B. (13 Dec 2022). Historical Dictionary of Modern Coups D'état (بالإنجليزية). Rowman & Littlefield. p. 790. ISBN:978-1-5381-2068-2. Archived from the original on 2023-09-30.
  14. ^ Rezk، Dina (2017). The Arab world and Western intelligence: analysing the Middle East, 1956-1981. Intelligence, surveillance and secret warfare. Edinburgh: Edinburgh University Press. ISBN:978-0-7486-9891-2.
  15. ^ Hanna, Sami A.; Gardner, George H. (1969). Arab Socialism. [al-Ishtirakīyah Al-ʻArabīyah]: A Documentary Survey (بالإنجليزية). University of Utah Press. ISBN:978-0-87480-056-2. Archived from the original on 2023-11-08.
  16. ^ Abd El-Nasser, Gamal (1954). The Philosophy of the Revolution. Cairo: Dar Al-Maaref.
  17. ^ Babar, Sadia (23 Jul 2022). "Egypt celebrates 70th anniversary of Revolution Day". The Diplomatic Insight (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2023-12-06. Retrieved 2023-08-27.
  18. ^ Booth، Marilyn؛ Gorman، Anthony (2014). The long 1890s in Egypt: colonial quiescence, subterranean resistance. Edinburgh: Edinburgh University Press. ISBN:978-0-7486-7012-3.
  19. ^ Mitchell، Timothy (2003). Colonising Egypt (ط. Repr). Berkeley, Calif.: Univ. of California Press. ISBN:978-0-520-07568-9.
  20. ^ Schölch، Alexander (1981). Egypt for the Egyptians! the socio-political crisis in Egypt, 1878-1882. St. Antony's Middle East monographs (ط. 1st). London: Published for the Middle East Centre, St. Antony's College, Oxford [by] Ithaca Press. ISBN:978-0-903729-82-6.