بابل: الفرق بين النسختين

إحداثيات: 32°32′N 44°25′E / 32.533°N 44.417°E / 32.533; 44.417
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
اضافة.
وسمان: تحرير مرئي وصلات صفحات توضيح
اضافة.
سطر 487: سطر 487:
تبقى [[إيساكيلا]] ومعابد بابل مع معابد [[الوركاء|أوروك]] آخر الأماكن التي نعلم فيها أن معرفة [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]] القديمة تنتقل بعد [[عصر هلنستي|الفترة الهلنستية]]. أحدث لوح مسماري تم العثور عليه في بابِل هو [[تقويم فلكي]] ، مؤرخ في 74/75 بعد الميلاد. <ref>{{en}} A. J. Sachs, « The Latest Datable Cuneiform Tablets », dans B. L. Eicher, ''Kramer Aniversary Volume: cuneiform studies in honor of Samuel Noah Kramer'', Neukirschen, 1976, p. 379-398</ref>
تبقى [[إيساكيلا]] ومعابد بابل مع معابد [[الوركاء|أوروك]] آخر الأماكن التي نعلم فيها أن معرفة [[بلاد الرافدين|بلاد ما بين النهرين]] القديمة تنتقل بعد [[عصر هلنستي|الفترة الهلنستية]]. أحدث لوح مسماري تم العثور عليه في بابِل هو [[تقويم فلكي]] ، مؤرخ في 74/75 بعد الميلاد. <ref>{{en}} A. J. Sachs, « The Latest Datable Cuneiform Tablets », dans B. L. Eicher, ''Kramer Aniversary Volume: cuneiform studies in honor of Samuel Noah Kramer'', Neukirschen, 1976, p. 379-398</ref>


=== بابِل وعِلم الفَلك ===
=== بابِل وعِلم الفَلَك ===
{{مفصلة|علم الفلك البابلي}}
{{مفصلة|علم الفلك البابلي}}
[[ملف:Babylonian tablet recording Halley's comet.jpg|يمين|تصغير|رصد [[مذنب هالي|لمذنب هالي]] مسجل [[كتابة مسمارية|بالكتابة المسمارية]] على لوح من الطين بين يوم 22 و 28 من سبتمبر 164 قبل الميلاد ، من [[بابل|بابِل]] ، [[العراق]]. [[المتحف البريطاني]].|322x322بك]]
[[ملف:Babylonian tablet recording Halley's comet.jpg|يمين|تصغير|رصد [[مذنب هالي|لمذنب هالي]] مسجل [[كتابة مسمارية|بالكتابة المسمارية]] على لوح من الطين بين يوم 22 و 28 من سبتمبر 164 قبل الميلاد ، من [[بابل|بابِل]] ، [[العراق]]. [[المتحف البريطاني]].|322x322بك]]
سطر 537: سطر 537:
ترجع أصول علم الفلك الغربي إلى [[بلاد الرافدين]]، وتعتبر كل الجهود الغربية في العلوم الدقيقة وليدةً لجهود علماء الفلك البابليين. <ref name="Aaboe, Asger2">[[آسغر آبو]], Asger. "The culture of Babylonia: Babylonian mathematics, astrology, and astronomy." The Assyrian and Babylonian Empires and other States of the Near East, from the Eighth to the Sixth Centuries B.C. Eds. John Boardman, I. E. S. Edwards, N. G. L. Hammond, E. Sollberger and C. B. F. Walker. Cambridge University Press, (1991)</ref> وصلتنا المعلومات التي نعرفها عن علم الفلك السومري بشكل غير مباشر، من خلال فهارس النجوم البابلية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1200 عام قبل الميلاد. ويشير ظهور أسامي النجوم باللغة السومرية لاستمرار هذا العلم حتى بدايات [[العصر البرونزي]].{{تحديد}}
ترجع أصول علم الفلك الغربي إلى [[بلاد الرافدين]]، وتعتبر كل الجهود الغربية في العلوم الدقيقة وليدةً لجهود علماء الفلك البابليين. <ref name="Aaboe, Asger2">[[آسغر آبو]], Asger. "The culture of Babylonia: Babylonian mathematics, astrology, and astronomy." The Assyrian and Babylonian Empires and other States of the Near East, from the Eighth to the Sixth Centuries B.C. Eds. John Boardman, I. E. S. Edwards, N. G. L. Hammond, E. Sollberger and C. B. F. Walker. Cambridge University Press, (1991)</ref> وصلتنا المعلومات التي نعرفها عن علم الفلك السومري بشكل غير مباشر، من خلال فهارس النجوم البابلية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1200 عام قبل الميلاد. ويشير ظهور أسامي النجوم باللغة السومرية لاستمرار هذا العلم حتى بدايات [[العصر البرونزي]].{{تحديد}}


=== بابِل والأرقام ===
=== بابِل والأَرْقَام ===
{{مفصلة|أرقام بابلية}}استُخدم البابليون نظام عد خاص قائم على الرقم 60، والمعروف [[نظام عد ستيني|بنظام العد الستيني]]. وهو نظام يُكتب [[كتابة مسمارية|بالمسمارية]]، أنشأه السومريين القدماء في الألفية الثالثة قبل الميلاد ، وانتقل إلى البابليين ، ولا يزال يستخدم في شكله المعدل لقياس [[زمن|الوقت]] و[[زاوية (هندسة)|الزوايا]] و[[نظام إحداثيات جغرافي|الإحداثيات الجغرافية]]. <ref>{{استشهاد ويب
{{مفصلة|أرقام بابلية}}استُخدم البابليون نظام عد خاص قائم على الرقم 60، والمعروف [[نظام عد ستيني|بنظام العد الستيني]]. وهو نظام يُكتب [[كتابة مسمارية|بالمسمارية]]، أنشأه السومريين القدماء في الألفية الثالثة قبل الميلاد ، وانتقل إلى البابليين ، ولا يزال يستخدم في شكله المعدل لقياس [[زمن|الوقت]] و[[زاوية (هندسة)|الزوايا]] و[[نظام إحداثيات جغرافي|الإحداثيات الجغرافية]]. <ref>{{استشهاد ويب
| مسار = https://www.scientificamerican.com/article/experts-time-division-days-hours-minutes/
| مسار = https://www.scientificamerican.com/article/experts-time-division-days-hours-minutes/
سطر 567: سطر 567:
=== بابِل والرِّياضيَّات ===
=== بابِل والرِّياضيَّات ===
{{مفصلة|رياضيات بابلية}}
{{مفصلة|رياضيات بابلية}}
[[ملف:YBC-7289-OBV-labeled.jpg|تصغير|اللوح "واي بي سي 7289" الذي يُعطي القيمة المقربة لـ <math>\sqrt{2}</math>. مَكتبة [[جامعة ييل]]، [[كونيتيكت|كنتيكت]]، [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]].]]
[[ملف:YBC-7289-OBV-labeled.jpg|تصغير|اللوح "واي بي سي 7289" الذي يُعطي القيمة المقربة لـ <math>\sqrt{2}</math>. مَكتبة [[جامعة ييل]]، [[كونيتيكت|كنتيكت]]، [[الولايات المتحدة|الولايات المتحدة الأمريكية]].|يمين]]
غَطت دراسة البابليون [[رياضيات|للرياضيات]] جَوانب مُختلفة، [[كسر (توضيح)|الكسور]]، [[جبر|الجبر]]، [[معادلة تربيعية|المعادلات التربيعية]]، [[دالة تكعيبية|الدوال التكعيبية]]، [[مبرهنة فيثاغورس|ونظرية فيثاغورس]]. واللوح البابلي "واي بي سي 7289" خير مثال للرياضيات في بابِل؛ حيث يُعطي اللوح القيمة المقربة [[الجذر التربيعي ل 2|للجذر التربيعي للعدد <small>2</small>]] <math>\sqrt{2}</math> في أربعة أرقام [[نظام عد ستيني|ستينية]] (1 24 51 10)، يُعطي اللوح أيضاً مثالاً حيث يكون جانب واحد من المربع 30 ، فَيكون القُطر الناتج هو (42 25 35).
غَطت دراسة البابليون [[رياضيات|للرياضيات]] جَوانب مُختلفة، [[كسر (توضيح)|الكسور]]، [[جبر|الجبر]]، [[معادلة تربيعية|المعادلات التربيعية]]، [[دالة تكعيبية|الدوال التكعيبية]]، [[مبرهنة فيثاغورس|ونظرية فيثاغورس]]. واللوح البابلي "واي بي سي 7289" خير مثال للرياضيات في بابِل؛ حيث يُعطي اللوح القيمة المقربة [[الجذر التربيعي ل 2|للجذر التربيعي للعدد <small>2</small>]] <math>\sqrt{2}</math> في أربعة أرقام [[نظام عد ستيني|ستينية]] (1 24 51 10) <ref name="sexagesimal">The standard sexagesimal notation using semicolon–commas was introduced by Otto Neugebauer in the 1930s. {{Citation|last1=Neugebauer|first1=Otto|author-link=Otto Neugebauer|last2=Sachs|first2=Abraham Joseph|author2-link=Abraham Sachs|last3=Götze|first3=Albrecht|title=Mathematical Cuneiform Texts|place=New Haven|publisher=American Oriental Society and the American Schools of Oriental Research|series=American Oriental Series|volume=29|year=1945|page=2|url=https://books.google.com/books?id=i-juAAAAMAAJ&pg=PA2}}</ref>، يُعطي اللوح أيضاً مثالاً حيث يكون جانب واحد من المربع 30 ، فَيكون القُطر الناتج هو (42 25 35). <ref>Fowler and Robson, p. 368.

[http://it.stlawu.edu/%7Edmelvill/mesomath/tablets/YBC7289.html Photograph, illustration, and description of the ''root(2)'' tablet from the Yale Babylonian Collection]

[http://www.math.ubc.ca/%7Ecass/Euclid/ybc/ybc.html High resolution photographs, descriptions, and analysis of the ''root(2)'' tablet (YBC 7289) from the Yale Babylonian Collection]</ref>


طور البابليون صيغ [[جبر ابتدائي|جبرية]] لحل [[معادلة رياضية|المعادلات الرياضيات]]، وقد كانت، أيضاً، مبنية على الجداول قبل-الحسابية. مثلها مثل مجال العلوم الحسابية.
طور البابليون صيغ [[جبر ابتدائي|جبرية]] لحل [[معادلة رياضية|المعادلات الرياضيات]]، وقد كانت، أيضاً، مبنية على الجداول قبل-الحسابية. مثلها مثل مجال العلوم الحسابية.
سطر 574: سطر 578:
لحل [[معادلة تربيعية|المعادلات التربيعية]]، استخدم البابليون [[صيغة تربيعية|الصيغة القياسية]] للمعادلات التربيعية. وممن الممكن أنهم قد استخدموا جداول التربيع بشكل عكسي لإيجاد [[جذر تربيعي|الجذور التربيعية]]. ودائما ما استخدم البابليون [[جذر نوني|الجذر الموجب]] لأن استخدامه كان منطقيا في حل المسائل "الحقيقة" (حيث أن جذر المقدار السالب [[عدد مركب]] [[عدد تخيلي|تخيلي]] وليس [[عدد حقيقي|حقيقياً]]). هذا النوع من المسائل يتضمن أبعاد المستطيل مساحته ومقداره معطى عن طريق مقدار الطول الذي يتجاوز العرض.
لحل [[معادلة تربيعية|المعادلات التربيعية]]، استخدم البابليون [[صيغة تربيعية|الصيغة القياسية]] للمعادلات التربيعية. وممن الممكن أنهم قد استخدموا جداول التربيع بشكل عكسي لإيجاد [[جذر تربيعي|الجذور التربيعية]]. ودائما ما استخدم البابليون [[جذر نوني|الجذر الموجب]] لأن استخدامه كان منطقيا في حل المسائل "الحقيقة" (حيث أن جذر المقدار السالب [[عدد مركب]] [[عدد تخيلي|تخيلي]] وليس [[عدد حقيقي|حقيقياً]]). هذا النوع من المسائل يتضمن أبعاد المستطيل مساحته ومقداره معطى عن طريق مقدار الطول الذي يتجاوز العرض.


كذلك طَور البابليون ما يُعرف اليوم باسم [[نمو أسي|النمو الأسي]]، والنمو التقييدي (مُشتق من [[دالة سينية|الدالة السينية]])، ومضاعفات الزمن. والأخير استعمل في [[فائدة|الفوائد العائدة]] من الديون.
كذلك طَور البابليون ما يُعرف اليوم باسم [[نمو أسي|النمو الأسي]]، والنمو التقييدي (مُشتق من [[دالة سينية|الدالة السينية]])، ومضاعفات الزمن. والأخير استعمل في [[فائدة|الفوائد العائدة]] من الديون.{{تحديد}}


=== بابِل والهَنْدَسَة ===
=== بابِل والهَنْدَسَة ===
{{مفصلة|بليمبتون 322}}
{{مفصلة|بليمبتون 322}}
[[ملف:Clay tablet, mathematical, geometric-algebraic, similar to the Euclidean geometry. From Tell Harmal, Iraq. 2003-1595 BCE. Iraq Museum.jpg|تصغير|لوح رياضي جبري هندسي ، يُناقش نظام مشابه لنظام [[هندسة إقليدية|الهندسة الإقليدية]]. من [[تل حرمل]] العراق. 2003-1595 قبل الميلاد. [[المتحف العراقي]].]]
عرف البابليون القواعد المشتركة لقياس الأحجام والمساحات. لقد قاموا بقياس [[محيط منحنى مغلق|محيط الدائرة]] بثلاثة أضعاف القطر والمساحة بواحد على اثني عشر مربع المحيط ، وهذا سيكون صحيحاً إذا تم تقدير [[ط (رياضيات)|π]] على أنه 3. كانوا مدركين أن هذا كان تقريبياً ، وواحداً من الرياضيات البابلية القديمة تم التنقيب عن اللوح بالقرب من سوسة عام 1936 (يعود تاريخه إلى القرنين التاسع عشر والسابع عشر قبل الميلاد) يعطي تقريبًا أفضل لـ [[ط (رياضيات)|π]] بقيمة 25/8 = 3.125 ، أي أقل من القيمة الدقيقة بحوالي 0.5 بالمائة <small>(قيمة الـ [[ط (رياضيات)|π]] هي 3.141)</small>. [19] تم حساب حجم الأسطوانة مِن خلال على أنه ناتج القاعدة والارتفاع ، ومع ذلك ، تم أخذ حجم فجوة المخروط أو الهرم المربع بشكل غير صحيح على أنه ناتج الارتفاع ونصف مجموع القواعد. كانت [[مبرهنة فيثاغورس|نظرية فيثاغورس]] معروفة أيضاً للبابليين. [20] [21] [22]
عرف البابليون القواعد المشتركة لقياس الأحجام والمساحات. لقد قاموا بقياس [[محيط منحنى مغلق|محيط الدائرة]] بثلاثة أضعاف القطر والمساحة بواحد على اثني عشر مربع المحيط ، وهذا سيكون صحيحاً إذا تم تقدير [[ط (رياضيات)|π]] على أنه 3. كانوا مدركين أن هذا كان تقريبياً ، وواحداً من الرياضيات البابلية القديمة تم التنقيب عن اللوح بالقرب من سوسة عام 1936 (يعود تاريخه إلى القرنين التاسع عشر والسابع عشر قبل الميلاد) يعطي تقريباً أفضل لـ [[ط (رياضيات)|π]] بقيمة 25/8 = 3.125 ، أي أقل من القيمة الدقيقة بحوالي 0.5 بالمائة <small>(قيمة الـ [[ط (رياضيات)|π]] هي 3.141)</small>. <ref>David Gilman Romano, ''Athletics and Mathematics in Archaic Corinth: The Origins of the Greek Stadion'', American Philosophical Society, 1993, [https://books.google.ch/books?id=q0gyy5JOZzIC&pg=PA78&lpg=PA78 p. 78]. "A group of mathematical clay tablets from the Old Babylonian Period, excavated at Susa in 1936, and published by E.M. Bruins in 1950, provide the information that the Babylonian approximation of {{pi}} was 3⅛ or 3.125." E. M. Bruins, ''[http://www.dwc.knaw.nl/DL/publications/PU00018846.pdf Quelques textes mathématiques de la Mission de Suse]'', 1950. E. M. Bruins and M. Rutten, ''Textes mathématiques de Suse'', Mémoires de la Mission archéologique en Iran vol. XXXIV (1961). See also {{citation|first=Petr|last=Beckmann|title=A History of Pi|publisher=St. Martin's Press|place=New York|year=1971|pages=12, 21–22|title-link=A History of Pi}} "in 1936, a tablet was excavated some 200 miles from Babylon. [...] The mentioned tablet, whose translation was partially published only in 1950, [...] states that the ratio of the perimeter of a regular hexagon to the circumference of the circumscribed circle equals a number which in modern notation is given by 57/60 + 36/(60)<sup>2</sup> [i.e. {{pi}} = 3/0.96 = 25/8]". Jason Dyer, [https://numberwarrior.wordpress.com/2008/12/03/on-the-ancient-babylonian-value-for-pi/ On the Ancient Babylonian Value for Pi], 3 December 2008.</ref> تم حساب حجم الأسطوانة مِن خلال على أنه ناتج القاعدة والارتفاع ، ومع ذلك ، تم أخذ حجم فجوة المخروط أو الهرم المربع بشكل غير صحيح على أنه ناتج الارتفاع ونصف مجموع القواعد. كانت [[مبرهنة فيثاغورس|نظرية فيثاغورس]] معروفة أيضاً للبابليين. {{sfn|Neugebauer|1969|page=36|ps=. "In other words it was known during the whole duration of Babylonian mathematics that the sum of the squares on the lengths of the sides of a right triangle equals the square of the length of the hypotenuse."}}{{sfn|Høyrup|page=406|ps=. "''To judge from this evidence alone'' it is therefore likely that the Pythagorean rule was discovered within the lay surveyors’ environment, possibly as a spin-off from the problem treated in Db<sub>2</sub>-146, somewhere between 2300 and 1825 BC." ([[Db2-146|Db<sub>2</sub>-146]] is an Old Babylonian clay tablet from [[Eshnunna]] concerning the computation of the sides of a rectangle given its area and diagonal.)}}{{sfn|Robson|2008|page=109|ps=. "Many Old Babylonian mathematical practitioners … knew that the square on the diagonal of a right triangle had the same area as the sum of the squares on the length and width: that relationship is used in the worked solutions to word problems on cut-and-paste ‘algebra’ on seven different tablets, from Ešnuna, Sippar, Susa, and an unknown location in southern Babylonia."}}
[[ملف:Clay tablet, mathematical, geometric-algebraic, similar to the Pythagorean theorem. From Tell al-Dhabba'i, Iraq. 2003-1595 BCE. Iraq Museum.jpg|يمين|تصغير|لوح رياضي جبري هندسي ، مشابه [[مبرهنة فيثاغورس|لنظرية فيثاغورس]]. من [[تل الضباعي]] العراق. 2003-1595 قبل الميلاد. [[المتحف العراقي]].]]
كان "الميل البابلي" مقياسًا للمسافة يساوي حوالي 11.3 كم (أو حوالي سبعة أميال حديثة). تم تحويل هذا القياس للمسافات في النهاية إلى "ميل زمني" يستخدم لقياس انتقال الشمس ، وبالتالي يمثل الوقت.<ref>Eves, Chapter 2.</ref>


كان البابليون القدماء قد عرفوا النظريات المتعلقة بنسب أضلاع المثلثات المتشابهة لعدة قرون ، لكنهم افتقروا إلى مفهوم قياس الزوايا ، وبالتالي درسوا أضلاع المثلثات بدلاً من ذلك. <ref name="Boyer Early Trigonometry">{{cite book
| last = Boyer
| author-link = Carl Benjamin Boyer
| title = A History of Mathematics
| url = https://archive.org/details/historyofmathema00boye
| url-access = registration
| year = 1991
| chapter = Greek Trigonometry and Mensuration
| pages = [https://archive.org/details/historyofmathema00boye/page/158 158–159]
| publisher = John Wiley & Sons
| isbn = 9780471543978
}}</ref>

حتفظ علماء الفلك البابليون بسجلات مفصلة لظهور النجوم وغروبها ، وحركة الكواكب ، وخسوف الشمس وخسوف القمر ، وكلها تتطلب الإلمام بالمسافات الزاويّة المقاسة على [[الكرة السماوية]]. <ref name="Maor-20">{{Cite book
| title = Trigonometric Delights
| url = https://archive.org/details/trigonometricdel00maor_444
| url-access = limited
| first = Eli
| last = Maor
| year = 1998
| publisher = [[Princeton University Press]]
| isbn = 0-691-09541-8
| page = [https://archive.org/details/trigonometricdel00maor_444/page/n27 20]
}}</ref>

كما استخدموا شكلاً من أشكال تحليل فورييه لحساب التقويم الفلكي (جداول المواضع الفلكية) ، والذي اكتشفه أوتو نيوجباور في الخمسينيات من القرن الماضي. <ref>{{Cite book
| title = The evolution of applied harmonic analysis: models of the real world
| first = Elena
| last = Prestini
| url = https://books.google.com/books?id=fye--TBu4T0C
| publisher = Birkhäuser
| year = 2004
| isbn = 978-0-8176-4125-2
}}, [https://books.google.com/books?id=fye--TBu4T0C&pg=PA62 p. 62]</ref><ref>{{Cite book
| url = https://books.google.com/books?id=H5smrEExNFUC
| title = Indiscrete thoughts
| first1 = Gian-Carlo
| last1 = Rota
| first2 = Fabrizio
| last2 = Palombi
| author-link = Gian-Carlo Rota
| publisher = Birkhäuser
| year = 1997
| isbn = 978-0-8176-3866-5
}}, [https://books.google.com/books?id=H5smrEExNFUC&pg=PA11 p. 11]</ref>{{sfn|Neugebauer|1969}}<ref>{{Cite journal
| arxiv = physics/0310126
| title = Analyzing shell structure from Babylonian and modern times
| first1 = Lis
| last1 = Brack-Bernsen
| author1-link = Lis Brack-Bernsen
| first2 = Matthias
| last2 = Brack
| doi = 10.1142/S0218301304002028
| volume = 13
| issue = 1
| year = 2004
| journal = International Journal of Modern Physics E
| pages = 247–260
| bibcode = 2004IJMPE..13..247B
| s2cid = 15704235
}}</ref> لإجراء حسابات لحركات الأجرام السماوية ، استخدم البابليون الحساب الأساسي ونظام الإحداثيات على أساس مسير الشمس ، وهو جزء السماء الذي تنتقل عبره الشمس والكواكب.

تقدم الأجهزة اللوحية المحفوظة في المتحف البريطاني دليلاً على أن البابليين ذهبوا إلى حد الحصول على مفهوم للأشياء في مساحة رياضية مجردة. يعود تاريخ الألواح إلى ما بين 350 و 50 قبل الميلاد ، وتكشف عن أن البابليين فهموا الهندسة واستخدموها حتى في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا. استخدم البابليون طريقة لتقدير المنطقة الواقعة تحت منحنى عن طريق رسم شبه منحرف تحتها ، وهي تقنية يُعتقد سابقًا أنها نشأت في أوروبا في القرن الرابع عشر. سمحت لهم طريقة التقدير هذه ، على سبيل المثال ، بإيجاد المسافة التي قطعها المشتري في فترة زمنية معينة. <ref>{{Cite web
| url = http://www.smithsonianmag.com/science-nature/ancient-babylonians-were-using-geometry-centuries-earlier-thought-180957965/
| title = Babylonians Were Using Geometry Centuries Earlier Than Thought
| website = Smithsonian
| access-date = 2016-02-01
| last = Emspak
| first = Jesse
}}</ref>


== اللغة ==
== اللغة ==

نسخة 19:06، 12 يناير 2022

بابِل
𒆍𒀭𒊏𒆠
شارِع المَواكِب في مَدينة بابِل.
شارِع المَواكِب في مَدينة بابِل.
شارِع المَواكِب في مَدينة بابِل.
الموقع الحلة، محافظة بابل، العراق
المنطقة بلاد الرافدين
إحداثيات 32°32′33″N 44°25′16″E / 32.5425°N 44.421111111111°E / 32.5425; 44.421111111111   تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
النوع مستوطنة
جزء من بلاد بابل
المساحة 9 كـm2 (3.5 ميل2)
بُني حَوالي 1894 ق.م
هُجِر حَوالي 1000 م
الحضارات الأكادية ، العمورية ، الكيشية ، الآشورية ، الكلدانية ، الأخمينية ، الهلنستية ، البارثية ، الساسانية.
الأثريون هرمز رسام، روبرت كولدفاي, وعلماء آثار عراقيون حديثون.
خريطة

بابِل (ب‍‍الأكدية: 𒆍𒀭𒊏𒆠 ، باليونانية: Βαβυλών ، بالاتينية: Babylon ، بالعيلامية: 𒀸𒁀𒉿𒇷 ، بالآرامية: ܒܵܒܹܠ أو ܒܳܒ݂ܶܠ (𐡁𐡁𐡋 ، بالفارسية: 𐎲𐎠𐎲𐎡𐎽𐎢 ، بالعبرية: בָּבֶל)، إحدى مُدُن العالَم القَديم الَتي تَرادَفة على حُكمها الإمِبراطوريات، وجَلسَ على عَرش سُلطانها المُلوك والفاتِحين من حَمورابي ونبوخَذ نصر الثاني إلى الأسكندر الأكبر. كانَت عاصِمة الإمبِراطورية البابلية ومَركزاً للتِجارة والفَنْ والتَعليم، يُقدر أنها كانَت أكبَر مَدينة في العالَم في وقت مُبكر، وأول مَدينة وصلَ عَدد سُكانها إلى أكثر من 200.000 نسمة. [1] تقع بابِل على نهر الفرات ، على بُعد حَوالي 100 كيلومتر جَنوبِ العاصِمة بَغْدَاد ، بالقُرب من مَدينة الحلة. في 2019 إدرجة مُنَظمة اليونسكو بابِل على لائحة التُراث العالَمي. [2] وفي 2021 أُختيرت عاصِمة للسياحة العَربية. [3]

تحتل بابل مكانة خاصة في التاريخ ، بسبب الأسطورة التي نَشَأت تدريجيًا بعد سًُقوطها وهجر سُكانَها لها في القرون الأولى من عصرنا الحالي. هذه الأسطورة تَذكُرها العَديد من الروايات الأنجيلية وكذلك اؤرخت مِن قِبل المؤرخين اليونانيين الرومان الذين وصفوها وبالتالي تأكدوا من تَخليدَها للأجيال القادمة ، ولكن غالبًا في ضوء سِلبي. موقعها ، الذي لم يُنسى مَكانُه أبدًا ، لم يكن موضوع حفريات كبرى حتى بداية القرن العشرين تحت إشراف عالم الآثار الألماني روبرت كولديوي ، الذي اكتشف آثارها الرئيسية. منذ ذلك الحين ، فإن التوثيق الأثري والكتابي المهم الذي تم اكتشافه في المدينة ، مكملًا بالمعلومات الواردة من المواقع القديمة الأخرى التي لها صلة بابل ، جعل من الممكن تقديم تمثيل أكثر دقة للمدينة القديمة ، بما يتجاوز الأساطير.

ومَع ذلك ، لا تزال هُنالكَ العَديد مِنَ مَواقع المَدينة الَتي كانَت يَوماً ما أحدْ أهَم مُدُن الشَرق الأدنى القَديم غَير مُكتَشَفة ، كَون آفاق البحث الجديد قد تقلصت منذ فترة طويلة بسبب الوضع السياسي الحالي في العراق.

إعادَة اكتِشاف بابِل

اسوار بابِل عام 1970.

بدأت أعمال التَنقيب عَن بلاد ما بين النهرين القديمة في النصف الأول من القرن التاسع عشر وأصبحت أكثر كثافة في العقود التي تلت ذلك. لكن اغلب حَملات التَنقيب أهتمت في المقام الأول بالمواقع الآشورية ، التي كانت أطلالاتُها أكثر روعة. إذا كان موقع بابل قد جذب الانتباه بسرعة فَقَد كانَ بسبب أهمية الاسم المرتبط بها ، بَدَأ التنقيب في وقت متأخر فقط ، في بداية القرن العشرين ؛ ومع ذلك فقد تم تنفيذها بواسطة أفضل فرق علماء الآثار في ذلك الوَقت. وتبع ذلك حملات أخرى خلال النصف الثاني من القرن العشرين لتوضيح المعرفة بالمَوقع ، والتي لا يزال معظمها غير مُستكشَف ، في حين أن آفاق الحفريات كانت محدودة منذ تنفيذ برنامج الحكومة العراقية الّذي اقتَضى بإعادة إعمار وتَرميم بعض مَعالم المَدينة ، وبسبب العَديد من الصِراعات والأزمات الَتي عَصَفت بالعراق منذ عام 1990.

أول أعمال التَنقيب

خريطة لبابِل مع المَناطق الرئيسية للمَدينة والقرى الحديثة، 2021.

على الرغم من بعض الألتباسات المُحتملة مع المواقع المجاورة لبورسيبا وعقرقوف حيث تذكر آثار الزقورات مَوقع برج بابل ، لم يضيع موقع بابل أبدًا ، جزء من ذلك يَعود لكونها قَد احتفظت باسمها القديم بابِل. زار العديد من الرَحالة من أوروبا أنقاضها، زارها الرحالة بنيامين التطيلي في القرن الثاني عشر ، وبييترو ديلا فالي في القرن السابع عشر ، وفي القرن الثامن عشر ، زارها الدُبلوماسي الفرنسي أبي دي بوشامب. [4] كان أول من قام بالعمل والبحث العلمي هناك هو البريطاني كلوديوس جيمس ريتش ، الذي أسس في بداية القرن التاسع عشر أول عمل لرسم خرائط المَوقع ، وعمل رائدًا في مجال الاستكشافات العلمية في بلاد ما بين النهرين. [5] تبعه العديد من مواطنيه إلى الموقع ، ولا سيما أوستن هنري لايارد في عام 1850 وهنري رولينسون في عام 1854 ، وهما اثنان من المكتشفين الرئيسيين لمواقع العَواصِم الآشورية ، والذين مكثوا هناك لفترة قصيرة لأن موقع بابل كانت في ذلك الوَقت "أقل إثارة" من تلك الموجودة في شمال بلاد ما بين النهرين ، مما يفسر سبب بقائها على هامش الحفريات الرئيسية في هذه الفترة.

في عام 1852 ، أجرى الفرنسيون حفريات في الموقع ، بقيادة فولجينس فرينل وبمساعدة جول أوبيرت وفيليكس توماس. [6] الاكتشافات الضئيلة (للمقابر بالتَحديد) ، التي قاموا بها خلال الحفريات التي أجريت في سياق صعب ، لَم يَستَطيعوا إعادتها إلى فرنسا لأن القافلة النهرية التي كانت تقلهم (والتي كانت تنقل بشكل أساسي النقوش الآشورية) تعرضت للهجوم من قبل القبائل المعادية في جنوب العراق وغرقت عام 1855. كان موقع بابل يزور بانتظام من قبل المُنَقبين في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد هذه المواقع الأولى. في عام 1862 ، عثر القنصل الفرنسي باسيفيك هنري ديلابورتي على مقبرة بارثية غنية بالتُحَف التي تم إرسالها إلى متحف اللوفر. كما استولى السُكان المحليون الذينَ كانوا يَجمَعوا الطوب في الموقع بشكل أساسي حتى الآن على القطع القديمة التي عثروا عليها هناك لإعادة بيعها في الأسواق المجاورة. تم ذلك بالتوازي مع الحفريات التي نظمتها فرق بريطانية ، تحت إشراف هرمزد رسام في سبعينيات القرن التاسع عشر ، الذي نجح في إعادة العديد من القطع إلى المتحف البريطاني ، ولا سيما أسطوانة قورش. استؤنفت الحفريات البريطانية من وقت لآخر على خلفية فضيحة مرتبطة بشكوك التواطؤ بين عَمَليات تَنقيب سرية ورسام ، قبل أن يَبدأ أهتِمامُ الألمان في بابِل عام 1897.

الحفريات الألمانية

أعيد بناء وَتَجميع جدران شارع الموكب وبوابة عشتار في متحف بيرغامون في برلين.

في عام 1897 وَصَلَ عالم الأثار الالماني روبرت يوهان كولدوي إلى بابل وقرر تولي أعمال التنقيب على نطاق غير مسبوق. في العام التالي ، تم إنشاء "الجمعية الشرقية الألمانية" لتعبئة وجَمع الأموال اللازمة لهذا المشروع ، في نفس الوقت تَم التَنسيق مع القسم الشرقي للمتاحف البروسية والتي كان من المقرر أن تتلقى التُحَفيات التي يتم العُثور عَليها أثناء التَنقيب ، والكُل مستفيد من دعم القيصر فيلهلم الثاني الذي أبدى اهتمامًا كبيرًا بالعصور الشرقية. بدأت الحفريات في العام نفسه ، واستمرت حتى عام 1917 ، وهو مشروع استثنائي من حيث مدته في ذلك الوقت ، خاصة وأن اعمال التَنقيب لا تتوقف مرة واحدة في السنة ، على عكس الممارسات الحالية. نظرًا لحجم الموقع والأهداف المُتَمَثلة بالتَنقيب المُكَثف للموقع وتَرميم وإرسال الأكتشافات الرئيسية إلى برلين ، تم وضع لوجستيات ثقيلة من قبل كولدوي ومساعديه ، ولا سيما والتر أندريه. [7]

موقع التنقيب الألماني في القصر في بداية القرن العشرين.

تحدث أعمال التَنقيب على عدة مواقع في نفس الوقت (غالبًا ثلاثة ، وأحيانًا خمسة) ، ويصل عدد العاملين عَليها بسرعة من 150 إلى 200 شخص ، وحتى 250 على الأكثر. كانَ الفريق يهدف أيضًا إلى القيام بأعمال في مواقع أخرى ، في بورسيبا ، وشروباك ، ثم آشور حيث تم تعيين مُساعد كولدوي "والتر أندريه" بشكل دائم من عام 1903 إلى عام 1913، أتاحت الحفريات الاولية في بابل ألى تحديد العديد من المَعالم الرئيسية للمَدينة وترك مخططات وبيانات أخرى ذات جودة لم تكن موجودة من قبل في تاريخ علم الآثار في بلاد ما بين النهرين. كذلكَ كانَ مدير الحفريات ، مهندساً معمارياً من خلال التدريب ، حيث كان له اهتمام واضح بإعادة المباني القديمة ، على عكس العديد من علماء الآثار الآخرين الذين سبقوه والذين ركزوا قبل كل شيء على اكتشافات الأثار دون القلق كثيرًا بشأن الحِفاظ على المباني القديمة. [7]

أعيد بناء وَتَجميع جدران شارع الموكب وبوابة عشتار في متحف بيرغامون في برلين.

القصور الملكية الرئيسية ، كانَت أول اكتشاف في مجمع مردوخ، كما تم استكشاف قصر تل عقير ، وكذلك المعابد الموجودة على تل إيشين أسواس ، و "شارع الموكب" وحي مركيس السكني. من عام 1913 ، نشر كولدوي نتائج تَنقيباته في كتاب ("قيامة بابل") ، وهو كتاب تمت إعادة إصداره حتى وفاته في عام 1925 وأصبح منذ ذلك الحين من الكلاسيكيات في علم آثار بلاد ما بين النهرين. [7][8]

أخيرًا ، كانَ يمكن جَمع وثائق عالية الجودة عَن بابل مقارنة بالمواقع الأخرى في ذلك الوقت من أجل التحليل ، لكن حجم الموقع يعني أنه لا يُعرف سوى جزء صغير منه حتى لو تم أستكشاف المباني الرئيسية. في الوقت نفسه ، تم إرسال الأثار المُكتَشَفة إلى ألمانيا ، كما هو مخطط في أهداف الحفريات ، ولا سيما النقوش المزججة لبوابة عشتار وشارع الموكب الذي أعيد بناؤه في متحف بيرغامون. كانت الحفريات أقل كثافة منذ اندلاع الحرب العالمية الاولى ، في عام 1914 ، والتي وَضَعت عُلماء الاثار الألمان تَحتَ ضغظ كَبير. ظل كولدوي في بابل حتى عام 1917 برفقة فريق محدود. [7]

الحفريات بعد عام 1945

لم تستأنف الاستكشافات الأثرية في بابل إلا بعد عدة عقود من رحيل كولدوي. بحثت الفرق الألمانية في منطقة الزقورة وغيرها من المباني ، ولا سيما في المجمع الذي قد يتوافق مع مواصفات المعبد القديم لمهرجان أكيتو ، في عام 1962 ثم بين عامي 1967 و 1973. [9] من عام 1974 ، كانت البعثة الإيطالية بقيادة ج. بيرغاميني الذي أستَثمرَ في الموقع. كانَ هَدفه الأول هو إجراء مسوحات طبوغرافية تهدف إلى تصحيح واستكمال أعمال التنقيب بَعَد فترة كولديوي ، ولا سيما من خلال تسليط الضوء على ارتفاع المدينة فيما يتعلق بالمشاكل الهيدروغرافية للموقع. [10] كما تم الكشف عن مبان في منطقة إيشين أسواس. في عامي 1979 و 1980 ، فتش فريق اثار عراقي معبد نابو حيث عثروا على كمية كبيرة من الألواح الطينية. [11] توقفت الأعمال في عام 1990 بسبب حرب الخليج.

إعادَة الإعمار والتَدهور

قصر صدام حسين في بابِل.

خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي ، قامت فرق من علماء الأثار العراقية بترميم الآثار القديمة في البلاد ، ولا سيما معبد نينما ، وكل ذلك كانَ بالتوازي مع القيام بالحفريات الجديدة. أحتَلت اعمال التَنقيب في بابل المرتبة الأولى ، حيث سرعان ما أصبح رمزاً للعراق منذ الأيام الأولى لتلك الدولة ، على سبيل المثال تمثال أسد بابل يظهر على طوابع الدَولة العراقية منذ عام 1978 ، وأصبح برنامج إعادة الإعمار أكثر كثافة ، تماشياً مع إرادة صدام حسين ، الذي حَكَم العراق من 1979 إلى 2003 وتطلع إلى الماضي القديم لبلاد ما بين النهرين لتعزيز شرعيتها في البِلاد ، من خلال تقديم نفسها على سبيل المثال كخليفة لسلسلة من الملوك العظماء للدول "القومية" أمثال حمورابي ونبوخذ نصر الثاني (وكذلك الحكام الآشوريين). لذلك اختَلطت قضايا السياسية بقضايا السياحة ، وَوَجب على بابل أن تكون (مرة أخرى) مكانًا لإظهار القوة، فقد تم ترميم جدران بعض آثارها ، وجزء من جدران قصورها ، مع بوابة عشتار ، قَد تَمَ بنائه بالكامل ، مثل القصر الجنوبي الذي تم تَرميم غرفة عرشه لاستخدامها في الحفلات الموسيقية وحفلات الاستقبال أو المسرح الإغريقي الذي يضم 2500 مقعدًا لأستخدامه أثناء العروض.

حَجر مَختومة مَوجود على قَصر نبوخذ نصر الثاني في مدينة بابِل الأثرية ، يحمل أسم صدام حسين ، 1988.
تَمَت أزالة الحجَر في فَترة ما بَعدَ 2003.

حتى أن صدام حسين ترك نقوش تَحمل أسمه على الأساسات كما فعل الحكام البابليون القدماء ، وبنى قصراً على أحد التلال الثلاثة القَديمة لبابِل. [12] تقام الأحتفالات بانتظام في بابل، ينتقد علماء الآثار مثل هذه الإجراءات والمُمارسات ، لأنها تمنع أعمال التَنقيب في جزء كبير من الموقع وتُسرع من عَملية تدهور بعض الآثار القديمة ، التي تضررت بالفعل من الحفريات السابقة والتي جُرفت أجزاء منها إلى المتاحف الأوروبية وظاهرة التعرية التي تسارعت منذ أن تم إزالتها.

جُنود من مشاة البحرية الأمريكية أمام أطلال بابِِل التي أعيد بناؤها عام 2003.

تفاقمت الأضرار التي لحقت بموقع بابل في أعقاب الغزو الأمريكية للعراق عام 2003. في الواقع ، تم اختيار موقع بابل لإنشاء "معسكر ألفا" ، وهو قاعدة عسكرية أمريكية بولندية مساحتها 150 هكتارًا تَحتَوي ما لا يقل عن 2000 جندي ، بما في ذلك على وجه الخصوص مهبط للطائرات العسكرية. ألحقت العمليات العسكرية أضرارًا ببعض المباني ، بسبب مرور آليات العسكرية (مروحيات ، وعربات مصفحة) ، وحامية كبيرة ، وخاصة أعمال الحفر الكبرى ، وكلها في وسط قطاع المَدينة الضخم والذي يُعتَبر من أهم معالم بابِِل.

حفرت الخنادق في المواقع الأثرية ، وأتلفت المركبات رصيف شارع المَوكب. دفعت الانتقادات الموجهة إلى الأضرار التي لحقت بالموقع سلطات التحالف العسكرية أخيرًا إلى إعادته إلى السلطات العراقية في كانون الأول (ديسمبر) 2004 ، مما جعل من الممكن رؤية حجم الضرر، والذي أستَمر بعد ذلك بسبب عدم صيانة الموقع قبل البدء في تنفيذ مشاريع الحفظ. [13]

بابِل تُراث عالَمي

في يوم 5 يوليو، 2019، أعلنت منظمة الأمم المتحدة والثقافة والعلوم «يونسكو» إدراجها بالإجماع،[14] لمدينة بابِل ضمن مواقع التراث العالمي.[15][16][17] واشترطت منظمة اليونسكو التزام السلطات العراقية بشروط المنظمة وإزالة المخالفات، وأمهلت السلطات العراقية حتى فبراير 2020.[18][19][20] رصد العراق مبلغ 250 مليون دولاراً لإزالة التغييرات، وأبرزها أنبوب النفط وقصر صدام والزحف العمراني والمستنقعات.[21] كشف عضو اللجنة المالية النائب صادق مدلول السلطاني، الذي شارك في جلسة التصويت على إدراج مدينة بابل، أن اللجنة المالية في مجلس النواب خصصت 60 مليار دينار لعام 2019 وأن المبلغ في الخمس سنوات المقبلة سيكون 200 مليار دينار وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والسياحة والآثار والحكومة الأتحادية.[22] أعلن نواب عن محافظة بابل عن تخصيص 59 مليار دينار في الموازنة الاتحادية، لتنفيذ مشاريع في المدينة الأثرية، وستعمل اليونسكو على تأمين مبالغ أخرى، وكشفوا عن نية أعتبار محافظة بابل «عاصمة العراق التاريخية».[23] وأعلن البنك المركزي العراقي، عن تخصيص مليار دينار عراقي من حساب مبادرة تمكين، تصرف على الإيفاء بمتطلبات هذا الادراج.[24][25] أختار المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العربي للسياحة في جامعة الدول العربية، مدينة بابِل لتكون عاصمة للسياحة العربية لعام 2021.[26][27]

مَراحل التاريخ البابِلي

بابِل عام 1932.

ظهرت بابل في وقت متأخر من تاريخ بلاد ما بين النهرين القديمة ، مقارنة بالمدن الكبيرة الأخرى لهذه الحضارة ، مثل كيش ، أوروك ، أور ، ونَينَوى. لذلك فإن صعودها السريع هو أمر ملحوظ للغاية. بينما لم تذكر المدينة إلا قليلاً في توثيق النصف الثاني من الألفية الثالثة قبل الميلاد. بعد الميلاد ، شهدت نموًا سريعًا في ظل قوة دفع السلالة الأموريّة التي حققت العديد من النجاحات العسكرية الكبرى ، خلال ما يسمى بفترة "العصر البابلي القديم" (2004-1595 قبل الميلاد). الفترة التالية من تاريخ بابل ، معروفة باسم "العصر البابلي الوسيط" (1595 - نهاية القرن الحادي عشر قبل الميلاد) ، شهدت بابل تأكيدًا لمكانتها كعاصمة لجنوب بلاد ما بين النهرين لفترة طويلة ، على وجه الخصوص لأنها أصبحت مركزًا دينياً كبيراً ، تحت حُكم السُلالات الكيشية. الألفية الأولى قبل الميلاد بدأت بفترات صعبة للغاية ، والتي طال أمدها في حروب سببتها محاولات هيمنة الملوك الآشوريين على بلاد بابل. لقد هزمهم الملوك البابلبون أخيراً وأسسوا "الإمبراطورية البابلية الجديدة" القوية (626-539 قبل الميلاد) وقاموا بتنفيذ المشاريع التي جَعلت من بابل المدينة الأكثر شهرة في عصرها. بعد سقوطهم ، خلفت العديد من السلالات الأجنبية بعضها البعض في بابل ، وحتى لو لم تكن بابل عاصمتهم ، فإنها أحتَفظت بأهمية ملحوظة حتى القرون الماضية قبل الميلاد.

أصول المَدينة وأسمها

تم العثور على أقدم سجل مؤكد لاسم بابل على لوح ، مجهول المصدر ، مؤرخ وفقًا لمعايير باليوغرافية من حوالي 2500 قبل الميلاد (عصر فجر السلالات). [28]

تهجئة بابل في اللغة اليونانية Βαβυλών ، مشتقة من الأصل البابلي Bābilim ، والتي تعني "بوابة الإله (الآلهة)". التهجئة المسمارية لبابِل 𒆍𒀭𒊏𒆠 . [29][30] العلامة 𒆍 تَعني "بوابة" ، 𒀭 تعني "إله" ، و 𒊏 هي علامة تستخدم للقيمة الصوتية ، و 𒆠 (كي) هو أمر محدد يشير إلى أن العلامات السابقة يجب فهمها على أنها اسم مكان.

افترض أرشيبالد سايس ، الذي كتب في سبعينيات القرن التاسع عشر ، أن الاسم السامي كان ترجمة مستعارة للأسم السومري الأصلي. [31][32] ومع ذلك ، فإن تفسير "بوابة الإله" يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه تأثيل شعبي سامي لشرح اسم مكان أصلي غير سامي غير معروف. [33] أقترح المؤرخ إيغناس جيلب في عام 1955 أن الأصل n أو Babilla ، لهما معنى وأصل غير معروفين ، حيث كانت هناك أماكن أخرى مشابه لها في سومر ، ولا توجد أمثلة أخرى لأسماء الأماكن السومرية التي تم استبدالها بالترجمات الأكادية. استنتج أنها تحولت لاحقًا إلى باب إلي (م) الأكادي ، وأن الاسم السومري "ديجيراك" كان ترجمة مستعارة لأصل الكلمة السامي الشعبي ، وليس الاسم الأصلي. [34][35] تمت إعادة ترجمة الاسم السامي إلى اللغة السومرية في زمن سلالة أور الثالثة ألى (باب-إيل). [36]

في الكتاب المقدس العبرية، يظهر اسم بابِل (بالعبرية: בָּבֶל ، بالكلاسيكية السريانية: ܒܒܠ ، بالآرامية: בבל)، تفسر في سفر التكوين بِما مَعناه "أرتباك" [37] من الفِعل bilbél (בלבל "تشويش"). [38] يُعتقد عمومًا أن الفعل الإنجليزي الحديث ، يُشير ألى الثرثرة ("التحدث بحماسة أو حيرة") ولكن لا يوجد أتصال مباشر. [39] تستخدم السجلات القديمة في بعض المواقف كلمة "بابل" كاسم لمدن أخرى ، بما في ذلك مدن مثل بورسيبا والتي تَقع ضمن دائرة نفوذ بابل ، ونينوى لفترة قصيرة بعد نهب الآشوريين لبابل. [40][41]

باِبل تحتَ حُكم السُلالة الأمورية

ملك بابل حمورابي (واقفًا) ، يصور على أنه يتلقى شارته الملكية من شمش (أو ربما مردوخ). حمورابي يضع يديه على فمه كعلامة للصلاة ، من نقش على الجزء العلوي لشريعة حمورابي.

جاء صعود بابِل كَقوة في المَنطَقة مع ظهور سلالة من أصل أموري ، والتي بدأت بالظهور حوالي عام 1894 مع سومو أبوم (1894-1881 قبل الميلاد). [42] تُسمى هذه الفترة من تاريخ بابِل بـ"بابلي القديمة". يُعتَبر سومو لا إيل (1880-1845 قبل الميلاد) هو المؤسس الحقيقي لسلالة بابل الأولى ، كَونه يَمُت بصلة لسلفه بينما جميع خلفائه هم من نسله. وَسَعَ لا إيل بابِل تدريجياً ألى مملكة قَوية في وَقت كانت فيه مقتصرة على المدينة ومحيطها. ثُمَ جاءَ سين موباليط (1812-1793 قبل الميلاد) ، الذي جعل من بابِل قوة قادرة على التنافس مع الممالك الأمورية المجاورة أمثال لارسا وإشنونا وإيسين وأوروك. بَعده جاءَ ابنه ، حمورابي (1792-1750 قبل الميلاد) أقوى وأشهَر مُلوك السلالة البابلية الأولى لعِبَ حمورابي دوره بذكاء جاعِلاً المَملكة البابلية القوة الرئيسية في عصره. [43] بَدأ الجُزء الأول من حُكمه دون الكثير من الانتصار ، بَعدها نجح في إخضاع المَمالِك التي كانت تُحيط واحدة تلوى الأخرى: لارسا ، وإشنونا ، ثم ماري، بَعدها هَيمَنت بابل على أغلب اجزاء بلاد ما بين النهرين. بَقيَ ابنه وخليفته سامسو إيلونا (1749-1712 قبل الميلاد) يحافظ على هذه السيادة لبعض الوقت ، لكنه واجَهَ عدة ثورات أضعفت مملكته. رأى الملوك اللاحقون لبابل أراضيهم تتفكك تحت تأثير الثورات وهجمات الشعوب المُعادية ، في المقام الأول الكيشيون وأيضاً سلالة أرض البحر ، وهي هَجمات تضافرت مع أزمة اقتصادية وحتى بيئية. سامسو ديتانا (1625-1595 قبل الميلاد) المَلك البابلي الذي في النهاية تضمنت مملكتها المناطق المحيطة لبابل فقط ، تَمَت مُحاصرته من قِبَل المَمالك المُجاورة. وفقًا لما احتفظ به التاريخ البابلي فيما بعد ، فإن الضربة القاضية قد تلقاها ديتانا من قبل الملك الحثي، مرسيلي الأول ، الذي نجح في عام 1595 قبل الميلاد بشن غارة على بابِل. تعرضت المدينة للنهب واختفت سلالة الاموريون ، في حين أن تماثيل الإله مردوخ وقرينته سربانيط أُخذت إلى مَمالك المُنتصرين كدليل على أستسلام المدينة المُحتلة. [44]

أراضي الإمبراطورية البابلية عند أستلام حمورابي دَفة الحُكم عام 1792 ق م، مقارنة مع أراضي الإمبراطورية عند وفاته عام 1750 ق م.

لا يُعرف الكثير عن بابِل خلال فَترة حُكُم سلالتها الأولى. ولكن مِن الواضح أن هذه هي فترة تطورها الأول. [45] ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، قبل كل شيء وجود سلالة قوية ، ولكن أيضًا موقع جغرافي تعرف كيف تستفيد منه ، في منطقة غنية بالزراعة المروية ، على طول ذراع نهر الفرات وليس بعيدًا عن نهر دجلة الذي يُشكل محور اتصال رئيسي بين سوريا وبلاد ما بين النهرين والهضبة الإيرانية وجنوب بلاد ما بين النهرين المنفتحة على الخليج العربي. وهكذا كانت المدينة قادرة على أن تصبح نوعاً ما على مُفترق طرق للعَديد من المَحطات التجارة المُهمة. [46] لا يمكن الوصول إلى المستويات الأثرية في العصر القديم البابلي إلا في مكان واحد ، في منطقة سكنية ، لأنها مغطاة عمومًا بالمياه الجوفية وتعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها. [47] السجلات الأثرية شحيحة ، وأكثر الإسهامات الملموسة في الحفريات هي عدة دفعات من الألواح المدرسية والدينية والاقتصادية التي تم العثور عليها في المنطقة. [48] ربما كان التنظيم العام للمدينة حول منطقتها الدينية (إريدو المستقبلية) الواقعة على الضفة اليسرى لنهر الفرات. ولكن لا يزال يتعين تحديد مداها الدقيق. السؤال الذي يطرح نفسه بشكل خاص هو ما إذا كانت الجُدران المَدينة في ذلك الوقت تمر عبر بوابات معينة بُنية بعد ألف عام داخل المدينة بسبب تَوَسُعَها (على سَبيل المِثال بوابة لوكال-يرا) ، أو ما إذا كانت هيَ مِنَ البداية تحيط بمنطقة أكبر تتوافق بالفعل إلى داخل المدينة في زمن نبوخذ نصر الثاني. يبدو على أي حال أن المدينة امتدت من هذه الفترة على الضفة اليمنى للنهر حيث تَذكُر النصوص وجود العديد من المعابد. [49]

هياكل من الطوب في باِبل ، 2016.

أفضل مصادر المعلومات عن بناء المدينة هي النقوش التأسيسية وأسماء سنوات الملوك البابليين الذين يحيون ذكرى أعمالهم الإنشائية. [50] بنى ملك السلالة الأول ، سومو لا إل ، سورًا محيطيًا جديدًا للمدينة والقصر الملكي الذي أستَخدَمه خلفاؤه من بعده. يبدو أن أمي ديتانا قام أيضاً ببناء آخر ، إلا إذا كان عملية ترميم (لا تميز النصوص بالضرورة بين الاثنين). لا يمكن مَعرفة كَيفَ كانت الحياة في القصر الملكي في بابل إلا من خلال عدد قليل من الألواح من زمن حمورابي ، مأخوذة من المراسلات الدبلوماسية لملك ماري ، وقبل كل شيء تثير المفاوضات التي تهم الأخير. [51] كان الملوك البابليون يقومون بانتظام بإنشاء مواقع في عاصمتهم ، والتي تتعلق قبل كل شيء بجدرانها وأبوابها وفوق كل ذلك معابدها العديدة. كما أنهم يعيدون القرابين الفخمة التي يرضون بها آلهة معينة في المدينة. كان إيساجيل ، معبد الإله المَحلي العظيم مردوخ ، موضوع اهتمامهم بشكل خاص. لم يتم ذكر الزقورة ، ولكن يبدو أن السجلات الأثرية تشير إلى أقدم مرحلة من مَراحلها كانت من هذه الفترة. تشير نصوص المُكتَشَفة من جانبها إلى أن المنطقة الواقعة في هذا المكان كانت تسمى "المدينة الشرقية الجديدة" ، وكان يسكنها بشكل ملحوظ فئة من الكاهنات تسمى "ناديتو"، وهي سمة من سمات العصر البابلي القديم. [52]

باِبل تحتَ حُكم السُلالة الكيشية

بعد استيلاء الحثيين على بابِل ، أصبح الوضع السياسي لبابل غامضًا بشكل خاص. وقعت هذه المَنطقة في ظل ظروف سيئة التأسيس تحت سيطرة سلالة من أصل كيشي. نص من القرن السابع قبل الميلاد تم العثور عليه في نينوى في آشور تَمَ تَقديمه كنسخة من نقش للملك الكيشي أغوم الثاني ، الذي يقول إنه أعاد تماثيل الإله مردوخ وقرينته سربانيط إلى بابِل وأعاد لمَعبد إيساجيل هَيبته. لا يُعرف أي شيء عن صحة هذا النص ، خاصة وأن هذا الملك مذكور فقط في النصوص اللاحقة لحكمه. [53] في الحالة المَعرفية الحالية ومَع المَعلومات المُتَوفرة ، نَستَطيع ان نُحَدد بأن هَيمنة الكيشيون على بلاد بابل لَم تَتُم حتى بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد ، تحت قيادة المَلك بيرنا بورياش الأول وخلفاؤه المباشرون. [54]

زقورة عقرقوف ، بناها المَلك الكيشي عقرقوف الأول، بابِل ، غرب بغداد.

إن ملوك السلالة الكيشية ، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم ملوك أرض "كاردونياش" (المقابلة لبابل) ، بدلاً من "ملوك بابل" ، يظهرون في حالات نادرة فقط فيما يتعلق بمدينة بابِل. مكانة بابل كمركز سياسي غير واضحه، تحت حُكم عقرقوف الأول (أو الثاني من الاسم) في بداية القرن الرابع عشر قبل الميلاد، تم إنشاء عاصمة جديدة في عقرقوف ("حصن عقرقوف ، الذي سمي على اسم مؤسسه) ، وتقع في الشمال في منطقة يقترب بها نهرا دجلة من الفُرات. الروابط بين المدينتين كانَت كالأتي: حصن عقرقوف ، التي بها قصر ملكي واسع ، يمكن أن تكون بمثابة مقر إقامة المَلك ، بينما بَقيت بابِل مقر حُكم المَملكة. [55]

مهما كان الوَضع ، بَقيت بابل مدينة مهمة ومرموقة للغاية ، لا سيما أن دورها كمركز ديني آخذ في التطور ، كما يتضح من حقيقة أن مَعبد إيساجيل قَد تلقى تبرعات كبيرة من الأرض المُجاورة وأن مردوخ أكد نفسها تدريجياً كالرقم واحد بين الإلهة في مصادر هذه الفترة. [56] اللافت للنظر أن أهم هزائم الملوك الكيشيين شهدت استيلاء أعدائهم على بابِل. حوالي 1235 ق.م تم نهبها من قبل الملك الآشوري توكولتي نينورتا الأول. وفقًا للسجل التاريخي البابلي ، كان هذا الملك قد هدم جدران المَدينة ثم أزال بدوره تمثال مردوخ، ثم كتب نصاً طويلاً احتفالاً بانتصاره. [57] استمرت النزاعات بين بابل وآشور حتى تدخل طَرف ثالث مُتَمَثل بملك مَملكة عيلام، شوتروك ناحونتي وابنه كوتر ناحونتي الذين استولوا على بابل عام 1158 ثم 1155 قبل الميلاد ونَهَبوا كنوزها بما في ذلك تماثيل الإلهه. [58]

ظهرت مدينة بابِل بصورة اقل في فترة حُكم السلالة الكيشية مِما كانت عليه في العصر البابلي القديم ، في ظل عدم وجود نقوش تَذكُر أعمال تأسيسية في المَدينة ولأن المستويات الأثرية لم يُمكن البحث عنها لنفس الأسباب المَذكورة في الفترة السابقة. [59] مَع ذلك تم أكتشاف العديد من الألواح التي تَتَحَدث عن أحوال اقتصادية خاصة وأحد النصوص الدينية الخاصة بعرافة. كذلك ربما في هذه الفترة تم وَضع المخطط لإصلاح سياجها الرئيسي ، إذا لم يكن قد تم بالفعل في الفترة السابقة. [60]

بابِل أمام الهَمَنة الآشورية

نقش بارز من القصر الملكي في نَينَوى، يُصَور جنود آشوريون يَعدون الغَنائم بَعَد حَملة ناجِحة على مَدينة بابِل.

بدأ الوضع في التعافي مَع بٍِداية القرن التاسع قبل الميلاد، حتى مَع وجود بَعض الاضطرابات. وَجَدَ ملوك بابِل صعوبة في فَرض سَيطرتهم على المَنطقة كما أن السلالات المَلكية كانَت في حالة عَدم استقرار مُستَمرة. [61] يضاف إلى هذه المشاكل استئناف الصِراع ضد آشور ، والتي كانَت في موقع قوة بسبب استقرارها الداخلي الأكبر. بعد عدة سنوات من الصِراع ، تمكن الملك الآشوري تغلث فلاسر الثالث من الاستيلاء على بابِل عام 728 قبل الميلاد، وأن يعلن نفسه مَلكاً عَليها.

ومع ذلك ، لم يتم ضمان الهيمنة الآشورية على بابِل ، وكانَ على الملك الآشوري الجديد سرجون الثاني الذي رَمَم معابد وأسوار المَدينة أن يواجهَ فيها خصمًا عَتيداً ، مُتَمَثلاً بمَردوخ أبلا إيدينا الثاني ، الذي نجح في السيطرة على المدينة مرتين. [62] واجه سنحاريب ، خليفة سرجون الثاني ، بدوره ثورات جديدة في بابِل ، ووضع أحد أبنائه على عرش سُلطان المدينة. هذا الأخير لَم يستغرق وقتًا طويلاً في الحُكم ، بَعدَ قيام ثورة بابلية جديدة، قبض عليه المتآمرون وسلموه إلى حلفائهم العيلاميين الذين قاموا بأعدمه. رد فعل سنحاريب عَلى هذه الخِيانة كانَ مُزَلزِل ، والقصة التي تركها لتَروي أحداث أنتِقامه مليئة بالكراهية ضد بابِل: قامَ بذَبح جزءًا كبيرًا من سُكانها ودَمَرَ جزءاً كبيراً منَ المَدينة ، مِن خِلال تحويل مياه نهر دجلة والفُرات إليها ثم قامَ بتَسوية أسوارها، وكذلك قامَ بسَبي تمثال مردوخ أله بابِل الكَبير إلى آشور.

تَقدمتُ بسرعة نَحوَ بابِل التي كُنت قد خططت لغزوها. لقد هاجَمتُها مثل هُجوم العاصِفة ، وأحطتُها مثل الضَباب. حاصَرت المدينة وغزتها بالثغرات والسلالم. (...) لم أستثني أحداً ، ملأت ساحات المَدينة بأجسادهم. (...) ؛ قبض شعبي على تَماثيل الآلهة التي كانت هناك ودمرها. (...) ؛ دمرت المَدينة والبيوت من الأعلى إلى الأسفل ، من الأساس إلى السطح ، وأحرقتُها بالنار. قمت بتسوية جدرانها ، الداخلية والخارجية. المَدينة ، قمت بتسوية الأرض على جوانبها عن طريق إغراقها. حتى أنني دمرت مخطط أسسها. لقد جرفتها أكثر مِن الفيضان حتى لا تُذكر هذه المدينة ومعابدها أبدًا، لقد دمرتها كسَيل فَيضان، وأصبحت مثل مُرج " - مقتطف من حوليات سنحاريب حول عَمَلية غَزوه لبابِل. [63]

إن عكس المسامير المكونة للرقمان 70 و 11 يجعل من الممكن وَضع تبريراَ لاهوتياً لإعادة بناء بابِل على يد أسرحدون.

لا تزال حقيقة حجم الدمار الذي قامَ بهِ سنحاريب في بابل موضع نقاش. في جميع الاحتمالات ، لم يتم تدمير المدينة بالكامل على الرغم مما يدعي الملك الآشوري. اختار ابنه وخليفته أسرحدون طريق التهدئة وتعهدوا باعادة أعمار المدينة ، على الرغم من وَضع الحظر على إعادة بنائها قبل 70 عامًا ، والذي أعلنه الإله مردوخ غضباً عَلى سكانها (لم يكن سنحاريب حينها سوى ذراعه للانتقام). يبرر أسرحدون هذا الأمر مِن خِلال قيامه بلعبة كتابة على التهجئة المسمارية للرقم 70 (يُكتَب على شَكل مسمار رأسي يتبعه شارة شيفرون): يَقوم بقلب علامات التَهجُئة ، مما يعطي 11 سنة (تَصبِح شارة شيفرون متبوعًا بمسمار رأسي) مِما يَسمَح له بالقيام باعادة الأعمار. [64]

يُصور آشور بانيبال على أنه باني المَعابد ، ومرمم ضريح إنكي في معبد مردوخ في بابل، 668-655 قبل الميلاد. المتحف البريطاني.

خلافة أسرحدون عام 669 قبل الميلاد ، إلى ظهور تنظيم سياسي خاص: مُتمَثلاً بحكم آشور بانيبال عَلى آشور ، بينما تم وضع شقيقه شمش شوم أوكين على عرش بابِل ، كتابع له ، والذي توج مَع عودة تمثال مردوخ ألى بابِل. ثار الثاني أخيراً على أخيه عام 652 ، لكنه هُزم بعد حرب استمرت أربع سنوات وحصار عاصمته الذي استمر عدة أشهر عام 648. وتوفي أثناء حصار بابِل ، وأحرقته النيران مَع قصره ، وهي حادثة تسببت في ولادة الأسطورة اليونانية "ساردانابالوس" (أسم آشور بانيبال باليونانية القَديمة). بعد المرحلة الأولى من القمع ، تبين أن أشوربانيبال كان أقل وحشية من جده وأعاد ترميم المدينة ، ووضع على رأسها حاكم دمية ، كاندالانو. وهكذا فإن الملوك الآشوريين قد ساهَموا بعمق في تَشكيل تاريخ بابِل وأيضًا بلا شك في صياغة مشهدها الحضري. [65]

الإمبِراطورية البابِلية الحَديثة وذُروة بابِل

حدود الإمبِراطورية البابِلية الحَديثة.

هذا التعاقب الكبير للثورات البابلية أضعف بلا شك آشور ، كانَت روح المقاومة في بابِل تَزداد يَوماً بَعدَ يَوم ، وأعضاء المُقاومة أكثر نشاطاً واتحاداً من ذي قَبل. عند وفاة آشور بانيبال ، والتي حدثت بين عامي 631 و 627 قبل الميلاد. م ، دخلَ خلفاؤه في نزاع مميت على الخلافة لمَملكتهم. أستغل نبوبولاسر ، الذي يُرجح أنه كانَ حاكم منطقة أرض البحر ، وربما من أصل كلداني ، الاضطرابات في آشور للاستيلاء على السلطة في بابِل عام 625 قبل الميلاد. نقل الصراع تدريجياً إلى جاره في الشمال ، [66] وبعد سنوات قليلة من الصراع ، نجح في إسقاط الإمبراطورية الآشورية بمساعدة ملك الميديين "سياخريس" بين 614 قبل الميلاد. و في 610 قبل الميلاد خلف نبوبولاسر ابنه نبوخذ نصر الثاني (605 قبل الميلاد - 562 قبل الميلاد)، معه عَرَفت بابِل ذُروتها. هذه هي فترة المَعروفه "الإمبراطورية البابلية الحَديثة" ، والتي غَطت معظم أراضي الشرق الأدنى ، من حدود مصر إلى الأناضول وجبال طوروس وإلى أطراف بلاد فارس.

يترافق عهدا نبوبولاسر ونبوخذ نصر الثاني مع فترة من التغييرات العميقة في بابِل ، بدأها الأول وأكملها الثاني ، المعروف من خلال العديد من النقوش التأسيسية. [67] هؤلاء الملوك حَشَدوا موارد الإمبراطورية بأكملها ، سواء كانت في البلدان المحتلة أو بابل. وهكذا فإن الألواح من اينا ، معبد عشتار في أوروك ، وهي مدينة رئيسية أخرى في جنوب بلاد ما بين النهرين ، تشير إلى أن المَعبَد وفر موارد كبيرة لبناء قصر نبوخذ نصر الثاني. [68] هذه الأعمال هي التي ستساهم في الصورة ، الأسطورية ، التي أعيد إنتاجها من قبل مؤلفين أجانب مثل هيرودوت ، كتيسياس أو الكتاب المقدس العبري ، لمدينة محاطة بجدران رائعة وتهيمن عليها آثار رائعة يتم توسيعها أو ترميمها بعد ذلك. القصور والمعابد والزقورة والشَوارع الرئيسية ومنها "شارع الموكب" الذي يبدأ من بوابة عشتار. تنعكس الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة أيضًا في النصوص الاقتصادية والإدارية والتعليمية من هذه الفترة. [69]

تمكن خلفاء نبوخذ نصر الثاني من الاحتفاظ بمملكتهم بأفضل ما في وسعهم ، لكنهم لا يتمتعون بسلطة مؤسسي السلالة. آخر ملوك بابل ، نابونيد (556-539 قبل الميلاد) ، هو شخصية غامضة، كُره مِن قِبل جزءاً من نخبة مملكته ، بما في ذلك رجال دين الإله مردوخ ، لأنه يبدو أنه أهمل هذا الإله لصالح إله القمر سين. غادر نابونيدوس مدينة بابل لعدة سنوات ليستقر في تيماء الواقعة في شبه الجزيرة العربية. غيابه عن بابِل بحكم الأمر الواقع مَنَع كهنة مردوخ من الاحتفال بالسنة الجديدة ، الأمر الذي يتطلب حضور الملك. [70]

بابِل تَحت الحُكم الأجنَبي

الفُرس

اسطوانة قورش ، المتحف البريطاني.

عندما هاجم الملك الفارسي قورش الثاني بابل عام 539 قبل الميلاد. مِن خِلال هجوم مفاجئ على بوابة إنليل إلى الشمال الغربي من المدينة ، توقف القتال وسقطت المدينة والإمبراطورية بأكملها في يديه ، ومن الواضح أن هذا الامر قَد حَدث دون وقوع الكثير من العنف، وبالتالي فَقَدت بابِل استقلالها. [71]

"في شهر تشريت (الشَهر السابع في التَقويم البابلي) ، خاض قورش معركة مَع جيش أكد (بابل) في أوبيس ، على ضفة نهر دجلة ، انسحب سكان أكد. نهب قورش المَدينة وقتل سكانها. في الرابع عشر ، تم أخذ سيبار بدون قتال . نابونيد يهرب من بابل. في السادس عشر ، دَخَلَ جوبارو ، حاكم الجوتيون وجيش قورش إلى بابل دون قتال. في وقت لاحق ، بعد أن عاد ، تم نقل نبونيد إلى بابل. حتى نهاية الشهر ، أحاطت دروع الجوتيون بوابات إيساكيلا (المعبد الكبير لبابل) ولكن لم يكن هناك أي انقطاع للطقوس من أي نوع في إيساكيلا أو في المعابد الأخرى ولم يتم تفويت أي موعد أحتفالي. في شهر ارحسامنو (الشَهر الثامن في التَقويم البابلي) ، في اليوم الثالث ، دخل قورش بابل. مَلأنى المشاعل أمامه (للشرب) (؟). حل السلام في المدينة. أصدر قورش مرسومًا بالسلام على كل بابِل. " - مُقتطف من تاريخ نابونيد عن سُقوط بابِل. [72].

ومع ذلك ، أعلَن المَلك الجديد عن رغبته في الحفاظ على المدينة والحفاظ على مصالح رجال الدين المحليين بإعلان مرسوم إيجابي للغاية تجاههم ، والذي تم العثور عليه منقوشًا على أسطوانة طينية وجدت في بابل ، حيث يستأنف على حسابه الأيديولوجية البابلية الملكية ويقدم نفسه على أنه الشخص المختار للإله مردوخ. لم يكن سقوط الامبراطورية البابلية ونهاية الاستقلال السياسي يعنيان انهيار مدينة بابِل. بالتأكيد ثارت المدينة في عدة مناسبات: ضد داريوس الأول حوالي عام 521 قبل الميلاد ، ثم لاحقًا ضد ابنه زركسيس الأول ، الذي نسب إليه المؤرخون اليونانيون فيما بعد قرار تدمير مَعبد مردوخ ، وهو حَدث يدور عَنه جدل حول مداه الحقيقي. [73] لا تزال بابل مدينة مهمة في الإمبراطورية حتى لو لم تكن عاصمتها ، وكانَت بابل ، بسبب ازدهارها ، هي منطقة مهمة حيث يمتلك النبلاء الفارسيون ممتلكات شاسعة.

الإغريق

مفكرة فلكية بابلية من (323 - 322 قبل الميلاد) تُورخ وفاة الإسكندر. (المتحف البريطاني ، لندن).

في 331 ق.م ، فَتَحَت بابِل أبوابها للمَلك المقدوني الإسكندر الأكبر بعد أنتصار الساحق عَلى الفُرس في مَعركة غوغميلا مُرحباً بِهِ بوضوح مِن قِبل السُكان. رعى الإسكندر ترميم قنوات المَدينة، وفي إيساكيلا ، استقر لبضعة أشهر قَبل الأنطلاق في حَملَته الهندية.

توفي الإسكندر في قصر نبوخذنصَّر في بابِل، في العاشر أو الحادي عشر من يونيو سنة 323 ق.م.[74][75] لذلك وَقَع التقسيم الأول للإمبراطورية في بابِل بين جنرالاته "ملوك طوائف الإسكندر" ، الذين أستَمروا لفترة طويلة في تمزيق أنفسهم في صراعات ضربت بابِل وأكبر مدنها بشدة. أكثَرها دَمَوية عندما نجح سلوقس الأول ، في نهاية الحرب البابلية ، في تعزيز سيطرته على المنطقة عام 311. [76] لم يَختار الملك الجديد بابل كعاصمة له ، لأنه بنى واحدة جديدة على بعد حوالي ستين كيلومترًا إلى الشمال الشرقي ، مُتَمَثلة بسلوقية. [77] ظَلت بابل مهمة في هذا الوقت ، كما يتضح على سبيل المثال من حقيقة أن ابنه أنطيوخوس الأول بقي هناك لعدة سنوات قبل أن يتولى السلطة بمفرده. تم ترميم المباني الدينية لأول ملكين سلوقيين هناك. ومع ذلك ، فإن مركز ثقل مملكتهم أنتَقل تدريجياً إلى الغرب ، إلى سوريا ، وأصبَحت أنطاكية العاصمة الرئيسية لخلفائهم. ثم فقدوا بابِل للتقدم الكَبير من الإمبراطورية الفرثية، مما أدى إلى عدة صراعات شَهَدت المنطقة تمر من طَرف ثم الآخر ، قبل الهيمنة النهائية للبارثيين تحت المَلك ميثريدس الثاني (123-88 قبل الميلاد.). أثرت هذه الصراعات مرة أخرى بقوة على بابِل ومنطقتها ، لا سيما بسبب الفظائع التي ارتكبها الجنرال الفرثي "هيميروس" ، الذي كان بمثابة نائباً للملك على المنطقة خلال الفترة المضطربة من سنوات 130-120. [78]

لَوح صادر عن المسؤول "šatammu" من إيساكيلا يضمن منح وإعفاء حَق مُلكية أرض ، من الفترة السلوقية (173 قبل الميلاد). متحف متروبوليتان للفنون.

ظَلت بابل مدينة مهمة سياسياً ودينياً في إدارة إمبراطوريات السلالات الأجنبية التي حكمتها خلال النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد. في عهد الإمبراطورية الأخمينية ، كان حاكمها ، الذي يُدعى في النصوص المسمارية بالعنوان البابلي "باهات" ، المعروف أكثر بـ"ساتراب" ، يدير مقاطعة شاسعة غطت في البداية كل أراضي الإمبراطورية البابلية القديمة ، وهكذا حتى " في البحر الأبيض المتوسط ، قبل أن يتم تقليص أراضيها إلى بلاد ما بين النهرين وحدها. [79] تحت حكم السلوقيين ، حلت سلوقية محل بابِل كمدينة الإدارة الرئيسية ، وبالتالي أصبحت بابِل عاصمة مقاطعة ثانوية. يُمثَّل المَلك هناك بشخصية تُدعى في النصوص المحلية "šaknu" (مَعناه "حاضرة" ، وهو لقب آخر لشخصية مرموقة في الإمبراطورية البابلية) ، والذي يرأس طاقم القصر الملكي المحلي. [80] منذ عهد أنطيوخوس الرابع (حوالي 170 قبل الميلاد) ، أصبحت بابل مدينة يونانية أو ما يُعرف بـ"بوليس" مع مجتمع مواطنيها "بوليتاي اليونان" (الذي نجده مَذكور في النصوص البابلية في شكل بوليتش أو بولياناو) يقودها القائم بالأعمال (والذي يُطلق عَليه لقب "باهات" في المصادر المسمارية ، المعروف أكثر بـ"ساتراب") ، يجتمعون في المسرح الذي تم بناؤه بعد ذلك في المدينة. [81] المجتمع البابلي الأصلي ، الذي لا يزال بلا شك مهيمناً بالأعداد ، يشكل الكيان السياسي الثالث لهذا المُجتمع المُعقد. يتم تمثيلهم أمام السلطات اليونانية من قبل الموظفين المسؤولين عن مَعبد إيساكيلا ، والتي اتخذت بالتالي وزنا مهيمنا في حياة المدينة باعتبارها السلطة التقليدية الوحيدة من أصل محلي لا تزال في مكانها. يقودها مجلس يُطلَق عَليه "kiništu" سلطته العليا مُتَمَثلة بالمسؤول عن الضريح يُطلق عَليه "šatammu". لا تزال السلطات المماثلة قائمة في عهد البارثيين ، والتي لَم تُعَدل البنية السياسية والاجتماعية للمدينة. بالنسبة لهذه الفترات المختلفة ، ظلت المحفوظات المسمارية للعائلات والملاذات بأعداد كبيرة إلى حد ما مقارنة بالمدن الأخرى في المنطقة التي جفَ التَدوين فيها تدريجيًا ، وتوفر معلومات عن الأنشطة الدينية والاقتصادية للمَدينة. [82]

نِهاية بابِل القَديمة

شهدت فترة حُكُم الإمبراطورية الفرثية تراجعًا تدريجيًا لمَكانة بابِل وهَجر سُكانها لها ، وانتقلت مراكز القوة الكبرى بشكل نهائي إلى الشمال على نهر دجلة (سَلوقية ، طَيسَفون ، وبعد ذلك بكثير بَغْدَاد). لكن معالمها الرئيسية كانَت لا تزال نشطة، كتب المؤرخ بليني الأكبر في بداية القرن الأول الميلادي أن مَعبد بابِل كانَ لا يزال نشطاً ، على الرغم من أن المدينة في حالة خراب [83] ونقوشًا باليونانية تعود إلى القرن الثاني الميلاد تشير إلى أن المسرح الاغريقي مازال مرمماً. [84] كانَت بابِل لا تزال مدينة تجارية نشطة ، حيث نجد مجتمعات ذات آفاق مختلفة بالإضافة إلى المجتمعات البابلية واليونانية (التي ارتبطت بلا شك منذ فترة طويلة) ، ولا سيما تجار تدمر ، وكذلك المجتمعات المسيحية الأولى التي استقرت في المنطقة. [85] يذكر أن هذه المدينة كانت "ميداناً للآثار" في النصوص اليونانية الرومانية ، مثل ما دَونَ المؤرخ كاسيوس ديو عندما أبلغ عن وصول الإمبراطور الروماني تراجان إلى بابِل خلال حملته عام 115 بعد الميلاد. مع ذلك ، ذَكر حقيقة أن تراجعها كان كبيراً، ولفت انتباه الزائرين إلى حكايات تتعلق بروعتها الماضية. [86]

منظر بانورامي للقصر الجنوبي الذي أعاد الملك نبوخذ نصر الثاني بناؤه، تحيط بالقصر متاهه تستخدم كوسيلة دفاعية ضد الدخلاء، القصر يمثل تحفة معمارية تدل على التقدم الذي وصل اليه البابليون ، القرن السادس قبل الميلاد، بابل ، العراق.

"لقد جاء (تراجان) إلى هنا (إلى بابِل) بسبب شُهرته - على الرغم من أنه لم ير سوى التلال والحجارة والآثار التي تشهد على ذلك - وبسبب الإسكندر ، قدمَ ذبيحة (قربان) في الغرفة التي كان قَد مات فيها. " - مقتطف من التاريخ الروماني لكاسيوس ديو يتعلق بقدوم تراجان إلى بابِل. [87].

كان معبدها الرئيسي لا يزال يُستَعمَل في بداية القرن الثالث الميلادي ، ويعود هجرها مِن قِبَل سُكانها إلى القرون التالية ، وبالتالي تحت سيطرة الإمبراطورية الساسانية التي تعتبر بشكل عام فترة الاختفاء النهائي لثقافة بلاد ما بين النهرين القديمة بالذات. [88] خلال الفترة الإسلامية ، لم ينس موقع ومَكانت بابِل ، لكن "بابِل" كما يشار إليها في النصوص العربية لم تكن أكثر من قرية صغيرة حسب الجغرافي ابن حوقل في القرن العاشر. يتحدث مؤرخوا القرون التالية فقط عن أنقاضها وحقيقة أنها جُردت من أقوى حِجارتها والتي أًستُخدِمة في تشييد المباني في المُدن المُحيطة. نجد أيضًا قصصاً عن أهمية الآثار والمعتقدات المحلية البابلية. [89] تحولت بابِل القديمة بالكامل إلى "أُسْطورة".

خُلاصة

لم يكن من المُمكن التنقيب عن الفترات القديمة لتاريخ بابِل ، باستثناء عدد قليل من المساكن والبيوت ، ولا تقدم النصوص معلومات كافية لمَعرفة مظهر المدينة خلال هذه الفترات. لذلك فإن معظم المعلومات عن بابِل تتعلق بفترة الإمبِراطورية البابِلية الحَديثة (624-539 قبل الميلاد) ، والعصر الأخميني (539-331 قبل الميلاد) والعصر السلوقي (311 - 141 قبل الميلاد) والتي عُرفت بفضل نتائج الحفريات الأثرية (والتي في نهايتها نُسبت معظم الاكتشافات إلى الفترة الأولى من هذه الفترات الثلاث ، والتي أصبحت موضع تساؤل الآن) والنصوص المختلفة المحلية أو الخارجية التي توثق مظهر المدينة وحياتها. [90][91]

تمثال أسد بابل في قلب مدينة بابِل القديمة ، بلاد ما بين النهرين ، العراق. من عهد نبوخذ نصر الثاني ، القرن السادس قبل الميلاد.

من المؤكد أن الحفريات كشفت فقط عن جزء ضئيل من الموقع الذي كانَت تُغَطيه المَدينة ، لكنها جعلت من الممكن معرفة المعالم الرسمية الرئيسية للمَدينة (القصور والمعابد) ، ومنطقة سكنية ، وكذلك أقسام من الأسوار و البوابات. تُستكمل المعرفة بالنصوص المسمارية ، في المقام الأول الألواح الطبوغرافية ، ومن بينها على وجه الخصوص لوح تينتير = بابلو ، الذي يصف الأسماء المختلفة للمدينة ، ومواقع المعابد العظيمة ، ولكن أيضًا أماكن العبادة الأقل رتبة. مثل جميع الأماكن التي تم تمييزها بالدين ، على سبيل المثال البوابات والأسوار التي سميت على اسم الآلهة ، مما يعطي نظرة شاملة لتضاريس المدينة (من هذا النص إلى حد كبير تم إعادة تشكيل مخطط مدينة بابل الداخلية). [92]

توفر نصوص المؤرخين اليونانيين المُطلعين (هيرودوت وستيسياس) أيضًا معلومات مفيدة ، حتى لو كانت موثوقيتها موضع نقاش. تمت إضافة العديد من النصوص المسمارية الأخرى إلى ذلك ، مثل النقوش الملكية التي تحيي ذكرى الأعمال المهمة أو المصادر ذات الطبيعة الإدارية التي تقدم معلومات عن المجتمع والاقتصاد والتنظيم السياسي للمدينة بالإضافة إلى النصوص الدينية المتعلقة بالممارسات الدينية وتوضيح الوضع المقدس من المدينة.

في ذُروتها ، غطت بابِل ما يَقرب من 1000 هكتار (بين 950 و 975 وفقًا للتقديرات) ، مما يجعلها أكبر أطلالات مُدن بلاد ما بين النهرين وحتى العصور القديمة في الشرق الأدنى ، والتي تغطي اليوم العديد من الروايات. [93] يكاد يكون من المستحيل تقدير عدد السكان الذين أقاموا هناك لأن الكثافة السكانية للموقع لا يمكن تقديرها بتقريب كافٍ. يمكن طرح رقم 100.000 نسمة للمدينة الداخلية وحدها ، بدون قواعد صلبة. [94] على أي حال ، من الواضح أنها مدينة مكتظة بالسكان بين العصر البابلي الحديث وبداية العصر الأخميني ، والتي يمكن اعتبارها أول "مدينة كبيرة" في التاريخ [95] ، تعج بالنشاط ، والتي أستحوذت على خيال الزوار الخارجيين و اكتسبت مكانة مدينة كبرى على مقياس العالم القديم. إن الفضاء الحضري لبابل معروف بشكل غير متساو ، حيث تركزت الحفريات بشكل أساسي على المناطق المركزية ، في المقام الأول المجمعات الأثرية ومحيطها. تم تحديد العديد من جوانب التخطيط الحضري من خلال الحفريات التي أكملتها المصادر الكتابية، عَلى سَبيل المثال الأسوار والأنهار وبعض المناطق السكنية. في هذه المجموعات ، تم العثور على عدة مجموعات من الألواح وقد سلطت الضوء على جوانب معينة من حياة البابليين القدماء.

الهَيكلة العامَة لمَوقع بابِل

خريطة لبابِل مع المَناطق الرئيسية للمَدينة والقرى الحديثة، 2021.

يمكن تقسيم المساحة الحضرية لبابِل إلى ثلاثة كيانات ، أول كيانين هما الأقدم من حيث عدد السكان والأكثر كثافة مُتَمَثلاً بالعصور البابلية الجديدة وأثناء الحُكم الفارسي ، والثالث تم دمجه في المدينة فقط في الآونة الأخيرة ، مما لا شك فيه أن من زَمن المَلك نبوخذ نصر الثاني. يقع مركز مدينة بابِل على الضفة اليسرى لمجرى نهر الفرات القديم (الجانب الشرقي). [96]

تغطي المساحة الواقعة على هذا الضفة بين النهر والحد الشرقي للجدار الداخلي من المَدينة ما بين 450 و 500 هكتار ، وتحتوي على المعالم الرئيسية للمدينة ، بدءًا من القطاع الفخم ، الموجود في تل القصر ، وقطاع معبد مردوخ ، إيساكيلا ، على تل عمران بن علي ، المحاذية من الشمال بزقورة ، إيتيمينانكي ، والتي لم يتبق منها سوى آثار على الأرض في منخفض يسمى "الصحن". إلى الشرق من المجمع الديني يوجد موقع ("وسط المدينة") ، حيث تم اكتشاف منطقة سكنية، ينقسم هذا الجزء من المدينة إلى ستة مناطق تحمل في الغالب أسماء سومرية ، وتشكل الثلاثة الأولى القلب وربما الجزء الأقدم من المدينة ، حيث تُستخدم أسمائهم أحيانًا لتحديد المدينة بأكملها [97][98] : أولها "KÁ.DINGIR.RA" (مصطلح يعني "باب الله" ، وبالتالي "بابِل") بالقرب من جهة القصور ؛ ثانياً إيردو (اسم مدينة مقدسة قديمة في بلاد ما بين النهرين ، مدينة الإله إنكي ، والد مردوخ) حول مجمع إيساكيلا ؛ ثالثاً "ŠU.AN.NA" ("يد السماء") مَدينة تَقع جنوب الأخيرة حول تل أبو شَهْرين ؛ "TE.EKI" مَدينة باتجاه الركن الجنوبي الشرقي ؛ "KULLAB" مَدينة باتجاه المركز (اسم قرية قديمة تم دمجها في مدينة أوروك) ؛ و "ālu eššu" ("المدينة الجديدة") مَدينة في الركن الشمالي الشرقي حول تل حميرة.

المجموعة الثانية مبنية على الضفة اليمنى لمجرى نهر الفرات القديم ، وتغطي حوالي 130 هكتاراً. [96] لم يتم التنقيب فيه ، على وجه الخصوص لأنها مغطاة جزئياً بالمجرى الحالي للنهر وأيضًا بلا شك لأنها لا تحتوي على المَعالم الأكثر وضوحاً وبالتالي قدمت اهتماماً ثانوياً لعُلماء الاثار. منَ المستحيل تحديد ما إذا كانت هذه المَنطقة قَد سُكِنت منذ تأسيس المدينة ، أو ما إذا كانت امتداداً لاحقاً للمدينة التي كانت ستعبر النهر وتُسَيطر على مساحة أكبر. هذا الجزء يُشكل كياناً واحداً مع التجمع السابق. إنه يعطي هاتين المنطقتين اللتين تم توحيدهما ، شكلًا مستطيلًا يقطعه النهر في اتجاهين، شمالاً وجنوباً. تشير الألواح إلى وجود أربع مقاطعات ، من الشمال إلى الجنوب: باب لوغاليرا ("بوابة لوغاليرا") ، كومار (أو كوارا) ، توبا (اسمان لمدن سومرية قديمة) وأخرى لم يُدرج اسمها. [99][98]

المجموعة الثالثة والأخيرة عبارة عن مثلث واسع محمي بسور بني في العصر البابلي الجديد حول المنطقة الأولى ، ويصل إلى 2.5 كيلومتر شمال الأخيرة ، في تل بابِل ، حيث يوجد النصب الوحيد المعروف لهذا الجزء من المدينة ، "القصر الصيفي". [96] هذه المنطقة الثالثة بالكاد معروفة بشكل أفضل من الثانية ، ولا شك أنها لم تكن حضرية بالكامل ، ويمكن أن تشمل مساحات زراعية. خلف الأسوار كانت هناك عدة قرى يمكن اعتبارها ضواحي تابعة لبابل ، مأهولة بالمجتمعات الزراعية التي تستغل حقول الريف المحيط ، المذكورة في النصوص الاقتصادية. [100]

الأسوار والبَوابات

أسوار باِبل بعد أن أُعيدَ بنائُها مؤخراً.

يتكون نظام بابل الدفاعي من عدة مرفقات تشمل أجزائها المُختلفة. [101] المجموعة الأولى من الأسوار القوية تشمل المدينة الداخلية على جانبي نهر الفرات. نظام آخر من الجدران المثلثة الشكل يحدد المدينة الخارجية. تشير نصوص من فترة نبوخذ نصر الثاني إلى أن نظام بابل الدفاعي قد اكتمل من خِلال وضع العديد من المَواقع الدفاعية في المناطق النائية ، والتي تعمل أيضًا على إبطاء تقدم الأعداء المُحتملين ، شمال المدينة إلى كيش ، وإلى الشمال باتجاه سيبار للدفاع عن بابِل بأكملها. [102] يشمل السياج الخارجي المدينة الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات ، بما في ذلك الجزء الغربي من المدينة الداخلية ، مما يشكل ستارة دفاعية أولى أمام أسوار المَدينة ، التي بنيت في زمن نبوخذ نصر الثاني. [103][104] خطوطها الخارجية هي مثلثة الشكل تقريبًا (في الواقع شَكل شبه منحرف) ، وتغطي ما بين 12 و 15 كيلومترًا ، وقد تم استكشاف أكثر من 800 متر. تَتكون من ثلاثة جدران متتالية ، الجدار الأوسط هو الأكثر صلابة ، ويفصل بينها خندق. أمامهم ، تم حفر حفرة طولها حوالي 50 مترا مملوءة بالماء. يتم توزيع العشرات من الأبراج الدفاعية على مَسافات منتظمة ، تتراوح مساحتها بين 30 و 50 مترًا. يعطي النص المترولوجي الذي يشير على الأرجح إلى هذا الجدار عدد 120 برجاً و 5 أبواب في المَجموع. المسح الأثري لهذا السياج لا يخلو من التساؤلات: على وجه الخصوص ، عدم وجود امتداد معروف إلى الغرب على طول نهر الفرات ، وهو عيب كان سيوفر نقطة وصول سهلة للمُهاجمين، قَد يَكون خطأ تصميم مُفاجئ ، أو أن هذا الجزء من الجدار كان موجودًا ولكنه اختفى. [105]

ملف:Pergamon Museum Berlin 2007109.jpg
نموذج يُصَور شارع المَواكب وبَوابة عُشتار ، متحف بيرغامون ، برلين.

يتكون الجدار الداخلي من جدارين يحددان مساحة مستطيلة تبلغ حوالي 3 في 2 كيلومترات ، تمتد لحوالي 8 كيلومترات. [106][106] تم تسمية الجدار الداخلي بالنصوص "Imgur-Enlil" ("إنليل أظهرَ فَضله") ، والجدار الخارجي "Nimit-Enlil" ("سور إنليل"). دمرها سنحاريب ، وأعيد بناؤها من قبل خلفائه أسارحدون وآشور بانيبال ، ثم الملوك البابليين الجدد الأوائل نبوبولاصر ونبوخذ نصر الثاني. السور الداخلي يبلغ سمكه 6.50 مترًا ، ثم يُفصل عن المحيط الخارجي بمساحة 7.20 مترًا ، وعرضه 3.72 مترًا. بعد حوالي 20 مترًا ، شُكلت حفرة مملوءة بالمياه من نهر الفرات وعرضها أكثر من 50 مترًا ستارة دفاعية أخرى ، وخارجها يتم الدفاع عنها بجدار آخر. وبالتالي فإن الكل يشكل نظامًا دفاعيًا يزيد عرضه عن 100 متر ، ومزين بأبراج دفاعية على مَسافات منتظمة.

يدافع حِصنان عن النقطة الأكثر حساسية في النظام الدفاعي ، تلك الخاصة بقطاع القصر (ولا سيما "القصر الشمالي" الذي يقع أمام الأسوار) على الجانب الشمالي من المدينة الداخلية الغربية ، بين نهر الفرات وبوابة عشتار. تشكل هذه المجموعة نظامًا دفاعيًا مثيرًا للإعجاب بشكل واضح استحوذ على خيال المؤرخين الأجانب. وقد نسب إليها البعض أبعادًا هائلة ، مثل هيرودوت وديودوروس ، بينما أعتَبرها المؤرخ سترابو واحدة من عجائب الدنيا مثل حدائق بابل المعلقة 86. [107]

أعيد بناء وَتَجميع جدران شارع الموكب وبوابة عشتار في متحف بيرغامون في برلين.

وفقا للألواح المُكتَشفة ، اخترقت الجدران الداخلية لبابل ثمانية بوابات ضخمة ، وأسمَوها باستثناء واحده، عَلى سَبيل المثال ("بوابة "آله") وغالباً يَكون إله (له وظيفة وقائية) ، مزينَ بـ "أسم مقدس" يؤكد عَلى دَوره الدفاعي، باب أوراش "العَدو يَنَكسر"، باب زبابا "يكره المُعتدي"، الخ. [108] أربعة منها ، تقع في النصف الغربي ، تم تَعريفُها (بوابات عشتار ، مردوخ ، زبابا وأوراش) ، أما البقية ، الواقعة في الجزء الشرقي ، والتي تَم تَحديدُها جُزئية فقط، بوابات إنليل ، اداد ، وشمش). [109][110]

أشهرها هي بوابة عشتار ، وهي بلا شك أفضل نصب تذكاري لبابل القديمة تم نقله وترميمه إلى متحف بيرغامون في برلين بواسطة علماء الآثار الألمان. [111] ولها أهمية كبرى في تضاريس المدينة لكَون شارع الموكب يمر من خلالها بصورة مُباشرة ، وهو محور الاتصال الرئيسي الذي يُنضم وَيربط الحرم الكبير للمدينة ، ويحد القصور الملكية. نظرًا لكون النظام الدفاعي أطول من حَيث المَسافة في هذه المرحلة ، يكون الممر أكثر شمولاً من أي مكان آخر. البوابة نفسها لها تنظيم مماثل لتلك الموجودة في البوابات المحفورة الأخرى، بوابة أمامية صغيرة يحميها برجان متقدمان تتيح الوصول إلى البوابة الرئيسية المحاطة بأبراج أكثر قوة ، بطول حوالي 50 مترًا. تشتهر بشكل خاص بزخارفها المكونة من ألواح من الطوب المزجج باللون الأزرق أو الأخضر والتي تمثل الثيران والتنانين التي لها وظيفة الحماية 91. [112]

الأنهار والقَنوات

جزء من لوح يمثل مخطط لمَدينة بابِل، المنطقة الضاهرة هي منطقة طوبا ، تَقع جنوب غرب المدينة الداخلية. ويمكن رؤية قناة تعبر المنطقة مكتوب عليها اسم "تو-با" وجزء من سور المدينة، وباب مكتوب عليه باب شمش. 600-500 ق.م المتحف البريطاني.

يُعتَبر قلب مدينة بابِل هو الجزء الغربي من المدينة الداخلية ، والذي يَقع على الضفة اليسرى ، ويغطي ما يقرب من 500 هكتار. هنالكَ عُثرَ على أغلب الآثار التي أعطَت للمدينة شُهرتها. هذا الجُزء من المَدينة يتَمَحور حول عدة أجزاء رئيسية ، أولاً وقبل كل شيء الأنهار. [113] يحد نهر الفرات هذا الجزء ، وهو على الأرجح سبب إنشاء المَدينة على هذا المَوقع ، لأنه يمثل محور أتصال رئيسي على المستوى الإقليمي وحتى الدولي. لتحسين عبور البضائع والأشخاص ، أعيد تطوير أرصفة الجزء الشرقي في زمن نبوخذ نصر الثاني، للسماح بالاتصال السهل بين النهر والمدينة. كان النشاط مكثفًا هناك ، حيث كانت أرصفة مدن بلاد ما بين النهرين تقليديًا مَناطق تجارية بارزة. نعلم من نص مؤرخ من 496 قبل الميلاد (عهد داريوس الأول) أن الضريبة ، التي تؤجرها الإدارة لأصحاب المشاريع الخاصة ، تُفرض هناك على البضائع التي يتم تفريغها. [114]

من أهم الأعمال المرتبطة بنهر الفرات هو الجسر الذي يزيد طوله عن 120 مترًا ، والذي يمتد على مستوى الحي المقدس من المَدينة ويربط بين شطري المدينة الداخلية. [115][116] ذكره هيرودوت وديودوروس ، وربما كان موضوع لأعمال تَنقيب كَونه قَد جف الآن بسبب تَغَيُر مجرى النهر. يرتكز الجسر على سبعة أعمدة من الآجر والحجر تم ترتيب ثلاثة منها على شكل قوارب مقاس 21 × 9 أمتار. أرضية الجسر مصنوعة من ألواح خشبية ، ووفقًا لهيرودوت كانَ منَ المُمكن تحريكها ليلاً. يشير النص المتعلق بضريبة المرور المذكورة أعلاه إلى أن الجسر يعمل أيضًا كمكان لعبور البضائع ، وأنه يخضع لمسؤولية ثلاثة "حُراس" ، يتقاضون رواتبهم من خلال جزء من الضرائب التي يتم تحصيلها هناك. [114]

يتم تحويل مجرى النهر جزئيًا نحو القنوات التي تعمل كوسائل اتصال على المستويين المحلي والإقليمي وتسمح بري المناطق الريفية المحيطة. [113] تم ذكر ما يقرب من عشرين قناة في النصوص ، تَبدءًا من النهر وتتدفق بلا شك بين منطقة القصور ومنطقة الحي المقدس في الجزء الشمال الشرقي للمدينة وما وراءها إلى الريف. كانَت صيانة القَنوات مصدر قلق دائم للسلطات المحلية وقبل كل شيء للملك ، خاصة وأن لها دورًا في النظام الدفاعي للمَدينة والذي تم دمجه فيها.

تشكل مياه النهر والقنوات خطرًا كان على البابليين مواجهته. [10][117] يبدو أن مجرى النهر ومجرى منسوبه المائي قد ارتفع تدريجياً خلال الفترة البابلية الجديدة ، ولهذا وضع ملوك هذه الفترة برنامجًا واسعًا لرفع الإنشاءات الرئيسية للنهر داخل المدينة. تمر قنوات الصرف الصحي عبر المدينة وتجلب مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار إلى النهر. كما أنه من الضروري مواجهة تآكل المباني المقامة على ضفاف المجرى المائي ، الأمر الذي برر في زمن المَلك نبوخذ نصر الثاني والذي بنى الحصن الغربي لحماية منطقة القصور المواجهة للنهر. يمكن أن يكون نهر الفرات أيضًا خطيرًا في أوقات الفيضانات ، وأحيانًا حتى في مساره، فمن الممكن أنَ في العصر الأخميني قَد ظهر فرع ثان من النهر ، يمر بين قطاع القصور وقطاع مَعبد مردوخ قبل أن ينضم إلى مَساره الرئيسي. لاحقًا ، ينحرف المَسار الرئيسي باتجاه الغرب ، حيث لا يزال يتدفق ، ويغطي جزءًا من الجزء الغربي للمدينة الداخلية. [118]

التَخطيط العِمراني للمَدينة الداخِلية (الطُرق والمَساكنْ)

مخطط داخلي لمدينة بابل في القرن السادس قبل الميلاد. بعد أعمل الاعِمار التي قام به نبوخذ نصر الثاني ووالده نبوبولاسر.

تعتبر خطوط الاتصال الأرضية مهمة أيضًا في هيكلة الفضاء الحضري للمَدينة، [119] تُشير الألواح المُكتَشَفة إلى أن كل باب من ابواب بابِل يفتح على شارع كبير ، ولكن الباب الوحيد الذي تم رصده بوضوح هو باب "شارع المواكب" (تَحتَ نَص "لا تَدع العَدو المُتكبر يمُر!") ، مُستطيل من الشمال إلى الجنوب لمسافة 900 متر تقريبًا ، بين بوابة عشتار والحي المقدس ، وطريق آخر مستقيم يقطعه بزاوية قائمة عند مستوى مجمع العبادة ، بطول 500 متر على الأقل ويمر بين سور الزقورة و ومَعبد إيساجيل ويؤدي إلى الجسر.[120][121] إنها مرصوفة بألواح طينية مَدعومةَ بالبيتومين. يُشَكل شارع المواكب ، كما يوحي اسمه ، محوراً رئيسياً خلال الاحتفالات الدينية ، يبلغ عرضه أكثر من 20 مترًا ، ومزين جزئيًا على الأقل بأفاريز من الطوب المزجج المزينة بالأسود والورد.

تقع المنطقة السكنية الوحيدة التي تم التنقيب فيها شرق شارع المواكب والمجمع المقدس ، بين الأحياء القديمة في كا-دينجيرا و إريدو و شوانا. تتميز طرقها بشوارع ضيقة مستقيمة وتتقاطع بزوايا قائمة تقريبًا، والتي قد تكون بقايا لمخطط متعامد قديم تم تغييره نتيجة لتغييرات أعمال البناء ، وهي شائعة بسبب التجوية السريعة لمباني الطوب التي يجب ترميمها بانتظام. [122]

مخطط أحد البيوت المَوجودة في المنطقة الداخلية لَمدينة بابِل، 1. الدهليز 2. الفناء الرئيسي 3. الحمامات 4. المطبخ 5. غرف خاصة.

يُشَكل طريق مَركَز المَدينة الكتل السكنية من مَساحة بابِل والتي يتراوح عرضها بين 40 و 80 مترًا ، حيث تم التَنقيب هُناك عَن عشرات المَساكن ، التي يعود تاريخها إلى العصر البابلي الجديد والعصر البارثي. إنها تسمح لنا بالاقتراب من الجوانب المادية لحياة سُكان بابل القدماء. [123][124] بُنيت هذه المَساكن من الآجر الطيني الخام ، وتبلغ مساحتها بين 196 مترًا مربعًا و 1914 مترًا مربعًا على الأرض (تكون المساحة الوقعية للبناء أقل لأنه يتعين عليك إزالة المساحة التي تغطيها الجدران) ، بمتوسط مساحة تبلغ حوالي 200 متر مربع. هذا الامر يَدُل على وجود مجتمعاً هرمياً للغاية ، ولكن بدون فصل قوي بين الأفضل حالًا والأقل ثراءً ، الذين يعيشون في نفس الحي. تحتوي المساكن على 8 غرف كحد أدنى وعشرين غرفة كحد أقصى. غالبًا ما يتم تنظيمها حول مساحة مركزية ، يمكن أن تكون مفتوحة ، وغرفة استقبال مستطيلة تطل على الغرف الأخرى ، والتي يصعب تحديد وظيفتها بشكل عام. من المحتمل أن تحتوي هذه المنازل على طابق واحد (حتى ثلاثة أو أربعة إذا اتبعنا وصف هيرودوت). خلال الفترتين الهلنستية والبارثية ، احتفظوا بنفس التنظيم العام للبناء ، ولكن تم إعادة تطوير المساحات المركزية لبعض منازل الاثرياء لتأخذ شكل "بهو معمد" ، وهي شهادة واضحة على تأثير العِمارة اليونانية. [125] الأثاث الموجود في المساكن متواضع، بشكل أساسي الأواني الفخارية المصنوعة من الطين ، وأحيانًا الحجر أو الزجاج ، بالإضافة إلى العديد من لوحات التراكوتا والتماثيل التي تمثل الجنيات أو الشياطين ، والتي لها بلا شك وظيفة وقائية. [126]

شَعَب بابِل (الاقتِصاد والمُجتَمَع)

تَرَكت مساكن بابِل ألواحاً طينية منقوشة بالكتابة المسمارية ، والتي وَفَرت ضوءاً محدوداً ولكن ملموساً على الحياة اليومية لسكان المدينة السابقين ، ولا سيما الأنشطة الاقتصادية للأثرياء مِن بينهم. [127] لا يُعرف الكثير عن حياة سكان أكبر تجمع في بلاد ما بين النهرين القديمة. كانت موطناً لسكان التوزع العالمي بصورة كَبيرة للغاية ، مع وصول الرَحالة، وكذلك التجار والجنود والإداريين من سوريا والشام ولاحقًا الفرس والجالية اليونانية. [128]

تم العثور على العديد من النصوص الناتجة من الأنشطة الخاصة للعائلات البارزة في بابِل خلال العصر البابلي الجديد والأخميني من خلال الحفريات المنتظمة والسرية. [69] قدمت مساكن بابِل عددًا قليلاً من الالواح ، قادمة من عائلات ذات الميزانية المحدودة من الطبقة الوسطى من المجتمع مع ألواح شراء العقارات والإقراض وشركات تأجير الأراضي. لكن الكثير من الواح المجموعات الأكثر ثراءً تأتي من الحفريات السرية التي توثق وجهاء مقاطعة شوانا ، وأهمها عائلة "أحفاد إيجيبي" ، والتي تتكون من حوالي 1700 نص مؤرخة من عهد نبوخذ نصر الثاني إلى عهد زركسيس. [129] أول جيل معروف من العائلة ، برئاسة رجل يدعى "شولايا" ، بنى ازدهاره على تجارة المواد الغذائية المحلية. يقود الجيل الثاني ابنه "نبي آهي الدين" الذي تلقى تعليمًا شاملاً يسمح له بدمج الإدارة وان يصبح قاضيًا ملكيًا في عهد نبونيد. ضمن خليفته "إيتي مردوخ بالاتو" السعي وراء مصالح الأسرة تحت الحكم الفارسي. يُعرف إرث الأسرة (بالمعنى الواسع) بنص الميراث المشترك بين ثلاثة مستفيدين، يتكون من أرض في بابل والمنطقة المحيطة بها ، حتى مدينتي بورسيبا وكيش المجاورتين ؛ في الوقت نفسه ، تم تشكيل الروابط الأسرية مع شخصيات بارزة أخرى.

عُرِفت عائلات أخرى ذات أنشطة مماثلة من أرشيفات هذه الفترة في بابل ، مثل أحفاد "نور سين" و"نباهو". [130] هذه مجموعة تتمَكن بعد ذلك من تجربة صعود اجتماعي ملحوظ من خلال القيام بأنشطة مختلفة، بعضها لحساب المؤسسات ، مثل المكاتب في الإدارة الملكية والمعابد ، ولا سيما أخذ العروض المسبقة ، وحصص من الخدمة الدينية الحق في المكافأة ؛ جزء آخر من الأنشطة هو من النوع الخاص ، أي القروض ، وحيازة الممتلكات ، والعمليات التجارية ، إلخ. [131] ومع ذلك ، فإن انتكاسات الثروة شائعة. لا تزال شخصيات من هذا النوع معروفة للفترات التالية ، مع أرشيفات "مورانو" وابنه "إيا-تابتانا-بوليت" في بداية الفترة الهلنستية [132] ، وأرشيفات "رحيميسو" ، الذي كان مسؤولاً عن صندوق إدارة بداية الفترة البارثية. [133]

لوح من أرشيفات الحاكم بيلشونو يسجل عملية بيع أرض ، مَكتوب بالمسمارية البابلية مع سطر من الآرامية. النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد. متحف بيرغامون.

لكن هذه العائلات لاتُمَثل نُخب المجتمع البابلي ، تِلك هيَ المَجموعة المكونة من أقارب الملوك (البابليين والفرس واليونانيين) ، وهي مجموعة غير معروفة جيدًا. الشخصية الوحيدة لهذه الفئة التي توضحها الكثير من المحفوظات هي "بيلشونو" ، حاكم بابل للملوك الأخمينيين في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد، الذي يمتلك أو يتولى مسؤولية العقارات الزراعية المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة ، ويقوم بأنواع أخرى من الأعمال ، على ما يبدو بوسائل تفوق تلك الخاصة بأعيان المدن. [134] إن الطبقات الدنيا من المجتمع البابلي ليست موثقة بشكل أفضل. [135] يجب أن يكون هناك معالون دائمون (عبيد أم لا) للمؤسسات (القصور والمعابد) التي تهيمن على الحياة الاقتصادية ، ولكن أيضًا العمال الأحرار الذين يشكلون قوة عاملة متاحة (نوع من البروليتاريا) للأعمال المقترحة مؤقتًا من قبل المؤسسات أو العائلات الثرية ، خاصة في البناء ، مع العلم أنه يمكن توظيف جزء من سكان المدينة في الأنشطة الزراعية.

إن مدينة بابل هي بالفعل المكان المُناسب لأنشطة اقتصادية مختلفة تعمل كقاعدة لشؤون عائلات الأعيان ، وخاصة الزراعة التي تمارس في حقول الحبوب وبساتين النخيل الواقعة داخل جدران المَدينة أو في محيطها المباشر. [136] وهذه الأراضي هي التي يسعى الأعيان للحصول عليها كأولوية لجني دخل كبير منها من خلال الاستفادة من قرب سوق المواد الغذائية القوي الذي تمثله المدينة. كما أنهم مسؤولون عن تسويق المنتجات الزراعية من هذه الأراضي وغيرها الموجودة في مناطق أبعد ، باستخدام شبكة القنوات لنقلهم. وهكذا أقام "عيدا-دين-مردوخ" من عائلة أحفاد "نور سن" ببناء شبكة لجمع ثم نقل منتجات الفلاحين الواقعة بالقرب من القناة إلى بابل (الحبوب والتمور والخضروات قبل كل شيء). بابل هي أيضًا مدينة تجارية رئيسية ، تلعب دور مفترق طرق إقليمي ودولي بفضل الطرق البرية والنهرية الرئيسية التي تخدمها. [137] يتدفق التجار هناك للحصول على المواد الخام النادرة من آفاق بعيدة. ومع ذلك ، فإن التجارة الإقليمية والمحلية أكثر أهمية. تُعرف العديد من المساحات التجارية المهمة في المدينة، الميناء النهري (كارو ، "الرصيف") والجسر المذكور أعلاه ، وجزء من حي شوانا الواقع حول "بوابة السوق" (بوابة السياج القديم التي اُدرجة في المدينة الداخلية قرابة الآونة الأخيرة). [138]

مُمارَسات الجِنازة

تمثال صغير من المرمر لإلهة عارية عُثر عَليه داخل قَبر في بابل ، القرن الأول قبل الميلاد، متحف اللوفر.

طوال حملات التنقيب التي أجريت في بابِل منذ منتصف القرن التاسع عشر ، تم اكتشاف العَديد من المقابر. وهي تغطي من فترة الملوك البابليين الجدد حتى نهاية حكم البارثيين. شهدت الممارسات الجنائزية بعض التعديلات خلال هذه القرون مَع أستِمرار الدَفن بالتقاليد المُتعارف عَليها في ذلك الوَقت. بالنسبة للعصر البابلي الجديد ، تم العثور على المقابر بشكل أساسي تحت المساكن والبيوت ، وفقًا لعادات بلاد ما بين النهرين وهي أن يتم دفن متوفى الأسرة تحت سكن أحفادهم للسماح بالحفاظ على الصلة بين الأحياء والأموات من المجتمع ، الرابط الذي يتم التعبير عنه بشكل خاص في عبادة الموتى، بحيث توجد أقبية عائلية. يتم دفن الموتى من هذه الفترة في توابيت من الطين ، والتي يمكن أن تكون طويلة وبيضاوية ذات غطاء ، أو قصيرة ، وفي هذه الحالة يكون المتوفى في وضع مرن. [139] خلال الفترة الأخمينية ، تطورت ممارسة وضع التابوت المقلوب على المتوفى، بحيث أصبَح الدَفن يَتم من خلال حَفر حُفر للقبور. [140] خلال الفترتين السلوقية والبارثية ، أصبح الدفن في الوضع المُتَمَدد أكثر شيوعًا من الدفن في الوضع المرن ، وتكون عَمَلية دَفن القبور في الحفرة قَليلة مقارنة مَع عَمَلية الدَفن بالأقبية. عُرف الدَفن بالناووس بالفترة السلوقية، يميل المتوفين أصحاب النفوذ إلى أن يُدفَنوا في أقبية حيث يتم حفر منافذ لحمل الناووس. [141]

المواد والمُحتَويات الجنائزية لهذه المقابر متنوعة وبَعضها مهمة ، حتى لو كانت غالبية المقابر المستخرجة تتعلق بعائلات ليست غنية جدًا ، وبالتالي فهي تقدم مادة بسيطة (خزف ، زخارف شخصية ، تماثيل صغيرة). ومع ذلك ، تبرز بعض الاكتشافات لثراء محتواها. هذه هي حالة قبر من الفترة الأخمينية لطفل موضوعة في جرة تحتوي على أشياء غنية وزخارف بما في ذلك حزام مزين بالأحجار الكريمة. كما تم اكتشاف المقابر البارثية الغنية في تل بابل. المقبرة الأكثر روعة التي تم التنقيب عنها في بابل هي تلك التي اكتشفها عالم الاثار باسيفيك هنري ديلابورت في عام 1862 ، ويرجع تاريخها إلى قرون تقريبًا حتى مطلع عصرنا. إنها عبارة عَن حجرة دفن مقببة عُثرَ فيها على خمس جثث مَوضوعه في توابيت ، اثنان منهم يرتديان أقنعة ذهبية على وجوههم. من بين الاثار الغنية التي تم العثور عليها هناك تماثيل من المرمر للآلهة النموذجية لتلك الفترة ، بالإضافة إلى المجوهرات والأشياء القديمة مثل الأختام الأسطوانية التي يعود تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد. [142]

آثار السلطة السياسية

قبل عام 539 قبل الميلاد، قبل الغزو الفارسي ، كانت بابِل عاصمة أقوى إمبراطورية في الشرق الأوسط. بنى الملوك هناك قصوراً شاسعة تعكس قوتهم، بعد فقدان الاستقلال السياسي للأمبِراطورية، بَقيت هذه المباني تُستخدم للسلطة السياسية ، لأنها لا تزال مقر إقامة الحاكم ، ويمكن للملوك الذهاب إلى هناك والسَكَن في القصور الملكية القديمة ، مثل الإسكندر الأكبر ، الذي أراد أن يَجعَل من المدينة عاصمته قبل وفاته. ومع ذلك ، فإن حياة النُخب السياسية في بابِل غير معروفة كثيرًا في غياب المصادر، مُقارنة بعشرات الآلاف من ألواح عواصم الإمبراطورية الآشورية، وبالتالي لا يعرف المرء الكثير عن البلاط والإدارة المركزية للإمبراطورية البابلية ، أو من حكام الإمبراطوريات اللاحقة.

قَصُر نبوخذ نصر الثاني

مخطط القصر الجنوبي: أ ، ب ، ج ، د ، هـ: الساحات الرئيسية. 1: غرفة العرش ، 2: مبنى مقبب ، 3: معقل غربي ، 4: مبنى فارسي ، 5: بوابة عشتار.

أقتَضَت العادة بان يقيم الملوك البابليون في القصور مع عائلاتهم ومحكمتهم وإدارتهم وخزائنهم. خلال تاريخ بابل الطويل ، يبدو أن المدينة كان بها العديد من القصور ، فقط تلك الَتي بُنيت في الآونة الأخيرة معروفة جيداً. [143] تضمنت بابل من زمن نبوخذ نصر الثاني ثلاثة قصور ملكية، اثنان في قطاع القصر بجوار الأسوار والحصون ، "القصر الجنوبي" و "القصر الشمالي" ؛ وأخرى معزولة في الشمال في تل بابل ، النَعروف بـ "القصر الصيفي". فقط الأول يمكن لعلماء الآثار استكشافه بشكل صحيح ، والآخران غير معروفين بشكل جيد. تسمح لنا العديد من النقوش التأسيسية لنبوخذ نصر الثاني ، الذي أعاد ترميمها أو إعادة بنائها ، بمعرفتها بشكل أفضل. ومع ذلك ، فهي لا تسمح لنا بتحديد وظائف هذه القصور على وجه اليقين والروابط التي تحافظ عليها فيما بينها. [144]

"لقد جعلت بيتي الملكي رائعًا. عوارض ضخمة من خشب الأرز من الجبال العالية ، وعوارض سميكة من خشب آشوهو (الصنوبر؟) وبعوارض السرو ، صنعت السقف. أبواب من خشب الموسكانو (جوهر ثمين) ، من خشب الأرز والسرو ، وخشب البقس والعاج ، مطلية بالفضة والذهب ، عتبات ومفصلات من البرونز أضعها على أبوابه. كان لدي بناء من اللازورد موضوع على قمته. أحطت به بسور كبير من الأسفلت والطوب ، شاهق مثل الجبل. بجانب جدار القرميد بنيت سورًا ضخمًا من الحجارة الهائلة القادمة من الجبال الشاهقة ورفعت قمته عالياً مثل الجبل. لقد صنعت هذا المنزل للعجب! لدهشة الجميع ملأته بأثاث باهظ الثمن. كانت الشهادات المهيبة والرائعة والمُرعبة عن روحي الملكي منتشرة في هذا المكان. " نقش يُخَلد بناء "القصر الشمالي" لنبوخذ نصر الثاني . [145].

إحدى زخارف الآجر المزجج على جدران غرفة العرش في القصر الجنوبي. متحف بيرغامون.

"القصر الجنوبي" ، المسمى في نقوش نبوخذ نصر "قصر عجائب الشعب" ، هو أشهر القصور الملكية في بابل. [146] إنه مبنى كبير على شكل شُبه مُنحرف ، قياسه 322 × 190 م ، حيث يتم الوصول إليه من بوابة ضخمة في الشرق ، تطل على شارع الموكب بالقرب من بوابة عشتار. هذا المبنى ، الذي يتكون من طابق علوي بلا شك ، له مخطط أصلي ، وهو بلا شك نتيجة لتاريخ معقد لم يتم فهمه جيدًا بعد ، حيث من الممكن أن تكون العديد من الوحدات التي يتكون منها في الواقع قَد بُنيت خلال الفترة الأخمينية . [147] في مرحلته الأخيرة ، تم تَرتيبه حول خمس وحدات معمارية تخلف بعضها البعض من الشرق إلى الغرب ، كل منها منظمة حول ساحات فناء كبيرة تقع في وسطها وتضمن الاتصال فيما بَينها. يفصلون كل وحدة من هذه الوحدات إلى مساحات خاصة في الشمال والجنوب ، يتم تنظيم أنفسهم في غرف صغيرة تخدمها مساحات مركزية. يبدو أن الغرف في الجزء الشمالي لها وظيفة إدارية ، بينما تلك الموجودة في الجنوب تعمل كشقق ملكية ، لكن الفصل بين هاتين الوظيفتين لا يبدو حاداً كما هو الحال في القصور الآشورية. الفناء الثالث ، في وسط المبنى ، هو الأكبر على الإطلاق (66 × 55 م) ويفتح بثلاثة أبواب على جانبه الجنوبي باتجاه غرفة العرش. هذه القاعة الكبيرة المستطيلة ، بقياس 52 × 17 م ، وفي وسطها منصة للعرش.

زينت جُدرانه بالآجر المزجج الذي يصور الأسود ، بالإضافة إلى أشجار النخيل المزخرفة والزخارف الزهرية. جزء آخر بارز من القصر هو "المبنى المقبب" ، الواقع إلى الشمال الشرقي ، بمقاس حوالي 50 × 40 م وله جدران سميكة ، ربما نوع من المستودعات. هنا تم اكتشاف المجموعة المهمة الوحيدة من المحفوظات الفخمة من الفترة البابلية الجديدة ، المؤرخة 595 إلى 570 قبل الميلاد ، مجموعة أقراص تسجل تسليم وتوزيع المنتجات الخاصة بصيانة الحصص الغذائية من الحبوب والتمور والزيوت الموزعة على معالي القصر. من بين هؤلاء العائلات الملكية التي تم ترحيلها إلى بابل ، ولا سيما يهويا كين من يهوذا الذي تم إحضاره إلى هناك بعد الاستيلاء على القدس في 597 قبل الميلاد. [148] في الطرف الغربي من القصر الجنوبي ، بنى نبوخذ نصر "ويست باستيون" بناء مستطيل الشكل (230 × 110 م) ذو جدران سميكة للغاية (18 إلى 21 مترًا) ، والتي تفيض على النهر الذي يعيق المسار ، مما يضطر إلى إعادة تطوير الرصيف. [149]

أنقاض القصر الشمالي في بابل.

تم بناء "القصر الشمالي" ، "القصر الكبير" ، في زمن نبوخذ نصر الثاني على ارتفاع وعلى جانبي الأسوار ، شمال القصر الجنوبي مباشرة. [150] تم بناؤه على شرفة ، مكونًا نوعاً من قلعة ذات مخطط مستطيل أصغر من القصر الجنوبي (170 إلى 180 × 115 إلى 120 مترًا) ، حيث تفتح ساحتان كبيرتان على عدة أجزاء من الغرف لم يتم التعرف عليها بشكل جيد أثناء الحفريات بسبب التعرية. القصر الشمالي هو المكان الذي تم فيه العثور على صندوق حرب لملوك بابل ، مكون من تماثيل ولوحات وأعمال أخرى أُحضرت إلى بابل بعد الحملات العسكرية ، وهو الشيء الذي وصفه علماء الأثار بالموقع بأنه "متحف". يبدو أن نقوش نبوخذ نصر تشير إلى أن هذا المبنى قد تم تشييده كمساحة ترفيهية ، وقصر يستخدم كمقر إقامة خاص للمَلك، يمكن أن يكون المقر الرئيسي لهذا الملك ، يَينما يكون للقصر الجنوبي وظيفة إدارية أكثر. [151]

خريطة بوتينغرية من القرن الثالث عَشر تظهر مَوقع بابِل وسلوقية.

على بعد أكثر من كيلومترين شمال القصر ، على ضفاف نهر الفرات ، اكتشف المنقبون الألمان مبنى وصفوه بأنه "قصر صيفي" ، لأن الغرف هناك بدت وكأنها تَتَعَرض للتَهوية من قبل نوع ما من عمود الرياح المستخدم في تبريد الغرف في فترات الحرارة الشديدة. [152][153] مما لا شك فيه أنه تم تشييده قرب نهاية عهد نبوخذ نصر الثاني ، وتشير النقوش إلى أن لها وظيفة دفاعية أكثر ، شمال الجدار الخارجي الذي تم بناؤه حديثًا. كل ما تبقى هو أساساته ، حيث يكشف عن مبنى على شكل مربع (250 مترًا على الجانب) منظم حول فناءين واسعين ، تم تغييرهما عدة مرات بعد العصر البابلي الجديد.

الحَدائِق المُعَلقة

عَمل فني من القرن التاسع عشر يُصَور حدائق بابل المُعلقة.

منذ حملات التنقيب الأولى ، بحثَ عُلماء الأثار عن "أعجوبة العالم" في بابِل، الحَدائق المُعلقة التي وصفها خمسة مِن مؤرخي اليونانية واللاتينية (لا سيما بيروسوس وديودوروس) ، والتي وفقاً لأحد الروايات قَد بناؤها نبوخذ نصر الثاني لزوجته الميدية ، لحنينها إلى موطنها الأصلي. [154] لم يتم العثور على أي ذكر لهذه المباني في العديد من النقوش التأسيسية للمَلك البابلي ، ولا يمكن تحديد موقعها. تم البحث عنها في قطاع القصور مِن خِلال اتباع النصوص التي تصفُها ، ولاسيمَ تفضيل البَحث في الإنشاءات والأبنية ذات الجُدران السميكة ، المناسبة لدعم الحدائق الثقيلة. [155] اقترح الباحث ر. كولدوي تحديد موقع الحدائق في المبنى المقبب الذي كانَ يحتوي على بئر يمكن استخدامها لريها ، لكن هذا التفسير لمَوقع الحَدائق قَد رُفوض الآن. التَفسيرات الأكثر ترجيحاً هي تلك التي تضع مَوقع الحَدائق جزئياً أو كلياً في المعقل الغربي للمَدينة، من خلال تحديد مَصدر مياه قَد يكُن اُستُعمِل لريها في المَعقل الشرقي ، الذي هوَ عِبارة عَن بناء تم تحديده على أنه حصن من قبل المُنقبون الألمان ولكن بعد ذلك أُعيدَ تفسيرُه على أنه خزان واسع.

نبوخذ نصر يأمر ببناء حدائق بابل المُعَلقة، بريشة رينيه أنطوان 1676. مُعَلقة في قصر فرساي، فرنسا.

في مواجهة استحالة العثور على دليل حاسم على وجود الحدائق المعلقة في بابل ، اقترح الخَبير س. دالي البحث عنها في العاصِمة الاشورية العَظيمة، نَينَوى، حيث تم وصف الحدائق الكبيرة مطولاً في النصوص التأسيسية لهَه المَدينة ، وتَم تمثيلها على النقوش البارزة لجُدرانها. [156] تم قبول هذا التفسير بشكل مختلف وهو بعيد كل البعد عن إنهاء النقاش لأنه لا يوجد ذكر صريح للحدائق المعلقة في نينوى ، ولا شيء يستثني وجودها في بابِل. [157] حل آخر لإنهاء الجدل كانَ ب مِن خِلال الأعتقاد بعدم وجود الحدائق المعلقة وهو افتراض قائم بأنها مُشتقة من مبالغة عَن الحدائق الملكية البابلية بسبب مؤلف قديم كان يمكن أن يكون مصدراً وحيداً للآخرين. [158] في الواقع ، يبقى اليقين الوحيد حقيقة أن الحدائق الملكية كانت موجودة في بابِل كما في عواصم آشور ، ولا سيما تلك المذكورة في لوح من عهد مردوخ أبلا إيدينا الثاني (722-703 قبل الميلاد) التي تسرد عَن وجود النباتات المختلفة التي تنمو في واحدة مِن هذه الحَدائق ، بَعضُها قادم أحياناً من مناطِق بعيدة. [159]

أماكِن السُلطة السياسية الخاضِعة للسَيطرة الأجنَبية

قطاع القصر في الوقت الحاضر ،بعد إعادة إعماره وتدهوره في الآونة الأخيرة.

بعد غزو الفُرس لبابِل ، استمر الملوك الأخمينيون في أدارة مَمالِكَهُم مِنَ القُصور المَلكية من وقت لآخر عندما كانوا يقيمون في المدينة، بِحَيث كانَ الحاكم وإدارته يشغلها بشكل دائم. كما رأينا أعلاه ، تُنسب المُستويات المعروفة للقصر الجنوبي عمومًا إلى الملوك البابليين الجدد ، لكن الجزء الغربي من المبنى يمكن أن يعود إلى الفترة الفارسية ، مع إمكانية إعادة الترتيب في الأجزاء الشرقية. [147] المبنى الوحيد من الفترة الفارسية الذي تم تحديده بوضوح من قبل المنقبين عن الموقع في هذا القصر هو "المبنى الفارسي" (بيرسيرباو) ، وهو بناء على شرفة تقع في الغرب بين القصر والحصن الغربي والتي يمكن الوصول إليها من خلال باب يفتح على ساحة. [160] إنه مبنى بحجم 34.80 × 20.50 متراً ، مقاماً على شرفة اصطناعية ، والتي لا يمكن رؤية هياكلها بشكل كبير. بعد إعادة اعمال التَنقيب ، أُكتُشف بأنَ مدخلها كانَ عبارة عن رواق به أعمدة ، يفتح على بهو معمد. تم العثور هناك على أجزاء من زخارف الآجر المزجج التي تمثل المحاربين والورد ، تذكرنا بتلك الموجودة في القصور الفارسية في سوسة وبرسيبوليس.

مخطط لمسرح بابِل الهيليني والمبنى العام المجاور.

بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية ، أقام الإسكندر الأكبر لبعض الوقت في أحد قصور بابِل ، حيث توفي. أسس السلوقيون الذين سيطروا على المنطقة بعده عاصمتهم لبلاد ما بين النهرين في سلوقية عَلى ضفة دجلة ، لكنهم استمروا في الإقامة من وقت لآخر في القصور الملكية في بابل ، مثل أنطيوخوس الأول الذي عاش هناك عندما كان وليًا للعهد. يجب أن يشغل حاكم المدينة أيضًا أحد القصور. ثم أعيد تطوير تلك الموجودة في تل بابل وتزويدها بفناء مُعاصر. [161] خلال الفترة البارثية ، أصبح قصر تل بابل حصنًا بجدران سميكة. احتلت السلطات السياسية المحلية في الفترتين السلوقية والبارثية أماكن جديدة. كانَ المجتمع اليوناني يلتقي في المسرح الذي تم بناؤه إلى الشمال الشرقي في "المدينة الجديدة" ، وهو مبنى كبير تم بناء أساساته على جسر (تل حميرا) على ما يبدو مكوناً من حطام تم اكتشافه أثناء أعمال الحفر التي تم القيام بها في الأفق. إعادة بناء الزقورة تحت حكم الإسكندر والسلوقيين الأوائل. [81] يجاورها من الجنوب مبنى شاسع به فناء ذو أعمدة أقيم في نهاية العصر السلوقي وبداية العصر البارثي ، تم تحديده على أنه صالة للألعاب الرياضية أو أغورا. أما بالنسبة للهيئة التي توجه المجتمع البابلي الأصلي ، فإن المجلس الناتج عن إدارة معبد إيساجيل وتوجيهه من قبل مدير الأخير ، يجتمع في "بناء المداولات" (بيت ميلكي) ، الواقع في وسط المدينة. المتنزه ، الذي يقع جنوب المدينة بالقرب من بوابة أوراش والذي سيضم أيضًا المعابد. [162]

عاصمة دينية

أصبحت بابِل (والَتي تَعني حَرفياً "بوابة الآلهة") تدريجياً أحد المَراكز الدينية الرئيسية في جنوب بلاد ما بين النهرين ، وهو تطور يُصعب عَدم مقارنته بتأكيده على أنها العاصمة السياسية الرئيسية للجزء الجنوبي منها ، وهي المنطقة الأكثر إشراقًا ثقافيًا ودينيا للبِلاد. قام رجال الدين في معبد إيساجيل ، المدعومين من قبل القوة الملكية ، بترقية الإله مردوخ تدريجياً إلى مرتبة الإله الرئيسي لآلهة بلاد ما بين النهرين بفضل الإنتاج اللاهوتي الرائع المُتَمَثلة بالقصص والحِكايات. أصبحت ملاذات هذا الإله أكبر وأعرق عبادة في بلاد ما بين النهرين القديمة ، وانعكس تأكيد بابل كمدينة مقدسة أيضاً في تطوير العديد من الأماكن المقدسة الأخرى، مِما أدى إلى نشوء عبادة ديناميكية وحياة فكرية.

مَردوخ والبانثيون البابِلي

مَسَلة من زَمَن المَلك البابلي ميلي شيباك الثاني تُصور الإله مردوخ مع خادمه التنين موشوسو. كانَ هذا التصوير الرئيسي لعبادة مردوخ في بابل.

الإله الحارِس لبابِل هو مردوخ ، وهو إله ذو أصول غامضة صعد تدريجياً إلى قمة آلهة بلاد ما بين النهرين بدعم من الملوك البابليين ورجال دين مَعبد إيساكيلا ، خلال النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد. [163] مما لا شك فيه أنه كانَ إله الزراعة في الأصل ، كما يتضح من حقيقة أنه يُمسك معول كصفة ، كذلك أصبح أيضًا إلهاً راعياً لطرد الأرواح الشريرة من خلال وَضعَه بنَفس مَرتَبة الإله أسارولودو والذي كانت عَمَلية طرد الأرواح سِمَته الخاصة. مع التأكيد على مَوقع بابِل كقوة سياسية ، والتي تَم تحديدها لأنها تَعتَبر مردوخ ملكها الحقيقي ، فإنها تأخذ جانبه من السيادي الإلهية وتركز القوى العظمى في اللاهوت القائم بشكل خاص على ملحمة الخلق البابلي (إينوما إليش). تم تضمين اسمه في كِتابة العَديد من أسماء سُكان بابِل ، مما يدل على شعبيتها في هذه المدينة ، والتي كانَت بلا شك أقوى بكثير من المدن الأخرى في بلاد ما بين النهرين والتي تَمَسَكت بالآلهتها المَحلية.

في علاقاته مع الآلهة الأخرى ، يُعتبر مردوخ ابن إيا ودامكينا ، وزوجَته هيَ سربانيط (تسمى أحيانًا بيلتيا) ، إلهة ليس لها شخصية حقيقية خاصة بها في النصوص الموجودة تحت تصرفنا ، لأنها عُرفة فَقط مِن خِلال زوجها. ابنهم هو نابو ، إله الحكمة الكَبير ، وإله الوصاية لمدينة بورسيبا المجاورة ، والذي وُجد له أيضاً أماكن عِبادة في بابِل وستزداد أهميته بمرور الوقت. الإله العظيم الآخر للمدينة هيَ عشتار ، والمعروف أيضًا بلقب "سيدة بابل" ، وهيَ نُسخة محلي لإلهة بلاد ما بين النهرين العظيمة عُشتار ، التي تلعب دور حامي دفاعات المدينة. [164]

ضَريح مَردوخ

خريطة المناطق المحفورة في مجمع الإله مردوخ، إلى الجنوب إيساكيلا ، وإلى الشمال زقورة إتيمينانكي مَع سياجها الكبير.

المُجمع الديني الرئيسي لبابِل هو ذلك المخصص لإله المدينة مردوخ ، مَعبد إيساكيلا (بالسومرية É.SAG.ÍL ، مَعناه "منزل برأس مرفوع") ، وهو مصطلح يمكن أن يشير إلى المعبد وحده أو الكل بما في ذلك الزقورة. [165] لم يتمكن المنقبون الألمان إلا من أستكشاف جزء من المعبد الرئيسي ، لأن التل الذي يَتَواجد عَليه المَعبد ، تَل عمران بن علي ، بُنيَ عَليه مَسجد مِما حَد من عَمليات التَنقيب. قامَ علماء الاثار بالتَنقيب فقط في الجزء الغربي من المبنى ، المُتَمَثلة بالفناء المركزي المؤدي إلى حجيرات الآلهة وبعض الغرف التي تحيط به. لا يمكن الوصول إلى الجزء الشرقي إلا من خلال حفر الأنفاق التي تَم العثور على مخططها. ونصوص قديمة ، على رأسها لوح إيساكيلا ، وهو نص مترولوجي وجدنا نسخة منه تعود للقرن الثالث قبل الميلاد. لكن أصلها يرجع على الأرجح إلى الفترة البابلية الجديدة [166] ، مكننا من استكمال معرفتنا بالأجزاء غير المُكتشفة ، أي الجزء الشرقي وأيضًا شقق مردوخ ، أهم مَوقع في المَعبد.

لوح إيساكيلا ، متحف اللوفر ، من أوروك ، القرن الثالث قبل الميلاد.

يتكون مَعبد إيساكيلا من ساحة أمامية أولى تبلغ مساحتها حوالي 103 × 81 مترًا ، محاطة بسلسلة أولى من الغرف ، يمكن الوصول إليها من خلال باب ضخم يقع في الشرق ، بما في ذلك مكان اجتماع تجمع الآلهة برئاسة مردوخ خلال عيد رأس السنة البابلية الجديدة. يفتح هذا الفناء الأول على الفناء العلوي ("محكمة الإله بيل" ، اسم من أسماء مردوخ) بأبعاد 37.60 × 32.30 مترًا ، والتي تم التَنقيب عَنها ، وتحيط بها غرف تشكل شقق الآلهة المقيمين في المعبد ، مثل نوع من البلاط لمُلك الآلهة مردوخ (ولا سيما قرينته سربانيط وابنه نابو) ، يشكل الكل الهَيكل الرئيسي للمعبد ، بأبعاد 85 ، 59 × 79.30 مترًا.

تم تزيين سيلا مردوخ بزخارف مِن معادن وأحجار ثَمينة وقُدمت لها العديد من القرابين ، وتم نحت تمثاله ، الذي يُعتقد أن الإله نفسه يسكنه ، من الخشب الثمين ومزين بالملابس والمجوهرات الغنية. يمتد إيساكيلا أيضًا إلى الجنوب من الفناء الأول ، في وحدة منظمة حول فناء رئيسي ثالث ، مخصص للآلهة عشتار وزبابا ، والتي ينسب إليها لوح إيساكيلا أبعاد الفناء 95 × 41 مترًا.

نموذج يعرض إعادة بناء لزقورة بابل ، إتيمينانكي ، متحف بيرغامون.

90 مترًا شمال مَعبد إيساكيلا تَقع زقورة إتيمينانكي (بالسومرية: É.TEMEN.AN.KI ، مَعناه “أساس بَيت السماء والارض”) ، وهو مبنى متدرج من شأنه أن يكون مصدر إلهام أسطورة برج بابل. [167] تم بناؤه في سياج من الجوانب 460 × 420 م على الأكثر ، وبالتالي يحتل مساحة كبيرة من قلب وسط المدينة. [168] يشتمل هذا الجدار على وحدتين معماريتين تم تنظيم كل منهما حول فناء إلى الشرق ، بجانب البوابة الضخمة التي تفتح على شارع الموكب ، وعدة غرف في الجنوب. قد يكون هذا هو القطاع الإداري لضريح مردوخ ، حيث يُعتبر إيساكيلا معبدًا غنيًاً ، ويعمل فيه عدد كبير من الموظفين من العبيد والمعالين وغيرهم من الشركاء الاقتصاديين (لا سيما عائلات الوجهاء المحليين). اختفت الزقورة نفسها منذ العصور القديمة ، ولم يتم التنقيب إلا عن أساساتها ، أما باقي المعرفة فقد أتاحت محاولة استعادة مظهرها من لوح إيساكيلا الذي أعطى أبعاده ، وأيضًا من 'تصوير المبنى على مَسَلة". [169]

ملف:Розкопки Етемананки.jpg
مَشهَد جوي لبقايا زقورة بابِل، إتيمينانكي.

حَسَب المُعطَيات، تَبلغ قاعدتها المُربعة ، حوالي 91 مترًا على كل جانب ، ويؤدي سلم ضخم إلى قمتها من الجانب الجنوبي ، حيث وجدنا آثاراً للتقدم فوق 52 مترًا. ارتفع إلى سبعة طوابق ، في الواقع ستة مدرجات متناقصه الحجم مكدسة ، وآخرها لدعم المعبد المرتفع. وبحسب لوح إيساكيلا ، فقد وصل ارتفاعها إلى 90 متراً ، لكن هذا الرقم بلا شك يستجيب للمفاهيم الرمزية أكثر منه للواقع ، وتعزو أحدث التقديرات ارتفاعها إلى حوالي ستين متراً. إن رمزية المبنى ، إذا اتبعنا اسمه ، هي تشكيل نوع من الارتباط بين الأرض ، وعالم البشر ، وعالم الآلهة في السماء. يمكن أن يشير أيضًا إلى المكان الذي كان مردوخ سيخلق فيه العالم ، مَركزه. [170] من ناحية أخرى ، فإن وظيفة العبادة الخاصة به غير مثبتة بشكل جيد، يقول هيرودوت أن طقوساً من النوع الهيروغاميكي ("الزواج المقدس") حدثت في جُزئه العلوي [171] ، وربما يستحضر لوح مسماري مجزأ طقوساً تجري في نفس المبنى [172] ، لكنه لا يزال غائبًا عن نصوص الطقوس الأخرى. ربما كانت وظيفة العبادة الخاصة به محدودة ، حيث ركز المعبد السفلي (إيساكيلا، بالمعنى الدقيق للكلمة) بلا شك على مُعظم الطقوس.

بعد الفترة البابلية الجديدة ، بقيَ مَعبد إيساكيلا مكان العبادة الرئيسي في المدينة. لا تزال مسألة معرفة ما إذا كان قد تم تدميرها أثناء قمع تمرد في عهد زركسيس الأول محل نقاش ، ولكن من الواضح أنه بَقيَ يعمل. [173] ربما تم تدمير الزقورة أيضًا خلال هذا الحدث. على أي حال ، فإن النصوص التي تشير إلى فترة الإسكندر وبداية الهيمنة السلوقية تقدمهما على أنهما أصبَحا في حالة سيئة. لا يزال المَعبد ، والذي تم ترميمه بلا شك ، يعمل ، بينما تم تسوية الزقورة تحسباً لإعادة البناء التي لَم تَحدُث أبداً. نعلم من إشارات المؤلفين اليونانيين واللاتينيين ومن النصوص المسمارية أنها استمرت في العمل في القرنين الأول والثاني من عصرنا ، كما ذُكر أعلاه.

العَديد مِن دور العِبادة

تُعطي الالواح المُكتَشَفه أسماء 43 معبدًا تقع داخل بابِل ، بما في ذلك 13 معبداَ في "الحي المقدس" المَعروف بإريدو. بحيث يمكن أن يكون للإله الواحد عدة مَعابد ، حيث تم ذكر خمسة لعشتار وثلاثة لنابو. وتم التَنقيب وتحديد هوية ثمانية منهم في الجزء الغربي من وسط المدينة خارج المُجمع الرئيسي. وهي ذات أحجام مختلفة ومعزولة عن النسيج العمراني ، حتى لو تم بناؤها أحياناً في منطقة سكنية ، مثل معبد عشتار الأكدي الذي تم اكتشافه في منطقة سكنية. [174] تتبع هذه المباني المخطط النموذجي للمعابد المحلية ، التي توصف بأنها "بابلية" ، والتي لوحظت بالفعل في معبد مردوخ والتي تَشبَه مباني المساكن البشرية: باب يفتح على فناء يؤدي بعد ذلك إلى دهليز ثم إلى سيلا الألهه الرئيسية للمَعبد ، يوجد في أسفله مكان مخصص لاستقبال تمثاليل العبادة. العديد من الغرف التي تعمل كمباني خارجية تحيط بالمساحات المستخدمة للدَوران المُستًَمر. يمكن أن تكون الأبواب الرئيسية مقوسة. صحن ساحة مَعبد "Nabû ša harê" مغطاة بالبيتومين وجدرانها ذات زخارف باللونين الأسود والأبيض. يقع معبد "bīt akītu" ، حيث تقام الاحتفالات النهائية لمهرجان "akītu" (رأس السنة البابلية الجديدة) ، خارج أسوار المَدينة الداخلية. ربما تكون أنقاضه هي التي كشفت عنها الحفريات الألمانية في الستينيات عندما اكتشفت مجمعًا معماريًا يقع شمال قصر. [175]

تشير الالواح أيضاً إلى أنه في شوارع بابل كان هناك العديد (المئات وفقًا للنص) أماكن عبادة صغيرة أو منشآت دينية في الهواء الطلق ، تم تحديدها بمصطلحات مختلفة يصعب ترجمتها، "مقاعد" (šubtu) ، "محطات" (manzāzu) ، "منابر" (parakku) ، "منافذ" (ibratu). [176]

العِبادة الدينية

كانت الأسود واحدة من رموز الالهة إنانا / عشتار الأساسية. تفاصيل بوابة عشتار ، متحف بيرغامون ، برلين ، القرن السادس قبل الميلاد.

تعتبر معابد بابِل مراكزاً للنشاط المُكثف ، كونها مُلزَمة بالحِفاظ على العِبادة اليومية للآلهة التي يقيمون فيها ، والتي تتمثل أساساً في تَوفير الطعام والملبس (موجه إلى تماثيلهم ، والتي ترمز إلى وجودهم الحقيقي في منزلهم الأرضي). [174] وهذا يبرر وجود طاقم ديني مُخَصص ، "erīb bīti" ، "أولئك الذين يدخلون المَعبد" ، وقد عُرفوا بذلك لأنهم الفئة الوحيدة من رجال الدين المُصرح لهم بدخول الحيز المقدس للمَعبد وأداء الطقوس هناك. لكن تَسيير أمور العِبادة تتطلب أيضاً مشاركة عدد أكبر من الموظفين ، بما في ذلك الحرفيين الذين يقدمون الطعام ومُستَلزمات العِبادة. من أجل أن تكون قادرة على تنفيذ مثل هذه المهام ، فإن المعابد لديها أملاك مُتَمَثلة بالأراضي وورش العمل وغيرها من البضائع التي تُقَدم في المقام الأول كَهَدايا ، لا سيما تلك التي يقدمها الملك ، وهو أيضاً الشخص الذي يتولى أكثر أعمال الترميم المهمة في المَعبد. كل هذا التنظيم يفسر سبب كون هذه المحميات مراكز اقتصادية رئيسية ، والتي يَتَمَحور حولها بلا شك جزء كبير من حَياة سكان المدينة والمناطق الريفية المحيطة بها.

لوحة تصف مسار مهرجان "akītu" (رأس السنة البابلية الجديدة) ، نسخة من نهاية الألفية الأولى قبل الميلاد. متحف اللوفر.

يتخلل التقويم البابلي أعياد دينية منتظمة إلى حد ما ، بعضها يحدث شهرياً والبعض الآخر أكثر استثنائية يحدث سنوياً. العيد الديني الرئيسي في بابِل هو "akītu" الذي يقام في رأس السنة البابلية الجديدة ، في الاعتدال الربيعي (21 مارس) ، والذي يستمر اثني عشر يوماً ، ويتطلب مشاركة الملك نفسه. [177] تماثيل عبادة الآلهة العظماء في بابل تنضم إلى مَعبد إيساكيلا حيث يُكرمون مردوخ ، قبل أن يجتمعوا في أكيتو. تُقرأ ملحمة الخلق البابلية لتذكير بأعمال هذا الإله خلال موكب يَمر عبر المدينة. ثم يَقوم الملك بتجديد ولايته. يهدف هذا المهرجان الفخم على ما يبدو إلى الاحتفال بتجدد الطبيعة في الربيع ، ولكن أيضًا لتأكيد الرابطة القوية بين الإله العظيم مردوخ والملك الذي يعتبر مُمثله في الارض. يتطلب هذ المهرجان وجود تمثال للإله والملك ، وفي أوقات عدم الاستقرار أو بعد هزيمة عسكرية تؤدي إلى الاستيلاء على التمثال من قبل عدو ، ممما يؤدي ألى أستحالة كشف التمثال ، وهو ما يُنظر إليه على أنه مصيبة كبيرة. تقام مهرجانات مهمة أخرى في المدينة ، على سبيل المثال طقوس "الزواج المقدس" (hašādu) بين مردوخ وسربانيط ، أو أحد الطقوس التي تظهر فيها مردوخ غير مخلص يلاحق عشتار بمُثابرة ، بينما يتم مُلاحَقَته من قِبل زوجته. [178]

بابِل قِبلة المَعرِفة

وظيفة العبادة والوسائل الاقتصادية للمعابد جعلت من هذه الأماكن القِبلة الثقافية الرئيسية في بابِل. وهكذا قدمت العديد من معابد المدينة ألواحاً فنية وعلمية وأدبية ، ومجموعات من المَخطوطات والالواح التي يمكن وصفها بأنها مَكاتب. بالإضافة إلى ذلك ، تم العثور على نصوص من نفس النوع في المساكن الخاصة للعلماء (الذين كانوا يعملون على أي حال نيابة عن المعابد) ، والتي كانَت تعمل أيضاً في بعض الأحيان كمدرسة للكتبة. [179] وأهم ما تم اكتشافه عام 1979 في معبد نابو ، هذا الإله الذي يمثل الحكمة ويرعى الأدباء، أكثر من ألفي لوح مدرسي ، وديعة نذرية قدمها كتبة متدربون إلى هذه الإله. تم العثور على لوحين طقوسيين آخرين في فرن يشيران إلى وجود مكتبة خاصة بالمعبد. [180]

الموشوسو ، ثعبان التنين ، رمز الإله مردوخ. تفاصيل بوابة عشتار ، متحف بيرغامون ، برلين ، القرن السادس قبل الميلاد.

كان المكان الرئيسي لطَلب المَعرفة في بابِل هو معبد إيساكيلا ، على الرغم من حقيقة أنه قدم فقط عدداً قليلاً من الألواح التي تلمح إلى الأنشطة الفكرية عند مقارنتها بمجموعة من نفس الفترة من نينوى وأوروك ، والتي تعد مراكز معرفة بمستوى مماثل. من الواضح أن المعبد كان يضم مكتبة ومجموعة من العلماء ، وهم كهنة متخصصون في عدة تخصصات (علماء فلك / منجمون ، عرافون ، طاردون الأرواح الشريرة / أطباء). تُظهر الألواح المسمارية كيف تم تحنيط أجساد علماء المعابد والحفاظ عليه بين نهاية الفترة الأخمينية والعصر الهلنستي. يوضح النص بالتالي تعيين منجم / عالم فلك، ليتولى المنصب الذي كان يمارسه والده ، النقل الوراثي الذي كان شائعاً بين العلماء في ذلك الوقت ، ولكن لا يزال يتعين عليه اجتياز امتحان أمام مجلس المعبد لإثبات مهاراتهم. يتقاضى راتبه السنوي ومجالاً يُمنح له دخله، والواجبات المفروضة عليه، مثل القيام بالأرصاد السماوية ، وكتابة المُلاحظات ، ولا شك في كتابة التقويم الفلكي والذي شهدَ أكبر تطور حينئذٍ عِند البابِليين. يسود هذا التنظيم أيضاً في التخصصات الأخرى ، وقد كان قادراً على إلهام الإغريق عندما أنشأوا مكتبة الإسكندرية ومتحفها ، باتباع المبادئ التي تقدم أوجه التشابه مع الوضع الذي لوحظ في إيساكيلا. [181]

العديد من الأعمال الأدبية مِن بلاد ما بين النهرين (بما في ذلك النصوص الطقسية والعلمية) يمكن إرجاعها إلى رجال دين معبد إيساكيلا. يمكننا أن نُعزي النصوص العظيمة التي تُمجد مردوخ (ملحمة الخلق) والنصوص التي توضح الأهمية الدينية للمدينة (لوح إيساكيلا) تأتي من هذه الدائرة ، وكذلك نصوص الطقوس المرتبطة بالعبادة للإله البابلي العظيم أو العديد من السجلات التاريخية التي تركز على بابل أو معابدها ، أو النص الحكيم الذي يُطلق عليه أحياناً "نَص الصالح المتألم" عَن المعاناة العادلة ، وهو رثاء موجه إلى الإله من قبل رجل أصابه الظُلم. تُنسب بعض النصوص إلى المؤلفين الذين يشير اسمهم إلى المعبد أو إلى الإله والذين من الواضح أنهم كانوا كهنة المعبد، ملحمة إيرا لكابتي-إيلاني-مردوخ ، هي قصة تسعى إلى إضفاء الشرعية على فترة الفوضى التي مرت بها بابِل في البداية من الألفية الأولى قبل الميلاد، بعد أن تخلى إلهها العظيم مردوخ عن المدينة ، وخدعها الإله إيرا ، مجسدًا الحرب في جوانبها المدمرة [182] ؛ "الثيوديسيا البابلية" كتبه اساجيل-كينا-لبيب ، وهو نص يتخذ شكل مناقشة بين شخصين حول العلاقة بين الآلهة والرجال. [183] أشهر مثال لعلماء إيساكيلا هو بيروسوس ، الذي ألف حوالي بداية القرن الثالث قبل الميلاد "بابلياكا" ، كتاب باللغة اليونانية لم يبق منه سوى اقتباسات وملخصات ، يهدف إلى تقديم التقليد البابلي إلى جمهور يوناني ُمتعلم [184][185]. من المحتمل أنه استخدم الالواح المتوفرة في مكتبة إيساكيلا لهذا الغرض. وفقًا لعناصر السيرة الذاتية المتعلقة به ، فقد أنهى حياته بتعليم علم الفلك وعلم التنجيم في جزيرة كوس لليونانيين ، الذين نعرف أنهم أدركوا التَقَدُم العظيم الذي حققه البابليون في هذا المجال.

تبقى إيساكيلا ومعابد بابل مع معابد أوروك آخر الأماكن التي نعلم فيها أن معرفة بلاد ما بين النهرين القديمة تنتقل بعد الفترة الهلنستية. أحدث لوح مسماري تم العثور عليه في بابِل هو تقويم فلكي ، مؤرخ في 74/75 بعد الميلاد. [186]

بابِل وعِلم الفَلَك

رصد لمذنب هالي مسجل بالكتابة المسمارية على لوح من الطين بين يوم 22 و 28 من سبتمبر 164 قبل الميلاد ، من بابِل ، العراق. المتحف البريطاني.

في بادِئ الأمر طور السومريون نوعاً من علم الفلك/التنجيم الخاص بهم متأثرين بأساطيرهم الدينية، والذي تَركَ بدوره بصمة واضحة على الثقافة البابلية، يتضمن ذلك الآلهة الكوكبية التي لعبت دوراً مهماً في الثقافة العامة لسُكان بابِل، بحيث شُخص كُل من كوكب المشتري مع الاله مردوخ ، والزهرة مع عشتار ، وزحل مع نينورتا ، وعطارد مع نابو ، والمريخ مع نيرغال. [187] أهتم علم الفلك البابلي بالتركيز على مجموعة من النجوم والكوكبات النجمية التي تُعرف باسم «نجوم زيقبو». [188] جُمّعت هذه الكوكبات من مصادر مختلفة مبكرة (سومرية/أكدية).

طور البابليون نهجاً تجريبياً لعلم الفلك، في الفترة بين القرن الثامن إلى القرن السابع قبل الميلاد. وبدأوا بدراسة وتسجيل فلسفاتهم واعتقاداتهم الخاصة بطبيعة الكون المجردة واستحدثوا منطقاً داخلياً خاصاً بهم من خلال الأنظمة الكوكبية التي كانوا يتنبؤون بها. اعتُبر هذا الامر إسهاماً مهماً في علم الفلك وفلسفة العلوم، ووصف بعض العلماء المعاصرين هذا النهج الجديد بأنه أول ثورة علمية. [189] طُور هذا النهج واُعتمد بواسطة الإغريق وعلم التنجيم الهلنستي. استخدمت المصادر الإغريقية واللاتينية مصطلح الـ«الكلديون» بشكل متكرر لعلماء فلك بلاد الرافدين، والذين كانوا من الكهنة الكُتاب المتخصصين في علم التنجيم والأنواع الأخرى من الكهانة.

بقيت قطع صغيرة من آثار علم الفلك البابلي حتى عصرنا هذا، وهي عبارة عن بعض الألواح الطينية الحديثة الكبيرة التي تحتوي على المفكرات الفلكية البابلية، والتقويم الفلكي، والنصوص الإجرائية، ولهذا معرفتنا بنظرية الكواكب البابلية محدودة للغاية. [190] ومع ذلك، تُظهر هذه القطع الأثرية الصغيرة الباقية أن علم الفلك البابلي كان أول محاولة ناجحة لوضع وصف رياضي دقيق للظواهر الفلكية. وكل العلوم المشتقة من علم الفلك في العصر الهلنستي، والهند، والعصر الإسلامي، والغرب كانت معتمدةً على علم الفلك البابلي بشكل أساسي. [191]

ترجع أصول علم الفلك الغربي إلى بلاد الرافدين، وتعتبر كل الجهود الغربية في العلوم الدقيقة وليدةً لجهود علماء الفلك البابليين. [192] وصلتنا المعلومات التي نعرفها عن علم الفلك السومري بشكل غير مباشر، من خلال فهارس النجوم البابلية القديمة التي يعود تاريخها إلى 1200 عام قبل الميلاد. ويشير ظهور أسامي النجوم باللغة السومرية لاستمرار هذا العلم حتى بدايات العصر البرونزي.

بابِل والأَرْقَام

استُخدم البابليون نظام عد خاص قائم على الرقم 60، والمعروف بنظام العد الستيني. وهو نظام يُكتب بالمسمارية، أنشأه السومريين القدماء في الألفية الثالثة قبل الميلاد ، وانتقل إلى البابليين ، ولا يزال يستخدم في شكله المعدل لقياس الوقت والزوايا والإحداثيات الجغرافية. [193] دون هذا النظام على ألواح طينية رطبة باستعمال مُرقِمات من القصب، ثم يتم تعريض الألوح للشمس لكي تتصلب، وهي طريقة التدوين الشائعة آنذاك. [194][195] بسط هذا النظام طرق حساب وتسجيل الأرقام الكبيرة والصغيرة. بدأ ظهور هذا النظام في عام 3100 ق.م، ويعزى إليهِ الفضل كأول نظام عد موضعي حتى الآن، حيث أن القيمة تعتمد على الرقم وموضعه من العدد. شكلَ هذا النظام تطوراً مهما للغاية، لأن القيم اللاموضعية تتطلب رموز خاصة لكل قوة (كالعشرة، المائة، والألف، وما إلى ذلك)، وهو ما يجعل الحساب أكثر صعوبة.

الأرقام المسمارية البابلية.

لم يكن النظام الستيني المستخدم في بلاد ما بين النهرين القديمة نظام قاعدة 60 خالصاً ، بمعنى أنه لم يستخدم 60 رمزاً مميزاً لأرقامه. بدلاً من ذلك ، استخدمت الأرقام المسمارية "عشرة" كقاعدة فرعية بطريقة تدوين قيمة الإشارة، يتكون الرقم الستيني من مجموعة من العلامات الضيقة على شكل إسفين والتي تمثل وحدات تصل إلى تسعة (، ، ، , ..., ) ومجموعة من العلامات الإسفينية عريضة الشكل التي تمثل ما يصل إلى خمس عشرات (، ، ، ، ). بحيث كانت قيمة الرقم عبارة عن مجموع قيم الأجزاء المكونة له.

تمت الإشارة إلى الأرقام الأكبر من 59 بواسطة مجموعات رموز متعددة من هذا النموذج من خلال تدوين الدلالة الموضعية. نظراً لعدم وجود رمز للصفر ، فليس من الواضح دائماً على الفور كيفية تفسير الرقم ، ويجب أحياناً تحديد قيمته الحقيقية من خلال سياقه. على سبيل المثال ، رموز 1 و 60 متطابقة. [196][197] استخدمت النصوص البابلية اللاحقة عنصراً نائباً (الرقم البابلي) لتمثيل الصفر ، ولكن فقط في المواضع الوسطية ، وليس على الجانب الأيمن من الرقم ، كما نفعل في الأرقام مثل 15300. [197]

بابِل والرِّياضيَّات

اللوح "واي بي سي 7289" الذي يُعطي القيمة المقربة لـ . مَكتبة جامعة ييل، كنتيكت، الولايات المتحدة الأمريكية.

غَطت دراسة البابليون للرياضيات جَوانب مُختلفة، الكسور، الجبر، المعادلات التربيعية، الدوال التكعيبية، ونظرية فيثاغورس. واللوح البابلي "واي بي سي 7289" خير مثال للرياضيات في بابِل؛ حيث يُعطي اللوح القيمة المقربة للجذر التربيعي للعدد 2 في أربعة أرقام ستينية (1 24 51 10) [198]، يُعطي اللوح أيضاً مثالاً حيث يكون جانب واحد من المربع 30 ، فَيكون القُطر الناتج هو (42 25 35). [199]

طور البابليون صيغ جبرية لحل المعادلات الرياضيات، وقد كانت، أيضاً، مبنية على الجداول قبل-الحسابية. مثلها مثل مجال العلوم الحسابية.

لحل المعادلات التربيعية، استخدم البابليون الصيغة القياسية للمعادلات التربيعية. وممن الممكن أنهم قد استخدموا جداول التربيع بشكل عكسي لإيجاد الجذور التربيعية. ودائما ما استخدم البابليون الجذر الموجب لأن استخدامه كان منطقيا في حل المسائل "الحقيقة" (حيث أن جذر المقدار السالب عدد مركب تخيلي وليس حقيقياً). هذا النوع من المسائل يتضمن أبعاد المستطيل مساحته ومقداره معطى عن طريق مقدار الطول الذي يتجاوز العرض.

كذلك طَور البابليون ما يُعرف اليوم باسم النمو الأسي، والنمو التقييدي (مُشتق من الدالة السينية)، ومضاعفات الزمن. والأخير استعمل في الفوائد العائدة من الديون.

بابِل والهَنْدَسَة

لوح رياضي جبري هندسي ، يُناقش نظام مشابه لنظام الهندسة الإقليدية. من تل حرمل العراق. 2003-1595 قبل الميلاد. المتحف العراقي.

عرف البابليون القواعد المشتركة لقياس الأحجام والمساحات. لقد قاموا بقياس محيط الدائرة بثلاثة أضعاف القطر والمساحة بواحد على اثني عشر مربع المحيط ، وهذا سيكون صحيحاً إذا تم تقدير π على أنه 3. كانوا مدركين أن هذا كان تقريبياً ، وواحداً من الرياضيات البابلية القديمة تم التنقيب عن اللوح بالقرب من سوسة عام 1936 (يعود تاريخه إلى القرنين التاسع عشر والسابع عشر قبل الميلاد) يعطي تقريباً أفضل لـ π بقيمة 25/8 = 3.125 ، أي أقل من القيمة الدقيقة بحوالي 0.5 بالمائة (قيمة الـ π هي 3.141). [200] تم حساب حجم الأسطوانة مِن خلال على أنه ناتج القاعدة والارتفاع ، ومع ذلك ، تم أخذ حجم فجوة المخروط أو الهرم المربع بشكل غير صحيح على أنه ناتج الارتفاع ونصف مجموع القواعد. كانت نظرية فيثاغورس معروفة أيضاً للبابليين. [201][202][203]

لوح رياضي جبري هندسي ، مشابه لنظرية فيثاغورس. من تل الضباعي العراق. 2003-1595 قبل الميلاد. المتحف العراقي.

كان "الميل البابلي" مقياسًا للمسافة يساوي حوالي 11.3 كم (أو حوالي سبعة أميال حديثة). تم تحويل هذا القياس للمسافات في النهاية إلى "ميل زمني" يستخدم لقياس انتقال الشمس ، وبالتالي يمثل الوقت.[204]

كان البابليون القدماء قد عرفوا النظريات المتعلقة بنسب أضلاع المثلثات المتشابهة لعدة قرون ، لكنهم افتقروا إلى مفهوم قياس الزوايا ، وبالتالي درسوا أضلاع المثلثات بدلاً من ذلك. [205]

حتفظ علماء الفلك البابليون بسجلات مفصلة لظهور النجوم وغروبها ، وحركة الكواكب ، وخسوف الشمس وخسوف القمر ، وكلها تتطلب الإلمام بالمسافات الزاويّة المقاسة على الكرة السماوية. [206]

كما استخدموا شكلاً من أشكال تحليل فورييه لحساب التقويم الفلكي (جداول المواضع الفلكية) ، والذي اكتشفه أوتو نيوجباور في الخمسينيات من القرن الماضي. [207][208][209][210] لإجراء حسابات لحركات الأجرام السماوية ، استخدم البابليون الحساب الأساسي ونظام الإحداثيات على أساس مسير الشمس ، وهو جزء السماء الذي تنتقل عبره الشمس والكواكب.

تقدم الأجهزة اللوحية المحفوظة في المتحف البريطاني دليلاً على أن البابليين ذهبوا إلى حد الحصول على مفهوم للأشياء في مساحة رياضية مجردة. يعود تاريخ الألواح إلى ما بين 350 و 50 قبل الميلاد ، وتكشف عن أن البابليين فهموا الهندسة واستخدموها حتى في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا. استخدم البابليون طريقة لتقدير المنطقة الواقعة تحت منحنى عن طريق رسم شبه منحرف تحتها ، وهي تقنية يُعتقد سابقًا أنها نشأت في أوروبا في القرن الرابع عشر. سمحت لهم طريقة التقدير هذه ، على سبيل المثال ، بإيجاد المسافة التي قطعها المشتري في فترة زمنية معينة. [211]

اللغة

أطلق أهل بابل على لغتهم اسم اللغة الأكادية "الأكّدية"، وذلك لأن منطقة بابل ككل كانت تُدعى عندهم "أكاد" كما يُلاحظ في نقوش كثيرة وردت فيها أسماء ملوك بابل كـ "ملك أكاد" أو "ملك أكاد وسومر". وقد اقتبس البابليون أبجديتهم من السومريين الذين أسسوا حضارتهم جنوب العراق. وقد ظلت هذه الأبجدية (المسمارية) تُستخدم في كتابة اللغة البابلية/الأكادية حوالي ثلاثة آلاف عام، أي حتى قرن الأول قبل الميلاد.

اللغة البابلية سامية أصيلة، ولكن لفظها لم يشتمل على حروف التضخيم والتفخيم كما في العربية، كالطاء والظاء والضاد. ولا على حروف الحلق كالحاء والعين والهاء والغين.

المصادر

المراجع

  1. ^ Tertius Chandler. Four Thousand Years of Urban Growth: An Historical Census (1987), St. David's University Press ("etext.org". مؤرشف من الأصل في 2008-02-11. اطلع عليه بتاريخ 2010-04-18.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)). (ردمك 0-88946-207-0). See Historical urban community sizes.
  2. ^ Sputnik. "اليونسكو يوافق بالإجماع على إدراج بابل ضمن لائحة التراث العالمي". arabic.sputniknews.com (بالإنجليزية الأمريكية). Archived from the original on 2019-07-06. Retrieved 2019-07-05.
  3. ^ "بابل عاصمة السياحة العربية لعام 2021". قناه السومرية العراقية. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-05.
  4. ^ A. Invernizzi, « Les premiers voyageurs », dans (Babylone 2008, p. 505-507)
  5. ^ J. Taylor, « Les explorateurs britanniques au XIX{{{2}}} قرن », dans (Babylone 2008, p. 508-512)
  6. ^ N. Chevalier, « Les fouilles archéologiques françaises au XIX{{{2}}} قرن », dans (Babylone 2008, p. 513-515)
  7. ^ أ ب ت ث J. Marzahn, « Les fouilles archéologiques allemandes », dans (Babylone 2008, p. 516-525)
  8. ^ Republié et augmenté dernièrement : (بالألمانية) R. Koldewey, Das wiedererstehende Babylon, Leipzig, 1990
  9. ^ J. Marzahn, « Les fouilles archéologiques allemandes », dans (Babylone 2008, p. 525)
  10. ^ أ ب G. Bergamini, « La mission italienne », dans (Babylone 2008, p. 529-531)
  11. ^ A. Cavigneaux, « Les fouilles irakiennes : le temple de Nabû sha Harê », dans (Babylone 2008, p. 531-532)
  12. ^ (بالإنجليزية) J. Curtis, « The Present Condition of Babylon », dans (Babylon 2011, p. 3-8). Sur ce programme mal documenté, voir notamment le témoignage de D. George, un des responsables de ces chantiers, dans J. Farchakh-Bajjaly, « Reconstruire Babylone… ou mourir », dans Archéologia no 453, mars 2008, p. 24-27. Sur l'instrumentalisation du passé mésopotamien pré-islamique par le régime baasiste : (بالإنجليزية) A. Baram, Culture, History and Ideology in the Formation of Ba'thist Iraq, 1968-89, New York, 1991.
  13. ^ (بالإنجليزية) J. Curtis, « The Present Condition of Babylon », dans (Babylon 2011, p. 9-17) ; (بالإنجليزية) M. U. Musa, « The Situation of the Babylon Archaeological Site until 2006 », dans (Babylon 2011, p. 19-46). "Final report on damage assessment in Babylon, International Coordination Committee for the Saveguarding of the Cultural Heritage of Iraq, UNESCO, 2009 (consulté le 18 décembre 2011)" (PDF).
  14. ^ "التصويت على إدراج مدينة بابل على لائحة التراث العالمي". قناه السومرية العراقية. 5 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  15. ^ "اليونسكو يدرج بابل في قائمة التراث الإنساني". 6 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  16. ^ "بابل على لائحة التراث العالمي". قناة الحرة. 6 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  17. ^ "Cinq nouveaux sites inscrits sur la Liste du patrimoine mondial de l'UNESCO". UNESCO. اطلع عليه بتاريخ 5 juillet 2019. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ الوصول= (مساعدة)
  18. ^ "بابل القديمة تدخل قائمة مواقع التراث العالمي". www.aljazeera.net. 6 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  19. ^ فرادي، سامي (6 يوليو 2019). "شاهد: اليونسكو تدرج موقع بابل الاثري في العراق في قائمة التراث العالمي". يورونيوز. مؤرشف من الأصل في 2019-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  20. ^ "بالفيديو: بابل على لائحة التراث العالمي ووزير الثقافة يعد بإدراج مواقع أخرى". قناه السومرية العراقية. 8 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-09. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  21. ^ "إدراج بابل على قائمة التراث العالمي.. قبول بطعم الرفض". www.aljazeera.net. قطر، الدوحة. 6 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-14. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  22. ^ اللجنة المالية لواع :خصصنا 60 مليار دينار لمدينة بابل بعد ادراجها على لائحة التراث العالمي واع نسخة محفوظة 16 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  23. ^ "59 مليار دينار لمشاريع "بابل على لائحة التراث العالمي"". جريدة الصباح الجديد. 6 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-07. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  24. ^ "البنك المركزي يعلن تخصيص مليار دينار تصرف على الايفاء بمتطلبات ادراج بابل". قناه السومرية العراقية. 5 يوليو 2019. مؤرشف من الأصل في 2019-07-06. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-15.
  25. ^ مع ادراجها على لائحة التراث العالمي.. البنك المركزي: مليار دينار لآثار بابل واع نسخة محفوظة 16 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ "بابل عاصمة السياحة العربية لعام 2021". المسلة. مؤرشف من الأصل في 2019-12-13. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  27. ^ "بابل عاصمة السياحة العربية لعام 2021". الصباح. أسراء خليفة. مؤرشف من الأصل في 2019-06-27. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-16.
  28. ^ B. André-Salvini, « Les premières mentions historiques et la légende des origines », dans (Babylone 2008, p. 28-29). (بالإنجليزية) W. G. Lambert, « Babylon: origins », dans (Babylon 2011, p. 71-76).
  29. ^ Sayce 1878، صفحة 182.
  30. ^ Ernest A. Budge (1880). The history of Esarhaddon (son of Sennacherib) King of Assyria, B.C. 681-668;. Trübner & Co. ص. 135–136. OCLC:977799662.
  31. ^ Sayce، Archibald Henry (1872). The Origin of Semitic Civilisation, Chiefly Upon Philological Evidence. Harrison and Sons. ص. 5. OCLC:459000074. مؤرشف من الأصل في 2021-03-11.
  32. ^  Sayce، Archibald Henry (1875–1889). "Babylon–Babylonia" . موسوعة بريتانيكا (ط. التاسعة). ج. III. ص. 182. {{استشهاد بموسوعة}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغs: |1= و|coauthors= (مساعدة)
  33. ^ Liane Jakob-Rost, Joachim Marzahn: Babylon, ed. Staatliche Museen zu Berlin. Vorderasiatisches Museum (Kleine Schriften 4), 2nd ed., Putbus 1990, p. 2
  34. ^ Gelb، I. J. (1994). "The Name of Babylon". في Hess، Richard S.؛ Tsumura، David Toshio (المحررون). I studied inscriptions from before the flood: ancient Near Eastern, literary, and linguistic approaches to Genesis 1–11. Winona Lake, Indiana: Eisenbrauns. ص. 266–269. ISBN:9780931464881. OCLC:31239619.
  35. ^ Wilfred G. Lambert, "Babylon: Origins"; in Cancik-Kirschbaum et al. (2011), pp. 71–76.
  36. ^ Dietz-Otto Edzard: Geschichte Mesopotamiens. Von den Sumerern bis zu Alexander dem Großen, Beck, Munich 2004, p. 121.
  37. ^ Gen. 11:9.
  38. ^ Magnus Magnusson, BC: The Archaeology of the Bible Lands. BBC Publications 1977, pp. 198–199.
  39. ^ قالب:Cite Oxford Dictionaries
  40. ^ Dalley، Stephanie (1994). "Nineveh, Babylon and the Hanging Gardens: Cuneiform and Classical Sources Reconciled". Iraq. ج. 56: 45–58. DOI:10.2307/4200384. ISSN:0021-0889. JSTOR:4200384.
  41. ^ Dalley، Stephanie (18–22 يوليو 2005). Babylon as a name for other cities including Nineveh (PDF). Proceedings of the 51st Rencontre Assyriologique Internationale. SAOC. ج. 62. ص. 25–33. OCLC:938410607. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2012-07-30. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-11.
  42. ^ D. Charpin, « Paléo-babyloniens (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 622-623)
  43. ^ D. Charpin, Hammu-rabi de Babylone, Paris, 2003 ; (بالإنجليزية) M. Van de Mieroop, King Hammurabi of Babylon: A Biography, Malden, 2004
  44. ^ D. Charpin, « Paléo-babyloniens (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 623-624)
  45. ^ George 1992، صفحة 15-20.
  46. ^ Margueron 2000، صفحة 463-465.
  47. ^ E. Klengel-Brandt, « La culture matérielle à l'époque paléo-babylonienne », dans (Babylone 2008, p. 58)
  48. ^ O. Pedersen, « Archives et bibliothèques à l'époque paléo et médio-babylonienne », dans (Babylone 2008, p. 102). (بالألمانية) H. Klengel, Altbabylonische Texte aus Babylon, Berlin, 1983.
  49. ^ J.-C. Margueron, « Aux origines du plan de Babylone », dans C. Breniquet et C. Kepinski (dir.), Études mésopotamiennes, Recueil de textes offerts à Jean-Louis Huot, Paris, 2001, p. 335 envisage un peuplement simultané des deux rives dès les débuts de la ville. (George 1992, p. 16 et 18) considère qu'une partie de la rive droite est déjà peuplée à la période paléo-babylonienne.
  50. ^ B. André-Salvini, « Inventaire des sources », dans (Babylone 2008, p. 39-47)
  51. ^ D. Charpin, « Hammu-rabi de Babylone et Mari: nouvelles sources, nouvelles perspectives », dans J. Renger (dir.), Babylon: Focus mesopotamischer Geschichte, Wiege früher Gelehrsamkeit, Mythos in der Moderne, Sarrebruck, 1999, p. 111-130.
  52. ^ D. Charpin, « Un quartier de Babylone et ses habitants », dans Bibliotheca Orientalis 42, 1985, p. 265-278.
  53. ^ (بالإنجليزية) M. Astour, « The name of the ninth Kassite ruler », dans Journal of the American Oriental Sociey 106, 1986, p. 329. Pour les discussions sur ce point : (بالإنجليزية) H. Gasche, « Babylon's Collapse and Revival », dans H. Gasche, J. A. Armstrong et S. W. Cole (dir.), Dating the Fall of Babylon, A Reappraisal of Second-Millennium Chronology, Gand et Chicago, 1998, p. 83-88 ; J. Freu et M. Mazoyer, Des origines à la fin de l'ancien royaume hittite, Les Hittites et leur histoire 1, Paris, 2007, p. 111-117 ; J. Tavernier, « Les Hittites dans les sources mésopotamiennes », dans I. Klock-Fontanille, S. Biettlot et K. Meshoub (dir.), Identité et altérité culturelles : le cas des Hittites dans le Proche-Orient ancien, Bruxelles, 2010, p. 171-192.
  54. ^ B. Lion, « Cassites (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 164)
  55. ^ Radner 2020، صفحة 60.
  56. ^ (بالإنجليزية) T. Oshima, « The Babylonian god Marduk », dans (Leick (dir.), p. 349)
  57. ^ "Chronique P, Col. 4 3'-7' sur Livius.org".. Épopée de Tukulti-Ninurta : (بالإنجليزية) B. Foster (dir.), Before the Muses: An Anthology of Akkadian Literature, Bethesda, 1993, p. 111-130.
  58. ^ F. Vallat, « Šilhak-Inšušinak », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 819)
  59. ^ E. Klengel-Brandt, « La culture matérielle à l'époque kassite », dans (Babylone 2008, p. 110)
  60. ^ George 1992، صفحة 15-16.
  61. ^ F. Joannès, « Babyloniens post-cassites (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 118-119)
  62. ^ F. Joannès, La Mésopotamie au قالب:Ier millénaire avant J.-C., Paris, 2000, p. 86-87
  63. ^ Traduction de L. Marti, « Sennachérib, la rage du prince », dans Rois en Mésopotamie. Dossiers d'archéologie no 348, nov.-déc. 2011, p. 58.
  64. ^ S. Lackenbacher, Le Palais sans rival, Le récit de construction en Assyrie, Paris, 1990, p. 63-67
  65. ^ (بالألمانية) P. A. Miglus, « Das neue Babylon der Sargoniden », dans J. Renger (dir.), Babylon: Focus mesopotamischer Geschichte, Wiege früher Gelehrsamkeit, Mythos in der Moderne, Sarrebruck, 1999, p. 281-296
  66. ^ F. Joannès, « Néo-babyloniens (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 568-569)
  67. ^ (بالإنجليزية) D. J. Wiseman, Nebuchadrezzar and Babylon, Londres, 1985. (Babylone 2008, p. 234-236)
  68. ^ Radner 2020، صفحة 135.
  69. ^ أ ب O. Pedersen, « Archives et bibliothèques à l'époque néo-babylonienne », dans (Babylone 2008, p. 177-179)
  70. ^ Lawrence Boadt Reading the Old Testament - an introduction (second edition, 2012), chapitre 20, the Exile near its end p.363
  71. ^ F. Joannès, « Achéménides (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 1-4). A. Invernizzi, « Babylone sous domination perse », dans (Babylone 2008, p. 239-241)
  72. ^ J.-J. Glassner, Chroniques mésopotamiennes, Paris, 1993, ص. 204 .
  73. ^ (بالإنجليزية) R. J. Van der Spek, « The Size and Significance of the Babylonian Temples under the Successors », dans P. Briant et F. Joannès (dir.), La Transition entre l'empire achéménide et les royaumes hellénistiques, Persika 9, Paris, 2005, p. 266-275
  74. ^ Depuydt, L.. "The Time of Death of Alexander the Great: 11 June 323 BC, ca. 4:00–5:00 pm". Die Welt des Orients 28: 117–135.
  75. ^ F. Joannès, « Alexandre le Grand », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 33-35). A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 251). J. Teixidor, « La Babylonie au tournant de notre ère », dans (Babylone 2008, p. 378)
  76. ^ F. Joannès, « Hellénistiques (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 377-379)
  77. ^ L. Capdetrey, Le pouvoir séleucide. Territoire, administration, finances d'un royaume hellénistique (312-129 av. J.-C.), Rennes, 2007, p. 52-57
  78. ^ F. Joannès, « Parthes (rois) », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 634-636)
  79. ^ P. Briant, Histoire de l'Empire perse, de Cyrus à Alexandre, Paris, 1996, p. 500-503
  80. ^ L. Capdetrey, op. cit., p. 304-305
  81. ^ أ ب A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 252-253) ; (بالإنجليزية) R. J. Van der Spek, « The theatre of Babylon in cuneiform », dans W. H. van Soldt (dir.), Veenhof Anniversary Volume. Studies presented to Klaas R. Veenhof on the occasion of his sixty-fifth birthday, Leyde, 2001, p.445-456 ; (بالإنجليزية) D. T. Potts, « The politai and the bīt tāmartu: The Seleucid and Parthian Theatres of the Greek Citizens of Babylon », dans (Babylon 2011, p. 239-251).
  82. ^ Sur les archives de cette période, voir notamment (بالإنجليزية) D. Kennedy, Late Babylonian Economic Texts, Londres, 1968 ; (بالإنجليزية) T. Boyt, Late Achaemenid and Hellenistic Babylon, Louvain, 2004 ; (بالإنجليزية) M. J. H. Lissen, The Cults of Uruk and Babylon, The Temple Rituals Texts as Evidence for Hellenistic Cult Practices, Leyde, 2004
  83. ^ Pline l'Ancien, L'Histoire naturelle, VI, 30
  84. ^ "B. Van der Spek, « The "theater inscription" », Livius.org, non daté (consulté le 15 mars 2011)".
  85. ^ J. Teixidor, « La Babylonie au tournant de notre ère », dans (Babylone 2008, p. 380)
  86. ^ Radner 2020، صفحة 16-18.
  87. ^ Dion Cassius, Histoire romaine, 68, 30.1. À partir de (Radner 2020, p. 17).
  88. ^ (بالإنجليزية) M. J. Geller, « The Last Wedge », dans Zeitschrift für Assyriologie 87, 1997, p. 43-95
  89. ^ G. Awad, « Bābil », dans Encyclopédie de l'Islam I, Louvain, 1960, p. 846
  90. ^ Margueron 2000، صفحة 454-459.
  91. ^ André-Salvini 2009، صفحة 7-17.
  92. ^ (George 1992, p. 1-72). Le terme sumérien TINTIR est un nom alternatif de Babylone et également celui d'un de ses quartiers, plus couramment appelé Shuanna. Ce texte est évoqué simplement comme Tintir dans la suite de l'article.
  93. ^ Margueron 2000، صفحة 465 et 467.
  94. ^ (André-Salvini 2009, p. 46). Pour donner un ordre d'idée, la population de Ninive à son apogée, deuxième plus grande ville de la Mésopotamie ancienne, a été estimée à approximativement 75 000 personnes sur des bases guère plus assurées ((بالإنجليزية) J. Reade, « Ninive (Nineveh) », dans E. Ebeling, B. Meissner et D. O. Edzard (dir.), Reallexikon der Assyriologie 9 (5-6), Berlin/New York, 2000, p. 395).
  95. ^ Margueron 2000، صفحة 478.
  96. ^ أ ب ت (Margueron 2000, p. 467)
  97. ^ George 1992، صفحة 23-26.
  98. ^ أ ب André-Salvini 2009، صفحة 47-48 et p. 18 pour la localisation.
  99. ^ George 1992، صفحة 26-28.
  100. ^ Margueron 2000، صفحة 477.
  101. ^ L. Battini, « Les systèmes défensifs à Babylone », dans Akkadica 104-105, 1997, p. 24-57
  102. ^ André-Salvini 2009، صفحة 58-59.
  103. ^ Margueron 2000، صفحة 470-471.
  104. ^ André-Salvini 2009، صفحة 59-61.
  105. ^ Margueron 2000، صفحة 471-472.
  106. ^ أ ب Margueron 2000، صفحة 471.
  107. ^ André-Salvini 2009، صفحة 64-66.
  108. ^ George 1992، صفحة 66-67.
  109. ^ Margueron 2000، صفحة 472.
  110. ^ André-Salvini 2009، صفحة 70-71.
  111. ^ J. Marzahn, La porte d'Ishtar de Babylone, Mayence, 1993. (André-Salvini 2009, p. 71-72)
  112. ^ (بالإنجليزية) C. E. Watanabe, « The Symbolic Role of Animals in Babylon: A Contextual Approach to the Lion, the Bull and the Mušuššu », dans Iraq 77, 2015, p. 215–224
  113. ^ أ ب (Margueron 2000, p. 468-470). (André-Salvini 2009, p. 66-68)
  114. ^ أ ب F. Joannès, La Mésopotamie au قالب:Ier millénaire avant J.-C., Paris, 2000, p. 156-159
  115. ^ Margueron 2000، صفحة 468.
  116. ^ André-Salvini 2009، صفحة 68.
  117. ^ Huot 2004، صفحة 186.
  118. ^ Margueron 2000، صفحة 461 et 470.
  119. ^ Pour une contextualisation du cas de Babylone, on trouvera une brève synthèse sur l'urbanisme des villes babyloniennes au قالب:Ier millénaire av. J.-C. dans (بالإنجليزية) H. D. Baker, « Urban form in the First Millennium B. C. », dans (Leick (dir.), p. 66-77)
  120. ^ Margueron 2000، صفحة 473-474.
  121. ^ André-Salvini 2009، صفحة 107-108.
  122. ^ Margueron 2000، صفحة 474-475.
  123. ^ Huot 2004، صفحة 183-184.
  124. ^ André-Salvini 2009، صفحة 49-51.
  125. ^ A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 253-254)
  126. ^ (André-Salvini 2009, p. 51-53). E. Klengel-Brandt, « La culture matérielle sous l'empire néo-babylonien », dans (Babylone 2008, p. 173) et (Babylone 2008, p. 218-220)
  127. ^ André-Salvini 2009، صفحة 55-56.
  128. ^ F. Joannès, « La vie économique et sociale à Babylone dans la Babylonie tardive », dans (Babylone 2008, p. 180-181) ; (بالإنجليزية) O. Pedersen, « Foreign Professionals in Babylon: Evidence from the Archives in the Palace of قالب:Souverain- », dans W. H. Van Soldt (dir.), Ethnicity in Ancient Mesopotamia - Papers Read at the 48th Rencontre Assyriologique Internationale - Leiden, 1-4 July 2002Leyde, 2005, p. 267-272.
  129. ^ (بالإنجليزية) C. Wunsch, « The Egibi Family », dans (Leick (dir.), p. 236-247)
  130. ^ (بالإنجليزية) H. Baker, The Archive of the Nappāḫu Family, Vienne, 2004
  131. ^ (بالإنجليزية) M. Jursa, « The Babylonian Economy in the First Millennium B.C. », dans (Leick (dir.), p. 229-232). F. Joannès dans (Babylone 2008, p. 180)
  132. ^ (بالإنجليزية) M. Jursa, « Agricultural Management, Tax Farming and Banking: Aspects of Entrepreneurial Activity in Babylonia in the Late Achaemenid and Hellenistic Periods », dans P. Briant et F. Joannès (dir.), La Transition entre l'empire achéménide et les royaumes hellénistiques, Persika 9, Paris, 2005, p. 137-222
  133. ^ (بالإنجليزية) R. J. Van der Spek, « Cuneiform Documents on Parthian History: The Raimesu Archive. Materials for the study of the standard of living », dans J. Wiesehöfer (dir.), Das Partherreich und seine Zeugnisse. The Arsacid empire: Sources and documentation, Stuttgart, 1998, p. 205-258
  134. ^ Le corpus est éclaté car issu de fouilles clandestines, et est étudié par M. Stolper, par exemple dans (بالإنجليزية) M. W. Stolper, « The Babylonian enterprise of Belesys », dans P. Briant (dir.), Dans les pas des Dix-Mille : peuples et pays du Proche-Orient vus par un Grec, Toulouse, 1995, p. 217-238 ; (بالإنجليزية) Id., « Kasr Texts: Excavated, But Not in Berlin », dans M. T. Roth, W. Farber, M. W. Stolper et P. von Bechtolsheim (dir.), Studies Presented to Robert D. Biggs, June 4, 2004, Chicago, 2007, p. 243-283
  135. ^ (بالإنجليزية) M. Jursa, « The Babylonian Economy in the First Millennium B.C. », dans (Leick (dir.), p. 232-233)
  136. ^ F. Joannès dans (Babylone 2008, p. 179)
  137. ^ (Margueron 2000, p. 463-465 et 473). F. Joannès dans (Babylone 2008, p. 179-180)
  138. ^ George 1992، صفحة 372-373.
  139. ^ E. Klengel-Brandt, « La culture matérielle sous l'empire néo-babylonien », dans (Babylone 2008, p. 172)
  140. ^ A. Invernizzi, « Babylone sous domination perse », dans (Babylone 2008, p. 240-241)
  141. ^ A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 255)
  142. ^ A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 256-257) et présentation des objets aux p. 276-292.
  143. ^ (بالإنجليزية) P.-A. BeaulieuCatégorie:Utilisation du paramètre auteur dans le modèle article, « Palaces of Babylon and Palaces of Babylonian Kings », في Journal of the Canadian Society for Mesopotamian Studies, vol. 11 & 12, 2017, ص.  5-14 .
  144. ^ F. Joannès, « L'écriture publique du pouvoir à Babylone sous قالب:Souverain- », dans (Babylon 2011, p. 113-120) propose que le palais Nord ait été le siège du pouvoir et de l'administration centrale, le palais Sud ayant peut-être eu une fonction résidentielle ou économique, en admettant que cela demande plus de recherches.
  145. ^ Traduction reprise de (Babylone 2008, p. 235).
  146. ^ André-Salvini 2009، صفحة 78-83.
  147. ^ أ ب H. Gasche, « Les palais perses achéménides de Babylone », dans J. Perrot (dir.), Le palais de Darius à Suse, Une résidence royale sur la route de Persépolis à Babylone, Paris, 2010, p. 446-463 ; Id., « Le Südburg de Babylone : une autre visite », dans (André-Salvini (dir.) 2013, p. 115-126) et J.-C. Margueron, « Le palais "de Nabuchodonosor" à Babylone : un réexamen », dans (André-Salvini (dir.) 2013, p. 77-114).
  148. ^ (بالألمانية) E. F. Weidner, « Jojachin, Koenig von Juda, in babylonischen Keilschrifttexten », dans Mélanges syriens offerts a M. René Dussaud, t. 2, Paris, 1939, p. 923-935
  149. ^ André-Salvini 2009، صفحة 87-88.
  150. ^ André-Salvini 2009، صفحة 84-87.
  151. ^ Reade 2000، صفحة 206.
  152. ^ Reade 2000، صفحة 203-204.
  153. ^ André-Salvini 2009، صفحة 91.
  154. ^ I. J. Finkel, « Les jardins suspendus de Babylone », dans P. A. Clayton et M. J. Price (dir.), Les Sept Merveilles du monde, Paris, 1993, p. 38-40 présente les traductions des différentes descriptions des Jardins suspendus.
  155. ^ Reade 2000، صفحة 206-213.
  156. ^ (بالإنجليزية) S. Dalley, « Nineveh, Babylon and the Handing Gardens », dans Iraq LVI, 1994, p. 45-58 ; (بالإنجليزية) Ead., The Mystery of the Hanging Garden of Babylon: An Elusive World Wonder Traced, Oxford, 2013.
  157. ^ (Reade 2000, p. 197) admet la possibilité de Jardins suspendus à Ninive, mais maintient aussi leur présence à Babylone. Avis similaire dans (André-Salvini 2009, p. 88-91). (Huot 2004, p. 176-180) semble accorder plus de crédit aux propositions de Dalley.
  158. ^ (بالإنجليزية) R. J. van der Spek, « Berossus as a Babylonian Chronicler and Greek Historian », dans R. J. van der Spek (dir.), Studies in Ancient Near Eastern World View and Society, Presented to Marten Stol on the Occasion of his 65th Birthday, Bethesda, 2008, p. 277-318
  159. ^ Babylone 2008، صفحة 333.
  160. ^ A. Invernizzi, « Babylone sous domination perse », dans (Babylone 2008, p. 241-243)
  161. ^ A. Invernizzi, « Les dominations grecque et parthe », dans (Babylone 2008, p. 252)
  162. ^ (بالإنجليزية) R. J. Van der Spek, « The Size and Significance of the Babylonian Temples under the Successors », dans P. Briant et F. Joannès (dir.), La Transition entre l'empire achéménide et les royaumes hellénistiques, Persika 9, Paris, 2005, p. 275-276 et 296-299
  163. ^ F. Joannès, « Marduk », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 493-496). (بالإنجليزية) T. Oshima, « The Babylonian god Marduk », dans (Leick (dir.), p. 348-360). J. Marzahn, « Le sanctuaire et le culte de Marduk », dans (Babylone 2008, p. 171)
  164. ^ André-Salvini 2009، صفحة 92.
  165. ^ F. Joannès, « Esagil », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 304-306). J. Marzahn, « Le sanctuaire et le culte de Marduk », dans (Babylone 2008, p. 169-170). (André-Salvini 2009, p. 100-104). (بالإنجليزية) A. R. George, « The Bricks of E-Sagil », dans Iraq 57, 1995, p. 173-197 ; Id., « E-sangil and E-temen-anki, the Archetypal Cult-centre? », dans J. Renger (dir.), Babylon: Focus mesopotamischer Geschichte, Wiege früher Gelehrsamkeit, Mythos in der Moderne, Sarrebruck, 1999, p. 67-86.
  166. ^ (George 1992, p. 109-109)
  167. ^ J. Marzahn, « Le sanctuaire et le culte de Marduk », dans (Babylone 2008, p. 169-170). (André-Salvini 2009, p. 109-114). (بالألمانية) H. Schmid, Der Tempelturm Etemenanki in Babylon, Mainz, 1995. J. Vicari, La Tour de Babel, Paris, 2000. (بالإنجليزية) A. R. George, « The Tower of Babel: archaeology, history and cuneiform texts », dans Archiv für Orientforschung 51, 2005-2006, p. 75-95
  168. ^ J.-C. Margueron, « Aux origines du plan de Babylone », dans C. Breniquet et C. Kepinski (dir.), Études mésopotamiennes, Recueil de textes offerts à Jean-Louis Huot, Paris, 2001, p. 323-345 propose même que la ziggurat ait servi de point de référence pour un « plan régulateur » de Babylone tracé au moment de sa fondation, ou plutôt d'une refondation qu'il situerait vers la fin de la Troisième dynastie d'Ur et le début de la période paléo-babylonienne, et resté en vigueur par la suite.
  169. ^ J. Vicari, op. cit., p. 7-33 détaille les différentes propositions de reconstitution de l'apparence de l'édifice. Voir aussi J. Montero-Fenellos, « La tour de Babylone, repensée », dans (Babylone 2008, p. 229-230) et Id., « La ziggurat de Babylone : un monument à repenser », dans (André-Salvini (dir.) 2013, p. 127-146).
  170. ^ André-Salvini 2009، صفحة 114-177.
  171. ^ Hérodote, Histoire, قالب:Nobr rom, CLXXXI نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2021 على موقع واي باك مشين.
  172. ^ George 1992، صفحة 277.
  173. ^ (بالإنجليزية) R. J. Van der Spek, « The Size and Significance of the Babylonian Temples under the Successors », dans P. Briant et F. Joannès (dir.), La Transition entre l'empire achéménide et les royaumes hellénistiques, Persika 9, Paris, 2005, p. 266-275
  174. ^ أ ب (Huot 2004, p. 181-182). (André-Salvini 2009, p. 92-94)
  175. ^ J. Marzahn, « Les fouilles archéologiques allemandes », dans (Babylone 2008, p. 525)
  176. ^ (George 1992, p. 68-69) ; (بالإنجليزية) U. Steinert, « City Streets: Reflections on Urban Society in the Cuneiform Sources of the Second and First Millennium BCE », dans N. N. May et U. Steinert (dir.), The Fabric of cities : aspects of urbanism, urban topography and society in Mesopotamia, Greece and Rome, Leyde et Boston, 2014, p. 132-137
  177. ^ F. Joannès, « Akîtu », dans (Joannès (dir.), p. 20-22). (André-Salvini 2009, p. 104-109)
  178. ^ J. Bottéro dans S. N. Kramer, Le Mariage sacré, Paris, 1983, p. 189. F. Joannès, « Mariage sacré », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 509)
  179. ^ O. Pedersen, « Archives et bibliothèques à l'époque néo-babylonienne », dans (Babylone 2008, p. 177-178)
  180. ^ D. Charpin, Lire et écrire à Babylone, Paris, 2008, p. 91-92 et 223. A. Cavigneaux, Textes scolaires du temple de Nabû ša harê, Bagdad, 1981 ; (بالألمانية) Id., « Nabû ša harê und die Kinder von Babylon », dans Colloquien der Deutschen Orient-Gesellschaft 2, Sarrebruck, 2000, p. 385-391
  181. ^ P.-A. Beaulieu, « De l'Esagil au Mouseion : l'organisation de la recherche scientifique au قالب:IVe siècle av. J.-C. », dans P. Briant et F. Joannès (dir.), La Transition entre l'empire achéménide et les royaumes hellénistiques, Persika 9, Paris, 2005, p. 17-36. Voir aussi (بالإنجليزية) P.-A. Beaulieu, « Late Babylonian Intellectual Life », dans (Leick (dir.), p. 473-484)
  182. ^ N. Ziegler, « Épopée d'Erra », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 297)
  183. ^ B. Lion, « Théodicée », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 848)
  184. ^ F. Joannès, « Bérose », dans (Joannès (dir.) 2001, p. 124-125)
  185. ^ (بالإنجليزية) R. J. van der Spek, « Berossus as a Babylonian Chronicler and Greek Historian », dans R. J. van der Spek (dir.), Studies in Ancient Near Eastern World View and Society, Presented to Marten Stol on the Occasion of his 65th Birthday, Bethesda, 2008, p. 277-318
  186. ^ (بالإنجليزية) A. J. Sachs, « The Latest Datable Cuneiform Tablets », dans B. L. Eicher, Kramer Aniversary Volume: cuneiform studies in honor of Samuel Noah Kramer, Neukirschen, 1976, p. 379-398
  187. ^ "The World's Oldest Writing". Archaeology. مؤرشف من الأصل في 2019-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-11.
  188. ^ Hunger، Herman (1999). "Ziqpu Star Texts". Astral Sciences in Mesopotamia. Brill. ص. 84–90. ISBN:9789004101272.
  189. ^ D. Brown (2000), Mesopotamian Planetary Astronomy-Astrology, Styx Publications, (ردمك 90-5693-036-2).
  190. ^ Asger Aaboe (1958). "On Babylonian Planetary Theories". Centaurus. ج. 5 ع. 3–4: 209–277. DOI:10.1111/j.1600-0498.1958.tb00499.x. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  191. ^ A. Aaboe (2 مايو 1974). "Scientific Astronomy in Antiquity". المعاملات الفلسفية للجمعية الملكية. ج. 276 ع. 1257: 21–42. Bibcode:1974RSPTA.276...21A. DOI:10.1098/rsta.1974.0007. JSTOR:74272. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |ref=harv غير صالح (مساعدة)
  192. ^ آسغر آبو, Asger. "The culture of Babylonia: Babylonian mathematics, astrology, and astronomy." The Assyrian and Babylonian Empires and other States of the Near East, from the Eighth to the Sixth Centuries B.C. Eds. John Boardman, I. E. S. Edwards, N. G. L. Hammond, E. Sollberger and C. B. F. Walker. Cambridge University Press, (1991)
  193. ^ "Time Division". Scientific American. مؤرشف من الأصل في 2019-07-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-11.
  194. ^ Stephen Chrisomalis (2010). Numerical Notation: A Comparative History. ص. 247. مؤرشف من الأصل في 2019-03-27.
  195. ^ Stephen Chrisomalis (2010). Numerical Notation: A Comparative History. ص. 248. مؤرشف من الأصل في 2018-05-10.
  196. ^ Bello، Ignacio؛ Britton، Jack R.؛ Kaul، Anton (2009)، Topics in Contemporary Mathematics (ط. 9th)، Cengage Learning، ص. 182، ISBN:9780538737791.
  197. ^ أ ب Lamb، Evelyn (31 أغسطس 2014)، "Look, Ma, No Zero!"، ساينتفك أمريكان، Roots of Unity، مؤرشف من الأصل في 2015-05-05
  198. ^ The standard sexagesimal notation using semicolon–commas was introduced by Otto Neugebauer in the 1930s. Neugebauer، Otto؛ Sachs، Abraham Joseph؛ Götze، Albrecht (1945)، Mathematical Cuneiform Texts، American Oriental Series، New Haven: American Oriental Society and the American Schools of Oriental Research، ج. 29، ص. 2
  199. ^ Fowler and Robson, p. 368. Photograph, illustration, and description of the root(2) tablet from the Yale Babylonian Collection High resolution photographs, descriptions, and analysis of the root(2) tablet (YBC 7289) from the Yale Babylonian Collection
  200. ^ David Gilman Romano, Athletics and Mathematics in Archaic Corinth: The Origins of the Greek Stadion, American Philosophical Society, 1993, p. 78. "A group of mathematical clay tablets from the Old Babylonian Period, excavated at Susa in 1936, and published by E.M. Bruins in 1950, provide the information that the Babylonian approximation of π was 3⅛ or 3.125." E. M. Bruins, Quelques textes mathématiques de la Mission de Suse, 1950. E. M. Bruins and M. Rutten, Textes mathématiques de Suse, Mémoires de la Mission archéologique en Iran vol. XXXIV (1961). See also Beckmann، Petr (1971)، A History of Pi، New York: St. Martin's Press، ص. 12, 21–22 "in 1936, a tablet was excavated some 200 miles from Babylon. [...] The mentioned tablet, whose translation was partially published only in 1950, [...] states that the ratio of the perimeter of a regular hexagon to the circumference of the circumscribed circle equals a number which in modern notation is given by 57/60 + 36/(60)2 [i.e. π = 3/0.96 = 25/8]". Jason Dyer, On the Ancient Babylonian Value for Pi, 3 December 2008.
  201. ^ Neugebauer 1969، صفحة 36. "In other words it was known during the whole duration of Babylonian mathematics that the sum of the squares on the lengths of the sides of a right triangle equals the square of the length of the hypotenuse."
  202. ^ Høyrup، صفحة 406. "To judge from this evidence alone it is therefore likely that the Pythagorean rule was discovered within the lay surveyors’ environment, possibly as a spin-off from the problem treated in Db2-146, somewhere between 2300 and 1825 BC." (Db2-146 is an Old Babylonian clay tablet from Eshnunna concerning the computation of the sides of a rectangle given its area and diagonal.)
  203. ^ Robson 2008، صفحة 109. "Many Old Babylonian mathematical practitioners … knew that the square on the diagonal of a right triangle had the same area as the sum of the squares on the length and width: that relationship is used in the worked solutions to word problems on cut-and-paste ‘algebra’ on seven different tablets, from Ešnuna, Sippar, Susa, and an unknown location in southern Babylonia."
  204. ^ Eves, Chapter 2.
  205. ^ Boyer (1991). "Greek Trigonometry and Mensuration". A History of Mathematics. John Wiley & Sons. ص. 158–159. ISBN:9780471543978.
  206. ^ Maor، Eli (1998). Trigonometric Delights. Princeton University Press. ص. 20. ISBN:0-691-09541-8.
  207. ^ Prestini، Elena (2004). The evolution of applied harmonic analysis: models of the real world. Birkhäuser. ISBN:978-0-8176-4125-2., p. 62
  208. ^ Rota، Gian-Carlo؛ Palombi، Fabrizio (1997). Indiscrete thoughts. Birkhäuser. ISBN:978-0-8176-3866-5., p. 11
  209. ^ Neugebauer 1969.
  210. ^ Brack-Bernsen، Lis؛ Brack، Matthias (2004). "Analyzing shell structure from Babylonian and modern times". International Journal of Modern Physics E. ج. 13 ع. 1: 247–260. arXiv:physics/0310126. Bibcode:2004IJMPE..13..247B. DOI:10.1142/S0218301304002028. S2CID:15704235.
  211. ^ Emspak، Jesse. "Babylonians Were Using Geometry Centuries Earlier Than Thought". Smithsonian. اطلع عليه بتاريخ 2016-02-01.