لبنان هو من بين أقدم البلدان في إنتاج النبيذ في العالم.[1] وكان للفينيقيين دور فعال في نشر النبيذ وزراعة الكروم على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط في العصور القديمة. يبلغ الإنتاج السنوي في لبنان حوالي 8000،000 زجاجة من النبيذ. وقد شهد هذا القطاع نموا غير مسبوق، فقد ارتفع عدد مصانع النبيذ من 5 مصانع في العام 1990 إلى 36 مصنعا في العام 2014 بينها 25 مصنعا مصدرا والباقي للتسويق والاستهلاك الداخلي.[2]
يذهب البعض إلى أن زراعة الكرمة وصناعة النبيذ، وصلت إلى لبنان من خلال المملكة الرومانية القديمة وذلك منذ أيام اسكندر الأكبر قبل 2000 عام. بينما يعتقد البعض الآخر أن هذا الصنف من الزراعة والصناعة قد وصلت من بلاد القوقاز عبر بلاد ما بين النهرين أو عن الطريق التجاري الذي كان يمر بالبحر الأسود آنذاك. وقد نمت هذه الزراعة والصناعة بسرعة كبيرة في أرض كنعان وفي سواحل لبنان، وتم تصدير النبيذ الجبيلي (نسبة لمدينة جبيل) إلى مصر القديمة ( 2686 - 2134 قبل الميلاد). كما تم تصدير الخمور من صوروصيدا إلى جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط القديم، وقد وجدت في حطام بعض السفن الفينيقية التي غرقت قوارير من النبيذ كانت لا تزال سليمة.
وكان للنبيذ حيّز مهم في الديانات القديمة، الفينيقية والرومانية واليونانية، وهذا ما يظهر جليا في الاهتمام بتصوير أشجار الكرمة وكرومها.
عندما أصبح لبنان جزءا من الخلافة الإسلامية، انخفض إنتاج النبيذ، إلا ان السلطة الحاكمة كانت تتغاضى عن وجوده بين السكان المسيحيين لأغراض دينية. وقد لجأ المسيحيون إلى تطوير العرق لللإستعاضه به عن النبيذ. تم إحياء صناعة النبيذ في العام 1857، عندما زرع المسيحيون أشجار الكرمة المستوردة من الجزائر في شاتو كسارة قرب زحلة في وادي البقاع اللبناني.