مستخدم:محمد الغزالي20/الترهيب في القرآن

يرجى مراجعة هذه المقالة وإزالة وسم المقالات غير المراجعة، ووسمها بوسوم الصيانة المناسبة.
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

الترهيب في القرآن[1][2][3] وعيد وتهديد من الله بعقوبة عاجلة أو آجلة لتخويف العباد من اقتراف الذنوب، أو التهاون في أداء الفرائض[2][4]، ورد الترهيب في الكثير من الآيات، ومن أنواع الترهيب في القرآن، الترهيب من إتباع الهوى[5]، والترهيب من الظن السيء[3]، والترهيب من الحسد[6]، والترهيب من البخل والشح[7][8]، والترهيب من الظلم[9]، والترهيب من الكبر[10]، والترهيب من الكذب[11][12]، والترهيب من أكل الربا[13][14]، والترهيب من أكل أموال الناس بالباطل[15][16]، والترهيب من نار جهنم[17].

التعريف[عدل]

الترهيب: بمعنى التخويف، وهو كل ما يخيف ويحذر من عدم القبول أو رفض الحق بعد قبوله، قال الله مرهباً من التمسك بالدنيا:  اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ  [3][4][18].

والقرآن مصدر قرأ يقرأ قراءةً أو قرآناً[19]، وهو "كلام الله المعجز[19]، المنزل على النبي محمد المتعبد بتلاوته"[20].

ترهيب القرآن: وعيد وتهديد من الله بعقوبة عاجلة أو آجلة، لتخويف العباد من اقتراف الذنوب والمعاصي، أو التهاون في أداء الفرائض التي أمر الله بها[2][4].

أهمية الترهيب في القرآن[عدل]

يرى العلماء أن الحكمة من تلازم آيات الترغيب والترهيب هو أن من لا يؤثر فيه الترغيب يؤثر فيه الترهيب، فالترغيب في الثواب يشجع على النشاط والعمل، والترهيب من العقاب يردع عن التمادي في الغي والضلال.

ويرى البعض الاقتصار على الترغيب دون الترهيب، ولا يرون الحاجة لمناقشة السلبيات التي يقع فيها المسلم، بحجة أن ذلك يصيب المسلمين بضعف على المستوى الديني والدعوي والتربوي، وجمع القرآن في توجيهاته الأسلوبين، ويستخدم أحدهما دون الآخر حسب السياق ومقتضياته، لما للترغيب والترهيب من أهمية في عملية تسديد وتقويم خلق المسلم وعمله.

كما جاء في قوله تعالى وهو يصف نصيحة لقمان لابنه مستخدماً، أسلوب الترغيب والترهيب:  يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ  وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ  وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ  [3][21].

صيغ الترهيب الواردة في القرآن[عدل]

الترهيب من إتباع الهوى[عدل]

نهى الله في كتابه عن إتباع الهوى فقال: {وَلاَتَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَاب}[22]، وجاء النهي لأنه يؤدي إلى غير سبيل الله ونهجه القويم، ويحذر الذين يضلون عن سبيل الله بأن لهم العذاب الشديد يوم القيامة.

وقال الله تعالى أيضا: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}[23]، قال السعدي: "أي لا يوجد أحد أضل منه بعمله هذا، فمن اتبع هواه كان من أضل الناس وأشقاهم[3][5].

الترهيب من الحسد[عدل]

ورد هذا اللفظ في الـقرآن أربع مرات:

{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}[24].

وقوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}[25].

وقوله: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلاَمَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لاَ يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلاً}[26].

وقوله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَد}[27].

ذم الله بهذا الخلق أهل الكفر والإفساد فهو عقيدة الكفر وضد الحق، فقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}[24]، لما تتولد به من العداوات وتقطع به الأرحام والقرابات وتفرق به الجماعات، فهو سبب لكل قطيعة ومحدث كل فرقة، ثم هو أول خطيئة ظهرت في السماء بحسد إبليس لأبو البشر أدم، وأول معصية حدثت في الأرض في قصة أبني ادم (قابيل وهابيل)[3][6].

الترهيب من الظن السيء[عدل]

ورد في القرآن لفظ (ظن ومشتقاتها) تسعاً وخمسين مرة، تضمنت في الغالب الظن السيء بالله تعالى والإنكار والترهيب من هذا الخلق الفاسد، ومن ذلك قول الله: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}[28]، وقوله أيضًا: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا}[29]، وقول أيضًا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[30].

ومع أن بعض الظن إثم وبعضه اعتقاد فاسد، فقد جاء النهي من الله والتحذير من الخوض في كثير منه، وذلك سداً لباب الفتنة وٕإغلاقاً لمداخل إبليس، والظن السيء يؤدي إلى إثم آخر ألا وهو التحسس والتجسس، وقد نهى الله عن هذا الأمر التحسس والتجسس[3].

الترهيب من البخل والشح[عدل]

وردت لفظة (بخل) اثنـتي عشـرة مرة في القرآن، من ذلك قول الله: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاَء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}[31].

ووردت لفـظة (شح) ثلاث مرات في القرآن، من ذلك قوله: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}[7][32]، وروي أن عامر الشعبي يقول "والله ما أفلح بخيل قط، ثم يقرأ قوله تعالى: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}[33]، لما لهذه الصفة من بغض صاحبها عند الله وعند الناس[6].

فهذه صفة ذميمة ومن المساوئ التي حذرنا الله ورسوله منها، قال تعالى: {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[34]، وحذر رسولنا من هذه الصفة فقال: ( واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم )[35]، والشح يدفع صاحبه إلى ارتكاب الجرائم في سبيل نيل غاياته ورغباته والتي بات يستعبدها الحرص والشح[3][8].

الترهيب من الظلم[عدل]

وردت لفظة (الظلم) اثنتي عشرة مرة في القرآن وما ذلك إلا إنكارً على الظلم وأهله، قال الله: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار}[36]، قال البغوي"أي ما للظالمين من أعـوان يدفعون عـنهم عـذاب الله يوم القيامة"، ويقول النبي محمد محذراً من عواقب الظلم ومصير صاحبه "اتقوا الظلم فان الظلم ظلمات يوم القيامة، وقال تعالى يصف بيوت الظالمين: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون}[37]، قال سيد في تفسير الآية[9]"لقد كانوا قبل لحظات يدبرون ويمكرون، ويحسبون أنهم قادرون على تحقيق ما يمكرون، فأصبحوا في غضون ذلك الزمن المتناهي في الصغر هلكى، وإذا الدور خالية والبيوت خالية"[3].

الترهيب من الكذب[عدل]

وقد ورد الترهيب من الكذب في القرآن في مواضع عديدة منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّار}[38]، وقوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى َيوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُون}[39]، وقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد}[40].

وورد النهي والتحذير من هذه الصفة على لسان الرسول محمد فقال: وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً[3][11][12].

الترهيب من الكبر[عدل]

وردت لـفظة (كِبر) إحـدى عشرة مرة في القرآن، من ذلك قول الله: {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّار}[41]، وقوله أيضًا: {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِين}[42]، فهذا استفهام إنكاري يعني أن هناك مثوى أعده الله لهؤلاء المتكبرين، ليلاقوا جزاء تكبرهم وتعنتهم وعدم رضوخهم للحق، وليس هذا فقط بل إن المتكبرين يسمعون تغيظ جهنم قبل وصولهم إليها.

قال النبي محمد محذراً من الكبر: (لا يدخل الجنة من كـان في قلبه مثقال ذرة من كبر) ويرى علماء المسلمين أن على المسلم أن يعالج نفسه من الكبر قبل الإقبال على الله " بمعرفة المتكبر لربه ولنفسه، فيعرف أن الكبرياء هي لله حصراً ، وأن يعرف قدر نفسه، فقد نشأ من نطفة قذرة ثم يصير جيفة عفنة، وان كل ما عنده من علم ومال وسلطان هو من عطاء الله له، وان لو شاء الله لسلبه ذلك[3][10].

الترهيب من أكل أموال الناس بالباطل[عدل]

ورد النهي والوعيد في القرآن من أكل أموال الناس بالباطل، فقال تعالى: {وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون}[43]، ومنه الترهيب من أكل أموال اليتامى ظلماً، فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[44]، قال ابن كثير في تفسيرها، "إن الله تعالى يتوعد آكلي أموال اليتامى بلا سبب بنار تتأجج في بطونهم يوم القيامة"، وحذر النبي محمد آكلي أموال اليتامى، فقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا يا رسول الله وما هن؟ قال الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.[3][15][16]

الترهيب من أكل الربا[عدل]

ورد النهي عن أكل الربا والتحذير منه في خمسة مواضع في القرآن، منها قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}[45]، ويعد آكل الربا في التشريع الإسلامي من أكبر الكبائر، لذا فإن الإسلام قد نهى عنه وحذر أشد التحذير من التعامل به.

فقد أعلن الله الحرب على من استمر بالتعـامل بالربـا ولم ينـته عما نهاه الله عنه، فقال: {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ}[46]، لذلك نلاحظ إن الرجل الملتزم بشريعة الله تكون له علامات ودلائل "فعلامات الصدق والإخلاص والالتزام تظهر في قسمات الوجه، وتظهر في السيرة الحسنة، والسمعة الطيبة، أي أنها "من أفضل الطاعات وأهم القربات، لان ثمرتها هداية الناس إلى الحق[3][13][14].

الترهيب من نار جهنم[عدل]

ورد الترهيب من النار في القرآن بصيغ مختلفة وألفاظ متعددة منها: "النار، جهنم، السعير، سقر، الحريق" وغيرها من الألفاظ، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}[47]، قال الطبري "فالله يعظنا ويرشدنا إلى حفظ أنفسنا وأهلينا وصيانتها ووقايتها من نار حامية، وذلك بترك المعاصي وفعل الطاعات، ويحذرنا أكثر فأكثر من وقود هذه النار التي يوقد عليها الناس المعرضون عن شرع الله والحجارة، ثم يصفها بأوصاف مخيفة، ويؤكد أن لها زبانية غلاظ شداد لا يخالفون الله فيما يؤمرهم".

وقال تعالى: {وَاسْتَفْتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد (15) مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيد (16) يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظ}[48]، ويقول أيضاً: {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَر}[49]، كما جاء التحذير من بطش الله وعذابه {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيد}[50]، وهذا نوع من أنواع الترهيب الذي يقوم به العلماء والدعاة ليرشدوا الناس إلى طريق الله المستقيم[3][17].

انظر أيضاً[عدل]

المراجع[عدل]

  1. ^ "مفهوم الترهيب في القرآن الكريم | مع الله". مؤرشف من الأصل في 2023-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  2. ^ أ ب ت رزق, أحمد مصباح. "الترغيب والترهيب ودورهما في استقامة الإنسان". quranpedia.net (بالإنجليزية). الجامعة الإسلامية، غزة، 2009م. p. 4. Archived from the original on 2023-05-06. Retrieved 2023-05-06.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص كيلان خليل، حيدر. "الترغيب والترهيب في القرآن الكريم واهميتهما في الدعوة إلى الله". المستودع الدعوي الرقمي. مجلة كلية العلوم الإسلامية، المجلد السابع، العدد الثالث عشر، 1434هـ-2013م. ص. 15،16،17،18،19،20،21،5. مؤرشف من الأصل في 2022-10-22. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  4. ^ أ ب ت موقع موسوعة التفسير الموضوعي: https://modoee.com/show-book-scroll/312 "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2022-12-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  5. ^ أ ب السعدي، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله. "كتاب تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن - المكتبة الشاملة". shamela.ws. دار ابن حزم، بيروت، 2003م. ص. 389. مؤرشف من الأصل في 2022-12-24. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  6. ^ أ ب ت الثعالبي, أبو منصور. "الاقتباس من القرآن الكريم". quranpedia.net (بالإنجليزية). مطبعة جامعة بغداد، 1973م. p. 257. Archived from the original on 2023-05-06. Retrieved 2023-05-06.
  7. ^ أ ب الزركلي، خير الدين. "الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٧". shiaonlinelibrary.com. دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، 1984م. ص. 165. مؤرشف من الأصل في 2020-02-25. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  8. ^ أ ب الصايم، محمد. "Nwf.com: الوصايا العشر للوقاية من الجن والشياطين". www.neelwafurat.com. دار الفضيلة للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر. ص. 50. مؤرشف من الأصل في 2023-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  9. ^ أ ب الشاربي، سيد قطب إبراهيم حسين. "في ظلال القران - سيد قطب - مکتبة مدرسة الفقاهة". ar.lib.eshia.ir. دار الشروق، بيروت، لبنان، 1398هـ-1978م. ص. 2646. مؤرشف من الأصل في 2020-05-08. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  10. ^ أ ب زيدان، عبد الكريم. "كتاب أصول الدعوة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤسسة الرسالة، الطبعة: التاسعة، ١٤٢١ هـ-٢٠٠١م. ص. 361. مؤرشف من الأصل في 2021-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  11. ^ أ ب البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (6094).
  12. ^ أ ب أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (2607).
  13. ^ أ ب يوسف، محمد خير. "الدعوة الاسلامية". library.iugaza.edu.ps. دار طويق للنشر والتوزيع، الرياض 1414هـ. ص. 101. مؤرشف من الأصل في 2023-05-06. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  14. ^ أ ب بن باز، عبد العزيز بن عبد الله. "كتاب الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة - المكتبة الشاملة". shamela.ws. رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، الرياض، 1402هـ-1982م. ص. 19. مؤرشف من الأصل في 2022-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  15. ^ أ ب بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي، أبو الفداء إسماعيل بن عمر. "كتاب تفسير ابن كثير - ط العلمية - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤسسة قرطبة للطباعة والنشر والتوزيع، 2000م. ص. 392. مؤرشف من الأصل في 2023-02-09. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  16. ^ أ ب السِّجِسْتاني، أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي. "كتاب سنن أبي داود - ت محيي الدين عبد الحميد - المكتبة الشاملة". shamela.ws. المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، لبنان، رقم الحديث. ص. 2874. مؤرشف من الأصل في 2023-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-06.
  17. ^ أ ب أحمد فؤاد الأهوانى (1967م). التربية في الإسلام. : دار المعارف، القاهرة، مصر. ص. 257. مؤرشف من الأصل في 2011-11-12.
  18. ^ سورة الحديد، آية رقم: 20.
  19. ^ أ ب عبد الغفار، محمد حسن. "كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي - محمد حسن عبد الغفار - المكتبة الشاملة". shamela.ws. دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، وتم نشره في المكتبة الشاملة بتاريخ 9رجب 1432هـ. ص. 5. مؤرشف من الأصل في 2023-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-05.
  20. ^ الرومي، أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان. "كتاب دراسات في علوم القرآن - فهد الرومي - المكتبة الشاملة". shamela.ws. حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، الرياض، السعودية، 2003م. ص. 21. مؤرشف من الأصل في 2023-05-01. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-05.
  21. ^ سورة لقمان، آية رقم: 17-19.
  22. ^ سورة ص، آية رقم: 26.
  23. ^ سورة القصص، آية رقم: 50.
  24. ^ أ ب سورة البقرة، آية رقم: 109.
  25. ^ سورة النساء، آية رقم: 54.
  26. ^ سورة الفتح، آية رقم: 15.
  27. ^ سورة الفلق، آية رقم: 5.
  28. ^ سورة الفتح، آية رقم: 6.
  29. ^ سورة الفتح، آية رقم: 12.
  30. ^ سورة الحجرات، آية رقم: 12
  31. ^ سورة محمد، آية رقم: 38.
  32. ^ سورة النساء، آية رقم: 128.
  33. ^ سورة التغابن، آية رقم: 16.
  34. ^ سورة آل عمران، آية رقم: 108.
  35. ^ أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (2578).
  36. ^ سورة آل عمران، آية رقم: 192.
  37. ^ سورة النمل، آية رقم: 52.
  38. ^ سورة الزمر، آية رقم: 3.
  39. ^ سورة التوبة، آية رقم: 77.
  40. ^ سورة ق، آية رقم: 18.
  41. ^ سورة غافر، آية رقم: 35.
  42. ^ سورة الزمر، آية رقم: 60.
  43. ^ سورة البقرة، آية رقم: 188.
  44. ^ سورة النساء، آية رقم: 10.
  45. ^ سورة البقرة، آية رقم: 275.
  46. ^ سورة البقرة، آية رقم: 179.
  47. ^ سورة التحريم، آية رقم: 6.
  48. ^ سورة إبراهيم، آية رقم: 15-17.
  49. ^ سورة القمر، آية رقم: 48.
  50. ^ سورة البروج، آية رقم: 12.

روابط خارجية[عدل]