حفصة بنت عمر: الفرق بين النسختين

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
[نسخة منشورة][نسخة منشورة]
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:إزالة تصنيف عام لوجود تصنيف فرعي V2.4 (إزالة تصنيف:صحابيات)
JarBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت:الإبلاغ عن رابط معطوب أو مؤرشف V2.7
سطر 32: سطر 32:
== سيرتها ==
== سيرتها ==
=== في حياة النبي محمد ===
=== في حياة النبي محمد ===
تزوَّجت حفصة من [[خنيس بن حذافة|خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي]]، وأسلما معًا في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفردًا إلى [[الحبشة]]، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى [[يثرب]]. شارك خنيس في [[غزوة أحد]] مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من [[عثمان بن عفان]] و[[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم،<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86_%D8%AD%D9%81%D8%B5%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%B9%D9%85%D8%B1 حفصة زوجة الرسول ] 29/07/2008 قصة الإسلام</ref> وذلك بعد زواج النبي محمد من [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد [[خديجة بنت خويلد|خديجة]] و[[سودة بنت زمعة|سودة]] وعائشة. وكان عمر حفصة نحو 20 عامًا.<ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=31-35}}</ref> وقد اشتكت نساء النبي محمد يومًا من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر دخول على النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً: {{قرآن مصور|الأحزاب|28|29|30|31|32}}، فاخترن الله ورسوله.<ref name="قصة الإسلام" /><ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=60-64}}</ref>
تزوَّجت حفصة من [[خنيس بن حذافة|خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي]]، وأسلما معًا في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفردًا إلى [[الحبشة]]، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى [[يثرب]]. شارك خنيس في [[غزوة أحد]] مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من [[عثمان بن عفان]] و[[أبو بكر الصديق|أبي بكر]] أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم،<ref name="قصة الإسلام">[http://islamstory.com/ar/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86_%D8%AD%D9%81%D8%B5%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%B9%D9%85%D8%B1 حفصة زوجة الرسول ] 29/07/2008 قصة الإسلام {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20161214163309/http://islamstory.com:80/ar/%D8%A3%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86_%D8%AD%D9%81%D8%B5%D8%A9_%D8%A8%D9%86%D8%AA_%D8%B9%D9%85%D8%B1 |date=14 ديسمبر 2016}}</ref> وذلك بعد زواج النبي محمد من [[عائشة بنت أبي بكر|عائشة]]، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد [[خديجة بنت خويلد|خديجة]] و[[سودة بنت زمعة|سودة]] وعائشة. وكان عمر حفصة نحو 20 عامًا.<ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=31-35}}</ref> وقد اشتكت نساء النبي محمد يومًا من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر دخول على النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً: {{قرآن مصور|الأحزاب|28|29|30|31|32}}، فاخترن الله ورسوله.<ref name="قصة الإسلام" /><ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=60-64}}</ref>


=== حياتها بعد النبي محمد ===
=== حياتها بعد النبي محمد ===
سطر 41: سطر 41:


== شخصيتها ==
== شخصيتها ==
عُرف عن حفصة بنت عمر [[غيرة|غيرتها]] على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة و[[صفية بنت حيي بن أخطب|صفية]] وسودة، والآخر فيه [[أم سلمة]] وباقي نساء النبي محمد.<ref>فتح الباري، 51 كتاب الهبة، 8 باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، 5\243</ref> وقد ذكر [[محمد الشوكاني|الشوكاني]] في [[فتح القدير]] أن النبي محمد قد أصاب جاريته [[مارية القبطية]] أم ولده [[إبراهيم بن محمد|إبراهيم]] في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت {{اقتباس مضمن|يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي}}، فقال: {{اقتباس مضمن|أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟}} فقالت حفصة: {{اقتباس مضمن|بلى}} فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: {{اقتباس مضمن|لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ}}، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سببًا لتطليق النبي محمد لها.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80744 سبب طلاق النبي لحفصة دون عائشة]،[[إسلام ويب]] الإثنين 18 محرم 1428 - 5-2-2007</ref> ثم ردّها بعد أن جاءه [[جبريل]] قائلاً له: {{اقتباس مضمن|رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.}}<ref name="قصة الإسلام" /> وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى: {{قرآن مصور|التحريم|1|2|3|4}}، فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى [[أنس بن مالك]] أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: {{اقتباس مضمن|صفيَّة بنت يهودي}}، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: {{اقتباس مضمن|إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟}} ثم قال لحفصة: {{اقتباس مضمن|اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.}} وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء.<ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=43-57}}</ref>
عُرف عن حفصة بنت عمر [[غيرة|غيرتها]] على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى [[محمد بن إسماعيل البخاري|البخاري]] أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة و[[صفية بنت حيي بن أخطب|صفية]] وسودة، والآخر فيه [[أم سلمة]] وباقي نساء النبي محمد.<ref>فتح الباري، 51 كتاب الهبة، 8 باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، 5\243</ref> وقد ذكر [[محمد الشوكاني|الشوكاني]] في [[فتح القدير]] أن النبي محمد قد أصاب جاريته [[مارية القبطية]] أم ولده [[إبراهيم بن محمد|إبراهيم]] في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت {{اقتباس مضمن|يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي}}، فقال: {{اقتباس مضمن|أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟}} فقالت حفصة: {{اقتباس مضمن|بلى}} فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: {{اقتباس مضمن|لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ}}، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سببًا لتطليق النبي محمد لها.<ref>[http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80744 سبب طلاق النبي لحفصة دون عائشة]،[[إسلام ويب]] الإثنين 18 محرم 1428 - 5-2-2007 {{Webarchive|url=http://web.archive.org/web/20180102061425/http://fatwa.islamweb.net:80/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=80744 |date=02 يناير 2018}}</ref> ثم ردّها بعد أن جاءه [[جبريل]] قائلاً له: {{اقتباس مضمن|رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.}}<ref name="قصة الإسلام" /> وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى: {{قرآن مصور|التحريم|1|2|3|4}}، فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى [[أنس بن مالك]] أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: {{اقتباس مضمن|صفيَّة بنت يهودي}}، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: {{اقتباس مضمن|إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟}} ثم قال لحفصة: {{اقتباس مضمن|اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.}} وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء.<ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=43-57}}</ref>


كما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها،<ref name="قصة الإسلام" /><ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=94-97}}</ref> وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية [[الشفاء بنت عبد الله]].<ref name="قصة الإسلام" /> وقد أشادت أم المؤمنين بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: {{اقتباس مضمن|هي التي كانت تساميني من أزواج النبي}}، وقالت أيضًا عنها: {{اقتباس مضمن|ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها}}.
كما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها،<ref name="قصة الإسلام" /><ref>{{Harvard citation no brackets|الخراط|2001|p=94-97}}</ref> وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية [[الشفاء بنت عبد الله]].<ref name="قصة الإسلام" /> وقد أشادت أم المؤمنين بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: {{اقتباس مضمن|هي التي كانت تساميني من أزواج النبي}}، وقالت أيضًا عنها: {{اقتباس مضمن|ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها}}.

نسخة 22:52، 25 يوليو 2018

أم المؤمنين حفصة بنت عمر
حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوية القرشية

معلومات شخصية
الميلاد 18 ق.هـ / 605م (5 أعوام قبل البعثة)
مكة المكرمة
الوفاة 41 هـ / 661م
المدينة المنورة
مكان الدفن البقيع
اللقب أم المؤمنين
الزوج خنيس بن حذافة السهمي
محمد بن عبد الله
الأب عمر بن الخطاب  تعديل قيمة خاصية (P22) في ويكي بيانات
الأم زينب بنت مظعون  تعديل قيمة خاصية (P25) في ويكي بيانات
إخوة وأخوات
أقرباء صفية بنت أبي عبيد (زوجة الأخ)[1]  تعديل قيمة خاصية (P1038) في ويكي بيانات
شجرة نسب السيدة حفصة والتقاءه بنسب النبي محمد وأنساب باقي أمهات المؤمنين.

أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب إحدى زوجات النبي محمد، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. أسلمت حفصة في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد.

نشأتها

ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قُرط بن عدي بن كعب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة،[2] ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي.[3] اسم حفصة يعني الرَّخَمَةُ، وقيل مؤنث حفص وهو ولد الأسد،[4] ولا يُعرف لحفصة بنت عمر كُنية كعادة العرب في ذلك الوقت.[5] أبو حفصة هو عمر بن الخطاب أحد كبار الصحابة والخليفة الثاني للنبي محمد بعد أبي بكر الصديق، وأمها زينب بنت مظعون الجمحية أخت الصحابة عثمان وعبد الله وقدامة بني مظعون الجمحي، وعمة الصحابي السائب بن عثمان بن مظعون، وقيل أنها هاجرت ولكن لم يثبت بذلك دليل.[6]

وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سنًا،[7] ولها العديد من الإخوة أشهرهم أخيها لأبيها وأمها عبد الله[8] ولهما أخ آخر شقيق اسمه عبد الرحمن الأكبر تمييزًا له عن أخين آخرين من أبناء عمر بن الخطاب ثلاثتهم يحملون نفس الاسم عبد الرحمن. وقد أشار ابن سعد في طبقاته إلى أخت لحفصة تسمى فاطمة، ولم يرد ذكرها في أي كتاب أخر.[9]

سيرتها

في حياة النبي محمد

تزوَّجت حفصة من خُنَيْس بن حذافة بن عدي السهمي، وأسلما معًا في مكة، ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجر خُنَيْس منفردًا إلى الحبشة، ثم عاد وهاجر مع زوجته حفصة إلى يثرب. شارك خنيس في غزوة أحد مع المسلمين، وأصيب فيها بجراح تُوفِّي على إثرها فيما بعد. ولما تُوفي خنيس، عرض عمر على كل من عثمان بن عفان وأبي بكر أن يتزوج أحدهما من حفصة، فأبيا. ثم خطبها النبي محمد لنفسه، فقبل عمر. كان ذلك الزواج في شعبان 3 هـ على صداق قدره 400 درهم،[10] وذلك بعد زواج النبي محمد من عائشة، وهي الرابعة في ترتيب زوجاته بعد خديجة وسودة وعائشة. وكان عمر حفصة نحو 20 عامًا.[11] وقد اشتكت نساء النبي محمد يومًا من ضيق النفقة، وتكلمن معه في ذلك في وقت كان أبو بكر وعمر دخول على النبي محمد، فهمّ كل منهما بضرب وتأنيب ابنته لولا أن نهاهما النبي محمد عن ذلك. فنزل الوحي بتخيير نساء النبي، قائلاً:  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا  وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا  يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا  وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا  يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا  ، فاخترن الله ورسوله.[10][12]

حياتها بعد النبي محمد

بعد وفاة النبي محمد، لزمت حفصة بنت عمر بيتها، ولم تخرج منه، ولم يرد ذكرها سوى في حدثين هامين، الأول بعد حروب الردة، وما أصاب المسلمين من فقد الكثير من حفظة القرآن. قرر أبو بكر جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب، فأمر زيد بن ثابت بجمعه في مصحف واحد ظل عند أبي بكر حتى وفاته، ثم صار عند عمر. وبعد وفاة عمر، صار هذا المصحف في حوزة حفصة. ثم اختلف الناس في زمن عثمان بن عفان، لاختلاف القراءات حول أيها أصح، فأرسل عثمان إلى حفصة يطلب المصحف لينسخ منه عددًا من النسخ. والثاني لما أرادت عائشة الخروج إلى البصرة إثر الفتنة التي ضربت المسلمين بعد مقتل عثمان بن عفان، همَّت حفصة بالخروج معها، إلا أن أخاها عبد الله بن عمر حال بينها وبين الخروج.[10]

وفاتها

توفيت حفصة في شعبان 41 هـ بالمدينة في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وصلى عليها مروان بن الحكم أمير المدينة في ذلك الحين، ودفنت في البقيع، ونزل في قبرها أخواها عبد الله وعاصم.[10]

شخصيتها

عُرف عن حفصة بنت عمر غيرتها على النبي محمد من زوجاته الأخريات، فقد روى البخاري أن نساء النبي محمد كن حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة، والآخر فيه أم سلمة وباقي نساء النبي محمد.[13] وقد ذكر الشوكاني في فتح القدير أن النبي محمد قد أصاب جاريته مارية القبطية أم ولده إبراهيم في غرفة زوجته حفصة، فغضبت حفصة وقالت «يا رسول الله لقد جئتَ إليَّ بشيء ما جئتَه إلى أحد من أزواجك، في يومي وفي دوري وعلى فراشي»، فقال: «أَلا تَرْضَيْنَ أَنْ أُحَرِّمَهَا فَلا أَقْرَبُهَا أَبَدًا؟» فقالت حفصة: «بلى» فحرَّمها النبي على نفسه، وقال لها: «لاَ تَذْكُرِي ذَلِكَ لأَحَدٍ»، فذكرته لعائشة، فكان ذلك سببًا لتطليق النبي محمد لها.[14] ثم ردّها بعد أن جاءه جبريل قائلاً له: «رَاجِعْ حَفْصَةَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ.»[10] وقد نزل الوحي يروي تلك القصة، بقوله تعالى:  يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ  قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ  وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ  إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ  ، فكفّر النبي محمد عن يمينه، وأصاب مارية. وعن غيرتها من زوجته صفية، روى أنس بن مالك أن صفيَّة بلغها أن حفصة قالت: «صفيَّة بنت يهودي»، فبكت واشتكت للنبي محمد، فقال لصفية: «إِنَّكِ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّكِ لَنَبِيٌّ، وَإِنَّكِ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فَفِيمَ تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟» ثم قال لحفصة: «اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفْصَةُ.» وغير ذلك من المواقف التي تحدث بين النساء.[15]

كما عُرف عنها البلاغة والفصاحة، ولها خطبة مشهورة قالتها بعد مقتل أبيها،[10][16] وقد كانت حفصة من قلة النساء اللاتي تعلمن الكتابة وقتئذ، تعلمتها على يد الصحابية الشفاء بنت عبد الله.[10] وقد أشادت أم المؤمنين بحفصة بنت عمر، فقالت عنها: «هي التي كانت تساميني من أزواج النبي»، وقالت أيضًا عنها: «ما رأيت صانعاً مثل حفصة، إنها بنت أبيها».

وقد روت أم المؤمنين حفصة بنت عمر أحاديث عن النبي محمد وعن أبيها بلغت ستين حديثًا، منها ثلاثة متفق عليها، وانفرد مسلم بستة أحاديث، وروى عنها جماعة من الصحابة والتابعين؛ كأخيها عبد الله وابنه حمزة وزوجته صفية بنت أبي عبيد وحارثة بن وهب والمطلب بن أبي وداعة وأم مبشر الأنصارية وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن صفوان والمسيِّب بن رافع وغيرهم، وأورد بقيّ بن مخلد في مسنده ستون حديثًا عنها.

مراجع

  1. ^ «حفصة بنت عمر»: جامعة المصحف.. زوجة النبي وبنت أمير المؤمنين، 2 يونيو 2017، QID:Q2829240
  2. ^ الخراط 2001، صفحة 13-14
  3. ^ الخراط 2001، صفحة 9
  4. ^ الخراط 2001، صفحة 10
  5. ^ الخراط 2001، صفحة 11
  6. ^ الخراط 2001، صفحة 22
  7. ^ الخراط 2001، صفحة 15
  8. ^ الخراط 2001، صفحة 23
  9. ^ الخراط 2001، صفحة 27
  10. ^ أ ب ت ث ج ح خ حفصة زوجة الرسول 29/07/2008 قصة الإسلام نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ الخراط 2001، صفحة 31-35
  12. ^ الخراط 2001، صفحة 60-64
  13. ^ فتح الباري، 51 كتاب الهبة، 8 باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض، 5\243
  14. ^ سبب طلاق النبي لحفصة دون عائشة،إسلام ويب الإثنين 18 محرم 1428 - 5-2-2007 نسخة محفوظة 02 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ الخراط 2001، صفحة 43-57
  16. ^ الخراط 2001، صفحة 94-97

مصادر

  • الخراط، أمينة عمر (2001). حفصة بنت عمر الصوامة القوامة. دار القلم، دمشق الطبعة الأولى.

وصلات خارجية