انتقل إلى المحتوى

غساسنة

صفحة محمية جزئيًّا (سماح للمؤكدين تلقائيا)
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

هذه نسخة قديمة من هذه الصفحة، وقام بتعديلها BI5427 (نقاش | مساهمات) في 16:49، 11 فبراير 2021 (تحسينات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة، وقد تختلف اختلافًا كبيرًا عن النسخة الحالية.

دوْلة الغساسنة
الغساسنة
فيوديراتي دولة عميلة لإمبراطورية الروم
→
220 – 638 ←
غساسنة
غساسنة
علم
غساسنة
غساسنة
شعار
مملكة الغساسنة في القرن السادس
عاصمة الجابية
نظام الحكم ملكية
اللغة الرسمية العربية
الديانة أرثوذكسية شرقية
سريانية أرثوذكسية
ملك
جفنة بن عمرو (الأول) 220-265
جبلة بن الأيهم (الأخير) 632-638
التاريخ
الفترة التاريخية عصور وسطى مبكرة
نشأتها 220
ضمها لدولةِ الخلافة الراشدة 638
اليوم جزء من  سوريا
 الأردن
 السعودية
 العراق

الغساسنة أو أزد غسّان هم سلالة عربية[1][2][3][4][5][6] أسست مملكة في الشام ضمن حدود الإمبراطورية البيزنطية في فترة ما قبل الإسلام. أسس المملكة العربية أحفاد قبيلة أزد من اليمن والذين هاجروا في أوائل القرن الثالث الميلادي إلى بلاد الشام،[7] حيث اندمج بعضهم مع المجتمعات المسيحية المُتهلينة،[8] وقد تحولوا إلى الديانة المسيحية في العقود الأولى من القرون الميلاديَّة بينما كان البعض الآخر من المسيحيين وذلك قبل الهجرة إلى الشمال للهروب من الاضطهاد الديني.[7][9]

بعد استقرارهم في بلاد الشام، أصبحت الغساسنة فيوديراتي لللإمبراطورية الرومية الشرقية وقاتلوا معهم ضد الساسانيين الفارسيين وحلفائهم العرب من سلالة المناذرة. كما كانت أراضي الغساسنة بمثابة منطقة عازلة تحمي الأراضي التي ضمها الرومان ضد غارات القبائل البدوية. اعتنق عدد قليل من الغساسنة الإسلام بعد الفتح الإسلامي؛ وظلَّ معظم الغساسنة على الديانة المسيحية وانضموا إلى المجتمعات الملكانيَّة والسريانيَّة ضمن ما هو الآن الأردن وفلسطين وإسرائيل وسوريا ولبنان.[7]

نسب الغساسنة

الحارث ملك الغساسنة؛ العرب في الفلكلور والقصص العربية.

ينسب المؤرخون الغساسنة إلى قبيلة الأزد القحطانية، وهم بنو: جفنة بن عمرو (مزيقياء) بن عامر (ماء السماء) بن حارثة (الغطريف) بن امرؤ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.[10][11] وقد قال في ذلك الشاعر حسان بن ثابت في مطلع قصيدته:[12]

أولاد جفنة حول قبر أبيهمُ قبر ابن مارية الكريم المفضلِ
يسقون من ورد البريص عليهمُ برَدى يصفّق بالرحيق السلسلِ
بـِيضُ الوجوه كريمةُ أحسابهم شمَ الأنوف من الطراز الأولِ
يغشون حتى ما تهرّ كلابهم لا يسألون عن السواد المقبلِ

النشأة

الغساسنة هم قبيلة وسلالة حاكمة من قبائل التنوخيين القاطنة في جنوب سوريا والأردن (مملكة الأنباط سابقا) وقد تحالفوا مع الرومان. يقول بعض المؤرخين العرب ان الغساسنة هجروا من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد سيل العرم. بدأت هجرات القبائل الأزدية ومن ضمنهم الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية في بداية القرن الأول للميلاد عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد سيل العرم، حيث اتجهوا شمالا حيث أقاموا فترة قرب عين ماء تسمى "غسان" في تهامة حيث عرفوا بالغساسنة،[13][14]وواصلوا هجرتهم نحو الشام، حيث استقروا في الأردن وجنوبي سورية في بصرى التي كانت تقع ضمن سلطان سليح، وكان الروم قد ولوا "الضجاغمة" من آل سليح القضاعيين على تلك البلاد وأعطوهم ألقابا مثل "فيلارخوس" وأول من حصل على هذا اللقب هو جدهم ضجعم الذي أعطي هذا اللقب في عهد تيتوس (79ـ81)م، وكانت ديار قضاعة في المناطق الواقعة بين جبل الشيخ وجبال فلسطين والبلقاء والغور والعقبة وجبال الكرك، وقام الضجاعمة بضرب إتاوات على الغساسنة مما أثار فيما بعد خلافات أدت إلى حدوث معارك انتهت لصالح الغساسنة وتولوا حكم ماكانت تتولاه سليح، ولم يجل الغساسنة سليحا بل أبقوهم وظلت بعض منشآتهم حية حينا من الدهر لاسيما "دير أيوب" أحد أشهر أسواق الجاهلية ضمن شبكة التجارة العربية وظل قائما فترة في الإسلام، وآل سليح بدورهم كانوا قد تغلبوا على تنوخ الذين سبقوهم، واتخذ الغساسنة من بصرى عاصمة لهم قبل تحويل عاصمتهم لاحقا إلى الجابية (بمرتفعات الجولان)، وسرعان ما امتد حكمهم ليشمل كل الأردن والجولان وحوران وغوطة دمشق وجنوب سوريا، ووصلوا في غزواتهم حتى خيبر.

الحالة السياسية

وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا على تهديد الولايات الرومانية الشرقية، لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية، وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة. امتد حكم الغساسنة من عام 220 إلى 638 ميلادي، أي أربعمائة وثماني عشرة سنة. وأول ملوكهم هو جفنة بن عمرو الذي حكم ما بين 220-265م، ولذا يطلق بعضهم على ملوك الغساسنة: آل جفنة. امتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن وإلى البحر، وكانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.

أولى البيزنطيون الولايات الشرقية اهتماما خاصة نظرا للتهديد الساساني واللخمي، لذا فقد كانت المملكة الغسانية بمثابة الحارس الرئيس لطرق التجارة، كما انضم الكثير منهم للجيش البيزنطي. قام الملك الغساني الحارث بن جبلة (حكم من 529-569) بمساعدة بيزنطة في حربها ضد الفرس وقد منحه الإمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس سنة 529 مكافأة له على إخلاصه.

العلاقة بين الغساسنة وبيزنطة كانت في أحسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة، وكان لمملكتهم سلطانها وأهميتها، عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من سوريا حيث شدوا الرحال إلى الإمبراطورية البيزنطية، واحتلوا مكانة عالية في الدولة حتى تبوأ نقفور منصب الإمبراطور (حكم 802-811) ثم حكم ابنه بعده ونقفور كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الكبير هارون الرشيد. تنتسب العديد من القبائل والعوائل العربية المسيحية المعاصرة في سورية والأردن ولبنان وفلسطين إلى الغساسنة، وأكبر تجمع لمن تبقى على ديانة ومعتقد الغساسنة هو في مدينة خبب وبعض بلدات محافظة درعا في سوريا وفي مدينتي الكرك ومادبا في الأردن وكذلك مدينة زحلة في لبنان بعد أن انتقلوا من موطنهم في الأردن، جنوب سوريا. عدد من الغساسنة ونسلهم اليوم من المسلمون.

الحالة الثقافية

اعتنقوا المسيحية الأرثوذكسية المشرقية المعروفة في سورية آنذاك باليعقوبية وهي مخالفة لمذهب الروم الأرثوذكس (الملكاني). كان الغساسنة كما المناذرة من رعاة الأدب والشعر فقد التحق بالغساسنة لمدحهم جهابذة الشعر الجاهلي مثل لبيد بن ربيعة والنابغة الذبياني وحسان بن ثابت. تتمثل آثارهم في صهاريج الرصافة وقصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكاتدرائية الرصافة[15] والبناء الذي داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع، ومن المباني الدينية: كنيسة مادبا، والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي،[16] وكنيسة الرفيد،[16] وكنيسة بريقة،[16] وكنيسة كفر ناسج،[16] وكنيسة كفر شمس[16] وكنيسة القديس سرجيوس في النتل.[16]

ظهور الإسلام

ظلت المملكة الغسانية موالية للبيزنطيين حتى الربع الأول من القرن السابع الميلادي عندما أسقط المسلمون مملكتهم عقب معركة اليرموك سنة 636م. دخل الغساسنة في تحالف مع العرب المسلمون ودخلوا في جيوش الفتح فكان لهم فيها سهم كبير، فشاركوا في فتح شمال أفريقيا والأندلس وانتشروا فيها واسهموا في اعمارها. اعتمد عليهم الخلفاء الأمويين في إدارة الدولة لخبرتهم في إدارة الدواوين ودور المال. اعتنق عدد قليل من الغساسنة الإسلام بعد الفتح الإسلامي؛ وظلَّ معظم الغساسنة على الديانة المسيحية وانضموا إلى المجتمعات الملكانيَّة والسريانيَّة ضمن ما هو الآن الأردن وفلسطين وإسرائيل وسوريا ولبنان.[7]

ملوك الغساسنة

الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 جفنة بن عمرو 220-265 2 عمرو بن جفنة 265-270 3 ثعلبة بن عمرو 270-287 4 الحارث بن ثعلبة 287-307
5 جبلة بن الحارث 307-317 6 الحارث بن جبلة 317-327 7 المنذر بن الحارث 327-330 8 الأيهم بن الحارث 327-330
9 المنذر الأصغر 327-340 10 النعمان بن الحارث 327-342 11 عمرو بن الحارث 330-356 12 جبلة بن الحارث 327-361
13 جفنة بن المنذر 361-391 14 النعمان بن المنذر 361-462 15 النعمان بن عمرو بن المنذر 391-418 16 جبلة بن النعمان 418-434
17 النعمان بن الأيهم 434-455 18 الحارث بن الأيهم, و... 434-456 19 النعمان بن الحارث 434-453 20 المنذر بن النعمان, مع... 453-472
21 عمرو بن النعمان 453-486 22 حجر بن النعمان 453-486 23 الحارث بن حجر 486-512 24 جبلة بن الحارث 512-529
25 الحارث بن جبلة 529-569 26 المنذر بن الحارث 569-581 27 أبو كرب النعمان بن الحارث 618-633 28 النعمان بن المنذر 582-583
29 الحارث بن الحارث 583 30 النعمان بن الحارث أبو كرب 583-? 31 الأيهم بن جبلة ?-614 32 المنذر بن جبلة 614-?
33 شراحيل بن جبلة ?-618 34 عمرو بن جبلة 618-628 35 جبلة بن الحارث 628-632 36 جبلة بن الايهم 632-638

مراجع

  1. ^ "ص92 - كتاب طبقات الشافعية الكبرى للسبكي - عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-24.
  2. ^ "ص228 - كتاب العرب في العصور القديمة - كتاب العصر الامبراطوري الروماني المتأخر - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-24.
  3. ^ "ص11 - كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي - الغساسنة - المكتبة الشاملة الحديثة". al-maktaba.org. مؤرشف من الأصل في 2020-10-24. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-24.
  4. ^ Julie Scott; Starkey, Paul (1998). Encyclopedia of Arabic Literature (بالإنجليزية). Taylor & Francis. ISBN:978-0-415-18571-4. Archived from the original on 2020-10-24.
  5. ^ Fakher (12 Dec 2014). Gaza: The Bleeding Wound (بالإنجليزية). Xlibris Corporation. ISBN:978-1-5035-2483-5. Archived from the original on 2020-10-24.
  6. ^ Kyri W.; Scholliers, Peter (1 Aug 2013). Writing Food History: A Global Perspective (بالإنجليزية). Berg. ISBN:978-0-85785-217-5. Archived from the original on 2020-10-24.
  7. ^ ا ب ج د Bowersock، G. W.؛ Brown، Peter؛ Grabar، Oleg. Late Antiquity: A guide to the Postclassical World. Harvard University Press. مؤرشف من الأصل في 2017-10-18.
  8. ^ "Deir Gassaneh". مؤرشف من الأصل في 2017-11-04.
  9. ^ bury، john. History of the Later Roman Empire from the Death of Theodosius I. to the Death of Justinian, Part 2. courier dover publications. مؤرشف من الأصل في 2016-05-18.
  10. ^ الأشتقاق – ابن دريد – الصفحة 435 . نسخة محفوظة 16 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ المختصر في أخبار البشر –أبو الفداء – الصفحة 72 . نسخة محفوظة 24 فبراير 2016 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ الأعلام - خير الدين الزركلي - ج ٢ - الصفحة ١٣١.
  13. ^ وصفة جزيرة العرب 329،والعمدة 2/948،951.
  14. ^ المعارف 640،645.
  15. ^ بشيد زهدي، الرصافة لؤلؤة بادية الشام،
  16. ^ ا ب ج د ه و تيسير خلف كنيسة العرب المنسية: أديرة الغساسنة في دمشق والجولان وحوران ولبنان

انظر أيضاً