انتقل إلى المحتوى

قلعة تاروت: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
لا ملخص تعديل
سطر 80: سطر 80:


كان يلجأ إليها الرجال والنساء على حد سواء في أوقات محددة لكل منهما ومازالت آثارها موجودة كما أن للعين أهمية فهي محفورة داخل الصخور وتطل على قلعة تاروت حيث تضم جحور ولحوف بداخلها وتنورها قريب من قاعدة القلعة. وكانت عين العودة خاصة بالنساء في الماضي حيث كن يغسلن الملابس على أطرافها واستخدمت فيما بعد من قبل الرجال على فترات<ref name=":9">[http://www.alyaum.com/article/2648622 « عين العودة » معلم سياحي يواجه الاندثار فى تاروت] - صحيفة اليوم
كان يلجأ إليها الرجال والنساء على حد سواء في أوقات محددة لكل منهما ومازالت آثارها موجودة كما أن للعين أهمية فهي محفورة داخل الصخور وتطل على قلعة تاروت حيث تضم جحور ولحوف بداخلها وتنورها قريب من قاعدة القلعة. وكانت عين العودة خاصة بالنساء في الماضي حيث كن يغسلن الملابس على أطرافها واستخدمت فيما بعد من قبل الرجال على فترات<ref name=":9">[http://www.alyaum.com/article/2648622 « عين العودة » معلم سياحي يواجه الاندثار فى تاروت] - صحيفة اليوم
</ref> بل وروت بعض النسوة أنهن كنّ يرتدن عين العودة في الوقت الذي كانت العين خاصة بالنساء، وكانت هناك صخرة سقطت في الماء فحاولن أن يرفعنها فوجدن في الجانب الآخر منها رسماً لتمثال بنهدين بارزين فرمينها وهربن إلى بيوتهن خائفات. كما كانت العين مليئة بالضفادع والأسماك الصغيرة (حوارسين) وبعض الأوقات كانت توجد أسماك كبيرة<ref>[http://tarout.6te.net/pages/arabic/trip/tri_02.htm عين العودة] - رحلة إلى جزيرة تاروت</ref>.
</ref>.


ويتفرع الحلقوم منها، وهو عبارة عن المجرى الخاص لحمام عين تاروت فكان الحلقوم يخرج من العين الى بركة في الجهة الغربية حيث كانت مغتسلاً للنساء ويجاورها تل يحيط بها، وقد ذكره [[جورف بيبي]] رئيس البعثة الدنماركية التي تولت عملية التنقيب في الستينات الميلادية في مؤلفه كتاب دلمن، وعرفت تاروت في التاريخ بحضارة دلمن باربار التي كانت تتركز في هذا التل المجاور لعين العودة وهي تعتبر من أساس حضارة جزيرة تاروت .
ويتفرع الحلقوم منها، وهو عبارة عن المجرى الخاص لحمام عين تاروت فكان الحلقوم يخرج من العين الى بركة في الجهة الغربية حيث كانت مغتسلاً للنساء ويجاورها تل يحيط بها، وقد ذكره [[جورف بيبي]] رئيس البعثة الدنماركية التي تولت عملية التنقيب في الستينات الميلادية في مؤلفه كتاب دلمن، وعرفت تاروت في التاريخ بحضارة دلمن باربار التي كانت تتركز في هذا التل المجاور لعين العودة وهي تعتبر من أساس حضارة جزيرة تاروت .


ويتكون تصميم هذه العين من طبقات أربع، فالأولى منها تعرف بالطبقة التجويفية الخارجية والذي تشكل به الشكل الهندسي الخارجي للعين أما طبقتها الثانية فهي عبارة عن نتوءات صخرية تبرز في جدران العين الداخلية أما في الطبقة الثالثة يوجد بها سرداب طويل ومجرى مائي تنتقل من خلاله مياه العين للمزارع ويعتبر هذا الجزء أكثر الأجزاء ضيقاً إذ يمتد بعده قاع العين الذي يتكون من طبقة رسوبية تتدفق من خلالها المياه الجوفية ومنه تتغذى العين بالمياه الجوفية المنبعثة من باطن الارض ولكن سرعان ما نضبت، و كانت تدفع السباحين للأعلى بسبب قوة تدفق مياهها.
ويتكون تصميم هذه العين من طبقات أربع، فالأولى منها تعرف بالطبقة التجويفية الخارجية والذي تشكل به الشكل الهندسي الخارجي للعين أما طبقتها الثانية فهي عبارة عن نتوءات صخرية تبرز في جدران العين الداخلية أما في الطبقة الثالثة يوجد بها سرداب طويل ومجرى مائي تنتقل من خلاله مياه العين للمزارع ويعتبر هذا الجزء أكثر الأجزاء ضيقاً إذ يمتد بعده قاع العين الذي يتكون من طبقة رسوبية تتدفق من خلالها المياه الجوفية ومنه تتغذى العين بالمياه الجوفية المنبعثة من باطن الارض ولكن سرعان ما نضبت، و كانت تدفع السباحين للأعلى بسبب قوة تدفق مياهها.

يقول أحد سكان جزيرة تاروت: استدعيت مع نفر من تاروت لمشاهدة بعض الزخارف الإسلامية في بيت يبعد عن عين العودة حوالي مائتي متر، وكان في البيت بئر لا يزال ماؤه في قعره حتى وقت الزيارة، وذكر أنه فيما مضى كان الغاصة من أهل تاروت ينزلون إلى قعر البئر ويخرجون من العين المذكورة، فإن صح هذا القول فإنه يؤكد وجود قناة تحت الأرض تصل بين العين والبئر، وهو دليل آخر على أن الديرة القديمة قد شيدت على أنقاض بلدة قديمة، ويُذكر أن البيت يعود إلى الدكتور جميل الجشي<ref>من أوراق لجنة التعريف السياحي: القطيف أواخر سنة 1421هـ- 2001م ص3.</ref><ref>[http://www.alwahamag.com/index.php?act=artc&id=1000&hl=%DA%ED%E4%20%C7%E1%DA%E6%CF%C9#a7 هل كانت تاروت عاصمة الدلمونيين؟] - مجلة الواحة</ref>.


==== النضوب ====
==== النضوب ====
سطر 159: سطر 161:
=== إعادة تدفق مياه عين العودة سبتمبر 2011م ===
=== إعادة تدفق مياه عين العودة سبتمبر 2011م ===
في تاريخ 30 سبتمبر، 2011م قام 12 شخص في إعادة تدفق المياه من عين العودة لأول مرة منذ عام 1996م حيث نضبت وأهملت، وقام فريق العمل بإزالة القاذورات والأوساخ وتنظيفها من جديد، وكذلك ترميمها وتقوية الجدران المتهالكة، وحشوها بأحجار بحرية تم رصها وفق الأسلوب القديم، ليكون موقعاً مؤهلاً لاستقبال الزوار والسائحين، ومتنفساً وموقعاً سياحياً مهماً، ليشكل إضافة للمواقع الأثرية التي تنفذها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة الجهات ذات العلاقة. قام فريق العمل بتنظيفها وتفاجأوا بنبع المياه الساخنة يتدفق منها وبغزارة. وكان الفريق قد قام بترميم مقهى قلعة تاروت الشعبي، وكذلك ترميم وتهيئة مركز الحرف والصناعات اليدوية المجاور للقلعة التاريخية لتكون مركزاً دائماً للحرف والصناعات اليدوية. إلا أنه كان تدفق مؤقت وقد نضبت العين مجدداً.<ref>[http://www.alqhat.com/news-action-show-id-3918.htm 12 شاباً يعيدون الحياة لـ «عين العودة»] - القطيف اليوم</ref>
في تاريخ 30 سبتمبر، 2011م قام 12 شخص في إعادة تدفق المياه من عين العودة لأول مرة منذ عام 1996م حيث نضبت وأهملت، وقام فريق العمل بإزالة القاذورات والأوساخ وتنظيفها من جديد، وكذلك ترميمها وتقوية الجدران المتهالكة، وحشوها بأحجار بحرية تم رصها وفق الأسلوب القديم، ليكون موقعاً مؤهلاً لاستقبال الزوار والسائحين، ومتنفساً وموقعاً سياحياً مهماً، ليشكل إضافة للمواقع الأثرية التي تنفذها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة الجهات ذات العلاقة. قام فريق العمل بتنظيفها وتفاجأوا بنبع المياه الساخنة يتدفق منها وبغزارة. وكان الفريق قد قام بترميم مقهى قلعة تاروت الشعبي، وكذلك ترميم وتهيئة مركز الحرف والصناعات اليدوية المجاور للقلعة التاريخية لتكون مركزاً دائماً للحرف والصناعات اليدوية. إلا أنه كان تدفق مؤقت وقد نضبت العين مجدداً.<ref>[http://www.alqhat.com/news-action-show-id-3918.htm 12 شاباً يعيدون الحياة لـ «عين العودة»] - القطيف اليوم</ref>

=== تحذير من انهيار القلعة سبتمبر 2012م ===
في تاريخ 29 سبتمبر، 2012م حذر عضو الجمعية التاريخية السعودية علي الدرورة من انهيار قلعة تاروت بمحافظة القطيف في أي لحظة، لكثرة التصدعات التي ضربت جدرانها نتيجة الإهمال الذي تتعرض له، وعدم صيانتها أو ترميمها منذ أكثر من عقدين، مطالباً بالتحرك الفوري لترميمها وحمايتها من السقوط. وباتت القلعة معرضة حالياً للسقوط في أي لحظة، بعد أن اتسعت رقعة التصدعات فيها، وازدادت بشكل ملحوظ، وبدأ يتساقط من جدرانها الحصى والحجارة.

كما أن القلعة تعرضت لعملية ترميم جزئية سنة 1984م من قبل شركة أرامكو، وتوقف العمل في تلك السنة فجأة دون أن تستكمل لأسباب لا تزال مجهولة، وتركت على حالها منذ ذلك الحين وحتى اليوم، دون أن تتحرك الجهات المعنية، رغم كثرة المناشدات والمطالبات لتاريخ يمتد لأكثر من ألف عام ينتظر الزوال في أي لحظة بسبب الإهمال<ref>[http://www.jhaina.com/?act=artc&id=4524 مؤرخ يحذر من انهيار قلعة تاروت الأثرية.. ويطالب بالتحرك لترميمها فوراً] - جهينة الإخبارية
</ref><ref>[http://www.alsharq.net.sa/lite-post?id=510177 مؤرخ يحذر من انهيار قلعة تاروت الأثرية.. ويطالب بالتحرك لترميمها فوراً] - صحيفة الشرق
</ref>.

=== تحذير من انهيار القلعة مايو 2013م ===
حذر باحثون أثريون من انهيار قلعة تاروت مؤكدين أن عدم ترميمها أو التدخل السريع من قبل الهيئة سينهي عمرها الممتد إلى الآلاف من الأعوام، كما حصل مع [[قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني|قلعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني]] بدارين التي اختفت معالمها ولم يعد لها أثر ظاهر. وعلى الرغم من توافد السياح الغربيين على القلعة، إلاّ أن أبوابها المقفلة في وجه السياح اضطرت بعضهم للدخول لها عبر فتحات الشباك الحديدية التي تحوطها من كل الجهات. أكد الباحث والمؤرخ سلمان الرامس بأن جزيرة تاروت هي أهم مراكز الدلمون على الإطلاق وبأنها كانت العاصمة الرئيسية قبل أن تنتقل للبحرين بسبب تذبذب مياه الخليج العربي<ref>[http://www.jhaina.net/?act=artc&id=8093 باحثون ومهتمون اثريون يحذرون من انهيار قلعة تاروت ويطالبون بإعادة تأهيلها] - جهينة الإخبارية
</ref>.


=== إعادة تأهيل قلعة تاروت سبتمبر 2014م ===
=== إعادة تأهيل قلعة تاروت سبتمبر 2014م ===
سطر 181: سطر 194:


== العادات والتقاليد ==
== العادات والتقاليد ==
ومن العادات التي كانت متداولة :
ومن العادات التي كانت متداولة في قلعة تاروت:
* '''ليلة الغسلة:''' وهي عادة اندثرت من المجتمع. إذ كانت العادة أن تستقبل الفتاة صديقاتها وبنات حيّها وقريباتها عند غروب الشمس أو قبله بقليل، ويسيرون في موكب تتقدمهن العروسة، وهن ينشدن الأناشيد حتى يصلن إلى عين العودة الخاصة بنساء البلدة، وبعد الانتهاء من الاستحمام تعود الفتيات بالعروس إلى دارها، وهن يرددن الأغاني الشعبية<ref name=":7" />.
* '''ليلة الغسلة''' أو '''ليلة الغسالة:''' وهي عادة اندثرت من المجتمع. إذ كانت العادة أن تستقبل العروس صديقاتها وبنات حيّها وقريباتها عصراً أو عند غروب الشمس أو قبله بقليل فيسرن في موكب ضخم تتقدمهن العروسة وهن ينشدن حتى يصلن إلى إحدى العيون الخاصة بالنساء في البلد مثل [[حمام أبو لوزة]]، [[لغميري]]، عين العودة وغيرها من العيون، وبعد الانتهاء من الاستحمام يعدن بالعروسة إلى بيتها بأغانيهن وزغاريدهن ومن أغانيهن<ref name=":7" /><ref>[http://www.alwahamag.com/index.php?act=artc&id=1273&hl=%DA%ED%E4%20%C7%E1%DA%E6%CF%C9 الزواج بين الماضي والحاضر في مجتمع القطيف] - مجلة الواحة</ref>:
<blockquote>''الترملي يرداها'' </blockquote><blockquote>''زهره كحيلة عين الترملي يرداها''</blockquote><blockquote>''يا سعد من شراها''</blockquote><blockquote>''زهره كحيلة عين الترملي يرداها''</blockquote>ومن أغانينهن أيضاً:<blockquote>''على العين والرأس''</blockquote><blockquote>''جينا نبارك لش على العين والرأس''</blockquote><blockquote>''ولو زعلت الناس''</blockquote><blockquote>''وأحنا بنات عم ولو زعلت الناس''</blockquote><blockquote>''البنت ما تتخذ''</blockquote><blockquote>''إلا بشور الناس''</blockquote><blockquote>''إلابشور الناس''</blockquote><blockquote>''والولد ما يتخذ''</blockquote><blockquote>''إلا بأول ساس''</blockquote><blockquote>''إلا بأول ساس''</blockquote><blockquote>''إلى آخر الأغنية...''</blockquote>
* '''القفز:''' كان بعض أهالي الجزيرة يقفزون من أعلى برج في قلعة تاروت، وهو البرج الشمالي قاذفين أنفسهم إلى مياه عين العودة ومن ارتفاع 27 متراً، حيث كانت في ذلك الوقت عميقة<ref name=":8" /> وتعتبر هذه العادة من .
* '''القفز:''' كان بعض أهالي الجزيرة يقفزون من أعلى برج في قلعة تاروت، وهو البرج الشمالي قاذفين أنفسهم إلى مياه عين العودة ومن ارتفاع 27 متراً، حيث كانت في ذلك الوقت عميقة<ref name=":8" /> وتعتبر هذه العادة من .


== قصص وأساطير ==
== قصص وأساطير ==

=== خرافة الخندق ===
هناك خرافة تقول بأنه يوجد خندق أو ممر يصل من قلعة تاروت إلى دارين إلا أنه لا توجد أدلة على ذلك.
هناك خرافة تقول بأنه يوجد خندق أو ممر يصل من قلعة تاروت إلى دارين إلا أنه لا توجد أدلة على ذلك.



نسخة 17:35، 23 سبتمبر 2016

قلعة تاروت
الجزء الشمالي لقلعة تاروت، 23 مارس 2015
معلومات عامة
نوع المبنى
قلعة
المكان
المنطقة الإدارية
البلد
الصفة التُّراثيَّة
تصنيف تراثي
معلومات أخرى
الإحداثيات
26°34′09″N 50°04′06″E / 26.569163°N 50.068227°E / 26.569163; 50.068227 عدل القيمة على Wikidata
خريطة

قلعة تاروت أو قصر تاروت أو حصن تاروت أو البرتغالية[2] هي قلعة أثرية تتوسط جزيرة تاروت شرق محافظة القطيف بالسعودية. يرجع تاريخ الموقع الذي بنيت عليه القلعة إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد[1] بينما يعتقد أن القلعة قد بُنيت بداية القرن السادس عشر الميلادي ما بين عامي 1515م إلى 1521م على هيكل لآلهة الفينيقيين عشتاروت وقد سميت الجزيرة باسمها (عش تاروت) وهي محاطة بسور عريض مشيد بالطين والجص وحجارة الفروش[3] ولا تزيد مساحتها الإجمالية عن 600 متر مربع[2].

التسمية

اشتهرت القلعة باسم البرتغالية نسبة إلى الغزاة البرتغاليين واشتهرت أيضاً بقلعة تاروت نسبة إلى الموقع الذي شيدت فيه، وتاروت هو اسم للآلهة السومرية عينانا التي ظهرت أول مرة على شكل نقوش بالخط المسماري في بلاد سومر في منطقة جنوب العراق قبل أكثر من 5000 سنة، ويرمز لها أحياناً بنجمة ثمانية تشير إلى كوكب الزهرة، وانتقلت عبادة هذه الآلهة من السومرين إلى الأكديين الذين اسموها عشتار، ثم انتقلت إلى شعوب جنوب الجزيرة العربية الذين اطلقوا عليها لقب عثار أو عطار وأما الكنعانيون والعبرانيون فسموها عاشرا أو عشتروت، ومنذ تلك الفترة الموغلة في القدم عرفت هذه الجزيرة باسمها الحالي تاروت ولا نعلم سبب إطلاق هذه التسمية على هذا الموقع بالتحديد، فهل السبب هو تشييد معبد للآلة عشتار في هذا الموقع، أو أن هذا المكان اشتهر بتاروت، نظرا لارتباط بيئة الموقع من الناحية العقائدية في تلك الفترة بالمعبود عشتار، فقد كان سكان هذه الجزيرة القدماء يعتقدون بأن الآلة عشتار هي المسؤولة عن إنبات الزرع وتفجير الماء، ونظراً لكون هذه الجزيرة كثيرة الزرع والماء فربما وافق ذلك معتقدهم فربطوا اسم المكان باسم الآلهة المعنية بهذه الأمور، ويُعتقد بأن التاروتي القديم صورت له مخيلته الآلهة عشتار بشكل فتاة شابة جميلة وهي تجوب بساتين النخيل بكل خفة ورشاقة فتتفجر الينابيع خلفها بالماء والعطاء، وتزهر الأرض بالسنابل والنماء، فقد كانت تاروت - بالنسبة لإنسان ذلك العصر - آلهة الخصب والحب والجنس[4]، ومن الشواهد التي تؤيد مثل هذا الرأي، عثور السكان على تمثال من الذهب الخالص في إحدى بساتين هذه الجزيرة يرمز للآلهة عشتاروت[5].

الموقع والآثار

تقع القلعة وسط جزيرة تاروت على تل مرتفع يعتبر أعلى مكان في جزيرة تاروت جنوب غرب حي الديرة[3]. كما يوجد بجانب القلعة عين العودة والتي كانت تعتبر المورد المائي الأساسي للقلعة ولكن جفت العين حالياً من الماء ويوجد بجانب القلعة أيضاً أسواق شعبية حرفية صغيرة مصممة بشكل تراثي قديم ومقهى شعبي أيضاً. وتملك دارة الملك عبدالعزيز الكثير من المقتنيات الأثرية ذات الدلالة التاريخية المهمة التي تم اكتشافها في منطقة قلعة تاروت الأثري، منها تمثال من الذهب الخالص ل(عشتاروت) عثر عليه في أحد بساتين النخيل بتاروت ملقى على الأرض وهناك الكثير من التماثيل والأواني النحاسية والفخارية والأسلحة التقليدية التي اكتشفت بتاروت موجودة في متحف الرياض الوطني وكان آخر ما اكتشف هو مدفع حربي قديم، يعود بتاريخه لنفس الحقبة الزمنية، وهو موجود في متحف الدمام الإقليمي.

كما كان للديرة سور يحيط بها ويصد هجمات المعتدين عنها، يحدها من جهة الغرب القلعة، كما توجد بالقرب من القلعة عين تاروت والذي تعرف بحمام تاروت.

مخطط القلعة

الشكل العام

منظر لداخل القلعة.
منظر لداخل القلعة.

تتكون القلعة من 4 أبراج، وفناؤها مستطيل الشكل تتوسطه بئر عميقة يعتقد أنها كانت لتخزين المؤونة في فترات الحصار[6] وهي محاطة بسور عريض مشيد بالطين والجص وحجارة الفروش، يشبه في تصميمه شكل السرطان، ويتراوح سمك السور من الأسفل إلى الأعلى ما بين 2.5 متر إلى 1.5 متر، أما ارتفاعه فيصل إلى 9 أمتار، وفي جوانبه وزواياه يشاهد بروز أحد عشر برجاً عالياً تتصل بجسور ممتدة، وهي ممرات سرية كانت تستخدم أثناء الحروب، إلا أنه مع مرور الوقت تقلص عدد هذه الأبراج ولم يتبق منها سوى ثلاثة.[1] اُتُخِذَت قلعة تاروت لتحصين الجنود وتخزين العتاد في تلك الفترة، وكان فيها مقر أو مكتب للحاكم إلى جانب وجود بئر ماء لا تزال حتى يومنا هذا ولكنها جفت، وكان الجنود يتزودون منها بالماء إلى جانب التمور وفي تلك الفترة الزمنية كان الجنود يأخذون إشارة الخطر من جميع المناطق في القلاع وذلك بإشعال نار فيرى دخانها نهاراً ونارها ليلاً كدليل على وجود الخطر المحدق[7].

لا تزيد مساحة القلعة الإجمالية عن 600 متر مربع ولا يوجد بها غرف خاصة لسكن الجنود أو لتخزين المؤونة والذخيرة ويعتقد أن الذخائر والمؤن كانت تخزن في بئر داخل القلعة، كما أن القلعة لا تحتوي بداخلها على مصدر للماء، فهي مشيدة على تل أثري مرتفع، ويقع مصدر الماء (عين العودة) خارج الأسوار أسفل التل، ووفقا لهذا الوصف الذي يعكسه تصميم القلعة الحالي فإن قلعة تاروت يتعذر عليها حماية المتحصن فيها حتى من أشعة الشمس، على الرغم من ذلك فإن القلعة مسوّرة وحصينة جداً، لها أربعة أبراج مبنية على هضبة مرتفعة تتيح لها كشف جميع التحركات سواء في أراضي الجزيرة، أو البحر، والسواحل الأخرى القربية كالقطيف ورأس تنورة والدمام. لذا فان المتحصن بها يستطيع الصمود لفترة طويلة قد تمتد لشهور عدة مع العلم بأن الأمراء والجنود لديهم مساكنهم الخاصة أو المؤجرة، والتي تعتبر جزءاً من النسيج العمراني داخل أسوار القرية المحصنة المسماة بالديرة، كما أن مساكن القرية وساحاتها الداخلية تستخدم في حالة الحرب كأماكن لتخزين المؤون والعتاد، كذلك عين العودة تقع داخل أسوار المدينة، وتجري بعض مجاريها داخل القرية، وهي محمية بأحد أبراج القلعة شبه المربعة، وهو البرج الواقع أعلى العين بهدف منع المتسللين من الوصول اليها[2].

قلعة تاروت لها أربعة أبراج، تم تصميمها بحيث تحاكي التضاريس الطبيعية التي بنيت عليها، وهذا الأسلوب في البناء المتفاعل مع طبيعة التضاريس يشبه أسلوب البناء البرتغالي المتبع في القلاع العمانية غير منضبطة الشكل[2].

الأبراج

لقلعة تاروت أربعة أبراج مخروطية الشكل، البرجان الشمالي الغربي والجنوبي الغربي هما البرجان الوحيدان اللذان يظهران في جميع الصور الفوتوغرافية القديمة، وأما البرجان الآخران الواقعان في الجهه الشرقية فلا وجود لهما في جميع الصور الفوتوغرافية القديمة، فالبرج الجنوبي الشرقي تعرض للقصف من قبل قوات الدولة السعودية قرابة عام 1791م وظل صامداً حتى عام 1916محيث انهار على أحد المساكن القريبة، وتمت إعادة ترميمه عام 1984م من قبل أرامكو[8]، وأما البرج الشمالي الشرقي المطل على سوق تاروت القديم فدمر بالكامل خلال تلك الفترة. ويبدو أن مدخل قلعة تاروت كان قريباً جداً من هذا البرج حيث يظهر في الصور الفوتوغرافية بقايا سلم حجري قديم، مكون من ثلاث عتبات يقع أمام ركام البرج الشمالي الشرقي، كما أنه من الصعب معرفة الشكل الحقيقي للبرج الرابع، وذلك بسبب تدميره منذ ما يزيد عن 200 سنة تقريباً. وهناك احتمال أن يكون هذا البرج مربعاً شبيهاً ببرج قلعة الدمام المربع الذي يتوسط فناءها، وربما أن هذا البرج كان يحتوي على الباب الرئيسي المؤدي إلى داخل القلعة. وإضافة للأبراج الأربعة الخاصة بالقلعة شبه المربعة توجد هناك أربعة أبراج أخرى مثبتة في السور الخارجي المحيط بالقرية والقلعة معاً، وهذه الأبراج الأربعة هي: برج بيت قيس، وبرج ابن ادبيس، وبرج بيت عبد الواحد، وبرج الرفعة. وهذه الأبراج غير منفصلة عن مباني القرية، بل هي جزء من المنازل ذات الطابقين، وبذلك يكون مجموع الأبراج ثمانية[9].

الأسوار

بدراسة الصور الفوتوغرافية القديمة لقلعة تاروت، تبين وجود سور خارجي يحيط بالقلعة، يجعلها داخل حدود قرية تاروت المسورة، وهذا السور كان على شكل شريط مقوس يمتد من أقصى الجنوب الغربي للقرية إلى أقصى الشمال الغربي ويتَّصل هذا السور بالمساكن الجنوبية الغربية ويصبح جزءاً منها، كما أنه يتصل في الجهة الشمالية الغربية بغرف ومرافق حمام تاروت، وبعض أجزاء سوق تاروت القديم، ويتقاطع هذا السور بشكل عمودي بسور آخر يتجه من جهة الغرب إلى الشرق، يحتوي - في وسطه- على باب يمثل المدخل الرئيسي لقلعة تاروت وقريتها.

أما بالنسبة للسور الذي يحيط بالديرة فإن ارتفاعه يتراوح بين 4 إلى 6 أمتار، وقد أضيف إلى ارتفاعه متر عند ترميمه في العهد التركي، وأما عرض السور فهو متر واحد، ثم أضيف إليه 0.5 متر في فترات متاخرة فأصبح عرضه قرابة 1.5 متر، وكان آخر ترميم لهذا السور في العهد العثماني الأخير خلال الفترة من عام 1871م إلى عام 1912م، وكان للقرية المسوّرة بوابتان تسمى دراويز، الأولى تسمى دروازة العين أو الحمام، ويليها سوق تاروت، والثانية دروازة الشرقية متوسطة بين بيت أمعيبد وبيت العسكري، وهذا السور غير منفصل عن البيوت، بل إن السور بأبراجه يشكل جزءاً من المنازل ذات الطابقين، وهو يغطي الطابق الأول منها، ويروى أيضاً أن للسور بوابة ثالثة يُطلق عليها اسم خادعة وهي بوابة صغيرة تسمح للمزارعين بالخروج إلى مزارعهم والعودة إلى القلعة[8].

الخندق

تبين أن المدخل الرئيس للقرية والقلعة الذي يتوسط السور الشمالي يطلق عليه دروازة الحمام وأمام هذا المدخل ساحة كبيرة تقع خارج السور وبها عدد من الدكاكين وهذه الساحة محاطة من جهاتها الأربع، يحدها من جهة الجنوب سور القرية ومن جهة الشرق المحلات التجارية ومن الشمال والغرب يطوقها مجرى الماء أو السيب الجاري من عين العودة متجها إلى قرية سنابس، وهذا المجرى كان في السابق يشكل خندقاً طبيعيًّا يعيق حركة الجنود في حالة الغزو، خصوصاً وأن العدو يبدو مكشوفاً تماماً عند دخوله هذه الساحة، ومعرضا لطلقات البنادق من السور الشمالي والأبراج المرتفعة، وهذا الخندق ورد ذكره في كتاب لمع الشهاب بالنص التالي[10]:

فدخل عبد الله بن سليمان إلى تاروت، وهي محكم بنيان قلعتها، ولها خندق أيضاً فبلغ خبره أحمد بن غانم، فأخذ يحصن نفسه وجماعته في القلعة.

ويبدو أن هذه المجاري أو الخنادق كانت إحدى وسائل الدفاع المستخدمة في منطقة القطيف عموماً، حيث أن الأهالي كانوا ينشئون العديد من الجسور المؤقتة المصنوعة من جذوع النخل لتسهيل عملية الحركة في حالة السلم، وفي حالة الحرب يتم إزالة هذه الجسور لإعاقة حركة العدو، وجاءت الإشارة إلى ذلك في تقارير الوالي أحمد مدحت باشا عند محاصرة قلعة القطيف عام 1871م بالنص التالي[11]:

وعندما وصلت العساكر الشاهانية إلى السوق الواقع خارج القلعة أطلق تجاهها بعض الطلقات النارية، ولكن القائد المذكور تمكن من اكتشاف القلعة، وأمر أهالي القرى المقامة على شكل قلاع والقريبة من القطيف بهدم الأبراج المقامة في هذه القرى وعلى الطريق، كما أمر الأهالي بتوسيع بعض الجسور المقامة بين الحدائق للسماح بمرور المدافع فوقها (انتهى).

القبو

عثر فريق الآثار المشرف على أعمال الترميم التي خضعت لها قلعة تاروت عام 1984م على بئر يتوسط فناء القلعة، وبالتقصي تبين أن هذه البئر كانت عميقة، لذا كان يطلق عليه جب، وكانت تستخدم لحفظ الماء في حالة الحصار، في حين يرى آخرون أن هذا الجب يؤدي إلى قبو تابع للقلعة به مجموعة من الغرف كانت تستخدم لتخزين الأسلحة والمؤونة، وهذا الجب كان متسعاً من الداخل، وقد استخدمه البرتغاليون والأتراك كسجن لمن يعصي أوامر الجنود، وكان هذا القبو متصلاً بممر سري يؤدي إلى خارج القصر، وتحديدا إلى منطقة لرميلي، وفي حالة الحصار يستخدم هذا الممر السري لإخلاء القلعة والهرب منها[12]، وهو ذو شبه بالقلاع البرتغالية في عمان إذ إن الجغرافي البرتغالي بدرو باريتو، يذكر في أحد تقاريره عن القلاع البرتغالية في منطقة عمان أن عدداً من هذه القلاع كان لها أبراجاً دائريةً في كل زاوية، وبها بئر ماء ومخزن للذخيرة تحت الأرض[13]، ويوجد وجه الشبه بين القبو وعدد من العناصر المعمارية المكونة لقلعة تاروت ومخطط قلعة دبا البرتغالية المرفق في تقارير الجغرافي البرتغالي بدرو باريتو.

السارية

يتضح من صورة فوتوغرافية قديمة أن موقع سارية العلم التي كان يرفع عليها العلم العثماني كان تحديداً أمام البرج الشمالي الغربي، وتحديداً في ساحة القرية المسوّرة، الواقعة خلف السور الشمالي الذي تتوسطه دروازة الحمام، أو المدخل الرئيسي للقرية، وبمقارنة موقع السارية في قلعة دارين ومبنى الميناء برأس تنورة سنجد أن السارية عادة ما تكون بالقرب من المدخل الرئيسي، ومن ذلك نستنتج أن مدخل القلعة كان في مكان ما بالقرب هذه السارية، ويعتقد أنه بالقرب منها يتم قراءة إعلانات الدولة، وأنظمتها باللغتين العربية والتركية، وربما البرتغالية في فترات أخرى سابقة.

بناء القلعة

اندثرت معظم القلاع في مدن الخليج ولم يبق منها سوى القليل الذي حافظ على طرازه المعماري مقاوماً عاديات الزمن ومن هذه القلاع والحصون قلعة تاروت التي شهدت دولاً وحروباً طاحنة منذ تأسيسها، ولعل السبب الوحيد الذي جعلها تبقى في صمود حتى اليوم ليس طريقة البناء، فعشرات القلاع التي بنيت في المنطقة لحراستها كانت من المادة نفسها وليس الطراز المعماري الحربي، فكل القلاع في المنطقة بُنيت بهذا الأسلوب أو الطريقة المعمارية المحلية التي تعود للعصر العباسي، وانما السبب الرئيسي هو موقعها الفريد في منتصف جزيرة تاروت وسط غابة من النخيل وعلى مرتفع صخري كما يتوسط جدران القلعة قضبان من الحديد، وهي التي جعلتها متماسكة وواقفة.

سبب البناء

من غير المعروف حتى الآن سبب بنائها أو هوية من بناها رغم ترجيحات بعض باحثي الآثار من أهالي القطيف وتاروت بنوها لتحميهم من هجمات البرتغاليين إبان غزواتهم إلا أن بعضاً آخر من الباحثين يرى أن الغزاة البرتغاليين هم الذين بنوها إبان استيطانهم لها في القرن السادس عشر الميلادي لتحميهم من هجمات الأتراك ضدهم إلا أنهم اضطروا لتسليم القلعة عام 1559م وخرجوا من تاروت إلى جزيرة أوال (البحرين حالياً). وبعض المؤرخين المحليين يرجعون وجودها إلى زمن القرامطة[7].

تاريخ البناء

يرجح أن فترة بناء القلعة كانت في بداية القرن السادس عشر الميلادي بين عامي 1515م - 1521م، والشائع أنها تعود إلى زمن البرتغاليين أثناء تواجدهم في منطقة الخليج حيث حكم البرتغاليون منطقة الخليج حتى عام 1650م، أي ما يقارب أكثر من 150 سنة من الحكم، وبُنيت قلعة تاروت في سبيل السيطرة على المنافذ التجارية وكانت تعد من القلاع التي بناها البرتغاليون للسيطرة على الخليج العربي ومساندة قلعة هرمز على مدخل الخليج حيث قرر البرتغاليون السيطرة على مضيق هرمز لمنع التجارة بين العرب وبين بقية البلدان ولاسيما الهند. فبالإضافة إلى قلعة تاروت تم بناء عدة قلاع في عمان وخورفكان وجلفار. في عامي 1551 و1552م هاجمت القوات التركية قلعة القطيف ونجحوا في طرد البرتغاليين. كما قامت القوات التركية بمهاجمة قلعة مسقط ودمروها ثم اتجهت القوات التركية إلى البحرين وقامت بمحاصرتها لعدة أشهر ولكنهم لم يتمكنوا حينها من السيطرة عليها فعادوا أدراجهم. في عام 1602م نجح الشاه عباس في طرد البرتغاليين من البحرين وانحسر المد البرتغالي على منطقة الخليج بتوقيع المعاهدة بين إيران والإنجليز في عام 1635م وكذلك بوفاة القائد البرتغالي Rui Freire de Andrada والذي عجّل بخروج البرتغاليين من منطقة الخليج.

عين القلعة

عين العودة

عين العودة أو العين العودة أو عين الحمام أو عين الحلقوم أو عين تاروت و تسمى بعين العودة وذلك لقدمها و هي عين كبريتية[14] يعود تاريخها إلى ما قبل 4 الآف عام وتسقي جزيرة تاروت بأكملها وتحتوي على مياه معدنية يقصدها المرضى للاستشفاء وكان يخرج من العين ماء حار وبخار شتاءً وماء بارد فاتر صيفاً، وهي تعد من العيون الطبيعية الجوفية الكبيرة وهي عميقة، ومسورة من ثلاث جهات، والجهة الرابعة لا تحتاج لسور، فالبرج الشمالي للقلعة كان بمثابة السور[15]، وكان ماء هذه العين مقدسة عند أبناء الحضارات التي سادت ذات يوم إذ أن كثير من الديانات كانت تقدس المياه أو تعطيه صبغة ذات قداسة حتى في يومنا هذا[16]،

كان يلجأ إليها الرجال والنساء على حد سواء في أوقات محددة لكل منهما ومازالت آثارها موجودة كما أن للعين أهمية فهي محفورة داخل الصخور وتطل على قلعة تاروت حيث تضم جحور ولحوف بداخلها وتنورها قريب من قاعدة القلعة. وكانت عين العودة خاصة بالنساء في الماضي حيث كن يغسلن الملابس على أطرافها واستخدمت فيما بعد من قبل الرجال على فترات[17] بل وروت بعض النسوة أنهن كنّ يرتدن عين العودة في الوقت الذي كانت العين خاصة بالنساء، وكانت هناك صخرة سقطت في الماء فحاولن أن يرفعنها فوجدن في الجانب الآخر منها رسماً لتمثال بنهدين بارزين فرمينها وهربن إلى بيوتهن خائفات. كما كانت العين مليئة بالضفادع والأسماك الصغيرة (حوارسين) وبعض الأوقات كانت توجد أسماك كبيرة[18].

ويتفرع الحلقوم منها، وهو عبارة عن المجرى الخاص لحمام عين تاروت فكان الحلقوم يخرج من العين الى بركة في الجهة الغربية حيث كانت مغتسلاً للنساء ويجاورها تل يحيط بها، وقد ذكره جورف بيبي رئيس البعثة الدنماركية التي تولت عملية التنقيب في الستينات الميلادية في مؤلفه كتاب دلمن، وعرفت تاروت في التاريخ بحضارة دلمن باربار التي كانت تتركز في هذا التل المجاور لعين العودة وهي تعتبر من أساس حضارة جزيرة تاروت .

ويتكون تصميم هذه العين من طبقات أربع، فالأولى منها تعرف بالطبقة التجويفية الخارجية والذي تشكل به الشكل الهندسي الخارجي للعين أما طبقتها الثانية فهي عبارة عن نتوءات صخرية تبرز في جدران العين الداخلية أما في الطبقة الثالثة يوجد بها سرداب طويل ومجرى مائي تنتقل من خلاله مياه العين للمزارع ويعتبر هذا الجزء أكثر الأجزاء ضيقاً إذ يمتد بعده قاع العين الذي يتكون من طبقة رسوبية تتدفق من خلالها المياه الجوفية ومنه تتغذى العين بالمياه الجوفية المنبعثة من باطن الارض ولكن سرعان ما نضبت، و كانت تدفع السباحين للأعلى بسبب قوة تدفق مياهها.

يقول أحد سكان جزيرة تاروت: استدعيت مع نفر من تاروت لمشاهدة بعض الزخارف الإسلامية في بيت يبعد عن عين العودة حوالي مائتي متر، وكان في البيت بئر لا يزال ماؤه في قعره حتى وقت الزيارة، وذكر أنه فيما مضى كان الغاصة من أهل تاروت ينزلون إلى قعر البئر ويخرجون من العين المذكورة، فإن صح هذا القول فإنه يؤكد وجود قناة تحت الأرض تصل بين العين والبئر، وهو دليل آخر على أن الديرة القديمة قد شيدت على أنقاض بلدة قديمة، ويُذكر أن البيت يعود إلى الدكتور جميل الجشي[19][20].

النضوب

يعد استخراج النفط السبب الأساسي لنضوب العين، حيث تحقن حقول النفط بالماء حتى يخف الضغط، وبالتالي يرتفع الزيت إلى الأعلى وهنالك بعض الأسباب الأخرى التي أدت إلى ذلك ومنها الإسراف في حفر الآبار الإرتوازية، ويعلل السببان المذكوران جعل الماء يتراجع بعد أن كان زائداً عن الحاجة، وأن عدم الاكتراث في التعامل مع البيئة أدت إلى غور المياه. و ما أن جفت العين، انقطع الماء عن بساتين الزراعة ويعتبر هذا من الأسباب التي أدت إلى فناء العديد من المزارع في الجزيرة[16].

الإهمال والمشاكل

تواجه عين العودة إهمالاً يهددها كموقع أثري بعد إهمالها منذ قرابة 10 أعوام وتهاوي أجزاء من أطرافها ونضوب مياهها بعدما تحولت إلى مكب للأوساخ والمخلفات[17].

حمام عين تاروت

حمام عين تاروت أو حمام تاروت أو حمام المسجد أو حمام السوق حمام كبريتي يتفرع من عين العودة، تم بناؤه في العهد البرتغالي واستخدمه باشوات الأتراك وكان يخترق السوق التجاري ولكن تم ردمه عام 1991م، وتحويله إلى حمامات حديثة للسباحة. ويحتوي على أسماك صغيرة فيه قيل أنها تساعد على شفاء الندوب والقروح في أجسام البحارة الذين يأتون إليه لهذا الغرض، حتى أطلقوا على الأسماك الصغيرة اسم أطباء تحت الماء، بحسب استشهاد بعض المعاصرين من الجزيرة. تصل المياه حمام عين تاروت من عين العودة مباشرة حيث أنه بجوار قلعة تاروت وعين العودة. كما يعود تاريخ الحمام إلى حدود سنة 1076م خلال فترة حكم العيونيين وتأسيس قلعة تاروت، كان الجزء الجنوبي مخصصاً لاستحمام للأهالي، ومجرى الحمام يتصل بالنبع الأصلي لعين العودة، من خلال نفق يمتد تحت الأرض ويتصل بحمام باشا وهو جزء من العين العودة، ثم يتصل بالعين من خلال فجوة بحوض الأرملي متفرعاً من الحمام إلى عدد من مجاري الساقية التي تتوزع وتروي الغابات والبساتين الشاسعة، وتتدفق المياه وتجري في اتجاه الجنوب والشرق، ويتفرع حمام تاروت الذي كان يخترق السوق التجاري من حمام باشا ، و تم ردم حمام تاروت وإزالته من قبل البلدية عام 1991م دون الاكتراث بقيمته التاريخية واندثر ولم يعد له وجود.[14]

الفوائد والاعتقادات

كان الاستحمام في حمام تاروت قديماً بمياهه الكبريتية مثار فخر ومباهاة البحارة الذين كانوا يرتادون جزيرة تاروت، بعد أن تقيحت أجسادهم، أو تشققت بسبب ملوحة البحر، وعدم توافر المياه العذبة بشكل كافٍ في سفينة الغوص، وكان حمام تاروت هو استراحة واستجمام لأولئك البحارة، حيث يلتقون بالغواصين من أبناء الخليج. كما حمام تاروت لا ينقطع من بحارة الخليج، الذين كانوا يتطيبون بمياه ينبوع تاروت لأنها كبريتية إضافةٍ إلى أهالي القطيف ودارين والزور وسنابس الذين يأتون للاستحمام، إلى جانب وجود نوع من الأسماك التي تدعى عفطي أو طباشة، وهي أشبه ما تكون بأطباء تحت الماء، حيث تنظف الأجسام من الفطريات، وهذا الاعتقاد كان سائداً عند البحارة.

البناء

كان الحمام مبنياً بالحجارة العملاقة والصخور الكبيرة المنحوتة بعرض ثلاثة أمتار وطول 25 متراً تقريباً التي بذل فيها أجداد المنطقة جهداً كبيراً، وكان يبلغ طول حمام باشا 75 متراً، تقابله دكاكين قديمة وبسطات شعبية تُباع فيها أقمشة ومواد غذائية وفواكه وغيرها.

الاغاني والأشعار التي قيلت عنه[21]

تغنى به الفنان الراحل عيسى الأحسائي في مواله الشهير حمام تاروت من تأليف الشاعر عيسى بن محسن التاروتي، وردده الموال الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسلسله الشهير الأقدار كما يردده معظم قدماء البحارة في جزيرة تاروت وفي غيرها من المدن والجزر.

حمام تاروت عليك اليوم طيرين

واحد محنى وواحد اريش العين

حبلت فخ الهوى ابصيد الاثنين

صدت المحنى واخطيت اريش العين

وهنا نص آخر يذكر فيه حمام تاروت من تأليف الشاعر عيسى بن محسن التاروتي وهو شاعر مشهور في الخليج العربي توفي عام 1930م وكان من سكان حي الديرة بتاروت[22]:

حمام تاروت يشبه صحن من الصين

ويشبه فتاة الجميلة امكحله العينين

واشوف كل الخلق يتحدثوا ايشوفنه

قلت باشوف مجراه قالوا من العين

أهزوجة شعبية ترددها الأم لطفلها ويلاحظ فيها كثرة الأماني وهي نموذج لما تتمناه الأم في ذلك الحين لم يُتوصل إلى قائل النص ولعله من أهازيج النساء:

إلك حمام تاروت تسبح كل صبيحة

وإلك حضرة على السيف تصيد الكنعدية

وإلك لفات لحبال يلف لك مرجحية

وإلك صايغ على الباب يصوغ لك تركية

وإلك من ورث جدك اخلاصة القوية

والملاحظ على النصوص أن التحريف قد أخذ فيها مأخذاًَ وخاصة النص الأخير فأخذ كل يردده حسب ما يراه مناسباً ، وبما أن معظم الناس وخاصة آخر جيل الغوص كان معظمهم من الأميين الذين لا يكترثون للوزن الشعري حتى أن بعضهم يستبدل المفردات العربية بمفردات شعبية ، وبالرغم من أن هذا حدث في كثير من النصوص الأدبية إلا أنه حافظ عليها من الضياع ، خاصة وأن الخليج العربي لم تدخل فيه مطابع إلا حدود عام 1341ه ولذلك فإن معظم الكتب قد ضاعت وأن نصوصاً أدبية كثيرة هي الأخرى قد طواها النسيان[21].

ملحقات القلعة

مقهى قلعة تاروت الشعبي

أنشئ مقهى بالقرب من القلعة على الطريقة الشعبية والتراثية، يقع في الطرف الغربي من بلدة الديرة في جزيرة تاروت بجانب قلعة تاروت الأثرية، ويتكون المقهى من مساحة لا تتجاوز 4 أمتار مربعة، وتم تجهيزه بمعدات بسيطة من سعف وجذوع النخل والدنجل، ورغم ضيق المقهى الذي لا يتسع سوى لخمس طاولات متلاصقة إلا ان رواده في ازدياد من أجل تداول الأخبار المحلية والأحاديث العامة، كما أن قرب المقهى من قلعة تاروت الأثرية إلى جانب السوق وعين العودة هو ما يجعله أحد أبرز المواقع السياحية. إن وجود المقهى بجانب قلعة تاروت الأثرية إضافة إلى كونه انشئ على الطراز القديم يضفي عليه نكهة شعبية جميلة، فوجود سعف النخل والدنجل وجذوع النخل والفوانيس القديمة وبعض الديكورات الشعبية يجعله مكاناً مناسباً لهذا الغرض[7].

تاريخ القلعة

صورة جوية للقلعة، تاريخ الصورة غير معروف

تقع القلعة على تل مرتفع عُثر فيه على آثار قديمة من ضمنها تمثال الملكة السومرية عشتار. ويُعتقد أن هذا التل يقع تحته معبد الملكة عشتار حيث قامت ببنائه بعدما طردها الملك جلجامش من بلاد ما بين النهرين ويقال أيضاً انها بنيت على أنقاض هيكل عشتاروت لآلهة الفينيقيين بجوار عين ماء اشتهرت بإسم عين العودة وذلك في القرن السادس عشر الميلادي على أنقاض سابقة تعود إلى حوالي خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.

حكم البرتغالييون منطقة الخليج ما يقرب من 150 سنة. وفي سبيل السيطرة على المنافذ التجارية قرر البرتغاليون السيطرة على مضيق هرمز لمنع التجارة بين العرب وبين بقية البلدان من أهمها الهند. ففي عام 1507م قام القائد البرتغالي الفونسو تسانده القائد على سبع سفن حربية وأكثر من 500 عسكري بالسيطرة على مسقط وخورفكان وصور متجهاً إلى قلعة هرمز القوية والحصينة[23]. قام الأسطول البرتغالي بترسية سفنه قبالة قلعة هرمز. وبعد ثلاثة أيام من المداولات بين البرتغاليين وملك هرمز، قرر القائد البرتغالي مهاجمة مدينة هرمز. وأنتهت المواجهة باستسلام هرمز ودخولها في التاج الملكي البرتغالي. وفي سبتمبر 1507م، تعهد ملك هرمز على دفع ضريبة لملك البرتغال في سبيل بقاءه ملكاً على منطقة هرمز. عندها بدأ القائد البرتغالي في بناء حصن منيع وذلك في 24 اكتوبر 1507م[23].

وأثناء العمل في بناء القلعة، حدث تمرد على القائد البرتغالي بمساعدة ملك هرمز وبعض القادة البرتغاليين مما اضطر القائد البرتغالي إلى ترك المدينة. وفي مارس 1515م، عاد القائد البرتغالي الفونسو مرة أخرى ولكن هذه المرة جاء بقوة عسكرية تبلغ 27 سفينة حربية وأكثر من 1500 مقاتل برتغالي 700 من المرتزقة. ونجح القائد البرتغالي في إعادة السيطرة على مدينة هرمز في أوائل ابريل 1515م. وبذلك تمكن من السيطرة على جميع القلاع والحصون على الخليج العربي مثل جلفار والبحرين والقطيف وخورفكان لأنها كانت تتبع ملك هرمز. واستمر حكم البرتغاليين لمنطقة الخليج حتى عام 1650م[23].

قلعة تاروت كمقر للجنود الأتراك

وفقاً لوصف قلعة تاروت في التقارير الإنجليزية خلال فترة الحكم العثماني الأخير خلال الفترة (1871-1912م) فإن المؤرخ ج. ج. لوريمر يذكر أن القلعة كانت في تلك الفترة في حالة سيئة جداً، وبها قوة تركية مكونة من عشرة رجال[24]، ولم يبين لوريمر أي تفاصيل ترشد إلى مكان إقامة هؤلاء الجنود، كما أن لوريمر لم يبين طبيعة أعمال هؤلاء الجنود، ولكن يُعتقد بأن مهامهم كانت مقسمة بين مهمة صيانة المدافع ومهمة رفع وتنكيس العلم العثماني، ومهمة فرقة الخيالة المسؤولة عن أمور الحراسة والدوريات الأمنية والمراقبة وفتح أبواب القرية نهاراً وإغلاقها ليلاً.

قلعة تاروت وفقاً للتنظيم العثماني

كانت تاروت في العهد العثماني الأخير (1871-1912م) جزيرة تابعة لقضاء القطيف التابع لمتصرفية لواء نجد الملحق بولاية البصرة، ووفقا لهذا النظام الإداري كان القائم مقام يمثل الحاكم المحلي، أكبر موظف إداري في القضاء، ويعين من قبل الحكومة المركزية في الاستعانة، ويعين القائم مقام معاونين له في جميع النواحي التابعة للقضاء يطلق عليهم مدراء النواحي، وهؤلاء بدورهم يعيِّنون لهم معاونين في القرى التابعة للناحية، ويسمى هذا المساعد مختاراً أو عمدة، وتعد القرية وفقا لهذا النظام أصغر وحدة إدارية، وعادة ما يكون المختار من أسرة بارزة وذات نفوذ، وكان دوره ونفوذه يفوق ما يحدده النظام العثماني، فقد كان المختار يتمتع بالنفوذ والهيبة، ولذا كانوا في تلك الفترة يمثلون جسراً بين السلطة والمواطن العثماني، ومن أهم مهام المختار التالي[25]:

  1. تقديم شهادة إثبات ملكية العقارات ونقلها.
  2. مرافقة رجال الشرطة عند مداهمة منازل المطلوبين.
  3. إبلاغ أوامر الدولة وقوانينها وأنظمتها لسكان القرية.
  4. تبليغ الأفراد المطلوبين للحضور للدوائر الرسمية.
  5. المصادقة على الكفالات التي تطلبها الحكومة.
  6. تحصيل ضرائب الحكومة.
  7. إعلام مدير الناحية بالحوادث التي تحصل في منطقته.

ووفقاً لإحدى الوثائق تبين أن مختار قرية تاروت سنة 1872م كان رجلاً اسمه علي بن عبد الله بن مشيرب، ونص الوثيقة كالتالي[26]:

أقول وأنا الفقير إلى الله تعإلى علي بن عبد الله بن مشيرب مختار قرية تاروت قد قبضت وتسلمت من يد محمد بن سلمان أهل العوامية ستماية واثنين وثمانين قرانا ونصف قران من وجه زكاة تمر بساتينهم بقرية تاروت وأعطيت ها السند وفيه الكفاية 18 ذو القعدة 1289ه.

-علي بن عبد الله بن مشيرب

يعتقد بأن البحث عن التفاصيل بخصوص هذا المختار ومكان سكنه في قرية تاروت ومعلومات أخرى عنه ستؤدي إلى كشف حقائق جديدة حول تاريخ تاروت وقريتها.

أهم الأحداث التاريخية

احتماء بنو خالد بقلعة تاروت

في عام 1791م غزى الإمام سعود بن عبد العزيز بلاد القطيف واستولى عليها مع جميع توابعها، وأثناء هذا الغزو فرَّ عبد الله بن سليمان المهشوري قائد الجيش الخالدي بعد أن انهزم في وقعة الجارودية، وذهب إلى قلعة تاروت، وتحصن فيها استعداداً لحرب ابن سعود، وبعدما فرغ القائد السعودي إبراهيم بن عفيصان من إحكام سيطرته على القطيف، أرسل أخاه فهد بن عفيصان بألفي مقاتل إلى تاروت لحرب بني خالد، فسيطر فهد بن عفيصان أولاً على جميع أراضي جزيرة تاروت، ثم طلب المدد فأمدهم إبراهيم بن عفيصان بألف مقاتل، فأصبح إجمالي عدد المقاتلين 3000 رجل، فزحف بهم إلى قلعة تاروت وحمل عليها، ولكن في أثناء هذا الهجوم قتل العديد من رجال ابن عفيصان، فاضطر للانسحاب عن القلعة مسافة 2.5 كيلومتر، ثم عاد إلى موضعه الأول واستمر في حصار القلعة، وفي إحدى الليالي تشاور القائد الخالدي المتحصن في قلعة تاروت مع عدد من أصحابه في الخروج من القلعة لحرب السعوديين، فأجابوه وخرجوا فانهزم فهد بن عفيصان ورجاله، فطلب فهد المدد من أخيه إبراهيم الذي حصل على المدد من الدرعية بقيادة صالح بن راشد الدوسري وسار بهم نحو تاروت والتحق بجيش أخيه، ولما سمع بنو خالد بهذا الخبر دخلوا قلعة تاروت وتحصنوا فيها، ولكنهم أيقنوا بأن لا طاقة لهم على حرب السعوديين، فحاصرهم إبرهيم بن عفيصان لمدة عشرين يوماً، ورمى قلعة تاروت بالمدافع، ويعتقد أن الهجوم كان من الجهة الشمالية حيث تقع دروازة الحمام والتي تعتبر المدخل الرئيسي المؤدي إلى قلعة تاروت والقرية المسوَّرة، ونظراً لشدة القصف المدفعي تهدم النصف الشرقي من قلعة تاروت، وأجزاء من السور الشمالي، فتقدم إبراهيم بن عفيصان وعسكره، فوقف الخوالد وعددهم 800 رجل عند السلم المؤدي للقلعة وهم يدفعون المقاتلين بالحراب، وفي هذه الأثناء انتشر السعوديون داخل القلعة وتسلموا الكوى، فانهزم عبد الله المهشوري[27]، وبعد هذه المعركة أحكم السعوديون سيطرتهم على كامل منطقة القطيف.

استيلاء آل خليفة على قلعة تاروت

بعد سيطرة السعوديين الكاملة على الأحساء والقطيف هاجموا قطر والبحرين اللتين كانتا تحت حكم آل خليفة العتوب واستولوا عليهما أيضاً، وجعلوا آل خليفة تابعين لحكمهم، وعينوا رحمة بن جابر الجلاهمة أميراً على الدمام، وحدثت صراعات طويلة بين آل خليفة ورحمة بن جابر الجلاهمة انتهت بمقتله بالقرب من رأس تنورة قرابة عام 1830م، وعندما قتل الإمام تركي بن عبدالله آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثانية عام 1834م انسحب ابنه فيصل من منطقة القطيف إلى الدرعية، وعندئذ تحرك حاكم البحرين الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة واستولى على قلعتي دارين وتاروت اللتين يذكر بأن دخلهما السنوي كان آنذاك 30,000 دولار سنوياً[28].

الشيخ مشرف يحتمي بقلعة تاروت

بعد أن ضم الشيخ عبد الله بن أحمد آل خليفة الدمام وتاروت ودارين إلى ملكه، فكر في توسيع نفوذه باحتلال الأحساء مستغلاً اضطراب الدرعية لمقتل الإمام تركي بن عبد الله آل سعود، فاتصل بشيخ وزعيم قبيلة العماير يسمى مشرف، وحثه على مهاجمة القطيف والأحساء، ولكن الأمير السعودي عمر بن عفيصان حاكم الأحساء تصدى لهذا التمرد، وهزم الشيخ مشرف العميري الذي انسحب إلى قلعة تاروت وتحصن فيها، ونتيجةً لذلك وصل الجيش السعودي إلى تاروت بقيادة عبد الله بن مشاري، وحاول اقتحام قلعة تاروت، ولكن المحاولة تلك باءت بالفشل، فتحرك أمير البحرين ونفذ حصاراً بحرياً على القطيف والعقير بهدف إضعاف حكومة نجد[29].

التحسينات والترميم

الترميم التركي لقلعة تاروت

من المؤكد أن قلعة تاروت تضررت كثيراً نتيجة الحصار والقصف خلال الصراعات التي دارت بين القوات الخالدية والسعودية، فأصبحت نتيجة لذلك قلعة قديمة في حالة سيئة كما وصفها المؤرخ الانجليزي لوريمر[30]، وأما الأتراك فيذكرون أن قلعة تاروت رممت بأمر الوالي أحمد مدحت باشا عام 1872م، كما أعيد حفر عين الحمام في الوقت نفسه الذي أسس فيه الأتراك مبنى جمارك رأس تنورة، ولكن القلعة لم تصمد طويلاً فانهار برجها الشمالي الغربي خلال الفترة من (1872-1888م)، وردمت عين الحمام لذا نجد القائد العثماني نافذ باشا يذكر في تقرير الذي أعده بعد زيارته التفقدية للقطيف عام 1888م التالي[31]:

عند إنشاء متصرفية نجد تم إنشاء عين ماء بجوار القلعة من أجل سقي الحدائق الموجودة في قرية تاروت التابعة للقطيف، إلا أنها تهدمت على العين، وأصبحت غير صالحه للاستعمال، وأهملها الأهالي فتأخرت زراعتهم، وقد طلب الباشا من أصحاب الأملاك أن يجمعوا مساعدات من أجل إصلاح هذه القلعة، وإعادة العين إلى خدمتها السابقة (انتهى).

ترميم أرامكو السعودية لقلعة تاروت 1984م

القلعة تحت الترميم عام 1404ه، (1984م)

ظلت قلعة تاروت صامدة حتى عام 1917م، حين انهار البرج الجنوبي الشرقي نتيجة هطول الأمطار، فأعيد ترميم هذا البرج وبعض أجزاء القلعة عام 1984م في العهد السعودي المعاصر من قبل شركة أرامكو السعودية، وكان هذا الترميم الأخير لهذه القلعة.

تطوير قلعة تاروت ديسمبر 2009م

في تاريخ 27 ديسمبر، 2009م وبعد سؤال نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار د.علي الغبان عن إنشاء متحف أثري بجوار القلعة. أشار إلى خطة إنشاء متحف المنطقة الشرقية الذي سيقام على مساحة 10 آلاف متر مربع، ويقع في الواجهة البحرية في مدينة الدمام، وتصل مساحات العروض المتحفية فيه إلى ثمانية آلاف متر مربع، وسيكون لجزيرة تاروت نصيب الأسد في العروض الأثرية[32]. وأشار كذلك إلى عمل ترميم إنقاذي للقلعة خصوصاً في الأجزاء السفلى، إضافة إلى تنظيف عين العودة، وإبراز الواجهة الرئيسية المطلة على الشارع الرئيسي، وإزالة بعض العناصر التي أدخلت على الموقع والتي تسببت في الحيلولة دون رؤية القلعة من بعض الجهات. ومن المقرر تطوير السوق الشعبية الموجودة في المكان والتي تعاني من الإهمال، ويتوقع أن يسهم تطويرها في جذب السياح السعوديين. وبالإضافة إلى السوق تدرس حالياً إمكانية إنشاء مركز استقبال للزوار يعرض فيه فيلم قصير للتعريف بالمكان، كما سيتم تركيب لوحات إرشادية وتنفيذ ثلاثة أفلام وثائقية وملفات صوتية سيتم توفيرها ووضعها ضمن البرامج[32][33].

إعادة تدفق مياه عين العودة سبتمبر 2011م

في تاريخ 30 سبتمبر، 2011م قام 12 شخص في إعادة تدفق المياه من عين العودة لأول مرة منذ عام 1996م حيث نضبت وأهملت، وقام فريق العمل بإزالة القاذورات والأوساخ وتنظيفها من جديد، وكذلك ترميمها وتقوية الجدران المتهالكة، وحشوها بأحجار بحرية تم رصها وفق الأسلوب القديم، ليكون موقعاً مؤهلاً لاستقبال الزوار والسائحين، ومتنفساً وموقعاً سياحياً مهماً، ليشكل إضافة للمواقع الأثرية التي تنفذها الهيئة العامة للسياحة والآثار بمشاركة الجهات ذات العلاقة. قام فريق العمل بتنظيفها وتفاجأوا بنبع المياه الساخنة يتدفق منها وبغزارة. وكان الفريق قد قام بترميم مقهى قلعة تاروت الشعبي، وكذلك ترميم وتهيئة مركز الحرف والصناعات اليدوية المجاور للقلعة التاريخية لتكون مركزاً دائماً للحرف والصناعات اليدوية. إلا أنه كان تدفق مؤقت وقد نضبت العين مجدداً.[34]

تحذير من انهيار القلعة سبتمبر 2012م

في تاريخ 29 سبتمبر، 2012م حذر عضو الجمعية التاريخية السعودية علي الدرورة من انهيار قلعة تاروت بمحافظة القطيف في أي لحظة، لكثرة التصدعات التي ضربت جدرانها نتيجة الإهمال الذي تتعرض له، وعدم صيانتها أو ترميمها منذ أكثر من عقدين، مطالباً بالتحرك الفوري لترميمها وحمايتها من السقوط. وباتت القلعة معرضة حالياً للسقوط في أي لحظة، بعد أن اتسعت رقعة التصدعات فيها، وازدادت بشكل ملحوظ، وبدأ يتساقط من جدرانها الحصى والحجارة.

كما أن القلعة تعرضت لعملية ترميم جزئية سنة 1984م من قبل شركة أرامكو، وتوقف العمل في تلك السنة فجأة دون أن تستكمل لأسباب لا تزال مجهولة، وتركت على حالها منذ ذلك الحين وحتى اليوم، دون أن تتحرك الجهات المعنية، رغم كثرة المناشدات والمطالبات لتاريخ يمتد لأكثر من ألف عام ينتظر الزوال في أي لحظة بسبب الإهمال[35][36].

تحذير من انهيار القلعة مايو 2013م

حذر باحثون أثريون من انهيار قلعة تاروت مؤكدين أن عدم ترميمها أو التدخل السريع من قبل الهيئة سينهي عمرها الممتد إلى الآلاف من الأعوام، كما حصل مع قلعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الفيحاني بدارين التي اختفت معالمها ولم يعد لها أثر ظاهر. وعلى الرغم من توافد السياح الغربيين على القلعة، إلاّ أن أبوابها المقفلة في وجه السياح اضطرت بعضهم للدخول لها عبر فتحات الشباك الحديدية التي تحوطها من كل الجهات. أكد الباحث والمؤرخ سلمان الرامس بأن جزيرة تاروت هي أهم مراكز الدلمون على الإطلاق وبأنها كانت العاصمة الرئيسية قبل أن تنتقل للبحرين بسبب تذبذب مياه الخليج العربي[37].

إعادة تأهيل قلعة تاروت سبتمبر 2014م

في تاريخ 2 سبتمبر، 2014م خططت الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية لتنفيذ مشاريع قطاع الآثار والتنقيب وإعادة تأهيل قلعة تاروت، وإعادة تأهيل قصر وقلعة دارين، ومشاريع بالمواقع الأثرية في محافظة القطيف، إضافة إلى المساهمة في تطوير وتشغيل المتاحف الخاصة بالمنطقة، وقد تم الرفع المساحي للبيوت الطينية، ويتم التنقيب في الموقع وإن وجد يتم رفع الآثار، وبعد ذلك تبدأ عملية الترميم وإعادة البناء كما سيكون التنقيب في القلعة وفي محيطها كبداية، يعقب ذلك ترميم القلعة، تم الاجتماع مع البلدية في محافظة القطيف بخصوص ترميم محيط المناطق التراثية والأثرية، مثل محيط قلعة القطيف، والبرنامج مطبق حالياً، ما يساهم لمنح هوية للبلدة القديمة، وكثير من المخططات أرجعت بسبب وجودها في منطقة القطيف القديمة[38].

تشكيل لجان لتنمية قلعة تاروت فبراير 2016م

في تاريخ 29 فبراير، 2016م كشف مدير هيئة السياحة والتراث الوطني بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان عن تشكيل لجان لتنمية المواقع السياحية وأن الهيئة قامت بتهيئة مركز زوار دارين وتهيئة عين العودة بتاروت، وتهيئة الخباز الشعبي بتاروت، تهيئة دكاكين تاروت الشعبية المطلة على قلعة تاروت، وإنشاء مركز زوار في جزيرة جنة، وتهيئة المقهى الشعبي بتاروت.

وهناك أكثر 70 موقعاً في حاضرة الدمام والقطيف تمثل هدفاً للتطوير والتهيئة لتدخل ضمن الخارطة السياحية للمنطقة الشرقية ومن هذه المواقع بعض المواقع التراثية في القطيف ودارين وتاروت أهمها قلعة تاروت. وهناك جهود بمركز الابداع الحرفي التابع للهيئة الذي يقوم بتدريب الكوادر الوطنية ومنحهم بطاقة حرفي بحيث يكون المواقع الحرفية محط أنظار السائح وتطوير منتجها كمنتج وطني[39].

المشاكل الحالية

تتربع قلعة تاروت الأثرية على قائمة المواقع الأثرية بالمنطقة، إذ يضم موقعها آثاراً وأنقاضاً تعود لحضارات بلاد السومريين والفينيقيين والدلمونيين والآشوريين والبابليين وغيرها من الحضارات التي سبقت ظهور الإسلام.

ولكن القلعة والبيوت المجاورة لها تعرضت إلى الإهمال الشديد والعبث من قبل المجهولين حيث أن فرع هيئة السياحة والآثار بالمنطقة الشرقية لم يولي أي اهتمام في عملية ترميم وإعادة تأهيل القلعة التي بدأت بعض أجزائها بالتساقط وأيضاً تعرض كثير من البيوت القديمة التي تقع في محيط القلعة إلى سقوط وتهدم جدرانها.

ومن المفترض أن يتم نبش موقع قلعة تاروت منذ زمن وإظهار القسم الغائر منها تحت الأرض، ولا شك توجد كنوز أثرية مدفونة تحت الركام والأنقاض، كما رمم جدار القلعة في وقت سابق بشكل سطحي بالحجارة والأسمنت وتم تلييس الجدار بالطين دون مهنية حقيقية في ترميم الآثار يظهر قيمتها ويتناسب مع تاريخها. كما أن قلعة تاروت بحاجة إلى اهتمام كبير فالسياج الموجود لا يشكل حماية حقيقية لها كما أنها بوضعها الحالي لا تمثل وجهة سياحية كونها ليست أكثر من سور على تل ركامي.

قلعة تاروت لا تقل أهمية عن باقي الأماكن الأثرية بالمملكة بل تفوقها نظراً لقدمها من جانب. ونظراً للتسلسل الزمني في الطبقات السفلى من قلعة تاروت التي تعود لأكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد[40]. على الرغم من توافد السياح الغربيين على قلعة تاروت، إلاّ أن أبوابها المقفلة في وجه السياح اضطرت بعضهم للدخول لها عبر فتحات الشباك الحديدية التي تحوطها من كل الجهات[41]. وما زالت إلى الآن مغلقة بوجه الزيارات[42] كما أن القلعة تحتاج إلى إعادة ترميم وإعادة تجديد وفتح أبوابها للسياح وإضافة معلومات أكثر عنها، وكذلك منع عبث البعض بمرافق القلعة والمحافظة على نظافتها.

العادات والتقاليد

ومن العادات التي كانت متداولة في قلعة تاروت:

  • ليلة الغسلة أو ليلة الغسالة: وهي عادة اندثرت من المجتمع. إذ كانت العادة أن تستقبل العروس صديقاتها وبنات حيّها وقريباتها عصراً أو عند غروب الشمس أو قبله بقليل فيسرن في موكب ضخم تتقدمهن العروسة وهن ينشدن حتى يصلن إلى إحدى العيون الخاصة بالنساء في البلد مثل حمام أبو لوزة، لغميري، عين العودة وغيرها من العيون، وبعد الانتهاء من الاستحمام يعدن بالعروسة إلى بيتها بأغانيهن وزغاريدهن ومن أغانيهن[15][43]:

الترملي يرداها

زهره كحيلة عين الترملي يرداها

يا سعد من شراها

زهره كحيلة عين الترملي يرداها

ومن أغانينهن أيضاً:

على العين والرأس

جينا نبارك لش على العين والرأس

ولو زعلت الناس

وأحنا بنات عم ولو زعلت الناس

البنت ما تتخذ

إلا بشور الناس

إلابشور الناس

والولد ما يتخذ

إلا بأول ساس

إلا بأول ساس

إلى آخر الأغنية...

  • القفز: كان بعض أهالي الجزيرة يقفزون من أعلى برج في قلعة تاروت، وهو البرج الشمالي قاذفين أنفسهم إلى مياه عين العودة ومن ارتفاع 27 متراً، حيث كانت في ذلك الوقت عميقة[16] وتعتبر هذه العادة من .

قصص وأساطير

خرافة الخندق

هناك خرافة تقول بأنه يوجد خندق أو ممر يصل من قلعة تاروت إلى دارين إلا أنه لا توجد أدلة على ذلك.

الدعيدعة

الدعيدعة هي مخلوق أو جسم خيالي يعتقد بأنه يوجد في أعماق العين ويسحب الأشخاص إلى داخلها ويخنقهم ويخفي جثثهم، وكان أهالي الجزيرة يعتقدون بأنه يوجد ذهب في أعماق العين لذا كان الأولاد يتنافسون في الغوص لأطول مدة ممكنة. الكثير من يقول أنها خرافة وخيال ولكن يؤكد البعض أنه ليس تخيل فبعضهم من يرى أنه طائر الابيض وهو يطير داخل الماء ومن يرى بأن الدعيدعة هي فأر خانق ومنهم من يقول بأنه شبح أو عفريت يمسك الشخص من رقبته ويغرقه ومنهم من يقول بأنه جسم شبيه بجسم البشر مستلقي على ظهره في أعماق العين.

مثل هذه الافكار كان آباء المنطقة يحاولون أن يجعلوها راسخة عند أبنائهم من أجل الحفاظ عليهم من الوقوع في المخاطر حينما يذهبون إلى العين ويسبحون من غير اصطحاب الكبار وهذا لا يرجع إلى عدم معرفتهم بالسباحة فقط إنما لقوة دفع الماء. فيخافون عليهم من الغرق ويعتقد بأن هذه الفكرة كانت موجودة على جميع الاصعدة فعلى سبيل المثال الكثير من أهل البلد يخافون على أبنائهم أن يخرجون في الليل لوجود المخاطر لذلك الكل يقول لأطفاله لا تخرج في الليل حتى لا تأخذك أم الخضر والليف، والكثير من الامور التي تتخذ للمحافظة على الابناء.

قصة دعيدعة العين

يتداول بين سكان جزيرة تاروت قصة دعيدعة العين ، و تحكي القصة خروج فتاة في عمر الثانية عشر مع أخيها الذي يصغرها سنّا لم يكن بيتهم بعيداً جداً عن القلعة، كان يفصل بين بيتهم والقلعة شارع وسوق تاروت. وصلت الفتاة لعين العودة مع أخيها، وضعت أغراضها ولوازمها في مكان نظيف، ومسكت بيد أخيها خوفاً عليه من أن يهوي في الماء فقد كان لا يعرف السباحة، والماء كان عميق، نزلا عبر الدرجة حتى وصلا المكان المخصص للجلوس والأستحمام وتسمى الدكة. 

لم يطل مكوثهما، حتى تعالت صيحات النساء: إلحقونا يا أجاويد فاستجاب لهم أهالي المنطقة القريبة.

وخرجت إحداهن للسوق طالبةً المساعدة والنجدة، حتى هبّ للنجدة سيد طه ودخل العين بعد أن تنحنح واستأذن الدخول، رمى بنفسه في أعماق العين، وبحث هنا وهناك حتى خرج متأسفاً لأن لم يسعفه القدر. وحمل البنت إلى أهلها الذين فجعوا بمفارقتها للحياة وقد نجا أخوها.

انظر أيضاًًًً

المراجع

  1. ^ ا ب ج تاروت.. كنز يحتفظ بأسرارخمسة آلاف عام: صحيفة عكاظ
  2. ^ ا ب ج د الأنصاري، جلال بن خالد الهارون - 24 / 3 / 2011م العدد (60) - مجلة الواحة
  3. ^ ا ب قلعة تاروت | هاذي السعودية - STC
  4. ^ ملاحم و اساطير خالده، الجزء الثاني، (جلجامش الشاهنامه) مجدي كامل، دار الكتاب العربي، دمشق – القاهرة، الطبعة الاولى 2009م، الصفحة 154.
  5. ^ واحة على ضفاف الخليج، القطيف، محمد سعيد المسلم، الطبعة الثالثة، 2002م، مطابع الرضا، الدمام، الصفحة 49.
  6. ^ جزيرة تاروت.. سبعة آلاف عام من تاريخ الإنسانية - موقع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الرسمي
  7. ^ ا ب ج تاروت: مقهى شعبي يجذب الزوار والأهالي - صحيفة اليوم
  8. ^ ا ب من تراث جزيرة تاروت، عبدالله حسن ال عبد المحسن، الطبعة الاولى سنة 1406هـ، طبع بمطابع الصناعات المسانده المحدوده بالجبيل، الصفحة 16.
  9. ^ من تراث جزيرة تاروت، عبدالله حسن ال عبد المحسن، الطبعة الاولى سنة 1406هـ، طبع بمطابع الصناعات المسانده المحدوده بالجبيل، الصفحة 16.
  10. ^ المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية (البحرين قديما) القسم الاول (أ-ج)، تاليف حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة للبحث و الترجمة و النشر- الرياض- المملكة العربية السعودية، الطبعة الاولى 1979م، الصفحة 286.
  11. ^ الحملة العثمانية على الاحساء عام 1288هـ من خلال الوثائق العثمانية، دكتور فيصل عبدالله الكندري، سلسلة اصدارات مركز دراسات الخليج و الجزيرة العربية – جامعة الكويت، عام 2003، الصفحة 187.
  12. ^ من تراث جزيرة تاروت، عبدالله حسن ال عبدالمحسن، الطبعة الاولى 1406هـ، طبع بمطابع الصناعات المسانده المحدودة – الجبيل، الصفحة 50.
  13. ^ وصف قلعة مسقط و قلاع أخرى على ساحل خليج عمان، تحقيق الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الطبعة الاولى 2009، منشورات القاسمي، الشارقة – دولة الامارات العربية المتحدة، الصفحة 64.
  14. ^ ا ب «حمام تاروت».. قِبلْة بحارة الخليج للاستجمام والراحة في الزمن القديم - صحيفة الشرق
  15. ^ ا ب الداوود، محمد، «عين العودة»: أهازيج النساء اختفت... ولم يتبقَ إلا صور الأجانب - صحيفة الشرق - السبت، ٢٥ أكتوبر/ تشرين الأول ٢٠١٤
  16. ^ ا ب ج «عين العودة» في تاروت تعود إلى الحياة بعد أكثر من 15 عاماً
  17. ^ ا ب « عين العودة » معلم سياحي يواجه الاندثار فى تاروت - صحيفة اليوم
  18. ^ عين العودة - رحلة إلى جزيرة تاروت
  19. ^ من أوراق لجنة التعريف السياحي: القطيف أواخر سنة 1421هـ- 2001م ص3.
  20. ^ هل كانت تاروت عاصمة الدلمونيين؟ - مجلة الواحة
  21. ^ ا ب تراث شعب البحرين وديوان عيسى التاروتي.
  22. ^ شاعر .. الموال .. والنهّام عيسى بن محسن - موقع تاروت الثقافي
  23. ^ ا ب ج لماذا بنى البرتغالييون قلعة تاروت ؟ - موقع واحة القطيف
  24. ^ دليل الخليج، ج. ج. لوريمر، اعداد قسم الترجمة بمكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، القسم الجغرافي، الجزء السابع، الصفحة 2445.
  25. ^ الحكم و الادارة في الاحساء والقطيف وقطر اثناء الحكم العثماني الثاني 1288هـ - 1331هـ، د.عبدالله ناصر السبيعي، الطبعة الاولى 1999م،مطابع الجمعة الالكترونية، الصفحة 225.
  26. ^ العملات المتداولة في القطيف و الاحساء من القرن العشر الى العهد السعودي، نزار حسن ال عبدالجبار، منشورات مجلة الواحة، الطبعة الاولى 2010م، الصفحة 126.
  27. ^ المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية (البحرين قديما) القسم الاول (أ-ج)، تاليف حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة للبحث و الترجمة و النشر- الرياض- المملكة العربية السعودية، الطبعة الاولى 1979م، الصفحة 286.
  28. ^ عبدالله بن احمد محارب لم يهدأ، ربع قرن من تاريخ البحرين السياسي، مي محمد آل خليفة، الطبعة الاولى 2002م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، الصفحة 119.
  29. ^ المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية، المنطقة الشرقية (البحرين قديما) القسم الاول (أ-ج)، تاليف حمد الجاسر، منشورات دار اليمامة للبحث و الترجمة و النشر- الرياض- المملكة العربية السعودية، الطبعة الاولى 1979م، الصفحة 286. عبدالله بن احمد محارب لم يهدأ، ربع قرن من تاريخ البحرين السياسي، مي محمد آل خليفة، الطبعة الاولى 2002م، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، الصفحة 120.
  30. ^ دليل الخليج، ج. ج. لوريمر، اعداد قسم الترجمة بمكتب صاحب السمو أمير دولة قطر، القسم الجغرافي، الجزء السابع، الصفحة 2445.
  31. ^ العثمانيون و آل سعود في الارشيف العثماني (1745م-1914م)، أ.د. زكريا قورشون، الدار العربية للموسوعات، الطبعة الأولى 2005م، الصفحة 260.
  32. ^ ا ب هيئة السياحة السعودية تنفذ مشروعا لتطوير قلعة تاروت الأثرية بالقطيف - صحيفة الشرق الأوسط
  33. ^ السياحة تنفذ مشروعاً لتطوير قلعة تاروت الأثرية بالقطيف - الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية
  34. ^ 12 شاباً يعيدون الحياة لـ «عين العودة» - القطيف اليوم
  35. ^ مؤرخ يحذر من انهيار قلعة تاروت الأثرية.. ويطالب بالتحرك لترميمها فوراً - جهينة الإخبارية
  36. ^ مؤرخ يحذر من انهيار قلعة تاروت الأثرية.. ويطالب بالتحرك لترميمها فوراً - صحيفة الشرق
  37. ^ باحثون ومهتمون اثريون يحذرون من انهيار قلعة تاروت ويطالبون بإعادة تأهيلها - جهينة الإخبارية
  38. ^ «السياحة» تستعد لتأهيل المواقع الأثرية في القطيف - صحيفة اليوم
  39. ^ الشرقية.. تشكيل لجان لتنمية المواقع السياحية - صحيفة اليوم
  40. ^ الإهمال يطال 400 موقع أثري بالشرقية - صحيفة عكاظ
  41. ^ «قلعة تاروت».. السيّاح يقفون على «سياج التاريخ»! - صحيفة الرياض
  42. ^ القطيف وتاروت - ألوان سعودية
  43. ^ الزواج بين الماضي والحاضر في مجتمع القطيف - مجلة الواحة

وصلات خارجية